البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?    قيّم
التقييم :
( من قبل 25 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
10 - ديسمبر - 2005

جمعتنى ندوة من الندوات الفكرية ، منذأكثر من عشر سنوات ويزيد ، مع الأستاذ الدكتورحسن حنفى  صاحب الدراسات الفلسفية العديدة ومنها الدراسة الرائدة والملحمية {من العقيدة إلى الثورة }  و سألته آنذاك  لماذا لايوجد عندنا فلاسفة ? أم نظل عالة  على أفكار وفلسفة أو روبا وأمريكا?????أم أن الغرب  يحتكر العلم والفلسفة ونحتكر  نحن الفضلات الساقطة    منهم??????أتذكر حقيقة وبدون شك أن الإجابة كانت تبريرية  أكثر منها ردا على تساؤلاتى ... نحن أساتذة فى دراسة الفلسفة والفلاسفة ، ,لكن هل يأتى الزمن الذى يجود علينا بفيلسوف  أمثال  جان بول سارتر،  أو نيتشة، أو را سل أوهيجل  أوسيبينوزا أو .. أو ....?????????عموما أنا فى إنتظار جودو  ،  تبا لك يا صمويل بيكت  ،  أقصد الفلاسفة....ومازال سؤالى فى إنتظار الإجابة .

 18  19  20  21  22 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بطاقة حب    كن أول من يقيّم
 

إن أجمل ماقرأته اليوم وأكثره شاعرية ورقة , هو تلك اللفتة الرائعة من أخي وصديقي الذي أتمنى من كل قلبي أن يشاركني مشاعري ( يحيى ) .

ماكنت أتخيل أن هذا الفرس العربي الأصيل الصعب المراس الذي هجر حظيرتنا بعائد لها , غير أن أصالته التي كنت أظنها مناعته هي من أعاده .

أشكرك من قلبي أن ذكرت اسمي أخيرا وبعد طول انتظار في مقالتك التي قد يظنها العابر صغيرة وأرها أنا جد كبيرة والمعنونة ب ( تهنئة فلتت من قلب الأحداث ) .

صدقني ياأخي بأنني لا أجاملك أو أمسح لك جوخا كما نقول هنا في بلآد الشام , وإنما هو شعوري بأن ما عنيته قد عانيته أنا عندما رفضني محيطي وكل من حولي متهمين إياي تارة بالكفر والإلحاد وتارة بالجنون أوما يتلبسني من شياطين الجان .

وكانوا كلما زادوا وغالوا في اتهامي زادوني يقينا على يقين من أنني سيد مؤمنين هذا الزمان , فالشكر كل الشكر لهم من قلبي وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكثرهم في طريقي لأزداد إيمانا على إيماني .

من أحب كل من شارك في هذا الحوار والذي ما تمنى أن يعرف اسمه كاملا كما تمناه اليوم رغم أنني مازلت خائف من ذكره كاملا لأسباب تعرفونها جميعا .

فادي

محمد فادي
5 - أبريل - 2006
تقييم مبدئي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

صوافطة : وأما ما يخص الفلسفة وقلة من يعيها و يتمثلها فيعود ذلك في رأيي أيضا إلى المحاذير الشرعية فكلنا يعلم أن الأحكام الجاهزة عند أبناء وطننا جاهزة فإن أعمل أحدنا عقله قليلا رمي بالزندقة والكفر والخروج والعلمانية ، مما يجعل أبناءنا يخشون هذه العلوم فضلا عن الإبحار بها. ختاما أقول علينا أن نقتل التراث بحثا ودراسة وفهما  ثم نتجاوزه ،بمعنى أن لا نقف عنده فعلماؤنا غفر الله لهم قدموا الكثير وعلينا ألا نعيد ونجتر ما قالوه

هذه العبارة موضعها المناسب هو في أول خمس دقائق من الحوار الإسلامي العلماني , وحيث أنك توردها بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من بدأ الحوار , فإن عمرك العقلي متأخر على مقياس المنطق بما يعادل ( ثلاثة أشهر حوارية ).

*يحيي رفاعي سرور
5 - أبريل - 2006
صديقنا السعدي    كن أول من يقيّم
 

إلـى الـسـعدي خاتمة iiالرفاق وراويـتي المفوض في iiالعراق
عرفنا  ما أردت وسوف نمضي نـزوعـك لـلـمطهمة iiالعتاق
خـشـيـنا  أن تباهلنا iiكيحيى وخـفـنـا  أن نروّع iiبالطلاق
أرى فـي شعرك القلب iiالمدمّى وتـلـك طبيعة الشعر iiالعراقي
أعـيـذ  بصيرة البصراء iiمنها ترى ناري وليس ترى احتراقي
ولـو تـرك الـعراق لنا iiفؤادا شـكـونا في الهوى ألم iiالفراق
حـرقـنـاه  وأصعب ما iiتبقى عـلى الأحزان ما هو منه iiباقي

*زهير
5 - أبريل - 2006
عتب    كن أول من يقيّم
 

عزيزى الاستاذ زهير المحترم

لا تجعلنى نهبا لرماح غيرك. ليس فى الجسد موضع للطعن.

