البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : أين هو التجديد في الشعر الحر والحديث ?    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )
 علاء 
16 - فبراير - 2006

السلام عليكم ورحمة الله يدعي الكثير من النقاد أن الشعر الحر كله تجديد . لكنني أرى أن عبارة التجديد لا تتناسب مع الشعر الحديث والشعر الحر بصفة خاصة . لأن لفظة التجديد تستدعي إجراءات صارمة تطبق في الحقل الشعري حتى نستطيع أن نقول أن هناك تجديد . فإذا اقتربنا أكثر لرصد هذا التجديد وملامحه داخل القصيدة الحديثة فإننا نجد استغناء تام عن نظام الأشطر الشعرية وتعويضه بنظام الأسطر، استغناء عن البحر الشعري وتعويضه بشعر التفعيلة أحيانا وعدم استخدام أي تفعيلة معينة في الشعر أحيانا أخرى،...استغناء عن المقدمة الطللية أو الخمرية أو...إلخ

فإلى أي حد يمكننا أن نعتبر هذا الشعر فيه تجديد بما تقتضي لفظة تجديد من معاني. في رأيي أنه ليس هناك تجديد فما حصل في شعرنا العربي ماهو سوى محاكاة للشعر الغربي ولا يمد للشعر العربي بصلة . وبالتالي ليس هناك تجديد لأننا لم نبدل جهدا في التغيير سوى تقليد الغرب. واستغنينا عن تراثنا الشعري العريق...

وهناك مسألة أخرى في الشعر الحديث إذ نجد أن الشعراء يطلقون على انتاجاتهم الشعرية قصيدة. لكن هذه القصيدة التي كما ينعثونها لا تتجاوز 6 أبيات في احيان كثيرة ومع ذلك نسميها قصيدة. فكما نعرف أن القصيدة على الأقل عليها أن تكون مكونة من 16 بيت حتى نسميها قصيدة وفي القديم حتى ينتجوا أشعارا يسمونها قصائد كان عليهم أن يقضوا وقتا طويلا في التنقيح والتفكير حتى ينتجوا قصيدة ولهذا سميت قصيدة لأنه قصد بها أن تكون شعرا محكما وهي نابعة من العقل، لكن الكثير من شعرائنا اليوم لا يفرقون بين القصيدة والشعر المرتجل إذ يخلطون بينهم كثيرا لكن النتيجة دائما تكون لصالح القصيدة أي أنهم دائما يقولون انهم انتجوا قصيدة فهل تتوفر في ما سموها قصائد شروط القصيدة فعلا ام انها مجرد ارتجالات ألبسوها جبة القصيدة رغم أنها لا تناسبها.

كما ان هذا الشعر في نظري هو حمارة المتطفلين، فإذا كان الرجز حمار الشعراء فالشعر الحر حمارة المتطفلين إذ تسمح سهولة هذا النوع من الشعر إلى افقاذ الشعر اهميته من طرف النخبة من الأدباء والمثقفين إذ أصبحنا لا نستطيع التفريق بين المتطفل وصاحب التخصص الكل أصبح يشعر رغم ضعف هذه الحاسة في عصرنا . وبهذا فقد الشعر مصداقيته لأننا نحس بأن هذا الشاعر يكذب ويتكلف... رغم اقلقائه البارع فقد أصبح الشاعر اليوم مع هذا النوع الشعري ممثل يتلاعب بعواطف الناس. يقول أشياء لا يحسها فعلا ولو عرف معنى مايقول ما استطاع ان يقول...

الشعر الحر يوازي التجديد فهو لا يتقاطع معه حتى ولو أطلناه فهما لن يلتقيا رغم المحاولات اليائسة لذلك...

هذا رأيي ولكم الحرية في الدفاع عن رأيكم، مع احتراماتي

                                                          والسلام

                                                              تطوان في 15/02/2006

 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الشعر ديوان العرب    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 

السلام عليكم

في أيامنا اختلطت المفاهيم وتشابكت المعاني وتضاربت المترادفات والشعر من بين ما مسخ في عصرنا وظهر بأشكال ومعاني لا تتوافق إلا مع كونها ديوان عرب هذا الزمان

الشعر الحر والشعر الحديث وغيرها من الأسماء لا تعبر إلا عن الفشل في اعتلاء حصون البحور الستة عشر وامتطاء صهوة علم العروض قصد إنتاج ما أتى به الأولون من شعر لا زال خالدا بيننا منذ العصر الجاهلي ثم الإسلامي فالأموي فالعباسي وصولا إلى شعراء قلائل في عصرنا خلفوا قصائد برعوا في نسج إبداعهم فيها

إن شعراء الشعر الحر اليوم يكتبون ليقرأ لهم زملاءهم وينشرون في جرائد ومجلات لكي يجعلوا الجيل الجديد من ابناءنا وبناتنا يكرهون كلمة الشعر حيث لا وجود للمعنى الجلي ولا أثر للصورة الشعرية وإنما يجعلون للقمر أنفا وللشمس نهدا وللبحر سروالا وهكذا أي أن ما لا يجوز ، في الشعر الحر يجوز ، فالرجل حر في شعره وفي إبداعه .

كم من الأبيات يحفظ أبناءنا من هذا الشعر وكم من هذا الصنف من الشعراء يعرفون ? لقد كنا في الإبتدائي نعرف شعراء حبب إلينا شعرهم لما فيه من معاني راقية وحكم مأثورة كأشعار المتنبي وأحمد شوقي و حافظ إبراهيم وبطرس البستاني وغيرهم ، أما اليوم فأتساءل أي شاعر من شعراء الشعر الحر يصلح أن تدرس قصيدة له في المدارس وتكون للأستاذ عونا في درس اللغة العربية أو مادة المحفوظات ?

إن الشعر العربي في عز أزمته ، ولا عجب في ذلك  ، طلما أن أصحابه هم منبعه ، وإذا عرفت حال المنبع فلا تعجب لكل ما ينبع منه ، إن شعر هذا الزمان ديوان عرب هذا الزمان .

