البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : البنت التي تبلبلت    قيّم
التقييم :
( من قبل 12 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
6 - مارس - 2006

شاعرنا الكبير ، الأستاذ زهير:

ما قرأته في مداخلتك الأخيرة أفرحني، لجهة أنني شعرت بأن غلاظتي قد أثمرت ، هي عكرت ماء اليقين، الذي لا بد من تعكيره من وقت لآخر لكي نزداد يقيناً . وجاء دفاعك على أحلى ما يكون ، بل ليكون مناسبة نتعرف من خلالها على الوجه الآخر للباحث زهير ظاظا ، ونلامس وجوده الإنساني ، وما زادنا هذا إلا تقديراً .

وجودك اليوم في المكان الصحيح يعني الكثير للكثيرين منا الذين تزخر بهم أمتنا ولم يجدوا مكانهم بعد .

نتشوق لمعرفة المزيد والمزيد ، لكني ارتأيت بأن نترك ساحة الفلسفة لكي لا ينقطع حبل النقاش فيها ، ونفتح ملفاً آخراً ، وهذا متروك لتقديرك وما تظنه مناسباً   

 

 كنت قد كتبت رواية صغيرة الحجم ، تحكي قصة بنت مراهقة في زمن الحرب الأهلية اللبنانية . أراها في صميم موضوعنا الفلسفي الذي نتناقش فيه ، لأنها ترمز إلى صراع الإنسان مع أهوائه وانشطاره بين رغبتين . وهي تبرز أيضاً مقاومة الموروث الثقافي ، عندما يكون عميقاً ومتأصلاً ، مع الفكر المكتسب بمظهره الحضاري " التحرري " وما يخفيه من طموحات .   

الرواية اخترت لها عنوان " البنت التي تبلبلت ... " . الحدث ، الذي هو قصة حب فاشلة ، المغرق في عاديته ، اتخذته ذريعة للتوغل إلى الداخلي ، والحميم ، لفهم ما كان يعتمل من نوازع و تغيرات في نفس تلك البنت وعالمها المحيط  من : عائلة ووطن وأصدقاء . هذه البنت كانت تتنازعها رغبتان ، الأولى: الحفاظ على نقائها الفطري، وهو ما نقلته إليها تربيتها وما تشعره في ذاتها  السحيقة . والثانية: رغبتها في الحياة والتكيف مع زمنها ومحيطها وما كانت تدعيه من أفكار عصرية وما يستلزم كل ذلك من تنازلات لا بد منها 

الحكاية تبدأ هكذا :

 

 "البنت تحدث نفسها "

أتذكرين ? تلك البنت التي كنت أعرفها ! ... كانت رقيقة ، نقية ، دمثة الأخلاق ومنذورة لأن تكون أماً مثالية !... هكذا عرفتك ! فما الذي جرى لك ، لكي تتبدلي ? ما الذي حدث لك ، لكي تتبلبلي كالريح ... ? أهو الزمان من أشقاك وغير ألوانك ? وما الذي فعلتِه أنت بنفسك ، لكي أراك ، كأنك القطيع الشاردة : مشتتة ، مبعثرة ، ومنزوعة الروح  ............. ?
 
ستقولين : " ربما هي الحرب التي داهمتني باكراً ، أعدمتني ماء الحياة  ... أربعة عشر عاماً ،  هي عمر الورود ، إعصار الطفولة اللجوجة ، ودفق الشباب الذي لا يطيق الانتظار ... لم   أرها ، ضيعتها بالانتظار ...
 كان العمرجميلاً ، والوقت كان ودوداً : الوطن كان فيروز ، والحب كان فيروز ... . الأهل والأصدقاء ? كانوا بسطاء ، لا يعدون الأيام . حتى حدثت الزلزلة .... ! " .
 
