مجلس : الفلسفة و علم النفس
|
|
|
|
|
 | تعليقات | الكاتب | تاريخ النشر |  | تابع تنقية المشكلة الفلسفية 5     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
الشاب عبد الحفيظ لم يكن يقصد الإساءة إلي العقل العربي ذاته !, وما في الأمر غير نقد برئ وهادف لمرحلة طارئة من مراحله , فقال : كنت أقصد امتداد هذا العقل في الحاضر، , إذا فأنا اتفق معه (إن) كان الأمر كذلك,غير أني التمس لنفسي عذرا في ( سوء فهمي! ), إذ كان يعتمد في_ نقده_ علي مقارنة عبر حضارية ,بين العرب والفرس واليونان ,كما أن هذه المقارنة كانت في عمق الماضي , أيضا فالحالة المؤقتة , حسب ما ذكره الأخ , ممتدة عبر المستقبل فقد قال : أكيد أنه كانت هناك بعض التفريعات التي لم تكن تخلو من إبداع ...ولكن ذلك كان يتم داخل دائرة انغلقت إلى الأبد ، فأصبحت الحركة فيها دائرية ، تكرس التكرار و الرتابة ، و تلتهم ما تنتج ، فصار الزمن فيها زمنا مكرورا و معادا ..زمنا ميتا ، أو هو بالحي-الميت أشـبه,,,,,,, .يبدو أننا لن نتحرر أبدا ، لأن العقل العربي قدم استقالته منذ أمد بعيد
ولما كان هذا نقده للعقل العربي هو عبر الماضي وعبر الحاضر وعبر المستقبل وعبر مقارنة عبر_حضارية أي أن نتائجها تمس العقل، صميم العقل العربي , ظننت أن هذه دعوة مهذبة للانتحار الجماعي لكن الأمر كان على خلاف ذلك والحمد لله.
أيضا لقد أعلن أن حديثه عن النصوص , وأن العقل العربي يستبدلها بظواهر الطبيعة , لا ينسحب على الوحي !, فذكر أن : النص الديني ،لا يعني النص القرآني, فأنا أتفق معه هنا أيضا في أن الوحي والطبيعة ليسوا في وضع بحيث يستبدل أحدهما الآخر, على أني التمس لنفسي عذرا في سوء فهمي هنا أيضا ,فأنا لا أعلم نصا ديـنيا تستقى منه التشريعات ويأتي في سياق الحديث عن العقل العربي غير القرآن . على أي حال , فأنا اتفق معه إذا في أنه لا يحسن بنا استيراد مشكلة تعارض النص الديني مع معطيات الطبيعة من قوم أحرق أسلافهم جاليليو حيا إلي قوم ظهر في أسلافهم : الخوارزمي وابن النفيس وابن الهيثم وابن البيطار و البيروني والإدريسي والحموي , لا يحسن بنا استيراد هذه المشكلة لمجرد الرغبة في المحاكاة.
وهاهو يقصر حديثه علي الحالة العربية في عمقها الوجودي الآني وليس غير ,ولكنه لسبب متعلق ببنائه النفسي , يولي ظهره لموضوع النقاش , الذي هو المسألة الفلسفية في الواقع العربي ,وينقض فجأة (وبدون إحم ولا دستور) على فصيل اجتماعي معروف إعلاميا باسم التيار الإسلامي , وهذا ابتعاد عن موضوع النقاش لأن هذا التيار متجاوز للجغرافيا العربية من حيث المكان , ومتأخر عن الانهيار العربي من حيث الزمان, ومحدود التأثير علي المجتمع العربي من حيث القوة , لقد استغل الشاب عبد الحفيظ وضعية التقاطع الزمكاني بين الحالة العربية وبين التيار الإسلامي , فنسب إليه كل الموبقات العربية , من حرب الخليج حتى كارثة تسونامي !! ,هو يجهل أن فكرة تفسير الظاهرة الإسلامية من خلال البنية الاجتماعية العربية , فكرة قد عفا عليها الزمن , وأنها قد استبدلت بالتفسير الحضاري , أي علاقة الشرق بالغرب , ويبدو أن أفكار الشاب عبد الحفيظ عن الواقع تتغير بعد تغير الواقع بعشر سنين , وهو في هذا يعبر وبأصالة عن الحالة العربية المتردية , لكن ما استوقفني هو انتزاعه المتعسف لظاهرة عرفت في التاريخ الإسلامي بظاهرة (أبو نواس ) , وهي انتشار أدب اللواط في البيئة الإسلامية القديمة , وتكرار تصريح العلماء (في فترة ما من فترات التاريخ الإسلامي) بخطورة مصاحبة الأمرد ,وبعد أن انتزعها بتعسف من سياقها التاريخي يلصقها قسرا على لسان مفكري التيار الإسلامي ,فينسب إليهم فتوى بحرمة كرة القدم لأن عورة الرجل فيها متكشفة , لأن عورة الأمرد أشد غواية من .... وكان يتعين عليه أن يستقي معلوماته من الواقع وليس من أفلام عادل إمام ومسلسلات وحيد حامد وكتب فرج فودة ,
لكن يتعين علينا الآن أن نحلل ظاهرة أبو نواس , لأن المصابين كثيرا ما يتوقفون عندها.............. | *يحيي رفاعي سرور | 4 - يناير - 2006 |  | تابع تنقية المشكلة الفلسفية 6     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
ظاهرة أبو نواس أو أدب اللواط في التاريخ الإسلامي , ظاهرة حضارية , ليس بمعني أن هذا السلوك مبرر أخلاقيا , بل بمعني أن هذه الظاهرة مرتبطة بالحضارة من حيث هي , أي بمطلق الحضارة ,بغض النظر عن مضمونها الذي يميزها عن سائر الحضارات..
