لا يقرأه إلا يحيى...     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
تحية بكل الانتماءات: السلام عليكم....مرحبا...أهلا بك...
سأنتقل من الرمز إلى التأويل لأستئذنك ـ عزيزي ـ بأن أقرأ (أفهم) عنوان "الأخيرة" كآخر صفحة في كتاب خطته أناملك، لتشرع ونشرع معك في تدوين سفر جديد..."الأخيرة" في وعي المثقف تدشين وحفر وكتابة ما لم يكتب بعد...
لن أرجع إلى البداية...للتبرير: ...من البادئ ومن المتهجم...ومن الغيور...ومن المنافح...ومن ...ومن ...هناك شيء ما يجمعنا...وإلا ما وجدتنا نمطط خلاليا أدمغتنا...لنشعر بهذه المتعة المستمرة في الكتابة على هذا المنبر...هناك شيء ما يجمعنا: أننا نشخص وضعا ونبحث عن أفق...الوضع أمامنا(هو نفسه)، لكننا لا نجلس في نفس المكان، ولا نراه من نفس الزاوية. بالضرورة ستختلف رؤانا ( أنت ـ مثلما أنا ـ لا ترى الشيء نفسه من كل جهاته وفي نفس اللحظة)...الواقع ـ مثلما الحقيقة ـ غير قابلة للاختزال في البعد الواحد. منظومة التعقيد تتطلب منا جميعا التعامل مع فعل البحث عن الحقيقة كبناء جماعي: ( أبو حيان التوحيدي وحكاية العميان مع الفيل).
عندما نطرح قضايا الدين...والتخلف...والحداثة...وووو في مجتمعاتنا من هذا المنظور تتلاشى الحدود بين المغرب والمشرق...(بيننا وبينكم/بينكم وبيننا)...نحن في الهم سواء رغم أنفنا.
هل (كان عدم فهمك لي حيلة تستدرجني بها...) ?...أقسم لك بأنك أضحكتني مقهقها مرتين: في هذه وفي "عزمك" الحلف بالطلاق...أنا متأكد أنك تبتسم الآن...(أخبرني بالحقيقة من فضلك لاحقا)...هل فهمت ما قصدته من النص الذي ماثلت وقارنت فيه الكتابة بالفعل الجنسي? هل صحيح أن هدفي هو ( تهيئة القارئ بالإيحاء _ أثناء انشغاله بتخيل العلاقة بين العملية الجنسية و الكتابة _لقبول مشروعية فقدان الهوية الحضارية في الكتابة...)...لا أعتقد. حيثيات إدراج ذلك النص تمثلت في إحساسي ـ الخاطئ ربما ـ بفتور المشاركات في لحظة ما في هذا المنبر، وهو ما جعلني "أقحم" جزءا من تأملاتي اليومية الخاصة والتي سميتها (تأملات في اليومي الفلسفي). والجزء الذي نشرته لا ينتمي إلى القرن الواحد والعشرين، بل كتبته في أواخر الثمانينيات في إحدى الجرائد الوطنية المغربية. وبالتالي لا علاقة له بالهوية الحضارية التي تشكل موضوع النقاش الآن. ولم أجد مانعا ـ ما دمنا نتحدث عن الإبداع الفلسفي ـ من أن "أتفلسف" ( لا تقبلوا الكلمة في منطوقها) مع أعزاء تفاعلت بدوري مع كتاباتهم. هذا كل ما في الأمر....
أما الأمر الأهم؛ الأهم من ذلك...هو أننا نقتطع من وقتنا وقتا لنلتقي هاهنا ـ دون موعد مسبق ـ كي نقول جراحنا الفردية والجماعية...وكي نفكر في أفق ـ نستشرفه جميعا...
.......
كم أفزع من قلمي الآن...
الحلم بالعودة في امتزج كغير عادته...
الوردة داخلي لا تطيق بؤس المكان...
وأنت...أنت...
أيها الممكن فينا...
فيك تحتمي الشطآن بما تبقى من صمت السماء...
فيك يرسم البحر قطرته الأولى...
وفيك الطريق لبدء الزمان...
(فبراير 1993)
........إلى اللقاء..................................................................................... |