لكني أنا رأيتها لما أقبلت ! هدية الزمان إليك ، لما أقبلت ، كما المهرجان ! كزهوة البستان أشرقت ، فرحت لها بذاك الزمان . ألا تذكرينها كما أذكرها أنا ? أم أنك تتناسين ?
أتذكرين ? جدتك ، لما كانت تغرس شتولها بقرب باب الحديقة ? تضع بذور الحبق =الريحان= في باطن الأرض ، ثم تهيل عليها التراب بكفيها وهي تتمتم :
" بحق الخضرأبو العباس ، تعيش زريعتي وما تيبس ..."
ترددها ثلاث مرات ، تزرعها عند بزوغ هلال القمر ، وتسقيها من بعد الغروب ،  ... كنت تضحكين في سرك وتقولين : " جدتي ، تعيش في الأساطير ! الماضي حكايات ، والحاضر ، دعاء وصلوات .... " . أتذكرين كيف كانت  شتولها بهجة للروح ? مساكب الفل والنرجس ، وأحواض البنفسج والمنتور ، كانت بهجة للروح !.... كانت تشبه أعوامك الأربعة عشرة . أفلا تذكرين ?
 
"الحرب استدامت حروباً " ، تقولين ، " هدمتنا الحرب ! أعادتنا إلى مهدنا الأول ، العراء ! " .
  صحيح ، عزيزتي ، الحرب استطالت ، وعبثاً بحثنا لها عن أسباب ، لكي نحتويها ، لكي نعقلها  . قالوا بأنها كانت حرباً طائفية . قلنا : بأننا انتفضنا  ضد مشروع الانعزالية والصهيونية ....... أبي أقنعنا وقتذاك  بأنها كانت أيضاً (حرب الرأسمالية ضد الطبقات  الكادحة)  وأنها حرب تحرير وثورة اجتماعية ! كان يردد : بأنها تحالف البورجوازية مع الفاشية ، والامبريالية العالمية ضد مصالح الشعوب الفقيرة ، من أندونيسيا ، إلى كوبا وفيتنام ، حتى الجزائر والصحراء الغربية ............  وكان يحفظ اسم لوركا وإلليندي إلى جانب المتنبي وأبي العلاء المعري ويتحدث عنهم بشيء من القدسية ........ هو كان أممياً ، ويحلم بالعدل الاجتماعي والمساواة بين البشر ..........
" يا الله ! كم أحبه أبي ! أمير طفولتي ، وملهم سنواتي الأربعة عشرة . سيبقى لغزاً أبي : كان عروبياً ، لكنه كان لا يكف عن انتقاد عبد الناصر الذي" نكل بالشيوعيين " ، على حد قوله،   "مع أنهم بنوا له السد العالي " ، ........... لكنه بكاه بحرقة شديدة يوم مات !
 
أتذكرين !
يوم استفقت بالصدفة ، ذات صباح ماطر، لتري ذلك المشهد الخيالي : كان الجبل يبكي ! يخفي وجهه بيده ويشهق بقوة ! يستمع إلى المذيع في الراديو الذي كان يبكي بدوره ، ويشهق هو أيضاً .... باليد الأخرى ، كان يحمل سيكارة تكاد تحرق أصابعه ....... اليد التي كان يلبس فيها ساعته الفاخرة التي طالما أثارت إعجابك ! أتذكرين ?
" لن أفهمه أبداً أبي ! لن أفهمه " .
عشرة أعوام مرت بعدها ......... رأيتِه مرة أخرى يتنقل، كالحجل ، بين ركام بيتكم الذي هدمته الحرب . يبحث عن بعض الصور ينتشلها من بين الأنقاض :
" أوف ، أوف ، ولَكْ معَوَّدْ على الفجعات قلبي ... " ، كان يغني !
" يبدو أنها طقوس يا أبي ! طقوس اخترعناها ونعيد تمثيلها في كل مرة لنستعيد بها الفاجعة . طقوس ، نهدي فيها القرابين إلى آلهة الموت والدمار ! "
..............................................................................
 