مرتبطة بطور معين من أطوار نشوء الحضارة ,بغض النظر عن رسالة هذه الحضارة..
مثل تجاعيد الوجه مثلا ,تظهر في سن معين بغض النظر عن طابع الشخصية .
أما آلية ظهورها فهي آلية لاشعورية , يقوم فيها المجتمع بدور الخالق للقيم الجمالية للفرد , بحيث تكون هذه القيم مسخرة لتلبية احتياجاته , دون أن يعي الفرد علاقة مزاجه الشخصي بوظيفيته الاجتماعية .
المجتمع الريفي , أو الحضارة الناشئة كلاهما في حاجة إلي الأيدي البشرية في الزراعة أو في الحرب : فتصاغ القيم الجمالية بحيث تكون في صالح المرأة موفورة الصحة أو الممتلئة المطيعة .
تقل الحاجة للأيدي البشرية في المدن أو في الحضارات الراسخة نوعا ما: فتصاغ القيم الجمالية للفرد بحيث تكون في صالح المرأة النحيفة ذات الشخصية .
عند وصول الحضارة لقمة مجدها , تفقد الشعور بالإحساس بالخطر , فينتزع من الأفراد الشعور بالجماعة , وتبدو اللذة الجنسية مجردة عن أي وظيفة اجتماعية ويظهر الشذوذ الجنسي. وهذا شأن أي حضارة .
الحضارة اليونانية في قمة مجدها (وهي نموذج الإنسانية في نظر البعض) نظرت إلي العلاقات بين الذكور كما ننظر نحن إلى الزواج التقليدي .
الدراسات الحديثة لا تكاد تستثني أحدا من فلاسفة اليونان من تهمة ممارسة الشذوذ , فمعظم النبلاء كانوا يجمعون بين زوجة وغلام , ونظرية الحب الأفلاطوني وضعها أفلاطون في حب الغلمان, ولم يتزوج إلى سن الثمانين , وكان عشيقه يدعي (الكسوفديون) وهو الذي صرح بأن (تحريم اللواط يرجع الي الشر في قلوب المشرعين والطغيان من الحكام والخنوع من المحكومين ) ونهر أفلاطون غلاما رفض مضاجعته قائلا له : ( إن رفضك يثبت انك لست من اثينا ولا من اسبرطة ) , وخلال ثلاثة أجيال كانت رئاسة الأكاديمية تنتقل من عاشق إلى عشيقه... أرسطو كان عاشقا لتلميذه (هيرمايس) وكان يصرح بأن (الغلام النبيل هو من يخلص لرجل واحد) أما سقراط فقد اشتهر بخلافاته مع زوجته بسبب علاقاته مع تلاميذه , التي كادت أن تتسبب في مقتل سقراط بسبب غيرة بعضهم من بعض .. كلمة lisbian مشتقة من مدينة ليسبوس اليونانية
(من كتاب خواطر مسلم في المسألة الجنسية بتصرف . المراجع الأجنبية في الكتاب المذكور)
علي الأقل أخذت هذه الظاهرة في الحضارة الإسلامية شكلا أكثر احتراما فلم تصل عند المسلمين إلي شخصيات بحجم سقراط وأرسطو وأفلاطون عند اليونان , كما أنها كانت ظاهرة غير مستقرة بسبب هجوم العلماء عليها , وهو الموقف الذي يسخر منه البعض.
