البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?    قيّم
التقييم :
( من قبل 25 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
10 - ديسمبر - 2005

جمعتنى ندوة من الندوات الفكرية ، منذأكثر من عشر سنوات ويزيد ، مع الأستاذ الدكتورحسن حنفى  صاحب الدراسات الفلسفية العديدة ومنها الدراسة الرائدة والملحمية {من العقيدة إلى الثورة }  و سألته آنذاك  لماذا لايوجد عندنا فلاسفة ? أم نظل عالة  على أفكار وفلسفة أو روبا وأمريكا?????أم أن الغرب  يحتكر العلم والفلسفة ونحتكر  نحن الفضلات الساقطة    منهم??????أتذكر حقيقة وبدون شك أن الإجابة كانت تبريرية  أكثر منها ردا على تساؤلاتى ... نحن أساتذة فى دراسة الفلسفة والفلاسفة ، ,لكن هل يأتى الزمن الذى يجود علينا بفيلسوف  أمثال  جان بول سارتر،  أو نيتشة، أو را سل أوهيجل  أوسيبينوزا أو .. أو ....?????????عموما أنا فى إنتظار جودو  ،  تبا لك يا صمويل بيكت  ،  أقصد الفلاسفة....ومازال سؤالى فى إنتظار الإجابة .

 11  12  13  14  15 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
محاولة لرأب الصدع    كن أول من يقيّم
 

بيان هام

إلى كل مشارك جديد يريد أن يدخل في هذا الحوار:

اعلم أنك بدخولك هذا تدخل في المحييييييييييييييييييييط وماأدراك ما المحيط , وما الأخطار  التي تنتظرك به لتنقض عليك من كل حدب وصوب .

فالمحيطات ياصديقي مليئة بأسماك القرش التي لا ترحم إذا ماعلقت بين فكيها .

والويل لك، ثم الويل لك من الأبيض فهو أشدها خطورة لاندفاعه القوي ( يحيى ) .

ثم لا تنس الأزرق الذي لا يقل عنه خطورة لأنه متمرس وسريع الحركه ( وحيد ) .

أما النمر الجميل المرقط فحدث ولا حرج حيث أنك تظنه ساكنا وهادئا غير أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة ( ضياء ).

ولا أدري ماذا أقول لك عن المطرقة فيكفي اسمها , والذي إذا ماتخيلت نفسك مسمارا تحتها فياله من صداع ( عبدالحفيظ ) .

ثم ماذا أقول لك عن البركودا الذي يضاهي القرش فتكا غير أن الدعاية والإعلام سوقت للقرش أكثر , وهنا تكمن خطورته ( زهير) البعيد عن الفلسفة !!!! .

وأخيرا احذر الموران لأنه يختبئ بين الصخور منتظرا اللحظة المناسبة للانقضاض , وفكاه والعياذ بالله خطيران ( عبدالرؤوف النويهي ) .

محمد فادي
7 - مارس - 2006
السلطان لايسمع الاذان    كن أول من يقيّم
 
من الجميل جدا طرح مثل هذه التساؤلات للبحث عن موارد امتنا الفكريه والنهوض بها من سباتها ولكن ياأخوتي الاعزاء ان العمالقه في الفكر العربي والاسلامي صوتهم لايعجب سلاطين العصرفأما ان يكتم أو يقتل ومثال على ذلك الفيلسوف العربي الاسلامي محمد باقر الصدر صاحب كتاب فلسفتنا وكتاب أقتصادنا وكذلك الموسوعه الجزء الرابع لمحمد محمد باقرالصدر هذين السيدين الجليلين اعدمهم النظام السابق في العراق ------????? أرجو أن تتطلعوا على كتبهم ثم تسائلوا عن المفكرين العرب وبروح حياديه وايجابيه وشكرا-
ناجي جاسم
7 - مارس - 2006
معنى العقل...وإمكانيات التفلسف    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

خارج الموضوع:

أولا: ليس من عادتي أن أخطب...فزمن الخطابة ولى. لكن الخطابة ـ كإسهال لفظي حاد ـ يمكن أن تكون في كثير من الأحيان آلية دفاعية للتستر على أعطاب في التفكير. وما أكثر الأعطاب الفكرية اليوم...

ثانيا: في لحظة ما ساهمت في محاربة الأمية الأبجدية؛ وليس لدي اليوم أي استعداد لمحاربة أمية معرفية لدى من يدعي امتلاك الحقيقة ...إن الحقيقة بناء جماعي. وعلى من يدعي عكس ذلك عليه أن يلازم المغارات أو يسيح في الفيافي بحثا عن وهم الحقيقة الفردية.

ثالثا: كان سقراط متواضعا؛ حين كان يعترف بجهله: (أعرف شيئا واحدا هو أني لا أعرف شيئا)...وكان سلفنا من العلماء الأفذاذ أكثر تواضعا حين كانوا يختمون أسفارهم وكتبهم بقولهم:( والله أعلم).

