البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : الحرية    قيّم
التقييم :
( من قبل 21 أعضاء )
 عبدالرؤوف النويهى 
15 - أبريل - 2006

 

   

الحرية                                                                                                                           

  المعشوقة الخالدة على مر العصور والدهور ، وتزهق الأرواح فداءا لها ،

 كنت ومازلت مقدما روحى ونفسى  ،وفى معبدها النورانى ، قربانا وتضحية ،

وللحرية أغنى ، ولشهداء الحرية عبر العصور  والدهور أغنى ،

ولما حض عليه أخى العزيز / وحيد ، بفتح ملف الحرية ، وللرجاء الصادق من أخى الأعز / زهير ، وكلمته ( فلا أرى مثل الحرية فضيلة ترسف فى أغلال الإستعباد ، مسحوقة ممحوقة مهانة ،مبصوقا عليها ،مد اسا على وجهها ))، وانضمام أخى الجميل / السعدى ،فى قبولى للدعوة والمساهمة فى ملف الحرية ،وللأحرار فى كل مكان من المعمورة ، ولإختى الجليلة / ضياء ، وأخى الفاضل / يحيى ،ومحمد فادى ، وعبدالحفيظ ، والعياشى 

ولأصدقائى جميعا   ، وعلى بركة الله ، وفى سبيل الحرية                       

         أغنى     أغنية الحرية

 2  3  4  5  6 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ماتبقّى من ذيل البزازين    كن أول من يقيّم
 

السلام عليكم أخى العزيز يحيى

تحية الى الاخوين ابى عبدالله وابى احمد

أُمّنا التى قلتُ أننا نبكى عليها حسرةهى: أم عبدالله وأُم أحمد( ابى ايضا اسمه احمد) وأُمى وأُم يحيى ربّما. أنا لاأُجيد الحديث عن الخيانة العربية أصلا لاننى وأنتَ معى كما أظن نعيشُ ما نعتقدهُ نحن خيانة ويسمّيها الاخرون ضرورة مرحليّة أو(أكل عيش) أو كما نقول نحن( مشّى عربانَتَك) لقد ناوأنا العدو الداخلى والخارجى معا, فها نحن فى الخارج , وعدوّنا فى الداخل . أدخلونى برج البزازين عنوة وانتهيتُ الى ذيلهِ, علّنى أخرجُ منهُ بعد أن يقطعَهُ مُخلّص _ أخشى أن يكون لصا يهرب بالذيل ويتركنى لاسنانه!- ما زلنا فى انتظاره منذ بدء الخليقة.

                أمست صبايا الحورِ تشكونى                 للـعمِ عبد الله برذونـى:

                لم ننتهى من طردِ فئرانـهم                  حتى غزونا بالبزازيـنِ

               ما أحلى باريسَ بأضوائـها:                 حوريّة من بحرها (السينِ)

                وسعـدُكم قُبّـح من بؤسـهِ                  مُلهمهُ شاربُ بـزّونِ

                فـهـرّهُ مفقـوءة عينـهُ                    معـوّق من حرب تشرينِ

                قد قطعـوا من دبرهِ ذيلـهُ                   فراحَ يختـالُ بدبريـنِ!

               ما استودعوهُ لحمة فانبـرى                   يبحثُ عنها فى الدرابينِ

               استوزروا ابن أخى عمـهِ                     وزارة التسليـحِ بالدَّيـنِ

                مدفعهُ المعقوف من أنفـهِ                      يمشى بعكاز ورجليـنِ

                ففرَّ بعد الخسفِ من خوفه                     بذيلـهِ أسلابِ (قارونِ)

                مرّ على الشامات فى دربه                    فهـزّهُ للقـطِ: (هارونِ)!

                قامت لنا فى عهدهِ دولـة                     مركزها خُـردة (بكّيـنِ)

               من (الرّها) بُسطالُ أجنادها                    وخوذةُ الرأسِ من الصينِ

                قدّمهـا مهـرا لحوريّـة                     ضرّتها حوريّة الطيـنِ!

                أيقظهـا خازنُ أشعاركـم                    من حمأ أحمرَ! مسنـونِ!

                ما افتضّها وجزّ أصوافها                     إلا (زهير) وابن (سبعينِ)!

                فأنجبت آخـرَ فرسانـهم                     كبـا بوعّـاظِ السلاطيـنِ

                تنازعوا الامرَ على حرثهم                    فألحقـوُهُ بابـنِ (سيرينِ)!