وبمناسبة الشذوذ فأحد فلاسفة عصر النهضة التي يتعشقها الجابري واسمه بالكامل (جان جاك روسو) كان لا يتلذذ جنسيا إلا بالضرب علي مؤخرته ...................أعتقد أن هذا يصلح كعقاب لكل من لا يحب بلاده وأمته......... :) | *يحيي رفاعي سرور | 4 - يناير - 2006 |  | شكرا جزيلا.     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
أ شكرك الأخ يحـيى ، لأنك تمكنت من تنقية المشكلة .
المشكلة التي سببت لي حزنا في العقل وفي القلب .
أعتذربدوري ان بدوت مستفزا ، وما كان قصدي الا المساهمة
في اثراء النقاش .
لنعد الى صاحبنا -الجابري-ويتعلق الأمر هذه المرة برأيه
في مصطلح -النصارى -الوارد في الآية القرآنية الكريمة:
* لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا .
ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا :الذين قالوا انا نصارى ،ذلك
بأن منهم قسيسين و رهبانا وأنهم لايستكبرون *المائدة 82
يقول الجابري من هم ، يا ترى، هؤلاء النصارى الذين آمنوا
بالنبي الأمي قبل بعثته و بعدها ،والذين تعتبرهم-المسيحية الرسمية-
فرقة مبتدعة ?
لقد ترجح لدينا من خلال البحث و التقصي في كافة المراجع المتاحة...
أن المقصود بالنصارى هم فرقة حملت هذا الاسم خلال ما يطلق عليه
-المسيحية الأولى -مسيحية القرن الأول للميلاد ، قبل أن تتأثر المسيحية
الرسمية بالفكر اليوناني و بالأفلاطونية المحدثة تحديدا ، أي قبل ظهور
عقيدة التثليث .هذه العقيدة التي تؤكد مصادرنا ،الاسلامية و المسيحية
والعلمانية ، أن من كرسها هو- بولس الرسول- الذي قام بدور مهم
للتبشيرفي أوساط -الوثنيين-في البلدان التي كانت قد انتشرت فيها
الأفلاطونية المحدثة* سوريا الكبرى ن وآسيا الصغرى ، اثينا روما الخ.
كان المسيحيون الأوائل ،وهم المقصودون بالنصارى يقولون بأن المسيح
هو المخلص الذي بشرت به التوراة ، وأنه رسول و انسان كسائر البشر،
ولدته مريم ،كما يولد سائر الناس ،ولكن بدون أب بل بنفخة من روح الله ،
وأنه جاء لتطبيق تعاليم التوراة سواء على مستوى العقيدة أوالمسلكية الدينية،
ومن هنا حرصهم على الختان و اقامة السبت و تحريم أكل الخنزير، الخ .
هؤلاء قد تنصروا و لكن دون قطيعة مع اليهودية ، معتبرين عيسى هو المسيح
الذي بشرت به التوراة .
وعندما تمكن بولس الرسول و القديس بطرس و غيرهما من مؤسسي الفكر المسيحي
من تكريس فكرة التثليث و تدشين قطيعة مع المسلكية الدينية اليهودية ،
و اقامة مسلكية خاصة بالمسيحية تنسجم مع نظرية التثليث ،قاموا هم
و أتباعهم طيلة القرنين الثاني و الثالث-وحتى الخامس- بالتضييق
على أولئك *الذين قالوا انا نصارى * فشددوا الخناق عليهم و رموهم
بلقب تحقيري هو / الأبيونيـون / والأبيوني بالعبرية معناه الفقير .
والمقصود ليس الفقر المادي بل الفقر الفكري و الفراغ النظري ،
الشيء الذي يعني أن عقيدتهم لم تتأثر لا بالفلسفة اليونانية و لا
بالغنوصية ، وقد أطلق عليهم علماء الاسلام اسم -الموحدون -
كان أولئك النصارى على الفطرة اليهودية ، اما الحواريون
و أصحاب التثليث فقد ميزوا أنفسهم بأنهم العلماء ،الذين يعرفون
وحدهم -سر -اتحاد اللاهوت و الناسوت في شخص المسيح ..
*حاولت جاهدا ان الخص موضوعا طويلا بعنوان :
الأبيونـيون -نصـارى آمنوا بمحـمد -
توقيع :الجابري باشتراك مع الاتحـاد الاماراتية .
