البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : حول كتاب فصوص الحكم    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمد فريد 
28 - ديسمبر - 2005

بسم الله الرحمن الرحيم

فصوص الحكم كتاب مزور باسم الشيخ محي الدين بن العربي

قدم الباحث الشيخ محمود محمود الغراب[1] شرحا لهذا الحدث الكبير في مقدمة كتابه " شرح فصوص الحكم من كلام الشيخ الأكبر " الذي صدر لأول مرة عام 1985 م ثم بين خلال عرضه للكتاب الكثير من النقاط التي تخالف أقوال الشيخ الأكبر في الكتب الأخرى التي صحت نسبتها له ، وألخص الأدلة العلمية التي أشار إليها بما يلي:

1-  حتى تاريخه لم تظهر نسخة لكتاب فصوص الحكم  بخط يد الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي . وعلى فرض صحة وجود كتاب للشيخ بهذا الإسم فليس هو الكتاب المطبوع والمتداول في المكتبات .

2-  يزعم أنصار نسبة الفصوص للشيخ الأكبر أنه آخر كتاب للشيخ وأنه يعود لتاريخ /627/ هـ فإذا صحت الإشارة الواردة في كتاب الديوان عن الفصوص فهي تدل على أن الديوان كتب بعد الفصوص وهذا مغاير لزعمهم . ثم إنه من الثابت لدى الدارسين أن الشيخ الأكبر استمر في كتابة الفتوحات المكية حتى عام /635/ هـ ولم يذكر كتاب الفصوص لا في الفتوحات ولا في أي من الكتب التي هي بخط يده مع أنه رضي الله عنه أكثر من ذكر العديد من مؤلفاته .

3-  إن نسخة الفصوص المنسوبة إلى الصدر القونوي والتي عليها سماعا واحدا لم يذكر فيه من أي فصل أو فقرة تم هذا السماع ، ولا أين جرى ذلك ، ولا من هم الحضور الذين حضروا هذا السماع  على غير المألوف في ذلك ، إضافة إلى أنه تمت كتابته على غلاف الكتاب ونسب فيه أن القارىء كان صدر الدين القونوي والمسمع الشيخ الأكبر رضي الله عنه عام 630 هـ ، وهذا التدوين لايعتد به لكونه كتب على الغلاف وغير محدد ولا  يوجد سامعين مع كثرة السامعين المدونة أسماؤهم في الفتوحات مثلاً من نساء ورجال ، ومن المعلوم أن الشيخ كان في هذه الفترة في دمشق .

4-  إن الصدر القونوي لم يأت الشيخ على ذكر اسمه في أي من مؤلفاته المكتوبة بخط يده بينما ورد لغيره مثل بدر الحبشي واسماعيل بن سودكين ، كما أن الصدر لم يحضر السماعات المدونة على كتاب الفتوحات المكية التي هي بخط يد الشيخ الأكبر وعددها /57/ سماعا عام 633هـ جرت في دمشق .   وقد ورد أنه كان كاتبا في السماعين /12/، /13/ عام 634هـ  .وإن الشيخ الأكبر استمر في إسماع فقرات من الفتوحات المكية منذ عام 633- 637 هـ .

5-  تـم تسجيل /14/ سماعا على نسخة الفتوحات التي بخط يد الشيخ بعد وفاة الشيخ بين عامي : 639-640هـ في مدينة حلب وكان المسمع فيهما إما إسماعيل بن سودكين أو الصدر القونوي . ولـم يدون الصدر القونوي أي مخالفة لمذهب الشيخ مقارنة مع ما هو موجود في الفصوص المنسوبة إليه !!! .

6-  إن الإجازة المنسوبة للشيخ أنه أجاز فيها الملك أبي بكر بن أيوب والتي تاريخها /632/ هـ والتي جاء فيها ذكر اسم كتاب الفصوص عندما يتم مقارنتها مع الفهرس المنسوب للشيخ الأكبر ومع الفترة التي ثبت أن الشيخ كان لايزال يكتب فيها الفتوحات المكية يتبين مدى هشاشة هذا التزوير .

7-  إن كتاب الفصوص كتب بإسلوب مغاير لما هو معهود عن الشيخ الأكبر في قوة العبارة ورفعة الإسلوب وهذا الأمر يلمسه كل من له إلمام بسيط في  قراءة كتب الشيخ .

8-  إن فصوص الحكم يحتوي على الكثير من المخالفات والعبارات التي تناقض تماما مذهب الشيخ الأكبر ولا يوجد وجه جامع يجمع بين هذه التناقضات .

9-  إن الشواهد التي وردت في كتاب الفصوص للإستدلال بها في بعض المسائل الواردة فيه، ضعيفة وغير واضحة مقارنة بها مع ما نجده لنفس المسائل في كتب الشيخ الأخرى كالفتوحات وغيرها .

