البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : البنت التي تبلبلت    قيّم
التقييم :
( من قبل 12 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
6 - مارس - 2006

شاعرنا الكبير ، الأستاذ زهير:

ما قرأته في مداخلتك الأخيرة أفرحني، لجهة أنني شعرت بأن غلاظتي قد أثمرت ، هي عكرت ماء اليقين، الذي لا بد من تعكيره من وقت لآخر لكي نزداد يقيناً . وجاء دفاعك على أحلى ما يكون ، بل ليكون مناسبة نتعرف من خلالها على الوجه الآخر للباحث زهير ظاظا ، ونلامس وجوده الإنساني ، وما زادنا هذا إلا تقديراً .

وجودك اليوم في المكان الصحيح يعني الكثير للكثيرين منا الذين تزخر بهم أمتنا ولم يجدوا مكانهم بعد .

نتشوق لمعرفة المزيد والمزيد ، لكني ارتأيت بأن نترك ساحة الفلسفة لكي لا ينقطع حبل النقاش فيها ، ونفتح ملفاً آخراً ، وهذا متروك لتقديرك وما تظنه مناسباً   

 

 كنت قد كتبت رواية صغيرة الحجم ، تحكي قصة بنت مراهقة في زمن الحرب الأهلية اللبنانية . أراها في صميم موضوعنا الفلسفي الذي نتناقش فيه ، لأنها ترمز إلى صراع الإنسان مع أهوائه وانشطاره بين رغبتين . وهي تبرز أيضاً مقاومة الموروث الثقافي ، عندما يكون عميقاً ومتأصلاً ، مع الفكر المكتسب بمظهره الحضاري " التحرري " وما يخفيه من طموحات .   

الرواية اخترت لها عنوان " البنت التي تبلبلت ... " . الحدث ، الذي هو قصة حب فاشلة ، المغرق في عاديته ، اتخذته ذريعة للتوغل إلى الداخلي ، والحميم ، لفهم ما كان يعتمل من نوازع و تغيرات في نفس تلك البنت وعالمها المحيط  من : عائلة ووطن وأصدقاء . هذه البنت كانت تتنازعها رغبتان ، الأولى: الحفاظ على نقائها الفطري، وهو ما نقلته إليها تربيتها وما تشعره في ذاتها  السحيقة . والثانية: رغبتها في الحياة والتكيف مع زمنها ومحيطها وما كانت تدعيه من أفكار عصرية وما يستلزم كل ذلك من تنازلات لا بد منها 

الحكاية تبدأ هكذا :

 

 "البنت تحدث نفسها "

أتذكرين ? تلك البنت التي كنت أعرفها ! ... كانت رقيقة ، نقية ، دمثة الأخلاق ومنذورة لأن تكون أماً مثالية !... هكذا عرفتك ! فما الذي جرى لك ، لكي تتبدلي ? ما الذي حدث لك ، لكي تتبلبلي كالريح ... ? أهو الزمان من أشقاك وغير ألوانك ? وما الذي فعلتِه أنت بنفسك ، لكي أراك ، كأنك القطيع الشاردة : مشتتة ، مبعثرة ، ومنزوعة الروح  ............. ?
 
ستقولين : " ربما هي الحرب التي داهمتني باكراً ، أعدمتني ماء الحياة  ... أربعة عشر عاماً ،  هي عمر الورود ، إعصار الطفولة اللجوجة ، ودفق الشباب الذي لا يطيق الانتظار ... لم   أرها ، ضيعتها بالانتظار ...
 كان العمرجميلاً ، والوقت كان ودوداً : الوطن كان فيروز ، والحب كان فيروز ... . الأهل والأصدقاء ? كانوا بسطاء ، لا يعدون الأيام . حتى حدثت الزلزلة .... ! " .
 
لكني أنا رأيتها لما أقبلت ! هدية الزمان إليك ، لما أقبلت ، كما المهرجان ! كزهوة البستان أشرقت ، فرحت لها بذاك الزمان . ألا تذكرينها كما أذكرها أنا ? أم أنك تتناسين ?
أتذكرين ? جدتك ، لما كانت تغرس شتولها بقرب باب الحديقة ? تضع بذور الحبق =الريحان= في باطن الأرض ، ثم تهيل عليها التراب بكفيها وهي تتمتم :
" بحق الخضرأبو العباس ، تعيش زريعتي وما تيبس ..."
ترددها ثلاث مرات ، تزرعها عند بزوغ هلال القمر ، وتسقيها من بعد الغروب ،  ... كنت تضحكين في سرك وتقولين : " جدتي ، تعيش في الأساطير ! الماضي حكايات ، والحاضر ، دعاء وصلوات .... " . أتذكرين كيف كانت  شتولها بهجة للروح ? مساكب الفل والنرجس ، وأحواض البنفسج والمنتور ، كانت بهجة للروح !.... كانت تشبه أعوامك الأربعة عشرة . أفلا تذكرين ?
 