في الموضوع:

سأقتصر على نقطة واحدة : العقل والذكاء ?.مع طرح تصور لمفهوم العقل في مرجعيتنا الدينية

في الحقل المعرفي اليوم يعتبر الذكاء مفهوما سيكولوجيا. أما العقل فمفهوم فلسفي بامتياز. لقد فكر الفلاسفة في الذكاء بمفاهيم أخرى : "الفهم" و"العقل" و"الذهن". فما نقصده اليوم من كلمة ذكاء, التي وضعت حديثا كمفهوم علمي, هو ما كان يفهم سابقا بكلمات فهم وعقل أو فكر.لذلك فكل حديث عن الذكاء ـ في السياق الديني والفلسفي ـ هو حديث عن العقل في نهاية المطاف.

الدلالة الأصلية لمفهوم العقل تحمل شحنة منطقية رياضية ولغوية قوية, أي تعكس صنف الذكاء التصوري المجرد. إن اللفظ اللاتيني Ratio الذي اشتقت منه كلمة Raison يعني في الأصل الحساب, وملكة العد, والتنظيم والتنسيق؛ والكلمة ترجمة لاتينية للفظ الإغريقي Logos الذي يعني الكلام, أو الخطاب المتماسك, والمنطوق المفهوم والمقبول كونيا. وهكذا فالحساب والخطاب, أو العد والكلام, أو الرياضيات واللغة, هما العنصران المحددان للدلالة الأصلية للفظ العقل.   

إذا استقرأنا النص الديني ، نواجه بدءا بغياب كلمة "ذكاء" كإسم وحضورها كفعل يحيل على معنى مغاير يفيد الذبح كما في الآية ?وما أكل السبع إلا ما ذكيتم? (المائدة :3). لكن غياب الكلمة من فضاء النص ليس كافيا لإصدار أي حكم مسبق؛ إذ مقابل هذا الغياب اللفظي للكلمة هناك حضور قوي لفعل الذكاء باعتباره نشاطا عقليا، أي باعتباره مجموعة من العمليات أو الأفعال والتي يكثفها القرآن في فعل أساسي هو فعل "العقل".التصور الديني للذكاء الإنساني(أي للنشاط العقلي) يتأسس على نظرته إلى الإنسان كشخص يحظى بتكريم إلهي مؤسس على معيار التقوى، وهو معيار يتمثل في بعد مادي هو قوام الجسد الإنساني، وبعد روحي ميتافيزيقي يعتبر سرا إلهيا، وبين البعدين هناك بعد نفسي عقلي يميز الإنسان ويجعله يسمو به عن الحيوان. ووجود الإنسان في أبعاده الثلاثة يقابله، داخل التصور القرآني، وجود ثلاثة مستويات متدرجة من المعرفة: أولها المعرفة الحسية، إذ بتقديمه السمع والأبصار على الأفئدة يعتبر القرآن الحواس أساس كل معرفة عقلية لاحقة. وثانيها المعرفة العقلية، ومصدرها القلب أو الفؤاد. وتستمد هذه الموضعة البيولوجية لفعل العقل في القلب دليلها من القرآن نفسه؛ فكما أنه يرجع أفعال الإحساس إلى المناطق الحسية المرتبطة بها، السمع للأذن والبصر للعين، فإنه يرجع كذلك فعل العقل إلى القلب كمنطقة في الجسم محددة. فالقرآن إذن، بالرغم من أنه لا يستعمل كلمة ذكاء مباشرة إلا أنه يتحدث عن نشاط  معرفي  يسميه "عقلا"، خاصة وأنه يستعمل مادة (ع. ق. ل) 49 مرة، دون أن ترد قط في الصيغة الإسمية؛ مما يدل على اعتباره العقل فعالية أكثر من كونه ملكة. أما المستوى الثالث للمعرفة فيتعلق بالإلهام والوحي كطرق خاصة بفئة معينة من الناس، وبهذه الوسيلة يتحقق الإدراك في أرقى مستوياته. وتدل هذه المستويات على أن المعرفة العقلية توجد وسطا بين دونية المعرفة الحسية ذات المصدر الطبيعي المادي من جهة، وسمو وخصوصية المعرفة الإلهامية ذات المصدر الإلهي الميتافيزيقي من جهة أخرى: الأولى دونية لأن للحيوان فيها نصيب، والثانية خاصة ليس لكل الناس فيها نصيب. أما العقل فهو الفعل الخاص الذي يميز الإنسان عموما عن غيره من الحيوان.

