البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : البنت التي تبلبلت    قيّم
التقييم :
( من قبل 12 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
6 - مارس - 2006

شاعرنا الكبير ، الأستاذ زهير:

ما قرأته في مداخلتك الأخيرة أفرحني، لجهة أنني شعرت بأن غلاظتي قد أثمرت ، هي عكرت ماء اليقين، الذي لا بد من تعكيره من وقت لآخر لكي نزداد يقيناً . وجاء دفاعك على أحلى ما يكون ، بل ليكون مناسبة نتعرف من خلالها على الوجه الآخر للباحث زهير ظاظا ، ونلامس وجوده الإنساني ، وما زادنا هذا إلا تقديراً .

وجودك اليوم في المكان الصحيح يعني الكثير للكثيرين منا الذين تزخر بهم أمتنا ولم يجدوا مكانهم بعد .

نتشوق لمعرفة المزيد والمزيد ، لكني ارتأيت بأن نترك ساحة الفلسفة لكي لا ينقطع حبل النقاش فيها ، ونفتح ملفاً آخراً ، وهذا متروك لتقديرك وما تظنه مناسباً   

 

 كنت قد كتبت رواية صغيرة الحجم ، تحكي قصة بنت مراهقة في زمن الحرب الأهلية اللبنانية . أراها في صميم موضوعنا الفلسفي الذي نتناقش فيه ، لأنها ترمز إلى صراع الإنسان مع أهوائه وانشطاره بين رغبتين . وهي تبرز أيضاً مقاومة الموروث الثقافي ، عندما يكون عميقاً ومتأصلاً ، مع الفكر المكتسب بمظهره الحضاري " التحرري " وما يخفيه من طموحات .   

الرواية اخترت لها عنوان " البنت التي تبلبلت ... " . الحدث ، الذي هو قصة حب فاشلة ، المغرق في عاديته ، اتخذته ذريعة للتوغل إلى الداخلي ، والحميم ، لفهم ما كان يعتمل من نوازع و تغيرات في نفس تلك البنت وعالمها المحيط  من : عائلة ووطن وأصدقاء . هذه البنت كانت تتنازعها رغبتان ، الأولى: الحفاظ على نقائها الفطري، وهو ما نقلته إليها تربيتها وما تشعره في ذاتها  السحيقة . والثانية: رغبتها في الحياة والتكيف مع زمنها ومحيطها وما كانت تدعيه من أفكار عصرية وما يستلزم كل ذلك من تنازلات لا بد منها 

الحكاية تبدأ هكذا :

 

 "البنت تحدث نفسها "

أتذكرين ? تلك البنت التي كنت أعرفها ! ... كانت رقيقة ، نقية ، دمثة الأخلاق ومنذورة لأن تكون أماً مثالية !... هكذا عرفتك ! فما الذي جرى لك ، لكي تتبدلي ? ما الذي حدث لك ، لكي تتبلبلي كالريح ... ? أهو الزمان من أشقاك وغير ألوانك ? وما الذي فعلتِه أنت بنفسك ، لكي أراك ، كأنك القطيع الشاردة : مشتتة ، مبعثرة ، ومنزوعة الروح  ............. ?
 
ستقولين : " ربما هي الحرب التي داهمتني باكراً ، أعدمتني ماء الحياة  ... أربعة عشر عاماً ،  هي عمر الورود ، إعصار الطفولة اللجوجة ، ودفق الشباب الذي لا يطيق الانتظار ... لم   أرها ، ضيعتها بالانتظار ...
 كان العمرجميلاً ، والوقت كان ودوداً : الوطن كان فيروز ، والحب كان فيروز ... . الأهل والأصدقاء ? كانوا بسطاء ، لا يعدون الأيام . حتى حدثت الزلزلة .... ! " .
 
لكني أنا رأيتها لما أقبلت ! هدية الزمان إليك ، لما أقبلت ، كما المهرجان ! كزهوة البستان أشرقت ، فرحت لها بذاك الزمان . ألا تذكرينها كما أذكرها أنا ? أم أنك تتناسين ?
أتذكرين ? جدتك ، لما كانت تغرس شتولها بقرب باب الحديقة ? تضع بذور الحبق =الريحان= في باطن الأرض ، ثم تهيل عليها التراب بكفيها وهي تتمتم :
" بحق الخضرأبو العباس ، تعيش زريعتي وما تيبس ..."
ترددها ثلاث مرات ، تزرعها عند بزوغ هلال القمر ، وتسقيها من بعد الغروب ،  ... كنت تضحكين في سرك وتقولين : " جدتي ، تعيش في الأساطير ! الماضي حكايات ، والحاضر ، دعاء وصلوات .... " . أتذكرين كيف كانت  شتولها بهجة للروح ? مساكب الفل والنرجس ، وأحواض البنفسج والمنتور ، كانت بهجة للروح !.... كانت تشبه أعوامك الأربعة عشرة . أفلا تذكرين ?
 