"الحرب استدامت حروباً " ، تقولين ، " هدمتنا الحرب ! أعادتنا إلى مهدنا الأول ، العراء ! " .
  صحيح ، عزيزتي ، الحرب استطالت ، وعبثاً بحثنا لها عن أسباب ، لكي نحتويها ، لكي نعقلها  . قالوا بأنها كانت حرباً طائفية . قلنا : بأننا انتفضنا  ضد مشروع الانعزالية والصهيونية ....... أبي أقنعنا وقتذاك  بأنها كانت أيضاً (حرب الرأسمالية ضد الطبقات  الكادحة)  وأنها حرب تحرير وثورة اجتماعية ! كان يردد : بأنها تحالف البورجوازية مع الفاشية ، والامبريالية العالمية ضد مصالح الشعوب الفقيرة ، من أندونيسيا ، إلى كوبا وفيتنام ، حتى الجزائر والصحراء الغربية ............  وكان يحفظ اسم لوركا وإلليندي إلى جانب المتنبي وأبي العلاء المعري ويتحدث عنهم بشيء من القدسية ........ هو كان أممياً ، ويحلم بالعدل الاجتماعي والمساواة بين البشر ..........
" يا الله ! كم أحبه أبي ! أمير طفولتي ، وملهم سنواتي الأربعة عشرة . سيبقى لغزاً أبي : كان عروبياً ، لكنه كان لا يكف عن انتقاد عبد الناصر الذي" نكل بالشيوعيين " ، على حد قوله،   "مع أنهم بنوا له السد العالي " ، ........... لكنه بكاه بحرقة شديدة يوم مات !
 
أتذكرين !
يوم استفقت بالصدفة ، ذات صباح ماطر، لتري ذلك المشهد الخيالي : كان الجبل يبكي ! يخفي وجهه بيده ويشهق بقوة ! يستمع إلى المذيع في الراديو الذي كان يبكي بدوره ، ويشهق هو أيضاً .... باليد الأخرى ، كان يحمل سيكارة تكاد تحرق أصابعه ....... اليد التي كان يلبس فيها ساعته الفاخرة التي طالما أثارت إعجابك ! أتذكرين ?
" لن أفهمه أبداً أبي ! لن أفهمه " .
عشرة أعوام مرت بعدها ......... رأيتِه مرة أخرى يتنقل، كالحجل ، بين ركام بيتكم الذي هدمته الحرب . يبحث عن بعض الصور ينتشلها من بين الأنقاض :
" أوف ، أوف ، ولَكْ معَوَّدْ على الفجعات قلبي ... " ، كان يغني !
" يبدو أنها طقوس يا أبي ! طقوس اخترعناها ونعيد تمثيلها في كل مرة لنستعيد بها الفاجعة . طقوس ، نهدي فيها القرابين إلى آلهة الموت والدمار ! "
..............................................................................
 
لن تذكري رائدة الفضاء السوفياتية . لكن أمك سوف تذكرها لك بنشوة لو سألتِها عن الرفيقة ذات العيون الزرقاء الباردة التي صعدت إلى سطح القمر .
" آه يا جدتي ، لو تعلمين ، بأنهم في بلاد الرفيقة ذات العيون الزرقاء، قد أنبتوا القطن ملوناً في سفوح " التوندرا "على اسم " لينين العظيم " ، وأن تقريرها عن زيارتها للقمر يفيد بأنه كومة أحجار لا تنفع ولا تضر ."

يومها ، كان أبوك قد اصطحب أمك معه لاستقبال الزائرة الاستثنائية . كل الرفاق كانوا قد اصطحبوا زوجاتهم ......... يومها ، قال أبوك لأمك ، باستحياء شديد ، وبعد تردد طويل :
" بإمكانك أن تنزعي الغطاء عن رأسك لو أردت " .
لم يكررها مرتين . ورغم أن أمك لا تعرف شيئاً عن الاضطهاد الطبقي ، ورغم أنها لم تعد تذكر شيئاً مما قالته الرفيقة عن دور المرأة في حركة التحرر العالمي ، إلا أنها انتزعته إلى غير رجعة ، همها كان ، أن تشبه " أسمهان " و " ليلى مراد " بتسريحتها الجديدة .

 8  9  10  11  12 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
شكرا للأستاذ عبدلة    كن أول من يقيّم
 

شكرا للأستاذ محمد عبدلة من مراكش ولكنه يبدو لم يقرأ قصيدتنا عن مراكش في دوحة الشعر، والتي منها:

مراكشٌ يا iiهوى يا ليتها لي وطن

*زهير
22 - أبريل - 2006
مرحبا    كن أول من يقيّم
 
ضـيـاء  مـعلمتي iiمرحبا أجـبـتك  مضطربا iiمُرعَبا
أجـبـتـك لكنني ما فهمت وما  زلت أحمل عقل الصبا
ومـا أطيب النصح iiأرسلته ومـا أعذب الرفق ما iiأعذبا
ولـكـن  شـعري بما iiقلته يـسـيـر بهم مذهبا iiمذهبا
وأدعو إلى الحب لا للخصام وأهـفـو  كطفلي لأن iiألعبا
وإن كـان يوجد خلق iiرقيق يـسير  كظلي فريح iiالصبا
وليس  السياسة من iiصنعتي أصـاب  مـراقـبها أم كبا
ووالله يُـذكَرُ عندي iiالوزير يـسـمّـى  فأحسبه iiمطربا
تـبـيـن لـي أنني iiشاعر وإلا عـن الـحب لن iiأكتبا
وقـدما  وقفت أغني iiالنشيد فـقـلـت بـآخـره iiمتعبا
فـمـنا  الوليد ومنا iiالرشيد ومـنـا  مـؤسسة iiالكهربا

