البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : حول كتاب فصوص الحكم    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمد فريد 
28 - ديسمبر - 2005

بسم الله الرحمن الرحيم

فصوص الحكم كتاب مزور باسم الشيخ محي الدين بن العربي

قدم الباحث الشيخ محمود محمود الغراب[1] شرحا لهذا الحدث الكبير في مقدمة كتابه " شرح فصوص الحكم من كلام الشيخ الأكبر " الذي صدر لأول مرة عام 1985 م ثم بين خلال عرضه للكتاب الكثير من النقاط التي تخالف أقوال الشيخ الأكبر في الكتب الأخرى التي صحت نسبتها له ، وألخص الأدلة العلمية التي أشار إليها بما يلي:

1-  حتى تاريخه لم تظهر نسخة لكتاب فصوص الحكم  بخط يد الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي . وعلى فرض صحة وجود كتاب للشيخ بهذا الإسم فليس هو الكتاب المطبوع والمتداول في المكتبات .

2-  يزعم أنصار نسبة الفصوص للشيخ الأكبر أنه آخر كتاب للشيخ وأنه يعود لتاريخ /627/ هـ فإذا صحت الإشارة الواردة في كتاب الديوان عن الفصوص فهي تدل على أن الديوان كتب بعد الفصوص وهذا مغاير لزعمهم . ثم إنه من الثابت لدى الدارسين أن الشيخ الأكبر استمر في كتابة الفتوحات المكية حتى عام /635/ هـ ولم يذكر كتاب الفصوص لا في الفتوحات ولا في أي من الكتب التي هي بخط يده مع أنه رضي الله عنه أكثر من ذكر العديد من مؤلفاته .

3-  إن نسخة الفصوص المنسوبة إلى الصدر القونوي والتي عليها سماعا واحدا لم يذكر فيه من أي فصل أو فقرة تم هذا السماع ، ولا أين جرى ذلك ، ولا من هم الحضور الذين حضروا هذا السماع  على غير المألوف في ذلك ، إضافة إلى أنه تمت كتابته على غلاف الكتاب ونسب فيه أن القارىء كان صدر الدين القونوي والمسمع الشيخ الأكبر رضي الله عنه عام 630 هـ ، وهذا التدوين لايعتد به لكونه كتب على الغلاف وغير محدد ولا  يوجد سامعين مع كثرة السامعين المدونة أسماؤهم في الفتوحات مثلاً من نساء ورجال ، ومن المعلوم أن الشيخ كان في هذه الفترة في دمشق .

4-  إن الصدر القونوي لم يأت الشيخ على ذكر اسمه في أي من مؤلفاته المكتوبة بخط يده بينما ورد لغيره مثل بدر الحبشي واسماعيل بن سودكين ، كما أن الصدر لم يحضر السماعات المدونة على كتاب الفتوحات المكية التي هي بخط يد الشيخ الأكبر وعددها /57/ سماعا عام 633هـ جرت في دمشق .   وقد ورد أنه كان كاتبا في السماعين /12/، /13/ عام 634هـ  .وإن الشيخ الأكبر استمر في إسماع فقرات من الفتوحات المكية منذ عام 633- 637 هـ .

5-  تـم تسجيل /14/ سماعا على نسخة الفتوحات التي بخط يد الشيخ بعد وفاة الشيخ بين عامي : 639-640هـ في مدينة حلب وكان المسمع فيهما إما إسماعيل بن سودكين أو الصدر القونوي . ولـم يدون الصدر القونوي أي مخالفة لمذهب الشيخ مقارنة مع ما هو موجود في الفصوص المنسوبة إليه !!! .

6-  إن الإجازة المنسوبة للشيخ أنه أجاز فيها الملك أبي بكر بن أيوب والتي تاريخها /632/ هـ والتي جاء فيها ذكر اسم كتاب الفصوص عندما يتم مقارنتها مع الفهرس المنسوب للشيخ الأكبر ومع الفترة التي ثبت أن الشيخ كان لايزال يكتب فيها الفتوحات المكية يتبين مدى هشاشة هذا التزوير .

7-  إن كتاب الفصوص كتب بإسلوب مغاير لما هو معهود عن الشيخ الأكبر في قوة العبارة ورفعة الإسلوب وهذا الأمر يلمسه كل من له إلمام بسيط في  قراءة كتب الشيخ .

8-  إن فصوص الحكم يحتوي على الكثير من المخالفات والعبارات التي تناقض تماما مذهب الشيخ الأكبر ولا يوجد وجه جامع يجمع بين هذه التناقضات .

9-  إن الشواهد التي وردت في كتاب الفصوص للإستدلال بها في بعض المسائل الواردة فيه، ضعيفة وغير واضحة مقارنة بها مع ما نجده لنفس المسائل في كتب الشيخ الأخرى كالفتوحات وغيرها .

10-  من الفقرات التي لايخفى على أي قارىء معرفة خطئها هو قوله في الفصوص إن سيدنا إلياس هو سيدنا إدريس عليهما السلام ، وكذلك كلامه في قصة سيدنا جبريل مع السيدة مريم في مسألة خلق سيدنا عيسى عليهم السلام .

وغير ذلك من المسائل التي أوردها الشيخ محمود محمود الغراب على صفحات كتابه متناولا المواضيع التي هي ثابتة للشيخ ، إضافة للنقاط التي فيها خلاف مع مذهب الشيخ الأكبر والتي تجاوزت العشرات .

وكان لهذا الحدث الخطير وقعا شديدا لدى المؤسسات التي تعتمد  كتاب فصوص الحكم واعتراضا حماسيا مبنيا في أغلبه على العواطف ، وكان الشيخ محمود يقول : هذه مسألة تبنى على الحقائق وعلى التحقيق العلمي القائم على تقديم الأدلة ، والأدلة التي بين أيدينا كباحثين أوصلتنا إلى أن كتاب فصوص الحكم كتاب مزور بإسم الشيخ الأكبر ومن يوجد لديه دليل يعارض هذا الإستنتاج فليقدمه على طاولة البحث العلمي وسنرى النتائج ، ولم يظهر إلى الآن من تقدم بما يعارض هذه الأدلة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



[1] - الشيخ محمود محمود الغراب : كاتب وباحث من جمهورية  مصر العربية  مقيم في دمشق، متخصص في علوم الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي أوتي بها فهماً لم يسبق إليه ، يلمس ذلك  كل من حضر مجلسه أو درس مؤلفاته .  له أحد عشر كتابا مطبوعا في علوم الشيخ، منها تفسير للقرآن الكريم جمعه من كلام الشيخ الأكبر في أربع مجلدات. وكان له مجلسا لتدريس علوم الشيخ في دمشق استمر نحو /40/ عاما.

 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
النصوص والفصوص    كن أول من يقيّم
 

الأخ زهير المحترم

إشارة إلى التعليق المؤرخ في 17/1/2006

ولدى الإطلاع على النصوص التي  أشرت علي بمراجعتها وهي :

-       الفتوحات المكية تحت المجهر

-       مفهوم السنة المضطرب في فكر ابن عربي

-       ابن الطواح وعاشق النبي

-       التعريف برحلة التجاني

لم أجد علاقة مباشرة مع النقاط الموضوعة للنقاش حول فصوص الحكم التي سبق وأشرت لها ، أو أنني لم ألاحظ ذلك .وقد وكان لي بعض الملاحظات عن بعض النقاط التي وردت في تلك المجالس سأحاول الكتابة عنها بأسرع ما يمكنني،وأرجو أن أجد رحابة صدر في عرضها،وإن كنت أحسبها ستخرج عن الموضوع الأساسي .