"الحرب استدامت حروباً " ، تقولين ، " هدمتنا الحرب ! أعادتنا إلى مهدنا الأول ، العراء ! " .
  صحيح ، عزيزتي ، الحرب استطالت ، وعبثاً بحثنا لها عن أسباب ، لكي نحتويها ، لكي نعقلها  . قالوا بأنها كانت حرباً طائفية . قلنا : بأننا انتفضنا  ضد مشروع الانعزالية والصهيونية ....... أبي أقنعنا وقتذاك  بأنها كانت أيضاً (حرب الرأسمالية ضد الطبقات  الكادحة)  وأنها حرب تحرير وثورة اجتماعية ! كان يردد : بأنها تحالف البورجوازية مع الفاشية ، والامبريالية العالمية ضد مصالح الشعوب الفقيرة ، من أندونيسيا ، إلى كوبا وفيتنام ، حتى الجزائر والصحراء الغربية ............  وكان يحفظ اسم لوركا وإلليندي إلى جانب المتنبي وأبي العلاء المعري ويتحدث عنهم بشيء من القدسية ........ هو كان أممياً ، ويحلم بالعدل الاجتماعي والمساواة بين البشر ..........
" يا الله ! كم أحبه أبي ! أمير طفولتي ، وملهم سنواتي الأربعة عشرة . سيبقى لغزاً أبي : كان عروبياً ، لكنه كان لا يكف عن انتقاد عبد الناصر الذي" نكل بالشيوعيين " ، على حد قوله،   "مع أنهم بنوا له السد العالي " ، ........... لكنه بكاه بحرقة شديدة يوم مات !
 
أتذكرين !
يوم استفقت بالصدفة ، ذات صباح ماطر، لتري ذلك المشهد الخيالي : كان الجبل يبكي ! يخفي وجهه بيده ويشهق بقوة ! يستمع إلى المذيع في الراديو الذي كان يبكي بدوره ، ويشهق هو أيضاً .... باليد الأخرى ، كان يحمل سيكارة تكاد تحرق أصابعه ....... اليد التي كان يلبس فيها ساعته الفاخرة التي طالما أثارت إعجابك ! أتذكرين ?
" لن أفهمه أبداً أبي ! لن أفهمه " .
عشرة أعوام مرت بعدها ......... رأيتِه مرة أخرى يتنقل، كالحجل ، بين ركام بيتكم الذي هدمته الحرب . يبحث عن بعض الصور ينتشلها من بين الأنقاض :
" أوف ، أوف ، ولَكْ معَوَّدْ على الفجعات قلبي ... " ، كان يغني !
" يبدو أنها طقوس يا أبي ! طقوس اخترعناها ونعيد تمثيلها في كل مرة لنستعيد بها الفاجعة . طقوس ، نهدي فيها القرابين إلى آلهة الموت والدمار ! "
..............................................................................
 
لن تذكري رائدة الفضاء السوفياتية . لكن أمك سوف تذكرها لك بنشوة لو سألتِها عن الرفيقة ذات العيون الزرقاء الباردة التي صعدت إلى سطح القمر .
" آه يا جدتي ، لو تعلمين ، بأنهم في بلاد الرفيقة ذات العيون الزرقاء، قد أنبتوا القطن ملوناً في سفوح " التوندرا "على اسم " لينين العظيم " ، وأن تقريرها عن زيارتها للقمر يفيد بأنه كومة أحجار لا تنفع ولا تضر ."

يومها ، كان أبوك قد اصطحب أمك معه لاستقبال الزائرة الاستثنائية . كل الرفاق كانوا قد اصطحبوا زوجاتهم ......... يومها ، قال أبوك لأمك ، باستحياء شديد ، وبعد تردد طويل :
" بإمكانك أن تنزعي الغطاء عن رأسك لو أردت " .
لم يكررها مرتين . ورغم أن أمك لا تعرف شيئاً عن الاضطهاد الطبقي ، ورغم أنها لم تعد تذكر شيئاً مما قالته الرفيقة عن دور المرأة في حركة التحرر العالمي ، إلا أنها انتزعته إلى غير رجعة ، همها كان ، أن تشبه " أسمهان " و " ليلى مراد " بتسريحتها الجديدة .