لن تذكري رائدة الفضاء السوفياتية . لكن أمك سوف تذكرها لك بنشوة لو سألتِها عن الرفيقة ذات العيون الزرقاء الباردة التي صعدت إلى سطح القمر .
" آه يا جدتي ، لو تعلمين ، بأنهم في بلاد الرفيقة ذات العيون الزرقاء، قد أنبتوا القطن ملوناً في سفوح " التوندرا "على اسم " لينين العظيم " ، وأن تقريرها عن زيارتها للقمر يفيد بأنه كومة أحجار لا تنفع ولا تضر ."

يومها ، كان أبوك قد اصطحب أمك معه لاستقبال الزائرة الاستثنائية . كل الرفاق كانوا قد اصطحبوا زوجاتهم ......... يومها ، قال أبوك لأمك ، باستحياء شديد ، وبعد تردد طويل :
" بإمكانك أن تنزعي الغطاء عن رأسك لو أردت " .
لم يكررها مرتين . ورغم أن أمك لا تعرف شيئاً عن الاضطهاد الطبقي ، ورغم أنها لم تعد تذكر شيئاً مما قالته الرفيقة عن دور المرأة في حركة التحرر العالمي ، إلا أنها انتزعته إلى غير رجعة ، همها كان ، أن تشبه " أسمهان " و " ليلى مراد " بتسريحتها الجديدة .

 9  10  11  12  13 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مرة فى القارب وأُخرى على الغارب!    كن أول من يقيّم
 

مـا أحـلى الخانمَ فى iiفمِكا وأرقَّ وأعـذبَ iiمـنـشَدكا
والاعـذبُ  والاحـلى iiفيها ذوبـانُ الـعـاذلِ iiمُحتَنكا!
بـلـبـلـتَ منارةَ iiأفكارى فـتـبـعـتُ منارةَ iiمعبدِكا
يـا شـيـخى وأبا iiأشياخى وأبـا  أشـيـاخِ iiمُـشيّخِكا
مُـذ  قـنصُوا قاربَ iiآمالى يـمّـمـتُ  لقاربِ iiمذهبِكا
هل ضاقَ القاربُ,وانكسرت لـلـريـح مجادفُ iiقاربِكا?
وانـهـالـت  لـلقاعِ iiبقايا دنـيـا  شـيّـدها iiعالمُكا?

alsaadi
2 - مايو - 2006
سلامي إلى أم زهير    كن أول من يقيّم
 

 

أستاذي الكريم زهير ظاظا :

شكري لا حدود له لكلمات لا تقدر بثمن أحطتماني بها ودعائي للوالدة الكريمة بطول العمر .

وصلتني المواويل وأثارت في نفسي ذكريات الطفولة التي عشناها على وقع هذه الموسيقى الشعرية الجميلة والتي جعلتني استعيد فصلاً قديماً مع هذه المواويل ومع صندوق الفرجة ظننت انه قد اندثر . الصورة ليست مشكلة وسأجد لها حلاً وكنت أريدك بأن تسأل الوالدة إذا كانت قد قرأت أو سمعت في قصص الملاحم أو ألف ليلة وليلة عن الأميرة ضياء .

أعتذر عن التأخير لكني مشغولة أكثر مما تتخيل .

