البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : البنت التي تبلبلت    قيّم
التقييم :
( من قبل 12 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
6 - مارس - 2006

شاعرنا الكبير ، الأستاذ زهير:

ما قرأته في مداخلتك الأخيرة أفرحني، لجهة أنني شعرت بأن غلاظتي قد أثمرت ، هي عكرت ماء اليقين، الذي لا بد من تعكيره من وقت لآخر لكي نزداد يقيناً . وجاء دفاعك على أحلى ما يكون ، بل ليكون مناسبة نتعرف من خلالها على الوجه الآخر للباحث زهير ظاظا ، ونلامس وجوده الإنساني ، وما زادنا هذا إلا تقديراً .

وجودك اليوم في المكان الصحيح يعني الكثير للكثيرين منا الذين تزخر بهم أمتنا ولم يجدوا مكانهم بعد .

نتشوق لمعرفة المزيد والمزيد ، لكني ارتأيت بأن نترك ساحة الفلسفة لكي لا ينقطع حبل النقاش فيها ، ونفتح ملفاً آخراً ، وهذا متروك لتقديرك وما تظنه مناسباً   

 

 كنت قد كتبت رواية صغيرة الحجم ، تحكي قصة بنت مراهقة في زمن الحرب الأهلية اللبنانية . أراها في صميم موضوعنا الفلسفي الذي نتناقش فيه ، لأنها ترمز إلى صراع الإنسان مع أهوائه وانشطاره بين رغبتين . وهي تبرز أيضاً مقاومة الموروث الثقافي ، عندما يكون عميقاً ومتأصلاً ، مع الفكر المكتسب بمظهره الحضاري " التحرري " وما يخفيه من طموحات .   

الرواية اخترت لها عنوان " البنت التي تبلبلت ... " . الحدث ، الذي هو قصة حب فاشلة ، المغرق في عاديته ، اتخذته ذريعة للتوغل إلى الداخلي ، والحميم ، لفهم ما كان يعتمل من نوازع و تغيرات في نفس تلك البنت وعالمها المحيط  من : عائلة ووطن وأصدقاء . هذه البنت كانت تتنازعها رغبتان ، الأولى: الحفاظ على نقائها الفطري، وهو ما نقلته إليها تربيتها وما تشعره في ذاتها  السحيقة . والثانية: رغبتها في الحياة والتكيف مع زمنها ومحيطها وما كانت تدعيه من أفكار عصرية وما يستلزم كل ذلك من تنازلات لا بد منها 

الحكاية تبدأ هكذا :

 

 "البنت تحدث نفسها "

أتذكرين ? تلك البنت التي كنت أعرفها ! ... كانت رقيقة ، نقية ، دمثة الأخلاق ومنذورة لأن تكون أماً مثالية !... هكذا عرفتك ! فما الذي جرى لك ، لكي تتبدلي ? ما الذي حدث لك ، لكي تتبلبلي كالريح ... ? أهو الزمان من أشقاك وغير ألوانك ? وما الذي فعلتِه أنت بنفسك ، لكي أراك ، كأنك القطيع الشاردة : مشتتة ، مبعثرة ، ومنزوعة الروح  ............. ?
 
ستقولين : " ربما هي الحرب التي داهمتني باكراً ، أعدمتني ماء الحياة  ... أربعة عشر عاماً ،  هي عمر الورود ، إعصار الطفولة اللجوجة ، ودفق الشباب الذي لا يطيق الانتظار ... لم   أرها ، ضيعتها بالانتظار ...
 كان العمرجميلاً ، والوقت كان ودوداً : الوطن كان فيروز ، والحب كان فيروز ... . الأهل والأصدقاء ? كانوا بسطاء ، لا يعدون الأيام . حتى حدثت الزلزلة .... ! " .
 
لكني أنا رأيتها لما أقبلت ! هدية الزمان إليك ، لما أقبلت ، كما المهرجان ! كزهوة البستان أشرقت ، فرحت لها بذاك الزمان . ألا تذكرينها كما أذكرها أنا ? أم أنك تتناسين ?
أتذكرين ? جدتك ، لما كانت تغرس شتولها بقرب باب الحديقة ? تضع بذور الحبق =الريحان= في باطن الأرض ، ثم تهيل عليها التراب بكفيها وهي تتمتم :
" بحق الخضرأبو العباس ، تعيش زريعتي وما تيبس ..."
ترددها ثلاث مرات ، تزرعها عند بزوغ هلال القمر ، وتسقيها من بعد الغروب ،  ... كنت تضحكين في سرك وتقولين : " جدتي ، تعيش في الأساطير ! الماضي حكايات ، والحاضر ، دعاء وصلوات .... " . أتذكرين كيف كانت  شتولها بهجة للروح ? مساكب الفل والنرجس ، وأحواض البنفسج والمنتور ، كانت بهجة للروح !.... كانت تشبه أعوامك الأربعة عشرة . أفلا تذكرين ?
 