*زهير
26 - أبريل - 2006
حب الوطن    كن أول من يقيّم
 
 
 
 
  هذه الحكاية مهداة مني للسعدي المشتاق إلى أرض السواد التي آلمته ولا تزال بذكراها وحاضرها .
والحنين إلى الوطن شعور عجيب لا يعني الأرض ( بسوادها )  ولا الذكريات ( بجورها )  ولا الطفولة ( بحلوها ومرها )  ولا الطير والجدول ورائحة الطين المبلول . الوطن فينا ، هو ذلك الجزء المبتور ، الامتداد الطبيعي للجسد الذي تم قطعه والاستغناء عنه قسراً ، والذي سنظل من دونه شيئاً مشوهاً ، مهما كابرنا على أنفسنا .
 
  فضلت كتابة هذه الحكاية هنا بدلاً من ملف الحرية لأنها ، وإن كانت في روحها تحمل من معاني  الحرية ، إلا أنها حكاية بنت كانت قد أتت من دفء هذا الشرق الكبير ، ثم بلبلها الحنين إلى الجذور ، بعد أن كانت قد استقرت بها الرحال ، زمناً طويلاً ، في أصقاع باردة ، حتى أنها ظنت بأنها قد نسيته تماماً .
 
  هي قصة حقيقية ، لكنها وردت في سياق رواية ، كتبها الجزائري : "واسيني الأعرج" ، تحت عنوان : " شرفات بحر الشمال " وصدرت في بيروت عن دار الآداب عام  2002
 
  البنت اسمها "كنزة"، اقتلعها الفقر من "بجاية " ، في الجزائر ، ورماها في مقاهي باريس لتعزف البيانو للساهرين .
كانت عازفة استثنائية ، وكما في حكايات الحب والأساطير ، يسمعها الأمير ، وهو أمير حقيقي من العائلة المالكة في هولندا ، فيهيم بها ويتزوجها ، ويحط بها في أمستردام في شتاء العام 1946 مخالفاً قواعد البروتوكولات الملكية وواضعاً لقبه الملكي قيد المراهنة . إلا أن تلك البنت سحرت الناس ، والعائلة المالكة ، بروحها وفنها ، وعزفها للسمفونيات الأكثر صعوبة بإبداع يفوق كل تصور ، حتى صارت عضواً في الفرقة الكلاسيكية الملكية ، وصار الناس يتدافعون إلى دار الأوبرا لسماع فنها المميز
 
  حصلت على كل شيء  : المجد  والثروة والشهرة ، وحب الناس وتقديرهم ، والزوج الذي تطمح له أي فتاة ، والحياة الكريمة المطمئنة ....... إلا شيئاً واحداً ! وكانت قد نسيته .
 
  يقال: إنه ، وفي إحدى جولاتها في المدينة ، تعرفت إلى رجل غامض . مجرد عابر طريق ، مغامر قذفته الأقدار إليها ..... رجل قادم من نفس المدينة التي أتت منها ، تعرفت إليه بالصدفة .
 
  ثم ، التقته في حياتها ، بضع مرات ، جلسا فيها معاً أمام طاولة ، في مقهى بقرب الميناء ، في أمستردام ، كانت تستمع فيها إلى حكاياته . حضوره ، كان قد أشعل في نفسها الشوق إلى ذلك الجزء المبتور من ذاتها ، هز يقينها وقوض كل قمم المجد التي كانت قد بلغتها وظنت بأنها قد استقرت فيها . لم يكن ذلك الرجل نصاباً ، ولا محتالاً ، ولم يطلب منها شيئاً آخراً ، سوى الرحيل معه ! لكنها أبت وعاندت رغبتها الجارفة ، خوفاً من الخيانة . إلا أنها ، ومنذ ذلك الحين ،  انشطرت بين شيئين .
 
  وفي ذلك المساء الأخير ، وفي سطوة الحنين ، قامت إلى بيانو قديم كان مركوناً في زاوية من زوايا المقهى ، وعزفت لحناً لا يعرفه الحاضرون ، فانبهروا  ، وبكوا وصفقوا حتى إن منهم من تعرف إليها وأتى ليصافحها أو يقبل يدها .
 
  بعد أن عادت إليه سألته :
 
  ـ " هل تعرف لمن هذه المقطوعة ? "
 
  قال : " لا "
 
  قالت : " أنت لا تعرف إذاً أرضك ، هذه المعزوفة ألفها رجل من طينتك كان في الكونسرفتوار الملكي ، اسمه ايقربوشن " ثم ودعته وانصرفت . 
 