*ضياء
3 - مايو - 2006
راكب الأمواج    كن أول من يقيّم
 

رَكِـبَ  الأمـواجَ iiتغالبُهُ وصـغـيـرٌ  جداً iiقاربُهُ
كـبـساط  الريح تلف به فـي أعلى الموج iiغواربُهُ
نـفـق  الأمواج iiومتعتها أحـلـى مـا يملك راكبُهُ
أمـواج  ضـياء iiوأعينُها والـشـعـر الملهم iiكاتبُهُ
وضـفـائر  موجتها iiألقٌ فـي الضوء تكسّر iiجانبُهُ
والـحـب سماء iiنوارسها ومـشـارقـه iiومـغاربُهُ
وأنـا  في الموج iiيذكّرني بـرسـائـلـها  iiفأعاتبُهُ
عـمري لضياء وما iiأكلت مـا  تـأكـل منه iiثعالبُهُ
وأنـا  في قصر iiحواجبها بـواب الـقصر iiوحاجبُهُ
وسـأسحب  خيل iiركائبها وعـلـى  كتفيَّ iiعصائبُهُ
وأدور بـكـل iiأزقـتـنا بـيـن  الأطفال تصاحبُهُ
ركضت في ركب iiأميرته كـطـيور  الحب iiتواكبُهُ
لا  يـحسب طاغيتي أبداً أنـي بـهـواك iiأعـاقبُهُ
تـاريخي الأسود iiيشغلني وأخـاف  يـصدَّق iiكاذبُهُ
عـطـشٌ  والماء iiبجانبه بـالـملح  ينغص iiشاربُهُ
أيـن الـسعدي iiفيخبرني مـا  أبقت منه iiأقاربُهُ
لا أعرف أشقى من iiرجلٍ لا  يعرف من هو iiضاربُهُ
وإخـاؤكَ  أكبر من iiجدلٍ كدرت  في الدهر iiمشاربُهُ
إن عشتُ أريتكَ في عنقي كم  نالت منه iiمخالبُهُ
أو  مـتُ فـآخر iiمجنونٍ نـُتفت في الحب iiشواربُهُ

 

*زهير
3 - مايو - 2006
تقديرا للاخت ضياء    كن أول من يقيّم
 

ان الروايه الموجه الى صفاء و التي كانت على شكل رسائل

هي بالحقيقه من اجمل الروايات التي قرأتها, فكان يتوجب علي ان احيك و ادعمك للامام والى المزيد,

انا من مدينة رام الله من فلسطين المحتله , انا لست مواظبا على الشبكه لانه ليس لدي الوقت ,

الى القاء ............. ارجو ان يكون قريبا... 

osama qafesheh
4 - مايو - 2006
وين ? ع رام الله    كن أول من يقيّم
 

 

  كل الشكر والتحية لك أخي أسامة على تشجيعك الثمين والذي يمنحني أيضاً الفرصة لأن أيمم وجهي شطر رام الله لأتوجه من خلالك بالسلام إلى أرض فلسطين وشعبها الذي لا يزال يلهمنا منذ قرن من الزمان ويرسم لنا التاريخ ، ويخط ملحمة الكرامة ، شعلة تتقد فينا على الدوام ، وحتى يومنا الموعود وهو آت لا محالة .