العقل فعالية أو فعل وليس جوهر أو كيان أو أداة( بل جوهره وأداته القلب). وبرغم تعدد معاني العقل كفعل فمن الممكن حصرها  في ثلاثة أفعال عقلية: الكف والضبط والربط، والتي نعتبرها الأنشطة العقلية الأساسية في المرجعية الدينية. يحيل فعل الكف، أي المنع، على بعد أخلاقي لوظيفة القلب باعتباره وازعا أخلاقيا يعقل ويحبس ويكف صاحبه عن التورط في المهالك. وهو معنى يعطي للعقل بعدا معياريا قيميا يخص الممارسة العملية الأخلاقية. أما فعل الضبط، أي إمساك الشيء حتى لا ينفلت، فيحيل على بعد معرفي لوظيفة القلب باعتباره ملكة حفظ، وقوة تذكر واستظهار وبهذا المعنى وردت الآية ( يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون).. وواضح أن الضبط  هنا يشير إلى نوع نشاط ذهني يتمثل في مهارات إسماع الخطاب وفهمه وحفظه واستظهاره. أما فعل الربط، أي إدراك العلاقة بين قضيتين، فيحيل أيضا على بعد معرفي لوظيفة القلب باعتباره قوة إدراك وتأمل وفهم ونظر وتدبر في الكون(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها... )، وفي التاريخ وماضي الأمم)وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص. إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد(، وفي النص الديني)أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها( .ومن الواضح أن فعل الربط هنا يشير إلى نشاط ذهني يتمثل في مهارات الاستدلال والقياس. ويبدو أن العلاقة بين هذه الأفعال العقلية الثلاث ( الكف والضبط والربط) علاقة تفاعل وتكامل؛ ذلك أن اللغة العربية تضفي على فعلي الضبط والربط معاني وجدانية كالحزم وشد النفس ورباطة الجأش ووثوق القلب.والمبدأ الذي يحدد وحدة التفاعل بين الفكر والوجدان، بين العلم والعمل ـ في الحقل التداولي العربي الإسلامي ـ  مبدأ ديني بالدرجة الأولى. فإذا كانت معاني العقل دنيوية في دلالاتها اللغوية فإن القرآن أضفى على تلك المعاني غائية الدين متمثلة في:  

ـ  الإيمان قبل العلم: على الإنسان الباحث عن الحقيقة أن يؤمن أولا، ثم يستخدم العقل لتقوية وتعميق هذا الإيمان. وهذا الارتباط يدل على تبعية المعرفة للدين، وانبثاقها عنه. وبذلك يبقى المطلوب من العقل الإنساني هو التعامل مع ظواهر الكون ووقائع التاريخ وآيات القرآن لا كموضوعات طبيعية وإنسانية ولغوية من أجل معرفة محضة، بل كعلامات وأمارات وشهادات وآيات تدل على قدرة وإعجاز الله في خلق الكون وصنع التاريخ ودقة البيان مقابل عجز الإنسان عن ذلك.

ـ  العلم يُعطى ولا يُبنى: إذا كان الضبط والربط فعلين عقليين يؤديان إلى حصول العلم في القلب، فإن إمساك هذا العلم وتثبيته لا يتم إلا بعد حدوثه واستقباله من مصدر خارج الذات العارفة، ذلك أن هذه الذات ـ في المنظور الديني ـ تتلقى العلم ولا تنتجه، وكأن العلم يعطى ولا يبنى، أي يُتلقى جاهزا من أجل تطبيقه والعمل به: [[[ الله ـ في البدء ـ هو الذي (خلق الإنسان. علَّمه البيان) ،(وعلَّم آدم الأسماء كلها)، وفي الحاضر، هو الذي (علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم) . كما أن استعمال القرآن لعدد كثيف وبصيغ كثيرة لفعل "علم" المسند إلى الله (بنسبة أكثر مما هو مسند إلى الإنسان)  يؤكد أن الله ـ وهو العليم والعالم والعلام ـ هو واهب العلم للإنسان، ويعتبر القرآن كوحي إحدى تجليات هذا العلم الإلهي المطلق:)ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى، ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم، ما لك من الله من ولي و لا نصير()]]...إن القلب لا يجب أن يمارس عقله (=نشاطه العقلي) من أجل بناء المعرفة، بل عليه فقط أن يتلقى هذه المعرفة في شكلها الأصلي، ويتعامل معها كعلم قبلي جاهز ـ ضبطا وربطا، أي حفظا وفهما ـ ليوظفها من أجل تقوية الإيمان، أي الانتقال من مستوى الإيمان إلى مستوى الاطمئنان.

*وحيد
8 - مارس - 2006
تابع ...    كن أول من يقيّم
 

(تابع ... للسابق...)

ـ  العلم طريق إلى العمل:  تشكل منطوقات القرآن، كعلم حق، المعيار الذي يوجه كل فعل عقلي وسلوك اجتماعي، ذلك، أن مختلف مظاهر السلوك( لدى الفرد المسلم)، وكذا العلاقات الاجتماعية ( بين المسلمين) ينبغي أن يخرج كل ذلك من صلب الكتاب الذي يتضمن معاني آمرة، حاكمة، تترتب عنها أحكام.وهو اعتبار يجعل وظيفة العقل غير محددة في فهم النص من أجل إبراز المعنى، أو في "القراءة" من أجل اكتشاف الدلالة، بل من أجل ترسيخ عقيدة في القلب وتطبيق أحكامها في الممارسة، أي من أجل تجسيد النص في الشعور والسلوك....

.....يكفي.....وبالتالي.....

كيف يمكن رصد روح الفلسفة في المرجعية الدينية ....????????