 

           

           

                                   

              

              

alsaadi
12 - مايو - 2006
لم أفهم    كن أول من يقيّم
 
أستعير من أستاذتي ضياء خانم قولها: (لم أفهم)?
فقد أمضيت ساعتين من أجل أن أفهم، ولكني لم أفهم، ..
حاولت وأجهدت فكري عسى أن أفهم، ولكني لم أفهم،
وقلت: أقرأ كل بيت على حدة رجاء أن أفهم، ولكني لم أفهم ?
وأراك أحلتني أخيرا إلى ابن سيرين، فسألته: ما علاقة زهير ابن العشرين بابن سبعين ? فلم يحر جوابا، وسألته: ما هي خردة بكين ? فكأني فقأت في وجهه حب الرمان، وسألته عن الوزير ? فقال لي: مالك تثب مثل قطرب في ثوب سيبويه، فقلت له:
يـا  سعدويه iiزهيرويه يـقول  قول iiضياءويه
لـك من مثلث iiقطرب مـا  ليس يفهم سيبويه
والله  لـم أفـهـم وقد أرهقت من نظري iiإليه
وعـجـمت  ذيلك كله وفـحصته  من iiجانبيه
وعييت  أعرف iiشرحه وخشيت أن أجني عليه
إن كنت تعرف iiشارحا فـأريـد تـبعثني إليه
*زهير
13 - مايو - 2006
هديتي إلى ملف الحرية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

  اخترت بأن أهدي هذه البطاقة إلى ملف الحرية لأن الرغبة على المشاركة فيه تنتابني منذ زمن طويل . إلا أن الحديث عن الحرية أمر شديد التعقيد ، لأن الحرية هي ، كما أظن ، أعمق غريزة لدى الإنسان . مع ذلك ، فهي القربان الذي نضحي به غالباً للحصول على الأمان والعيش الرغيد ، وهي بالتالي الغريزة الأشد تعرضاً للقسر والحرمان . فكيف نفهمها ? ثم ، كيف نعقلها ،  وهي كالفرس الحرون التي ما تعرضنا غالباً للخطر ، والتي من الممكن لها بأن تقودنا إلى التهلكة ???

  ليس لدي أجوبة جاهزة على هذه التساؤلات إلا أنني أضع بين أيديكم تهيؤات خطرت لي وأحببت مشاركتكم فيها .

   اليوم أزعم ، بأن الحرية ، هي فرصتنا الوحيدة للخلاص ، وبان ملكوت السماوات لن تفتح لنا أبوابها إذا لم نعرف كيف نسترد حريتنا التي ضيعناها بأنفسنا .

  خطرت لي هذه الذكرى التي أسردها عليكم ، عندما قرأت عبد الحفيظ وهو يرد على مشروع سراة الوراق بما قاله  هناك ، من حسن بيانه الصافي المتأتي من روحه الصافية . مقولته عن البحر وزبده وذكريات أمه التي رضع حبها من منبع الماء الزلال ، دون أن يكدره جدول الحياة بمكدر ،  أثارت في نفسي هذه الخاطرة  ........... 

 

بطاقة حب إلى الأزرق

 
  حدث ذلك في حمأة شهر تموز السادي التوهج ، أن فتحت عيني على الحياة لأول مرة ! رأيت الشمس تملأ المكان ! أبهرتني منها تلك الأضواء المشتعلة بالفضة وأنست النظرإلى قببها المهرجان
 
  تحت وطأة تلك الشمس الساطعة ، المسرفة في إشعاعها ، ومن على الشرفة البحرية ، رحت أنظر إلى بساتين الليمون التي كانت تستلقي تحت ناظرنا سابحة نحو الأديم . بساتين الليمون ،  باخضرارها الداكن الوثير، كانت تسير بنا بالبصر حتى حدود البحر ، لتمشي بمحاذاته ، دون أن تجرؤ على ملامسته أبداً . تتململ بقربه بلطف ووداعة كأنها خليلته . هي كانت بدماثتها وتواضعها ، تمنحنا بركة هذا اللقاء ، لأن البحر ، تحت سمائنا ، هو سلطان المكان بدون منازع .
 