10-  من الفقرات التي لايخفى على أي قارىء معرفة خطئها هو قوله في الفصوص إن سيدنا إلياس هو سيدنا إدريس عليهما السلام ، وكذلك كلامه في قصة سيدنا جبريل مع السيدة مريم في مسألة خلق سيدنا عيسى عليهم السلام .

وغير ذلك من المسائل التي أوردها الشيخ محمود محمود الغراب على صفحات كتابه متناولا المواضيع التي هي ثابتة للشيخ ، إضافة للنقاط التي فيها خلاف مع مذهب الشيخ الأكبر والتي تجاوزت العشرات .

وكان لهذا الحدث الخطير وقعا شديدا لدى المؤسسات التي تعتمد  كتاب فصوص الحكم واعتراضا حماسيا مبنيا في أغلبه على العواطف ، وكان الشيخ محمود يقول : هذه مسألة تبنى على الحقائق وعلى التحقيق العلمي القائم على تقديم الأدلة ، والأدلة التي بين أيدينا كباحثين أوصلتنا إلى أن كتاب فصوص الحكم كتاب مزور بإسم الشيخ الأكبر ومن يوجد لديه دليل يعارض هذا الإستنتاج فليقدمه على طاولة البحث العلمي وسنرى النتائج ، ولم يظهر إلى الآن من تقدم بما يعارض هذه الأدلة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



[1] - الشيخ محمود محمود الغراب : كاتب وباحث من جمهورية  مصر العربية  مقيم في دمشق، متخصص في علوم الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي أوتي بها فهماً لم يسبق إليه ، يلمس ذلك  كل من حضر مجلسه أو درس مؤلفاته .  له أحد عشر كتابا مطبوعا في علوم الشيخ، منها تفسير للقرآن الكريم جمعه من كلام الشيخ الأكبر في أربع مجلدات. وكان له مجلسا لتدريس علوم الشيخ في دمشق استمر نحو /40/ عاما.

 2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ما لك يا فريد كلما أخرجناك من مطب وقعت في غيره    كن أول من يقيّم
 

ما لك يا سيد فريد كلما أخرجناك من مطب وقعت في غيره، وهل سماحة المفتي برأيك لم يقرأ الفتوحات حتى تحمل فانوسك وتسير في ظلماتها  بحثا عما قد لا يفهمه الشيخ بزعمك، (روح تقبر عضامي على هلفانوس لمشحور) ثم لماذا لم تجبني على سؤالي في شرح أبيات ابن عربي، وإرشادنا إلى أسماء الشيوخ الخمسة الذين زعمت أن ابن عربي واحد منهم، وأين قال ابن عربي أن الحارث هو المجتهد، أنا بانتظار أجوبتك على هذه الأسئلة، وقد نشرت مشاركاتك الثلاث اليوم، فسببت لي بعض المشاكل، لذلك أعتذر منك على حذفها مرغما، ثم ليس فيها كبير منفعة. فهي مجرد نصوص عسيرة الفهم، يمكن أن ترسلها لنا في حلقات تحت عنوان (ما يعسر فهمه من الفتوحات) أو ما هو قريب من هذا العنوان، وقد ذكرتني هنا بقصيدة كتبتها عام (1987م) بعنوان (الإبداع) أذكر منها هذين البيتين:

إن قيل هذا لست تفهمه فقومك مخطئون
هو غير مفهومٍ وأنت أجلُّ مما يدَّعون

*زهير
13 - فبراير - 2006
أبيات الشعر    كن أول من يقيّم
 

بسم الله الرحمن الرحيم

حول أبيات الشعر

  مداخلة رقم-4-

قبل الدخول إلى الحديث عن أبيات الشعر لابد من وقفة قصيرة معا!

     أخي العزيز زهير: أرجو أن أكون واضحا لديك إن طرأ بعض الغموض عندك عنّي، فإنني لست أكثر ممن يبذل جهده لنقل بعض الكلام من مصادره، حينما أقرأ عند من ينقل في كتاباته خطأ فيما نقل، ولا أدعي أنني على علم أو فهم بما يحمله النص الأساسي من المعاني إلا بقدر ما ألاحظ الابتعاد في النقل عن الأصل، وإذا كنت قد أوهمتك بما سبق لي من الكلام، أنني على صورة أخرى فأنا أعتذر عنه وأرجو قبول هذا التصحيح.

