البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : الحرية    قيّم
التقييم :
( من قبل 21 أعضاء )
 عبدالرؤوف النويهى 
15 - أبريل - 2006

 

   

الحرية                                                                                                                           

  المعشوقة الخالدة على مر العصور والدهور ، وتزهق الأرواح فداءا لها ،

 كنت ومازلت مقدما روحى ونفسى  ،وفى معبدها النورانى ، قربانا وتضحية ،

وللحرية أغنى ، ولشهداء الحرية عبر العصور  والدهور أغنى ،

ولما حض عليه أخى العزيز / وحيد ، بفتح ملف الحرية ، وللرجاء الصادق من أخى الأعز / زهير ، وكلمته ( فلا أرى مثل الحرية فضيلة ترسف فى أغلال الإستعباد ، مسحوقة ممحوقة مهانة ،مبصوقا عليها ،مد اسا على وجهها ))، وانضمام أخى الجميل / السعدى ،فى قبولى للدعوة والمساهمة فى ملف الحرية ،وللأحرار فى كل مكان من المعمورة ، ولإختى الجليلة / ضياء ، وأخى الفاضل / يحيى ،ومحمد فادى ، وعبدالحفيظ ، والعياشى 

ولأصدقائى جميعا   ، وعلى بركة الله ، وفى سبيل الحرية                       

         أغنى     أغنية الحرية

 11  12  13  14  15 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
العراق لاحرية لاتمر انه موز ملطخ بالدماء    كن أول من يقيّم
 
  الشعب العراقي ظن ان طعم المز الذ من الحرية فباع وطنه للامريكان وحصل على الموز الا انه ملطخ بدماء ابنائه فما اقسى ما نعاني  تجارة خاسرة  فلم نتذوق الموز ولا الحرية بعد الاحتلال وكيف نعلم الاجيال معنى الحرية بعد ان زرعنا الاغلال في ارض العراق مكان النخيل
روزسامي سليم
30 - يوليو - 2006
إشراقة الحرية تولد من رحم الإستبداد    ( من قبل 12 أعضاء )    قيّم
 