محمد
17 - فبراير - 2006
النص النثري ، و قصيدة التفعيلة ، و قصائد لشعراء يشقون دربهم نحو النور    كن أول من يقيّم
 

الأخ الفاضل:

ربما لن أختلف معك بالكثير هنا  ، و لكنني وددت الإشارة إلى أن هذه اليقظة الكتابية ومهما اختلفنا في تسميتها هي يقظة جميلة للكلمة ، دعهم يكتبون فالبساتين تضم الأقحوان و النرجس و اللبلاب و كذلك الأدب و إن اختلفت المسميات ، نريد أن نحتكر مواهب الناس من أجل مفردة شعر ، الزمان ليس هو الزمان ولو تضامنت معك فيما تقول كله فلن ندعو شيئاً مما يكتب الآن شعر ، أي لو التزمنا بوحدة الوزن و القافية و غيره من مقومات الشعر القديم ، لكن هذا لا يعني أيضاً أن نلغي جمال قصيدة النثر  ، أو دعني أسميها النص النثري إذ اطلاق كلمة قصيدة على النص النثري  تزعج المتحيزون للشعر الموزون خاصة بشتى أنواعه ،، و يبقى أن نقول أن لكل نوع أدبي محبيه و مرديه ، و باعتقادي أيضاً أنك تظلم الآخرين حين تقول أن النص النثري من السهولة بحيث أن كل شخص قادر على امتطائه ، النص النثري المكثف يحتاج لتجربة أدبية غنية و هناك نصوص نثرية فاقت بجمالها القصيدة العمودية ،، أما بالنسبة لقصيدة تفعيلة سأورد لكَ بعض قصائد لشعراء من الجيل الجديد ، بعضها بالنسبة لي أراه قد فاق جمالاً قصائد مطولة للأقدمين ، ربما تختلف معي ، فدعنا نرى:

الشاعر اليمني : دكتور مروان الغفوري

التي حملتني إلى الجبل

كنتُ أكتبُ في سترة السيفِ أنّ العدوّ غبارٌ يحطُّ على شفة الشمسِ
يلعقها
ثم يسقطُ - عند الزوالِ - إلى النهرِ
كالظلّ ، كالحلمِ ، كالخوفِ من أيكةٍ في المساء
و كالجوعِ .. و الوقتِ ، و الرائحة !


***


... عندما قلتُ أنّ الإلهَ اصطفاني عليهم ،
غزوني بأعينهم
فتّشوا كلْمتي

لم يكُن قد تكوّن لي من ظلالٍ سوى قبضةِ الشعر

ترقبُ منسأتي حين أسقطُ

تسندُ لي قامتي ..


و الملاكُ - الذي " شُـفْتِهِ " شاهرَ السيفِ -للتوّ -
جاء من اللامكان ليحفظ لي عورتي
حينَ تكشِفُها الريحُ ،
حين تجدّلها الكائناتُ التي لا إزارَ لها ..

جاءتِ الشمسُ تصعدُني من ظلالي المزيّفِ ،
حتى الهزيع الأخير من البردِ
تكشطُ عن أذرعي سحنتي
قيل لي أنّ بعض الإلهاتِ ثرنَ
و أنّ الكثيراتِ رددنَ شيئاً غريباً

- حديث الحريم الذي تعرفين تفاصيلَه يا حبيبةُ -

أنّ إلهي الكبير تفرّد بالشعر -

بي

حين َقال بأنّ علامة ملكي على القومِ ستّون جاريةً
يرتدينَ المواويل في درج الحيّ - همساً
و ينقشنَ بعض الرموزِ الغريبة في صدر أكوازهنّ ،
على حجرِ البئرِ
فوق الجدار الذي شوّكتهُ القبيلة ما بين أذرعهنّ ،
.. و أنّ فتاةً ، كما وصفتها العوانسُ في الحيّ ،
تمشي على " حِلّ " شِعري
تردده في الطريقِ إلى الخدرِ ،
تفركُ يتم غناها على ذكره
و تعلّقهُ - كالتميمةِ - في صدرِها حين تخلدُ للجوعِ ،
تقسمُ أنّ السماء التي شكّلتها على هيئة الوطنِ المستديرِ
ستوقظها في غدٍ للرسولِ الأخير .

لستُ أذكرُ من مولدِ الدمِ غير ترابٍ تساقطَ فوق وجودي المحطّم ،
حين قبضتُ على أثرِ من بكاءِ الرسولِ ،
ارتجفتُ
كإضبارةٍ فضّها دائنٌ غارقٌ في الذهول ..
تلفّتُّ في الأوجهِ المسرجاتِ بقيدٍ غريب ،
أردتُّ قليلاً من الماءِ يمسحُ عن دهشتي ثلّةً من وعاثةِ خدّي ..
كنتُ وحدي :
نبيّاً تشاقِقُه المرسلاتُ ،
و عيناً تهزُّ قناديلها في نبوءةِ جدّي ،
و صوتَ حديثٍ قديمٍ .. مسمّم !

فجأةً
مرّ ما بينَ صدري و .. سيفي
حافرٌ من خيولِ الرفاقِ الصديقةْ ،
لم يقُل كلْمةً ،
غير يومٍ تكسّر ما بين حذوتِه و الرمالِ اللصيقة
.. منذ ضاع الخليفةُ مرتهناً بالسلامِ المعلّبِ في غرفِ النومِ ،
و الطاولات
لم أرَ راكباً يشهرُ الخيلَ في كبدِ الموتِ
.. كل الذين يمرّون دون النوافذِ و المهرجاناتِ
خيلٌ مطهّمةٌ للحديقة !

