البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?    قيّم
التقييم :
( من قبل 25 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
10 - ديسمبر - 2005

جمعتنى ندوة من الندوات الفكرية ، منذأكثر من عشر سنوات ويزيد ، مع الأستاذ الدكتورحسن حنفى  صاحب الدراسات الفلسفية العديدة ومنها الدراسة الرائدة والملحمية {من العقيدة إلى الثورة }  و سألته آنذاك  لماذا لايوجد عندنا فلاسفة ? أم نظل عالة  على أفكار وفلسفة أو روبا وأمريكا?????أم أن الغرب  يحتكر العلم والفلسفة ونحتكر  نحن الفضلات الساقطة    منهم??????أتذكر حقيقة وبدون شك أن الإجابة كانت تبريرية  أكثر منها ردا على تساؤلاتى ... نحن أساتذة فى دراسة الفلسفة والفلاسفة ، ,لكن هل يأتى الزمن الذى يجود علينا بفيلسوف  أمثال  جان بول سارتر،  أو نيتشة، أو را سل أوهيجل  أوسيبينوزا أو .. أو ....?????????عموما أنا فى إنتظار جودو  ،  تبا لك يا صمويل بيكت  ،  أقصد الفلاسفة....ومازال سؤالى فى إنتظار الإجابة .

 19  20  21  22  23 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الفلسفة والترجمة (1)    كن أول من يقيّم
 

(الأخ زهير: هذه هي النسخة المنقحة والقابلة للنشر. شكرا لك)

تحية استثنائية...وبعد

    كان خطابي الأخير ( إعلان عن حب لا ينتهي) إعلانا مضمرا عن آخر ما يمكن أن أقدمه لمن شاركتهم في هذا المنبر. تساءلت حينها مع نفسي: هل استنفذ المنبر مهمته? هل فعلا تراجعنا من أجل تقديم استقالة أم من أجل استراحة محارب? هل جفت أقلامنا وقلنا كل ما عندنا? هل أجبنا عن السؤال الذي طرحه الصديق عبدالرؤوف أم أن السؤال انتصر علينا ليظل سؤالا يفرض علينا طرح أسئلة أخرى? نعرف أن السؤال في الفلسفة أكثر أهمية من الجواب. ونعرف أن مكمن قوة الفلسفة في تحويلها الجواب إلى سؤال؛ في قدرتها على تدمير البديهيات والقناعات السائدة.

   كانت الأخت ضياء محقة عندما لمحت إلى رغبتي في استدراجها عندما سألتها عن آخر قراءاتها. ولم يكن الأمر يتعلق بها فقط. لقد طرحت أسئلة على جميع الإخوة ليقدموا هداياهم في مناسبة جد خاصة أبيت إلا أن أشركهم فيها ( مناسبة فاتح أبريل الذي يصادف عيد ميلادي). تلقيت الهدايا. وتفاعلت معها مسرورا. ونسختها في ملف خاص جدا جدا...وختمتُ مشاركتي/مشاركاتي بإعلاني حبي للجميع.

   لكن استدراج وحيد لضياء نتج عنه استدراج ضياء لوحيد. وأصدقك القول ياضياء بأن ذلك لم يكن في حسباني. وكل جميل لم يكن في الحسبان أسميه "ورطة رائعة". مكانتك في هذا المنبر قلب أوراقي إذن. وتخيلت نفسي عائدا من طريق آخر. أنا مدين لك سيدتي.

    طرحتِ موضوع اللغة العربية. أنت تطرحين موضوعا لا يخص فقط قضية اللسان. إن مسألة اللغة مسألة حضارية؛ هي ظاهرة تعكس قضايا الثقافة والحضارة، بل تعكس مشكلة الوجود العربي ككل. وبهذا المعنى فهي مسألة لا تخلو من أبعاد فلسفية. كيف يمكن ولوج هذه المسألة?