*ضياء
7 - مايو - 2006
سعد البزازين    كن أول من يقيّم
 
الرد على سعد البزازين في ملف الحرية، والبزازين جمع بزّون ،وهو القط في اللهجة العراقية ويقابله عندنا في الشام: الهارون، ومن أمثالهم: ودّع البزّون شحمة.
راويـتي  أصبحت iiترويني وصرتَ  في سعد iiالبزازين
أسـتغفر السعديَّ من iiغبنها زلَّ  حمارُ الشيخ في iiالطين
عـلـمتُها  من بعد ما iiقلتُها وهـكـذا عـلمي إلى iiحين
هـذا  هـو الشعر وإلا iiفلا كـأنـه  قـنْصُ iiالشواهين
نهضتُ  في الليل فأيقظتها واحـدة مـن حورك iiالعين
راويـتي  أعفيك من iiغبنها ذبـحـتني  من غير iiسكين
والشعر مثل الشعر في شيبه وشاب  شِعري ابن iiعشرين
إن يـنظروا في رأسه iiيافعا لـم  يـجدوا غير iiفلسطين
هربتُ  من ذئب فلما iiمضى رأيـتـنـي  في حلق تنين
كـنـا بـلا دين على iiأهبة صـرنـا بلا عقل ولا iiدين
وآفـة الـشـوهاء في iiأنها شـوهاء في أحلى iiالفساتين
صلت مع الإسلام في iiمسجد أو سـكـرت يوم iiالشعانين
قد خرجت للناس من iiجلدها ولـم تزل في حرب iiصفين
ومـااخـتفت  أفعى iiولكنها تـأكـل مـن كل iiالدكاكين
إن خرجت من بئرها iiساعة مـشـت بنا مشي الفرازين
ثـالـوثـها  والد iiسابوعها وكـلـهـا بيض iiالشياطين
وما  مكان الشمس في iiظلمة أغـلس  من وجه iiالفراعين
فـي كل قرن ألف iiأسطورة نـحـرقـها  بين iiالقرابين
ضـيـاء إني مرهق iiمتعب فـأسـندي رأسي iiوغطيني
وأطـعـمـيني كرزا iiأسودا فـالـكرز الأحمر يضريني
أسـتـاذة الـشعر iiومولاته لا جـدولا بـيـن iiبساتيني
سألتُ  ما تكنى فإن لم تجب كـنـيـتـها  أم iiالرياحين
نـاجـيتها  نيسان في iiظلها بـيـن السنونو والحساسين
وكـان  شـهرا كل iiساعاته تـضـوع من فل iiونسرين
لو  يعرف العذال في iiعذلهم بـأي خـمر الحب iiتسقيني
قـد  جنت الدنيا فما iiأنكروا وأنـكـروا  شعر iiالمجانين
*زهير
8 - مايو - 2006
السعدي وذيول البزّون    كن أول من يقيّم
 
هـزارك  المجروح iiحسُّوني سـحـبـته  من حلق iiبزّون
يخرمش الأشجار جنح الدجى بـحـاقـد  المخلب iiمسنون
في قلبه من (ألف ليلى) هوىً وعـقـلُـهُ من ألف iiمجنون
ذيـولـه الـسبعة في iiظهره مـخـبرة عن روح iiمسكون
قـد رُكـزت فيه كَرَكز iiالقنا مـحـتـقن  منها iiومشحون
أعـرفـهـا  في كل أطيافها فـهـذه  جـبـني iiوزيتوني
ضـيـعـت أيامي iiبأسواقها أبـيـع طـرخونا iiبطرخون
بـغـداد يـا أطول iiأمجادها غـارقـة  في موجها iiالجون
لـم أرهـا في غير iiأحزانها مـن  طـائر نحس iiوميمون
مـذ جـاء هولاكو iiوتاريخها يـسـيـر فيها سير iiمطعون
لا  يـكـذبوا فيها على iiذقننا خـمسونك السوداء iiخمسوني
آمـنـت أني لستُ من أهلها هـذا  صـناع الصنم الزون
مـا  زال للكُتّاب في iiراحتي آثـار  أقـلامـي iiومعجوني
أسـيـر طـفلا في iiميادينها يـا  أيـهـا الأشياخ iiأفتوني
أكـلـكـم  مـثلي بلا حنكة أم أنـهـا نـاري iiوأتّـوني
نـبـشـت  مـدفونا iiفألقيته ومـا  نـبـشتم غير iiمدفون
والـدهـر تـواق لـما iiقلته أبـيـعـه  بـيـعة iiمغبون
تـركـته  في جنب iiأصدافه أثـمـن مـتـروك iiومكنون
لـطـالب يبحث في iiصرحه وسـاخـر من عصره الدون
لا  أدفـع السكران في iiسكره يـمشي  على شارب iiبزّوني
فـحـقـه يمشي كما iiيشتهي يـشـتـمني يوما iiويشكوني
مـسـمكة الجندول لا iiتغلقي إلـى عـروس فـيك iiدلوني
أعـلـى  طرابلس iiوغاباتها ضـيـاء  آذاري iiوكـانوني
قـد  كتبت سحرين لا iiواحدا لـسـائـل  عـنها iiومفتون
سـرقت شعري من iiخزاناتها وبـاسـمها  الآداب iiتدعوني
قـد تـنـكـر الأيام iiمقداره حـيـنا  كما قال ابن خلدون
لـكـنـه فـي زمـن iiراقد قـصـة دالـيـلا iiوشمشون
أول مـا يـبـصـره iiسائح مـعـلـقا  في باب iiجيرون
*زهير
9 - مايو - 2006
تنويعات على لحن الغربة والترحال000(1) إهداء    كن أول من يقيّم
 