 ودمتم

 

محمد فريد
22 - يناير - 2006
سامحك الله    كن أول من يقيّم
 
سامحك الله يا أخي: أنا لم أحِلك إلى هذه الملفات لكلام فيها على (الفصوص) وإنما لأخبرك ببعض اهتمامي القديم بابن عربي، وأتمنى أن تكون قرأت جوابي على رسالتك الكريمة، في البريد، واسمح لي أن اسألك حول اسم المستشرق المدفون في جوار ابن عربي، والذي أسس جمعية ابن عربي، وتزوج واحدة من أميرات المسلمين بعدما اعتنق الإسلام، وكنت قد كتبت ترجمة مطولة له، ولكني بحثت عنها في دمشق بين أوراقي القديمة فلم أعثر عليها، وكنت على عجل من أمري، فلم أطل البحث والتنقيب، وقد نسيت الآن حتى اسم هذا المستشرق، وما أنسانيه إلا الشطيان، وقد مضى على كتباتي لترجمته زهاء تسعة أعوام، أيام انعقاد مؤتمر ابن عربي في دمشق. أتمنى أن تتكرم علي بكتابة ترجمة تليق بهذا الرجل، ومكانته في خدمة ابن عربي.
*زهير
22 - يناير - 2006
فصوص الحكم بين    كن أول من يقيّم
 
الإخوة الأعزاء الأفاضل00بعد عظيم التحية والتقدير 0  0  0سأحاول تجميع ما تم من أقوال وآراء حول كتاب فصوص الحكم ، موضوع هذه المناقشات الممتعة والجديرة بالإحترام ، والقائمة على مناهج التفكير العلمى وتبادل الأفكار والآراء،،:::( 1 )المعلوم أن كتاب فصوص الحكم أ سوأ آثار ابن عربى وا شهرها وأسوا مافيه أنه جعل الفص المحمدى منطويا على محبة النساء 00الأستاذ/زهير  31/12 }   (2)-{00على أن خصوصية البحث فى صحة نسب فصوص الحكم للشيخ لا يمكن الإعتماد فيه على مقولات الآخرين 000الأستاذ /فريد 4/1  }  (3)-{00أننى أتمنى لابن عربى أن يكون كتاب الفصوص محرفا عليه 00 الأستاذ /زهير    6 /1  }} (4)-{ أن كتاب فصوص الحكم هو أعظم مؤلفات ابن عربى قاطبة ، به تمكن من تحديد المصطلح الصوفى ، وبه أمكنه بجمع شمل نظرته ومنهجه    00000بل أتمنى أن تتعدد الدراسات لهذا لكتاب العمدة 000النويهى 11/1 }} (5) -{{{00وإنما فصوص الحكم فليس منه فائدة تذكر    ،ثم إن الفتوحات ا شتملت على كل معانى الفصوص مع زيادات مسهبة فى مواضيع الفصوص 0000الأستاذ زهير  16/1}}}   (6)-{{{إن من يدعى أن فصوص الحكم كتاب مزيف أن يقدم البينة على دعواه  قبل أن يطالب الأخرين بعكس ذلك 000 الأستاذ/جمال 17/1 }}} (7)-{{{فهل لديكم أو لدى من يقرأ هنا 0رد علمى موثق بالدليل عتى الذى آثاره الشيخ محمود 000فى كتابه شرح فصوص الحكم 000والذى جاء فيه أن هذا الكتاب المطبوع والمتداول لايصح نسبته للشيخ 0000الأستاذ/فريد 17/1 }}}}(8)-{{{فلا يعد كتاب فصوص الحكم بحق من أهم كتب الشيخ ولا من أغزرها كما يظن كثير من أهل العلم 000ويبقى كتاب الفتوحات المكية  هو الأم الجامعة والمرجع الرئيسى لعلوم الشيخ ومنهاجها العلمى 000نقلا من كتاب  الشيخ محمود الغراب 00الأستاذ/فريد 17/1  }}}000000000000هذه خلاصة ما إنتهت إليه الآراء ، حاولت بكل أمانة نقلها ،  وأجمعت الآراء على أن فصوص الحكم  لايخرج عن منهج إبن عربى ، بل أكد الأستاذ /زهير 00 إن الفتوحات اشتملت على كل معانى الفصوص000000وأتساءل  إذا كانت الفصوص لاتخرج عن منهج الشيخ الأكبر محى الدين بن عربى 0رحمه الله   وغفرله وإيانا أجمعين 0إذن ما هى المشكلة ?????????????????  ويؤكد الأستاذ الدكتور /نصر حامد أبو زيد   ،فى كتابه <<<<هكذا تكلم  ابن عربى >>>>>الهيئة المصرية للكتاب طبعة سنة 2002 ""يعد كتاب الفتوحات المكية فى معرفة الأسرار المالكية والملكية من أنضج كتابات الشيخ وأكثرها استيعابا لفلسفته بعد أن نضجت واستقرت مقولاتها فى نسق موحد 0000أما كتاب فصوص الحكم الذى كتبه فى دمشق عام 627 ،فينفرد من بين كتب الشيخ بأنه أكمل صورة 000000ولأن الكتاب يمثل خلاصة مركزة لأمهات معانى وأفكار الشيخ  0000 ص136 و137 """وشكرا للإخوة الأعزاء0
*عبدالرؤوف النويهى
23 - يناير - 2006
نقاط هامة    كن أول من يقيّم
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأخ عبد الرؤوف:

تحية وبعد أعيد على مسامعك النقاط التي وضعتها في المقالة الرئيسية بتاريخ 28/12/2006فأرجو أن تأخذني بحلمك وهي:

1- حتى تاريخه لم تظهر نسخة لكتاب فصوص الحكم بخط يد الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي. وعلى فرض صحة وجود كتاب للشيخ بهذا الاسم فليس هو الكتاب المطبوع والمتداول في المكتبات.

 

2- يزعم أنصار نسبة الفصوص للشيخ الأكبر أنه آخر كتاب للشيخ وأنه يعود لتاريخ /627/ هـ فإذا صحت الإشارة الواردة في كتاب الديوان عن الفصوص فهي تدل على أن الديوان كتب بعد الفصوص وهذا مغاير لزعمهم. ثم إنه من الثابت لدى الدارسين أن الشيخ الأكبر استمر في كتابة الفتوحات المكية حتى عام /635/ هـ ولم يذكر كتاب الفصوص لا في الفتوحات ولا في أي من الكتب التي هي بخط يده مع أنه رضي الله عنه أكثر من ذكر العديد من مؤلفاته.

 

3-  إن نسخة الفصوص المنسوبة إلى الصدر القونوي والتي عليها سماع واحد، لم يذكر فيه من أي فصل أو فقرة تم هذا السماع ، ولا أين جرى ذلك ، ولا من هم الحضور الذين حضروا هذا السماع،  على غير المألوف في سماعات مجالس الشيخ ، إضافة إلى أن السماع تمت كتابته على غلاف الكتاب ونسب فيه أن القارىء كان صدر الدين القونوي والمسمع الشيخ الأكبر رضي الله عنه عام 630 هـ ، وهذا التدوين لايعتد به لكونه كتب على الغلاف وغير محدد ولا  يوجد سامعون مع كثرة السامعين المدونة أسماؤهم في الفتوحات مثلاً من نساء ورجال ، ومن المعلوم أن الشيخ كان في هذه الفترة في دمشق .

 

4- إن الصدر القونوي لم يأت الشيخ على ذكر اسمه في أي من مؤلفاته المكتوبة بخط يده بينما ورد لغيره مثل بدر الحبشي واسماعيل بن سودكين، كما أن الصدر لم يحضر السماعات المدونة على كتاب الفتوحات المكية التي هي بخط يد الشيخ الأكبر وعددها /57/ سماعا عام 633هـ جرت في دمشق.   وقد ورد أنه كان كاتبا في السماعين /12 /13/ عام 634هـ.وأن الشيخ الأكبر استمر في إسماع فقرات من الفتوحات المكية منذ عام 633- 637 هـ .

 

5- تـم تسجيل /14/ سماعا على نسخة الفتوحات التي بخط يد الشيخ بعد وفاة الشيخ بين عامي: 639-640هـ في مدينة حلب وكان المسمع فيهما إما إسماعيل بن سودكين أو الصدر القونوي. ولـم يدون الصدر القونوي أي مخالفة لمذهب الشيخ مقارنة مع ما هو موجود في الفصوص المنسوبة إليه !!! .