"الحرب استدامت حروباً " ، تقولين ، " هدمتنا الحرب ! أعادتنا إلى مهدنا الأول ، العراء ! " .
  صحيح ، عزيزتي ، الحرب استطالت ، وعبثاً بحثنا لها عن أسباب ، لكي نحتويها ، لكي نعقلها  . قالوا بأنها كانت حرباً طائفية . قلنا : بأننا انتفضنا  ضد مشروع الانعزالية والصهيونية ....... أبي أقنعنا وقتذاك  بأنها كانت أيضاً (حرب الرأسمالية ضد الطبقات  الكادحة)  وأنها حرب تحرير وثورة اجتماعية ! كان يردد : بأنها تحالف البورجوازية مع الفاشية ، والامبريالية العالمية ضد مصالح الشعوب الفقيرة ، من أندونيسيا ، إلى كوبا وفيتنام ، حتى الجزائر والصحراء الغربية ............  وكان يحفظ اسم لوركا وإلليندي إلى جانب المتنبي وأبي العلاء المعري ويتحدث عنهم بشيء من القدسية ........ هو كان أممياً ، ويحلم بالعدل الاجتماعي والمساواة بين البشر ..........
" يا الله ! كم أحبه أبي ! أمير طفولتي ، وملهم سنواتي الأربعة عشرة . سيبقى لغزاً أبي : كان عروبياً ، لكنه كان لا يكف عن انتقاد عبد الناصر الذي" نكل بالشيوعيين " ، على حد قوله،   "مع أنهم بنوا له السد العالي " ، ........... لكنه بكاه بحرقة شديدة يوم مات !
 
أتذكرين !
يوم استفقت بالصدفة ، ذات صباح ماطر، لتري ذلك المشهد الخيالي : كان الجبل يبكي ! يخفي وجهه بيده ويشهق بقوة ! يستمع إلى المذيع في الراديو الذي كان يبكي بدوره ، ويشهق هو أيضاً .... باليد الأخرى ، كان يحمل سيكارة تكاد تحرق أصابعه ....... اليد التي كان يلبس فيها ساعته الفاخرة التي طالما أثارت إعجابك ! أتذكرين ?
" لن أفهمه أبداً أبي ! لن أفهمه " .
عشرة أعوام مرت بعدها ......... رأيتِه مرة أخرى يتنقل، كالحجل ، بين ركام بيتكم الذي هدمته الحرب . يبحث عن بعض الصور ينتشلها من بين الأنقاض :
" أوف ، أوف ، ولَكْ معَوَّدْ على الفجعات قلبي ... " ، كان يغني !
" يبدو أنها طقوس يا أبي ! طقوس اخترعناها ونعيد تمثيلها في كل مرة لنستعيد بها الفاجعة . طقوس ، نهدي فيها القرابين إلى آلهة الموت والدمار ! "
..............................................................................
 
لن تذكري رائدة الفضاء السوفياتية . لكن أمك سوف تذكرها لك بنشوة لو سألتِها عن الرفيقة ذات العيون الزرقاء الباردة التي صعدت إلى سطح القمر .
" آه يا جدتي ، لو تعلمين ، بأنهم في بلاد الرفيقة ذات العيون الزرقاء، قد أنبتوا القطن ملوناً في سفوح " التوندرا "على اسم " لينين العظيم " ، وأن تقريرها عن زيارتها للقمر يفيد بأنه كومة أحجار لا تنفع ولا تضر ."

يومها ، كان أبوك قد اصطحب أمك معه لاستقبال الزائرة الاستثنائية . كل الرفاق كانوا قد اصطحبوا زوجاتهم ......... يومها ، قال أبوك لأمك ، باستحياء شديد ، وبعد تردد طويل :
" بإمكانك أن تنزعي الغطاء عن رأسك لو أردت " .
لم يكررها مرتين . ورغم أن أمك لا تعرف شيئاً عن الاضطهاد الطبقي ، ورغم أنها لم تعد تذكر شيئاً مما قالته الرفيقة عن دور المرأة في حركة التحرر العالمي ، إلا أنها انتزعته إلى غير رجعة ، همها كان ، أن تشبه " أسمهان " و " ليلى مراد " بتسريحتها الجديدة .

 12  13  14  15 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بريد " السفير"    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
Image hosted by allyoucanupload.com                     Image hosted by allyoucanupload.com
 
                                                       Image hosted by allyoucanupload.com
                                          
*abdelhafid
1 - مارس - 2008
سراب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
 
 
ها أنا ذي أستاذتي الغالية ألبي دعوتك ، لألقي بين أيديكم قصة من دون أية مقدمات ، ولأترككم مع الفتى الذي شردته الحياة...
 
