البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : أخبار واشعار (4) خبر رؤوس الباجة    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 alsaadi 
7 - أبريل - 2006

ُتعتبر مكتبة آشور بانيبال واحدة من اعظم المكتبات فى العالم القديم. فهى تضم آ لاف الالواح الكتابية المفهرسة. وتشتمل معظم نصوصها على اخبار الملك آشور بانيبال وما حققه من انتصارات على اعداءه فى ميادين الحروب.

يقول الملك الآشورى فى احدى هذه الالواح:( ...لقد هزمت اعدائى... سخلت خلودهم ...وسملت اعينهم ... واعدمتهم على الخوازيق ... قطعت اطرافهم ... ورميتُ لحومهم الى الكلاب والذئاب والخنازير. وبذلك أدخلتُ السرور الى قلوب الآله!)

ويبدو انه كان هناك هامش لم تكن له اهمية تاريخية , فأُسقط , ثم ُعثر عليه الى جانب عظام بعض الضحايا:( لم تكن الآله مسرورة بمنظر الاشخاص المخوزقين على الاعمدة واعينهم ُمسمّلة بقدر سرورها وهى تنظر بطرف خفى  الى بعض الرؤوس وهى ُتلقى فى احواض خاصة كانت معدة سلفا لطبخ (الباجة).

والباجة لمن لا يعرفها هى أكلة من رؤوس الخراف غالبا , يُضيف اليها الذواقون الاطراف والكراعين احيانا. وأحب مافيها اللسان. لا اعرف ان كانت شرقية المنشأ ام لها جذور غربية. على كل حال هى صناعة لها من ُيحسنها ويتفنن فى طبخها. وهى فن وذوق وخبرة مكتسبة بحكم الممارسة الطويلة. البعض يسره الحضور من لحظة السلخ الى الطبخ. والبعض الآخر لا يحب (الباجة) و لايُطيق رائحتها. لكنه لا ُيزعّل (أهل الباجة) وقد َيجلب الخبز اليهم اثباتا لحسن النية. لان من أُصول (الباجة) انها تؤكل ثريدا.

ولكل بلد طريقته فى طبخ الباجة. عدم ذكر الاسماء يعتبر شرطا اساسيا وليس سياسيا للحفاظ على (سر المهنة). طبعا هناك بلدان لا ينافسها احد فى هذه المهنة. هنا فى الغرب- على الاقل فى البلد الذى اعيش فيه- لا ُيباح وضع (رؤوس الباجة) امام واجهات محلات بيع اللحوم. القصابون هنا مهرة فى تقطيع اللحم, لاتقل مهارتهم فى ذلك, عن مهارتنا فى تقطيع أوزان الشعر.لكن لا يأكلون (رؤوس الباجة) يزعمون انها واحدة من الاسباب الاساسية لظهور معظم الامراض الخبيثة.

يقولون ان اهل العراق من اشد الناس ولعا وحبا (للباجة). لا اعرف مدى صحة هذا الزعم التأريخى. الذى اعرفه ان العراقيين مشهورون بأكل التمن. يقول الجواهرى:

           فدع الباجة لا تلهج بها              ليس الباجة مثل التمن

بعد هزيمة مروان بن محمد- آخر رأس من رؤوس الدولة الاموية- اما زحف (رؤوس) الدولةالعباسية الفتية, راح يتنقل من الموصل الى حران ثم الى حمص فحلب ثم الى دمشق , حتى قاده القدر الذى طالما آمن بجبريته الى قرية من قرى مصر, ببوصير قوريدُس عند الفيوم, فلجأ الى احدى كنائسها. ذكروا ان أحدهم وشى به لرجال بنى العباس, فأحاطوا بالكنيسة, فخرج اليهم شاهرا سيفه. وكان - كما ذكروا - بطلا شجاعا يعد بالف مقاتل, فقاتلهم حتى سقط صريعا. فقاموا بقطع رأسه, ثم سلوا لسانه  فألقوهُ في الطريق? فأختطفتهُ احدى القطط ومضت تعدو بسلبها. فقيل: ان لم يكن فى الدنيا عجب إلا هذا لكان كافيا, لسان مروان في فم هره! وقال الشاعر يخاطب بني العباس:

          قد يسر الله مصراً عنوة لكم              واهلك الظـالم الجبـار اذ ظلما

          فلاك مِقـوله هرُّ يجرجره                وكان عامر من ذا الظلم منتقما

والشعر اضعف شهود الاثبات, وان كان أصدق وثيقة في وصف حوادث التأريخ وتسجيلها.

 

  

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الباجة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

مرحبا بأهل المغرب الطيبين

لقد قرأت كتابا عن بعض أصقاع المغرب(تطوان)وأعجبني ذاك الكتاب وجعلني أتطاع إلى معرفة المزيد عن المغرب وأهله الكرام.وشكرا .

السحيمي:msasohaimy@hotmail.com

mansour elsohaimy
7 - أبريل - 2006