 

6- إن الإجازة المنسوبة للشيخ أنه أجاز فيها الملك أبا بكر بن أيوب والتي تاريخها /632/ هـ والتي جاء فيها ذكر اسم كتاب الفصوص عندما يتم مقارنتها مع الفهرس المنسوب للشيخ الأكبر ومع الفترة التي ثبت أن الشيخ كان لا يزال يكتب فيها الفتوحات المكية يتبين مدى هشاشة هذا التزوير.

 

7-  إن كتاب الفصوص كُتب بإسلوب مغاير لما هو معهود عن الشيخ الأكبر في قوة العبارة ورصانة الإسلوب وهذا الأمر يلمسه كل من له إلمام بسيط في  قراءة كتب الشيخ .

 

8- إن فصوص الحكم يحتوي على الكثير من المخالفات والعبارات التي تناقض تماما مذهب الشيخ الأكبر ولا يوجد وجه جامع يجمع بين هذه التناقضات.

 

9- إن الشواهد التي وردت في كتاب الفصوص للاستدلال بها في بعض المسائل الواردة فيه، ضعيفة وغير واضحة مقارنة بها مع ما نجده لنفس المسائل في كتب الشيخ الأخرى كالفتوحات وغيرها.

 

10- من الفقرات التي لايخفى على أي قارىء معرفة خطؤها هو قوله في الفصوص إن سيدنا إلياس هو سيدنا إدريس عليهما السلام، وكذلك كلامه في قصة سيدنا جبريل مع السيدة مريم في مسألة خلق سيدنا عيسى عليهم السلام.

 

وغير ذلك من المسائل التي أوردها الشيخ محمود الغراب على صفحات كتابه" شرح فصوص الحكم " متناولا المواضيع التي هي ثابتة للشيخ، إضافة للنقاط التي فيها خلاف مع مذهب الشيخ الأكبر والتي تجاوزت العشرات.

1- ولدى العودة إلى ذلك الحشد الذي جمعته في تعليقك الأخير 23/1/2006 لم يتضح لي أي مسألة من المسائل قد عالجت في كلامك ?! فهلا تفضلت وأشرت علي ?.

2- لم استطع أن أميز في كلامك الدليل العلمي القائم على منهجية البحث الذي تريد به أن تبين خطأ هذه المسائل أو واحدا منها فأرجو أن تدلني على هذا الدليل.

3- لو أنك يا صديقي راجعت ما جاء في " المغالطات العشر " التي ذكرتها بتاريخ 22/1/2006، لوجدت أن أكثر الاستنتاجات التي وقعت فيها تعود إلى هذه المغالطات وبالتالي لا يعتد بها.

أزيدك علما هنا = والسادة القراء = أن الذي زور كتاب فصوص الحكم لابد أن يكون على دراية جيدة في علوم الشيخ الأكبر، ولكنه مع ذلك وقع في أخطاء وأغلاط متنوعة كلها لا يمكن أن تكون من كتابات الشيخ ومن هذه الأخطاء:

1- أخطاؤه في مذهب الشيخ عموما بحيث لايمكن الجمع بينها وبين مذهب الشيخ المعتد في كتبه الثابتة له. وقد جمع الأستاذ محمود منها مايقارب /83/  مسألة.

2- أخطاء في اللغة العربية مع العلم أن الشيخ الأكبر واحد من أعلام لغة الضاد  بشهادة أعدائه.

3- التباين في أسلوب توضيح بعض المسائل مع أن الشيخ ذكرها في أماكن أخرى بأسلوبه الرصين والواضح.

4- التناقضات التي نتجت عن تزوير تاريخ كتابة الفصوص إلى وقت حياة الشيخ تزويرا ملفقا وقع فاعله في مغالطات من ناحية الحوادث التاريخية .

الأخ عبد الرؤوف ليست المسألة ترضية خواطر وتبويس شوارب، بل هي علم وأمانة تاريخية لا نعول فيها على من يحب هذا الكتاب أو من لا يحبه، وكيف مدحه أناس وشتمه آخرون ، نريد ممن يدلي برأيه في هذا الموضوع أن يقدم الدليل ، أكرر =مع الأسف الشديد= نريد تقديم الدليل، لم أقرأ حتى الآن دليلا علميا قائما على أصول البحث المنهجي الوثائقي في كل المداخلات التي تمت حتى الآن ومن يعتقد أنني لم ألحظ الأدلة فليتكرم مشكورا بذكرها لي ،  بينما قدم أصحاب الرأي بأن الفصوص كتاب مكذوب على الشيخ أدلتهم.

الرجاء ممن يريد المشاركة قراءة المواضيع هنا وفي أي مكان آخر من خلال البحث عن صحة:

1- كون الدليل من البراهين المعتمدة في البحث المنهجي لمثل هذه الدراسات.

2- كون الدليل ليس من المغالطات المشروحة في كتب المنهج العقلي للبحث والتي ذكرت بعضها بتاريخ 22/1/2006 .

3- كون الدليل له علاقة مباشرة في موضوع النقاش. 

والسلام.                                 فريد

محمد فريد
25 - يناير - 2006
مجهر بلا عدسات    كن أول من يقيّم
 

بسم الله الرحمن الرحيم

مجهر بلا عدسات

  مداخلة رقم-1-

الأخ الحبيب الأستاذ زهير المحترم:

      قرأت لك في مجالس الأدب تحت عنوان " الفتوحات المكية تحت المجهر " عدة بطاقات  ولاحظت الجهد الكبير في إعداد ها ، وقد وقفت في بعضها متعجبا من النقل وفي بعضها مستغربا وفي بعضها شاكاً ، فراق لي مراجعة بعض النصوص لتعدد استشهادك بها ، فكان لي مع النص التالي الملاحظات التالية :

       كتبت  في أكثر من بطاقة عن الشيخ الأكبر ما يلي :  "  قال:(ج4 ص330): (الاجتهاد شرع حادث، وبه تسمى الوارث بالوارث، وهو مأذون فيه لإمام يصطفيه، لا يزال البعث ما بقي الورث، وهذا المال الموروث لا ينقص بالإنفاق، بل سوقه أبدا في نفاق....وللشمس ظهور في الصورتين، فهي في القمر نور، وفي ذاتها ضياء، وبحالتيها يتعين الصباح والمساء. فنبوة الوارث قمرية، ونبوة النبي شمسية، فاجتمعتا في النبوة، وفاز القمر بالفتوة....وهذا النور من (الصيهور والديهور) المنسوب إلى الحسين بن منصور....وأين فاران من الطور ? وأين جبل النار من جبل النور..." ا.هـ

ولدى مراجعة الأصول في الفتوحات وجدت:

1-  النص المنقول ليس من الصفحة 330فقط بل جزء منه في الصفحة 332 ولم تشر إلى ذلك وليس هذا هو المهم .

2-  غيرت بعض الكلمات في النص بتوافق مع المعنى العام دون أن تشير إلى ذلك، والأفضل الإشارة إلى هذا التغيير كما جرت العادة في أمانة النقل .

3- أضفت كلمة " جبل " مرتين داخل النص وهي غير موجودة في الأصل دون أن تنوه أيضاً على ذلك .وأظنك أردت أن تشرح المعنى.

4- أسقطت كلمة " والرسول " من الجملة التي هي " نبوة النبي والرسول" دون إشارة للسبب ،وفي ذلك إضاعة لبعض المعاني التي تتعلق بها .