 
                        سراب
 
     كان آخر شخص قد أفكر في وصفه، وأغمض مِنْ أن ترسمه الكلمات، وكان بين هذا وذاك الحاضر في كل المواقف والحي في كل زمان ومكان، والهواء الذي يلثمنا كل حين دون أن نشعر باقترابه منا ...
    ولا أدري من أين كان يأتي بتلك العبارات الغريبة، أو من أي كتاب اقتبس تلك الجمل ، إلا أنه لم يتعمد أن يكتب بها التاريخ وإن فعل، ومع أني لا أدري أين قرأتها من قبل إلا أني أوقن  أنها جزء من ذاكرتي المبعثرة على صفحات الكتب ...
     ولعل القدر شاء أن يلعب لعبته السخيفة بحطام الذكريات ، فكنت حينها لأسميه القدر الغامض أو الصامت، ولم أكن لأسميه إنسانا وحسب، فربما اعتقدت أنه أجمل من أن يكون إنسانا ، وأغرب من أن تحضنه الكرة الأرضية ، وربما ألبسته زيا غير زيه ، وتصورت له صورة غير تلك التي تمثله ، فقط لأني طفلة منقادة للخيال وإن كان طبيعيا لا يميزه عن العالمين شيء ، ولأني لم أرد للقصة ذلك المسار...
     كان عليه أن يطير لا أن يسير، وأن يسافر بسرعة الضوء إلى مجرات بعيدة ليعود ، لكنه يومها رحل من دون مقدمات ولم يعد ! ولا أدري إن كلّف نفسه عناء أن يلتفت وراءه ليرى كم من قلب حطم، أو ليعلم مصير كل تلك الأمكنة التي فارقها، إلا أني أعلم أنه سافر كي لا يعود... ربما لأنه قرر أن يعصف بالكل دفعة واحدة، أو لأنه أراد لحكايته نهاية مبهمة، وأيّا يكن فإنه لم يكن ليعلم كم قتل من رواية كانت ستحاك حوله ، وكم من الكتابات أجهض لما بدا له الرحيل، ولا يعلم أنه حرمني العبث بخصلات شعره المبعثرة وريح الكلمات،وأن ألبسه كل تلك العبرات، وأنه مدين للأدب باعتذار على كل ما قاله وما لم يقله، وما أتاه وما هم به ، فقط لأنه كان أنانيا وذهب لكي لا يعود !!
      ولو أني خيرت بين أن أكتب قصته أو أن لا أفعل لاخترت استبقاءه، إلا أني أجبرت وسلبت حرية أن أختار، ولولا أني لا أعرفه لما كتبت عنه شيئا إلا أن جهلي إياه حباني رخصة التأليف والاختراع، وحتى لو عرفته فما كان ذلك ليغير شيئا، فقد كان الجميع يجهلون هويته ، اسمه وعنوانه ...
    ورغم أني لم أره أبدا حاملا ريشة إلا أنه كان رساما، وكان وإن لم يمتلك قصبة صياد بالفطرة ، غير أنه كان يصطاد اللوحات، وكثيرا ما رأيته في أحد الأزقة يصور فتاته الشاردة أو سيده العابس ، لكني لم أسأل يوما عن مصير تلك الرموز على صفحة الحياة، ولعلي أبصرته على ضفة النهر يتأمل الغروب، لكنه لم يكن شاعرا وإنما لصا محترفا ! وكما كان له في كل زقاق حكاية كان له في كل يوم سطو وعلى كل لوحة خيانة...
   وقد كان شريد الزمان ومشرَّده، وعاشق الأكوان ومعَذَّبها، وكان وإن رسم له في كل يوم عبلة جديدة عنترة بكل المقاييس ، ولعله كان أعف من على الأرض إلا أنه كان أجمح من على الأوراق ...
    وكُسر القلم ! كان ذلك أسخف ما يمكن أن يحدث وكان الأسخف أن ينزل لالتقاطه كما كان لأي فتى أن يفعل ، لكنه لم ينزل ! أبى إلا أن يرقي والتقطه من دون أن ينزل ...كيف فعل هذا !؟ كل ما أعرفه أن وجهه اصطدم بذلك الطيف السريع..هل كان عليه أن يعتذر ؟ كان ضحية وليس على ضحية اعتذار ، لكنه فعل ! ... كان مناقضا لكل ما حوله، سابحا عكس التيار، مصرحا بما يجدر به أن يكتم بضربة من أنامله الرشيقة المتسخة بذرات الترب،  ولعله قرر أن يكون لوحة أصلية أو المنظر الذي لا يرسم...وفعلا كان له ما أراد ، كانت له فلسفة ليست ككل الفلسفات ، وقانونا لم تعرفه دولة ولا إيالة من قبل ، وكان لا يزال يشعر بذلك الألم على وجهه ...لقد كان يتجاهل الأوجاع كما يتجاهل تشنج أصابعه في ذلك البرد القارس، وكان يتظاهر بالصلابة وإن كان يحترق ويلتهب من الداخل ، فكان تمثالا وكان فارسا على صهوة قلم ...وكان ذلك قلمه الوحيد ،ولم يكن همه أن انكسر ولكنه خاف حينها من أن تنكسر كل أحلامه بنفس تلك الطريقة، وخشي زوغ نجمه قبل أن يرسم لنفسه ذاك النجاح الكبير، وقبل أن يكتب له الاستقرار في بيت واحد وعلى أرض واحدة...
    كان مترفعا عن كل ما دونه، مترفعا عن الرذيلة والزلل والسقوط، ولم يكن ليبذل نفسه إلا في ما هو أسمى منها، وفي ما سيخلد ذكره، حتى وإن كان سيحفظ على الصخور لا الأذهان، وفي الأحراش لا الصدور...ومع أن أحدا لم يهتم لأمره، كان واثقا من أن بصمته على كل نفس وأن أثره في كل مكان، فقد كان الجميع يتغذون من روحه المتسربة من بين أضلاعه، ولم يكن أحد ليشعر بهذا..وكثيرا ما تساءلت عما يمكنني كتابته عنه وأنا لا أعرف غير شبحه الأسود وروحه الطاهرة، إلا أني في كل مرة كنت أقرر أن لا أكتب، كنت أحاول أن أخدع نفسي لكي لا أفعل وكانت هي تدفعني لذلك فلا أستطيع رفضا، ذلك أني أخذت كما أخذ الجميع بجمال لوحاته، بكآبتها وبساطتها ، والأمل المتربع فيها على كرسي من ألم، ولأني أخذني الفضول لحل معادلاته وفهم أسرار أهرامه، ولقراءة ما يكتب وإلقاء نظرة على مكتبة بيته، ولم أكن أعلم أنه لا يملك هنا مكتبة وأن أحسن ما يقال أن له في هذه المدينة بيتا، ولا أدري لم امتهن هذا العمل الحقير، أو لماذا صنع لنفسه هذا الرداء الخانق ، وألبسها هذا اللون  الباهت ، إلا أنه لم تكن له يد في هذا وكان صنيعة الحياة...كان على قلمه أن يخط وعلى ورقه أن ينصاع، وكان عليه هو أن يتصيد الكلمات وأن يختطف التعابير، وأن يأخذ كل ما وقعت عليه عيناه السوداوتان ظانا أن الجمال حق لكل معذب في الأرض، وبالرغم من غروره لم يكن يدرك انفراده بشخصيته واستقلاله عن كل من حوله ، ولم يكن يعلم أنه سيكون حرفا في حكاية....
 