  كانت العودة إلى زوجها بنظرها مستحيلة بعد أن سرقها منه الحنين إلى غير رجعة . زوجها الذي أنقذها من الموت البطىء والتسكع في مقاهي باريس القاسية ، زوجها الذي وهبها المجد والأمن والطمأنينة ووهبها كل ما تحلم به الأميرات . أما ذلك الشريد ، فلقد أعاد إليها ذاكرة الحب المفقود ، ودون أن يكون قادراً على إدراك معانيه .
 
  وفي ذلك المساء ، توجهت إلى الميناء القديم ، ورمت بنفسها إلى البحر . ولا يزال على حافة الميناء هناك ، في أمستردام ، تمثال صغير من الرخام ، باسم الأميرة" كنزة " عازفة البيانو الشهيرة ، شيده لذكراها ذلك الأمير الهولندي الحالم .
 
 
 
*ضياء
29 - أبريل - 2006
هدية الاميرة أم هدية الامير    كن أول من يقيّم
 

سيدتى الاديبة المتألقة, ضياء. ما أحلى هذه الهديّة وما أروعك. عادة ما أقتربُ من الأشياء لكننى أتحاشى وضع أصابعى عليها. أُحبُ للاشياء أن تبقى كما كانت قبل ولادتها. حتى بعد أن تفقد العذريّة المفترضة, أظلُ أحلمُ لها بعذريّة مغايرة!

أنت تدفعيننى لرغبة مكبوتة متوحّشة, لاقتراف ما يُعيدنى الى السرب, مُحلّقا بالخوافى وبقيّة قوائم كسيرة.

غوايتك هى التى تجعلنى أرجع الى هدية الامير, علنّى أكتشفُ ما فاتنى بالبصر, عبر ممارسة الطلاسم السحريّة باللمس!

alsaadi
29 - أبريل - 2006
عقد أيار    كن أول من يقيّم
 

وقـفـتُ  على أيار ملتحفا iiوجدي ألـمـلـمُ  من نيسان منفرط العقد
وأسـحـب ثوب الثلج أحمر iiقانيا أجيلت  حواشيه على مرهف iiالنقد
كـذلـك  عهدي بالحياة إذا iiصفت فـعـادتـها أن لا تدوم على iiعهد
مـعـنفتي  في مهجة الحر لم iiأجد مـهانا  كعقل الحر في مهجة iiالعبد
إذا اسـود وجـهي بيضته iiبنورها وثـوب  عـلى الأيام ليس iiبمسودّ
ومـا ضـاع ودي كله في دموعها تنوس مع الأحزان في صفحة الخد
مـعـنفتي  ما أعذب الرفق iiشاقها تـراقـب  فـي تعنيفها جهة iiالود
بـنـفسي  يديها في شعاع iiزمانها ودرعا  شريفا من ضفائرها iiالجعد
أغـالـط  فيها الشوك أني عرفتها ومـا  ذبـلـت والله باقتها iiعندي
وكيف  عزاء العين أحسن ما iiرأت أتـاهـا  بلا وعد وضاع بلا iiوعد
تـردد  بـين الهزل والجد iiطرفها ومـا  كل يوم يعرف الضد iiبالضد
أعـلـل  فـيك النفس أنك iiدفؤها إلـى  أن يفيق القلب من ألم الصد
أتـانـي كـتاب منك يقطر iiلوعة نـظـرت إلـيه لا أعيد ولا أبدي
تـؤدب فـيـه الـفيلسوفة شاعرا على  قلبه أقسى من الحجر iiالصلد
ولـيس يعيب الشمس أن iiضياءها ينير  إذا جارت على الأعين الرمد
تـذكـرت لـمـا جـاء أول مرة طريا كمثل الصبح في ورق iiالورد
ومن  جاءه من صدره السهم iiناشبا عـلى  صدره أحرى يسامح iiبالرد
لأفـرح  مـن أم وأفـخر من أب وأطـرب من خدن وأشمخ من iiجد
فـتـحـت لـها أبواب أيار iiواقفا بمصراعه  أرنو إلى ثوبها iiالنهدي
بـقـطـر دمـائي لونته iiووهجها تـشع  ضياء كالوشاح على iiزندي
أعـلـقـه  أعلى طرابلس iiهيكلا بـمـا عـلقت في بعلبكَّ يدُ iiالخلد