فمثلا لننقل للسادة القراء الشهادة التي أودعها الشيخ الأكبر في كتابه الفتوحات المكية والتي لم ينشرها "الوراق " في متن نقله لكتاب الفتوحات المكية، فكان لابد لي من نقلها كاملة، مساهمة مني في إثراء "مكتبة الوراق" ولنتمكن من مقارنتها بما قيل في الشيخ من اتهامه بالكفر والحلول والإتحاد والقاديانية والبهائية والعدوان على مقدسات المسلمين وغير ذلك مما يردده الكثيرون من أمثال هذه العبارات، متجاهلين تحذير النبي e عن وصم مسلم بالكفر وتغليظه r على من أقدم على مثل ذلك بقوله e في الحديث الصحيح عند الشيخين وغيرهما:" هلاشققت عن قلبه "، وربما كان ذلك شهوة منهم، والله أعلم، أن ينضموا إلى قافلة من صفتهم الشتم واللعن والقذف واستباحة حرمات المسلمين دون مبرر، فما ندر ما الذي نقوله مع شخص تقول له إن الله يأمرنا أن ندعو الناس لآبائهم فيقول لنا ولكن شيخنا فلان ذكر في كتابه كذا وكذا وأنا أقول بقوله، أو مع آخر تقول له لقد أمرنا رسول الله r أن لا نتهم مسلما في دينه فيقول لك ولكن شيخنا فلان قال عن فلان كذا وكذا وأنا أقول بقوله، إنها والله لأشرا ط ساعة كبرى ولكن أكثر الناس لا يعقلون، نسأل الله العافية لنا ولكم.

 يقول الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات المكية، طبعة دار صادر ج1/36:

" لما سمعت قوله تعالى عن نبيه هود عليه السلام حين قال لقومه المكذبين به وبرسالته ] إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون [ فأشهد عليه السلام قومه، مع كونهم مكذبين به، على نفسه بالبراءة من الشرك بالله والإقرار بأحديته لمّا علم u أن الله سبحانه سوف يوقف عباده بين يديه ويسألهم عما هو به عالم لإقامة الحجة لهم أو عليهم حتى يؤدي كل شاهد شهادته...

[ الشهادة الأولى]

محمد فريد
14 - فبراير - 2006
تتمة-1    كن أول من يقيّم
 
    "فيا إخوتي ويا أحبائي رضي الله عنكم أشهدكم عبد ضعيف مسكين فقير إلى الله تعالى في كل لحظة وطرفة وهو مؤلف هذا الكتاب [ الفتوحات المكية ] ومنشئه، أشهدكم على نفسه بعد أن أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضره من المؤمنين وسمعه، أنه يشهد قولا وعقدا أن الله تعالى إله واحد لا ثاني له في ألوهيته، منزه عن الصاحبة والولد، مالك لاشريك له، ملك لا وزير لهن صانع لامدبر معه، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده، بل كل موجود سواه مفتقر إليه تعالى في وجوده، فالعالم كله موجود به وهو وحده متصف بالوجود لنفسه، لاافتتاح لوجوده ولا نهاية لبقائه، بل وجود مطلق غير مقيد قائم بنفسه، ليس بجوهر متحيز فيقدر له المكان ولا بعرض فيستحيل عليه البقاء ولا بجسم فتكون له الجهة والتلقاء، مقدس عن الجهات والأقطار مرئي بالقلوب والأبصار إذا شاء، استوى على عرشه كما قال وعلى المعنى الذي أراده، كما أن العرش وما سواه به استوى، وله الآخرة والأولى، ليس له مثل معقول ولا دلت عليه العقول، لا يحده زمان ولا يقله مكان، بل كان ولا مكان وهو على ماعليه كان، خلق المتمكن والمكان وأنشأ الزمان وقال أنا الواحد الحي، لايؤوده حفظ المخلوقات، ولا ترجع إليه صفة لم يكن عليها من صنعة المصنوعات، تعالى أن تحلّه الحوادث أو يحلّها أو تكون بعده أو يكون قبلها، بل يقال: كان ولا شيء معه، فإن القبل والبعد من صيغ الزمان الذي أبدعه، فهو القيوم الذي لا ينام والقهار الذي لا يرام ليس كمثله شيء، خلق العرش وجعله حد الإستواء وأنشأ الكرسي وأوسعه الأرض والسموات العلى، اخترع اللوح والقلم الأعلى وأجراه كاتبا بعلمه في خلقه إلى يوم الفصل والقضاء، أبدع العالم كله على غير مثال سبق وخلق الخلق وأخلق الذي خلق، أنزل الأرواح في الأشباح أمناء، وجعل هذه الأشباح المنزلة إليها الأرواح في الأرض خلفاء، وسخر لنا ما في السموات وما في الأرض جميعا منه فلا تتحرك ذرة إلا إليه وعنه، خلق الكل من غير حاجة إليه ولا موجب أوجب ذلك عليه لكن علمه سبق بأن يخلق ما خلق، فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير، أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، يعلم السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، كيف لا يعلم شيئا هو خلقه ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، علم الأشياء منها قبل وجودها ثم أوجدها على حد ما علمها، فلم يزل عالما بالأشياء، لم يتجدد له علم عند تجدد الأشياء، بعلمه أتقن الأشياء وأحكمها، وبه حكم عليها من شاء وحكمها، علم الكليات على الإطلاق كما علم الجزئيات بإجماع من أهل النظر الصحيح واتفاق، فهو عالم الغيب والشهادة فتعالى الله عما يشركون، فعال لما يريد فهو المريد الكائنات في عالم الأرض والسموات. لم تتعلق قدرته بشيء حتى أراده، كما أنه لم يرده حتى علمه، إذ يستحيل في العقل أن يريد ما لا يعلم أو يفعل المختار المتمكن من ترك ذلك الفعل ما لا يريد، كما يستحيل أن توجد نسب هذه الحقائق في غير حي، كما يستحيل أن تقوم الصفات بغير ذات موصوفة بها،
محمد فريد
14 - فبراير - 2006
تتمة-2    كن أول من يقيّم
 