5- استبدلت كلمتي" الحارث بالحارث"  كذا بالأصل المنقول من مختصر الباب(14)ج4/330 كما ذكرت وكتبت بدلا عنهما " الوارث بالوارث " فأفسدت المعنى الذي قدمه الشيخ ظنا منك أنك صححت خطأ في الطباعة - على ما أظن ? ولو رجعت إلى (القاموس المحيط ) لوجدت أن كلمة الحرث تأتي لثلاثة معان :الكسب? والتفتيش ? والتفقه . وحيث أن الشيخ الأكبر قد شهد له أعداؤه قبل أحبابه بقوته الأدبية وبلاغته فهو أحد الخمسة الذين يشار إليهم أنهم علماء الضاد ، أقول والشيخ هنا   يتحدث عن المجتهد -الذي يبحث ويفتش عن الدليل في النصوص الشرعية ? فيدرس الدليل  ويزيده شرحا وتفصيلا وتفقها، فيكون عمله هذا كسبا له،  فإن أصاب به فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد . فكان هذا التغيير الذي أقدمت عليه  مضيّعا لكل هذه المعاني وغيرها .

6- ثم أكملت النص بنقل عبارة الشيخ :" وهذا النور من الصيهور والديهور المنسوب إلى الحسين بن منصور ...."وهي من مختصر الباب (20) في ج4/334 يشير فيهاإلى علم الحروف من حيث طول الحرف وعرضه ، و ليست في الصفحة 330 كما ذكرت أنت ،وليس هذا المهم .ومن المفيد هنا أن نذكر أن الشيخ اختصر أبواب الفتوحات كلها في الباب (559)في ج4/من ص 326 إلى ص 444 ، بقطع أدبية قصيرة  فيها إشارة إلى الأصول بعبارات بيانية وبلاغية تكاد تكون شعرا .

7- إن أساس الباب(20) في الفتوحات ج1/167 ، وقد عنون الشيخ له : " ومن ذلك سرّ النافلة والفرض في تعلق العلم بالطول والعرض وهذا الباب في العلم العيسوي ومن أين جاء وإلى أين ينتهي وكيفيته وهل تعلق بطول العالم أو بعرضه أو بهما...ثم قال الشيخ : " إعلم أيدك الله أن العلم العيسوي هو علم الحروف ولهذا أعطي النفخ ، وهو الهواء الخارج من تجويف القلب الذي هو روح الحياة الحسية في المعاني " ص /168. ثم قال فيما بعد  :" وهذا كان علم الحسين بن منصور رحمه الله ......" ص/169.

فقد جعلت هذا الباب تتمة لما نقلته في السطور السابقة له من مختصر الباب (14) وأساسه في الفتوحات ج1/154 وعنون له الشيخ :" معرفة أسرار الأنبياء ، أعني أنبياء الأولياء وأقطاب الأمم المكملين من آدم عليه السلام إلى محمد e وأن القطب واحد منذ خلقه الله لم يمت وأين مسكنه " .

فهلا وضحت لنا شيئا من هذا الربط بين  البابين ?

وهل نفهم أيضا من هذا أنك فهمت الأسرار التي أشار إليها الشيخ في البابين وهي سر النافلة والفرض في تعلق العلم بالطول والعرض ، وكذلك أسرار أنبياء الأولياء التي أشار الشيخ إليها? فأنا لم أفهم الكثير منها ولدي بعض أسئلة فيها لو سمحت ، وأسئلة أخرى عن علم الحروف الذي هو علم الحسين بن منصور الذي نقلت عنه الصيهور والديهور وقال فيه الشيخ :" علم الحروف وهو علم الأولياء " ج2/135  فهل أفهم من جمعك بين تلك العبارات مع بعضها أنك تعرف هذا العلوم والأسرار ومدى مناسبة البابين لبعضهما  ? وأرجو أن أسألك بالمناسبة إن كنت فهمت علم طول الحرف وعرضه ، هل تدلني على المعنى الذي حملته الآيات التي ذكرت أن للجنة عرضاً ولم يذكر للجنة طول  ? ،وهل لهذا من تعلق بعلم الطول والعرض الذي ألمح إليه الشيخ  ? .

8- كان من المفيد أن تذكر شيئاً يتعلق بالمقطع " فنبوة الوارث قمرية ونبوة النبي والرسول شمسية ، فاجتمعا في النبوة وفاز القمر بالفتوة...." فقد وضح الشيخ معنى الفتوة في مواضع عدة من الفتوحات وأظن أن نقل شيء منها إلى هذا الموطن  أسهل  في الجمع من أسرار أنبياء الأولياء مع علم الحروف وعلم الحروف من الطول والعرض أو هكذا أظن، وأنقل للقراء عن الفتوة المقطع التالي يقول الشيخ الأكبر:" فالفتى هو من يسري فعله وتصرفه في الجماد والنبات والحيوان وفي كل موجود، ولكن على ميزان العلم المشروع، وإن ورد عليه أمر إلهي فيما يظهر له يحلّ له ماثبت تحريمه في نفس الأمر من الشرع المحمدي، فقد لبس فيه، فيتركه ويرجع إلى حكم الشرع الثابت، فإنه قد ثبت عند أهل الكشف بأجمعهم أنه لاتحليل ولاتحريم ولا شيء من أحكام الشرع لأحد بعد انقطاع الرسالة والنبوة من أهل الله، فلا يعول عليه صاحب ذلك، ويعلم قطعا أنه هوى نفسي "ج2/234,233.

أخي العزيز زهير:

       هذا نموذج لخمسة أسطر مما نقلته عن الفتوحات المكية بمجهرك الذي قلت فيه أنك وضعتها تحته ، فانظر بماذا أتيت سواء كنت تدري أو لاتدري ، وقدمت لكلامك عبارات تحمل طابع الإتهام والتجريح والغمز واللمز  وتحسب أن هذا هينا وهو يوم الحساب عظيم . أقول لك بالعامية الدمشقية  وبكل محبة:

 " ولك تقبر عضامي على هالمجهر يلي عما تكتشف فيه شو بطير العقل ، ليكون هالمجهر بلاعدسات ولوو.. اسماع مني ارجاع ركبلو عدسات راكزة وخلينا نحكي كلمتين نضاف على رواق ، حاجتنا حكي طالع نازل ".

      لك كل المحبة والدعاء بالخير .

﴿ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

فريد

محمد فريد
26 - يناير - 2006
في البحث عن الإضراب    كن أول من يقيّم
 

بسم الله الرحمن الرحيم

حول :مفهوم السنة المضرب عند الشيخ محي الدين ابن العربي.

 المداخلة رقم -2-

الأستاذ زهير

             تحية وبعد. لو أنك أيها العزيز عليّ رجعت إلى كتاب الشيخ محمود الغراب "الفقه عند الشيخ الأكبر" قبل أن تكتب هذا البحث لاستفدت منه الكثير ، ولتوضح لك مذهب الشيخ محي الدين الفقهي ، فأكثر القارئين لعلوم الشيخ الأكبر فات عنهم أن الشيخ فقيه وصاحب مذهب فقهي ،وقد أوسع الشيخ محمود الغراب إيضاح مذهب الشيخ الأكبر ، في هذا الكتاب وأزال ما توهمت فيه أنه اضطراب ، بل ظهر مذهب الشيخ الأكبر متسلسلا مرتبا مبوبا  في كل المسائل سواء في الأصول أو العقيدة أو الأحكام الشرعية .بل  ينبغي على كل من لديه شبهة في عقيدة الشيخ أن يدرس هذا الكتاب قبل يلقي إتهاماته على الشيخ جزافا،  وهي أمانة في عنق كل من يتعرف عليها أن يبلغها من لايعلمها ، وقد بدأ "الأزهر" في القاهرة بقبول  دراسات في الفقه عند الشيخ محي الدين ابن العربي  وقد نال أحد الطلبة شهادة الدبلوم أو الماجستير وهناك من يحضر لنيل شهادة الدكتوراه .

          فبين الشيخ محمود الغراب في كتابه أن الشيخ محي الدين ابن العربي إمام مجتهد مطلق صاحب مذهب مستقل أتى باجتهادات فقهية على طريقة أصحاب المذاهب من مصادرها, حيث أظهر الشيخ محي الدين فهما في بعض النصوص لم يسبق إليه، واتسم مذهبه بالتيسير على الأمة، فما من رخصة قال بها الشارع إلا وأثبتها في موضعها، وإذا كان في المسألة قولان أختارالأيسر منهما توسعة على الأمة ورفعا للحرج عنها. وبذلك كان كتاب "الفقه عند الشيخ الأكبر" خير معين يعتمد عليه من يريد إنصاف الشيخ في مذهبه الفقهي.