     
*لمياء
21 - مارس - 2008
سراب 2    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
 
     ومرت الأيام ونحن نراه يرسم، مر الزمن بسرعة يحاول اختطاف شبابه وكان هو قد شرب من إكسير الحياة... كان كلما غربت الشمس ذكر أخاه الذي مات بين يديه، ذكر فتوته ونضرته فبكى ذكراه وتنهد، وكلما بدت له السهى ارتسمت في مخيلته أمه التي تركها، فتفيض عيناه أسى، ويبكي نفسه التي حرمت حنانها وعطفها ، ثم يعود ليرسم، فلم يترك سهلا من سهول اللغة إلا وطئه ولم يترك بحرا إلا خاضه ولا شكلا إلا صوره بقلمه ذاك، ولم يكن أبدا ليحصي كم أفنت يداه من أقلام فكل ما كان يعرفه ، أن لديه نجاحا ليرسمه وذكرا ليخلده ووطنا ليعود إليه ، ولوحة استعصى عليه رسمها....
   ولعله عاد إلى بيته وأصحابه، وإلى مدينته التي هجرها، ومع ذلك ، لم أرد له أن يرحل ! لقد كنت واثقة بانتمائه إلى النهر الذي قضى وقتا طويلا على ضفته ، وإلى الأحراش التي طاف بها كثيرا والتي لم أفهم علاقة لها به، لقد حسبته مسكينا بشخصية فريدة ، يتيما معدوما ليس له رزق إلا في لوحاته التي رسمها وكتاباته التي لم أقرأها ، لكنه في الحقيقة كان غير ذلك !!؟ 
   ولا أزال أذكر يوم التقى بصياد عجوز، يوم احتكت روحاهما لأول مرة، ويوم كتب للقائهما الخلود على لوحة !!  كان هو رساما ، يرسم الحروف والأرواح، ويصور الأجساد والأشباح، وكان الآخر شيخا غزى رأسه الشيب وجرّعته الحياة كل الكؤوس والأقداح، ولعله أراد أن يرسم له جسدا غير هذا الذي بات يرهقه، أو أن يكتب له قصة أجمل من التي يعيشها، إلا أنه يومها أهداه كتابا وانصرف، كل ما قاله له أنه واثق من أنه سيعجبه ثم اختفى، وذهب إلى المجهول مثلما أتى منه، ولعل فتانا استغرب هذا ، ولربما تعجب من أن يلتقي صيادان على ضفة واحدة، وأن يحمل أحدهما كتابا والآخر قلما ، إلا أنه لم يتطلع إلى ما في الكتاب كما فعلت...لقد كان ماهرا في لعبة الكلمات !! كانت كل الكتب في نظره رواية، وكانت الفصول أياما وليالي، وكانت الأحرف بين أنامله على اختلافها ملامس ناي وأوتار عود، وكان هو عازفا على أوتار الحياة ! ولا أدري كيف انجرفتُ أخطّ كلماته، وكيف انقدتُ لسلطانه وصرتُ راويه، كما لا أصدق أني أخذتُ غيثاره لأعزف عليه، ولا أني غنيتُ أشعاره بينما تركني هو أكتب خطابه ورحل، إلا أني على ثقة من أنه لن يهتم بشظايا أسطورته التي ترك، ولا حتى بأوتاره المهترئة من الصدأ ، فقط لأنه كان خائنا ، وكان أخلف من عرقوب نفسه !!
     ومع هذا ، لم أكن الوحيدة المنخدعة بظله الدقيق، ولا بوجهه الشاحب، فقد كانت الأزهار والأشجار والأحجار تذكر نغمه، وكانت الرياح والأمطار تعيد لحنه، ذلك لأنه كان علما بين النكرات، ولأنه كان الوحيد الذي أدرك سر الوجود، ولأنه أول من داس على هذه الأرض دون أن يؤلمها، وآخر من خانها ومزق أوصالها، وكان حبيبها الذي قتلها ببينه ...