عتبى عليك انك نشرت الابيات التى شم منها را ئحة الاساءة لشخصك الكريم. فكانت تلك لفتة اخرى تشير الى سمو روحك, ونبل خُلقك, وتواضعك الجم الذى به رفعك الله تعالى قبل الناس الى ما تستحق من مكانة يتنافس فيها المتنافسون وتشرأب اليها أعناق أهل الههم العالية. فكتبتُ اليك أبيات أُخرى أعتذر فيها قبل توضيح ماقد يكون غمض من معنى او التبس من قصد. انت فارس من فرسان البيان, لجامه بيدك, أتعبتَ الخيول صهيلا وما تعبت. كما انك أبصر منى بطبيعة الشعر وغلواءه, وظلال معانيه المتعددة والمختلفة. لو فُسر الشعر اوفُهم كغيره من نثر الكلام, لما كتبنا حرفا واحدا. وكم فى الميدان صرى وشهداء. وخير شهيد حى هو انت. 

ومع ذاك, هناك سبب جوهرى آخر- راجع المداخلة القصيرة فى نفس المجلس الكبير بحاضريه- قلتُ بانك قريب الى نفسى , يشدنى اليك خيط سرى وسحرى لعله الشعر واشياء اخرى? لا ادرى? فكنتَ مرآتى? خدشتها ولم ألحظ حضورك!

لكننى لستُ جبلا كما انت , عطاءا وزهوا وتألقا. جرجرتَ الشعَر والادبَ التاريجَ والحكمة, فانقادت اليك غير عصيّة, لا رهبة منك, لكن ولها وعشقا لاناملك التى أدمن القلم حبها, فبادلته الحب عهدا أبديا.

أنا لست بعيدا عن الخمسين الا كبعد سعيفات النخلة الواحدة, فنم قرير العين (يا عينى) وعدل ملفى إن كان قابلا للتعديل.

             إن كان ثمة من منافس          فانت وحدك الف فارس

لماذا لم تنشر الابيات, واسدلت دونها سترا وليس فى الوراق ما يُستتر.

إن كنت تقصدُ قتلى قـتـلـتنى iiمرتين

ارجو النشر هذه المرة.

alsaadi
5 - أبريل - 2006
عتب على عتب    كن أول من يقيّم
 

صديقنا السعدي: صدقني ليس هناك من سبب لحذف قصيدتك إلا أنها تضمنت ما لستُ أهلا له من الإطراء الذي تقوله بلسان الحب، شاكرا لك محبتك الغالية والتي أعتز بها، ولكن عملي مشرفا على هذه المجالس يفرض علي أن أتجنب نشر مثل هذه القصائد، وإن كان في ذلك إساءة لبعض الأصدقاء الأعزاء، حيث أقوم بنشر قصائدي في التشوق إليهم، وأتردد في نشر قصائدهم، لذلك ارتأيت أن أنشر قصائدهم مدة من الوقت، ثم أقوم بحذفها. وإذا كنت مخطئا في ذلك أرجو أن ترشدني إلى الطريقة التي تراها الأصلح ? واسمح لي أن أكرر نشر أبيات (سعد السعود) وليس (سعد الخبايا) وذلك من قبيل الحفاظ على هذه الذكرى الجميلة.

عجبت  لورد سعدي إذ أتاني يـفوح  بغير رائحة iiالورود
وقلت لساعة في الدهر راقت تـغير  صاحبي عنا iiفعودي
وقالت  لي: مَن السعدي iiهذا? فقلت  لها أشكك في iiوجودي
فـإمـا  إنـه سـعد iiالخبايا وإمـا أنـه سـعـد iiالسعود
وإمـا أنـه يـقـتـص iiمنا لـبـيـض من أياديه iiبسود

*زهير
5 - أبريل - 2006
إعلان عن حب لا ينتهي    كن أول من يقيّم
 

تحية مفعمة بحب أخوي...

وصلتني هداياكم. ووضعتها بين دفتي هذا القلب. فما أجمل أن تكون الهدية معاني تولد وتتوالد وتتناسل داخل قلب من تسلمها. ما أروع أن نهدي لبعضنا ما هو نابع من العقل والقلب والروح. كم أعجز عن شكركم ااا.