.. كيفَ جئتِ ،
و خيطانِ من فضّة الموتِ يغترفانِ حكايا مهندمةً
موطناً جاثماً - أرهقتهُ المحاذيرُ في سترتي ،
كنتُ ، و الدارُ يذكُرني كلما غبتُ أكثرَ ،
أحمل خوف الرفاقِ على درجِ الصبحِ
أقسمُ أنّ الذين انتهوا للعدوّ على ظمأ النهرِ و الرغبةِ الجامحة
قلّةٌ ..
مزّقوا ثوب " جالوت " و الكثرةَ الجارحة !
.. كنتُ أكتبُ في سترة السيفِ أنّ العدوّ غبارٌ يحطُّ على شفة الشمسِ
يلعقها
ثم يسقطُ - عند الزوالِ - إلى النهرِ
كالظلّ ، كالحلمِ ، كالخوفِ من أيكةٍ في المساء
و كالجوعِ .. و الوقتِ ، و الرائحة !

كيف جئتِ ، و أنتِ ترين الأقاويلَ تصعدُ من هيئتي ?
كيفَ ..?
آهٍ .. تذكّرتْ ،
تذكرتُ شيئاً كمنديل عينيكِ مدّ جناحيهِ بين السيوفِ السليلةِ
رغم دمٍ وزّعته الرماحُ على وطنٍ دسّ في الراحلين سبيلَه !
هل صعدتُ إلى اللهِ ، أم دنّستني الحكاياتُ ،
أم خلّدتني تهاويلُ أطفالهم ،
بعد أن غادرتني السيوفُ عشيّة جاء العدوّ فخانَ الستائرَ و العهدَ ?
هل ذرف الأصدقاءُ قليلاً من الذكريات
- الرفاقُ الذين نجوا من سيوف العدوّ بُعيدَ دمي -
......
.........
.................
و أنتِ - هنا !
منذ دهرٍ بعيد الثآليلِ تستنطقين الفصول وعوداً لأحيا
تسقّينَ جرحي بنفثِ شفاهِك
تجرينَ ما بين وعدٍ و ذكرى !
تشقّين من أجل دمعي نطاقيكِ
علّ غداً أستفيقُ من الموتِ،
أحمِلُ ما بين عينيكِ خبزاً و شعرا !

إيهٍ ليال !
أدركُ أنّ غداً رمّلتهُ الحناجرُ في كعبِ مومسةٍ
و الأناشيدَ شيءٌ من الطينِ نزرعُه في الكتاب المقدّس .
و أنّ الرفاق الذين قضوا نحبهم في الرمال البعيدةِ
باعت شئون المتاحفِ قمصانهم في مزادِ السلامِ ،
و دوّن أسماءَهم صبيةٌ من رعايا الإمام :
.. الجنودُ المجاهيلُ ماتوا لنحيا ،
و لكنّهم يبعثونَ غداً في نصوص العقيدة !
قلتُ :
ماتوا غداً في الظلالِ المنكّس .

إيهٍ ليال ،
.. لمّي جناحيكِ ، أشعرُ بالموتِ يجتاحني من صلاتي الأسيفة
كم بين هذا العراء الذي كنَستْه السماواتُ
و الدار - تلك التي كنتُ أكنِسُها مرتين
ليأتيْ بنفسجُ عينيكِ مسترسلاً في حفيفِ الرياحِ الأليفة !

غداً قد أعودُ كما كنتُ فارسَك الغضّ
عنوان طيرِك
موّال جاراتنا في فصولِ الحصاد ،
قد أعودُ ، كما كنتُ ، سيفاً يعلّمُ منهاجنا المدرسيّ الطريقَ إلى الرافِدينِ
و عيناً تدلّت على ورقٍ
من بقايا " الذين طغوا في البلاد " !

***

مروان الغفوري
" في انتظار نبوءة يثرب " - مجموعة شعرية

 

الدكتور براء العويس ، سوريا /منبج

الربيع بخارطتي قد تأجل

بعيداً إلى وطن لا سماء له
بينما الأرض مترعة بالفرات
رحلت ولم أستطع أن أعيش عزيزاً
ولا أن أموت كريماً ..
هنالك أدركت أنك أنت القضية ..
يا شرود الجنون إلى الزمن المستحيل اللقاء
كتبتك في نسمة الصبح
عصفورة الطهر تلفحني بالوطن
رسمتك في القلب شمساً توسوس للروح بالـ الأبجدية .






قبل أن ترحلي
لملمي بعض شعري وحبري
وأسئلة ما تنفست الأمنيات ..
وشدي على وجنتيك ظلالي ..
كنت ألتحف الماء حتى أجيء إليك
كأحلام أطفالك الحالمين بصوتك يشري
ندى الفجر ينمو على راحتيك كشعري ..
ويستل من دفتري مفردات اللقاء ،
وكان احمرار ردائك يدهن أمداء ذاكرتي بالوضوء
وأجنحة الطير تطوي الكتاب السماوي
في فلك تائه عن سمائي ...
كنت أحكي لغادية الزيف عنك وعني
وعن شِعرك المستباح بظلّي
ويجتاحني هاتفي بالزغاريد يشعلني كالإشاعة
في حيّنا / كالمطر ..
كانت الغيم تحملني كالنعاس
إذا مدت الساعة الليل في مدفأت الشتاء
وتقفز كركرة الطفل بين يديك
إذا ما تحرك كفك صوب الحقيبة ..
هكذا حين كان النهار الذي يحتوينا
يحوم بقلب كلينا بأصداء نجهلها
غير أن القصيدة لم تعرف الانحناء ..
وها أنت معنى ارتحال المسافة
من وجهة الريح للوجهة الصامتة ..
سأكتب أنك كنت طريقي
إذا الصيف ضلّ الحصاد
ولم يبق ما بين سنبلة تشتري الأرض من ربّها والتراب
سوى موعد للغياب ..
هكذا أستقل البكاء وأمضي إلى رحلتي في الجنون
وأسكب لون السرور على وجنة اللحظات
وألهج حين انفراج ضياء الصباحات باسمك ..
هكذا أحتسي الذكريات زعافا
تقطّر أشياء موغلة في الفناء
وأرتاد أزمنة كان وجهك يمطرني في أزقتها بالصور
سأكتب أن الربيع بخارطتي قد تأجّل
مذ أسبغ النأي في شاشة النخل أقصوصة للصحارى وواحاتها الضائعة ..