*وحيد
8 - مارس - 2006
مفهوم التاريخ    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

 

الأخوة العزاء :

تسعدني العودة لهذا الملف خصوصاً بعد أن قرأت ردودكم المشجعة على مواصلة طريق بدأناها منذ ثلاثة أشهر . شكري الجميل للأستاذ النويهي الذي أطلق شارة البدء ولكل الأخوة المشاركين الذين أخص منهم هؤلاء الذين كانت لهم مداخلات قصيرة لم تأخذ حظها في النقاش وذلك بسبب أننا مجبرون على حصر الموضوع وإستعادة الخيط الرئيسي في كل مرة ، لئلا يتشعب كثيراً ويتوزع في سواقي صغيرة سرعان ما تذوب في الطبيعة ، وليس لأي سبب يتعلق بوجهة نظرهم التي ابدوها على أي حال . وأؤكد على أن بعض المداخلات المختصرة يمكن لها أن تصبح مهمة مع بعض المثابرة .

الأستاذ وحيد عاد إلينا بعزم جديد وبمقالتين : سأختصر جداً ردي يا أستاذ وحيد لكن قبل ذلك أريد أن أثني على دماثتك وأؤكد لنا بأن الحوار مع عقلك النير وثقافتك الواسعة هو مصدر سعادة لنا .

بالنسبة للمقالة الأولى : عد ، لو سمحت ، إلى أول مقالة كتبتها في هذا الملف ، و أنظر كيف عرفت فيها الفلسفة على أنها : نظرية في أصل المعرفة . وعبرت عن قناعتي بأن جذرها هو عند اليونان ولا يتجاوزهم إلا تفرعاً عنهم . من هذا المنطلق ، لا يمكن للفلسفة بأن تكون إسلامية إلا إذا إعترفت بأن أصل المعرفة هو الوحي الإلهي . وهذا ما حصل فعلاً مع محاولات التوفيق التي بقيت نجاحاتها محدودة . بالتالي ، فإن المفاهيم التي طورتها الفلسفة الإسلامية إنطلاقاً من الإعتراف بأولوية الوحي ، إرتبطت بنظرية المعرفة هذه وجاءت المفاهيم المحورية كالعقل والنفس والمنطق ، مطبوعة بهذا الطابع . 

المقالة الثانية : تدل على متابعتك الدقيقة ، والعرض جيد ومفيد ، ولكنها لا تثبت أو تنفي شيئاً . هي تعود بنا إلى نقطة البداية التي يتحدد على أثرها الكثير من المسلمات : مرجعية الوحي . في هذه لا يوجد نقاش . ولو إتفقنا على أنه لا توجد حقيقة خارج العالم ، فسنختلف على تعريف العالم .

سأحاول الآن ربط كل هذا بالأفكار الضمنية ( وهي محاولة فهم يا أخ يحي ) التي تداولناها دون الإفصاح عنها مباشرة بغية تحديدها .

إن الفكرة الضمنية المحركة لهذا النقاش تنطلق من مفهومين متضادين للتاريخ . النظرة الإسلامية للتاريخ كما تجلت في الترسانة الهائلة التي تركها كنا المؤرخون العرب ، حيث ترى فيه سجلاً للأحداث ، أو إخباراً يحكي تاريخ البشر بدءاً من عهد آدم عليه السلام . ويتضمن هذا التاريخ كل النبؤات والمعجزات وتاريخ الأمم السابقة بما يتفق مع نص القرآن . ويتضمن فكرة القيامة أو اليوم الآخر كنهاية مؤكدة للتاريخ . التاريخ هنا : حلقة دائرية لها بداية ونهاية ستعود لتنغلق على نفسها متضمنة " الأخبار " . هو قصة وجود الإنسان على الأرض من خلال علاقته بالخالق . وهذا الوجود ليس عبثياً كما يبدو من عدم ترابط الأحداث المروية ، بل أن له غاية ضمنية : الخلاص .

صحيح بأن ابن خلدون حاول تطوير مفهوم التاريخ وتفسير الأحداث وربطها ببعضها في نظريته الشهيرة ، إلا أنه عندما عاد وكتبه ، كتبه بنفس طريقة الأوائل .

ضمن هذا المفهوم ، لا يتخذ الزمن ، أي طابع تراكمي إلا من حيث الكمية . الزمن لا يراكم فكراً ، بل هو تعداد رقمي للسنوات والعصور ليس إلا . سأستعيد هنا كلام الأخ يحي المأخوذ من مقالته رقم 20 حول تنقية المشكلة الفلسفية :

"يضع الزمان نفسه كخلفية للأفكار حيث تنشطر إلى أفكار سالفة (ماضي ) و أفكار حديثة (حاضر) , وكل منهما بدورها تفض نفسها في المحيط الإنساني إلى  سلفية و حداثة ,  و يبدو أننا عثرنا أخيرا على صلة قربي بين السلفية و الحداثة أي وضعهم للزمان كخلفية للأفكار, ويبدو أيضا أن الحداثة _ لحسن حظها _ قد حازت الجزء المفضل من تورتة الزمان أي العصر الحديث وهو العصر الذي يحتوي علي أقرب الأفكار إلى الحقيقة , أما السلفيون فقد قنعوا بالأفكار المتبقية في الماضي والتي كانت  _يوما ما _ أقرب إلى الحقيقة "

وهي فكرة رئيسية من حيث مدلولها لأنها تعبر عن خلفية النقاش الذي يربط مفهوم الحداثة ببعدها الزمني ويعطي للتيار الإسلامي طابعاً رجعياً كأنه علبة محفوظات إنتهت مدتها . 