فما في الوجود طاعة ولا عصيان، ولا ربح ولا خسران، ولا عبد ولا حر ولا برد ولا حر ولا حياة ولا موت ولا حصول ولافوت ولا نهار ولا ليل ولا اعتدال ولا ميل ولا بر ولا بحر ولا شفع ولا وتر ولا جوهر ولا عرض ولا صحة ولا مرض ولا فرح ولا ترح ولا روح ولا شبح ولا ظلام ولا ضياء ولا أرض ولا سماء ولاتركيب ولا تحليل ولا كثير ولا قليل ولا غداة ولا أصيل ولا بياض ولا سواد ولا رقاد ولا سهاد ولا ظاهر ولا باطن ولا متحرك ولا ساكن ولا يابس ولا رطب ولا قشر ولا لب ولا شيء من هذه النسب المتضادات منها والمختلفات والمتماثلات إلا وهو مراد للحق تعالى، وكيف لا يكون مرادا له وهو أوجده، فكيف يوجد المختار ما لا يريد، لاراد لأمره ولا معقب لحكمه، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، ويضل من يشاء ويهدي من يشاء، ما شاء كان، وما لم يشأ أن يكون لم يكن، لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يريدوا شيئا لم يرد الله تعالى أن يريدوه ما أرادوه، أو يفعلوا شيئا لم يرد الله تعالى إيجاده وأرادوه عندما أراد منهم أن يريدوه ما فعلوه ولا استطاعوا على ذلك ولا أقدرهم عليه، فالكفر والإيمان والطاعة والعصيان من مشيئته وحكمه وإرادته ولم يزل سبحانه موصوفا بهذه الإرادة أزلا والعالم معدوم غير موجود وإن كان ثابتا في العلم في عينه ثم أوجد العالم من غير تفكر ولا تدبر عن جهل أو عدم علم فيعطيه التفكر والتدبر علم ما جهل جل وعلا عن ذلك بل أوجده عن العلم السابق وتعيين الإرادة المنزهة الأزلية القاضية على العالم بما أوجدته عليه من زمان ومكان وأكوان وألوان فلا مريد في الوجود على الحقيقة سواه إذ هو القائل سبحانه وَما تَشاؤُنَ إلاَّ أَنْ يَشاءَ الله وأنه سبحانه كما علم فاحكم وأراد فخصص وقدر فأوجد كذلك سمع ورأى ما تحرك أو سكن أو نطق في الورى من العالم الأسفل والأعلى لا يحجب سمعه البعد فهو القريب ولا يحجب بصره القرب فهو البعيد يسمع كلام النفس في النفس وصوت المماسة الخفية عند اللمس ويرى السواد في الظلماء والماء في الماء لا يحجبه الامتزاج ولا الظلمات ولا النور وهو السميع البصير تكلم سبحانه لا عن صمت متقدم ولا سكوت متوهم بكلام قديم أزلي كسائر صفاته من علمه وإرادته وقدرته كلم به موسى u . سماه التنزيل والزبور والتوراة والإنجيل من غير حروف ولا أصوات ولانغم ولا لغات بل هو خالق الأصوات والحروف واللغات فكلامه سبحانه من غير لهاة ولا لسان كما إن سمعه من غير أصمخة ولا آذان كما إن بصره من غير حدقة ولا أجفان كما إن إرادته في غير قلب ولا جنان كما إن علمه من غير اضطرار ولا نظر في برهان كما إن حياته من غير بخار تجويف قلب حدث عن امتزاج الأركان كما إن ذاته لا تقبل الزيادة والنقصان فسبحانه سبحانه من بعيد دان عظيم السلطان عميم الإحسان جسيم الامتنان كل ما سواه فهو عن جوده فائض وفضله وعدله الباسط له والقابض أكمل صنع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه لا شريك له في ملكه ولا مدبر معه
محمد فريد
14 - فبراير - 2006
تتمة-3    كن أول من يقيّم
 