- العزيز زهير...اكتشفتُ فيك الشعر. وأنت تعرف أكثر مني: ما أقل الشعر وما أكثر الشعراء. ما أروع قدرتك على التقاط التفاصيل. وما أقدر سليقتك على صوغها بتلك اللغة الأنيقة والشفافة التي تنساب من يراعك الخصب. وأبهرتني قدرتك فعلا على النفاذ إلى عمق الفكرة بحدسك الشعري القوي. أنا قرأتُ مفهومي في منطوقك. قرأتٌ "وحيدا في "زهير. لم تكن لي الجرأة يوما أن أدخل محراب الشعر. أقف دائما عند الباب والعتبة. تصلني الأصوات والأصداء كما الشظايا. وأخشى الاحتراق. لذلك تجدني أخشى الشعراء، لكني عازم على البقاء لأشاركهم حرقة القول الجميل.

ـ الأخ رؤوف...اكتشفتُ فيك الرؤية. وأنت تعرف أكثر مني: ما أكثر الرائين، وما أقل الرؤية. ما أجمل إرادتك على تدبير الاختلاف فيما فيه خلاف. وكنتَ محقا عندما وجهتَ سؤالي لتفتح "ملف الحرية"، وتحفر في ذاكرة التاريخ لتعيد الحياة إلى سقراط. سقراط الرمز وجد وسيوجد في كل لحظة. ولذلك يظل دائما محاصرا. مازال خطابنا المعاصر لم يتجرأ بعد بشكل واضح على الكشف عن هذه اللحظات السقراطية.

الأخت ضياء...قالوا عنك نجمة...وأنتِ أهل لذلك. توجوك...وأنتِ الجديرة. لكني اكتشفت فيك ـ من خلال هذا المنبر ـ نموذجا آخر للمرأة العربية في التفكير والحوار. فبرغم ذكورية المنبر فقد وشمته سيدتي بطابعك المتميز. كنتِ التوازن عندما تضيع البوصلة. وكنتِ الاتجاه عندما يتيه الشراع. وكم كنا ننتظر طلعة يراعك عندما تجف أقلامنا. شكرا على مبادرتك في التعريف بكتاب الفيلسوف الفرنسي (أندريه كونت سبونفيل: هل الرأسمالية أخلاقية?)...لم أقرأ الكتاب بعد. اطلعت فقط على ما نشر في بعض الصحف الفرنسية. الجميل في طرح سبونفيل أنه يعتبر أن العودة إلى الأخلاق اليوم هي منحصرة فقط في مستوى الخطاب النظري والحديث اليومي. وهو يطرح هذه المفارقة : بقدر ما يكثر الحديث ـ العالم والعامي ـ عن الأخلاق والقيم بقدر ما تغيب أو تنعدم في الممارسة والسلوك. وهي مفارقة يضعها فيما يسميه بسياق الجيل الروحي ( بعد جيل السياسة وجيل الأخلاق). أتساءل: ما موقعنا وما موقفنا نحن العرب?

ـ الأخ عبدالحفيظ...شكرا على مجهودك في تقديم خلاصات انطباعات المتعلمين حول الفلسفة. إجابات تستحق التحليل والدراسة فعلا. بالمناسبة يعرف تدريس الفلسفة في المغرب تحولا كبيرا بتعميم الدرس الفلسفي على جميع مسالك التدريس الثانوي التأهيلي، وزيادة حصصه. وبالمناسبة أيضا صادقت اليونسكو على الاقتراح المغربي بتخصيص يوم عالمي للفلسفة(الخميس الثالث من أكتوبر من كل سنة). لقد احتفلنا في تطوان بتنظيم ماءدة مستديرة حول (الفسلسفة والشأن العام). ما أجمل أن تجمعنا أيام الحكمة...في الساحة العامة...

ـ الأخ السعدي...قدمت لنا نصوصا فضحت فيك روعة وعفوية الشعر في قول ما نعجز عن قوله بصيغة أخرى. الفلسفة بالشعر والشعر الفلسفي. أضفيت على هذا المنبر ألوانا أخرى كنا في أمس الحاجة إليها. قصتك مع زهير هي صيغة لحوار المبدعين. ما أجمل أن يتشاعر الشعراء في حضرة الفلاسفةااا.