      ومع فرض أتك لم تسمع بهذا الكتاب وهو مطبوع منذ نحو عشرين سنة  فلا أدري كيف غابت عنك أقوال الشيخ الأكبر  وأنت الذي قضيت وقتا طويلا مع الفتوحات المكية وغيرها وكتبت بطاقات  "الفتوحات المكية تحت المجهر"  وغيرها من المقالات .

 ألم تقرأ قول الشيخ الأكبر:" لاطريق لنا إلى الله إلا ماشرعه، فمن قال بأن ثم طريقا إلى الله خلاف ما شرع فقوله زور ، فلايقتدى بشيخ لا أدب له وإن كان صادقا في حاله" ج2/366

وقوله :" فالشرع حكم الله ، لاحكم العقل كما يراه بعضهم " ج/348,347

وقوله:"

إن الشريعة حد ما له عوج

عليه مقامات العلى درجوا

 

ج2/561

 

 

وقوله : " ما ثم حقيقة تخالف شريعة ... فعين الشريعة عين  الحقيقة " ج2/563

وقوله :" فمن ادعى حقيقة من غير شريعة فدعواه لاتصح " ج4/ 419

وقوله :" من ادعى نبوة التشريع بعد محمد e فقد كذب بل كذّب وكفر بما جاء بها الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم ج2/24

وقوله :" فلا يتعدى كشف الولي في العلوم الإلهية فوق ما يعطيه كتاب نبيه ووحيه ، قال الجنيد في هذا المقام: " علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ، وقال الآخر: "كل فتح لايشهد له الكتاب والسنة فليس بشيء ، فلا يفتح لولي قط إلا في الفهم في الكتاب العزيز" ج3/56

وقوله:" فإياك أن ترمي ميزان الشرع من يدك في العلم الرسمي ، والمبادرة إلى ما حكم به ، وإن فهمت منه خلاف ما يفهمه الناس مما يحول بينك وبين إمضاء ظاهر الحكم به فلا تعول عليه ، فإنه مكر نفسي بصورة إلهية من حيث لا تشعر " ج2/234

ويقول في حق من رجح كشفه على الحكم المقرر:" وهذا ليس بشيء عندنا ولا عند أهل الله ، وكل من عول عليه فقد خلط ، وخرج عن الإنتظام في سلك أهل الله ولحق بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحيات الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" ج2/234

وغيرها أكثر بكثير مما تعج به الفتوحات وكلها توضح أن الشيخ محي الدين رضي الله عنه لم يجعل السنة بمنزلة الرهبانية في النصرانية ( كما يسميها علماء المسلمون) ومن يتوهم أنه جعل السنة بمنزلة الرهبانية لأنه ذكر حكم الله في الأمم السابقة لدى ابتداعهم أعمالا لم يكلفهم الله بها فسماها لهم رهبانية وأن شرعنا سماها لنا بدعة حسنة بنص الحديث النبوي إنما هو ضعف في فهم الكلام ونوع من أنواع المغالطة في صور القياس الفاسد الذي أشرت له في مقالتي عن  " المغالطات العشر "،إذ لايوجب ورود مسألتين في الكلام  تساويهما في الحكم ، لتعدد الإحتمالات الرابطة بينهما ولايقول بهذا أي مرجع معتمد .

       أما اتهامك للشيخ بأنه نسخة سافرة من القاديانية ولم تقدم دليلا على ذلك فلننقل للقراء ماهي القاديانية وما تعريفها كما جاءت في أقوال العلماء.

تقوم القاديانية على مايلي :

1-  ادعى صاحبها النبوة والرسالة والتأييد من الله .

2-  صاغ لنفسه وحيا كالقرآن .

3-  ابتنى لنفسه مسجدا سماه " المسجد الأقصى " ، وسمى بلدته " مكة المسيح " .

4-  سمى زوجاته أمهات المؤمنين .

5-  أعلن أن ظواهر الكتاب والسنة مصروفة إلى الإستعارات والتآويل المختلفة، وأخذ يحرف شرع الله وحكمه.

6-  نسخ حكم الجهاد ولاسيما مع الإنكليز .

هذه عقيدة القاديانية نقلا من كتاب " العقيدة الإسلامية والفكر المعاصر" للدكتور سعيد رمضان البوطي ط/7ص 88-89 منشورات جامعة دمشق _ بالتصرف "  .  فأين قال الشيخ محي الدين مثل هذا الكلام حتى وجدته نسخة سافرة من القاديانية أتحسب أن هذا الإتهام  يا أخ زهير يوم القيامة هينا ?! ، وهلا قدمت أدلة على هذه التهمة مما كتبه الشيخ في كتبه المعتمدة ليطلع عليها القراء ويعذرونك ? .

       ثم لنأت على البهائية ونقدمها للقراء من نفس المصدر السابق( بالتصرف أيضا) ، فنجد أن الأسس التي تقوم عليها البهائية هي:

1-  يدعى صاحبها النبوة والرسالة .

2-  القول بأن مجموع الكائنات المتنوعة هي الله ذاته.

3-  لا توجد عندهم جنة ولا نار ، بل الأتقياء والأخيار يرجعون إلى الله ويحيون في ذاته ، أما الأشرار فيفنون وينتهون .

4-  إن النبوة والرسالة ليستا إلا من بعض مظاهر اللإتحاد بين الله وعباده .

5-  الصلاة لها مظهر خاص وتقام مرة كل شهر .

فهل هكذا هي عقيدة الشيخ محي الدين ? أين النص الذي  قال الشيخ فيه أن الموجودات هي الله ذاته?  

 ألم تقرأ له في الفتوحات تصريحه بالشهادتين التي ذكرهما في ج1 / 36? حيث ذكر إيمانه واعتقاده بالله سبحانه وتعالى وصفاته وبالنبوة والرسالة والملائكة والجنة والنار وغير ذلك .

 أين قال الشيخ أنه لاتوجد جنة ولا نار ? هل صدقت الذين يكذبون على الشيخ ويتهمونه بالحلول والإتحاد وهو البريء من ذلك? إياك يا أخي أن تكون ممن يهرف بما لايعرف ! .

 ألم يظهر معك "تحت المجهر" قول الشيخ : "ما قال بالإتحاد إلا أهل الإلحاد "ج3/372.

وقوله عن الباطنية  : " كل ما يؤدي إلى هدم قاعدة دينية مشروعة فهو مذموم بالإطلاق عند كل مؤمن " ج2/240 .

وقوله رضي الله عنه:" من قلب أحكام الله فقد كفر وخسر " ج4/168

ألم يصلك قوله:"إن الإتحاد محال أصلا فلا اتحاد البتة لامن طريق المعنى ولا من طريق الصورة " كتاب الياء /66

وقوله:"إذا كان الإتحاد يصير الذاتين ذاتا واحدة فهو محال " المسائل /مسألة43.

هل قدمت أدلة من كلام الشيخ في كتبه المعتمدة على اتهاماتك له ?  .

      ليتك يا أخ زهير قرأت كتاب :" شرح كلمات الصوفية والرد على ابن تيمية " للشيخ محمود الغراب  لتبين لك كيف أخطأ من اتهم الشيخ محي الدين بأنه يقول بالحلول والإتحاد وماشابه ذلك من كلام الضلال الذين يتهمونه بوحدة الوجود ومعناها الفاسد .

هل يحق لي أن أسأل  أكان فهمك في نقل عبارات الشيخ هو الذي فيه اضطراب كما تبين في المداخلة رقم -1- أم الذي قرأناه في نقلك يوصف بأنه فيه اضطراب .

            الأخ زهير كلامك الذي سطرته شهادة عليك وكلامي مع المراجع التي ذكرتها شهاة ليّ وكلانا يقول الله سبحانه وتعالى فيينا وبأمثالنا :﴿ ستكتب شهادتهم ويسألون﴾ . فماذا أعددنا للجواب ?!.