   ـ أبدأ من المثال الذي بين أيدينا: ترجمة عنوان كتاب أندري كونت سبونفيل. (هل الرأسمالية أخلاق?) أم (هل الرأسمالية أخلاقية?)? لا تنتظري مني جوابا قطعيا. إن جوابا من هذا القبيل سيسقطنا في الميتافزيقا؛ أي في اعتقاد إمكانية اجتياز وقهر المسافة بين النص الأصلي وترجمته؛ أي إمكانية إنتاج نص يكون طبق الأصل للنموذج. فهل من الممكن مسح الأصل والسماح للكاتب الأصلي أن يتحدث بلسان غير لسانه دون ان يفقد هويته. عندما نترجم نعتقد أننا نتكلم بلسان الكاتب. نظهر لكي نختفي.

   ـ Le capitalisme est - il moral?. الاعتبار الذي جعلني أميل إلى ترجمة العنوان ب(هل الرأسمالية أخلاقية?) هو التالي: إن كلمة moral وردت في صيغة وصف مذكر (بدون e) لـ capitalisme ، ولم ترد اسما، أي "morale" ( بـ e). وهناك فرق بين الوصف والإسم من حيث أن: وصف moral(أخلاقي) يدل على كل ما يتعلق بالقواعد المتعارف عليها والمطبقة داخل المجتمع، أو قل على جملة الأوامر والنواهي المقررة عند مجتمع معين في فترة محددة ( والحالة هنا هي النظام ارأسمالي) وأن اسم morale (أخلاق) يدل على العلم الذي ينظر في أحكام القيمة، من حيث الخير والشر. وما يؤكد هذا الميل ان سبونفيل نفسه يعتبر الرأسمالية مسارا تاريخيا انخرطت فيه مجتمعات عديدة. ولذلك عندما نسند سلبا اسم (الأخلاق) إلى الراسمالية نكون بذلك قد أسندنا ما هو نظري/علمي عام إلى ما هو تاريخي خاص. وهذا ما لا يقصده سبونفيل عندما يحذرمن أن كل رأسمالية مفصولة عن قواعد أخلاقية إنما تنبئ بانهيار حضاري عالمي. هذا هو تفسيري الخاص للمسألة سيدتي ضياء.

   ـ أعود الآن إلى مسألة اللغة. أقول إن مثل هذا النقاش سيفتح أفقا للتفكير في علاقة الفلسفة بالترجمة. وبالتالي سيفتح نافذة أخرى على الموضوع الذي طرحه الأخ النويهي. أنا أعتقد أنه من بين المداخل الأساسية للتفكير في الإبداع الفلسفي مدخل الترجمة، وبالتالي مدخل اللغة. فمما لا شك فيه أن الفكر الفلسفي الذي نتداوله الآن ـ كقراء عرب ـ إنما تشكل وتطور من خلال أعمال الترجمة. وبالعودة إلى التاريخ كذلك يتبين أن هناك أطوارا عدة مرت بها العلاقة بين الفلسفة والترجمة في المجال التداولي العربي. ونعرف أيضا أن الترجمة تتعدد في أشكالها وطرقها؛ تبتدئ من ترجمة حرفية تحصيلية، وتنتهي إلى ترجمة إبداعية تأصيلية. وهو موضوع يحتاج ولاشك إلى مزيد من التأمل والتفكير والاجتهاد...وقد تكون لنا مناسبات أخرى للوقوف على اجتهادات بعض المترجمين في اختيارهم هذا اللفظ أو ذاك...من قبيل "الصورنة" و"الريضنة" و"الحوسبة"...ـ "الخوصصة" أو "الخصخصة" ـ العولمة أو الكوكبة...أدخلتنا في ورطة أخرى ياضياء...لك ولكم ألف تحية.          
*وحيد
11 - أبريل - 2006
أتعبتني يا يحيى    كن أول من يقيّم
 

أتعبتني يا يحيى في البحث عن المقالة رقم (19) التي كلفتني بتصحيح بعض فقراتها، وبعد جهد جهيد إذا بها رقم (12) وسوف أنتقم لهذا بأن أفاكهك هذه المرة نثراً.