دكتور محمد سيد حسن ،، مصر /القاهرة

ليلى الوجوه الأربعة

------ 1 ------



الليل من أقصى دروب الحزن جاءْ
نامت عيون مدينتى
مقرورة الأوصال تحت غطاء أمطار الشتاءْ
و طلا الظلام سقوفها البيضاء خوفاً..
لون حزن القلب فى زمن البكاءْ
لون انكسار الحلم فى الزمن الكسيرْ
لون الفناءْ
و سرى يعربدُ فى الدروبِ ..
و فى القلوبِ ..
و فى الدماءْ
هرعت جموع الناس للفرش الوثيرة تستجيرْ
هرعت تلوذُ ? كما العناكب ? بالعراءِ ..
من العراءْ
تركوا المدينة وحدها
للبرد و الليل الضريرْ
ما عاد من أثرٍ هناكْ
إلا..
أنا
وحدى أهيم بلا قرارْ
فى الوجه أحزانٌ ..
على الكتفين آثام النهارْ
أمضى..
أسائل عتمة الليل الأصمِّ ..
أسائل الريح الطريدةَ ..
ضوء أعمدة الإنارةِ ..
و الشوارع و الشجرْ
و أدورُ..
أبحث عن زمانٍ تاه من ركب العمُرْ
عن نجمةٍ ترنو بأطواق النجاه
عن واحةٍ عذراء ما عرفت بشرْ
و أدورُ ..
ثم أدورُ ..
تسلمنى الشوراعُ
للحوارى
للأزقةِ ..
للحفرْ
و أتيه ثم أتيهُ
تدمينى حراب البردِ
يجلدنى المطرْ
أذوى رويداً
أملأ السكك الحزينة ألف جرحٍ
ألف آه

حتى..
أراكِ !!!

حتى أراكِ على المدينة تشرقين وراء أسوار الحياه
و أرى بعينيك القمرْ
فيذوب من حولى الشتاءُ ..
تذوب أسوار المدينة و الشوارع و الأنينْ
و أراكِ ..
- ملء الأفق ?
فى ثوب البراءة تخطرينْ
و أرى بعينيك الوطنْ
فى الوجه حلماً عاشقاً
فى الجيد جوهرة الزمنْ
فى الروح عمراً ليس يدركه انكسارْ
فى القلب تذكاراً قديمْ
و أراكِ ..
أنتِ

كما افترقنا منذ آلاف السنينْ
و أنا ..
أعود كما أنا
إسمى :
محمدُ
و اسمك المجهولُ :
ليلى !!
لا تسألينى كيف كنتُ ..
فقد تركت يباب أمسى
و اتخذت هواكِ ظلاّ
و هجرت حزن مدينتى
و عرفت فى عينيك من بعد الضياع هويتى
واسمى :
محمدُ
و اسمك المجهولُ :
ليلى !!




------ 2 ------



عاد الصباحْ !!
و استيقظت كل العيوت النائماتْ
و تفتح الورد الحزين على نوافذ دور موطننا الحزينْ
و تفتحت كل الجراحْ
و عوت على كل الوجوهِ ..
توضأتْ
صلت لرب العالمينْ
جلست لتفطرَ
تشرب الشاى الردئ
تشاهد الأخبار فى التلفاز فى كسلٍ
و تبتلع المرار على حبوب الأسبرينْ
نزلت ..
لتزحف فى الشوارعِ
فى إشارات المرور
و فى زحام الحافلاتِ
و فى ركام الأمنياتِ
على وجوه السائرينْ
( العابرين كبارىَ اليوم الجديد من الأنينِ ..
إلى الأنينْ )
الراحلين بلا تذاكر فى قطارات الأسى العادىّ ، و العمر الضنينْ
عاااااادَ
الصباحْ !!
و مشيت وحدى
بين أكوام العراة الجائعينْ
ورأيت نفس الحزن يرتع فى الوجوه
نفس العذاب المستكين
و الكل يمشى فى الطريق من الغداة إلى الرواحْ
( يدعونه :
درب الكفاحْ !! )
و الكل يرحل للنهاية دون زادٍ أو رفيقْ
و مضيت و حدى
أنبش الآفاقَ ..
أبحث فى عيون الشمسِ ..
أستجدى البريقْ
و عبرت بين العابرينْ
و بحثت بين قوافل الــ .. أرباع أمواتٍ هنا ..
أنصاف أمواتٍ هناكَ ..
و فى النهاية ميتينْ
و بحثتُ ..
ثم بحثتُ ..
لكن ما وجدت بآخر الدرب الضنين سواك ليلى
تتألقين كما السراب ..
و تملأين الأفق أحلاماً و فلاّ
تتنزلين كما الحياة على احتضارات القلوبْ
تترنمينَ ..
فتزرعين الأفق أنغاماً تدورُ ..
نرى النهار غدا .. نهاراً
و الورود غدت وروداً
و امتداد الأفقِ
لون النيلِ
شقشقة الطيور العائدات
الذكرياتِ
الأمنياتِ
أغانىَ الماضى الجميلِ ..
غدت ربيعأ ضاحكاً بين الدروبْ
و أنا ..
غدوت كما أنا
إسمى محمد و اسمك المجهول ليلى
لا تسألينى كيف كنتُ
فكل موت الأمس ولّى
مدى إلىّ يديك إنى
قد هجرت حقيقتى
و عرفت فى عينيك من بعد الضياع هُويّتى
و اسمى
محمد
و اسمك المجهولُ : ليلى