 11  12  13  14  15 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وشكرا يا صدى القلم    كن أول من يقيّم
 
شكرا لك يا صدى القلم كلماتك الطيبة، وأبارك لك أيضا على هذا التوقيع المميز، والذي يدل على صداقة خاصة مع القلم  هي التي أكسبتك هذه الذائقة الأدبية، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أقرأ مشاركة لك على الوراق، أتمنى أن أرى مساهماتك الأدبية أيضاـ، كما أرغب في أن تعدل صفحة اشتراكك بحيث نتعرف عليك أكثر، وهناك الكثير من الأخوة المتميزين سوف تتعرف عليهم وتفتن بهم، وأما ضياء خانم فهي نجمة الوراق وفيلسوفته، وروايتها (البنت التي تبلبلت) إحدى مشاركاتها في الوراق، وأما أهم مشاركاتها فتجدها في مجلس التاريخ في موضوع بعنوان (أحاديث الوطن والزمن المتحول) ويمكن الوصول أيضا إلى نخبة من مشاركاتها في زاوية تعليقات ساخنة. وإذا رغبت بمراجعة كل مشاركاتها فما عليك إلا أن تنقر بالماوس على اسمها، فسوف تظهر لك صفحتها كاملة. وفيها كل مشاركاتها.
                                      أكرر شكري وامتناني وإلى اللقاء
*زهير
13 - يناير - 2007
شكراً لهذه النداوة    كن أول من يقيّم
 
 
الأستاذ الكريم صدى القلم :
 
شكراً لكلماتك الندية والأديبة . أسعدني إطراؤك الذي يعني بأن الحوار بيننا ممكن .
 
الأستاذ زهير يكتب في كل يوم ، في هذا الصرح الرائع ، قصيدة أو أكثر ، وهو في كل يوم يزداد بريقاً وتألقاً فلا تحرم نفسك من متعة هذا اللقاء . وستجد هنا كوكبة من الشعراء المجلين غيره ، لن أعدهم لكي لا تطير بركتهم ، وكلنا يتمنى حضورك معنا .
*ضياء
14 - يناير - 2007
بتنورة أو بفستان    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قرأتُ اليوم هذا الملف الرائع كاملاً , والحقيقة أني كنتُ مأخوذاً , ومسحوراً , و( مسطولاً ) أحياناً , فتارةً تأخذني البنت التي تبلبلت , وبيان ضياء الرائع , وتارةً تأخذني قصيدةٌ لزهير , وفيها ما فيها من السحر والغرابة , وتارةً أتابع تعليقاً رائعاً رصيناً قوياً للنويهي , فتشتت أفكاري وتجمعت , ثم تناثرت وضاعت , وصرتُ كالمأخوذ بعد ذلك , أو كمن مسه السحر....
الشكر والتقدير لكل من كتب حرفاً في هذا الملف , لقد حزنتُ مع البنت التي تبلبلت بالدموع , ووجدتني أستعيد نفس الزمن ولكن  مع ذلك الفتى الذي بلبلته الدماء , هو إحسان صديقي الأغلى تنطبق عليه كثير من الأحداث , ولكن المكان مختلف والمكان أقسى , لم تكن هناك حرب أهلية , ولكنه النضال الذي عاش من أجله ومات من أجله , لا أنسى ابتسامته الدائمة , ولا استغرابنا الدائم من عدد محبيه , ولا من عدد اللواتي يعشقنه , فلا يمكن لأحد أن يقابله إلا وأحبه بجنون ,
ذكرتني البنت به , فكأنه معي الآن يحلل لي أخطائي وينتقدني , ....
لقد غادرنا منذ أكثر من عشرين سنة , لكننا كلما اجتمعنا تذكرناه , وكيف للمرء أن ينسى ابتسامة جيفارا ? وهذه البنت التواقة للحب وللحياة وللعدالة هي مثل إحسان ولكن بتنورة , أو بفستان
 