ـ الأخ يحيى...شكري لك متميز، كشخص وكمثقف. حواراتنا كانت دافئة في البداية...وارتفعت درجة حرارتها في لحظة ما...لكن طبعي هادئ بطبيعته. لذلك لن أحمل مسؤولية انخفاض درجة الحرارة إلى أحوال الطقس. وفي شهر أبريل يتحسن الجو كثيرا ليبشر بفصل الربيع. تصور ياحيى: في الأسبوع الماضي فقدتُ عصفورا من نوع رفيع. وبعد يومين من ذلك أطلقتُ سراح شريكته في/من القفص. أنا الآن متحرر.

بين البداية والنهاية...هذا الحب الذي لا ينتهي.

أحبكم.

        

*وحيد
6 - أبريل - 2006
عودة يحيى    كن أول من يقيّم
 
أصـلح  الله iiالأمورا وخـشينا  أن iiتجورا
سـرَّنا يحيى iiرفاعي زاده  الله iiسـرورا
ورأيـنـاه iiكـريـما وشـحـيحا  وغيورا
تـشـهد الآداب iiأني لـم  أقل إفكا iiوزورا
راضيا  حكم iiالنويهي هل يرى قولي فجورا
قـد نـكرناها iiجميعا وتـركـناها iiسطورا
مـن  أحب iiاسكندريا حـسب اليوم iiشهورا
*زهير
6 - أبريل - 2006
هدية متأخرة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

هـل قـيـل اصبح شاعرا iiفنانا مـن  بـعدما صك الفضا iiهذيانا
مـن وحي بعد الاربعين iiنزعتها فـتـقـاطرت اخرى احد iiسنانا
تـمضى  السنون أعدها iiوتعدني دقـاتـهـا  فـرسا رهان iiهوانا
لا في النفير اضاء كوكب أسعُدي وفـقدت  في العير الكسير iiعنانا
أواه يـا  لـيـلـى العراق خريطتي مـن كـل جـرح شكلت عنوانا
مـا لـلـبـروقِ وكلما امطرتها هـطـلـت على ميعادها احزانا
صـيـرنـني للنازلات iiطوارقا فـي  كـل ضـلع خلفت سندانا
غصّت  بحبات الدموع iiنواظري كـفـكـفـتها, فتساقطت iiاجفانا
آه  (وحـيـد), لِـمـغربي iiقلبهُ يـهـفـوا لمشرقهِ الحزين iiمكانا
عـيـد  اليك ازفُ, فلاً, iiسوسنا اسـرار  عـشق, زهرة, iiبستانا
الـقـت  الـيـك حبالها مزدانة فـغـوتـك مُـذ ابصرتها iiالوانا
يافيلسوف العشق هل زمن iiالصبا رواك مـنـهـا فـأدكرت زمانا
اعـطـيتَ  عهدا, يالعهدِ iiكذوبة مـابـادلـتـك بـعهدها iiاحسانا
وكـذا  تـكون الفلسفات iiعصية كـالـبـحر يقذف سحره iiبركانا

alsaadi
7 - أبريل - 2006
حول موضوع اللغة العربية ( 1 )    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

الأخوة الأعزاء :

لا بد قبل البداية ، من العودة إلى بطاقة الأخ عبد الحفيظ التي شاءها تذكاراً للأستاذ وحيد في عيد ميلاده . كانت شهادة حية ومبدعة في خيالاتها ، أغنتها تصورات هؤلاء المراهقين الصغار بألوان طفولتهم المودعة ، وببذور شك وحيرة من عقولهم الناشئة ، المترددة لازالت بين الحذر والفضول ....... إلا أن الفلسفة فيها جاءت عجوزاً تمشي على عكازة ، تميل إلى الثرثرة والتخريف أكثر منها إلى الحكمة والتنوير . وجهة نظرهم تعكس ربما ، الجو العام ، والخيال السائد حول الفلسفة وموضوعاتها ........ لن تكون الفلسفة مستقبلاً على صورة مغايرة لما سمعناه اليوم منهم ، إلا إذا طرحناها للنقاش ، وأعملنا فيها عقولنا ، جعلنا منها غرسة في حقل الذكاء العام ، بينما هي اليوم مومياء في متحف الشمع ، لا تزال .

أتيت اليوم لأسأل ، وأول من سأتوجه إليه بالسؤال هو الأستاذ وحيد عن ترجمة عنوان الكتاب الذي ذكرناه : " هل الرأسمالية أخلاق ? " . أم " هل الرأسمالية أخلاقية ? " .