*مع كامل الود و الاحتـرام . عبد الحفـيظ . | *abdelhafid | 6 - يناير - 2006 |  | نحو فلسفة عربية ..     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
الأخوة والأخوات 0000عندما طرحت تساؤلى عن الفلسفة والفلاسفة ،كان السؤال يعيش بداخلى سنوات متعاقبة ،لم أكن بمنأى عن الأوضاع الإجتماعية والسياسية والثقافية المتردية والتى تزداد يوما بعد يوم والإنسحاق المؤلم والقاسى لذواتنا والإنحطاط للمستوى العلمى والتقنى والفكرى والجهل والمرض والفقر المدقع ،نصف قرن وعامان ، وأنا فى هذه الدنيا ،أحاول أن أجد نفسى وذاتى ،وشعرت أخيرا وأنا أشارك هذا الموقع الفريد ،حرصه الدؤوب والفعال على الإمساك بالتاريخ والجذور ،فأردت وبحق أن أطرح تساؤلى ومقصدى ،هل يمكن أن نسعى نحو إيجاد فلسفة عربية ????????وأهتمت الأخت شادية * وحركت الماء الآسن وأدلت برأيها ،وأستبشرت خيرا ، ثم توالت الردود المنطقية ،الأمر الذى حدا بالسيد المشرف زهير ظاظا أن يشيد بشادية العرب،وأمسك الأخ يحيى رفاعى بحقيقةتساؤلى وصال وجال وأوضح وأفضح وأظهر وأبان ، ثم فجأة يعتريه الغضب ،وتنسحب الأخت شادية وهى تلقى القفاز ،أن التفلسف هو ترف لسنا قادرين عليه فى ظل التخلف الذى نعيشه.............ويؤكد الأخ عبدالحفيظ بشجاعة على تعجله فى بعض آرائه، ولكنى أزعم ولعل زعمى يكون مخطئا ،أننا نبدأ البداية الجيدة المشرقة ،ثم تفرق بنا السبل ، وتتشعب الطرق، وتتوه المعالم .هكذا تقريبا حياتنا????ومازلت أؤكد لنفسى ، أن الشمس ستشرق يوما وأجد فيلسوفا عربيا يأخذ بيدى نحو فلسفة عربية ويجيب على كل تساؤلاتى . مع عظيم تحياتى وكل عام جديد وأنتم بخير .عبدالرؤوف النويهى المحامى بالنقض.
* المقصود بالأخت شادية في هذه البطاقة ضياء سليم العلي، وكانت توقع باسم شادية، فلما حمي الوطيس صرحت باسمها الحقيقي في بطاقة تجدها في هذا الملف بعنوان (محاولة لإعادة توجيه النقاش) وصار توقيعها (ضياء) بعدما عدلت ملف اشتراكها | *عبدالرؤوف النويهى | 7 - يناير - 2006 |  | هاجس السلطة ?     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
الأخ النويهي ، الأخوة الكرام : كل عام وأنتم بخير
أثرت بي كلماتك الطيبة ودفعتني لتوضيح بعض الأمور التي من الممكن بأن تبدو واضحة أحياناً دون أن تكون معتبرة :
لم أقرر بأن النقاش الفلسفي ليس مجدياً لجهلي بأهميته ، فالفلسفة ، كالرياضيات ، تمرين عقلي ، وتنظيم للفكر وترتيب له بحيث يصبح هذا الفكر قادراً على الإستدلال والفهم ، التحليل والإستنتاج ، على سبر غور معطيات الحياة ، العملية ، والثقافية النظرية ، بل هو ضرورة لا بد منها لكل أنسان تماماً كتعلم القراءة والكتابة والحساب .
كنت تكلمت عن الأولويات ، لا يمكنك بأن تعلم إنساناً القراءة والكتابة وبطنه جائعة . لن تستطيع تعليمه الجمع والطرح ، وروحه خائفة . نحن نعيش في فوضى خانقة ، في حياتنا العادية ، نعيش المتناقضات : نستهلك أرقى منتجات الحضارة وندفع ثمنها بالدولار ويعطينا ذلك الشعور أحياناً بأننا قد " تحضرنا " ، في الوقت الذي لا نحتكم فيه على يومنا أو غدنا ولا نمتلك أية سلطة واقعية ( عدا المال لدى البعض ) تعطينا الشعور بأننا قادرين على التحكم بمصيرنا أو توجيهه بوجهة معينة . نعيش في عجز كبير يدلل عليه واقعنا كل بإحباطات مهينة ، يكفي أن تسمع نشرة الأخبار ، يتم التعويض عنه بإيهامات دينية وثقافية تنقلنا من الأرض إلى السماء ، نقضي حياتنا نجري وراءها ، ودون أن تغير في واقعنا شيئاً .