  هو ذلك الأزرق الجميل ، الأزرق الواثق ، الممعن في الخيلاء ، الذي لا يخالطه الشك أو يعتريه الحذر . هو ذلك الأزرق المهيمن بقوة وقدرة ، الذي لا تشوبه الشوائب ، ولا يكدره مكدر . هو الغائص بوجدنا نحو الأعماق ، الفائض بأعيننا نحو اللامتناهي ، السابح صوب تخوم الرجاء . هو الأزرق القديم ، الذي عرفناه منذ الأزل ، المتوغل فينا حتى حدود الجهات . منذ البداية ، وحتى تمام الزمن الذي أعرفه ، لم يقو خيالي على الانفلات من ذلك المشهد الأسطورة ، كأن ارتطام اللون بأعماقي ، الذي ولد شرارة الحب الأولى ، قد التصق به وترسخ إلى الأبد .
 
  ولما كبرت قليلاً ، وصار أبي يصحبنا معه إلى البحر ، صرت أتعلق بكتفه ، فيسحبني معه نحو العميق . هناك ، كان يتركني على مسطح صغير من الخشب كنا نسميه : " الطبلية " ويأمرني بأن أبقى ، دون حراك ، لكي يتمكن من السباحة ، هو ، بحرية ، في عرض البحر .
 
  من على تلك الطبلية ، كنت أرقب حركة ذراعيه السمراوين اللتين لوحتهما الشمس ، ورأسه التي كانت تتلاشى مبتعدة عن ناظري ، فكنت أجد نفسي ، فجأة وحدي ، في حضرة البحر ، بجسمي الصغير، وبصري الذي أنس ذلك اللون ، وألف ذلك الإشعاع ، وتملكه منه ذلك الحب الخالد الذي لا ينتهي
 
  شيء من الخوف كان يتملكني ! شيء من الرغبة العارمة في التوحد مع تلك الزرقة الطاغية ، كان يستبد بي . وكنت كلما استدرت حول نفسي ، ما رأيت إلا ذات المشهد : أمواه بلورية داكنة الزرقة ، وسحيقة الغور تطوف فوقها أشعة الشمس . وكنت كلما أمعنت النظر إليها من فوق المكان ، كلما توغلت بي نحو أعماق ليس لها قرار . 
 
  انجذاب عارم ، كان يدفع بي نحو تلك الأعماق . شيء من الضيق كان ينتابني لشعوري بأنني أسيرة قطعة الخشب المهترئة تلك وبأن خوفي من البحر ، هو أقوى من حبي له ، وأنه يحول بيني وبينه .
 
  حبي العميق لتلك الكينونة من الجمال الآسر ، يحيط بي من كل جانب ، كان يأمرني بالسعي نحو ذاك اللقاء ، والانجراف وراء سحره الغامض . شيئاً فشيئاً ، صرت أنزلق بجسمي الصغير من على حافة الطبلية لألامس السحر بقدمي ، ثم لأستغرق فيه فيما بعد وأنا أشد بيدي على قطعة الخشب القديمة ، تكاد تفلت من يدي . ثم ، ذات مرة ، وبينما كنت أرى والدي متجهاً نحوي ،  عائداً من نزهته البحرية ، انفلت منها تماماً وسبحت نحوه بقوة اندهش لها ،  واندهشت لها أنا أيضاً ، فأسرع نحوي ليمسكني ، وكان ذلك الحب المضاعف هو أول درس تعلمته في السباحة .      
 

 

*ضياء
20 - مايو - 2006
للحرية أغنى (14) ساعات لوركا الأخيرة    كن أول من يقيّم
 

ساعات لوركا الأخيرة ترجمها الشاعر الكبير / سعدى يوسف ، هذا الشاعر الأسبانى الخالد ، أحب هذا الشاعر ، وحزنى عليه يتجدد ، وأشعار ومسرحياته  لا تفارقنى أبدا ،  كان ضحية الطغيان والطغاة 000لكن خلوده يقول الكثير والكثير ، وسحقا للطغاة والطغيان ، وأهلا بالحرية 0