ترددت كثيراً في أول مرة تحدثت فيها عن الكتاب ، وكنت بالفعل أرغب بترجمة عنوانه على هذه الصورة : "هل الرأسمالية أخلاقية ? "...... فهي الترجمة الحرفية المطابقة . لكني ترددت ، ووجدتها ثقيلة على سمعي ، وأنا لا أعرف في اللغة إلا السمع . فضلت " سماعياً " قول : " هل الرأسمالية أخلاق ? " دون أن أكون قادرة على تبرير ذلك لغوياً لأنني لا أعرف الكثير في قواعد العربية . ما أعرفه هو أنه : لو قلنا : هل الرأسمالية أخلاق ? ، لاستوى المعنى المقصود من الجملة، حتى ولو استبدلنا كلمة : أخلاقية وهي صفة ، بكلمة : أخلاق وهي اسم ، ومع أنه بالفرنسية جاءت كلمة  moral بمعنى الصفة .

هاتوا رأيكم ..... وأنا أشدد على رأي الأستاذ وحيد لأنني كنت قد أثرت معه هذا الموضوع في السابق ولم نناقشه . أعيد طرح الموضوع يا أستاذ وحيد بعد أن توطدت بيننا أواصر الثقة ، وأطرحه اليوم وأنا على ثقة بأنك ستأخذه بمنتهى الجدية هذه المرة ، لما لمسته فيك من سعة أفق وسماحة نفس ،  ولكن أيضاً ، لما لا حظته عندك من معرفة وافية باللغة ، جعلتني أتجرأ بالعودة إليك كسائل ، يقينه يبدأ من الشك .

أتردد في طرح موضوع اللغة ، ومنذ مدة ، وذلك لشعوري بأنني لا أمتلكه تماماً . لكني أقرأ أشياء تفزعني ، وأنا لا أتكلم هنا عن الأخطاء اللغوية التي يمكن لأي كان بأن يقع فيها . بل إن ما يخيفني هو تلك النصوص الكبيرة ، التي تأخذ صفة "العلمية " و " التحديثية " وهي موقعة من قبل أسماء كبيرة لأشخاص متعلمين ، وهم في مواقع القرار والمسؤولية ....... مثلاً : 

.. أصبحت الأدوات اللسانية لجميع اللغات الطبيعية أساسية في بناء الأنظمة الحاسوبية وأنظمة المعلومات ، لأن التجربة العلمية أثبتت بالملموس أن اللسانيات أكثر العلوم تجريبية  من العلوم التجريبية نفسها ، وأنها العلم الإنساني الوحيد الذي تقبل الصورنة والريضنة "نسبة إلى الرياضيات" وفتحت مواضيعها وتخصصاتها ومستوياتها فعولجت صوريا من دون أية مجازفة علمية -تطبيقية .إنها العلم الذي جرب الحوسبة وعانقها من دون أي تردد . إنه ايروس حب جعل اللغة تعانق الآلة بامتياز، فقيل إن الزواج حصل بين الانسان وآلة الحاسوب من خلال اللغة لان بها وعبرها يتم نقل الخبر والمعلومة والرموز .. بها يتم التواصل وما يصبو اليه العلماء والمهندسون هو أن يحصل بشكل كبير هذا التواصل الآلي بين الآلة والبشر بدون رجعة

  موضوع النقاش : هندسة اللغة : من المعالجة الصورية إلى المعالجة الرمزية . مجلس اللغة العربية . توقيع الدكتور : عز الدين غازي .

صراحة ، أنا لم أفهم شيئاً ! وهذا النص مترجم ترجمة حرفية تجعل منه لغزاً يستعصي على الفهم  . هل هذا الكلام عربي ???? وهل اللغة كلمات وجمل ، أم أنها منطق وحياة ??? ما الفائدة من هذا الكلام ??? وما هو المطلوب منا بالتحديد لكي نتطور ونصبح أذكياء وقادرين على تطبيق علم الألسنيات بواسطة " الحاسوب " ? أسأل ........

 

 

*ضياء
9 - أبريل - 2006
الثانية بعد الأخيرة    كن أول من يقيّم
 

إنهم يضعون الأفكار في الثلاجة ... ما المقصود بالثلاجة ? وكيف توضع فيها الأفكار ? ومن هم هؤلاء الذين يضعون الأفكار فيها ? وما مناسبة موضوع الثلاجة بالنسبة للمشكلة الفلسفية ? خطوة إلى الوراء ونفهم كل شيء .