أحسب =والله العليم= أنك لم تفهم معنى قولي في القصيدة الرفاعية الأخيرة:

سرنا يحيى رفاعي زاده  الله سـرورا

وأريد منك أن تكون صادقا معي: هل فهمت من هذا أني أسأل الله أن يرزقك غلاما فتسميه (سرورا) ويكون اسمه (سرور يحيى رفاعي سرور).

ثم هل تساءلت لماذا قالنا:

قد رأيناه كريما وشحيحا وغيورا

وهل بدا لك أن في قولنا تناقضا بين صفة الكرم والشح ? إذا خطر في بالك ذلك فأنت مخطئ ، لأن صفة (الكريم) صفة مشبهة تأتي بمعنى فاعل، ويراد بها (الكرم) وتأتي بمعنى مفعول به ويراد بها الإكرام الكرامة، وهذا هو المعنى الذي أردناه، والذي ورد به القرآن (17) مرة، وأما ورودها بمعنى الفاعل (من الكرم والجود) فهو معنى مستحدث في وقت متأخر عن نزول القرآن =كما أعتقد= بانتظار جوابك، ولا تنس شرط الصدق.

 

*زهير
11 - أبريل - 2006
منطق الفلسفة وفلسفة المنطق    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

        قد قيل مذ الفين, زادت أربعا            أُخرى قرونُ الدهر ياللقرن!:

        إنّى هنـا والكائنات خُرافـة             بل إننى فى شك أنى إنـى!

       ذات وموضوع, وقسمة ضيزة           فكران فى رأس كرأسى جنّى?

       لما دفنت الفكر فى وادى الرضى         نبّشت موضوعا بوادى الظن

       لا الظن ادركهُ اليقينُ فحـازه            والقولُ عن عجز اليقين تجنّى

       سُقتُ الدليلَ برأسـه فأجابنى             من ذيلـه , يا خيبة المتمنّى 

      أبدعت فنّا? فالكراسى صفّقـت!           والحاضرون, فأين أهلُ الفن? 

      أوضاعُنا عَجب, وأعجبُ ما بها           رقصُ الافاعى واللديغُ يُغنّى!

 

       

      

       

alsaadi
11 - أبريل - 2006
إلى سعادتي وسعدي وسعودي ( السعدي )    كن أول من يقيّم
 
أبدعت وحق كل مقدس يحلف به يافيلسوف الشعراء .....................................
محمد فادي
13 - أبريل - 2006
الفلسفة والترجمة (2)...نحن والآخر    كن أول من يقيّم
 

صباح الخير...

الحديث عن الترجمة في علاقتها بالفلسفة سيحيلنا ضرورة على إثارة مجموعة من التقابلات التي تحتاج إلى تحقيق وتدقيق، من أجل وضوح الرؤية. من بين هذه التقابلات: على مستوى الذات: نحن والآخر ـ على مستوى الدين: الإسلام والمسيحية ـ على مستوى الجغرافية الحضارية: الشرق والغرب ـ على مستوى الزمن: الماضي والحاضر ـ على مستوى الانتماء: الأصالة والمعاصرة ـ على مستوى التفكير والسلوك: التقليد والتحديث... أو القدامة والحداثة...

هناك رؤى وأطروحات متباينة في مقاربة هذه الثنائيات. هناك من يضعهما على طرفي نقيض برؤية النرجسية: الطرف الأول(نحن الأصالة...) يمثل النموذج والمثال والإيمان والجنة والخير والفضيلة....والطرؤف الثاني (الآخر المعاصرة...) يمثل الكفر والمرض والنار والرذيلة...إلخ. وهناك أيضا من يضعهما على طرفي نقيض برؤية عقدة النقص: (نحن التقليد والتخلف والانحطاط ...)، والآخر(النموذج والتقدم والمستقبل...). 