كلنا خائفون ، ونبحث كل منا عن غطاء ليحتمي به . لا ندافع عن الإسلام ، بل نحتمي به . لا ندافع عن السلف ، بل نستحضر أبوتهم . لا ندافع عن الحداثة ، بل نبحث عن حليف قوي . لا نفكر ، بل غريزتنا هي من يتكلم ، وعندما يأتي وقت النقاش ، نعود للطفولة الأولى ، لنحدد في البداية من سيتزعمنا ? علاقات القوة هي الشيء الوحيد الذي نفهمه والذي تعلمنا من خلاله بأن ندافع عن أنفسنا ، والرجل العربي بالذات مسكون بهاجس السيطرة فهو لا يشعر بالأمان إلا معها .
لو إستطعنا تخطي هذا الحاجز ، ربما يثمر هذا النقاش .
أكرر شكري وإحترامي للجميع ورغبتي الحقيقية في الحوار للفائدة المرجوة منه .
| *ضياء | 7 - يناير - 2006 |  | من عقل السلطة     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الى سلطة العقل.
من السهل استجلاء أمارات التسلط في تفاصيل اليومي
من حياتنا ، غير أن بروز السلوك التسلطي عيانا لا
ينبغي أن يصرفنا عن عقل السلطة الثاوي في دواخلنا،
في وعينا و لا وعينا على حد سواء ، باعتبارالأخير
يشكل مهادا نفسيا يمد الممارسة التسلطية بأقساط من
المشروعية تفيض عن حاجتها الطبيعية بما يجعلها تتمتع
بالقبول الاجتماعي .
ان عقل السلطة بنية ذهنية و نفسية تروم و تنطوي على
رغبة جامحة في اخضاع الآخرين ، والعمل على تبعيتهم
و خنوعهم بصرف النظر عن المقام الاعتباري للذات المتسلطة
في الهرم الاجتماعي ،وبذلك تخرج السلطة عن نطاق قواعدها
السياسية المؤسساتية لتتغلغل وتغطي الكل الاجتماعي...
-لعل السبيل الوحيد لاعطاء العقل ماهيته المتمايزة هو تحريره
من أسر السلطة ،فهو وحده يمتلك أن يمارس و صايته على نفسه.
لايتعلق الأمر هنا-كما قد يتبادرالى الذهن -بترداد رتيب لمقولة
الأنواريين حول تمجيد العقل ،او جعله قيمة القيم..أو سلطة جديدة
أوايديولوجيا باسمها يتحول العقل الى حاضن دافئ لكل ضروب
الاغتراب و التقليد الذي يأتي على ماهيته ابتداء و على وظيفته
الابداعية تبعا بالنقض و الابطـال ..
-سلطة العقل اذن كفعالية ابداعية متغيرة و متقلبة كمعطى موجه
يمكن أن تشكل البوابة السالكة التي يتوطن عبرها هذا المفهوم في
مجالنا التداولي .
و نخلص في النهاية الى أن العقل يعد بذاته قيمة لا تحتاج لأن
تحاط بهالة حداثية مغتربة أو سياج أخلاقي تقليدي في يوميات
السجال الفكري ، في ساحات وغى ، لايكاد يتوقف فيها نزيـف
أوهام-أو هموم- الثقافة و الفكـر .
*ملاحظات أخيرة
1-أود ان اشير الى أنني شكرت الأخ يحيى لأنه اتفق معي
-ولو على مضض-و سماني ، وتمكن من تنقية مشكلة تسبب
هو فيها بتسرعه.فتواطأت مع عقلي على ذاتي ومارسنا تمرينا
على التسامح.
2-أما الأخ النويهي فلا أوافقه علىبعض ما جاء في تقييمه
لتدخلاتنا، ، ،
3-أما الأخت شادية فلا يسعني الا أن أعترف لها بتمرسها في
السجال و المحاججة ،فهي تكتب بصفاء ذهني عجيب ، و بقدر
غير يسير من ذكاء العاطفة* فقرة-كلنا خائفون......
4-لا أستثني- طبعا-الأخ علاء ،وأشاطره الرأي في رأيه
في ابن رشد ،ذلك الأصيل الذي شرح أرسطو بأرسطو،الذي
استنتج أن الحق لايضاد الحق ، اشارة الى الشريعة و الفلسفة/الحكمة
فلكل منهما منهجه.