*محمد هشام
20 - مارس - 2007
تمزار: جدة أحمد شوقي    كن أول من يقيّم
 
سألتني الأستاذة أن أضيف إلى هذا الملف قصيدة شوقي في رثاء جدته تمزار، وهي جدته لأمه، وقد توفيت عام (1898م)  وكانت قد سبيت في معركة (مورة) في اليونان سنة (1826م) وهي بنت عشر سنوات. قال الأستاذ إبراهيم الأبياري في نشرته للشوقيات (3 ص 53) (وهي زوج المرحوم أحمد حليم بك النجدلي (نسبة إلى نجدة: إحدى قرى الأناضول) زوجه إياها والي مصر حينذاك إبراهيم بن محمد علي، وكان أحمد حليم قد جاء إلى مصر فالتحق بمعية إبراهيم، وكانت تمزار من معتوقات إبراهيم، وأصلها من بلاد مورة، جلبت منها أسيرة حرب لا شراء، وحين توفي عنها زوجها أحمد حليم كان وكيلا لخاصة إسماعيل (الخديوي) فضم معاشه إلى أرملته تمزار وكان إسماعيل يقول عنها وعن زوجها: لم أر أعف منه ولا أقنع من زوجته ولو لم يسمه ابي حليما لسميته عفيفا لعفته) وكانت تمزار قد اعتنقت الإسلام بعد حملها إلى مصر، وهذا ما أشار إليه شوقي بقوله: (تبعت محمدا من بعد عيسى) وماتت وقد ناهزت التسعين
خُـلِـقـنـا لِلحَياةِ iiوَلِلمَماتِ وَمِـن  هَـذَينِ كُلُّ iiالحادِثاتِ
وَمَن يولَد يَعِش وَيَمُت كَأَن iiلَم يَـمُـرَّ  خَـيـالُهُ iiبِالكائِناتِ
وَمَهدُ المَرءِ في أَيدي الرَواقي كَـنَعشِ المَرءِ بَينَ iiالنائِحاتِ
وَمـا  سَلِمَ الوَليدُ مِنِ iiاِشتِكاءٍ فَـهَـل يَخلو المُعَمَّرُ مِن iiأَذاةِ
هِـيَ  الـدُنيا قِتالٌ نَحنُ iiفيهِ مَـقـاصِـدُ لِـلحُسامِ iiوَلِلقَناةِ
وَكُـلُّ الـنـاسِ مَدفوعٌ iiإِلَيهِ كَـما  دُفِعَ الجَبانُ إِلى الثَباتِ
نُـرَوَّعُ  مـا نُرَوَّعُ ثُمَّ نُرمى بِـسَـهمٍ مِن يَدِ المَقدورِ iiآتي
صَـلاةُ  اللَهِ يا تِمزارُ تَجزي ثَـراكِ  عَنِ التِلاوَةِ iiوَالصَلاةِ
وَعَن  تِسعينَ عاماً كُنتِ iiفيها مِـثـالَ المُحسِناتِ الفُضلَياتِ
بَـرَرتِ  المُؤمِناتِ فَقالَ iiكُلُّ لَـعَـلَّـكِ  أَنتِ أُمُّ المؤمِناتِ
وَكـانَت في الفَضائِلِ iiباقِياتٌ وَأَنـتِ  الـيَومَ كُلُّ iiالباقِياتِ
تَـبَـنّاكِ المُلوكُ وَكُنتِ iiمِنهُم بِـمَـنـزِلَةِ البَنينِ أَوِ البَناتِ