 الحديث عن المشكلة الفلسفية في البلاد العربية يتبعه غالبا ظهور القطبية بين التراث و الغرب , عدوان لدودان يتنازعان حل المشكلة , لكل منهما بريقه , ولكل منهما عيون ترى هذا البريق , إلى هنا و المشهد تقليدي , فما الجديد ? الجديد هو أن حالة الاستقطاب هذه بين التراث و الغرب لا تمر على المثقفين العرب بسلاسة , بل يصحبها تمزق نفسي . لكن لماذا يصحب هذا الاستقطاب تمزق النفسي في الوقت الذي يعبر فيه عن اختيار حر للفرد المستقطب للتراث أو للحداثة ? لماذا يتألم من اختياره ? الحقيقة أنه ليس اختيارا حرا بما فيه الكفاية كي يكون الاستقطاب سلس ومستقر , لأن سرعة استقطاب التراث أو الغرب للأفراد تفوق سرعة استيعاب هؤلاء الأفراد للتراث أو لمعطيات الغرب , فيحدث الاستقطاب في أحيان كثيرة دون قناعة كاملة , عين في الجنة وعين في النار , أدى ذلك إلى نشوء فئة تعبر عن "الطبقة الوسطي" الثقافية , معتزة بالتراث ومنهزمة أمام الغرب في الآن نفسه , وهذا هو منبع التمزق النفسي , والنفس البشرية تجيد لعبة الحل الوسط , خاصة عندما يهددها التمزق , وهكذا ظهرت فكرة (= حيلة ) الموضوعية كأساس للتعامل مع التراث أو مع الغرب , كتسوية معقولة بينهما . لكن كيف للموضوعية أن تكون حلا لأزمة الصراع النفسي بين التراث و الغرب ? أولا , ما هي الموضوعية ?

الموضوعية تعني صيانة الفكر من التلوث بالذاتية , الفكر الملوث بالذاتية هو الفكر الذي تعتنقه الذات ليس لأنه منطقي بل لأن الذات تعي نفسها من خلاله , دون اهتمام بمحتواه من الصواب و الخطأ , بالعربي : الذاتية في التفكير هي أن تجد النفس هواها في فكرة ما فتعتنقها , و الموضوعية هي النأي بالفكر عن هوى النفس . الموضوعية تدرك أن الذات المفكرة قد تدرك تعاطفها مع فكرة ما , وقد لا تدرك هذا التعاطف عندما يكون (محشورا) في اللاوعي , من أجل ذلك فالموضوعية تفتش عن أي علاقة بين الذات و أفكارها لتحول دون وقوع الكارثة .

ما الغاية من الموضوعية ? الغاية (المعلنة) من الموضوعية : ضمان نزاهة الفكر في رحلته إلى الحقيقة .

سننتقل بالموضوعية الآن إلى موضوع المشكلة الفلسفية الذي نناقشه , لقد ذكرت الاستقطاب كنتيجة لإثارة المشكلة , و التمزق النفسي المصاحب له , فكيف تكون الموضوعية حلا لهذا التمزق . الموضوعية _ في إطار الحديث عن التراث و الغرب _ هي أن نكف عن النظر إلى التراث بعين الغرب , و أن نكف عن النظر إلى الغرب بعين التراث , أن تتحرر الذات من أي علاقة نفسيه بالتراث و بالغرب , وتبدأ في النظر إليهما من نقطة ثالثة بعيدة عنهما , واعتبارهما موضوعات ماثلة أمام الذات وعلى مسافة معقولة بين هذه الموضوعات وبين الذات . لا تعصب للتراث أو للغرب ... لا حب.. لا كراهية.. لا تعاطف .. التعامل ببرود جراح بريطاني مع الأفكار سواء كانت تراثية أو غربية .

في رحاب الموضوعية قد تسمع إحدى العبارات الآتية : " علينا أن لا نتجاهل التراث وفي نفس الوقت علينا أن نأخذ ما يناسبنا منه ... لا بد من المرور على التراث ولا بد أيضا من تجاوزه ....التراث له مضمون حداثي ... الإسلام دين علماني ...روح الحداثة تؤدي إلى التراث ...الحكمة ضالة المؤمن ولو كانت في الغرب ...القراءة الحداثية للقرآن ... يجب أن نفصل بين بشرية التجربة السلفية و قدسية النص ... يجب أن نفصل بين إنسانية التجربة الأوربية ووضعيتهم كخصم حضاري ...علينا الحفاظ على الهوية دون الغياب عن العصر ...يجب علينا ... المفروض أن ...الخ " . الموضوعيون يبشروننا بأننا _ تحت لواء الموضوعية _ سنكون خليط من أجود الأنواع , ماضي عريق و حاضر يلمع تحت ضوء الشمس .

لا أدري هل من المفيد تتبع أشكال الموضوعية في الواقع الفكري , لكن أعتقد أنه من المفيد  الإشارة إلى أحد أشكلها , و الذي عرف "بالتيار الإسلامي المستنير" , تمييزا له عن " طيور الظلام"  الذين لا يفقهون _لحظهم العاثر_ ما الموضوع و ما الموضوعية .