 كنت قد أشرت إلى عدم واقعية هذا الإعتبار ، فهو ، أي التيار الإسلامي ، حديث بكل معنى الكلمة ، لأمرين : 

ـ الأول : لأنه لا زال فاعلاً ومؤثراً في الحياة العامة ، سياسياً وإجتماعياً . بكلمة واحدة ، هو لا زال فعالاً .

ـ الثاني : لأنه الوحيد الذي يمتلك مشروعاً فكرياً مستقلاً عن الغرب ، رغم أنه لم يعمل على تطويره وبلورته وظل مستغرقاً في النضال السياسي ، وفي التفسيرات القديمة التي أنتجها العقل العربي أبان مجده وهو غير قادر حتى الآن على مضاهاتها ، لذلك يحيطها بكل تلك القداسة ، إلا أنها غير مقدسة ، هي ضرورية لكنها غير نهائية . هذه واحدة من المآسي التي نعانيها . هناك تجارب غير عربية ، تركية وإيرانية حدثت وتحدث في إتجاه التطوير ولكن معرفتي بها قليلة .

هذه المقولة تجد جذرها في مفهوم التاريخ من وجهة نظر الحداثة ، بوصفه : حركة تصاعدية تتطور بإستمرار بإتجاه الأعلى ، وتعتقد أننا بإنضمامنا إلى الحداثة ، فلسوف نلتحم  مع حركة التاريخ السائرة دائماً إلى الأمام ( معنا أم من دوننا ) ، والأخ النويهي يقول بتساؤله الأساسي بوضوح  :

لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?

إن الإلتحاق بالمشروع الحداثي يعني الإلتحاق بحركة التاريخ التطورية الذي أنتجه العقل الأوروبي في القرن الثامن عشر وبلوره في العصور اللاحقة ولا يعني تحديداً ولا حصرياً ، فلسفة العقل الإنساني ، بل يعني بأن حركته ، أي التاريخ ، قسرية ، أو حتمية ، وأن الفكر سلسلة متصلة من التصورات  تتوالد حتماً من بعضها البعض ، وأن ذلك سيجبرنا على المرور بمحطات التطور البشري كلها ، الخلفية الثقافية لهذا التطور هي مسألة تقديس العقل المادي ، لكنه سرعان ما سيؤدي بنا إلى جملة من المفاهيم السياسية والإجتماعية ، أهمها : 

ـ فصل الدين عن الدولة وإعطاء التشريع طابع إنساني نفعي بحت.

ـ جعل الإنسان محور الوجود وموضوع العقل الأول بصفته الغاية في أي بحث علمي أو فلسفي.

ـ بناء عليه ، تبني قيم حقوق الإنسان المعلن عنها في : شرعة حقوق الإنسان كأنها الدين الجديد لليشرية .

ـ تبني القيم التي تروج لها الدعاوي السياسية ، من الديموقراطية ، إلى حرية التعبير ، إلى  ، حقوق المرأة بل وحقوق الطفل أيضاً ، وقد زادوا عليها اليوم حقوق الطبيعة ، والتعددية الثقافية ...... وأشياء أخرى ربما تغيب عن ذهني في هذه اللحظة .

هذه المفاهيم ، ليست صحيحة أو خاطئة بحد ذاتها ، بل يمكننا تبني الكثير منها بسهولة ودون أن يمس ذلك منظومتنا الأخلاقية ولا جوهر المعتقد . فلما لا نكون مع الديموقراطية مثلاً ? ولما لا ندعو لتحسين حقوق المرأة ، والطفل لو أردتم وإحترام الطبيعة وحرية التعبير عن الرأي ?

إلا أن المشكلة ليست هنا . وما علينا إلا مراقبة كيفية تحول هذه المفاهيم من دعوى إجتماعية إلى مجرد دعاوي سياسية هدفها تفكيك البنى الإجتماعية التقليدية للمجتمع في العالم كله ، وإعادة تنظيم المجتمعات على خلفية هذه المفاهيم الجديدة التي لا تخدم في الحقيقة سوى برنامج إقطاعيي الرأسمالية الجشعة، الذين يحكمون العالم وأن أهدافهم المضمرة ذات طابع إقتصادي وسياسي بحت .

فالديموقراطية تحولت إلى لعبة إجتماعية يسيطرون عليها تماماً ـ عبر وسائل الإعلام ـ ويتحكمون بنتائجها ( يحضرني الآن قول صحافي فرنسي هو فيليب دو بوفوار والذي يقول بأن الديموقراطية هي خمسين بالمئة من المغفلين ، زائد واحد ) ولقد فضحت الأحداث الأخيرة جديتهم في تطبيقها إلا بما يخدم مصالحهم . وأما المرأة ، فلقد حرروها ، عندما إحتاجوا إليها في بداية الأمر كيد عاملة رخيصة للعمل في المصانع ، وأما الطفل فهم يريدون سلبه حماية أهله الطبيعية وإيهامه بأنه مستقل عنهم وبهذا يتم تفكيك العائلة ويحصلون عليها فرداً فرداً . وأما الطبيعة فمن لوثها ? البوذية أم الإسلام ? وأما حرية الرأي فإسلوا عنها فادي .

