دين بلا عقل / عقل بلا دين 1-أبو العلاء و الشريف المرتضي     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
دين بلا عقل/عقل بلا دين:
1-أبو العلاء و الشريف المرتضي
سأتناول المشكلة من زاوية أخري وهي صدق دعوي الخلاف بين العقل من حيث هو نظام كوني و الدين من حيث هو
علاقة الأنسان بهذا النظام وضرورة خضوعه له
ان أول مباديء الايمان هي التجرد من الهوي للوصول لليقين
وأول مباديء العلم و الفلسفة الحديثة هو التجرد من الأفكار المسبقة للوصول للحقائق الموضوعية
اذا لا خلاف بين العقل والدين أو العقل والنقل أو الدين و الدولة
اذا ماهو الخلاف
الخلاف بين العقل و الحس من جهة
والدين و الهوي من جهة أخري
لمن يؤمن بأولوية الدين عليه التجرد من الهوي
ولمن يؤمن بأولوية العقل عليه التجرد من الأفكار المسبقة الخارجة عن العقل الداخلة في أطار الحس
ولكن ماذا لو أن هناك من يدعي الأيمان بالعقل مع أنه لم يتجرد من الأفكار الحسية المسبقة
أو من يؤمن بالدين ولم يتجرد من الهوي
هناك الكثير من العقلانيين يؤمنون بأولوية العقل للقضاء علي البقع الصعبة
فنري في وسائل الأعلام-وهو مؤشر يدل علي فلسفة العصر الحديث في تقنياتها الحديثة وتعامل الأنسان العربي معها بصورة خاصة
-كيف أن العلم الحديث قد طور تقنياته متمثلا في أحد العلماء في البالطوالأبيض اياه ليصبح قادرا علي ازالة البقع الصعبة من مانجه و شكولاتة وما الي ذلك من مشكلات العصر الحديث التقنية هذا من جهة العقلانيين في عصرنا الراهن
وفي الجانب المقابل نجد رجل الدين الذي يعتبر الغرب من الفرنجة عند ذكر أفلاطون و أرسطو و فلاسفة الغرب حتي المؤمنين منهم بالله الواحد ولو أقر هذة الأفكار أو بعضها القرأن الكريم
وعند ذكر تفاهات الغرب في عصور انحطاطه كصرنا الراهن من فلسفات ال Take Away
نجده أول المتهافتين عليها أنهم صدوقويون و فريسيون العصر الحديث
في بعض عصور البشرية ساد العقل كالعصر الأغريقي مثلا
وفي عصور أخري ساد الدين كالعصر الأسلامي
ولكن في عصرنا الراهن تنحي العقل والدين جانبا مفسحا المجال للحس
فالعقل في خدمة الحس
والدين في خدمة الحس أيضا
وليس هناك فرق بين حسية الشيوعيين علي سبيل المثال
وحسية الدينيين
غير أن الشيوعي يطلب لذة في الدنيا
و أغلب الدينين الأصوليين منهم بصورة خاصة يطلبونها في الآخرة
الموضوع يتطلب القاء بعض الضوء الخافت علي بعض اللمحات المظلمة في تاريخنا الغابر والأسلامي منه بصورة خاصة
المشكلة موضوع النقاش تجلت في أشد صورها وفي الثقافة العربية خاصة عند أبرز الفلاسفة و الأدباء العرب في رأيي
وهو أبو العلاء المعري وقد أعرب عنها في ثنايا شعره كقوله في ديوانه اللزوميات
اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين وآخر دين لا عقل له
لقد شهد هذة المأساة الانسانية العربية بشكل خاص وهي العقل/الدين فكان أكبر شهداءها علي الأطلاق
لقد ولي الدنيا في القرن الرابع الهجري وقد أذنت شمس الثقافة العربية الأسلامية بالأفول وبدأت في طور الجمود و الانحدار وظن أنه قادر علي تغيير مجري الأحداث واعادة الحياة للثقافة العربية من جديد بسلطة العقل و لكنه اصطدم بسلطة رجال الدين وهذا لايعني بالضرورة رفضه للدين أو شكه فيه كما قد بوق له المتشككين و الفريسيين
قديما أو كما صوره لنا الدكتور طه حسين حديثا
فنجدهم يرمونه بالكفر و الألحاد و الزندقة فيصبح بفضل ايمانهم العميق في العصر القديم أحد زنادقة العصر الأسلامي الثلاثة ويصبح بفضل عقلانيتهم في العصر الحديث علماني لاديني وربما حداثي يؤمن بفلسفات ما بعد الحداثة
ولكن لما كل هذة الضجة حول معتقد هذا الضرير العاجز
سأنوه هنا الي ملاحظة شخصية صغيره وهي بالضرورة لب القضية:
لماذا يكون المعري زنديق العربية الأكبر
ولا نذكر شخصيات يعج بها التاريخ الأسلامي علي رأسها أبو نواس مثلا لماذا يصلب الحلاج بتهمة الردة و التجديف ويسمي أبو نواس ظريفا يعلن علي رأس الأشهاد ظرفه تملء نوادر ظرفه الأدب العربي الأسلامي ولا يتورع المؤمنون من العلماء من ذكرها ولكن عند ذكر اسم أبي العلاء يبسملون ويحوقلون ويستعيذون بالله من الشيطان الرجيم
هناك حادثة مشهورة تتناقلها التراجم الأدبية التي تتناول حياة أبي العلاء وهي نقطة التحول الخطير في حياته
وهي واقعته مع الشريف المرتضي أنا لا يعنيني شخص أبي العلاء و لا خصومه في شيء ولكن تعنيني الفكرة في المقام الأول الواقعة شهيرة وهي خرجوه من مجلس الشريف المرتضي مسحولا و اعتزاله الناس ولزومه لبيته
لماذا أبو العلاء الضرير العاجز
ان خصوم أبي العلاء ليسوا خصوم الضرير العاجز و لكنهم خصوم العقل ولأن العقل يتعارض مع الدين أو لأن الدين فوق العقل فيجب ادانته أنا لا أتحدث عن الدين من حيث هو منزل من عند الله أو أنبيائه أو حتي بعض العلماء و الفقهاء
المستنيرين ولكن أتحدث عن فريسى الدين الأسلامي
هل الدين من حيث هو منزل من عند الله علي المختاريين من عباده يتعارض مع العقل من حيث هو نظام كوني فرضه الله علي الكون
هل الهجوم علي رجل دين هو الهجوم علي الدين بالضرورة
وهل الدين كما أنزله الله و أوحي به الي أنبياه هو الدين كما تحدث عنه الصدوقيين والفريسيين
وهل نكذب النبي ونصدق رجل الدين
هذا هو مفتاح حل القضية
انها مشكلة انسانية كبري ليست حكرا علي الدين السلامي ولا المسيحي ولا حتي الديانات السماوية ولاحتي الدين عموما
بل والفلسفة وكل الحركات الأنسانية الهامة
للحديث بقية0000
|