سعيد بن المسيب: الفقيه الناقم
GMT 5:45:00 2006 الخميس 17 أغسطس
د أحمد صبحي منصور

بسم الله الرحمن الرحيم
 موجز حياته
عاش سعيد بن المسيب في عنق الزجاجه في الفترة الانتقالية بين الخلافة الرشيدة والملك الاموي العضوض، حيث ولد في المدينة قبيل وفاة عمر بن الخطاب بعامين ومات سنة 94هـ، في خلافة الوليد بن عبد الملك بعد استقرار الحكم الاستبدادي في ذرية عبد الملك بن مروان.
أي ان سعيد بن المسيب ادرك من حيث الفترة الزمنية اخطر احداث التاريخ الاسلامي التي لا تزال تؤرق الضمير المسلم حتي الان، شهد اغتيال عمر بن الخطاب،وشهد الاختلاف علي عثمان، وشهد مصرعه، وعاش الفتنة الكبرى من مواقع الجمل وصفين و النهروان، وشهد انتقال الخلافة الي معاوية، وتحولها الي ملك وراثي يستبد بها يزيد بن معاوية، وشهد في عصر يزيد مقتل الحسين وآله في كربلاء، ثم في العام التالي شهد موقعة الحرة وثورة المدينة، وهزيمتها واقتحامها واستباحتها وقتل اهلها وانتهاك حرمتها، وشهد حصار الامويين للكعبة وضربها بالمجانيق، واعلان ابن الزبير خلافته، والصراع بين ابن الزبير والامويين، ومقتل ابن الزبير، وانفراد عبد الملك بن مروان بالحكم، ثم غدر عبد الملك بأبناء عمه الامويين بعد اتفاقية الجابية، واسناده ولاية العهد لابنيه الوليد ثم سليمان، ومات سعيد في خلافة الوليد بن عبد الملك.
عاش سعيد كل هذه الاحداث الجسام وهو في المدينة، لم يبرحها الا الي مكة للحج، او بمعني اخر شهد سعيد بن المسيب عظمة المدينة المنورة كعاصمة للمسلمين، ثم شهد انتقال الاضواء عنها الي الكوفة ثم الي دمشق.. أي انه شهد المدينة وهي تداوي جراحها السياسية بعد ان عجزت عن استعادة دورها السياسي بعد هزيمتها في موقعة الحرة، وتحولها الي مدرسة علمية تحاول ان تنافس العراق في الفقه والتاريخ والتفسير والحديث.
ان سعيد بن المسيب الذي ولد سنة 31هـ قد فتح عينيه علي كل تلك المصائب من قتل عمر وعثمان وعلي والفتنة الكبري، ثم كان رجلا مكتمل الرجولة وهو يشهد قتل اهل المدينة واستباحة نسائها على يد الجيش الأموى فى موقعة الحرة سنة 62 هـ، ثم عاش في ظل القمع الاموي الي ان مات سنة 94هـ، وناله من هذه الفتن الكثير من المحن، حيث كان مطلوبا منه ان يبايع للحاكم المستبد فيرفض، فيتعرض للضرب والاهانة، مع مكانته الاجتماعية والدينية.
وبعد هذه الصورة العامة لعصر سعيد بن المسيب، نتوقف مع تحليل لشخصيته مبني علي ما جاء في سيرته في الطبقات الكبري لابن سعد، اقدم مصدر تاريخي لدينا فى السير والتراجم.
محنة سعيد بن المسيب:
لقد كان سعيد بن المسيب من بني مخزوم اشراف قريش وكانوا من المتحالفين مع الأمويين ضد الاسلام، ولكن كان جده من أصحاب النبى محمد. وقد اصبح سعيد في شبابه افقه اهل المدينة وصار في شيخوخته رمزا للمدينة، وكبيرا للتابعين في عصره والتابعون هم الجيل التالى للصحابة والذى عايش الصحابة. وبسبب مكانته العائلية والفقهية والمعنوية، فقد كان هدفا مناسبا للمتصارعين علي الحكم، اذ لابد من ارغامه علي البيعة حتي يبايع الاخرون، فاذا رفض عوقب حتي يكون عبرة للاخرين.وكالعادة يقوم والي المدينة بعقابه، ثم يكتفي الخليفة بعتاب رقيق للوالي علي ما فعله بسعيد مع استمرار وقوع الظلم علي سعيد.
بدأت هذه اللعبة، حين اعلن عبد الله بن الزبير نفسه خليفة في مكة، وعين جابر بن الاسود الزهري واليا علي المدينة، ودعا الوالي اهل المدينة لبيعة ابن الزبير، فرفض سعيد بن المسيب قائلا (حتي يجتمع الناس) أي حتي يكون هناك اجماع واتفاق بين اهل الشام والعراق ومصر والحجاز، او بمعني اصح رفض سعيد ان ينحاز الي الحزب الزبيري في صراعه مع الحزب الاموي. ولخطورة هذا الموقف علي اهل المدينة واهل الحجاز فقد ضرب الوالي سعيد ستين سوطا.. وبلغ ذلك عبد الله بن الزبير، فكتب الي جابر يلومه ويقول (مالنا ولسعيد دعه) وبذلك استمال ابن الزبير اهل المدينة، وحقق ما اراد، ودفع سعيد الثمن.
وتغلب الامويون على ابن الزبير وقتلوه، وتمهد الامر لعبد الملك بن مروان،وقد كان عبد الملك من قبل رفيقا لسعيد بن المسيب فى طلب العلم، وبعد توليه السلطة وسفكه الدماء جاء عبد الملك وخطب في اهل المدينة عام 75 قائلا: (.. والله لا يأمرني احد بتقوي الله بعد هذا الا ضربت عنقه) وكانت هذه اللغة موجهة لسعيد واصحابه الذين كان مفترضا منهم ان يأمروا الحاكم بتقوى الله،حسبما كان متبعا في المدينة في عصر الراشدين.
وبعدها ـ وبناء على طلب الخليفة عبد الملك ـ طلب الوالي هشام بن اسماعيل المخرومي ابن عم سعيد مبايعة اهل المدينة لابني عبد الملك، الوليد ثم سليمان، فبايع الناس، وابي سعيد بن المسيب كالعادة،فضرب الوالى هشام بن اسماعيل المخزومي ابن عمه سعيد بن المسيب ستين سوطا، وامر فطيف به في المدينة في هيئة مزرية، وسجنه، وكتب بما فعل للخليفة، فقال عبد الملك له (سعيد كان والله احوج الي ان تصل رحمه من ان تضربه، وانا لنعلم ما عند سعيد من شقاق ولا خلاف) ومع ذلك ظل في السجن، ثم افرجوا عنه و منعوا ان يجالسه احد في المسجد، وحين قيل لهم ان سعيد بن المسيب ينوي ان يدعوا عليهم في الحج منعوه من الذهاب للحج.
الهجران والاعتزال:
ومن ناحيته كانت لسعيد سياسته الخاصة، وتتمثل في الاستقلالية عن الامويين والابتعاد عنهم وعن الفتن والمشاكل ما امكنه، ومن اجل ذلك كان يتاجر في الحرير ويذهب للسوق، وحين دخل السجن صنعت له ابنته طعاما كثيرا فأرسل لها يقول: (لا تعودي لمثل هذا حتي لا يذهب مالي واحتاج الي اموالهم، وهذا ما يريدون، ولكن ابعثي لي ما كنت اكله في بيتي) وكان سعيد يصوم كل يوم، أي كفي مؤونة نفسه تقريبا في الطعام، وفي نفس الوقت رفض ان يأخذه راتبه من الامويين، ويقول (لا حاجة لي فيه حتي يحكم الله بيني وبين بني مروان).
وفي اجتنابه للسلطة الاموية (كان لا يخاصم احدا من الناس، ولو اراد انسان ان يأخذ رداءه رمي به اليه) وسئل في السكران، هل يذهبون به الي السلطان ليعاقبه ? فقال:(ان استطعت ان تستره بثوبك فافعل)، وبسبب تطرف الامويين في القمع والقتل كان يكثر من قوله (اللهم سلم سلم).
ومع ذلك لم يكن جبانا، بل واجه طغاة الأمويين بشجاعة وكرامة، فقد رفض ان يأتي لمقابلة الخليفة عبد الملك حين زار الخليفة مسجد المدينة، اذ ارسل الخليفة حاجبه الي سعيد يستدعيه وامر الحاجب ان يترفق بسعيد، فرفض سعيد ان يقوم من مكانه، فازداد عجب الحاجب وتمني لو لم يأمره الخليفة بالترفق به، اذ كان سيأتي للخليفة برأس سعيد. وتكرر نفس الموقف حين جاء عبد الملك الي المدينة واراد ان يتسامر مع سعيد ويستعيد معه ذكرياتهما المشتركة حيث كان عبد الملك من قبل من فقهاء المدينة ومن زملاء سعيد واصدقائه، فرفض سعيد ان يذهب اليه، فتحمل عبد الملك ذلك ولم يؤذه، أي ان اعتزال سعيد ارتبط بشجاعة وثبات.
ثم مات عبد الملك وتولي ابنه الوليد الخلافة، وبالطبع لم يبايعه سعيد ولم يعترف به حاكما.
وزار الخليفة الشاب مسجد المدينة فوجد الناس يجتمعون حول سعيد يتعلمون منه، فأرسل اليه يستدعيه، فرفض المثول امامه، فغضب وامر الحاجب أن يذهب اليه ويقتله ويأتى له برأسه، فقال الناس للخليفة (انه شيخ المدينة وشيخ قريش وصديق ابيك) وما زالوا به حتي سكت عنه..