إختصرت في النهاية حيث يمكننا التوسع كثيراً ، إلا أن لكل مقال نهاية .

 

 

*ضياء
8 - مارس - 2006
ما أجمل عدل الله    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

الأخت العزيزة ضياء

 

لم أخطئ عندما أطلقت عليك لقب النمر لأن انفاضاتك هذه نمرية بكل معنى الكلمة .

فمداخلاتك المفهومة وطريقتك الرائعة في عرضها دون تكلف الفلاسفة وتصنعهم في اختيار الكلامات والسرد غير الفهوم ليظهروا على هيئة الفيلسوف تسلب الألباب وتأخذ قارءك إلى حيث تريدينه أن يصل بأسهل السبل .

لقد وضعت يدك ياسيدتي على واحد من أخطر الأسباب عندما قلت في مداخلتك المعنونة بمفهوم التاريخ :

إن التيار الإسلامي هوا الوحيد الذي يمتلك مشروعاً فكرياً مستقلاً عن الغرب ، رغم أنه لم يعمل على تطويره وبلورته وظل مستغرقاً في النضال السياسي ، وفي التفسيرات القديمة التي أنتجها العقل العربي أبان مجده وهو غير قادر حتى الآن على مضاهاتها ، لذلك يحيطها بكل تلك القداسة ، إلا أنها غير مقدسة ، هي ضرورية لكنها غير نهائية . هذه واحدة من المآسي التي نعانيها . هناك تجارب غير عربية ، تركية وإيرانية حدثت وتحدث في إتجاه التطوير ولكن معرفتي بها قليلة . لتتبعي بعد هذا بما لا يقل أهمية وخطورة عنه في نهاية مداخلتك ذاتها والتي جاء فيها : وأما المرأة ، فلقد حرروها ، عندما احتاجوا إليها في بداية الأمر كيد عاملة رخيصة للعمل في المصانع ، وأما الطفل فهم يريدون سلبه حماية أهله الطبيعية وإيهامه بأنه مستقل عنهم وبهذا يتم تفكيك العائلة ويحصلون عليها فرداً فرداً . وأما الطبيعة فمن لوثها ? البوذية أم الإسلام ? .

إن موضوع التحديث أو الإحداث في الدين فكرة تصيب قارءها بالهلع، وخاصة وأن هناك حديثا يقول ( كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) غير أن القرآن يا عزيزتي بحاجة إلى مفسرين يعون وجهيه المختلفين ليخرجوا لنا ومن خلال كلماته النيرة بما هو من عصرنا لأنه كتاب لكل العصور .

فموضوع الحرية بشكل عام كما موضوع حرية المرأة بشكل خاص سيذهك حتما لو استطعت الوصول إلى أبعادهما في القرآن الكريم لمل فيهما من  صورة رائعة للحكمة الإلهية التي لو استطعنا فهمها للمسنا النجوم بأيدينا العارية .

فمشكلتنا ياسيدتي ليست في كتابنا الرائع الذي فاقت روعته كل تصور لو فهمنا , وإنما هي تكمن في كل من فسر القرآن الكريم وخاصة اللاحقون منهم لإعتمادهم على من سبقهم .

ولكي نفهم الحريات الرائعة الممنوحة لنا من الله سبحانه وتعالى لآبد لنا أولا من فهم معنى مفهوم العدالة السماوية وأبعادها .

فقوله صلى الله عليه وسلم ( أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك ) لا يقصد فيه الرجل وحده لأن الآية الكريمة رقم 188 من سورة الأعراف تقول (( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به  فلما أثقلت دعوا الله ربهم لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين )) وعليه ولو قطعت معي هذه الآية الكريمة لرأيت فيها العجب العجاب بحيث أنها جائت على النحوا التالي (( هوا الله الذي خلقكم من نفس واحدة)) /إذا النفس الأولى كانت واحده / ((وجعل منها زوجها ليسكن إليها ))/ من هو هذا الزوج الذكر أم الأنثى /(( فلما تغشاها )) / من الذي تغشى من  , من الواضح حسب الآية الكريمة أن الزوج هوا الذي تغشى الأصل / (( حملت حمل خفيفا )) / من الذي حمل حملا خفيفا , من الواضح أيضا أنها النفس الأصل .

وعليه أستطيع أن أقول لك بأن حواء قد وجدت قبل أدم ليأتي أدم عنها والدليل الدامغ الثاني على هذا هوا الآية 58 من سورة آل عمران التي تقول (( إن مثل عيسى عند الله كمثل أدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )) وعليه فبما أن عيسى عليه السلام قد جاء عن مريم التي هي تراب أيضا ولم يخلق من العدم ولكي لا يعتقد البعض أن الله قد أعطى تشبيها خاطئا كالقمس ذكريا الضعيف في الغة العربية كما أعتقد فإن أدم عليه السلام قد جاء عن حواء التي هي تراب أيضا .