*زهير
1 - مايو - 2006
بكر المصطفى    كن أول من يقيّم
 
بعد الاعتذار من أستاذتنا ضياء خانم فقد رأيت الأنسب  أن أرد في ملفها هذا على قصيدة السعدي التي زج بها في ملف النويهي الجديد. وبكر المصطفى والمدلل وطرمان: من شخصيات كركوز وعواظ، ويمثل بكر المصطفى الرجل السكير الأبله، بينما يمثل (المدلل) أهم شخصيات القصة إغراء.
لا  يُـقـبـلُ السعديُّ يمدح iiظاظا بـك  كـان وراقـا فصار iiعُكاظا
وأراك تـصـرخُ مـاردا في قمقمٍ وشـرارُه مـلأ الـسـماء iiشواظا
فـإذا  كـتـبت إلى زهير فقل iiله يـا أبـشـع الـمـتسولين حفاظا
يـومـا  عـلى يوم تزيدك iiغلظةً أحـلـى وأفـتن من رنت iiألحاظا
وتـريـد نـظـرتها فتثبتُ حاكما مـا  رابـهـا مـن قاتليك وغاظا
الـلاعـبـيـن أدقُّ مـنك iiكياسة والـكـالـحـين أرقُّ منك iiغلاظا
بـلـبـلـتـها وزعمت أنك iiبلبلٌ فـبـمـثـل  ذلـك بَلبَلَ iiالحفاظا
فـي خـيـط بُـلبلها ندور iiأمامها كـركـوزَ  لاعـبـة بنا iiوعواظا
طـرمـانُ: أخفاك (المدللُ) iiمرهفاً وحـسـبـتـه بـالـوظةً ولُماظا
ومشيت (بكرَ المصطفى) في سكره وأضـفـت  سكرك أحولا iiجحّاظا
مـا لـي أرى دنـياك دنيا iiراهب وأشـم  مـن آدابـك iiالـوعـاظا
وتـبـيـع  ملحا من يبيعك iiسُكّراً مـتـقـبـلا  مـا قلت أم iiمغتاظا
وتـخـاف  في طلب المعالي نوّما مـن  شـاخـريـن أمامها iiأيقاظا
هـذي طـبيعة كل شعب iiأوشكت أن تـنـتـهـي أمـجـاده iiألفاظا
أهـديـتـني  ديكا يبيض iiفخانني وسـألـتـه فـي أن يصيح iiفباظا
*زهير
1 - مايو - 2006
حب الوطن (2 ) أو حكاية الدبة التي تبلبلت    كن أول من يقيّم
 

 

  إلى شاعرنا  الكبير الذي لا يشق له غبار ، الأستاذ زهير :

  لا يوجد في قاموسي الفقير كلمات أعبر بها عن إعجابي بفنك الجميل غير الذي قلته سابقاً . أكرر ما قلته فيك مجتمعاً ودون أن أتمكن من إظهار كل الذي أشعر به كلما توقفت أمام صورة ، أو جملة ،  أو عطفة ، أو أرجوحة عيد ، في ذلك المهرجان من الشعر والموسيقى ، الذي أرجوه طوفاناً على الدوام ، كما هو اليوم ، في أيار ، أو كما كان في الأمس ، في نيسان وآذار و..... صدقني ، لا شيء من الجمال يوازي ذلك الاحتفال الكبير . ولا اجد داعياً ( غير اللياقة ) للاعتذار في كل مرة على إضافة جديدة لهذا الملف الذي لك فيه أكثر مما لي بكثير . أما السعدي ، فهو أيضاً من أهل الدار .

  تهاني القلبية للأستاذ النويهي الذي لم تتح لي الفرصة بعد للتنويه بما أكنه من التقدير للمجهودات التي يقوم بها في ملفات عديدة رائدة ، وأريد أن اخص بالذكر اليوم رده على مقالة " خطوط نقدية   حمراء " الذي أرى فيه رداً مميزاً وذكياً كنت تمنيت لو كان باستطاعتي القيام به ، ولقد سررت بما كتبته أيما سرور يا أستاذ عبد الرؤوف ......... بالملايين !

 شكري أيضاً الأستاذ عبدلة الذي يقترب بدماثته من عبد الحفيظ وبسعة أفقه من الأستاذ وحيد فيجمع بينهما . يبدو أن المغرب سيكون حاضراً بقوة بيننا ، وسيكون لنا فيه ، كما كان دائماً ،  عزوة ورفعة .  

 شكراً على اختياركم لي ضمن سرب السراة ، أشعر اليوم أنني حصلت على شهادة الوراق التي أعتز بها .

 

    مقالة اليوم

  طالعنا في الصحف الفرنسية هذا الأسبوع ، وأذكر منها للشهادة صحيفة ال : لو موند ، بتارخ الخميس الماضي 27 نيسان 2006 ، نبأ إلقاء القبض على دبة من الجنسية السلوفانية عمرها من 4إلى 5 سنوات ، ترعرعت في غابات سلوفانيا ، وتم القبض عليها هناك ، فخدرت ، ثم كبلت بالسلاسل ، ثم تم نقلها تحت إشراف الخبراء العلميين ، وتحت حراسة أمنية مشددة ، من مسقط رأسها في يوغوسلافيا سابقاً ، سلوفانيا حالياً ، إلى أحراش جبال البيرينيه الفرنسية .

  إلا أن مجيء هذه الدبة " المهاجرة " والتي من المفترض ان يتبع بها خمسة دببة آخرون ، لم يكن بالبساطة التي كنا نتصورها . فلقد انقسمت على أثرها المنطقة إلى حزبين متعارضين : الحزب المناهض للدبة " الدخيلة " التي ستهدد سلامة قطعان الماشية ، والحزب المناصر للدبة    " البطلة " التي ستعيد تأهيل البيئة بدببة صغار يعيدون التوازن البيئي الطبيعي المفقود للمنطقة .