وقبل ذلك في موقعة الحرة فى خلافة يزيد بن معاوية بين اهل المدينة وجنود الشام الامويين كان القتال يدور في طرقات المدينة، وسعيد قد اعتزل الناس، يظل نهاره وليله في المسجد لا يبرحه الا (ليلا من الليل) ويقوم يصلي في المسجد العشاء والفجر وحده.. ويدخل عليه جنود الشام فيقولون: انظروا الي هذا الشيخ المجنون ?.
وبسبب لزومه المسجد رفض اقتراحا (بالتبدي) أي العيش في بادية الصحراء مفارقا الحضر بعيدا عن السلطة الاموية وقهرها، اذ قيل له (" لو تبديت ? فقال: فكيف بشهود العتمة) أي صلاة العشاء وصلاة الفجر في المسجد.. وهكذا ظل يلازم المسجد وصوم الدهر وهجر الظالمين الي ان توفي سنة 94هـ.
التحريف في سيرته وفقهه:
وازداد الظلم الاموي فيما عدا ثلاث سنوات في خلافة عمر بن عبد العزيز.. الي ان سقطت الدولة الاموية سنة 132 هـ، وجاءت الدولة العباسية بظلم افظع، وشهدت المدينة محنة اخري حين ثار فيها محمد النفس الزكية في خلافة ابي جعفر المنصور. وتركت تلك الملامح السياسية بصماتها علي الحياة العلمية في المدينة وعلى تلامذة سعيد بن المسيب في الاجيال اللاحقة. وبدأ التدوين في العصر العباسي وقد تأثر بما اشاعه الجيل الاول من تلامذة سعيد بن المسيب، وتلون بذلك الفقه المكتوب في كتاب الامام مالك (الموطأ) المروي عن سعيد بن المسيب، كما تحولت سيرة سعيد في بعض هوامشها الي ما يشبه المعجزات التي لم يعرفها عصر سعيد..
ونوجز توضيح هذه الملامح في العناصر الاتية:
ان القهر السياسي للامويين في القرن الثاني الهجري نال الفقهاء والمثقفين المعارضين، بينما عمل الامويون ثم العباسيون علي تحويل المدينة الي سوق رائجة للجواري والمتع الحسية من الغناء والمجون ? وكتاب (الاغاني) للاصفهاني اصدق تعبير عن هذه الحالة ? وكان الغرض من ذلك اغراق شباب المدينة باللهو حتي ينصرفوا عن المعارضة السياسية، وبالتالي عرفت المدينة وقتها حياة المجون والعربدة جنبا الي جنب مع حياة الزهد و التشدد الفقهي، وبينما يتمتع الشعراء و اهل المجون برضى السلطان فان القمع كان من نصيب الفقهاء.
وكان من الطبيعي ان يصل التشدد الفقهي في رد فعله الي الافتاء برجم الزاني المحصن والزانية المحصنة حتى الموت، والمحصن يعنى الذى تزوج أو سبق له الزواج.والقتل رجما هو من العقوبات التى اخترعها فقهاء الدين الأرضى السنى والشيعى. وسبق الامام مالك بتقرير هذه العقوبة الوحشية فى كتابه (الموطأ) ونسب القول بها الى حديث زعم أن عمر بن الخطاب قد قاله، وجعل الراى عن عمر هو سعيد بن المسيب الذي شهدنا شخصيته المسالمة وطرفا من آرائه المتسامحة ومنها رفضه لعقوبة السكران والترفق به (ان استطعت ان تستره بثوبك فلتفعل). هذا مع أن الفقه السنى جعل عقوبة لشرب الخمر تقل عن أربعين جلدة، وبعضهم غالى فيها فيما بعد.
المؤسف أن المدارس الفقهية الأخرى السنية والشيعية أخذت عن مالك هذا الافتراء فأصبح الرجم من أهم العقوبات فى شرائعهم خلافا لما جاء فى القرآن، وقد أثبتنا فى بحث خاص تعارض هذه العقوبة مع القرآن الكريم.
2- وانتهز هؤلاء الفقهاء اللاحقون الفرصة في ان عصر سعيد بن المسيب لم يعرف التدوين، وحين عرفوا التدوين كتبوا ما شاءوا ونسبوه لسعيد، يقول يحيى بن سعيد، وهو تلميذ متأخر لسعيد بن المسيب (ادركت الناس يهابون الكتب، ولو كنا نكتب يومئذ لكتبنا من علم سعيد ورأيه شيئا كثيرا).
وتلك الروايات الفقهية عن الرجم التي اسندوها لسعيد بن المسيب قالوا عنه انه رواها عن عمر بن الخطاب، أي انه عاش شابا فى عصر عمر بن الخطاب وتعلم منه، مع ان سعيد قد ولد قبيل مقتل عمر بعامين فقط، فكيف يروى طفل رضيع عن عمر? ومحمد بن سعد صاحب الطبقات الكبرى يؤكد علي هذه الحقيقة حين يقول (روي انه سمع من عمر، ولم ار اهل العلم يصححون ذلك، وان كانوا قد رددوه) وهو يشير الي مالك في الموطأ، والمعني ان اهل العلم يرفضون ان يكون سعيد بن المسيب وهو يحبو في طفولته المبكرة قد روي عن عمر، ومع ذلك يروون تلك الروايات،أي كان هناك دافع في نسبة تلك الروايات الي عمر عبر سعيد بن المسيب.
والملاحظ ان محمد بن سعد قد كتب سيرة سعيد بن المسيب في طبقاته الكبرى في 18 صفحة من القطع الكبير (5 / 88: 106) وذكر فتاويه، ولكن تجاهل منها ما يخص موضوع الرجم،أي انه لا يرى صحة حديث الرجم الذي نسبوا لسعيد بن المسيب روايته عن عمر..
3- وقد ولد الامام مالك سنة 93، أي قبيل سنة من وفاة سعيد بن المسيب، ثم اصبح مالك في المدينة يحتل مكانه سعيد بن المسيب فيها، ويلقي نفس العنت من العباسيين حين رفض مثله البيعة لابي جعفر المنصور، وفي هذا المناخ الملئ بالسخط علي الانحلال الذي تشجعه السياسة تناثرت الروايات الفقهية، ورواها مالك شفهيا دون أن يكتبها بنفسه فى كتابه (الموطأ)، ثم كتبها علي لسانه الرواة اللاحقون فيما بعد، وهم الذين كتبوا (/وطأ مالك) بأيديهم بعد موت مالك، واشهرهم محمد بن الحسن الشيباني المتوفي سنة 198 في خلافة الرشيد،أي ان مالك لم يكتب الموطأ بنفسه ولم يكتبوا الموطأ في حياة مالك وانما بعد وفاته. نريد أن نقول أنهم كذبوا بالتأكيد على سعيد بن المسيب، ونسبول له رواية تشرع عقوبة القتل رجما فى الزنا بالاحصان، وهذا ما لم يروه سعيد ولم يقله. وربما يكون مالك بريئا هو الآخر، وربما لا يكون.
4 ـ هم أيضا زيفوا بعض سيرة سعيد الشخصية، وبينما إنتبه المؤرخ محمد بن سعد لكذبهم فى القول بأن سعيد روى عن عمر بن الخطاب، فإن إبن سعد غفل عن أكاذيب أخرى فرواها مصدقا لها.
ففي سيرته جعلوا سعيد بن المسيب شخصا أسطوريا مستجاب الدعوة وينبىء بالغيب.
فهناك رواية تزعم ان احدهم سب طلحة والزبير وعليا فنهاه سعيد بن المسيب فلم يرتدع فدعا عليه بان يسود الله وجهه فخرجت في وجهه قرحة سوداء فأسود وجهه. ولو كان سعيد مستجاب الدعوة فلماذا عجز عن حماية نفسه من الضرب ولماذا صبر علي كل هذا الظلم والقهر من الامويين. وهناك روايات اخري تزعم انه تنبأ بما سيحدث لابن الزبير وواليه حين كانوا يضربونه.. ورؤى اخري تزعم انه تنبأ باستقرارا ملك عبد الملك في ذريته اثناء صراع عبد الملك مع عبد الله بن الزبير. وانتهز الرواة المزورون الفرصة فاسندوا لسعيد القدرة علي تفسير الاحلام ?
ثم التفتوا الي ناحية اخري تأثروا فيها باعتكاف سعيد في مسجد المدينة، فاسندوا له رواية تقول انه كان في ليالي موقعة الحرة يصلي وحيدا في المسجد فيسمع الاذان آتيا من قبر النبى محمد فى المسجد.يقول ابن سعد:(لبث سعيد بن المسيب أيام الحرة فى المسجد لم يبايع ولم يبرح ... وكان الناس يقتتلون وينهبون وهو فى المسجد لا يبرح الا ليلا من الليل، قال: فكنت اذا جاءت الصلاة أسمع آذانا يخرج من قبل القبر) (الطبقات الكبري لابن سعد 5/ 98)
ويروى ابن سعد (قال سعيد بن المسيب:لقد رأيتنى ليالى الحرة وما فى المسجد احد من خلق الله غيري، وان اهل الشام ? اى جنود الأموين- ليدخلوا زمرا زمرا ? اى جماعات جماعات ? يقولون: انظروا الى هذا الشيخ المجنون. وما يأت وقت صلاة الا سمعت آذانا فى القبر، ثم تقدمت فأقمت فصليت، وما فى المسجد أحد غيري) (الطبقات الكبري 5 / 97: 98).
قد يقال إن سعيد ابن المسيب فى حالته النفسية تلك كان يتخيل آذانا يأت له من موضع قبر النبي محمد فى المسجد، والمعنى ان القبر المنسوب للنبي كان موجودا فى مسجد المدينة وقتها، وأنه كان معروفا وقت معركة الحرة. وهذا خطأ فاحش ودليل على ان تلك الرواية قد صيغت فى العصر العباسي و اسندت الى سعيد ابن المسيب الذى مات دون علم بها.
دليلنا ان موقعة الحرة كانت يوم الأربعاء الثاني من ذى الحجة سنة 63 من الهجرة فى خلافة يزيد بن معاوية، وفى هذا الوقت كان مسجد المدينة على حاله منذ أن قام عمر بن الخطاب بتجديده، وكانت بيوت نساء النبى بعد موتهن خالية وقريبة من المسجد ولكن ليست داخلة فيه، وكان من بينها حجرة السيدة عائشة التى كان مدفونا فيها جثمان النبى محمد. أى أنه فى وقت معركة الحرة واقتحام المدينة واعتكاف سعيد بن المسيب فى المسجد لم يكن هناك قبر لأحد فى المسجد وقتها، بل لم يكن هناك وقتها إهتمام بحجرة عائشة أو ما فيها من قبور مغطاة للنبى محمد وصاحبيه أبى بكر وعمر.
بعدها بربع قرن أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك فى شهر ربيع الأول عام 88 بهدم مسجد المدينة لتوسيعه وجعله تحفة معمارية فى عصره. إستلزم التوسيع هدم بيوت ازواج النبي القريبة من المسجد القديم وادخالها فى بناء المسجد الجديد (المنتظم 6، 283: 285) وكان جثمان النبى محمد مدفونا فى حجرة زوجته عائشة، وكانت قد توفت قبل ذلك بأكثر من ثلاثين عاما. وبالتالى فلم تكن حجرة عائشة ومكان دفن النبى محمد داخل مسجد المدينة القديم سنة 63 حين وقعت معركة الحرة. وبالتالى ـ أيضا ـ فتلك روايات كاذبة، وقد صيغت أساسا لتعكس تقديسا لقبر النبي استشرى فى العصر العباسي وعكسه ابن سعد المتوفى سنة 222 فى هذه الرواية. ?
*عبدالرؤوف النويهى
8 - سبتمبر - 2006
أحمد منصور للتاريخ    كن أول من يقيّم
 