فجرَ الأحد ، السادس عشر من آب 1936 ، سقط مانويل مونتيسنوس ( زوج أخت لوركا ) برصاص مفرزة إعدامٍ فرنكويّـة . القسيس الذي تلقّـى الإعترافَ الأخير ، ذهب ، بنفسه ، إلى أسرة لوركا  ، يخبرها بموته .
عـلِـمَ  لوركا ، هاتفياً ، بما حدثَ . وبدأ آلُ روزاليس  ( الذين استضافوا لوركا الخائف ) يقلقون عليه . وكان
أحد الكتائبيين حذّرهم من عمليات إلقاء قبضٍ جارية  ، قد تشمل لوركا . وفكّـرت العائلةُ بنقله إلى مأوى أكثر أمناً ، ربما إلى دارة الموسيقيّ مانويل دي فايا  ( كارمن )  ، بأعالي غرناطة .
حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر ، توقفت سيارةٌ  بها ثلاثة ضباطٍ عند منزل آل روزاليس ، واتخذَ جنودٌ مسلحون بالرشاشات مواضع لهم على امتداد الشارع ، وفوق سطوح المنازل المجاورة ، وطوّقت قواتٌ إضافيةٌ الشوارعَ المحيطةَ . تقدمَ الضباطُ الثلاثةُ إلى مدخل المنزل ، وأعلنوا أنهم جاؤوا يقبضون على لوركا .
لم يكن في المنزل ، آنذاك ، من آل روزاليس ، سوى السيدة روزاليس التي واجهت رويث آلونسو ( الآمر ) وزميلَـيه ، رافضةً أن يأخذوا لوركا من منزلها  ، وطالبةً أن تعرف سبب القبض عليه .
قال أحدُ الثلاثة : " مؤلَّـفاتُــه " .
السيدة روزاليس تشبّثت بموقفها  ، وذكّـرت الضباطَ بانتماء عائلتها إلى الكتائب ، وأصرّت على إخبار زوجها وأولادها بالأمر ، هاتفياً . رضخَ رويث آلونسو . وخلال نصف ساعةٍ ظلت السيدة تحاول الإتصالَ بأحد أفراد عائلتها ، حتى تمكنت أخيراً مـن العـثور على ابنها ميغويل في ثُكْـنة الكتائب . استخدمَ رويث آلونسو السيارةَ لإحضار ميغويل ، وعاد الإثنان إلى المنزل بعد وقتٍ قصيرٍ ، صحبةَ رجالٍ آخرين .
لم يستطع ميغويل روزاليس  ، أن يثني رويث آلونسو عمّـا اعتزمَ.  وحين استفسرَ من آلونسو عن الذنب الذي اقترفه لوركا  ، قال هذا : "  لقد أضـرَّ بنا قلمُــهُ  ، أكثرَ مما فعل آخرون بالمسدس " .
كان لوركا في أعلى المنزل ، وسمع المشــادّةَ حوله . وعندما تأكدَ من أنه سوف يعتقَــل ، ركع مع العمة لويزا  ، أمام صورةٍ للقلب الأقدس ، وصــلّــى .
 كان على شفا الإنهيار ، يرتعش ، ويبكي .
وحين غادرَ المنزلَ ودّع العمة لويزا والسيدة روزاليس . أمّـا اسبرانزا  فقد قال لها :
" لن أعطيكِ يدي ، لأنني لا أريدكِ أن تظني أننا لن نلتقي ثانيةً " .
كان يرتدي سروالاً رمادياً غامقاً ، وقميصاً أبيضَ ، مع ربطة عنقٍ مُـرخاةٍ .
قاده رويث آلونسو خارج الباب ، وعبر الناصية ، إلى السيارة المنتظِــرة .
بعد مغادرته بدقائقَ ، اتصلت السيدة روزاليس هاتفياً بأسرة لوركا  . وفي اليوم نفسه ذهب زوجها إلى والد لوركا. اسرع الرجلان إلى محامي العائلة  ، لتدبير دفاعٍ قانونيّ ، في حال تقديم المتمردين ، لوركا ، إلى محاكمة.
***
أوصلت السيارة ، لوركا ، إلى بناية الحكومة المدنية في شارع دوكويسا ، لِـصقَ حدائق النباتات التابعة لجامعة غرناطة ، غير بعيد عن منزل آل روزاليس . جرى تفتيش لوركا  ، واحتُـجِــزَ في مكتبٍ . وقد أكّــدَ له ميغويل روزاليس الذي رافقه في الرحلة القصيرة ، أنه لن يتعرض لأذىً .
في ما بعدُ ، وفي اليوم نفسه ، ذهب لويس روزاليس وأخوه خوزيه ، وهما عضوان قديمان في الكتائب ، إلى بناية الحكومة المدنية  ، وطلبا تفسيراً لاعتقال لوركا . أُمِـرا بالإنصراف. ولاحقاً ، كان على لويس أن يوضح في وثيقة رسميةٍ قراره باستضافة لوركا في منزله ، مبيناً أن لا أحدَ اعتبرَ إقامةَ لوركا لديه " اختفاءً "  ، وأن كثيرين من الكتائبيين يعلمون بإقامة لوركا لديه . دافعَ روزاليس عن أفعاله  ، وأقسمَ على " الدفاع عن ديني وعلَـمي ووطني".
واضحٌ أنه كان ، وعائلته ، في وضعٍ دقيقٍ .
فبعد يومين من اعتقال لوركا ، تبرع لويس روزاليس بخاتمٍ إلى الكتائب ، وأهداهم أبوه هدية ثمينة من المصوغات والنقود الذهب " في سبيل الوطن " .