إن الفكر العربي لم يراوح مكانه بين هاتين الرؤيتين إلا فيما ندر. ذلك أن المنحى الذي يميز الفكر العربي الحديث والمعاصر في مختلف تياراته يميل إلى تقديس النموذجين معا: أي اتخاذهما مرجعا ورافدا يستمد منه الحلول لمشاكل الحاضر والمستقبل. تيارات تقرأ الحاضر بعين الماضي العربي الإسلامي، وهناك تيارات أخرى تقرأه بعين غربية. وإذا كانت العين الأولى تنتمي إلى الماضي العربي الإسلامي كزمن ينتمي إلى الماضي نفسه، فإن العين الثانية تنتمي إلى الماضي الغربي كزمن ينتمي إلى الحاضر ( أليس هناك فجوة زمنية تفصلنا عن حاضر الغرب الذي يتجاور معنا جغرافيا). مشكلة العين الأولى أنها تقع في رأس لا يتلفت إلا خلفه بعيدا. ومشكلة العين الثانية أنها ترفع بصرها إلى السماء. ( هبل نحتاج ياترى إلى عين ثالثة?????). العين الأولى استعارت نظارات تراثية لتقرأ بها تراثها وواقعها ومستقبلها في نفس الوقت. هذه العين لا ترى المفتاح السحري إلا في النموذج الإسلامي الذي من شأن بعثه الوصول إلى تسلم قيادة البشرية(سيد قطب). والعين الثانية لن تجد هذا المفتاح إلى في النموذج الغربي الحديث الذي يفرض علينا الواقع تمثله لنعود إلى مسرح التاريخ ونؤدي رسالتنا للعالم ( إلياس فرح). هذان نموذجان نجد نسخا لهما ـ قوية أو باهتة ـ في العديد من الكتابات لأسماء كبيرة تحمل نفس الشعارات.

ما الذي تفتقده العينان? القراءتان?

الشرط المفتقد هو الاستقلال التاريخي عن النموذجين معا، أي التحرر من سلطتهما المرجعية. والاستقلال عن النموذج العربي الإسلامي هنا لا يعني القطيعة مع التراث، بل مع الفهم التراثي للتراث، مع تبني الفهم الموضوعي للتراث. كما أن الاستقلال عن النموذج الغربي لا يعني رفض كل ما هو غربي، بل يعني التعامل معه نقديا. في كلتا الحالتين ( الفهم الموضوعي للتراث والتعامل النقدي مع الغرب) يتطلب الأمر توجيه الأعين نحو الواقع كمنطلق لذلك الفهم ولذلك التعامل. لا يمكن السير نحو المستقبل ما لم يتم حل مشاكل الماضي من خلال تحرير البصر من ضبابية رؤية هذا الماضي، وانبهار رؤية الآخر. والمسألتان متلازمتان. 

والرؤية الواضحة ( أي القراءة الموضوعية) للتراث تتطلب فصلا مزدوجا: فصل القارئ عن المقروء( بتحقيق الانتقال من التذكر الاتباعي إلى الفهم الإبداعي) وفصل المقروء عن القارئ ( بتحقيق الانتقال من تقديسه القبلي إلى تشكيله البعدي).

والرؤية الواضحة ( أي التعامل النقدي) للغرب تتطلب وصلا مزدوجا: وصل الناقد بالمنقود ( بتحقيق الانتقال من الانفعال بقراءته إلى فعل قراءته) ووصل المنقود بالناقد ( بالانتقال من ترجمته التحصيلية إلى ترجمته التأصيلية).

في القراءة والترجمة على السواء تطرح مسألة اللغة والتفكير في اللغة. هل يمكن أن نفهم الغرب باللغة العربية أكثر مما يفهم نفسه بلغاته? سأعرض واقعتين:

ـ الواقعة الأولى تنتمي إلى الحاضر. تشهد الواقعة على أن الألمان ـ من أجل فهم "فينومينولوجيا الروح" لهيجل ـ لجأوا ولاذوا إلى الترجمة الفرنسية التي أنجزها جون هيبوليت ( بعد قرن ونصف من ظهور الكتاب باللغة الألمانية). لقد تمكنت هذه الترجمة من جعل هيجل يتكلم الفرنسية كي يفهمه الألمان.