------ 3 ------



عبر النهارُ
مشوه القسمات وانطمر الشعاعْ
عاد الجميع ككل يومٍ للمدينة متعبينْ
عادوا كما ذهبوا جياعْ
و تجمعوا وسط المدينة كالسكارى..
حمحموا مثل الجيادْ
و تلفتوا..
صرخوا جميعاً
أرجفوا الجدر الحزينةِ ..
زلزلوا قلب المدينةِ ..
دقت الأجراسُ ..
و انفتح االمزادْ !!
و تفتحت ..
كل الشوارع و الحوارى ،
و المدارس و المساجد و الكنائس ،
و الضمائر و القلوبِ ،
تفتحت كل الندوبِ ،
تفتحت كل القلاعْ
و علا النقاشُ ..
فأرعد السادات وقتاً
أرجف القادات وقتاً
أخرس الكل الرعاعْ
حمى الوطيسُ ..
و جاء أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو
و جاء أصحاب و الوضاعة و الحقارة و الدنوِ
و جاء أتباع اليمين
و جاء أتباع اليسارِ
و جاء أمن الدولة ( الفاشست و المتأمركونَ )
و جاء نواب القروضِ
و جاء أذناب اليهودِ
و جاء ..
من قد جاءَ ..
و احتدم الصراعْ
و الكل أسكره الجنونْ
و الشر يزأر فى العيونْ
و رأيت بلدتنا .. تباعْ
و رأيت أنهار الدماء تدنس الوطن الطهورْ
و رأيت جند الخوف ترتع و سط أمواج الشرورْ
( و الليل باقٍ لا يدور )
و مضيت أبحث عن طريقٍ للنجاه
عن وجه ليلى فى الظلامِ ..
يطل فوق مدينتى من خلف أسوار الحياه
و بحثتُ
ثم بحثتُ ..
لكن ما وجدتك غير أشلاء ممزقةٍ على نهر الطريقْ
و بحثتُ
ثم بحثتُ
لكن ما وجدتك غير عمرٍٍ ضائعٍِ
و زمان أحلامٍ أًريقْ
و بقيت وحدى
فيك يا بلد البراءة و الهوى
و المجد و الماضى العريقْ
من أين يأتى الحب فيك و كل ما نحياه ضاعْ
من يأتى الحب فيك و كل من أحببتهِ ..
قد باع حبك حين باعْ
قد باع عرضك حين باعْ
من أين يأتى الحب فيكِ ..
و ها أنا
ألقاكِ ليلى ??
فى المواخير الرخيصة تحت أحذية الجناةِ
و ملء كاسات الطغاه !!
و أراك فى ثوب البغايا ترسفينْ
و أرى بعينيك الـ .. وطن ??
فى الوجه أصباغاً رخيصه
فى الجيد طوقا من عطنْ
فى الروح قبح الجرح تنهشه النسورْ
فى القلب ماضٍ مات من زمنٍ بعيدْ
و أراكِ ..
أنت ??!!
و لا أراك كما افترقنا
منذ آلاف السنينْ
و أنا ?
أعود كما .. أنا
و حدى أهيم بلا قرارْ
فى الوجه أحزانٌ
على الكتفين آثام النهارْ
أمضى أسائل عتمة الليل الأصمّ
أسائل الريح الطريدة و الشوارع و الشجرْ
و أدورُ أبحث عن زمانٍ تاه من ركب العمُرْ
عن نجمة ترنو بأطواق النجاه
عن واحةٍ عذراء ما عرفت بشرْ
و أدورُ ..
ثم أدور
تسلمنى الشوراع
للحوارى
للأزقة
للجوى
للموتِ
لليوم الجديدِ
و يأس قلبٍ لست أدرى منتهاه
و أتيهُ
ثم أتيه
تدمينى حراب البردِ
يجلدنى المطرْ
أذوى رويداً
أملأ السكك الحزينةَ
ألف جرحٍ
ألف آه ..
..........................



------ 4 ------



مأساتنا اليوم انتهت يا أصدقاءْ
فامضوا جميعا للبيوت و غيروا أثوابكم
أو قبلوا أبناءكم
أو ضاجعوا أوهامكم
وغداً ..
نقص حكايةً أخرى
عن الغيلان و العنقاء و الخل الوفىّ
و عودة الوطن الشهيد إلى الحياة
بلا عناءْ
فإلى لقاءْ !!

دكتور يزيد الديراوي / فلسطين

هنا كل شيءٍ بغير اسمه


على أرففِ الوقتِ
وحدي
أرتبُ ذاكرةً .. و أفتشُ عن ظل سيفٍ
ألملمُ بعضَ الصدى لنبيٍ أشار إلى الأرضِ :
" أقسمُ أني أراكِ على هدب كل غيابٍ يمر عليكِ "

و النبي الذي يغزلُ الورد فوق التلالِ
يخاف السحاب ْ
السحابُ غدا معتما
و النهار هنا متعبٌ
و العواصف دائمة كالرحيل ْ .
يقول النبي :
" هنا كل شيءٍ بغير اسمهِ ..
يدُ العسكري ،
أساطيرُ ليلى ،
و حتى دموع الحبيبة .. حتى الكفنْ "
.
.
و أردفَ :
" ماذا تبقى من الموتِ لم يأتِ بعد ?
ملامح وجهي المغبر /
هدوء الفريسة قبل السقوط /
جدارٌ تصدع بالصور العاريات /
حكاية موت السنابك ترشق في الرمل لون الهروب /
حديث البنات عن البطل الموسمي .. "
إذنْ ،
سوف تسقط من أعيني الحالمات بقايا السنابل تذوي على شفةِ الأرضِ ، ترسمني نجمتين تساقطتا من رماد السماء ْ .

2
لماذا يريدون أن يسلبوا الصمت مني ?
لأني رأيت السماوات في وجه بئر تكدس بالأنبياءِ ،
رأيت الكلام ـ يفرّ بعيدا بثوب من الجرح و الليل ـ و الفرحَ ينثر في أعين الوقت حفنة ليلٍ و يبكي ..
رأيت الحمام يواصل رحلته ،
و الرصاص ينير طريقا من الموت و الأمنيات ..
و صوت الغياب يئن .. ينمنم ذاكرة للدخول إلي
و يمضي ،
يلفُّ ،
يجيءُ إليّ و في كفه قبسٌ من رصاص و بقيا حمام .

و حيث انكسارِ المدينة ـ تزدحم الذكريات بأنثى تبادلني رشفة الخمر و الذل ، أصحو على لسعة الشعر و العشق و اللحظة الهاربةْ ـ رأيتُ النبي يؤسس عاصمة للفرار ْ ..