سُــمِـحَ لخوزيه روزاليس برؤية لوركا ، مساء السادس عشر من آب ، فأعطاه كارتون سجائر " جَـمل " .
وسأله لوركا أن يتبرع بمالٍ ، باسمه ، للكتائب . كما سُمح لأحد جيران آل روزاليس برؤيته ليوصل إليه بطانيات من السيدة روزاليس. وهناك شاهدٌ ثالثٌ رأى لوركا أثناء اعتقاله في بناية الحكومة المدنية  ، يتذكر أنه كان صامتاً
باديَ الإمتعاض .
صباحَ الإثنين ، السابع عشر من آب ، دخلت أنجلينا كوردوبيّـا ، مربية كونجا غارثيا لوركا ، الغرفةَ الطويلةَ ذاتَ الأثاث النزرِ  ، حيث كان لوركا محتجَـزاً تحت حراسةٍ مسلّـحةٍ .
قال لها لوركا : " أنجلينا ، أنجلينا ، لماذا جئتِ ? "
قالت له : " أمّـكَ أرسلتني " .
وقدّمت إلى لوركا سلّـةً فيها أومليت بيض وبطاطا ، وترموس قهوة ، وتبغ .
تفحّـصَ حارسٌ الطعام ، ليتأكد. لكن لوركا كان بلا شـهيّـةٍ . وغادرت أنجلينا مسرعةً .
ارتفعت درجة الحرارة كثيراً عصرَ ذلك اليوم ، لكن لوركا ظلّ محتجزاً داخل بناية الحكومة المدنية .
***
حسبَ شخصٍ في الجوار ، صادفَ أنه كان في الشارع ، صبيحةَ اليوم التالي ، أُخِـذَ لوركا من البناية حوالي الساعة الثالثة صباحاً ، من يوم الثلاثاء ، الثامن عشر من آب ، مغلولاً مع رجلٍ ثانٍ ، ديوكورو جالبندو جونثالث،
وهو معلمٌ أعرجُ كان اعتُـقِـلَ قبل ساعة .
وُضع الإثنان في سيارة ، مع سائق ، وحارسينِ ، وكتائبيّيـنِ .
انطلقت السيارةُ بالرجال السبعة ، في ظلام غرناطة ، نحو الطرف الشماليّ الغربيّ للمدينة ، وانعطفت في طريقٍ غير ممهّدٍ ، يلتوي بحدّةٍ ، صاعداً إلى السفوح الجرداء للسييرا نيفادا .
لم تكن الليلة ذات قمرٍ .
على مبعدة ستة أميال من غرناطة ، وعلى علوّ ثلاثة آلاف قدمٍ فوق مستوى سطح البحر ، توقّفت السيارة ، في قرية فيثنار ذات البيوت البيض ، عند قصرٍ من القرن الثامن عشر ، حُـوِّلَ إلى مركز قيادةٍ كتائبيّ .
وبعد انتظارٍ قصيرٍ ـ ربما لتسلّـم الأوراق ـ أُخذَ لوركا ورفيقه إلى مبنىً من الحجـر الأحمر ، أسفلَ فيثنار تماماً،
على حافة جُـرفٍ مفاجـيء .
حتى ذلك الشهر ، كان المبنى ( لا كولونيا ) يستعمَـل ملعبَ أطفالٍ صيفياً . لكن منذ الأول من آب استُخدِمَ زنزانةً للسجناء المحكومين .
جنودٌ ، وحراس ، وحفارو قبور ، وخادمان ، كانوا يسكنون الطابق العلوي من ( لا كولونيا ) .
احتُـجِـزَ لوركا في الطابق الأسفل . كان معه المعلم جالبندو جونثالث ، ومصارعا ثيران يساريّـان .
تلك الليلةَ ، كان الحارس الشابّ ، خوزيه خوفر تريبالدي ، يتولى نوبة الحراسة. قال تريبالدي للسجناء مطَـمْـئناً إنهم سيؤخذون اليومَ التالي ، للعمل في شقّ طريقٍ . قدّم له لوركا سجارةً ، وحاول أن يبدأ معه حديثاً ، مستفسراً إن كان بإمكانه صباح غدٍ الحصول على صحيفةٍ وتبغٍ . أجابه تريبالدي : نعم .
لكن ، بعد حينٍ ، أفصحَ تريبالدي للرجال الأربعة عن حقيقة الأمر.
لقد شعر ، باعتباره كاثوليكياً تقيّـاً ، أن واجبه يدعوه إلىيخبرهم بأنهم سوف يُـقتَـلون ، وبأنه يقدم لهم فرصةَ الإعتراف الأخير.
كان لوركا مصعوقاً : " لكني لم أفعل شيئاً ! " . هكذا صرخَ .
حاولَ أن يقول صلاةً . " أنت تدري . أمي علّـمتنيها. والآن نسيتُـها" . قال هذا باكياً . ثم تساءلَ : " هل سأكون ملعوناً ? "
قال له تريبالدي إنه لن يكون ملعوناً .
 قُبَـيلَ الفجر ، أُخذ السجناء الأربعة من لا كولونيا ، في شاحنةٍ ، نحو سفحٍ عند المنحدَر ، حيث أشجارُ الزيتون ملتفّةٌ . تحت موضعهم بأميالٍ يمتدّ الفيغا . وعلى مبعدة مئاتٍ من الأقدام ، قرب قرية الفاكار ، خزّانُ ماءٍ عربي من القرن الحادي عشر ، فوينته غرانده ، وهو بالعربية : عين الدموع . قروناً ظلّ يزوِّد غرناطةَ ماءً .
لم تكن الشمس بزغتْ بعدُ ، حين سمع رفاقه قعقعة البنادق.
لقد أُعدِموا بالرصاص ، عند أشجار الزيتون .
وحين طلع النهار ، دفع حفارو القبور رفوشَـهم في التراب ، وشــرعوا في عملهم الصباحيّ .