ومن جمال معنى اسمها أن حواء تعني الوعاء , ولن أطيل في هذا هنا كي ينشر تعليقي .

وعليه وعودة إلى موضوع العدل وتحديدا في الآية الكريمة رقم 2 من سورة النساء التي تقول (( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أوماملكت أيمانكم ذالك أدنى ألا تعولوا ))

ما معنى إن خفتم ألآ تعدلوا ?

لو قيل لي أن زوجتي ستتزوج رجلآ أخر علي فماذا سيكون موقفي ?

إن قبلت بهذا فقد عدلت وإن لم أقبل فقد ظلمت .

من هم ملك اليمين ?

أوليسوا الجواري والإماء في ذالك الزمان ممن لم يسمح لهم بمقارنة أنفسهم وربات البيت الأساسية الحرائر ?

إذا هن أشبه بالعاهرات منهن إلى ربات الصون والعفاف ?

وعليه يكون شرح الآية الكريمة هنا وهذا للإستخفاف بالأراء الظالمة من رب العباد وليس للتفضيل ( إذا خفتم وتوجستم الريبة في معنى العدل فمن الخير لكم أن تتزوجوا بواحدة أو إذهبوا ومارسوا ذلك مع إمائكم وماملكت أيمنكم خيرا لكم من إلا تعدلوا ) والله أعلم

وللموضوع بقية أخرى وطويلة
محمد فادي
9 - مارس - 2006
كلا يوجد    كن أول من يقيّم
 
نعم يوجد فلاسفة عرب ولكن المشكلة في الاعلام الذي ياخذ  الامور جاهزة من الغرب فعلى سبيل المثال يوجد عندنا في العراق السيد محمد باقر الصدر رحمه الله وهو فلتة زمانه في الفلسفة كما يقولون ولديه كتب عديدة في الفلسفة  مثل كتاب فلسفتنا وغيره
محمد
9 - مارس - 2006
الخطأ الجوهرى 000    كن أول من يقيّم
 

إن الخطأ الجوهرى الذى وقع فيه التيار الإسلامى هو _ فى زعمى _النظر إلى حركة التا ريخ وتطور الزمن ليس بوصفهما تقدما للأمام ولكنهما إرتدادا إلى الخلف وإلى الأسوء ، وعلى جميع المستويا ت ،ومن ثم كان الإرتكان إلى تفسير النصوص بالعودة إلى عصر النبوة والظروف التى أحاطت به ، دون النظر إلى الواقع المعايش ، الأمر الذى أدى فى النهاية إلى التراجع ورجعية مشروعه، والمآ سى المريرة التى  نحياها على كافة المستويات والفشل الذريع والقعود عن الحركة وحالة الجمود والبلادة وتصديه  وبشراسة لأى حركة تقدمية تجاهد لإحداث هزة للمجتمعات الإسلامية  ، وإذا كان هذا التيار يتمتع بدور فعال ، فعلى المستوى الإرتدادى والتراجعى ،ويتناقض كل التناقض مع الحداثة ، كيف له أن يكون حديثا وفعالا وهو خارج التاريخ ????????إن الواقع الإجتماعى السياسى للعالم الإسلامى يعانى التفسخ الداخلى بين طبقاته ولم نجد مشروعا سياسيا أو فكريا قد حسم هذا التفسخ 0ويظل تبرير الواقع وتأجيل الحلول إلى أجل غير مسمى ، هما الهاجس والوسواس القهرى المسيطر على قوى التيار الإسلامى 00مما جعلنا فرائس مستساغة وطيعة وطازجة لأربا ب الدين الجديد للبشرية  0000مع تقديرى وإحترامى للجميع 0

*عبدالرؤوف النويهى
11 - مارس - 2006
نحن و الحداثة .    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 

لا مجال للاستغراب إذا وجدنا تيارات كثيرة تعارض

بعنف الحداثة في الثقافات التي لم تعرفها أو التي فرضت

عليها فرضا عن طريق الاستعمار: الصين ، الهند ،وبالطبع

بلاد الإسلام و سيما الوطن العربي الذي عرف قبل الاستعمار

الأوروبي الحكم العثماني ، وقبل ذلك عرف الحروب الصليبية

-هناك إذن تراكم في الوعي -

لسنا في موضع من هو خارج الحداثة و يتساءل هل أدخل فيها

أم لا? كما أن الحداثة لم تتقبل أبدا بدون معارضة في بلاد منشئها.

الحداثة فرضت على الجميع طوعا أو كرها ، وفي الغالب طوعا

وكرها .

وضحايا التحديث لا يزالون يعيشون تلك المرارة في الأعمال

الأدبية. فالأدب الأروبي الحديث كله، من سيرفانتيس إلى ديكنز

إلى دوستوفسكي ، يمكن أن يعتبروثيقة إنسانية مسجلة ضد النتائج

السلبية للحداثة . الأدب الأوروبي الحديث في العمق وثيقة شجب

لعملية التحديث .

هناك إذن تلاقح بين رفض الحداثة أو معاداتها ، وبين تجاوزها .