*أشكركم جميعا ، وعيد مبارك سعيد .
| *abdelhafid | 10 - يناير - 2006 |  | تابع تنقية المشكلة الفلسفية7     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
كل عام وأنتم بخير ....دعوة من القلب .... ورغم ذلك سأكمل ما بدأت .
ملخص دعوى الأخت شادية: (أن العرب في سلوكهم التسلطي , وفي اتجاههم نحو الغرب , أو في نزوعهم نحو السلف , إنما يحاولون إشباع رغبة عميقة واحدة , وهي تجاوز الخوف والإحساس بالأمان ) , وهي بذلك قد تناقضت مع نفسها سهوا فقد استبعدت في مقالة سابقة ذلك البعد النفسي _الذي تبوأ الآن مركز الصدارة _ لحساب البعد الإجتماعي نحن شعوب لديها مشاكل ، ومشاكلنا ليست لفظية ولا فلسفية ولا نفسية ، ولا حتى نظرية كالسؤال عن الهوية وما شابه . نحن مجتمعات غير منظمة ، تهدر طاقاتها المادية والمعنوية ولا تحسن استغلالها ، ومشاكلنا واقعية وملموسة : وهاهي تجعل المشكلة النفسية في المقدمة بعد أن كانت مجرد عرض للمرض وليست المرض نفسه في قولها : الكثيرون منا مبهورون بالحضارة الغربية وهذا طبيعي ، الناس دائماً تعجب بالقوي وتنقاد له كأن الخلل النفسي تحصيل حاصل وليس لب المشكلة .
أما الأخ عبد الحفيظ فقد أضاف لموضوع التسلط بعض التفصيلات , تتعلق بالتمييز بين التسلط الطبيعي , والتسلط الزائد عن الحاجة !!! ، باعتبار الأخير يشكل مهادا نفسيا يمد الممارسة التسلطية بأقساط من المشروعية تفيض عن حاجتها الطبيعية بما يجعلها تتمتع بالقبول الاجتماعي وكأنه يقبل بقدر (معقول ) من التسلط !!!
المهم أن هذه نقلة من الطرفين في اتجاه الجانب النفسي للموضوع , ولا يسعني إلا أن أتفق معهما بلا أي تردد , بل إني قد سبقتهما إلي اعتبار المشكلة الفكرية والاجتماعية عرضا للمشكلة الأكثر أصالة وهي المشكلة الروحية ( انظر مقالتي بعنوان : الروح المتعالية , مجلس الأدب : الوراق), بل إني أزيد الأمر تفصيلا : ليس هناك أي سلوك على الإطلاق لا يهدف إلي غاية نفسية وكل الغايات النفسية تختزل إلى الرغبة في الخلود , حتى اللذة يمكن اختزالها إلي الخلود باعتبارها شكلا من أشكال الانفلات من الزمان , وهذه جزئية متخصصة ليس هذا مقام شرحها , المهم أنني لا أتنكر لمبدأ وحدة الرغبة في السلوك الإنساني , رغم ذلك , وخلافا لما قد يبدو , فلم نصل بعد إلى نقطة اتفاق , والاختلاف يكمن في (الهدف) من تناول البعد النفسي , فغالبا ما يتم إبراز البعد النفسي للسلوك بهدف سلبه أي أساس عقلاني يستمد منه السلوك مشروعيته , (هذا السلوك مزيف لأنه مجرد قناع لرغبة نفسية غير واعية) . علي هذا الأساس , وصلت بعض الفلسفات الغربية إلى نتيجة أن الإنسان ليس ما هو عليه , أنه مزيف بطبيعته ولا داعي للبحث عن حقيقة , وعلى هذا الأساس نظرت الوجودية والتحليلية إلي السلوك الديني بل وإلى الحياة كلها نظرة استخفاف . وعلى هذا الأساس أيضا قررت الأخت شادية أننا نعيش حالة من العجز يتم التعويض عنه بإيهامات دينية وثقافية تنقلنا من الأرض إلى السماء ، نقضي حياتنا نجري وراءها ، ودون أن تغير في واقعنا شيئاً الحقيقة أن النتيجة التي ستفرض نفسها في ضوء مقدمة (زيف السلوك الإنساني ) هي نتيجة كارثية إذ أنها تنسحب علي كافة أشكال السلوك .
دعكم من كونها كارثية فهي مضللة ومبنية علي خلل في العلاقة بين العقل والروح وهكذا الغرب دائما على مدار تاريخه , عدم القدرة على إحكام الفكر , فإما تأليه العقل وأما إنكار وجوده.