                                                              

 

 

*عبدالرؤوف النويهى
22 - مايو - 2006
للحرية أغنى (15)من أشعار لوركا 00000مهداة لضياء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

   

               أغنية ماء البحر

البحر يبتسم على مدى البصر ، أسنان من الزبد ، وشفاه من السماء

 "ماذا تبيعين أيتها الفتاة الحائرة ، العارية الصدر "

"أبيع ياسيدى ، ماء البحر "

 " ماذا تحمل  ، أيها الشاب  الأسمر ، ممتزجا   بدمك "

"أحمل ياسيدى    ماء    البحار "

" الدموع المالحة  ياأماه ، من أين تجىء "

 " أبكى ياسيدى بماء البحار "

 "ياقلبى ، مرارتك القاسية ، من أين تنبع "

 " ماء البحار شديدة المرارة "

           والبحر يبتسم على مدى البصر ، أسنان من الزبد، وشفاه من  السماء

*عبدالرؤوف النويهى
22 - مايو - 2006
للحرية أغنى (16) من أشعار لوركا 000مهداة لضياء    كن أول من يقيّم
 

   

     

اليوم أزعم ، بأن الحرية ، هي فرصتنا الوحيدة للخلاص ، وبان ملكوت السماوات لن تفتح لنا أبوابها إذا لم نعرف كيف نسترد حريتنا التي ضيعناها بأنفسنا 0000     ضياء  

                        أغنية

الفتاة ذات الوجه الجميل تجمع الزيتون

 والريح ، تهز الأبراج ، ولكنها تعانق خصرها

 أربعة فرسان يعبرون على خيول أندلسية

يرتدون حللا زرقاء وخضراء

وعليها معاطف طويلة داكنة

"تعالى إلى قرطبة ، يافتاة "

والفتاة لاتعيرهم   انتباها

ويمر بعد ذلك ثلاثة من مصارعى الثيران

خصورهم نحيلة ، وملابسهم برتقالية اللون

وسيوفهم موشاة بالفضة

"تعالى إلى اشبلية، يافتاة "