 

سوزان
17 - فبراير - 2006
طريق التجديد    كن أول من يقيّم
 

قرأت ما قدمه الأخ العزيز ،ومع إعادتي للقراءة مرات إلا أنني لم لم أقف على نقد حقيقي يوجه لشعر الحديث ، أما ما الدعاه من ترك للبناء المعهود للقصيدة العربية ، ودعواه بأن القصيدة الحديثة فقدت شيئا كبيرا بتخليها عن ممارستها فهو قلب للحقائق ، ورأي تجاوزته الركبان ، فلا يشك من عنده جزء بسيط من ذائقة أدبية مرهفة ما أضافته القصيدة الحديثة من تطور بكسرها حاجز البيت العمودي ، حيث أصبح هناك مساحة أوسع وأرحب لتفجر طاقات إحساسية كان نظام التفعيلة يقف حجر عثرة أمامها ، إذا ياعزيزي فأول تجديد أغفلت نظرك عنه هو ذلك المجال الرحب الذي وفرته التفعيلة للمبدع دون تقيد بوزن أو قافية . هذا من جهه أما  قولك بأن القصيدة أصبحت لا تزيد عن الخمسة أبيات ، إن زُفت وغرد على عرشها فلست أبيات أقول هذا خلط للحقائق من عدة جهات :

فأولها أن القصيدة لايحكم عليها بالجودة والرداءة لعدد أبياتها ، وإنما ليصالها المعنى المراد،  وقديماقال أباؤنا البلاغة الإيجاز ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر وفي اعتقادي أنها لم تسمى قصيدة إلا لما يقصد من إيصالها لمعنى معين .

أما الأمر الثاني أن كلام الأخ عار من الصحة فهناك من القصائد الحديثة ما يتجاوز العدد الذي حدده الأخ بمراحل ، ولا أدري كيف أصدر أخونا هذا الحكم .

وأخر ما أود أن أختم به هو أن تعدد المواضيع في القصيدة العمودية ، من وقوف على الأطلال ، وبكاء الديار ، وغير ذلك ، كان من بين العيوب التي وجهت الى هذه القصيدة تحت مسمى وحدة الموضوع ، فوجدنا الشعراء بعد ذلك يحاولون التخلص من هذا العيب .

وفي الختام أنا لم أكتب هذه الأسطر البسيطة لأنال من أحد وينما لأوجه السالك إلى إتخاذ طريق أكثر جدية ومنفعة ، فهناك مواضيع  في القصيدة الحديثة تستوجب الوقوف أكثر من تناول التجديد فيها ، وإن تم تناول التجديد فهناك قضايا أكثر نفعا مما طرح ولكم فائق أحتراماتي .  

سمو
18 - فبراير - 2006
شعر التفعيلة محصلة للتطور الموضوعي للشعر العمودي العربي    كن أول من يقيّم
 

إن  المتتبع  لمسيرة  الشعر  العمودي  عبر  عصور  الأدب  العربي  المختلفة  يلحظ  أن  مساره  العام  ,  و  إن  ساير  التحولات  الحضارية  الكبرى  التي  مرت  بها  المجتمعات  العربية  ,  قد  اقترن  ,  و  إلى  حد  بعيد  بالمنطق  الداخلي  للشعر  العربي  نفسه  .  لقد  أكد  العديد  من  الباحثين  أن  الأنماط  الفنية  عندما  تستغرق  ديمومتها  فترات  تاريخية  ممتدة   تميل   عادة  إلى  تطور  وفق  مقتضيات  البنية  الداخلية  , فتزداد  تعقيدا . لذلك   فإننا  الأمر  نفسه  على  مسار  القصيدة العمودية  العمودية  ,  إذ  نكاد  نقول  إن  تطورها  جرى  بالاتجاه  نفسه  فتزايد قالبها  و  شكلُها  الفني  تعقيدا  حتى   انتهى  بها  الأمر  إلىالموشح  , و  إلى مذهب  البديع   المعروف  عند  أبي  تمام  و  من  جاء  بعده  . 

غير أن  التحولات  الكبرى  للمجتمعات  العربية  في    القرن  العشر ,  و  ما  تبعها  من  نقلات  كبرى  في  الحياة  العربية  استدعى  فضاءً  شعريا  أرحب يساعد  الشاعر  على  التناول  الأعمق  لقضايا  المجتمع  و  الإنسان  ,  فطرحت  مسألة  تحرر  من القافية  الموحدة  ,  ثم  حاول  بعض  الرواد  التجديد  من  منطلقات  االشعر الأوروبية  ,  إلا  أنهم  أخفقوا ,  ثم  فجاء  جيل  بدر  شاكر  السياب  و  نازك  الملائكة  ,  و  هو  جيل  و  إن  تمثل  ثقافة  الغرب  ,  كان  على  علم  و  وعي  بالموروث  الثقافي  العربي  .  لذلك  استطاع  هذا  الجيل  أن  يجدد في  قالب الشعر و  شكله  الفني  فانتقل  معهم  الشعر  العربي   من  قصيدة  البحر  القائمة  على  مبدأ  التكرار  للتفعيلة  أو  التفعلتين  إلى  قصيدة  جديدة  تتعتمد  على  التفعلية  أو  التفعلتين  دونما  تقيد  بالعدد  أو  نظام  التكرار  .  هذه  النقلة  أكد  البعض  أصالتها  في  قوانين  الشعر  العربي  نفسه  ,  و  اعتبروا  أن  مقدماتها  إنما  هي  في  المجزوء  أو  المشطور  أو  المنهوك  .  عناصرها  تكمن  في  التدوير  .. 