يُـظِـلّونَ المَناقِبَ مِنكِ شَتّى وَيُـؤوُنَ الـتُقى وَالصالِحاتِ
وَمـا  مَلَكوكِ في سوقٍ وَلَكِن لَـدى ظِـلِّ القَنا iiوَالمُرهَفاتِ
عَنَنتِ  لَهُم بِمورَةَ بِنتَ iiعَشرٍ وَسَيفُ  المَوتِ في هامِ iiالكُماةِ
فَـكُنتِ  لَهُم وَلِلرَحمَنِ iiصَيداً وَواسِـطَـةً لِـعِقدِ المُسلِماتِ
تَـبِعتِ مُحَمَّداً مِن بَعدِ عيسى لِـخَيرِكِ  في سِنيكِ iiالأولَياتِ
فَـكانَ  الوالِدانِ هُدىً iiوَتَقوى وَكـانَ الوِلدُ هَذي iiالمُعجِزاتِ
وَلَو لَم تَظهَري في العُربِ iiإِلّا بِـأَحـمَدَ كُنتِ خَيرَ الوالِداتِ
تَـجـاوَزتِ الوَلائِدَ iiفاخِراتٍ إِلـى فَـخرِ القَبائِلِ iiوَاللُغاتِ
وَأَحـكَـمِ مَن تَحَكَّمَ في يَراعٍ وَأَبـلَـغِ مَـن تَبَلَّغَ مِن iiدَواةِ
وَأَبـرَإِ  مَـن تَبَرَّأَ مِن iiعَداءٍ وَأَنـزَهِ مَـن تَنَزَّهَ مِن شَماتِ
وَأَصوَنِ صائِنٍ لِأَخيهِ iiعِرضاً وَأَحـفَـظِ حافِظٍ عَهدَ iiاللِداتِ
وَأَقـتَـلِ قـاتِلٍ لِلدَهرِ iiخُبراً وَأَصـبَـرِ  صابِرٍ iiلِلغاشِياتِ
كَـأَنّـي  وَالزَمانُ عَلى iiقِتالٍ مُـسـاجَـلَـةً بِمَيدانِ iiالحَياةِ
أَخـافُ  إِذا تَـثاقَلَتِ iiاللَيالي وَأُشـفِقُ مِن خُفوفِ iiالنائِباتِ
وَلَـيسَ  بِنافِعي حَذَري وَلَكِن إِبـاءً  أَن أَراهـا iiبـاغِتاتِ
أَمَـأمـونٌ مِنَ الفَلَكِ العَوادي وَبَـرجَـلُـهُ يَخُطُّ iiالدائِراتِ
تَـأَمَّـل  هَل تَرى إِلّا iiشِباكاً مِـنَ الأَيّـامِ حَـولَكَ مُلقَياتِ
وَلَـو أَنَّ الجِهاتِ خُلِقنَ iiسَبعاً لَـكانَ المَوتُ سابِعَةَ iiالجِهاتِ
لَـعـاً لِـلنَعشِ لا حُبّاً iiوَلَكِن لِأَجـلِـكِ يا سَماءَ iiالمَكرُماتِ
وَلا خـانَـتـهُ أَيدي iiحامِليهِ وَإِن سـاروا بِصَبرِيَ iiوَالأَناةِ
فَـلَـم  أَرَ قَبلَهُ المَريخَ iiمُلقىً وَلَـم  أَسـمَع بِدَفنِ iiالنَيِّراتِ
هُـنـاكَ  وَقَفتُ أَسأَلُكِ iiاِتِّئاداً وَأُمـسِكُ بِالصِفاتِ iiوَبِالصَفاةِ
وَأَنظُرُ  في تُرابِكِ ثُمَّ iiأُغضي كَما  يُغضي الأَبِيُّ عَلى iiالقَذاةِ
وَأَذكُـرُ مِن حَياتِكِ ما iiتَقَضّى فَـكـانَ مِنَ الغَداةِ إِلى iiالغَداةِ
*زهير
25 - أبريل - 2007
تمزار : أميرة أحمد شوقي    كن أول من يقيّم
 