فما في الوجود طاعة ولا عصيان، ولا ربح ولا خسران، ولا عبد ولا حر ولا برد ولا حر ولا حياة ولا موت ولا حصول ولافوت ولا نهار ولا ليل ولا اعتدال ولا ميل ولا بر ولا بحر ولا شفع ولا وتر ولا جوهر ولا عرض ولا صحة ولا مرض ولا فرح ولا ترح ولا روح ولا شبح ولا ظلام ولا ضياء ولا أرض ولا سماء ولاتركيب ولا تحليل ولا كثير ولا قليل ولا غداة ولا أصيل ولا بياض ولا سواد ولا رقاد ولا سهاد ولا ظاهر ولا باطن ولا متحرك ولا ساكن ولا يابس ولا رطب ولا قشر ولا لب ولا شيء من هذه النسب المتضادات منها والمختلفات والمتماثلات إلا وهو مراد للحق تعالى، وكيف لا يكون مرادا له وهو أوجده، فكيف يوجد المختار ما لا يريد، لاراد لأمره ولا معقب لحكمه، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، ويضل من يشاء ويهدي من يشاء، ما شاء كان، وما لم يشأ أن يكون لم يكن، لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يريدوا شيئا لم يرد الله تعالى أن يريدوه ما أرادوه، أو يفعلوا شيئا لم يرد الله تعالى إيجاده وأرادوه عندما أراد منهم أن يريدوه ما فعلوه ولا استطاعوا على ذلك ولا أقدرهم عليه، فالكفر والإيمان والطاعة والعصيان من مشيئته وحكمه وإرادته ولم يزل سبحانه موصوفا بهذه الإرادة أزلا والعالم معدوم غير موجود وإن كان ثابتا في العلم في عينه ثم أوجد العالم من غير تفكر ولا تدبر عن جهل أو عدم علم فيعطيه التفكر والتدبر علم ما جهل جل وعلا عن ذلك بل أوجده عن العلم السابق وتعيين الإرادة المنزهة الأزلية القاضية على العالم بما أوجدته عليه من زمان ومكان وأكوان وألوان فلا مريد في الوجود على الحقيقة سواه إذ هو القائل سبحانه وَما تَشاؤُنَ إلاَّ أَنْ يَشاءَ الله وأنه سبحانه كما علم فاحكم وأراد فخصص وقدر فأوجد كذلك سمع ورأى ما تحرك أو سكن أو نطق في الورى من العالم الأسفل والأعلى لا يحجب سمعه البعد فهو القريب ولا يحجب بصره القرب فهو البعيد يسمع كلام النفس في النفس وصوت المماسة الخفية عند اللمس ويرى السواد في الظلماء والماء في الماء لا يحجبه الامتزاج ولا الظلمات ولا النور وهو السميع البصير تكلم سبحانه لا عن صمت متقدم ولا سكوت متوهم بكلام قديم أزلي كسائر صفاته من علمه وإرادته وقدرته كلم به موسى u . سماه التنزيل والزبور والتوراة والإنجيل من غير حروف ولا أصوات ولانغم ولا لغات بل هو خالق الأصوات والحروف واللغات فكلامه سبحانه من غير لهاة ولا لسان كما إن سمعه من غير أصمخة ولا آذان كما إن بصره من غير حدقة ولا أجفان كما إن إرادته في غير قلب ولا جنان كما إن علمه من غير اضطرار ولا نظر في برهان كما إن حياته من غير بخار تجويف قلب حدث عن امتزاج الأركان كما إن ذاته لا تقبل الزيادة والنقصان فسبحانه سبحانه من بعيد دان عظيم السلطان عميم الإحسان جسيم الامتنان كل ما سواه فهو عن جوده فائض وفضله وعدله الباسط له والقابض أكمل صنع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه لا شريك له في ملكه ولا مدبر معه
محمد فريد
14 - فبراير - 2006
تتمة الشعر-4    كن أول من يقيّم
 

والموحدين في النعيم المقيم في الجنان حق والتأبيد لأهل النار في النار حق وكل ما جاءت به الكتب والرسل من عند الله علم أو جهل حق.

[الأمانة]

     فهذه شهادتي على نفسي أمانة عند كل من وصلت إليه أن يؤديها إذا سئلها حيثما كان نفعنا الله وإياكم بهذا الإيمان وثبتنا عليه عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الحيوان وأحلنا منها دار الكرامة والرضوان وحال بيننا وبين دار سرابيلها من القطران وجعلنا من العصابة التي أخذت الكتب بالأيمان وممن انقلب من الحوض وهو ريان وثقل له الميزان وثبتت له على الصراط القدمان أنه المنعم المحسان فـ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا الله لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ. ا.هـ

         وأنا ناقل هذه الشهادة أقول:يا إخوتي ويا أحبائي أحسنوا الظن ﴿ ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا ﴾.ولعل سائلا يقول ما علاقة هذا بالشعر الذي سنتحدث عنه ، أقول كيف نتحدث عن كلام شخص، ونرفضه أو نقبله قبل أن نتعرف على الشخص نفسه ، فأرجو ممن يقرأ النقل الآتي لكلام الشيخ أن يتذكر الشهادة التي أودعها الشيخ أمانة ويجيب نفسه على الأسئلة التالية :

-       هل يصدق ما أورده الشيخ في هاتين الشهادتين في إيمانه بالله ورسوله أم لايصدقه ?