     كان أديبا شق أديم الأوراق شقا، وجاسوسا محترفا ولصا، فقد أخذ أرضنا بخضرها وأرواح ساكنيها، ونقل معه الجبال التي كانت تحيطها، والنهر الذي كان يروي عطشها، فكتب بها قصته التي أراد وأخذها معه في كتب الرحلات، وترك العجوز التي آوته في بيتها والصياد الذي أعطاه كتابه وكل من رسم وما رسم، ليذهب لا كي يعود وإنما ليغادر مانعا إياي إنها روايته، تاركا هذه الفجوة الكبيرة في كبد الخطاب..
      ولو كانت الأعاصير مانعته لما غادر في ذلك اليوم العاصف إلا أنها لم تكن أبدا لتثنيه عن هدفه، كما لم تكن الرياح لتهزه فقد كانت تميل عنه وتعرض كلما اصطدمت بطيفه، وتتراجع فور رؤيتها أول كتائب جيشه، وبالرغم من أنه أرق من أن يدوس زهرة إلا أن الرياح كانت تهابه ،وكانت لا تجرؤ على اقتحام عالمه المجهول، فأدغاله خطيرة وأسواره حصينة وقلاعه متينة بأحجار من عبث...ومع أن العبث شيمة من شيمه إلا أنه لم يكن ليضعفه ، لقد كان جزء من متاهة أفكاره !!
    ولا أعتقد إلا أنه ترك لأمطار ذلك اليوم أن تنسخ أثره، ولنجوم ليلتها أن ترثي أديمه وتواسيه في نكبته، غير أنه نسي أن يأخذ معه النرجس الذي غرسه على ضفة النهر، ونسي البصلات التي لا تزال تعيد حكايته في كل عام، والأيام التي تفوح بعبقه وبعطره...وكان أهون على أرضنا لو ترك لها أشواكا لتكرهه أو رمالا لتنساه ، إلا أن بغضه كان كنسيانه مستحيلا، فقد كان الوحيد الذي عني بأدق تفاصيلها، والذي صور كل مواقفها ، و صار جزءا من روحها وذرة من ذراتها ، ليخونها وينشر حكايتها ويرحل من دون رجعة !!
 
-      سترحل ..؟  قالت النسائم متعلقة بذلك المعطف الطويل، متمسكة بذلك الرداء الذي أخذ يتماوج متسربا شيئا فشيئا من بين أناملها كأنه لا يريد إيلامها ...
-      ما الرحيل بالأمر المريع ... خلقت لأهاجر مع الطيور !.. وكان على وشك أن يبسط جناحيه لما ارتمت على شبحه ...
-      وهل ستعود ..؟
ولم يقل شيئا ، وكانت تعلم أنه لن يفعل ، إلا أن النسيم لم يسلم بهذا ، وأخذت الرياح تعصف بشدة تحاول انتزاعه من قراره ، فألقت الطبيعة عنها رقتها وارتدت عنفوانها ، بينما تمسك هو بمعطفه وسار يحاربها ، وما يحارب فيها إلا طفله المتمرد، وأثيره المدلل، وقلبه المنكسر بين أضلاعه ...
    وأيقنت مدينتنا أنها لن تصده، وعلمتْ أنها لن تراه مجددا فبكتْ كما لم تبك من قبل، وغرقت الأزقة التي رسم فيها فتاته وسيده، والجذوع التي استند عليها وهو يخط إلياذته، ومع هذا لم ينمح أثره، ولا أزال أشتم رائحته بين الأحراش...
 
   وبالرغم من أنه لم يكتب لحكايته نهاية ولا لأثره عنوانا، إلا أن اسمه ظل يتردد مع الصدى وشدو الطيور، كما لا تزال روحه منسكبة مع قطرات الندى على شفاه الورود، فلعله كان على ورقي أنانيا إلا أنه كان رحّالة وإنسانا ...
 