لا أريد أن أطول كثيرا في التعليق على قنبلة النويهي التي فجرها على الوراق، ولكنني مباشرة سوف أتجاوزها إلى كاتب المقالة، فقد قرأت قسطا لا بأس به من مؤلفاته ومقالاته فوجدت فيها عرضا هشا، وفكرا غير متماسك، ومجموعة شبهات أكل الدهر عليها وشرب، وهذه المواضيع التي طرقها قد سبقه إلى تناولها مئات الباحثين، وأحسب أنه لم يطلع على أعمالهم التي أسفرت عن مئات الكتب والتي بات الحديث عنها مضيعة للوقت. فموضوع الرجم مثلا هناك فرقة من فرق المسلمين قد أنكرته، وهي فرقة الخوارج، بل أنكرت أن تكون آية الرجم وحيا إلهيا، وذلك قبل ألف وثلاثمائة سنة، وقد سبق لي في نوادر النصوص أن ذكرت قصة إنكار المرحوم محمد أبو زهرة لحكم الرجم في مؤتمر البيضاء في ليبيا. وموضوع سعيد بن المسيب بكل بريقه ما هو إلا صفحة من صفحات كتاب (أضواء على السنة المحمدية) لصاحبه المرحوم محمود أبو ريه (والد المغني الشهير كارم محمود)* وكان الشيخ محمد رشيد رضا أول من فتح ملف هذه المواضيع الساخنة على صفحات مجلته المنار، بل تناول ما لا يجرؤ أحمد منصور على تناوله مهما امتلك من الشجاعة، وكانت النتيجة إخفاقا قاتلا هوت بسببه حركة العروة الوثقى وأصبحت هشيما تذروه الرياح. وبالمختصر المفيد فإن أحمد منصور يتكلم فيما لا يعنيه، سواء كان الكلام الذي يقوله حقا أم باطلا.

