لفظ ( الإيقاع ) مصدر الفعل الرباعي ( أوقع ) ودلالته اللغوية تتحدد عند معنى قول الصرفيين بأن زيادة همزة في الفعل الثلاثي اللازم تغيره إلى متعدٍ ، فيكون الفاعل قد أتى بعمل زائد على الوقوع المجرد ، ليجعل للوقوع أداء مقصودا لتحسين العمل أو تقبيحه أو ما يشبه ذلك . وقد أخذ أهل الموسيقى هذه الدلالة في صناعتهم فاستحدثوا مصطلحا أسموه ( الإيقاع ) وهو عندهم عبارة عن نقرة على الطبل أو الدف أو الوتر لتحدث تناسقا بين الأنغام ذات الرتم الموحد أو للانتقال من رتم إلى رتم ، أو من مقام إلى مقام - حسب أصول وقواعد عندهم - بقصد إمتاع الأسماع بألحان الغناء ، فالإيقاع إذن مصطلح موسيقي ثم انتقل إلى علم اللغة ( الألسنية ) للدلالة على المعنى نفسه فقالوا : هو حركة النغم الناشئ عن الحركات والسكنات ، وأيضا عن المد بعد ضم أو فتح أو كسر ، وحركة النغم لا تتأتى في الكلمة الواحدة لأن نغمة الكلمة الواحدة نغمة جزئية لا تعطي أداء شافيا ، فلا بد إذن من اجتماع أنغام الكلمات في جملة صحيحة المعنى صحيحة الأداء حتى ينشأ عنها مجموعة أنغام منسجمة فتعطي نغما إجماليا مؤثرا ، وهذا يتحقق في الكلام المنثور كما يتحقق في الكلام المنظوم ، وجمال إيقاع الكلمات والجمل بحسب سعة أفق الكاتب والناثر في المعاني وفي الألفاظ وفي الصور . هذا وبالله التوفيق .