لطفي
4 - مارس - 2006
الشعر الحـر هروب الى الأمام .    كن أول من يقيّم
 

أشاطرك الرأي يا أستاذ لطفي في كون الرواد الأوائل لهذا الشعر:بدر شاكر السياب ،نازك الملائكة ،محمود درويش .... هم الذين ابتكروا هذا النوع من الشعر ، ولكن ذلك التوليد جاء نتيجة معاناتهم النفسية من المرض والاستعمار والقهر... فاختمرت تلك الأفكار والمعاني في أعماقهم ومرت بفترة مخـاض ،ثم تدفقت في هذا القالب الذي يسمى في لغة الحداثة:الشعـر الحـر ، أو النثيـرة كما يحلو للبعض ذلك . لكن عين الصواب هي أن هؤلاء الرواد لم يبلغوا ما بلغه المتنبي وبشار وأبي نواس وأبي العتاهية ،ناهيك عن شعراء الجاهلية ، من استضمار لثقافات تراثية غير عربية من فارسية وهندية وتركية وغيرها . والخليل بن أحمد الفراهيدي نفسه حينما توصل الى وضع هذا العلم :العروض ، وسطر أوزان البحور الشعرية الخمسة عشر ، كان أكثر الناس ميلا للإيقاعات والأنغام . فكيف تفهم أنت الآن قول أحدهم :هذا الشعر الحر قفزة نوعية يمثل الحداثة والمعاصرة ...?

أرى أن الأمر يعود الى سبب واحد كان من وراء تخلي الشعراء العرب عن أوزان البحور الشعرية16 وانجرفوا وراء هذا النوع من الكلام المنثور ليس الا ، هذا السبب هو عجز النفس الشعرية العربية المعاصرة عن بلوغ ما بلغته نفس الشعراء العرب القدامى من طهارة ونبل واحتكاك وتجربة .

زائر
5 - مارس - 2006
الشعر الحر و سراديب الصراع الأيولوجي المتخفي    كن أول من يقيّم
 

 أيها  الزائر  الكريم  تحية  عطرة  ,  و  بعد  ...  لا  أعتقد  أن  غاية  التي  أسعى  إليها , شخصيا  على  الأقل ,  أن  أتوافق  في  الرأي  مع  زوار  الموقع  ,  و  إنما  الغاية  التواصل  و  الحوار  .  أريد  أن أطرح  وجهة  نظري  العلمية  في  المسألة  من  المسائل  الجديدة  القديمة  من  مسائل  الساحة  الثقافية  العربية  الراكدة  .  أقصد  أن  مسألة  شعر  الحر  ,  و  إن  كانت  ذات  طبيعة  إشكالية  , هي  ,  كذلك  ,  ذات  وجهين  :  أولهما : ثقافي  علمي  ,  و  ثانيهما :  عقائدي  أيديولوجي  .  صحيح  أن  تعاطي  معها    قد  يؤدي  إلى  الإلتباس  و  الخلط  .  لذلك  علينا  أن  نبدأ  أولا  بالضرورة  الفصل  بين  الوجهين  :  العلمي  و  الأيديولوجي  .  لك  الحق  أن  ترى  ما  تشاء  ..  غير  أنه  من  الضروري  تجاوز  كل  طرح  فيه  قدح  بأية  شخصية  إبداعية  كانت  .  الرواد  هم  الرواد  لهم  فضل  الريادة  في  الشعر  العربي  .  قد  يكون  شعر  التفعيلة  مخالفا  لأذواق  بعض  النخب  الإجتماعية  ,  غير  أنه  بات  جزءً  من  الخريطة  الإبداعية  الراهنة  .  لقد  ظهر  الشعر  الحر  في  ساحة  شعرية  شائكة  ?  و  استطاع  أن  يفرض  وجوده  .  و  لعل  من  المفارقة  العجيبة  أن  يلقى  هذا  اللون  اجافا  من  جيل  الثلاثينات  الذي  حمل  راية  التجديد  ,  ثم  تخلى  عنها  عندما  خابت  أمانيه  في  الغرب  إثر  قيام  الحرب  العالمية  الثانية  .  و  يكفي  أن  أذكر  الأخوة  بموقف  عباس  العقائد  من  شعر  صلاح  عبد  الصبور  .  أريد  أن  أقول  لماذا  هذه  الشراسة  في  رفض  الشعر  الحر ? .  إنه  مجرد  شعر  ,  و  ليس  أكثر من  ذلك ? . لماذا  كل  ذلك  الحرص  على  القصيدة  العمودية  ?  أ ليس  ذلك  تكريسا  للثقافة  الأحادية و  الأيديولوجية   الشمولية  ?  التعدد  طبيعة  بشرية  تتجلى  في  كل  ممارسة  أو  نتاج  بشري  .  إن  القبول  بالمغاير  و  المخالف  هو  مدخل  الفعلي  للحرية  و  التعددية  و  الإبداع  .  كان  المقال  الأول  علمي  ..  غير  أن  الرد  على  زائر  قد  دفعني  إلى  نوع  من  مساجلته  أيديوجيا  ..  عفوا  إعرف  بأنه  من  حق  كل  زائر  أن  يعبر وجهة  نظره  ,   لكن  مع  وجوب  احترام  مبدعينا  مجددين  أو  محافظين  ,  فلولاهم  ما  كان  موقع  الوراق  ,  و  لا  مجالسه  الممتعة  . 

مع  فائق  الاحترام  و  التقدير  لك  أيها  الزائر  كريم  .

لطفي
8 - مارس - 2006
من روائع الشعر0000مرثية للعمر الجميل (1)    كن أول من يقيّم
 

                                                 

الأخوة الأعزاء 000تحية طيبة وبعد 0000000000رغم قسوة الأخ   / علاء 0ورأيه الشخصى فى الشعر الحر (أن هذا الشعر فى نظرى هو حمارة المتطفلين 00000)وما عقبه الأخ / لطفى 0والذى يتماس مع رأى ويلتقى معه شكلا وموضوعا ، وما عرضته الأخت / سوزان   00       من نماذج جيدة تأييدا لوجهة نظرها ، مع المقارنة المبا لغ فيها بين القديم والحديث  مع إختلاف التجارب والثقافات والزمن ،وأن أحب من الشعر مايتجاوب مع   ثقافاتى وظروفى وعصرى الذى أحياه ، وأحفظ الكثير منه ، سواء أكان شعرا عموديا أو تفعيلة أوحرا  0وهناك قصيدة أشعر بها وتأ سرنى أسرا، يأخذ بمجامع قلبى وعقلى للشاعر المصرى /أحمد عبد المعطى حجازى (مرثية للعمر الجميل )

   هذه آخر الأرض   !