 
كل الشكر لك أستاذي رائعة أحمد شوقي هذه ، نعيد اكتشافها في البنت التي تبلبلت :  تمزار التي لم تتبلبل ، ولم تزعزها الخطوب ، والتي أثارت ذكراها في نفس أمير الشعراء هذه الأبيات الرائعة فكانت منها وإليها . لو كان علي أن أختار ، لأخترت منها هذه :
 
 
صَـلاةُ  اللَهِ يا تِمزارُ تَجزي ثَـراكِ  عَنِ التِلاوَةِ iiوَالصَلاةِ
تَـبَـنّاكِ المُلوكُ وَكُنتِ iiمِنهُم بِـمَـنـزِلَةِ البَنينِ أَوِ البَناتِ
يُـظِـلّونَ المَناقِبَ مِنكِ شَتّى وَيُـؤوُنَ الـتُقى وَالصالِحاتِ
تَـبِعتِ مُحَمَّداً مِن بَعدِ عيسى لِـخَيرِكِ  في سِنيكِ iiالأولَياتِ
فَـكانَ  الوالِدانِ هُدىً iiوَتَقوى وَكـانَ الوِلدُ هَذي iiالمُعجِزاتِ
وَلَو لَم تَظهَري في العُربِ iiإِلّا بِـأَحـمَدَ كُنتِ خَيرَ الوالِداتِ
كَـأَنّـي  وَالزَمانُ عَلى iiقِتالٍ مُـسـاجَـلَـةً بِمَيدانِ iiالحَياةِ
أَخـافُ  إِذا تَـثاقَلَتِ iiاللَيالي وَأُشـفِقُ مِن خُفوفِ iiالنائِباتِ
وَلَـيسَ  بِنافِعي حَذَري وَلَكِن إِبـاءً  أَن أَراهـا iiبـاغِتاتِ
أَمَـأمـونٌ مِنَ الفَلَكِ العَوادي وَبَـرجَـلُـهُ يَخُطُّ iiالدائِراتِ
تَـأَمَّـل  هَل تَرى إِلّا iiشِباكاً مِـنَ الأَيّـامِ حَـولَكَ مُلقَياتِ
وَلَـو أَنَّ الجِهاتِ خُلِقنَ iiسَبعاً لَـكانَ المَوتُ سابِعَةَ iiالجِهاتِ
هُـنـاكَ  وَقَفتُ أَسأَلُكِ iiاِتِّئاداً وَأُمـسِكُ بِالصِفاتِ iiوَبِالصَفاةِ
وَأَنظُرُ  في تُرابِكِ ثُمَّ iiأُغضي كَما  يُغضي الأَبِيُّ عَلى iiالقَذاةِ
وَأَذكُـرُ مِن حَياتِكِ ما iiتَقَضّى فَـكـانَ مِنَ الغَداةِ إِلى iiالغَداةِ
 
*ضياء
26 - أبريل - 2007
من هذا ( الفصعون ) ??    كن أول من يقيّم
 
أشكرك أستاذ زهير على عرض هذه القصيدة الجميلة , والشكر أيضاً للأستاذة الذواقة ضياء , ولقد ذكرتماني بعدم إعجابي السابق لأمير الشعراء , وذلك عندما كنتُ في المرحلة الثانوية , وقد دفعتُ ثمناً قاسياً لعدم إعجابي بهذا الشاعر !!
لم يكن عدم إعجاب بشعره , بل كان عدم إعجاب بمواقفه وأفكاره , وفي امتحان الثانوية العامة كان الموضوع الذي طلبوا منا الكتابة عليه هو : ارتباط الأدب بمعاناة العمال والفلاحين , وعلى هذا الموضوع نصف علامة امتحان اللغة العربية , وكنتُ في ذلك الوقت قارئاً جيداً ومتفوقاً بهذه المادة , ومن بين الأمثلة التي استشهدتُ فيها بالموضوع الذي كتبته ( وكان موضوعاً جيداً ) كانت قصيدة شوقي التي يقول فيها :
أيها    العمال  أفنوا         العمر كداً واكتسابا
واعمروا الأرض فلولا     سعيكم أمست يبابا
اطلبوا الحق   برفقٍ       واجعلوا الواجب دابا
واستقيموا يفتح الل     --   ه لكم   بابا   فبابا 
وبعد كتابة هذه الأبيات في ورقة الإمتحان شعرتُ بالإمتعاض لمضمونها المهادن الرتيب فكتبتُ بعدها في ورقة الإمتحان :      وماذا ننتظر من شاعر البلاط ?? إنه يطلبُ من العمال طلب الحق برفقٍ وهم في نفس الوقت يموتون جوعاً واستغلالاً !
وقد دفعتُ ثمن هذه الجملة كثيراً جداً , فمن سوء حظي أن الذي صلح الورقة ربما كان معجباً بشوقي , أو قال لنفسه : من هذا ( الفصعون )  حتى ينتقد أمير الشعراء وهو لم يحصل على الثانوية بعد ??
المهم أنه وضع لي علامة سيئة أثرت على المجموع العام في النتيجة النهائية فكان ينقصني علامة واحدة من أصل 240 علامة لدخول الهندسة الميكانيكية , وهذا اضطرني للتسجيل بجامعة حلب والتي تبعد عن مدينتي دمشق مسافة 360 كيلومتراً , ولم أستطع الإنتقال لجامعة دمشق والعودة إلى مدينتي إلا بعد سنتين ....
...... وهكذا دفعت ثمن كتابة رأيي الصريح , ولم تكن أول مرة , وبالتأكيد ليست الأخيرة !
 