فما الموقف من الموضوعية , خاصة عندما تتمثل في شكلها الإسلامي ?

الحقيقة أن الموقف من الموضوعية معقد إلى حد ما , هو معقد لأنه لا يتأسس على تقييم للأفكار من حيث الصواب و الخطأ , محتوى فكر الموضوعيين هو غالبا نفس محتوى فكر (الفاناتيك) , الخلل في الموضوعية ليس خللا في الأفكار بل خللا في علاقة الفكر بالذات المفكرة . تحديدا : الموضوعيون وقعوا في خطأ الفصل بينهما , ( الموضوعية هي الخطأ الثاني المترتب على الفصل بين الذات و أفكارها , الخطأ الأول كان النظر إلى الفكر على أنه كائن مستقل و يكتمل تلقائيا مع الزمن وهو الأساس النظري لفكرة الحداثة أنظر المقالة رقم20 )  , أكدنا سابقا على أن الفكر لا يقترب من الحقيقة المطلقة بشكل آلي ألي أو تلقائي , بل هو خاضع للذات الإنسانية المفكرة ويدور في فلكها , و الآن نحن نؤكد أيضا على خضوع الفكر للذات المفكرة لسبب آخر هو نقض الموضوعية التي تفصل بينهما بدعوى ضمان نجاح الفكر في الوصول إلى الحقيقة المطلقة . ولماذا نوجه الفكر نحو الحقيقة المطلقة ? لأن الذات تسعى بطبيعتها للوصول إلى تلك الحقيقة . ومن هنا تتضح سخافة الموضوعية : بتر الفكر عن الذات المفكرة حتى يستطيع في يوم من الأيام العودة إلى الذات المفكرة بالحقيقة المطلقة , في الوقت الذي تهاجم فيه الموضوعية الشعور بمطلقية أي فكرة ! الموضوعية تقدم لك النصيحة : ( لا تتعصب لأي فكرة حتى يستطيع الفكر الوصول إلى الحقيقة بعيدا عن تدخلاتك , وحين يصل هذا الفكر إلى الحقيقة لا تتعصب لها أيضا فربما تكون ليست هي الحقيقة , من الأفضل لك أن تموت دون أن تشعر تتعاطف مع أي فكرة على الإطلاق )!.  الموضوعية تدفن الأفكار حية , تبقي على الأفكار لكن معطلة عن وظيفتها , الفكر ليس كائن مستقل بذاته , لا ينفصل أبدا عن الإنسان المفكر أو الذات المفكرة , معنى أن الذات تفكر هو أن الذات تستخدم الفكر لنفسها .. توظفه من أجلها .. الوظيفة التي يقوم بها الفكر للذات هي خلق امتداد لها في الخارج أعني بكلمة الخارج : الأشياء (= العالم ) , الذات تبحث عن الوحدة و الفكر هو توحيد للأشياء ومن ثم فالذات تستخدمه لخلق تلاؤم بينها و بين الأشياء , الموضوعية مشكلة وليست حل لأنها تحول بين الذات و أفكارها .

الموضوعية في التعامل مع التراث _ وهذا هو بيت القصيد _ ينقصها التعالي على الآخر , إحدى  الوظائف غير المباشرة للفكر هي التعالي على الآخر , فإذا تخلينا عن التعالي على الآخر بدعوى نزاهة الفكر نكون قد فعلنا فعل الطبيب الذي ضحى بالجنين و أمه ( عشان الأب يعيش ).

 وبالإضافة لكون الموضوعية سخيفة من حيث مبررها , فهي غير مناسبة للعقل العربي (= الإسلامي ) بالنظر لسياقها التاريخي المرتبط بالغرب المعتوه , الموضوعية صيغت أساسا كحل لمشكلة العته الغربي الذي تمثل في الحروب الدينية في عصوره غير البعيدة (موقف الغرب من الفكر هو امتداد لموقفه من الدين)  , الفكر بالنسبة للذات الغربية لم يعد وسيلة ناجحة _ كما هو مفترض له _ لخلق امتداد للذات الغربية في العالم , بل كان سببا في انشطار هذه الذات بشكل مثير للشفقة , فكانت الموضوعية حل بالنسبة له . الموضوعية بين التراث و الغرب في البلاد العربية أيضا ليس موقف نظري أصيل بل هو حل طارئ لمشكلة الصراع النفسي الذي تحدثت عنه في بداية المقال , في الحقيقة هي ليست حلا بقدر ما هي مسكن لآلام الصراع , ولن تستطيع الموضوعية أن تكتسب مشروعيتها من خلال قدرتها على تسكين الصراع و إلا فأحلام اليقظة لها نفس الفاعلية , الحقيقة ليست دائما هي الشيء المريح للأعصاب . الغرب لجأ لخزعبلات ( الحرية هي حق الخطأ ) لأن الفكر كان سببا في انشطار ذاته كما ذكرت في الوقت الذي افتقد فيه الوحي , ولم يبعث فيه محمد , ربما لأن الله يعلم أن العقلية الغربية غير جديرة بهذا الرجل , فماذا كان الحل الأمثل عند الغرب ? علاج الزكام بقطع الأنف , لا لحرق الأعصاب من أجل أي فكرة .. لا لليقين .. لا للمطلق.     