- تمت -
 
 
* في الأخير تقبلي مني أستاذتي خالص تحياتي وسلامي
*لمياء
21 - مارس - 2008
عن الأمير والحب وأشياء أخرى    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
إلى عزيزتي لمياء أهدي هذه الترنيمة أعبر فيها عن امتناني وسعادتي لما جادت به علي ، وعلى هذا الملف المجبول باللوعة ، من إضاءة فريدة وصاعقة ، أشاعت الدفء في حنايا نفسي ، وما أضافته إليه من سحر بيانها وألق روحها الشاعرة : 
 
حكايات العشق والقلوب تشبه نفسها في كل مكان وزمان ، لكن في كل مرة ، ما بين الدهشة والرحيل ، تبحر بنا الكلمات نحو عالم من الكشف ، عالم من السحر يتربع في حنايا النفوس لا تدركه سوى الحروف المضيئة النابضة التي تترقرق بماء الحياة ويتقطر منها فيض من الجمال  .
 
أغمضت عيني على هذه الأقصوصة فانقشع المشهد من أمامي ، ورأيته في ثيابه البالية فارساً وأميراً يمتطي صهوة الريح على سجادة حاكتها له امرأة تسكن على تخوم الشرق البعيدة . كانت يتيمة ومنبوذة في أهلها فعاشرت الريح واستسلمت لعناقها ، وسكنت صحراء الرمال العقيمة ، وانتبذت لنفسها هناك مكاناً قصياً لتحيك من دموعها ومن خيوط قلبها سجادة بلون الدم ، سكبت فيها صوتها وحزنها وعنفوانها والولع المعشش في الحشايا كله على شكل رسوم أطبقت فيها على المعنى الوحيد الذي أدركته ثم قالت له : " خذها وارحل ، هذا كل ما عندي ، انت ابن الريح وقد نذرتك للرحيل " :
 
 فكان شريد الزمان ومشرَّده، وعاشق الأكوان ومعَذَّبها، وكان يرسم لنفسه في كل يوم عبلة جديدة ، ويبقى عنترة بكل المقاييس . ولعله كان أعف من على الأرض ، إلا أنه كان أجمح من من سكب خياله فوق أوراق تموج "
 
ولما رأيته هناك منتصباً في تلك الساحة ، عرفته للحال ، بقامته الفارهة وشعره المنفوش حول رأسه كأنه رادارات ذهبت لتستطلع في كل اتجاه .
الثلج غطى الساحة ، والرسامون قل عددهم بسبب البرد وتناقص عدد السياح ، لكني عرفت من بينهم صاحب المعطف الأخضر ، كأنه من مخلفات حرب ستالبنغراد ، بذلك الحذاء العسكري الضخم الذي فتح شدقه من الأمام  بفعل الزمن حتى صار يتسرب منه الماء إلى قدميه الباردتين . " عشرة أيام هزت العالم " قلت في نفسي ، قد جاء للتو من الأسطورة ولم يجد الوقت ليبدل ملابسه بعد ، لكنني عرفته من ملامحه الدقيقة التي قرأت عنها في الرواية :
 
ومع هذا ، لم أكن الوحيدة المخدوعة بظله الدقيق، ولا بوجهه الشاحب، فقد كانت الأزهار والأشجار والأحجار تذكر نغمه، وكانت الرياح والأمطار تعيد لحنه، ذلك لأنه كان علما بين النكرات، ولأنه كان الوحيد الذي أدرك سر الوجود، ولأنه أول من داس على هذه الأرض دون أن يؤلمها، وآخر من خانها ومزق أوصالها، وكان حبيبها الذي قتلها ببينه .
 
ــ هل لديك شوكولا ؟ قال لي ...
وأعطيته حبة الشوكولا الوحيدة التي عندي فتلقفها مني بفرح ، وراح يأكلها بتلذذ وكأنها آخر حبة يأكلها في حياته .
ــ البرد شديد ، سنتدفأ بسيجارة . قال .
ــ أنا لا أدخن !
ــ ولا أنا أدخن ...
يذهب ليتسول سيجارة من صديقه البولوني المرابض في مكان استراتيجي ،يكاد يتجمد من الصقيع وحده هناك بقرب الباب .
 
يعطيني السيجارة فآخذ منها نفساً قصيراً ، ثم يستعيدها مني ليدخنها بنهم وكأنها آخر سيجارة يدخنها في حياته .
 