*محمد هشام
26 - أبريل - 2007
عادت البهجة :    كن أول من يقيّم
 
      
 
ها هي البهجة عادت تضيء المجالس ، أدامها الله بهجة على مر الأيام و الأعوام ...
و مما يزيد البهجة بهجة ، هذا التوفيق  الفطري الطبيعي العادي التلقائي الصادق الذي يجسد و يكسو و يرشح و يفوح و يشع من كتابة أستاذتنا ضياء ... في كل كتاباتها و اختياراتها و مقتطفاتها و إشاراتها و تلميحاتها ...
و مما شد انتباهي في المشاركة أعلاه ، هذه الأبيات الشعرية المتضمنة " لأمــور دائرية " كما يقول الأستاذ محمد هشام الأرغا ... و الأبيات  هي :
 
أَمَـأمـونٌ مِنَ اـلفـَلَكِ العَوادي     *    وَبـَـرجَـلُـهُ يـخـُطُّ الدائـِرات
تَـأَمَّـل  هَل تَرى إِلّا iشـِـباكاً    *    مِـنَ الأَيّـامِ حَـولَكَ مُلـقـَـياتِ
وَلَـو أَنَّ الجِهاتِ خُلِقنَ iiسَبعاً   *    لَـكانَ المَوتُ سابِعَةَ الجِهاتِ
*لحسن بنلفقيه
26 - أبريل - 2007
شكرا لك..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
الأسـتاذة ضـياء  هذا النبض وهذا البوح ، وهذا الشعر المنثـور بلغة اللؤلؤ...
وهذا العبور (من الخارج إلى الداخل )
من أقصى الحنين ألى أقسى الأنين .
 
Image hosted by allyoucanupload.com
 
 
*abdelhafid
19 - يناير - 2008
يا رايح ع كفر حالا ....    كن أول من يقيّم
 
عزيزتي الغالية ندى : أشكر لك هذا الغلاف الجميل لحكاية " البنت التي تبلبلت " ورشة العطر التي رافقت تقديمك له : يستحيل علي عدم النكوص والعودة إلى تلك السنين التي كنت فيها بمثل سنك وأنا أنظر إلى وجه هذه الصبية الذي يزين بطاقتك : كأنني أسمع فيروز تدندن فيها " يا رايح ع كفر حالا " ...... لا أعرف كيف أجد الأغنية على الأنترنت ! سلامي لكم جميعاً وتحياتي .......
*ضياء
20 - يناير - 2008
تركت لك وردة بيضاء    كن أول من يقيّم
 
هذه الرسالة هي قطعة من رواية (للحزن خمسة أصابع) (قيد الطبع) للروائي الإماراتي محمد حسن أحمد (مواليد 1975) صاحب مجلة فراديس ومؤسسة فراديس السينمائية، وللرسالة قصة طريفة، حيث يذكر على لسان بطل روايته ناصر السرهيد أن سائقا تركيا في ميونيخ طلب منه أن يقرأ له محتويات ورقة أوصته سيدة عربية أن يوصلها إلى العنوان المكتوب عليها، فأخذ الورقة من السائق ليقرأ فيها:
(إلى عصام مرزوق ... كنت مجبرة أن أترك الشقة، فلم يعد لدي الحلم الكافي معك، ولا تشغلني زوايا غرفتك اللعينة، ولا بدلة العمل التي تحمل عرقك الصيفي المنهمر دائما.
لا أريد أن أكون في برواز ضخم تعلقه في الصالون. وكرهت الموسيقى التي تتبناها.. أنا أغادر الآن إلى مكان آخر.
كتبت لك هذه الرسالة كي أؤمن لك الحزن بشكل نظيف كما كانت ملابس سهراتنا.
لست خائنة لكل الأيام، بل امنحني الفرصة أن أبدل حياتي، ولا تلاحقني أرجوك، ولا تفكر بالبحث عني، فأنا لم أعد سميرة التي تريدها.
لدي صديقة مغربية ستقدم لي المساعدة.
تستطيع الآن أن تغازل أي امرأة، وتصلي في الجامع كل جمعة بمفردك.
لا تشرب الويسكي في غيابي بكثرة.
أنت الآن تقرأ ما كتبت لك بينما أنا في القطار أو في مدينة أخرى ألتقط انكساري وأرى وجوها جديدة.
تركت لك وردة بيضاء تستطيع أن تلونها كيفما تريد قبل أن تذبل.
                        تحياتي لك .... سميرة رياض)
*زهير
28 - فبراير - 2008
 11  12  13  14  15