 والفتاة لاتعيرهم انتباها

وحين أتى المساء الجوانى بضوئه الغامض

عبر شا ب يحمل ورودا وريحانا

"تعالى إلى غرناطة ، يافتاة "

ولكن الفتاة لم تعره انتباها

ومضت الفتاة ذات الوجه الجميل تجمع الزيتون

              وذراع الريح الرمادية تحيط بخصرها

*عبدالرؤوف النويهى
22 - مايو - 2006
للحرية أغنى (17) من أشعار لوركا 0000مهداة لضياء    كن أول من يقيّم
 

   

     

            موشح الأنهر الثلاثة الموجز

Petite  ballade  des    trois   rivi    Eres

ينساب نهر الوادى الكبير

بين شجر البرتقال والزيتون

ينحدر نهر غرناطة

من الثلج إلى القمح

           ***

واحسرتاه ، أيها الحب

يا من مضيت ولن تعود

        ***

لنهر الوادى الكبير

عثنون أحمر اللون

ونهرا غرناطة

أحدهما يذرف دمعا ، والآخر يذرف دما 0

          ***

واحسرتاه أيها الحب

يامن مضت بك الريح

        ***

للزوارق ذوات الأشرعة

درب فى أشبيبلية

بيد لأنها فى مياه غرناطة

هى وحدها التى تجذف الآهات

               ***

واحسرتاه أيها الحب

يامن مضيت ولن تعود

       ***

إن نهر الوادى الكبير برج شامخ

وريح حقول البرتقال

أما نهرا حدرة وشنيل  فبرجان صغيران

يتلاشيان فوق الغدران 0

                *** 

واحسرتاه أيها الحب

يامن مضت بك الريح 0

من قال إن الماء يحمل

نارا تتوهج بصيحات !!

واحسرتاه  أيها الحب

                  يامن مضيت ولن تعود  !!

*عبدالرؤوف النويهى
22 - مايو - 2006
للحرية أغنى (18) من أشعار لوركا 000مهداة لضياء    كن أول من يقيّم
 

    

    

                           أغنيات جديدة

يقول الأصيل

                  " أنا ظمآن للظل "

ويقول القمر

                   "أنا ظمآن للنجوم اللا معة "

وتسال النافورة الرائقة اللبلورية عن شفاه

  وتسأل الريح عن تأوهات

 وأنا ظمآن للشذى والضحك

ظمآن لأغان جديدة ، خالية من الأقمار والزنابق

وخالية من الحب الذابل

  أغان للغد ،تهب مياه المستقبل الثورة والهدوء ، وتملأ  بالأمل

تموجاتها  وحمأتها

 أغان براقة لطيفة ، غنية بالفكر ، بريئة من الأسف والندم ، وبريئة من الأحلام الواهمة

أغان لايتخللها الشجو ، ولا تملأ صمتها بالضحك (كطيران حمامتين ضريرتين ألقيتا فى وجه المجهول )

أغان تصل إلى روح الأشياء ، روح الرياح ، ثم تستقر أخيرا

             فى فرحة القلب الأبدى

*عبدالرؤوف النويهى
22 - مايو - 2006
هديتي    كن أول من يقيّم
 

هديتي إلى عاشقة الأزرق  أختي               

 

ضــياء
 
 
 هديتي إلى أحرار ملف الحـرية
*عبد الحفيظ أكوح.....من قبيلة هذا الرجل....بني ورياغل.....إ . الحسيمة .
*abdelhafid
23 - مايو - 2006
من وحي لوركا    كن أول من يقيّم
 
سـألـت  المليحة ماذا iiتبيع وقـد لاح منها بياضُ iiالنحر
فـقالت: أبيع العيونَ iiالدموع وآخـذهـا مـن مياه iiالبحر
ولا  فـرق بين دموع iiالعبيد وأمـواجـه  في ظلام iiالقهر
فـهـذي تصب بقاع iiالبحار وتـلـك  تصب بقاع iiالدهر
وقـالـوا: مـذاقـهما iiواحدٌ فـقلت:  وفعلهما في الصخر
وبـسـمته  في شفاه iiالسماء وضحكتها في رموش iiالسحر
مـتـى  أنا في أعيني iiناظرٌ مـع  الفيلسوفة شيخَ iiالعصر
فـرنـسا  ضياء سليم iiالعلي وعبد الرؤوف النويهي مصر
*زهير
23 - مايو - 2006
 2  3  4  5  6