    لم يبق  إلا الفراق    

سأ سوى هنا لك  قبر ا                                                                                                              

،وأجعل شاهده مزقة من لوائك                                                                                                      

 ،   ثم أقول سلاما !

   زمن الغزوات مضى ، والرفاق 

ذهبوا ، ورجعنا يتامى                                                                                  

    هل سوى زهرتين أضمهما فوق قبرك ،                            

   ثم أمزق عن قدمى الوثاق                                                 

    إننى  قد    تبعتك من أول الحلم  ،                                          

   من أول اليأس حتى نهايته                                             

،ووفيت الذماما                                                        

  ورحلت وراءك من مستحيل إلى   مستحيل                                                                                  

  لم أكن     أشتهى أن أرى لون عينيك ،   

   أو أن أميط اللثا ما                                                                            

 كنت أمشى وراء دمى                                                                                                         

 فأرى مدنا تتلأ لأ مثل البراعم ،                                                                                        

  حيث يغيب المدى ويضيع الصهيل

  والحصون تساقط حولى

*عبدالرؤوف النويهى
11 - مارس - 2006
من روائع الشعر0000مرثية للعمر الجميل (2)    كن أول من يقيّم
 

وأصرخ فى الناس ! يوم بيوم ،                                                                                                 

وقرطبة الملتقى والعناق                                                                                                 

    آه هل يخدع الدم صاحبه ،                                                                                                           

   هل تكون الدماء التى عشقتك حراما   !                                                                                 

  تلك غرناطة سقطت !                                                          

   ورأيتك  تسقط دون جراح ،                                         

  كمايسقط النجم دون احتراق!                                                                                                         

 فحملتك كالطفل بين يدى وهرولت ،                                                                                                       

   أكرم   أيامنا أن تدوس عليها الخيول            

  وتسللت عبر المدينة حتى وصلت إلى البحر ،                  

كهلا يسير بجثة صاحبه ،                                   

فى ختام السباق ! 

                                                                              0000000000                                                                                                                                                      

من ترى يحمل الآن عبء الهزيمة فينا                    

  المغنى الذى طاف يبحث عن للحلم عن جسد يرتديه       

أم هو الملك المدعى أن المغنى تجسد فيه                                                                          

 هل خدعت بملكك حتى حسبتك صاحبى المنتظر                                                                                                أم خدعت  بأغنيتى ،                                                  

   وأنتظرت الذى وعدتك به ثم لم تنتصر                                                                

 أم خدعنا معا بسراب الزمان الجميل ?!  

                                                                      000000000000                        

  كان بيتى بقرطبة،                                                       

  ، والسماء بساط   ،                                                                               

  وقلبى إبريق خمر،                                 
*عبدالرؤوف النويهى
11 - مارس - 2006
من روائع الشعر0000مرثية للعمر الجميل (3)    كن أول من يقيّم
 

وبين يدى النجوم                                                                                   

  صاح بى صائح : لاتصدق !                                                                                     

ولكننى كنت أضرب أوتار قيثارتى  ،                                                                            

باحثا عن قرارة صوت قديم                                                                                                

 لم أكن بالمصدق، أو بالمكذب  ،                                                                                    

كنت أغنى، وكان الندامى                                                                                       

                                                                                                         

 يملأ ون السماء رضى وابتساما !                                                                               

 والسماء صحارى

، وظهر مدينتا صهوة

والطريق                                                                   

من القدس للقادسية جد طويل                                                                                                                                     

  قلت لى :                                                                                                                 

كيف نمضى بغير دليل                                                                            

قلت :

هاك المدينة تحتك ،                           

 فانظر وجوه سلاطينها  الغابرين  ،                                                                  

معلقة فوق أبوابها ، واتق الله فينا   !                                                                

 كنت أحلم حينئذ ،                                                                  

كنت فى قلعة من قلاع المدينة ملقى سجينا                                                                                      

 كنت أكتب مظلمة  ،                                                                                        

 وأراقب موكبك الذهبى                                                                                                   

فتأخذنى نشوة وأمزق مظلمتى   ،                                                                       

ثم أكتب فيك قصيدة                                                                                           

 آه      ياسيدى !                                                                                    
*عبدالرؤوف النويهى
11 - مارس - 2006
من روائع الشعر0000مرثية للعمر الجميل (4)    كن أول من يقيّم
 

 كم عطشنا  إلى زمن يأخذ القلب                                                                                       

 قلنا لك أصنع كما تشتهى  ،                                                                                       

وأعد للمدينة لؤ لؤة العدل  ،                                                                                                  

لؤلؤة المستحيل الفريدة                                                                                                           

صاح بى صائح لاتبايع !                                                                                              

 ولكننى كنت أضرب أوتار قيثارتى  ،                                                                                              

 باحثا عن قرارة صوت قديم !                                                                                

لم أكن أتحدث عن ملك ،

 كنت أبحث عن رجل ، أخبر القلب أن                                                                                        

 قيامته  أوشكت  0                                                                                                                   

كيف اعرف ان الذى بايعته المدينه ،                                                                                                     

 ليس الذى وعدتنا السماء ??? !!                                                                                                                 

 والسماء خلاء                                              

وأهل المدينةغرقى يموتو ن تحت   المجاعة                                                                                                                                          

 ويصيحون فوق المآذن                                                                                                                

  أن الحوانيت مغلقة،                                                                 

 وصلاة الجماعة                                                                                               

  باطلة،     والفرنجة قادمة                                                                              

  فالنجاء النجاء

ووقفت على شرفات المدينة أشهدها ،                                                                                             

وهى تشحب بين يدى كطفل  ،                                              

 ويختلط الرهج المتصاعد حول مساجدها                                                                                     بالبكاء                                                                                                                             

وأنا العاشق المستحث قوافى من يوم أن ولدت  ،

 واستدارت على جيدها  وسوسات القلادة                                                        
*عبدالرؤوف النويهى
11 - مارس - 2006
 1  2  3