* لست متيقنا من هذه المعلومة، ولكن الشائع في الوسط الديني عندنا في دمشق أن المرحوم كارم محمود، واسمه الكامل (كارم محمود أبو ريه) هو ابن الشيخ محمود. وأرجو ممن يعرف القول الفصل في هذا أن يتكرم به علينا. 

*زهير
8 - سبتمبر - 2006
رأيت النويهي في المنام    كن أول من يقيّم
 
كتبت التعليق الفائت، وأنا في قمة الإرهاق، وفور فراغي منه استسلمت للنوم،
فرأيت النويهي في المنام وكان مناما عجيبا، رأيته عندنا في المجمع الثقافي
ويبدو لأنني تفكرت بعض الشيء برقم جواله، فإنني رأيته لأول مرة وهو يتحدث
معي على الجوال وأنا أمامه، ثم جعل يردد بصره في صرح المجمع وهو يقول
(كل ده الوراق) !? فقلت له:
(إزاي كل ده الوراق ? أنت في المجمع الثقافي يا  أستاذ) ورحت في نفسي أتساءل: كيف وصل إلى المجمع وهو لا يعرفه، ثم رأيته  يعتذر مني لمكالمة يريد أن يرد عليها، فانصرفت قليلا إلى بعض شغلي.
ثم خرجت أبحث عنه فرأيته شخصا آخر في صورة أخرى (وهذا بلا شك تأويل مفاجأتي لنشره موضوع أحمد منصور تمثلت لي في المنام بهذه الصورة)
فخرجنا من المجمع وأنا أحس أنني لم أرحب به الترحيب المناسب، فجعلت أغدق عليه كلمات البشر والترحاب (النويهي عندنا * يا مرحبا يا مرحبا)
(دخول الحمام ليس مثل الخروج منه) (أنت الآن ملكي أغمض عينيك وامش معي)
ولكنني تفاجأت للمرة الثانية بأنه شاب لا يتجاوز الثلاثين من العمر، وهو يمتلك جيدا لا يمكن لأي قميص في العالم أن يلمه، (وتفسير هذه الصورة له صلة بمفاجأتي بصورته لما نشرت لأول مرة في الوراق) فقلت له: أنت يا أستاذ مواليد أي سنة? إذا تركت لي أن أقدر فسوف أقول مواليد (1968) فقال لي: أضف عليها (16) سنة  فقلت له متعجبا : (غير معقول) ولما فرغنا من هذا الحوار رأيت أننا في دمشق ورأيته يعتذر مني بأن لديه معاملة يريد تثبيتها في (دائرة النفوس) في دمشق وهو يسألني هل هذه الدائرة بعيدة عن هذا المكان ? فقلت له: لا إنها قريبة
ولكن لا يمنع أن نركب (باصا) فما هي إلا أن مشى الباص دقيقتين حتى رأيت
اننا قد وصلنا إلى الحي الذي يقودنا إلى الدائرة، فسألت السائق أن يقف
وراح الركاب يلوموننا بأعينهم على هذه السماجة، فلما نزلنا من الباص
دخلنا في الحي الموصل إلى الدائرة، ولكنني لطول غربتي عن دمشق رأيت أنني
ربما سأضيع بلا سؤال، فأوقفت أحد المارة وسألته عن مكان الدائرة، فأومأ لي
بيديه إلى مكانها، وكان في عكس الاتجاه الذي كنا نتوجه إليه، فجعل النويهي
ينظر إلي نظرة فيها الكثير من تطييب الخاطر،
ولكن حسب إرشاد هذا المتبرع بالجواب فإننا لم نر شيئا يذكر، لا دائرة ولا هم يحزنون 
فرأيت مجموعة من الفتيان يتسامرون في جانب الجادة، فسألت أحدهم عن الدائرة فقال لطفل صغير تلوح عليه أمارات البلاهة أوصلهم، فمشى معنا فقلت له: هل تعرف إلى أين ستوصلنا? فقال : لا واالله، فالتفت إلى الفتية فرأيتهم يتندرون علينا، باستثناء فتى تبدو عليه مخائل النجابة سارع بقوله: والله يا عم لا يوجد دائرة نفوس في كل هذه المنطقة ، من أولها إلى آخرها، من قال لك إنه توجد دائرة نفوس في هذه المنطقة بصراحة قد كذب عليك، فدائرة النفوس بعيدة جدا عن هذه الحارة، إذا كنت غريبا فما عليك إلا ان تستأجر سيارة يكون سائقها يعرف مكان الدائرة. فأحسست بالحرج عند هذه الكلمة لأنني نظرت إلى وجه النويهي وهو يتمعر عتابا، ولكثرة ما تضايقت من هذا الاستقبال الفاشل للنويهي في أول مرة  يزورني بها استيقظت من النوم ونظرات النويهي تملأ مخيلتي.
وهذا المنام بهذه التفاصيل الحادة التي يعج بها هو بلا شك من مخلفات صدمتي بتعليق النويهي السابق في سياق الحسابات التي رسمت شخصيته في ذهني. وأختم تعليقي هنا بسؤال أستاذتي: هل كنت متوازنا في تفسير منامي ?
*زهير
8 - سبتمبر - 2006
أفظع منام رأيته في حياتي    كن أول من يقيّم
 