-       هل فهم عقيدة الشيخ في هذه الشهادة أم لم يفهمها?

-       هل يعتبر أن هذه الشهادة هي مما يقول به أهل الإسلام ومما اتفق عليه علماء المسلمين أم لا?

-       أو هل يسلم للشيخ شهادته وعقيدته ويكل أمرَه إلى الله جل وعلى أم لا?

فإذا كان جوابه على هذه الأسئلة بالرفض وعدم القبول، فأنا أنصحه لوجه الله أن لايكمل القراءة، بل أزيد في نصحه أن لايقرأ في كتب الشيخ الأكبر شيئاً، ولا يقرأ لمن كتب عن الشيخ شيئاً، فإنه لن يزداد إلا بعدا عن العلوم التي تحدث فيها وعنها الشيخ الأكبر.

أما إذا كان ممن يصدق، أو ممن يكل هذا الأمر لله، فليصغ السمع قليلا، بل كثيرا، فليس كل كلام يقرأ كما تقرأ الصحف والمجلات، فهو علاوة على أنه من علوم العقيدة الإسلامية التي ينبغي التدبر عند قراءتها، فهو كلام يتخاطب به أهل المعرفة والأذواق.

       ثم بعد ذلك أنصح القارىء بشكل عام أن ينتبه إلى ضوابط الأصول في المعرفة وقبول البراهين وطرق الإستدلال وتجنب مزالق الخطأ والمغالطات فمن المفيد أن يكون على دراية بهذه الضوابط والأصول إذا أراد الخوض في هذه العلوم.

محمد فريد
14 - فبراير - 2006
الشعر تتم-5    كن أول من يقيّم
 

            وأنقل هنا ما جاء في كتاب "ضوابط المعرفة" على سبيل المثال من الصفحة /312/ في الحديث عن المغالطات النص التالي:

" أخذ نصوص مقطوعة عن سوابقها أو لواحقها أو كليهما أخذا يفسد المعنى" ا.هـ

أي كمن ينقل من القرآن الكريم "ويل للمصلين " أو "لا تقربوا الصلاة " دون أن ينقل ماكان قبلها وما جاء بعدها فيلبس على السامع المعنى فلا يفهم السامع لم وضعت هذه العبارات.

     وقد جاءت أبيات الشعر التي سأل عنها الأخ زهير في مداخلته بتاريخ 28/1/2006 وغيرها من الأمكنة متفقة مع هذه المغالطة، حيث اقتطع الشعر من الباب /330/ من الفتوحات المكية ثم جعل تلك الأبيات على انفراد بحيث أن من ينظر فيها لا يصل منها إلاّ لمعنى لم تذكر من أجله، ولا قيلت في مناسبة تقتضيه، فجاء هذا الاقتطاع نموذجاً من تلك المغالطات ضلل القارىء من حيث يدري أو من حيث لايدري، مع أنني كنت قد أشرت إلي أنواع المغالطات على " الوراق " بتاريخ 22/1/2006 أي قبل تاريخ السؤال. وليس هذا هو المهم. ولابد لفهم مناسبة ذلك الشعر من نقل بعض المقتطفات من ذلك الباب لكي نكون مع الأحداث التي قيل فيه ذلك الشعر ومع المعاني التي ارتبط بها.

يقول الشيخ رض الله عنه ج3/110 :

        :"الباب الثلاثون وثلاثمائة في معرفة منزل القمر من الهلال من البدر من الحضرة المحمدية " فيذكر شعرا ثم يقول:

         "اعلم أيدك الله أن القمر مقام برزخي بين مسمى الهلال ومسمى البدر في حال زيادة النور ونقصه" و في ص/111يقول:  

        " ثم إن الله تعالى نعته بالانشقاق لظهور الإنسان الكامل بالصورة الإلهية فكان شقاً لها فظهورها في أمرين ظهور انشقاق القمر على فلقتين ورد في الخبر عن الصاحب أن القمر انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سؤال طائفة من العرب أن يكون لهم آية على صدقه فانشق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحاضرين اشهدوا وقال تعالى:﴿اقتربت الساعة وانشق القمر﴾".. فإنه أعقب الانشقاق بقوله:﴿ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر﴾ وكذا وقع القول منهم لما رأوا ذلك ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحاضرين:" اشهدوا" ..... " ولهذا قال الله تعالى عنهم أنهم قالوا فيه:﴿ سحر مستمر﴾ فقال الله:﴿ كل أمر مستقر﴾ كان ذلك الأمر ما كان، فالقمر لولا ما هو برزخي المرتبة ما قبل الإهلال والإبدار والمحق والسرار فالسحر المستمر داخل تحت حكم كل ذي أمر مستقر فهذا انشقاق بالحق وجهل في عين العلم وهو قوله:﴿ ذلك مبلغهم من العلم﴾ فأثبته علماً. واعلم أن النظر والاعتبار من العلوم التي تظهر من الأسرار والأنوار فالنور للبصر والإبصار فقال الله لما ذكر هذا المقام:﴿ فاعتبروا يا أولي الأبصار﴾ أي جوزوا مما أعطاكم البصر بنوره مما
محمد فريد
14 - فبراير - 2006
تتمة للشعر-6    كن أول من يقيّم
 