ـ الواقعة الثانية تنتمي إلى الماضي. وتشهد على أن الفلسفة اليونانية ترجمت في البداية إلى العربية بتوسط من اللغة السريانية وليس عن اللغة اليونانية مباشرة. ولا يمكن التنكر للدور الذي لعبته هذه الترجمات في إغناء وتغذية الفكر العربي. وقد أعاد التاريخ نفسه عندما قامت اللغة العربية بنفس الدور بنقلها الفكر اليوناني إلى العالم اللاتيني. الغرب لم يعرف الفكر اليوناني إلا في ومن خلال اللغة التي كان هذا الفكر يحيا وينتعش فيها.

يمكن أن نقدم وقائع أخرى تشهد على قدرة اللغات المترجم إليها على أن تعطي للنص المترجم حياته وتاريخه. إن الترجمة ـ عندما تكون تأصيلية ـ بقدر ما تمنح النص المترجم إمكانات جديدة تكشف في نفس الوقت عن قوة وحيوية اللغة المترجم إليها. بهذا المعنى ليست الترجمة مجرد نقل من لغة إلى أخرى، ليست كتابة ثانية، بل هي تأليف وإبداع...بل يمكن أن تكون أصلا أكثر أصالة من الأصل نفسه. هاهنا تكون الترجمة تأصيلية.     

           

 

 

*وحيد
14 - أبريل - 2006
اتعرفون لماذا? وبكلمتين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

ببساطة ومن دون اي كلمات رنانة و مزوقة...

لاننا متوقفون عن الفعل وكل افعالنا هي مجرد ردود افعال...

والمصيبة الاكبر وهي اننا فقدنا القدرة على التأثير واصبحنا مجرد متأثرين والدليل على هذا مئات الشواهد وتبدأ من طريقة اللبس!! الى طريقة النوم!!  والذي بينهما من شواهد كثيرة...وبالتالي الفلسفة يلزمها اناس يصنعون الحضارة...لا اناس يترجمون فلسفة الغير و يطبقونها على مجتمعاتنا....

والحل برأيي المتواضع هي ان نغير لغة الخطابة الموجودة فينا منذ العصور الجاهلية الى الان وانا اقصد لغة:

اذا بلغ لنا للفطام صبي            تخر له الجبابر ساجدينا

وغيرها من الصور التي لاتشتعل ولا تساعد على الاشتعال.... 

Suhail
14 - أبريل - 2006
الفسلفة والترجمة ( 3)...    كن أول من يقيّم
 

مرحبا بالأخ سهيل...

ما تقوله بعضه فقط صحيح حسب تقديري...

العرب اليوم الآن عاجزون عن الفعل.... مجرد متأثرين...هناك وقائع كثيرة شاهدة أو دالة...كل هذا صحيح. لكن ذلك لا يقوم ذريعة لرفض عملية الترجمة. الترجمة ـ علاوة على كونها تعريفا بفكر الآخر ـ هي تفاعل معه. رفض الترجمة معناه رفض الآخر في لغته وفي لغتنا. إذا سايرنا منطقك....ورفضنا الترجمة، في انتظار ظهور "أناس يصنعون الحضارة" كي تكون لنا فلسفة....إلى ذلك الحين أسألك: ما العمل? أنا أقول خلال مسافة الانتظار سلنتهم أنفسنا...كيف نستفيد من التاريخ...كيف نقلص المسافة بيننا وبين الآخر....قد تكون الترجمة إحدى المسالك في نظري...

 

*وحيد
15 - أبريل - 2006
الفلسفة والترجمة (4): الثلاجة في مواجهة الفُرْن    كن أول من يقيّم
 

مساء الخير..

طرح الأخ يحيى مثالا شبه فيه الموضوعية بوضع الأفكار في الثلاجة، في سياق مناسبة دعانا فيها إلى القيام ب( خطوة إلى الوراء ونفهم كل شيء). وقمنا بالخطوة وفهمنا كل شيء. لكننا فهمنا مضمرات أخرى، فهمنا مسكوتا عنه: رفض إدخال الأفكار في الثلاجة (أي رفض برد/برود الموضوعية) يقابله إدخال الأفكار في الفُرْن ( أي قبول دفئ / حرارة الذاتية). بمعنى: عوض أن نتخذ مسافة معقولة/موضوعية/عقلانية بيننا وبين التراث، علينا دمج كل الأمكنة والأزمنة لنتوحد وننغمس ونتدفأ بحرارة التراث. أي أن نصبح كائنات تراثية. هل علينا أن نختار بين الثلاجة والفرن? دلالات الفرن من الناحية النفسية عديدة: العاطفة ـ الرومانسية ـ الحنين ـ الحضن ـ الأم ـ توتر الفقدان/ولذة التعلق ـ الملجأ ـ المأوى...وهي كلها دلالات سيكولوجية تحيل على الذات التي انفلت منها مصيرها وحاضرها...واضطرت إلى الاستنجاد بماضيها المجيد/الدافئ حيث النموذج والمثال.