ينظر إلي بغرابة : " أليس لديك شال تضعينه حول عنقك ؟ " يسألني . وهو ينتزع من حول رقبته شاله الرقيق الناصع البياض ليلف به رأسي ورقبتي وليعقده بنعومة فوق صدري وهو ينظر إلي بنشوة قبل أن يستعيده بعد لحظات . " لا لا أستطيع أن أعطيك إياه ، إشتر لك واحداً ، اشتريته بقرب المترو ، هناك بائع يبيع القفازات والشالات بثمن قليل ، إشتريته من هناك بنصف السعر ... " , ينتزع الشال من حول عنقي ، والدفء الذي يلفني ، ونظرته الحانية التي يستعيدها ليسرح بها إلى البعيد البعيد : " أنا متشرد ولن أكون إلا كذلك ... أنا لا أملك في هذه الدنيا سوى سجادة أمي وهي لا تصلح بيتاً ، إنها ملعب الريح وهي ستحملني معها في كل اتجاه ... "
 
كان صديقه البولوني ينظر إلينا من مكانه ، " هيه فيشو ! هل وقعت على زبائن ؟ " يصرخ له من بعيد . " لا ، إنما علينا أن نبدل مكاننا لنبتعد قليلاً عن المدخل ، هكذا يريد الحارس " يجيبه ، " أسرع ، هيا بنا ! " يقول . 
 
وبالرغم من أنه لم يكتب لحكايته نهاية ، ولا لأثره عنوانا، إلا أن اسمه ظل يتردد مع الصدى وشدو الطيور، كما لا تزال روحه تنسكب مع كل قطرة ندى على شفاه الورود، فهل كان بعيني طيف إنسان أناني ؟ أم هو كان في الأزمان رحّالة وإنسان...
 
وبالرغم من أنه لم يكتب لحكايته نهاية ، ولا لأثره عنواناً ، إلا أنه في كل مرة يعود ، ليكتب حكاية جديدة يسكب فيها شيئاً من روحه ، وبضع قطرات من شذى النرجس ، وتغريدة بلبل يعشق أضواء الصباح . إنه الأخضر !
 
*ضياء
31 - مارس - 2008
قصة احتيال الحافظ ابن حجر على زوجته    كن أول من يقيّم
 
كتاب الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، لتلميذه السخاوي يعتبر من أكبر الكتب المؤلفة في ترجمة شيخ واحد، وتقع مطبوعته في (1279) صفحة، عدا الفهارس، في ثلاثة مجلدات، وفي الفصل التاسع منه ترجم لزوجات ابن حجر وبناته وولده (الوحيد) بدر الدين الذي كان ثمرة هذه القصة قصة زواج ابن حجر من (خاص ترك) جارية زوجته أنس خاتون ابنة القاضي ناظر الجيش كريم الدين اللخمي النستراوي، وذلك سنة 814 وكان ابن حجر وقتها في الواحدة والأربعين من العمر، ومولده يوم 23/ شعبان/ 773هـ.
 قال السخاوي: (إن صاحب الترجمة =أي الحافظ ابن حجر= لما رأى كثرة ما تلده أم أولاده من الإناث، وأحب أن يكون له ولد ذكر، ولم يمكنه التزويج مراعاة لخاطرها = أي مراعاة لخاطر زوجته =  اختار التسري، وكانت لزوجته جارية جميلة يقال إنها ططرية، اسمها (خاص تُرك) فوقع في خاطره الميل إليها، فاقتضى رأيه الشريف أن أظهر تغيظا منها بسبب تقصيرها في بعض الخدمة، وحلف أنها لا تقيم بمنزله، فبادرت زوجته لبيعها بعد أن أمرها أن تأمر القاصد بعدم التوقف في بيعها بأي ثمن كان. قال: وكل ما رمتيه من الزيادة على ذلك أقوم لك به، ففعلتْ.
وأرسل هو الشيخ شمس الدين ابن الضياء الحنبلي فاشتراها له بطريق الوكالة، وأقامت ببعض الأماكن حتى استبرأها، ثم وطأها فحملت بولده القاضي بدر الدين أبي المعالي محمد، وكان مولده في ثامن عشر صفر سنة (815) واستدعى صاحب الترجمة بالطلبة ونحوهم يوم السابع إلى منزل أم أولاده وعمل لهم شواء، فكانت العقيقة عندها وهي لا تشعر. وأقام عند أمه وشيخنا يتردد إليها حتى بلغ الخبر أم أولاده قبل انفصال الولد عن الرضاع، فركبت هي وأمها من فورها إلى المكان الذي كانا به وأحضرتهما معها إلى منزلها، فتركتهما ببعض المعازل إلى أن حضر شيخنا من الركوب وليس عنده شعور بما وقع، فاستخبرته عن ذلك فما اعترف وأنكر، بل ورّى بما يفهم منه الإنكار. فقامت وأخرجت الولد وأمه فسُقط في يده، وبادر فاختطف الولد وذهب به إلى بعض من يثق به من النسوة بمصر، ثم توجهت إليه أمه بعد ذلك، ولم تزل به (1) إلى أن زوجها بالزين عبد الصمد ابن صاحبه الشيخ شمس الدين الزركشي، أحد من سمعنا عليه الحديث، واستمرت معه حتى ماتت)
(1) أي لم تزل زوجته تنكد عيشه وتطلب منه تطليق (خاص ترك)
 
*زهير
13 - أبريل - 2008
هدهدات باردة في أصقاع خالية ...    كن أول من يقيّم
 
هدهدات باردة ....
 