أدركه من المبصرات وأحكامها إلى ما تدركونه بعين بصائركم شهوداً وهو الأتم الأقوى، أو عن فكرة وهو الشهود الأدنى عن المرتبة العليا وكلاهما عابر عما ظهر إلى ما استسر وبطن فهي آيات لقوم يتفكرون كما هي آيات لقوم يتقون فالمتقي يتولى الله تعليمه فلا يدخل علمه شك ولا شبهة والمتفكر ناظر إلى قوة مخلوقة فيصيب ويخطئ.... " فلنذكر في هذا المنزل مسألة من مسائله كإخوانه من المنازل وهو منزل شريف عال يسمى منزل النور في الطريق لأن الله جعله نوراً ولم يجعله سراجاً "....." واعلم أنه من العلم بالتحقق بالصورة أن العلم المطلق من حيث ما هو متعلق بالمعلومات ينقسم إلى قسمين إلى علم يأخذه الكون من الله بطريق التقوى وهو قوله:﴿ إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا﴾ وقوله في الخضر:﴿ وعلمناه من لدنا علماً﴾ وعلم يأخـذه الله من الكون عند ابتلائه إيـاه بالتكليف مثل قـوله:﴿ ولنبلونكم حتى نعلم﴾.

 ثم يقول في ص/111-112 :

     " ومن أجل ما بيناه من شأن هذين العلمين جعل الله في الوجود كتابين كتاباً سماه أما فيه ما كان قبل إيجاده وما يكون كتبه بحكم الاسم المقيت فهو كتاب ذو قدر معلوم فيه بعض أعيان الممكنات وما يتكون عنها وكتاباً آخر ليس فيه سوى ما يتكون عن المكلفين خاصة فلا تزال الكآبة فيه ما دام التكليف وبه تقوم الحجة لله على المكلفين وبه يطالبهم لا بالأم وهذا هو الإمام الحق المبين الذي يحكم به الحق تعالى الذي أخبرنا الله في كتابه أنه أمر نبيه أن يقول لربه احكم بالحق يريد هذا الكتاب وهو كتاب الإحصاء فلا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وكل صغير وكبير مستطر وهو منصوص عليه في الأم التي هي الزبر ومعناه الكتابة "..... " فمن الكتاب الثاني يسمى الحق خبيراً ومن الأم يسمى عليماً فهو العليم بالأول الخبير بالثاني إن عقلت فالقضاء الذي له المضي في الأمور هو الحكم الإلهي على الأشياء بكذا والقدر ما يقع بوجوده في موجود معين المصلحة المتعدية منه إلى غير ذلك الموجود مثل قوله :﴿ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض﴾ فلو وجد البغي عن البسط لم تقم الحجة عليهم ﴿ولكن ينزل بقدر ما يشاء﴾ فما أنزل شيئاً إلا بقدر معلوم ولا خلق شيئاً إلا بقدر فإذا وجد البغي مع القدر قامت الحجة على الخلق حيث منع الغير مما بيده مع حصول الاكتفاء فما زاد فيعلم أنه لمصلحة غيره"....." فالقضاء للكتاب الأول يطلبه حكم الكتاب الثاني والقدر بالكتاب الثاني وكلا الكتابين محصور لأنه موجود وعلم الله في الأشياء لا يحصره كتاب مرقوم ولا يسعه رق منشور ولا لوح محفوظ ولا يسطره قلم أعلى فلله الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون"..."فالقضاء يحكم على القدر والقدر لا حكم له في القضاء بل حكمه في المقدر لا غير بحكم القضاء فالقاضي حاكم والمقدر مؤقت فالقدر التوقيت في الأشياء من اسمه المقيت قال الله تعالى:﴿ وكان الله على كل شيء مقيتا﴾.

محمد فريد
14 - فبراير - 2006
الشعر-7    كن أول من يقيّم
 

   وهذا المنزل أشهدته بقونية في ليلة لم يمر علي أشد منها لنفوذ الحكم وقوته وسلطانه فحمدت الله على قصوره علي تلك الليلة ولم يكن حكم تأييد وإنما كان حكم وقوع مقدر فلما رددت إلي وقد سقط في يدي وعلمت ما أنزل الله علي وما قدره الحق لدي وفرقت بين قضائه وقدره يف الأشياء كتبت به إلى أخ في الله كان لي رحمه الله أعرفه بما جرى كما جرت العادة بين الإخوان إذ كان كتابه قد ورد علي يطلبني بشرح أحوالي فصادف ورود هذا الحال فكتبت إليه في الحال:

 بسم الله الرحمن الرحيم ورد كتاب المولى يسأل وليه عن شرح ما رأى أنه به أولى ليكون في ذلك بحكم ما يرد عليه:

 

شهاب الدين يا مولى المـوالـي

 

سألت تهمماً عن شرح حـالـي

أنا المطرود من بين المـوالـي

 

ومثلي من يصد عن الـوصـال

عصيت زجاجه فجهلت قـدري

 

فها أنا طائع حـد الـغـوالـي

رميت بأسهم الهجـران حـتـى

 

تداخلت النبال علـى الـنـبـال

.
.
إلى آخر الأبيات/32بيتا/

ثم قال ص/113 :

" وإن وليك لما أراد النهوض في طريقه والنفوذ إلى ما كان عليه في تحقيقه اعترضت لوليك عقبة كؤود حالت بينه وبين الشهود والبلوغ إلى المقصود والتحقق بحقائق الوجود فخفت أن تكون عقبة القضا لما لسيفه من المضا فرأيتها صعبة المرتقى حائلة بيني وبين ما أريده من اللقا فوقفت دونها في ليلة لا طلوع لفجرها ولا أعرف ما في طيها من أمرها فطلبت حبل الاعتصام والتمسك بالعروة الوثقى عروة الإسلام فنوديت أن الزم الطلب ما بقيت فعلمت أني بهذا الخطاب في صورة مثالية متجلية في حضرة خياليه وأن علاقة تدبير الهيكل ما انقطع وحكمه فيه ما ارتفع فاستبشرت بزوال إفلاسي عند رجعتي إلى إحساسي فنظمت ما شهدت وخاطبت وليي في نظمي ببعض ما وجدت فإذا نظر وليي إليها فليعول عليها وليحذر من الأمن من مكر الله فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون فاسمع هديت ما به على لساني نوديت:

اعترضت لـي عـقـبة

 

وسط الطريق في السفر

فأسفرت عـن مـحـن

 

فيمن طغى أو من كفر

محمد فريد
14 - فبراير - 2006
تتمة الشعر-8    كن أول من يقيّم
 

من دونـهـا جـهـنـم

 

ذات زفـير وسـعـر

.
وفي هذه القصيدة يذكر الشيخ الأبيات المقصودة وهي:

تقـول زدنـي يا فـتـى          منــه  فنــعم المختبر

قبلتهـا عـانـقـتـهـا           حلـت مـعـاقـد الأزر

طعنت في مسـتـهـدف          أجـرد ما فـيه شـعـر

وعـرفـه كــأنـــه         ريـح الخزامى والعطـر

                وجـدتـه كـمـثـل نـا          ر لمجوس تـسـتـعـر

.

.

           إلى آخر الأبيات /72 بيتا/.

ثم قال الشيخ ص/115:

 " فليتدبر وليي ما سطرته وليفكر فيما ذكرته وليأخذه عبرة من البصر لبصيرته ومن سره لسريرته فقد آن أن يجيء زمان المحن وقد علمت لما أوجدك ورتبة الكمال الذي أشهدك وما طلب منك إلا ما يقتضيه وجودك ويقضي به شهودك فإن أنصفت فقد عرفت وإن تعاميت بعدما أراك ما قد رأيت فقد وهيت فأسد المقالة سؤاآل الإقالة والسلام فسر بورود كتابي عليه وأمعن بالنظر فيه وإليه فأورثه التفكير فيه علة، كانت سبب رحلته وسرعة نقلته فما بقي إلا أياماً ودرج وعلى أسنى معراج إلى مقصوده عرج وشهدت احتضاره بالدار البيضا إلى أن قضى وسافرت من يومي لاستعجال قومي.

 فهذا بعض ما يحوي عليه هذا المنزل من الأهوال الصعاب التي تعظم في الشهود صورها". ......ثم يذكر بعض العلوم في هذا المنزل كعلم الرحمتين وعلم الإتباع وعلم ثبوت الأمور وعلم الرتق والفتق وعلم التلبيس الذي يقول الشيخ فيه :

"فمن وقف على هذا العلم قال بالري في مشروبه ومن حرمه لم يزل عاطشاً والماء عنده الذي يرويه ولا يشعر به أنه عنده وهو من أسنى علم يوهبه العارفون بالله فهو كالمطر للأرض وليس عين ما تطلبه من الارتواء سوى بخارها صعد منها بخاراً ثم نزل إليها مطراً فتغيرت صورته لاختلاف المحل فما شربت ولا ارتوت إلا من مائها ولو علمت ذلك ما حجبتها المعصرات فتحقق هذا النوع من العلم في العلم الإلهي فما أعطاك إلا منك وما هو عليه فلا يعلمه منه إلا هو فكل عالم فمن نفسه علمه فلذلك قال أهل الله :لا يعرف الله إلا الله ولا النبي إلا النبي ولا الولي إلا الولي".ا.هـ

محمد فريد
14 - فبراير - 2006
 2  3  4  5