أعتذر من أصدقائي بأنني سأروى عليهم هذا المنام الذي لم ينمح من ذاكرتي
 بكل تفاصيله، وربما تكون في ذكره فائدة أيضا فهو أبلغ من كل الصور الفوتوغرافية التي نشرتها في زاوية الصور.
أثناء انهماكي في تصنيف كتاب (ترتيب الأعلام على الأعوام) عام 1984 وكنت إذ
ذاك أؤدي واجب الخدمة العسكرية، من جهة وأعاني من جهة أخرى أقسى متاهات الفكر الديني ،إضافة إلى ما كان يجري في دمشق في شتاء ذلك العام، والذي بسببه كنا في حالة استنفار كامل وعندنا أوامر أن (نطخ) كل من نراه يلبس لباس سرايا الدفاع، بعدما جُمع من المجندين والضباط كل ما يمت إلى هذا اللباس بصلة وأحرقت أمامنا في ساحة الكتيبة التي كنت مسؤولا فيها عن (المطبخ) و(المطعم) ومستودع التعيينات. لما استسلمت للنوم في ذلك المساء رأيت أني في مكان ساحة الأمويين في دمشق، حيث مبنى الإذاعة، ولكن لا يوجد لا ساحة ولا مبنى للأذاعة فقد رأيت نفسي في ذلك المكان في القرن الثامن الهجري، وأمامي قطع متجاورات في الأرض مثل الأراضي المحروثة:
منها السوداء ومنها الحمراء ومنها ما بين ذلك، وكان قد رسخ في ذهني وأنا أنظر
إلى هذه القطع المتجاورة أن هذا المكان أعرفه تماما، ولي معه تجربة مريرة، حيث  بدا لي أنني أتيته من قبل، ولاقيت فيه أقسى صور الضياع في الخروج من متاهات البساتين التي تحيط به من كل جانب، فتملكني الذعر، فضغطت بكلتا قدمي على الأرض كمن يريد أن يقفز
وقفزت إلى الأعلى بعدما صحت بملء صوتي: (يا رب: خذ بيد زهير إلى بيته)
وكانت قفزة وصلت بها إلى عنان السماء
ثم رأيت أنني أفقد قدرتي على المضي وأهوي، وهالني وأنا أهوي أنني رأيت
أكواما من الأسلاك الشائكة سوف تكون هي المكان الذي سأرتطم به، فأغمضت عيني،  لكي لا أرى هذا المشهد العنيف، وأحسست كيف أتقطع بعدما ارتطمت بتلك
الأكوام من الأسلاك الشائكة والتي كانت في ارتفاع زهاء عشرة أمتار، ثم أحسست
أني قد وقعت على أرض صلبة ففتحت عيوني فرأيت أني في سرداب يشبه سراديب القلاع، ولما نظرت إلى خط الحجارة الضخمة التي يقوم عليها البناء
رأيته يتوهج وأثر النار عليه من كل جانب، فعرفت أنني في جهنم، فجعلت
أتحسر وأقول (يا رب: إذن هذا هو بيتي ? قلت لك خذ بيد زهير إلى بيته..
أهذا هو بيتي)
وصارت مهجتي تتقطع من الخوف، ثم سمعت مناديا ينادي: ما اسم أمه،
وآخر يسمي له اسم أمي بالكامل، وإذا بملك من سدنة جهنم يأتي ويومئ لي
 بعينيه أن اخرج.
فرأيت أمامي حفرة فخرجت منها لأرى أمي وهي تمد إلي يديها لتساعدني على
الخروج، وهي تقول لي: (وإن منكم إلا واردها) (وإن منكم إلا واردها)
ثم رأيت نفسي أمام باص صغير له مقعد من الخلف، من خارج الباص وليس من
داخله، فقعدت على المقعد وقلت: والله هذا مكان جيد جدا لأنني سوف لا أجد
صعوبة في النزول، فلما جلست على المقعد رأيت نفسي بين فتاتين قد سبقاني إليه، وكانت إحداهما شيئا خارقا في الجمال، فضعفت نفسي ورحت أضع يدي على  كتفيها بحجة ضيق المكان، وكانت مثل هذه الحركة بالنسبة لي في ذلك الوقت قمة المعصية، ورحت أحاور نفسي وألومها قائلا: ( أيتها الوغدة لم يمض على خروجك من جهنم ساعة) فلما وقف الباص نزلت، وقلبي يعتصر من تلك
المعصية فرميت بنفسي على الأرض غضبا بكل ما أملك من قوة، فلما التطمت على
 الأرض استيقظت من هذا المنام الرهيب، ونظرت إلى ساعدي فرأيت شعر يدي مثل
 شعر القطة، فحملت إبريق الوضوء وخرجت لأتوضأ ولم أكن قد أفقت من هول
المنام فلا أعرف نفسي أين أنا، ولكن ما هي غير أن سمعت صرخات الحرس يصرخ
 علي: (قف .. قف .. قف) ثم جعل يلقم البندقية فوقفت لأجد نفسي بالقرب من
 أكوام البزات العسكرية المحروقة، وبصيص الجمر ينتشر في أرجائها هنا وهناك.