 

جعلنا الله وإياك من أهل حفظه وعنايته .

﴿ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

 المحب لك فريد

 

محمد فريد
26 - يناير - 2006
يخزي العين وما شا الله    كن أول من يقيّم
 

الأستاذ فريد المحترم: أشكرك على هذه التصويبات، فيما يخص ملف (الفتوحات المكية تحت المجهر) والذي كان كما يبدو مجهرا بلا عدسات، وربما وقعت فيه بأخطاء كثيرة في تحديد أرقام الصفحات، ولكن كون الكتاب منشورا على الوراق يسهل مسألة الرجوع إلى النص، ولا أدري كيف وقعت في خطأ استبدال (الحارث) ب(الوارث) ?!

 وكلامك هو الصحيح، حسب مطبوعة الفتوحات، ولكن يبقى عليك أن تشرح لنا المراد بمعنى (الحارث) في سياق النص، مع أن الكلام عن الوارث، كما هو ظاهر في تفصيل الكلام ، =وانظر البطاقة اللاحقة في معنى اسم الحارث في الفتوحات=? وأرجو أن تنشر كل أخطائي وعثراتي التي وقفت عليها. وأود أن أعلمك أن قصدي من وراء نشر هذا الملف هو أن نضع الفتوحات المكية تحت المجهر، وليس تحت مجهري أنا، وحيث أنك أقدر مني في ضبط كلمات الشيخ، وأعلم مني في مراده بها، أرغب إليك، بالتوسع في إبداء ملاحظاتك، على هذا الملف، ثم التوسع في إثرائه بما توصلت إليه من القول المرجح في مذهب الشيخ. أتمنى أن تشرح لنا مثلا مراده بقوله:

تقـول زدنـي يا فـتـى = منه فنعم المختبر
قبلتهـا عـانـقـتـهـا= حلت مـعـاقـد الأزر
طعنت في مسـتـهـدف = أجرد ما فـيه شـعـر
وعـرفـه كــأنـــه = ريح الخزامى والعطـر
وجـدتـه كـمـثـل نـا = ر لمجوس تـسـتـعـر

ثم من هم الخمسة الذين يشار إليهم أنهم علماء الضاد وأن ابن عربي واحد منهم، ومن ذكر ذلك، أفيدونا جزيتم خيرا
*زهير
28 - يناير - 2006
المقصود بالحارث في كتاب الفتوحات    كن أول من يقيّم
 

الحارث في كتاب الفتوحات لا يطلق إلا على إبليس، وإطلاق اسم إبليس على الحارث مشهور في كتب الأدب والتفسير. 

قال في الفتوحات أثناء حديثه عن أطوار خلق الجن (?):
(وحين جاء وقت إنشاء عالم الجان توجه من الأمناء الذين في الفلك الأول من الملائكة ثلاثة ثم أخذوا من نوابهم من السماء الثانية ما يحتاجون إليه منهم في هذا النشيء ثم نزلوا إلى السموات فأخذوا من النواب اثنين من السماء الثانية والسادسة من هناك ونزلوا إلى الأركان فهيؤا المحل واتبعتهم ثلاثة أخر من الأمناء وأخذوا من الثانية ما يحتاجون إليه من نوابهم ثم نزلوا إلى السماء الثالثة والخامسة من هناك فأخذوا ملكين ومرّوا بالسماء السادسة فأخذوا نائباً آخر من الملائكة ونزلوا إلى الأركان ليكملوا التسوية فنزلت الستة الباقية وأخذت ما بقي من النواب في السماء الثانية وفي السموات فاجتمع الكل على تسوية هذه النشأة بإذن العليم الحكيم فلما تمت نشأته واستقامت بنيته توجه الروح من عالم الأمر فنفخ في تلك الصورة روحاً سرت فيه بوجودها الحياة فقام ناطقاً بالحمد والثناء لمن أوجده جبلة جبل عليها وفي نفسه عزة وعظمة لا يعرف سببها ولا على من يعتزبها إذ لم يكن ثم مخلوق آخر من عالم الطبائع سواه فبقي عابداً لربه مصراً على عزته متواضعاً لربوبية موجده بما يعرض له مما هو عليه في نشأته إلى أن خلق آدم فلما رأى الجان صورته غلب على واحد منهم اسمه الحارث بغض تلك النشأة وتجهم وجهه لرؤية تلك الصورة الآدمية ......  إلى أن قال: وكان أول من سمي شيطاناً من الجن  الحارث فأبلسه الله أي طرده من رحمته وطرد الرحمة عنه ومنه تفرعت الشياطين بأجمعها فمن آمن منهم مثل هامة بن الهام بن لاقيس بن إبليس التحق بالمؤمنين من الجن ومن بقي على كفره كان شيطاناً وهي مسئلة خلاف بين علماء الشريعة...إلخ
وقال في موضع آخر:
وقد علم أنه تعالى قد سبقت مشيئته في خلقه أن يخلق له منازعاً ينازعه في حضرته ويثور عليه في ملكه بنفوذ مشيئته فيه وسابق علمه وكلمته التي لا تتبدل سماه الحارث وجعل له خيلاً ورجلاً وسلطه على هذا الإنسان

 

*زهير
28 - يناير - 2006
الفرق بين المجتهد والوارث عند ابن عربي    كن أول من يقيّم
 

الاجتهاد عند ابن عربي منزلة أقل رتبة من رتبة الوراثة، وتفسيرك يا سيد فريد لكلام ابن عربي خطأ كما أرى أنا، وسوف ألخص هنا للقراء نظرية الوراثة كما يراها ابن عربي، وهي عند معظم المسلمين اليوم تخبيص ولغوصة =كما نقول باللهجة الشامية= قال في الفتوحات يبين الفرق بين الوارث والمجتهد:
فمن ورث محمدا صلى اللّه عليه وسلم في جمعيته كان له من اللّه تعريف بالحكم، وهو مقام أعلى من الاجتهاد، وهو أن يعطيه اللّه بالتعريف الإلهيّ أن حكم اللّه الذي جاء به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في هذه المسألة هو كذا، فيكون في ذلك الحكم بمنزلة من سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وإذا جاءه الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجع إلى اللّه فيه، فيعرف صحة الحديث من سقمه سواء كان الحديث عند أهل النقل من الصحيح أو مما تُكلم فيه.
 فإذا عرف فقد أخذ حكمه من الأصل، وقد أخبر أبو يزيد بهذا المقام، أعني: الأخذ عن اللّه عن نفسه أنه ناله، فقال فيما روينا عنه يخاطب علماء زمانه: (أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت).
ولنا بحمد اللّه في هذا المقام ذوق شريف، فيما تعبدنا به الشرع من الأحكام وهذا مما بقي لهذه الأمة من الوحي وهو التعريف لا التشريع.
وأما أهل الإجتهاد .... فإن المخطئ من المجتهدين والمصيب واحد لا بعينه، لكن المصيب في نفس الأمر ناقل، والمخطئ في نفس الأمر مقرر حكم مجهول ....وأهل اللّه ما لهم من حكم في الشرع إلا المحكوم به على التعيين عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو الورثة على الحقيقة، فإن الوارث لا يرث إلا ما كان ملكاً للموروث عنه إذا مات. وحكم المجتهد المخطئ ما هو ملك له عينه حتى يورث عنه فليس بوارث لأن ما عنده سوى تقرير ما أدّاه إليه نظره ... فهو كالعَصَبة، لا نصيب لهم في الميراث على التعيين، إنما لهم ما بقي بعد إلحاق الفرائض بأهلها.
فإن مات =أي النبي= عن غير صاحب فريضة ... يرثه في خلقه أو في حاله لا في حكمه من هذه الأمة من صادف ذلك الحال أو الحكم...
 فأمة محمد صلى اللّه عليه وسلم المؤمنون به أتباع كل نبيّ وكل كتاب وكل صحيفة جاء أو نزل من عند اللّه في الإيمان به لا بالعمل بالحكم.
فما بقي نبيّ إلا وقد أومن به .
فالنبي محمد صلى اللّه عليه وسلم له الإمامة والتقدم.
وجميع الرسل والأنبياء خلفه في صف، ونحن خلف الرسل وخلف محمد.
ومن الرسل من يكون له صورتان في الحشر: صورة معنا وصورة مع الرسل كعيسى، وجميع الأمم خلفنا.
غير أن لنا صورتين: صورة في صف الرسل عليهم السلام، وليست إلا لعلماء هذه الأمة وصورة خلف الرسل من حيث الإيمان بهم.
وكذلك سائر الأمم لهم صورتان: صورة يكونون بها خلفنا وصورة يكونون بها خلف رسلهم.
فوقتا يقع نظر الناظر على صورهم خلفنا، ووقتاً خلف رسلهم، ووقتاً على المجموع فهذه أحوال العلماء في الآخرة في حشرهم.
وأما ورثة الأفعال: فهم الذين اتبعوا رسول اللّه محمد صلى اللّه عليه وسلم في كل فعل كان عليه وهيئة مما أبيح لنا اتباعه حتى في عدد نكاحه وفي أكله وشربه وجميع ما ينسب إليه من الأفعال التي أقامه اللّه فيها من أوراد وتسبيح وصلاة لا ينقص من ذلك فإن زاد عليها بعد تحصيلها فما زاد عليها الأمن حكم قوله صلى اللّه عليه وسلم فهذه وراثة أفعاله
وأما وراثة أحواله فهو ذوق ما كان يجده في نفسه في مثل الوحي بالملك فيجد الوراث ذلك في اللمة الملكية ومن الملك الذي يسدده ومن الوجه الخاص الإلهيّ بارتفاع الوسائط وأن يكون الحق عين قوله وأن يقرأ القرآن منزلاً عليه يجد لذة الإنزال ذوقاً على قلبه عند قراءته فإن للقرآن عند قراءة كل قارىء في نفسهأو بلسانه تنزلاً إلهياً لابد منه فهو محدث التنزل والإتيان عند قراءة أيّ قارىء كان غير أن الوارث بالحال يحس بالإنزال ويلتذ به التذاذا ًخاصاً لا يجده إلا أمثاله فذلك صاحب ميراث الحال وقد ذقناه حالاً بحمد اللّه وهو الذي قال فيه أبو يزيد لم أمت حتى استظهرت القرآن (الوراق 2475)