  إلا أن حزب المعارضة قام بأعمال شغب هددت الأمن السلمي القائم ، والمرتكز إلى قواعد الديموقراطية العريقة  في تلك المنطقة ، مما دفع بوزيرة البيئة : السيدة": " نيللي أونو " إلى الخروج على قواعد اللياقة ووصفهم ب : " الحمير والأغبياء " .

  أما أنصار البيئة ، المتحالفون مع الدبة الأم ( التي كانت حتى تلك اللحظة مقيدة ، وفي رقادها الإجباري بسبب تأثير الحقنة المخدرة  ) فقد نجحوا في إيصالها إلى محمية طبيعية في منطقة تدعى " بالوما " ووعدوا بالمضي قدماً لإلحاق الدببة الأربعة المتبقية بها ، والذين سوف يتوقف على مزاجهم " العاطفي " إعادة تأهيل البيرنيه بدببة " طبيعيين " .

   لما رأيتها ، كما رأيتها مغلولة ، ومغلوبة على امرها ، حسبت أني أعرفها ، تلك الدبة المهجرة  " قسراً " من وطنها تحت الأصفاد والحقن المخدرة . أظنها ستستفيق يوماً ، لتجد نفسها في مكان آخر ، غير ذلك المكان الذي تعرفه بالسليقة ، محاصرة ببنادق الصيادين الخائفين منها على أغنامهم ، وبرعاية أنصار البيئة الطامحين هم ، إلى استخدامها لإعادة التوازن لبيئة كانوا قد خانوها ، حتى اليوم ، مراراً وتكراراً ، ولا شيء يبشر بأنهم لن يعاودوا .

  من منا يستطيع الدخول إلى عقل الدب ، ليعرف ما يريد هو لنفسه ? وهل يستطيع الدب شيئاً غير أن يكون له مخالب وأنياب ?

 

 

*ضياء
1 - مايو - 2006
هدية من أمي لضياء خانم    كن أول من يقيّم
 

أنا متحير كثيرا يا أستاذتي ضياء من مشكلة الصورة، فإن أمي اتصلت بي وقالت إنها تريد أن ترى ضياء قبل أن تموت، وحدثتها عنك كثيرا، وهي تهديك هذه المواويل مما تحفظه من مواويل بكر المصطفى. وكانت أمي حبيبة عمتي (سارة) كما ذكرت لك في بطاقة سابقة، وعمتي سارة زوجة أبي شاكر خالد حبيب (ت 1973م) أشهر الكركوزاتية في دمشق، وهو ابن عمة جدتي أيضا، وأخوه أبو صياح مشهور أيضا بهذه الصنعة، وكان أبوهما علي حبيب (ت1914م) شيخ الكار، ورثه عن آبائه في سلالة عمرية، معروفة من عصر ابن تيمية في دمشق، وقد زرت بيتهم بصحبة والدي عام 1997م فرأيت تراثا ضخما من جلود خيال الظل، منها ما يعود إلى أكثر من 600 سنة، وكان والدي يحفظ معظم بابات أبي شاكر، وأما الموال الذي تهديه أمي لحبيبتها ضياء فهو هذا:

يـا  بـلبل الروض لي غنى iiنواحينا والله  يـا قـوم شـرفـتـو iiنواحينا
طرابلس ونابلس وسبعْ براجْ عل مينا بـيـروت  ست الملاح صيدا iiتسلينا
رحـنـا على الشام وقلنا الشام iiتكفينا جـارت  عـلينا الليالي وبعنا iiطواقينا
ومن المواويل الطريفة التي أوصتني أمي أن أحملها لضياء خانم هذا الموال الذي أنشده بكر المصطفى في الجامع الأموي في دمشق لما عينه السلطان إماما =والعهدة على أمي=:
شاب العذارْ يا خليلي من مُقابلتْ الوِزَر وَعْيانْ
فـيـن الـشـباب اللّي تنادي بصوت وعيانْ
لاضرِبْ بسيفي على أد ما تطول إيدي iiوتصِلْ
يـخـسا خسيس الندل إيدو فوق راسي iiتصِلْ
أنـا  الـمـنـية تحوش العدو قَبلْ ما iiيوصلْ
شـاروا بـقتلي جميعْ وزارها وعيان .. iiياباه
شرح المفردات: وعيان في البيت الأول تعني (يقظ) وفي البيت الثاني من المعاينة، وفي القفلة تعني: الأعيان.
ومما حفظته من مواويل بكر المصطفى قديما من أمي:
راخي العذار فوق جبينه نرجس وما شا الله iiعليه
مـا عـدت طيق iiالجفا يـا مـنيتي داخل iiعليه
عـلـمتني نوح iiالحمام وسـقيتني صافي iiالمدام
زرنـي ولـو في المنام رايـتـي البيضا iiعليك
وأقول أيضا والشيء بالشي يذكر: ليس فقط أبو شاكر قريبنا، بل السبع بحرات أيضا وهي أكبر معلم في دمشق نفذها هي وشارع بغداد جدي لأمي المهندس عثمان طورسون الذي استدعاه شاه إيران في الأربعينات فنفذ عدة مشاريع فيها. وأحتفظ بوثائق حول كل هذا.