ليس هناك سلوك لا يهدف إلي السعادة (الخلود , اللذة , الأمان ) , العقل هو الذي يميز بين السلوك المشروع وغير المشروع على أساس إمكانية تحقق السعادة , وعلى المدى البعيد, من خلال هذا السلوك أو ذاك .... بشكل ضمني غير صريح اقترحت الأخت شادية أن (القدرة علي تغيير الواقع ) هو المحك الأفضل للتمييز بين هذا السلوك أو ذاك , فهل أصابت أم أخطأت ???........ | *يحيي رفاعي سرور | 16 - يناير - 2006 |  | حدود العقل الإنساني     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أشعر بأن النقاش قد بدأ فعلاً وهذا مما يسعدني . ليس لزوماً بأن يؤدي بنا هذا النقاش إلى قناعات مشتركة إلا أنني على ثقة بأنه سيفتح أعيننا على حقائق جديدة لم ننتبه إليها سابقاً وهذا بحد ذاته مفيد .
لكل منا قناعاته الضمنية التي مهما عقلناها فإنها تظل خاضعة لعوامل أخرى تؤثر عليها : كعامل الطباع الشخصية ، وعامل المحيط الإجتماعي الذي نشأنا فيه ، والتجربة الخاصة بكل فرد أي تاريخه الشخصي إلى جانب عوامل أخرى . هذه القناعات التي ينتجها العقل ثم يدعيها لنفسه ، ما هي إلا نوع من التكيف الإجتماعي نواري من خلاله حاجاتنا بل وأيضاً طموحاتنا الخاصة ونعطيها شكلاً متعالياً .
إن مسألة سلطة العقل كانت آخر ما إبتدعته الحداثة ودعا إليه المثقف لكي يدعي السلطة لنفسه بصفته القيم على إنتاج العقل ، تماماً كما إدعى ويدعي بعض المتدينين ورجال الدين سلطات إستمدوها من معرفتهم الدينية . دراسة هذا الموضوع بلزمها صفحات لن يتسع لها وقتنا هنا ، لكنني أدعوكم إلى مراجعة النظر في مراحل تطور الفكر الأوروبي من القرن السادس عشر وحتى اليوم ، ومراقبة كيفية تحالف البورجوازية الصاعدة مع العقل _ المثقفين ، بمواجهة سلطة الكنيسة _ الملك والقضاء عليها ، والدور الذي لعبه اليهود والبروتستانت فيما بعد ، ومن ثم إنتقال هذه الأفكار التحررية إلى العالم الجديد ، أميركا ، وما تمخض عنه من إلغاء العبودية وإعلان حقوق الإنسان .
هي سلسلة متصلة منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا كان للمفكرين والمثقفين من فنانين ومنظرين دوراً فاعلاً فيها ، عن قصد منهم أحياناً ، أو عن غير قصد ، إلا أنهم لم يكونوا النواة المحركة . النواة المحركة كانت ولا زالت لتحالف الرأسمالية مع الصهيونية العالمية .
العقل يا صديقي ، مجرد حليف مرحلي ولقد بدأوا ومنذ اليوم يعيدون به الإعتبار . الحركة هي حركة مصالح تسعى جاهدة للإستئثار بالسلطة التي تضمن لها الغنى الدائم وها هم اليوم يبحثون في التوراة عن بدائل جديدة .
وأما فيما قاله الأخ يحي عن التناقض الذي وقعت فيه فلأنه برأيي يرى عوارض المرض ولا يرى أسبابه . عندما يكون لدى الإنسان مرض في الكبد ، فربما يتسبب له ذلك بطفح جلدي . لو عالج أثار المرض دون معالجة كبده المريض لعاد الطفح إليه من جديد ، أو ربما ظهرت عوارضه بشكل مختلف إلا أنه سيظل مريضاً .
الحقيقة بسيطة . المعقد هو الإنسان المتلقي لها . فالإنسان جوهره غير بسيط وهو مركب من ثنائيات تدفع به دائماً في الإتجاه وفي الضد . هو جسد وروح . هو عقل ونفس . هو خير وشر . هو ذكر وأنثى . هو قوة الحياة وقوة الموت وهي تدفع به بالإتجاهين .