وقال في موضع آخر (ص 2580): فاعلم أن الورث على نوعين معنوي ومحسوس، فالمحسوس منه ما يتعلق بالألفاظ والأفعال وما يظهر من الأحوال.
فأما الأفعال فأن ينظر الوارث إلى ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفعله مما أبيح للوارث أن يفعله اقتداء به لا مما هو مختص به عليه السلام مخلص له في نفسه ومع ربه وفي عشرته لأهله وولده وقرابته وأصحابه وجميع العالم.
ويتبع الوارث ذلك كله في الأخبار المروية عن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم، الموضحة لما كان عليه في أفعاله من صحيحها وسقيمها، فيأتيها كلها على حد وردت لا يزيد عليها ولا ينقص منها.
وإن اختلفت فيها الروايات فليعمل بكل رواية، وقتاً بهذه ووقتاً بهذه، ولو مرة واحدة، ويدوم على الرواية التي تثبت، ولا يخل بما روى من ذلك، وإن لم يثبت من جهة الطريق فلا يبالي، إلا أن تعلق بتحليل أو تحريم، فيغلب الحرمة في حق نفسه فهو أولى به، فإنه من أولى العزم، وما عدا التحليل أو التحريم فليفعل بكل رواية.
وإذا أفتى إن كان من أهل الفتيا وتتعارض الأدلة السمعية بالحكم من كل وجه ويجهل التاريخ ولا يقدر على الجمع فيفتى بما هو أقرب لرفع الحرج، ويعمل هو في حق نفسه بالأشد ... كأحمد بن حنبل فإنه كان بهذه المثابة، روينا عنه أنه ما أكل البطيخ حتى مات وكان يقال له في ذلك فيقول: ما بلغني كيف كان يأكله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.

 ... وما رأينا أحداً ممن رأيناه أو سمعنا عنه عمل على هذا القدم إلا رجل كبير باليمين يقال له الحداد، رآه الشيخ ربيع بن محمود المارديني الحطاب وأخبر أنه كان على هذا الحال من الاقتداء، أخبرني بذلك صاحبي الخادم عبد اللّه بدر الحبشي عن الشيخ ربيع.

وقال في موضع آخر ( ص 1065): (ثم لتعلم أن مكان كل واحد من نبيه الذي هو وارثه إنما مكانه منه على الحال التي أثمر له طريقه، فانه لا يرث أحد نبياً على الكمال، إذ لو ورثه على الكمال لكان هو رسولاً مثله، أو نبي شريعة تخصه، يأخذ عمن يأخذ عنه، وليس الأمر كذلك، إلا أن الروح الذي يلقي على ذلك النبي، تمتد منه رقيقة ملكية لقلب هذا الرجل الوارث، في صورة حالة مشوبة في ظاهرها بصورة ذلك الملك، وتسمى تلك الروحانية باسم ذلك الملك، وتخاطب هذا الوارث بقدر حاله .... ومن هنا يتخيل من لا تمكن له في المعارف الإلهية ذوقاً أنه نبي، أو قد نال درجة أنبياء الشرائع، ولهذا قال بعض السادة من رجال الله: جعلك الله محدثاً صوفياً ولا جعلك صوفياً محدثاً)

وقال في موضع آخر (ص 279): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الأنبياء ما ورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم ولما كانت حالته صلى الله عليه وسلم في إبتداء أمره صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى وفقه لعبادته بملة إبراهيم الخليل عليه السلام فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه عناية من الله سبحانه به صلى الله عليه وسلم إلى أن فجأه الحق فجاءه الملك فسلم عليه بالرسالة وعرّفه بنبوّته فلما تقرّرت عنده أرسل إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا فبلغ الرسالة وأدّى الأمانة ودعا إلى الله عز وجل على بصيرة فالوارث الكامل من الأولياء منا من انقطع إلى الله بشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن فتح الله له في قلبه في فهم ما أنزل الله عز وجل على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بتجل إلهيّ في باطنه فرزقه الفهم في كتابه عز وجل وجعله من المحدّثين في هذه الأمّة فقام له تهذا مقام الملك الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ردّه الله إلى الخلق يرشدهم إلى صلاح قلوبهم مع الله ويفرّق لهم بين الخواطر المحمودة والمذمومة ويبين لهم مقاصد الشرع وما ثبت من الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لم يثبت بإعلام من الله أتاه رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما فيرقى هممهم إلى طلب الأنفس بالمقام تالأقدس نويرغبهم فيما عند الله كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ رسالته غير أنّ الوارث لا يحدث شريعة ولا ينسخ حكما مقررا لكن يبين فإنه على بينة من ربه وبصيرة في علمه ويتلوه شاهد منه بصدق إتباعه وهو الذي أشركه الله تعالى مع رسوله صلى الله عليه وسلم في الصفة التي يدعو بها إلى الله فأخبر وقال ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وهم الورثة فهم يدعون إلى الله على بصيرة وكذلك شركهم مع الأنبياء عليهم السلام في المحنة وما ابتلوا به فقال أن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون نالذين يأمرون بالقسط من الناس وهم الورثة فشرك بينهم في البلاء كما شرك بينهم في الدعوة إلى الله
وقال أيضا (ص 1021) : (وأما ختم الولاية المحمدية فهي لرجل من العرب، من أكرمها أصلاً ويداً ، وهو في زماننا اليوم موجود، عرفت به سنة خمس وتسعين وخمسمائة، ورأيت العلامة التي له، قد أخفاها الحق فيه عن عيون عباده وكشفها لي بمدينة فاس، حتى رأيت خاتم الولاية منه، وهو خاتم النبوة المطلقة لا يعلمها كثير من الناس، وقد ابتلاه الله بأهل الإنكار عليه فيما يتحقق به من الحق في سره من العلم به.
وكما أن الله ختم بمحمد صلى الله عليه وسلم نبوة الشرائع كذلك ختم الله بالختم المحمدي الولاية التي تحصل من الوارث المحمدي لا التي تحصل من سائر الأنبياء، فان من الأولياء من يرث إبراهيم وموسى وعيسى، فهؤلاء يوجدون بعد هذا الختم المحمدي وبعده فلا يوجد ولي على قلب محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا معنى خاتم الولاية المحمدية وأما ختم الولاية العامة الذي لا يوجد بعده ولي فهو عيسى عليه السلام. ولقينا جماعة ممن هو على قلب عيسى عليه السلام وغيره من الرسل عليهم السلام وقد جمعت بين صاحبي عبد الله وإسماعيل بن سودكين وبين هذا الختم ودعا لهما وانتفعا به والحمد الله)