              

    هذه تنويعات على لحن الغربة والترحا ل ، للبنت التى تبلبلت ، أزعم أنها تنويعات على لحن أصيل،مجرد نغمات نشاز قد تألفها الأذن أو تأباها ، وقد تنسجم قليلا  مع اللحن الرئيسى أو تشذ عنه وما أنا إلا عازف مبتدىء ،وكنت فى سنى ا لأولى والمبكرة أعزف على البيانو  سوناتات لكبار الموسيقيين العالميين ( الأعظم بيتهوفن  ، وموتسارت ، وشوبان 0000) وتوقفت طويلا وطويلا جدا وشغلتنى الحياة والأولاد وطلب المعاش والسعى على الرزق والتنقل بين البلاد والعديد من المحاكم ، والأبحاث الفقهية والقانونية والدراسات العليا، ونسيت ماكنت أهواه واشتاقه وأحرص عليه وضاع وأصبح ذكرى  ، لكن أذ نى تهوى السماع وأصبح بيتهوفن وسيمفونيته التسع وأعما له المتنوعة خير سلوى وخير معين 0وأقول ولعل الصواب  يعا ضد نى ويسا ندنى0 أن   البنت التى تبلبلت ، هى البلبلة الصداحة ، إن صح القول ولم أخرج على ثوابت اللغة ، أرجو أن تتقبلها منى بقبول حسن ، إن أصبت أو جانبنى الصواب 0وكما ثبت فى اليقين ، أن من اجتهد ، فأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر 0

*عبدالرؤوف النويهى
10 - مايو - 2006
تنويعات على لحن الغربة والترحال000(2) مفتتح    كن أول من يقيّم
 
ليست السيرة الذاتية سوى العودة للماضى والبحث عن تجربة حياة ، وحصا د الذكريات، والتفاعل الخلاق لمسيرة العمر عبر سريان الزمن، وما نجم عن الإحتكاك مع الواقع المعايش وما شكله من تحقيق أحلام وإنتكاسة آمال ، وما علا من شأن وما سقط من قدر0وقد تختلف السيرة الذاتية عن الذكريات عن الإعترافات ، وزعمى أن كل واحدة تشكل تجربة كتابة ، كل منها لها وجودها وحدودها ، يشترك الجميع فى أنها عن شخصية واحدة ، ولكن تخلتف فيما يبتغى السارد سرده ، ومراده ومأربه ، بل أن ا لكتابة عن الذات لصيق بها الصدق والأمانة والحقيقة بل والدقة والوضوح ، ورغم هذا الإلتزام الأخلاقى وما يلقيه على عاتق السارد من حقوق وواجبات ، إلا أن النسيان يعترى الذاكرة، والذاكرة قلب خؤون ،وكثيرا جدا ما يحاول السارد سد الثغرات والإلتفا ف حول الواقعة المراد سردها بالتزو يق والتجميل وتخفيف حدة المظلم منها  والتركيز على صورة المضيىء فيها ، وحتى تبدو مقبولة ولا تنا ل من الإعتبارات الشخصية داخل منظومة القيم بالمجتمع وأطر الثقافة التى يحض عليها 000000 والتساؤل الملح لماذا السيرة الذاتية ??وأزعم أن السيرة الذاتية أشمل وأعم وأوسع من مجرد الحكى أو القص وإنما  هى الكشف وإما طة اللثام عن حياة السارد باعتبارها حياة ذو وجهين ، داخل الكتابة وخارجها ، ويتجلى ذلك واضحا فى السياق الروائى والقصصى والذى لايقل فى الحبكة والتنظير والفنية واللغة والتصوير عن الأعمال الروائية الخالدة والتى لازالت ترسم المعالم وتتماهى مع و اقع   لم يكن موجودا حال كتابتها ، وكأنها بخلودها على مدى السنين ،  تؤكد لنا وبما لايتسرب إليه الوهن،عظمة الفعل الروائى والإحساس المتنامى نحو الإمساك بتلابيب الحقائق وكلما قرأناها تزداد أهميتها بداخلنا لما  فيها من استبطان للغامض والمستور من نفوسنا وما تهدر به عقولنا  ،،،،،،، ويبين بجلاء إختيا ر السارد لمحطات حياته والأحداث التى تشكل مسيرته والمؤثرة بوقائعها سلبا و إيجابا ،والشخصيات المنتقاة وبدقة متناهية من وسط العديد التى مر بهم وشاركوه الكثير من أحداث الحياة وتفاعلاتها ، جمالها وقبحها ، حلوها ومرها ، إنتصاراتها وهزائمها ،أى الحياة بعمومها 00000
*عبدالرؤوف النويهى
10 - مايو - 2006
تنويعات على لحن الغربة والترحال000(3) شكوى القلب الأخضر    كن أول من يقيّم
 