أستغرب فعلا من تحليل يجعل من الموضوعية ( وهي قيمة علمية/إبيستمولوجية لا يمكن التنكر لها، وإلا رفضنا المنظومة العلمية ككل)...مبدأ يستدل به على وجود "تمزق نفسي". أتصور العكس تماما. رفض الموضوعية معناه التماهي والانغماس في موضوع الدراسة ( التراث في سياق حديثنا). والأمر لا يتعلق بالتراث وحده. بل يطال أيضا التماهي مع الغرب. كلا الأمرين يحيل ويدل على جروح نرجسية في ذات منكوبة. فلاسفتنا لم تكن لديهم هذه العقدة من جهتين: لم ينغمسوا في تراث سلفهم حتى الأخمص، ولم يغرقوا في تراث غيرهم حتى العنق. وكان لترجمة الفلسفة الدور الكبير في العملية الأولى. وكان تمثلهم الموضوعي للتراث الدور الكبير في العملية الثانية. هذا درس نحتاجه فعلا من أجل "تبريد وتجميد" ما لا نحتاجه إلا آجلا، وتدفئة وتسخين ما نحتاجه عاجلا. 

 

*وحيد
16 - أبريل - 2006
الشعر و الفلسفة..    كن أول من يقيّم
 

بسط د.عبد الرحمان طنكول من جامعة محمد بن عبد الله بفاس في مداخلة حول " ملتقى الحضارات ، الفلسفة والشعر " جملة من التأملات اللذيذة حول علاقة الشعر والفلسفة ومدى تشابكهما وانفراطهما أحيانا ، ذلك أن جوهر الشعر يكمن في بعده الفلسفي وتماسكه لا يتحقق إلا بالاتكاء على منظومة فكرية رؤيوية تستبطن صميم الذات وتسمو بها عن سطح الوجود . ومن خصوصيات الشعر حين يمتطي صهوة التفلسف أو التصوف ، حسب د.طنكول ، أن تنزاح لغته عن مقاصدها إلى أبعد حد ، حيث يغدو اللفظ في النسق الشعري رمزا يستدعي علاقات جدلية تقود النسيج اللغوي إلى الانفتاح على عوالم باطنية كانت من قبل ألفاظا تشبه قافلة نمل تسير بانتظام ، وهذا مايتطلب من مستكشفها أن يتزود بما يكفي من العدة المعرفية واللغوية لكي يجلو الغموض العالق بها .لقد كان نيتشه محقا حين قال على لسان زرادشت بأن على المرء أن يكون منقبا جيدا في الدواخل سابرا للأغوار لأن أسرار العالم السفلي ليست سهلة المنال ، فهي تؤخذ بالدهشة واللذة والألم . والشاعر والفيلسوف عندما تنصهر رؤاهما في هاجس جمعي تتحول الأشياء والكائنات في نظرهما من صورها الضبابية إلى علاقات واضحة، وبذلك يخترقان جدار الصمت إلى جدار الحقيقة . لكن الحقيقة بتعبير سارتر ليست طبقا من تفاح أو موز طيب المذاق بعد القطاف، والشاعر لا يسكن إلا المكان الذي يبرحه ، والشعر والفلسفة يعيشان طفولة أبدية . وكما أن الشعر هو الشباب الأزلي للخلق فان الفلسفة هي التجديد الأزلي للإنسان ، بفضلها ينفتح على العالم ويصبح هو "آخر" نفسه عبر ارتباط لا يخلو من مكر والتباس .