 

 

*زهير
29 - يناير - 2006
الوارث في عقبات السويق    كن أول من يقيّم
 

وأعلى مقام للوارث حسب نظرية ابن عربي أن يقتحم عقبات السويق بسلام، وهو ما بسط الكلام عليه في الباب (383) من الفتوحات. وهو نفسه (موقف السواء) عند النفري كما سيذكر ابن عربي، و(موقف السواء): التعبير الأقدم لمصطلح وحدة الوجود كما يفهم من كلام ابن عربي، ولكني لم أعثر في كتاب المواقف للنفري على هذا الموقف? وقد تناوله ابن عربي بالشرح في غير موضع من الفتوحات فقال: (وهو الموقف الذي لا يتميز فيه سيد من عبد، ولا عبد من سيد، فإن قلت فيه في تلك الحالة سيد صدقت، وإن قلت فيه عبد صدقت، لأن لك شاهد حال في كل قول يشهد لك بصدق ما تقول، فقل ما شئت فيه تصدق).. أما لماذا اختار ابن عربي كلمة السويق فالظاهر أنه رأى عقبة السويق، التي ذكرها المقريزي في (البيان والإعراب) وهي قريبا من ينبع. ويعلل ابن عربي هذه التسمية بقوله: (وأضيفت إلى السويق لعدم ثبوت الأقدام فيها لأنها مزلة الأقدام فلا يقطعها إلا رجل كامل).
وفي عقبات السويق يتعرض الوارث إلى المحنة الكبرى، فإن اقتحمها بسلام اطلع يوم القيامة على ما هو مكتوب في السبع المثاني، والسبع المثاني هي كما يرى أتباع ابن عربي ألوية الحمد السبعة التي تنشر على رأس محمد (ص) يوم القيامة من سورة الفاتحة، ومع أن أتباع ابن عربي في دمشق يرددون هذا التفسير للسبع المثاني عند كلامهم على (عقبات السويق) إلا أنني لم أظفر بنص في الفتوحات ربط فيه ابن عربي بين السبع المثاني وألوية الحمد السبعة ?! ثم إن ابن عربي عاد في الباب (341) وهو (منزل التقليد في الأسرار) فقال: (وليس في المنازل أصعب مرتقى من هذا المنزل، هو أصعب من منزل عقبات السويق) وإليك ملخص ما حكاه في وصف مقام (عقبات السويق) قال:
(اعلم أن لله في المقام المحمود الذي يقام فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة باسمه الحميد سبعة ألوية تسمى ألوية الحمد تعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وورثته المحمديين.
وفي الألوية أسماء الله التي يثني بها صلى الله عليه وسلم على ربه إذا أقيم في المقام المحمود يوم القيامة وهو قوله صلى الله عليه وسلم إذا سئل في الشفاعة قال فأحمد الله بمحامد لا أعلمها الآن.
وهي الثناء عليه سبحانه بهذه الأسماء التي يقتضيها ذلك الموطن والله تعالى لا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى خاصة، وأسماؤه سبحانه لا يحاط بها علماً فإنا نعلم أن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ونعلم أنا لا نعلم ما أخفي لنا من قرة أعين وما من شيء من ذلك إلا وهو مستند إلى الاسم الإلهي الذي ظهر به حين أظهره والاسم الإلهي الذي امتن علينا تعالى بإظهاره لنا فلا بد أن نعلمه ونثني على الله به ونحمده إما ثناء تسبيح أو ثناء إثبات.
فلما عُرِّفتُ بذلك سألتُ عن توقيت تلك الأسماء التي يحمد الله تعالى بها يوم القيامة في المقام المحمود فإني علمت أني لا أعلمها الآن ولا يعلمنيها الله فإنها من المحامد التي يختص بها صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، فإذا سمعناه يحمده بها يوم القيامة في المقام المحمود وانتشرت الألوية بها والمحامد مرقومة فيها ففي ذلك الموطن نعلمها.
فقيل لي: إن عدد تلك الأسماء ألف اسم وستمائة اسم وأربعة وستون اسماً، كل لواء منها فيه مرقوم تسعة وتسعون اسماً من أحصاها هناك دخل الجنة، غير لواء واحد من هذه الألوية فإن فيه مرقوماً من هذه الأسماء سبع مائة وسبعون اسماً يحمده صلى الله عليه وسلم بهذه المحامد كلها وكلها تتضمن طلب الشفاعة من الله.
وهذا المنزل مما يعطى من ينزله مشاهدة كل لواء من تلك الألوية وعلماً بما فيه من الأسماء ليثني هذا الوارث على الله بها هنالك.
ولكل لواء منها منزل هنا ناله صلى الله عليه وسلم وتناله الورثة الكمّل من أتباعه.
وهذا المنزل منزل شامخ صعب المرتقى ولهذا سمي عقبة وأضيفت إلى السويق لعدم ثبوت الأقدام فيها لأنها مزلة الأقدام.
فلا يقطعها إلا رجل كامل من رسول ونبي ووارث كامل يحجب كل وارث في زمانه وهذا هو المنزل الذي سماه النفري في مواقفه موقف السواء لظهور العبد فيه بصورة الحق.
فإن لم يمن الله على هذا العبد بالعصمة والحفظ ويثبت قدمه في هذه العقبة بأن يبقي عليه في هذا الظهور شهود عبوديته لا تزال نصب عينيه وإن لم تكن حالته هذه وإلا زلت به القدم وحيل بينه وبين شهود عبوديته بما رأى نفسه عليه من صورة الحق ورأى الحق في صورة عبوديته وانعكس عليه الأمر.
وهو مشهد صعب فإن الله نزل من مقام غناه عن العالمين إلى طلب القرض من عباده ومن هنا قال من قال أن الله فقير وهو الغني ونحن أغنياء وهم الفقراء فانعكست عندهم القضية وهذا من المكر الإلهي الذي لا يُشعَرُ به.
فمن أراد الطريق إلى العصمة من المكر الإلهي فليلزم عبوديته في كل حال ولوازمها فتلك علامة على عصمته من مكر الله ويبقى كونه لا يأمنه في المستقبل بمعنى أنه ما هو على أمن أن تبقى له هذه الحالة في المستقبل إلا بالتعريف الإلهي الذي لا يدخله تأويل ولا يحكم عليه إجمال.
وفي هذا المنزل يشاهد قوله (ولكن الله رمى) ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الرامي في الحس الذي وقع عليه البصر ويقوم له في هذا المنزل (والله خلقكم وما تعملون)

واعلم أن السواء بين طريقين لأن الأمر محصور بين رب وبين عبد.
فللرب طريق وللعبد طريق.
فالعبد طريق الرب فإليه غايته، والرب طريق العبد فإليه غايته.
فالطريق الواحدة العامة في الخلق كلهم هي ظهور الحق بإحكام صفات الخلق فهي في العموم إنها أحكام صفات الخلق وهي عندنا صفات الحق لا الخلق وهذا معنى السواء.

*زهير
29 - يناير - 2006
 1  2  3  4  5