*زهير
8 - سبتمبر - 2006
يكفينى فخرا وشرفا    كن أول من يقيّم
 
يكفينى فخرا وشرفا  وعلى مدى   الأيام   وتعاقب الليل والنهار ، أن فزت منك بحلم 0
بصراحة لم تعد أبيات الشعر الرائعة تشبع شهيتى  وتطلعى للمجد والخلود0
 
سيدى الشاعر الرائع 000حلمك مجدى وخلودى0
 
أما قصة أحمد منصور مع النويهى ، سنوالى الحديث عنها تباعا 0
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
9 - سبتمبر - 2006
قيثارة النويهي    كن أول من يقيّم
 
هـذي البطاقة في الخلود iiوسامي شـرفي الرفيع على مدى iiالأيام
وهـواي لـيل نهار في iiألحانها وهـواك لـيل نهار في أحلامي
وتـطـلـعي للمجد في شرفاتها وتـعـطـشـي للقائها  iiوأوامي
وكـمـثل ما فعلت ضياء iiيمامة هبطت عليك من الجناب السامي
عبد  الرؤوف على غدير iiهديلها وعـلـى ضيائي حولها ويمامي
فـي سـلـسبيلك هادرا iiمتجددا يـسقي  حواكير الشريد iiالظامي
وإذا أردت لـعـاشـق  iiومـتيم وإذا  أردت لـبـاحث  iiومحامي
ومـكـان  ما تختار من أشواقنا كـمـكـانة القانون في iiالأحكام
أمـا  حديث الشيخ فهو بقدر iiما يـمـتـد في تاريخنا iiالمترامي
لا  شـيء: والأيـام تـثبت iiأنه لا شيء في جنب الزمان iiالدامي
وإذا  رأيـت كـما تقول iiفجيعة فـي  قـولـه فـفجيعة iiالأقزام
أتـظـنـها الأصنام : يا شتان iiما بـيـن  الشيوخ اليوم iiوالأصنام
جيش  من الأصنام ينسي iiمكرها شـيـخٌ يخوض الكفر  iiبالإسلام
في هذه اللحظات يخنقني iiالأسى وأنـا أهذب في الجواب  iiكلامي
وبـدمـع أعينك الجريحة  iiفوقه وبـكـل  مـا فـيها من iiالآلام
أهـديك خطبة طارق في iiجيشه والـبـحر  خلفي والعدو iiأمامي
*زهير
9 - سبتمبر - 2006
من أين نبدء    كن أول من يقيّم
 
عزيزنا الغالي الدكتور عبد الرؤوف النويهي :
تحية ملأها الحب والإكبار لشخصكم الغالي على قلوبنا جميعا لما تطرحونه من مواضيع هامة كانت ومازالت من أسرار الحياة التي نبحث من خلالها ومن خلال سعينا الحثيث فيها عن معنى الخلود .
عن نفسي ياصديقي أقول لك وبكل فخر بأنني كنت ومازلت قارء لما يخطه قلمك الرومنسي المليئ بالإحساس المرهف حول البشرية وحريتها المنشودة التي هي الحل الوحيد من خلال وجهة النظر التي تبنيتموها والتي جعلتم منها لقب لمشاركاتكم القيمة .
لقد ذكرت في بداية مداخلتك سيدي الفاضل التالي :
** 1 إذا كنا ننادى بتطبيق الديمقراطية وقيام المجتمع المدنى 0
** 2 وإذا كنا حديثى عهد بالديمقراطية  بإعتبارها إفرازا غربيا ونتاجا حضاريا ، وفد   إلينا ضمن الثقافات العديدة ، والنظريات الكثيرة التى تحاصرنا من كل جانب 0
** 3 وإذا كنا نحاول جادين الأخذ بالتغيير نحو الأحسن 0
** 4 فلابد أن  نبدأ البداية الصحيحة الحقيقية ، علينا  أن نعدل الدستور بما يتوافق ومعطيات العصر ومتطلبات الواقع ، فالدستور ليس مقد سا لا يجوز المساس به ، بل هو قابل للتعديل والتغيير والتبديل ،لا يكفى تعديل أو إضافة بعض المواد حتى نصبح ديموقراطيين .
** 5 لماذا لا يطرح على بساط البحث والمناقشة والحوار، دستور جديد ?????
أنا ياصديقي راغبا حقا بأن أغني معك هذه الأغنية الرائعة التي طالما حلمت بها حتى وإن كنت من الكورس فيها , غير أن ما يأرقني ويضج مضجعي في مصطلح الحرية هذا هوا أبعاده التي قد تقودنا إذا ماتبحرنا فيها حق الإبحار إلى مالاتحمد عقباه , حيث أنني قد أفهمك إذا ماقلت لي بأننا نبحث عن بعض الحرية أو شيئ منها , وقد أفهمك أيضا إذا ماطالبت بها بكليتها لطموح الإنسان ألآ محدود نحوا الكمال , ولاكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا يقول ( هل تدرك حقا عظمة ماتطلبه والطريق إليه ) ولا أقصد بسؤالي هذا الإنتقاص من علمكم معاذ الله , ولاكنني أبحث معكم ومن خلاله عن مقدرتنا على تحمل نتائجه التي قد تؤدي بنا في نهاية الأمر إلى الرغبة في الفناء الذي قد لا نناله .
أعلم ياسيدي الفاضل أنك من أرض الكنانة مصر الغالية على قلوبنا جميعا لما فيها من تاريخ عريق كان ومازال شعلة نور للأمم التي تبحث عن الحقيقة والتي أخرجت للواقع في يوما من الأيام أول فكرة عن التوحيد الإلهي عبر الملك المفكر أخناتون .
إن الهرمية التي كنت ومازلت أتحدث عنها منذ مشاركتي الأولى على موقع الوراق كانت قد وضعت رموزها بعظمة على تراب مصر الغالي لتؤكد لنا دائما وأبدا بأن كل فكر بشري خاضع لهذا الشكل الهرمي إلى ماشاء الله , حيث أننا وإن تخلصنا من سطوة أهلنا مع  بلوغنا لسن الرشد فسنقع حتما تحت سطوة قادتنا العسكرين في خدمتنا الإلزامية التي ستؤهلنا بعدها للوقع تحت سطوة حكامنا , كما أنه لو هيئت لنا الظروف والأقدار الأمر لنصبح نحن من قادة هذه الأوطان فسترنا سنقع حتما تحت سطوة النظام العالمي الذي يفرض نفسه علينا ويكبل قرارتنا .
وعليه : هل تظن ياصديقي بأننا إذا مإنتخبنا واحد منا نحن بني البشر ليكون ملك علينا وحاكما للكرة الأرضية برمتها فسيجد هذه الحرية المنشودة بحيث يصبح قراره نابع عنه ودون الخوف مما هوا أكبر منه ??? ...
محمد فادي
22 - سبتمبر - 2006
حكاية الفيل الذي..    كن أول من يقيّم
 