الموضوعية في التعامل مع التراث بالإضافة لكونها سخيفة ومتناقضة من حيث مبررها ( التضحية يالذات  من أجل الحقيقة التي نبحث عنها من أجل الذات ), و بالإضافة لكونها مبررة فقط في سياقها الغربي (الأفكار سببت لنا مشاكل , لنحولها إذا لموضوع هامشي وليست قضية مصير ) , فهي أيضا مستحيلة من حيث إمكانية حدوثها . ففي الوقت الذي تتخارج فيه الذات عن الفكر _ أي تنظر إليه بعين باردة سواء كانت نظرة رفض أم قبول , أي تمتنع عن التعصب له بحيث لا يفسد الاختلاف فيه للود قضية _ في هذه اللحظة , الذات لا تتخارج عن الفكر بل تتخارج من فكرة ما لتنظر إليها من خلال فكرة أخرى , إذا ليس هناك تفكير موضوعي , في لحظة ما لابد أن تتعصب الذات لفكرة و تعتبرها مطلقة لا يجوز نقاشها , حتى لو كانت هذه الذات ضد الأفكار المطلقة , " التعصب ضد المتعصبين" يعكس حقيقة هامة : ليس هناك لا_تعصب , المشكلة فقط في التوقيت التي تظهر فيه الذات سخريتها من الموضوعية , إحدى هذه اللحظات النموذجية هي موقف الإتحاد الأوروبي من انضمام تركيا ( الأوروبية جغرافيا ) إليه . أيضا فالنظرية السياسية الغربية لم تستطع صياغة فروق جوهرية بين فكرة القومية و فكرة العنصرية , الغرب كله عنصري لأنه يتبنى القومية , وليس هناك فرق بين القومية و العنصرية .

سنوضح الأمر بشكل آخر .. هل يمكن تخيل ذات موضوعية إزاء فكرة وجودها ? , هذا ما قصدته بالضبط , عملية إحياء التراث ليست نتيجة لنجاح التراث في اختبار النقد ( الفكري ) له , إحياء التراث و الالتحام به ضرورة قبل البدء في التفكير .

ليس هناك بين قولنا أن الموضوعية غربية السياق أو أنها حل لأزمة الصراع وبين قولنا أنه لا وجود لها على الإطلاق , القول الأول صادق على مستوى خداع النفس أو خداع الآخر , من أجل ذلك قلنا في بداية الحوار أن الغاية "المعلنة" للموضوعية هي  " ضمان نزاهة الفكر في رحلته إلى الحقيقة ", أما القول الآخر الذي يتضمن عدم وجود الموضوعية أصلا فهو صادق كذلك بالنظر إلى الواقع الفعلي .

ولكن إذا كنا نرفض الموضوعية في التعامل مع التراث لأجل جانبها السلبي , أي : بتر الذات المفكرة عن أفكارها أي عدم التعاطف مع الأفكار , فهل نضحي بجانبها الإيجابي , أي : صيانة الفكر عن عبث الأهواء ? الحقيقية أننا لن نضحي بالجانب الإيجابي من الموضوعية بل سنستبدله بآليه أخرى , لسنا مضطرين إلى التخارج عن التراث من أجل نقده بموضوعية , لسبب بسيط هو أن التراث نفسه يحمل آلية نقده ( أقصد بالتراث هنا التفاعل البشري مع الوحي وليس الوحي ذاته ) آلية نقد الذات عند السلف لم تكن معطلة , الوحي ( وليس بتر الذات عن الفكر ) هو معيار ووسيلة صيانه الأفكار عن عبث الأهواء ,  يمكن مراجعة (تنقية المشكلة الفلسفية (12) و الذي تحدثت فيه عن الوحي كمعيار لنزاهة الأفكار وكبديل للموضوعية.  

 

*يحيي رفاعي سرور
9 - أبريل - 2006
 18  19  20  21  22