الأمير ابن المعتز واحد من مشاهير الشعراء العباسيين وله في البديع وفنونه اليد الطولى
وكان على سنة آباءه شديد العداء لعلي ولأهل بيته الكرام عليهم السلام وقد أسفر عن ذلك العداء في كثير من قصائده ولعل أشهرها
القصيدة التي بين أيدينا وقد تصدى لها الشاعر الكبير صفي الدين الحلي فأبان الحقّ جلياً رغم سدف الضلال
من قصيدة ابن المعتز العباسي :
ألا مــــــن لعــــــين وتســـكابها * تشــــــكى القــــــذا وبكــاها بها
تـــــرامت بــــنا حادثات الزمان * تـــــرامى القـــسي بنشـــــــابها
ويا رب ألسنـــــة كالســــــيوف * تقـــــطع أرقــــــاب أصحــــابها
ويقول فيها:
ونحن ورثنا ثــــــياب النــــبــــي * فــكــــم تجــــذبون بــــأهــــدابها
لكــــم رحــــم يا بــــني بــــنــــته * ولكــــن بــــنو العـــــم أولى بها
ومنها:
قتــــلــــنا أميــــة فــــي دارهــــا * ونــــحــــن أحــــق بأســــلابــها
إذا مــــا دنــــوتم تلــــقــــيــــتـــم * زبــــونا أقــــرت بجــــلابـــــها
فأجابه الصفي الحلي رحمه الله بقوله:
ألا قــــل لشــــر عبــــيــــد الإلــه * وطــــاغــــي قــــريش وكـذابها
وباغــــي العــــباد وباغي العناد * وهاجـــــي الكـــــرام ومغــتابها
: أ أنـــــت تفاخـــــر آل النــــبي * وتجـــــحدها فـــــضل أحسابها ?
بكـــــم باهـــل المصطفى أم بهم * فـــــرد العـــــداة بأوصابـــــها ?
أعـــــنــكم نفى الرجس أم عنهم * لطـــــهر النــفوس وألبابها ?
أمــــا الرجس والخمر من دابكم * وفـــــرط العـــــبادة من دابها ?
وقلـــــت: ورثـنا ثياب النبي * فـــــكم تجـــــذبون بأهـــدابها ?
وعـــــندك لا يـــــورث الأنبـــياء * فكيـــــف حظيـــــتم بأثـــوابها ?
فكـــــذبت نفســـــك في الحـالتين * ولـــــم تعــلم الشهد من صابها
أجـــــدك يـــــرضى بمــــا قلته ? * ومـــــا كان يـوما بمرتابها
وكـــــان بصفيـــــن مــن حزبهم * لحـــــرب الطغـــــاة وأحــزابها
وقـــــد شمـــر الموت عن ساقه * وكـــــشرت الحــرب عن نابها
فأقبـــــل يدعـــــو إلى حيدر * بإرغـــــابها وبـــــإرهابـــــهــا
وآثـــــر أن تـــــرتضيـــه الأنـــام * مـن الحـــــكمين لأسبـــــابــها
ليعـــــطي الخـــــلافة أهــــلا لها * فـــــلم يــــرتضوه لإيجابها
وصلـــــى مع الناس طول الحياة * وحيــدر في صدر محرابها
فهـــــلا تقـــــمصها جـــــدكــــــم * إذا كـــــان إذ ذاك أحرى بها ?
إذا جعـــــل الأمــــر شورى لهم * فــهل كان من بعض أربابها ?
أخـــــامسهم كـــان أم سادسا ? * وقـــــد جليـــــت بـــين خطابها
وقولـــــك: أنـــــتم بنـــــو بنــته * ولكــــن بنو العم أولى بها
بنـــــو البنـــــت أيـضا بنو عمه * وذلك أدنـــــى لأنـــــسابـــــهــا
فــدع في الخلافة فصل الخلاف * فليـــــست ذلـــــولا لـــــركابها
وما أنت والفحص عن شأنها ? * ومـــــا قـــــمصوك بأثــــوابها
وما ســـــاورتك سوى ســــاعة * فـــــما كنـــــت أهـلا لأسبابها
وكيـــــف يخــــصوك يوما بها ? * ولـــــم تـــــتأدب بـــآدابها
وقلـــــت: بأنـــــكم القـــــاتلــون * أســـــود أميـــــة فـــي غابها
كذبت وأسرفت فيـــــما ادعيت * ولـــــم تـــــنه نفـسك عن عابها
فكـــــم حـــــاولتها ســـراة لكم * فـــــردت عـــلى نكـص أعقابها
ولـــــولا سيـــــوف أبـي مسلم * لعـــــزت عـلى جهد طلابها
وذلك عـــــبـــــد لهـــــم لا لـكم * رعـــــى فيـــــكم قـرب أنسابها
وكنـــتم أسارى ببطن الحبوس * وقـــــد شفـــــكم لثــــم أعتابها
فأخـــــرجكـــــم وحـــــباكـم بها * وقـــــمصكم فـــــضل جــلبابها
فجازيــــتموه بشـــر الجــــزاء * لطغــــــوى النفوس وإعجابها
فــدع ذكـر قوم رضوا بالكفاف * وجــاؤا الخلافة من بابها
هــــــم الزاهدون هم العابدون * هــــــم الساجـــدون بمحرابها
هم الصائمـــــون هم القائمون * هــــــم العــــــالمون بآدابـــها
هم قطــــــب ملــــــة دين الإله * ودور الــــــرحى حول أقطابها
عليــــــك بلهوك بالغــــــانـيات * وخــــــل المعــــالي لأصحابها
ووصف العذارى وذات الخمار * ونعــــــت العـقار بألقابها
وشعــرك في مدح ترك الصلاة * وسعــــــي السقــــاة بأكوابها
فــــــذلك شأنك لا شــــــأنهــــم * وجــــــري الجــــياد بأحسابها |