تحية عطرة إلى أستاذنا عبد الرؤوف النويهي ، والعائد -خلسة -صديقنا المحبوب محمد فادي .
ورمضان كريم وكل عام وأنتم  بخير .
 
* تفيد حكاية سمعناها صغارا أن أميرا كان يملك فيلا مدللا ، يطلقه الأميريوميا للعبث بأرزاق العباد..
وكانت الرعية الخائفة تبالغ في إرضاء الفيل المعتوه  خوفا من غضب الأمير..
نفد صبر الرعية ، فأقاموا في أحد الأيام المهرجانات الخطابية والوقفات الاحتجاجية..وقرروا أن
يرفعوا شكواهم إلى الأمير شخصيا عله يرحمهم من عربدة الفيل الشرير..
اختار القوم أشجعهم  وأفصحهم لنقل مظالمهم إلى الأمير ، إلا أنه فقد شجاعته و فصاحته في البلاط..
إذ حينما سأله الأمير بلهجة صارمة حول مشكلته مع الفيل ، رد زعيم القوم : لا، لا ،يا سيدي جئت
فقط لأخبركم بمدى فرحتنا بالفيل ، وتقترح الرعية على سموكم تزويجه حتى لا يشكو من الوحدة..
فما كان من الأمير إلا الا ستجابة  لمطلب زعيم القوم ، وأمر مساعديه بأن يحضروا فيلة ترافق
الفيل في رحلات التدمير وزيادة خوف الرعية وخسارتها..
أصبح منذ ذلك الحين "إذا لم يكن الفيل كافيا فزدهم الفيلة " شعار هذه المدينة المنكوبة..
 
*كانت هذه مقدمة مختصرة لمقال صحفي -ل محمد العلمي - حول : خرجة البابا بينيديكت 16 .. 
*abdelhafid
27 - سبتمبر - 2006
الحرية بيضاء    كن أول من يقيّم
 
    كنت أتساءل في كل مرة أسمع  أو أقرأ فيها قول شوقي : ( وللحرية الحمراء باب ........ ) لماذا اختار لها شوقي لون الحُمرة  ?  ألأن بابها طُرِق بأيدٍ مضرجة بالدماء ?  فالحمرة عندئذ للباب وليس للحرية  ثم إن حمرة الباب طارئة عليه جلبها لون الدماء ، أما الحرية نفسها فلا يجوز أن يصبغها شاعر ولا كاتب ولا سياسي ولا.. ولا.. بلون غير البياض  ؛ لأنها هكذا خُلِقت وفيها نقاء الحياة كما فطرها ربنا عز وجل ، فلما لوثناها بأيدينا - نحن البشر - استحال بياضها سوادا أو حمرة أو أي لون آخر من أثر التلوث وسوء الاستعمال  :  فالحرية بيضاء ناصعة ونقية لا شية فيها  ولا امتهان .
    والحرية غالية والحياة غالية ولكن الحرية أغلى لأن بعضنا يرخص حياته من أجل حرية البعض الباقي بعد التضحية ، ولكن غلاء الحرية قد ينحدر إلى قيمة التراب إذا طُلِبَتْ  الحرية برخيص المطالب الذاتية التي تطغى على حرية الآخرين  ؛ لذلك فرق العقلاء بين الحرية الذاتية والحرية العامة التي تجمع أبناء الوطن الواحد  أو المذهب الواحد أو المعتقد الواحد  تحت لواء  واحد ، وجعلوا بينهما فواصل تحدد حدود كل منهما ؛ لأن حياة المخلوقات ليس فيها شيء مطلق فالمطلق لله وحده  وحسب الحرية أن تكفل كرامة الإنسان وكرامة عقله  ثم يكون ما وراء ذلك ما يتوزع  بين حدود الذاتية وحدود الحرية العامة  .
    وكرامة الخصوصية تتلازم مع قيمة الذاتية وقيمة الحرية على السواء ؛ وتعطي للوجودية الفردية معنى حقيقيا يختلف كثيرا عما تعنيه معاني الوجودية الفلسفية كما يراها الفلاسفة الوجوديون - على اختلاف مذاهبهم في شرحها  - ومع ذلك فإن الوجودية بأي تفسيرلها  لا تخرج عن كونها حرية مصغرة الدلالة  لأنها تبدأ برعاية حقوق الفرد وفكره وضميره  وكذلك الحماية من طغيان فرد قوي   ومن طغيان جماعة قوية  ، وهذا يضفي على الحرية صبغة البياض التي تكشف أي تلوث يعكر صفوها في الحياة  .
*منصور مهران
27 - سبتمبر - 2006
 11  12  13  14  15