فإذا نظرنا إلى الحقيقة الروحية بمنظار العقل فلن نراها ، وإذا نظرنا إلى الحقائق المادية بمنظار الروح فلن نراها أيضاً . العقل هو وسيلتنا للتأقلم مع الحياة المادية التي نعيشها ، وهو ضروري ولا بد من الإستعانة به لإيجاد حلول واقعية لمشاكلنا ، لولاه لإنقرض الإنسان عن سطح الأرض . لكن حدوده تتوقف هنا ، وسلطته تتوقف عند حدود حاجتنا إليه لحماية أنفسنا .
| *ضياء | 17 - يناير - 2006 |  | مشكلة الغزالي     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
قرأت بإمعان ما كتبته الأخت شادية حول العقل العربي. وما أثارني حقا دفاعها المستميت عن أبي حامد الغزالي...وردوده على الفلاسفة ـ تكفيرهم وتبديعهم في قضايا عديدة لا مجال لذكرها في هذا المقام. أعتقد أن أبا حامد في سياقه التاريخي شكل علامة في خريطة ما سماه الدكتور محمد عابد الجابري بالعقل المستقيل الذي مازال يخيم بظلاله على كثير من أنماط فكرنا ومسلكياتنا. وبالرغم من ردود ابن رشد في كتابه ( تهافت التهافت) على الغزالي فإن لحظة ابن رشد ـ أي لحظة التنوير والعقلانية ـ اختنقت في مهدها في ديار الأندلس؛ في الوقت الذي استمرت فيه لحظة الغزالي بكل ما تنطوي عليه من غنوص وعرفانية بقدر ما تهاجم العقل تعانق اللاعقل متجليا في سلبية التصوف. وهو ما تجلى في مسار حياة الغزالي نفسه. أعتقد أننا في حاجة إلى استعادة اللحظات المشرقة في تاريخنا الفلسفي. وتمثل لحظة ابن رشد أبرز إشراقة في خريطة الفكر العربي. إنها تقابل لحظة أرسطو في الفكر اليوناني. مع فارق كان التاريخ فيه ماكرا.
نحن أحوج ياسيدتي إلى نمط من التفكير بقدر ما يجعل الحداثة تترسخ في مسلكياتنا يخلصنا مما علق بتراثنا من شوائب ورواسب تبرأ منها أصول هذا التراث. وللحديث بقية وللقلب سعة لتلقي الرد.
الفقيهي 23 يناير 2006. fakihi64@hotmail.com | *وحيد | 23 - يناير - 2006 |  | تنقية المشكلة الفلسفية 8 كن أول من يقيّم
آسف جدا على التأخير لأسباب صحية قاسية .
أعتقد أن الغاية المرجوة من أي حوار فكري ليس المران العقلي وحسب , بل هو شكل من أشكال التغيير الاجتماعي , حيث يتحول الفكر إلي حركة حينما يصل إلى نقطة حرجة أفقية تتمثل في اشتراك أكبر عدد من أفراد المجتمع في أقل وأعمق عدد من الأفكار , وإلى نقطة حرجة رأسية تتمثل في مدى إخلاص هؤلاء الأفراد لتلك الأفكار ومدى استعدادهم للتضحية من أجلها , ولقد استخدمت لفظ الأفراد لأني لا أؤمن بالمجتمع بل أعتبره الطرف الخصم الحقيقي في أي حوار فكري أمام الفرد أو أمام العقل لأن الفردية والعقلانية متحالفتان في أي حوار فكري ( الأفكار التي تستمد شرعيتها من شيوعها في المجتمع غير منطقية في الغالب , مثل فكرة أن أرسطو رجل عظيم , أو مثل فكرة أننا لا نمارس الفلسفة لأننا متيمون ومخلصون للغزالي لدرجة البكاء والنحيب , وقد قال لنا: لا تتفلسفوا، وها نحن لا نتفلسف ) , الفكر يستخدم الحوار ليصل من خلاله إلي النقطة الحرجة التي يتحول عندها إلي حركة , والحركة هي الثورة وقد اتخذت من المجتمع ضحية لها , أو هو ليس ضحية لأنه مذنب , أو هو ليس مذنبا في استعباده للأفراد لأنهم أرادوا ذلك , فليس هو إلا معبر أمين عن رغباتهم اللاواعية.
ليكون الحوار مثمرا كالنبات , لابد أن ينموا لأعلى كالنبات أيضا , أي أن يتقدم باستمرار , وإذ اضطر إلي التكرار , فإن هذا يسيء للحوار , أقول هذا لأن الضيف الجديد _ومرحبا به على أي حال _يكاد أن يضطرني إلي تكرار ما ذكرته من تبرئة السلف من إثم حالتنا العقلية , وأنا أحيله إلي المقالة الأولي والثانية لنا , ونهيب به ألا يحرمنا من هذا ( الإمعان ) الذي حظيت به مقالات الأخت شادية .
وللحديث بقية .
| *يحيي رفاعي سرور | 25 - يناير - 2006 |
|
|
|
|