والرواذاتية  (الرواية والسيرة الذاتية )والتى تفضلت الأستاذة / ضياء000 وعبر إثنى عشر رسالة ، ومذكراتها الإثنى عشر ، ترويها بصوتين مختلفين ،فالرسائل    يتضح فيها عمق التجربة وسيطرة اللغة الرصينة  وخبرة العمروالغربة والترحال والحلول بوطن غير الوطن  ،والتمرس فى الإمساك بالحقائق و القبض على واقع يكتب عنه بعد ما يقرب من عشرين سنة ، إنها المرأة التى فهمت وأدركت وتغربت إنها الواقع بدون رتوش أو تزويق أو أوهام ,وما صفاء إلا ضياء0 إنها شخصية واحدة ، إنها تحكى لنفسها تاريخها المستعاد ، وتثور على الماضى وتضع داخلها على طاولة التشريح وتفككه ((الكشف عن أشياء صحيحة ، لم يكن باستطاعتى الحديث عنها ، لولا الرغبة القوية بالمجاهرة بالحقيقة الداخلية للإنسان ، وتفكيكها إلى عناصرها البسيطة الأولى 0000بها يستقيم الميزان ))))ضياء 21/3/  2006 ،بل عناوين الرسائل يشى بالتساؤل والمراجعة لما مضى من  أيام وأحداث وشخصيات ،((( مراهقة فى العشرين ، الحب المستحيل ، الحب الكبير ، حب أم صداقة ،معنى السعادة ، البحث عن دولفين ينقذنى ، اليوم الشهيد ،رأسى الصغيرة ،الحقيقة عارية ، الطريدة ، طقوس الإغتسال الأخير ، دائما أبى 000000)))         وأما المذكرات واللغة المحبطة  التى حيكت بها وكثرة الألفاظ الحزينة والمهمومة والمنكسرة {وتبلبل الأشياء } ،هذه البنوتة الجميلة الرشيقة المتمردة الباحثة عن الحب وعن الأحلام المستحيلة (أنا سجينة ، القلق ، الخوف ، أحمال ألقيها فى البحر ، مرارة ، توتر عصبية ، غضب 000) ،وتبدأالمذكرات  بالإقتتال   وتنتهى بانتظار الموت ((((إنهم يقتتلون ، تقنيات اللقاء ، أين البديل، من أين الطريق ، فى حصار الواقع ، المساواة فى الجحيم ، بين الرماد والورد، فى الطريق للجحيم ،إلى الأمير المزعوم، أختار غدا ، فى إنتظار الموت  ، تهيؤات فى لحظة اكتمال الدور )))
*عبدالرؤوف النويهى
10 - مايو - 2006
 9  10  11  12  13