 

*تحياتي إلى جميع الإخوة .

 


*abdelhafid
16 - أبريل - 2006
هل يلعب تحجرنا دورا ?    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

لماذا لآيكون سؤالنا هوا أحد الأسباب الذي أفقد أمتنا فلاسفتها , وأقصد هنا رغبتنا في ظهور فيلسوف عربي حصرا ?

فالفلسفة بحد ذاتها هي تلك المشاعر المتقده في ذهن من أحس بها لتدفع به بالغوص عميقا في كل الأفكار المحيطة به بحثا عن الحقيقة .

والحقيقة لآتخفي نفسها عن طالبها كونها حقيقة .

وأي كان من يكشف الستار عن تلك الحقيقة بإلحاحه ورغبته بالوصول إليها قادرا على إيصالنا جميعا معه إليها كونه من البشر شئننا .

ألآ يحتمل أن يكون لتعنصرنا ورغبتنا الجامحه في أن في يكون الفيلسوف المنتظر واحدا منا نحن العرب سببا أساسيا في عدم ظهورها فينا ?

ألآ يكفنا من الفلسفة أن تفلسف لنا أسباب وجودنا بالحجة والبرهان بما لآيدع مجالا للشك مما يتيح بدوره لأنفسنا أن تحطم حاجز الخوف المنيع الموجود في أعماقها والذي يمنع بدوره الأفكار الخلاقة من الظهور إلى حيز الوجود ?

أليست الأديان جميعها عبارة عن فلسفة وجودية تبرر لنا أسباب وجودنا وتكسر أوتبني فينا حاجز الخوف هذا لأهداف تراها سامية بغض النظر فيها عن الطريقة التي تلقى بها صاحبها علمه هذا أكان بالإلقاء أو بالإيحاء أو بالإستشفاف ?

أليس بالأحرى بنا إذا كنا نبحث عن الؤلؤ المكنون في أصدافه أن نغوص في أعماق المحيط لنصل إلى قعره حيث ترقد الألئ بأمان من أن نمني أنفسنا من أنه سيطوف يوما على سطح الماء ليقدم ذاته إلينا بكل تواضع وإستسلام ?

لآ أدري ماذا أقول بعد كل هذه التساؤلات التي مازلت أطرحها منذ مشاركتي الأولى معكم دون أن أجد أذن صاغية ألآهم إلآ قليلا .

وكأني أراكم تدورون في حلقة مفرغة بإنتظار الجواهر والحلي التي ستطفوا وحدها على سطح الماء أو حيز الوجود .

مالذي يمنع هذا الفيلسوف في الظهور فيكم وجميعكم مؤهلا لأن يكون هوا ?

إن قعر المحيط أرض عادية كالتي نمشي عليها , وإنما غلف بحاجز الخوف الذي هوا عالم مجهول بالنسبة لنا والذي بنيناه بإيدينا لرغبتنا بأن يكشف أسراره لنا دون المخاطرة بالغوص في أعماقه , شأنه بذالك شأن الزاهد بالدنيا وماعليها طمع بجواهر الآخرة والذي تراه يجبك بأن هذا السؤال الذي تطرحه من الغيبيات ولآيجوز لك الخوض فيه , ناسيا بهذا أو متناسي عمدا أن هذا المحيط العظيم غيبا بالنسبة له وحده لأنه شاء ألآ يخوض فيه لخوفه منه  .

أطلب منكم أخوتي المشاركين الكرام في هذا الموضوع الذي جمعنا لأكثر من ثلاثة أشهر بأن تتجهزوا بما هوا مناسبا من الأدوات والمعدات اللازمة للغوص في محيطات العلم الواسعة لكي نصل إلى مكنوناتها من حلي وجواهرا تكفينا وترضينا جميعا بأن نحول مجرى حديثنا إلى البدايات الأولى للإنسان على سطح كوكبنا هذا لأنها بحد ذاتها هي قعر المحيط الذي تتناثر عليه جواهرنا .

محمد فادي
16 - أبريل - 2006
 19  20  21  22  23