في وحشة الانتظار ، تنساني همومي ، ينساني الوجع المتربص في الركن القاتل ، تندف قطناً أبيض في ذاكرتي ، فتنبت لي جناحات الإوز ...
أنسلُّ من ثلوج البحيرة ، كبجعة نبتت في صقيع القطب الميت ، لأنفض عن جناحيَّ رذاذ القطن المتمرجح مع الهواء : خفقة ، خفقتان ، ثم أعلو .... تحملني السماء ما بين جناحيها وتهدهدني بهدهدات باردة .
الهواء الذي يلفح وجهي باردٌ أيضاً والرذاذ .
سماء باردة ، وأرض باردة ، وبحيرة باردة ، ماؤها متجمدة من شدة الصقيع والثلج المتساقط من حولي يثقل جناحاتي بأوزان غريبة .
يسحق البرد عظامي ، ثم يحفر فيها بمسلة الوقت المستطيلة ثقوباً فارغة .
 لا أتزحزح عن مكاني بل أستوي فيه متصلبة جامدة !
يتجمد الوجع الصارخ في صدري وتنساني همومي ...
كل شيء يتوقف .
لا شيء معي على حافة الطريق
إلا الانتظار !
.........................................
 
*ضياء
13 - أبريل - 2008
هذا الحزن معد ..    كن أول من يقيّم
 
 
 
 
Zidane et Idir ----- http://lounes-le- kabyle.skyblog.com/
 
 
 
                      img520/9726/arajifqh0.png  
ع . الحفيظ .
 
 
*abdelhafid
14 - أبريل - 2008
مواسم الحزن    كن أول من يقيّم
 

مساء الخير : أحسنت الاختيار والله يا أستاذ عبد الحفيظ . هل تعلم ماذا يعني هذا ؟ يعني بأنك فيلسوف ! فالفيلسوف هو من يستطيع إيجاد الجواب المناسب لكل موقف . أما الحزن فدعك منه لأنه عندي مواسم تغيب عني مدة لتعود أقوى في كل مرة وأتمنى أن لا تكون معدية .

شكراً لك اختيارك إيدير ، هذا الطفل الرقيق ، فهو من أحب الشخصيات إلى قلبي ولا زلت أسمعه منذ اكثر من ثلاثين سنة . وأما زيدان فهو السنبلة التي أنبتت سنابل ويسرنا أن نرى اليوم ناصري وبن زمة وبن عرفة يحتلون مركز الصدارة في الملاعب الفرنسية .

كل التحية والشكر لك وسلامي لعائلتك الكريمة : ندى وزكرياء والأستاذة نجاة ، أدامكم الله جميعاً سالمين .
*ضياء
14 - أبريل - 2008
صباح الخير ..    كن أول من يقيّم
 
الأستاذة ضياء ، أشكرك جزيل الشكر ، وأنقل إليك تحيات ومتمنيات أفراد أسرتي لك ولـ فرح وجواد وأريان ..
 بموفور الصحة والتوفيق و النجاح .
 
جوابا على ما تفضلت به... يمكن القول باختصار أنني أحاول أن أنتفع مما أقرأ ، وأسعى
إلى تطوير وامتلاك بعض الكفايات ، منها الكفاية التواصلية .
صدقيني البيداغوجيا  " تصبن " أحسن !! أما الفلاسفة فكما قال أحدهم : خبزهم العقلاني
الحافي بارد وبدون طعم !! أمزح طبعا  فالعلاقة جد وطيدة بين الفلسفة وعلوم التربية وسائر
الأجناس المعرفية الأخرى .
 
 
 
              img246/2767/arajifxu4.png  
 
*من وحي ذاكرة الطفولة  أو الطفل الذي بلبلته
نصوص : أحمد والعفريت  ، حي بن يقظان ، ومدينة النحاس .......
*abdelhafid
16 - أبريل - 2008
رائعة...    كن أول من يقيّم
 
شكراً على هذه الرائعة يا رائعة..
أما أنا فاستفقت ذات صباح والجميع يبكون، يخفون وجوههم ويشهقون بقوة، لا يستمعون إلى مذيع، بل يستمعون إلى مذيعة اسمها (أم غازي)، يستمعون إليها ولا يستمتعون..
ربما نحن أيضاً نعيش في الأساطير؛ فماضينا حكايات، وحاضرنا دعاء وصلوات، أذكر كيف كانت الشتول بهجة للروح، مساكب الفل والنرجس، وأحواض البنفسج والمنتور، كانت بهجة للروح!..
ويبدو أنه ليس من الضرورة أن تكون حرب كي نفقد ما نحب ومن نحب..
طلب مني عزيز على قلبي بعض الصور، فصرت (أبحث عن بعض الصور أنتشلها من بين الأنقاض)، ولولا أنه (عزيز) لما نقبت في الأسحار، ولوضعت في أذني طيناً وفي الأذن الأخرى عجين..
*أحمد عزو
13 - يونيو - 2008
 12  13  14  15