*زهير
1 - مايو - 2006
مشروع شاعر    كن أول من يقيّم
 

عندما أتذكر أيامي الغالية في المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد بدمشق يلوح لي أنني كنت في نظر القائمين على هذا المجمع (مشروع شاعر) وربما كان ذلك بتخطيط من كفتارو رحمه الله، الذي خصني بساعة كل يوم أحد، أزوره فيها في مكتبه في دار الفتوى، ويكون كل حديثنا عن الشعر، وما هو الشعر الذي ينتظره مني الناس، وبقيت أتردد عليه في هذه الجلسة الخاصة مدة عامين. وكان قد أقام على تربيتي شيخين جليلين، هما الشيخ بشير الرز (سلمه الله) والشيخ محمد سعيد بغدادي (حفظه الله) فأما الشيخ بشير الرز فيعود له الفضل الأكبر في العناية بموهبتي والسهر على صقلها وتوجيهها الوجهة الحسنة، وأما الشيخ سعيد بغدادي فلولاه لكنت ضعت في ظلمات الحياة، فهو الذي كان يمد لي يد العون بشتى أنواعه، ويأخذني إلى بيته، ويفتح لي مكتبته، ويقول لي: خذ ما تريد يا زهير.

وكان هو مديرنا في المعهد، فأوعز للأساتذة أن يتركوني وشأني متى أردت الخروج من الصف، لأنني لا أخرج إلا لكتابة قصيدة، فأختار زاوية نائية من زاويا المعهد وأكتب القصيدة، ثم أعود إلى الصف، ثم كان الأساتذة عندما يقدمون لنا ورقة الفحص، يقول الأستاذ: (أما أنت يا زهير فأجب على السؤال كذا، بعشرة أبيات وخذ العلامة التامة) وكانت المفاجأة التي لا يزال بريقها يلمع في عيوني لما قررت إحدى قصائدي في المنهاج الدراسي، على كل المعهد، بما فيهم صفنا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل، جاءتنا هذه القصيدة في الفحص النهائي: (اذكر قصيدة الشاعر زهير ظاظا و...إلخ) وصار الطلاب يصفرون ويصفقون، وأحدهم واسمه نضال رنكو ينادي : (بص شوف زهير بيعمل إيه) وكان الأستاذ الذي يدرسنا قصيدتي هو صاحب دار الرشيد الأستاذ الأديب محمد حسن الحمصي. وقد نوهت هنا إلى هذا الفضل الذي اختصتني به هذه الجماعة الطيبة، لأنني أخشى أن يفهم من بعض شعري أنني أعاديها، ولا والله، يأبى ذلك ما فطرني عليه الله من محبة الوفاء وكراهية الجحود، وإن كان لم تعد تربطني بهذه الجماعة إلا أواصر الصداقة، حيث لا تزال معظم أصدقائي في دمشق من أبنائها.

وأعود هنا لأتذكر حياتي الأولى مع الشعر، والتي بدأتها في حضن أمي (مد الله بعمرها) والتي كانت تحفظ (ألف ليلة وليلة) عن ظهر قلب، فتجتمع أقاربنا في بيتنا كل مساء للاستماع إلى أمي وهي تروي لهم حكاياتها. وكان لها أسلوبها الخاص في قراءة الشعر، حيث كانت تغنيه لنا غناء، فكان غناؤها ذاك هو إيقاع شعري حتى اليوم. وما زلت حتى هذه اللحظة أسمع منها ما لم أسمعه من قبل، وكلما اتصلت بي على الهاتف تقول لي (خذ هذه) فتنشدني بيتين أو ثلاثة، من نوادر الشعر.

ثم إنني اليوم أتذكر أساتذتي في المرحلة الابتدائية فأكاد أجزم أنني كنت أحفظ من الشعر أكثر منهم مجتمعين، ما عدا الأستاذ الفذ (محمد حوا) الذي درسنا في الصف الرابع، فكان عجبا من الأساتذة، وأحسب أنه كان ينفق علينا كل راتبه، وقد حفظنا على يديه من نوادر الشعر =خارج المنهاج= ما يطول ذكره، ولكنني أكتفي بأن أقول إنني حفظت من فمه قصيدة محمود غنيم (وقفة على طلل) وهي زهاء خمسين بيتا، فكان يأمرني أن أصعد جبل قاسيون وأنشدها، ويقول لي: عندما تبلغ هذا البيت يجب أن يسمعك الجامع الأموي، وهو قول غنيم:

وانزل دمشق وسائل صخر مسجدها عـمـن بـنـاه لعل الصخر iiينعاه

وكنت كسولا جدا في حفظ الشعر المفروض علينا، بل لا أسيغه أبدا، وأذكر أنني كنت في الصف الثالث وأخي في الصف السادس، فكنت آخذ كتابه وأقرأ ما فيه من الشعر، وأشربه مثل الماء، وكانت فيه قصيدة (الحطاب والموت) وهي من روائع الشعر، حفظتها كلها ولا أزال، ولكن كانت الكارثة أنه عندما صرت في الصف السادس تغير المنهاج ولما فتحت الكتاب ولم أر القصيدة اسودت الدنيا في وجهي.

