كتب الجواهرى فى بداية عشرينات القرن الماضى احدى قصائده الشهيرة التى يقول فى مطلعها:
جربينى من قبل ان تعذلينى فاذا ما ذممتنى فاتركينى
لا تقيسى على ملامحى وجهى وتقاطيعه جميع شؤونى
إن لى فى الحياة طبع رقيق يتنافى ولون وجهى الحزين
وفيها يقول ايضا:
فغدا يستبيك رضوان ويلقيك بين حور وعين
وأنا فى جهنم بين أشياخ بغيهم غمرونى
عن شمالى أعمى المعرة والشيخ الزهاوى مقعدا عن يمينى
فلما قرأ الزهاوى القصيدة (وكان مصابا بداء أقعده عن الحركة) كتب الى الجواهرى يقول:
أما يكفى أننى مقعد فى بيتى حتى صيرتنى مقعدا فى جهنم!
وكان الزهاوى قد عُرف بالدعابة وبجرأته وتمرده على الواقع الاجتاعى و السياسى لعصره.و له قصائد عديدة كان لها تأثير واسع فى المجتمع العراقى حيث دعى الى تحرير المرأة وهاجم الحجاب وسفه الكثير من الافكار والمعتقدات الدينية, فهيج بذلك الرأى العام عليه, فوصف بالمارق عن الدين.ومن طريف ما يُرى عنه أنه سافر فى إحدى البواخر, فلما تاخرت عن موعد حركتها سأل عن سبب ذلك فقالوا له : نحن بأنتظار كتاب البخارى! وكان الناس وقتها يحملون معهم الكتب الدينية فى اسفارهم تيمننا بذلك ولكى يمر سفرهم بسلام. فقال: علمى ان الباخرة تعمل بالبخار فهل أصبحت تعمل بالبخارى! |