وأما الشاعر الأول الذي بسط جماله وفتنته على قلبي، فهو بلا شك عنترة العبسي، إذ كنت في أيام العيد أحضر فيلم عنتر بن شداد، بطولة فريد شوقي، كل يوم ثلاث مرات، حتى حفظت كل شعره في الفيلم، وكنت وقتئذ في العاشرة، آخذ معي شقيقي الأصغرين، وكان أحدهما في الثانية من العمر، والآخر في الخامسة. ولا أزال أحتفظ بصورة دفعت ثمنها للمصور من عيديتي وتصورنا في المرجة برفقة بعض الجيران بعد خروجنا من فيلم عنتر.

لم أستطع حتى اليوم أن أجمع شعري، وكلما سألني سائل لم لا تجمع شعرك أحس بالاضطراب وأرغب بعدم الجواب. وأريد هنا أن أختم هذه البطاقة بتقديم أسمى آيات الامتنان والعرفان لسعادة الأستاذ محمد السويدي (صاحب الوراق وراعيه) على ما أكرمني به من تعليق قصيدتي (قصر الشعر) في المجمع الثقافي منذ نيسان 2004م  وذكرتني هذه القصيدة بطرفة وهي أن ولدي فداء طلب مني قصيدة عن مدرسته وكان في الصف الرابع الابتدائي، ومدرسته هي مدرسة الفارابي في أبو ظبي، فكتبت له قصيدة جميلة جدا، لأنني قفيت الشطر الأول على وزن الفارابي، وأولها:

مدرسة الفارابي يا شعلة iiالذهب

وألقى فداء القصيدة، ولكنه بعد أسبوع جاءني وهو يبكي بكاء مريرا، فسألته عن سبب بكائه ? فقال لي بصوت متقطع: (علقوا القصيدة في المدرسة) فقلت له: وهل هناك خبر أحلى من هذا الخبر? فقال لي: ولكن كتبوا تحتها أنها تقدمة ابن الأستاذ (الفلاني) ولم يذكروا اسمي نهائيا. فقلت له: والله في هذه معك حق يا ابني.

 

*زهير
1 - مايو - 2006
الإماراتية العاشقة    كن أول من يقيّم
 

هذه قطعة من قصيدة تقع في زهاء ثلاثين بيتا، لا أريد أن أذكرها بتمامها، وهي من نوادر معلقاتي =الكثيرة جدا= في بيوتات الإمارات.
ولم أكن أعلم عندما ذهبت للحديقة لأكتب هذه القصيدة أنني على موعد مع الدموع، التي كسرت ظهري، وسببت لي مرضا ما زلت أعاني منه حتى الآن، وكان ذلك في خريف عام 1998م وأنا والله  لا أذكر أنني بكيت في حياتي كلها، أيا كان السبب، كما بكيت أثناء كتابة البيتين: (آثارك اليوم) والبيت الذي يليه. فتركت القصيدة وبكيت زهاء ساعتين. وكانت الدموع تخرج من أنفي وعيني وفمي. أكتب هذه الكلمات الآن والدموع تطفر من عيوني أيضا.
ولكنني مع كل هذا لا أعرف من هي صاحبة هذه القصة، ولا سمعت صوتها، وإنما حكى لي قصتها أحد أصدقائي، ورجاني أن أكتب له قصيدة تعلقها في غرفتها تحت صورة محبوبها التي كتبت هي تحتها معنى البيتين الأول والثاني من هذه القطعة.

علقت  رسمك محفورا على خشب بـالـنار،  يا تاركي فيها iiلأنساكا
ولو نظرتَ إلى عيني حفرتُ على سـواد  عـيني تباريحي iiوذكراكا
قـال الـغـوافل: من هذا فحيرني مـاذا  أجـيبُ وفي عيني مُسمّاكا
فـكلما  قيل من هذا وضعتُ iiيدي عـلـى  عيون من الدنيا iiمراياكا
والله  مـا نظرت عيني إلى فرس إلا  تـمثلتُ في المضمار iiمجراكا
تـجري وقلبي على أعرافها iiفرحاً يـكـاد يخرج من صدري iiليلقاكا
آثـارك اليوم أغلى ما ملكت، iiوقد جـمـعتها عنك من هذا ومن ذاكا
أحـنـو  عليها وأدنيها إلى iiكبدي فـكـيـف  لو أنها كانت iiهداياكا
وقـفتُ أنظر من فرقي إلى iiقدمي لـمـا  نظرتُ إلى أحلى iiصباياكا
تـعطى السعادة من كانت لها قدرا فاضحك كما شئت من أقدار iiدنياكا

*زهير
2 - مايو - 2006
 8  9  10  11  12