يمكن دائما أن نقارن و نقارب ، أن نستوحي أفكارا سابقة على

عهد الحداثة ، واخرى معارضة و معاصرة لها في نفس الآن،

وثالثة لاحقة عليها..، لنبرهن على أن مفاهيم الحداثة ، لا واقعها

-لأنه سجل -إما مبتسرة مجزوءة وإما سطحية .

من من بين المؤرخين و المفكرين ينفي ذلك ? يتساءل عبد الله العروي.

 

ملاحظات :

-أوردت هذا التدخل لكونه يندرج-ربما-في سياق موضوع

الأخ المحترم ع .النويهي .

-ولكونه إضافة إلى مالم تقله الأخت ضياء عن المشروع

الحداثي..

-أ.عبد الحفيظ . الحسيمة..............شمال المغرب .

*abdelhafid
12 - مارس - 2006
تابع تنقية المشكلة الفلسفية 30    كن أول من يقيّم
 

آخر ما كان بيني وبين الأخ وحيد هو موضوع : " استكشاف مدى صلاحية العقل العربي للاستخدام الآدمي , وذلك بتحليل موضع اللغة في البيئة العربية " , أخذتني أنا النخوة العربية وشرعت في نسف مقالته , وكان مني في أثناء ذلك أن اعترضت على خلط الأخ وحيد بين المفاهيم , ومنها مفهومي العقل و الذكاء ,على أساس أن العقل هو بناء نفسي تفاعلي وليس مجرد القدرة على التفكير المجرد , وذكرت أنه _ أي العقل _ هو مقدار وعي الإنسان برغبته ومدى سيطرته عليها , تأسيسا على هذا فسرت نقصان عقل المرأة بأنه ليس انخفاض مستوى ذكاءها بل ضعف بنائها النفسي مقارنة بالرجل , وصف الله للكفار بأنهم لا يعقلون أيضا أساسه أن الكفر ليس وجهة نظر بل هو رغبة الإنسان في التمرد ومن هنا ينطبق وصف عدم التعقل على الكفار مع أنهم متساويين على مقاييس الذكاء مقارنة بالمؤمنين , ونلاحظ في إطار التمييز بين العقل و الذكاء أن بعض أنواع الإضطرابات النفسية يصحبها ارتفاع في مستوى الذكاء ( البار انويا )  مما يدل على اختلاف القدرة على التفكير المجرد عن قوة البناء النفسي .

الأخ وحيد قرر الإصرار على إعلان الوحدة العربية بين مفهومي العقل و الذكاء و إثبات أنهما بمعنى واحد في اللغة العربية  , فقام بأغرب تصرف رأيته في حياتي : حاول البرهنة على الوحدة بين استخدام لفظي: العقل و الذكاء( في اللغة العربية) وعلى صحراء نجد و الحجاز, عن طريق إثبات أن هناك لفظ ( يوناني )  Raison, مشتق من لفظ ( يوناني) آخر Ratio   وهذه الأخير (اليوناني) له علاقة بالعد و الحساب و التنظيم و التنسيق, وتأكيدا لكلامه استعان بكلمة ثالثة (يونانية أيضا) Logos  رأى من وجهة نظره أنها أدق كلمة يمكن أن تترجم إلى كلمة عقل ( أي أدق من كلمة Raison ) , وهي تعني عند الإغريق الكلام و الخطاب المتماسك , و المنطوق المفهوم كونيا, وحيث أنها تعني (عند اليونان ): الكلام و الخطاب المتماسك فالكلمة التي يمكن ترجمتها عنها إلى اللغة العربية  وهي" العقل"  تعني( عند العرب) : الذكاء  ...... لا تعليق لدي سوى أنني لست هنديا ولا رابط الفيل في الشجرة حتى أتقبل هذا الكلام .كيف نستنتج العلاقة بين لفظين عربيين عن طريق لغة أخرى ? وحتى لو افترضت أني هندي راكب الفيل , فسأعتبر هذا الكلام ضد الأخ وحيد , لأن النتيجة المترتبة عليه هي أن " العقل عند اليونان( وليس عند العرب) مشتق من الممارسة اللغوية " ( انظر الكلمات التي تحتها خط ), بعد ذلك استرسل الأخ وحيد في سرد معلومات ليست لها أي دلاله على دعواه ويمكن تجاوزها .

 

مقالة الأخ نويهي :

-التيار الإسلامي وقع في خطأ فكرة : " العالم يتجه نحو الشر" وبدأ في التراجع( بفاعلية )................تعليق :

 أولا : يمكن بهدوء طرح موضوع وجهة العالم هل هي نحو الخير أم نحو الشر? كقضية فلسفية قابلة للنقاش بدلا من ترجيح أحد القولين _ بشكل مسبق_  واعتبار الآخر قضية باطلة .

 ثانيا : لقد ذكرت أن ماهية التيار الإسلامي لا تتحدد من خلال كونها عودة إلى الماضي إلا من حيث الشكل , أي من حيث منظور المتأمل للتيار الإسلامي من الخارج , أما من حيث المضمون أو من حيث القوة الذاتية الموجهة لهذا التيار , أو وجهة حركة التيار منظورا إليها من التيار نفسه فهي ليست نحو الماضي بل نحو المطلق , وذكرت أن لذلك عدة شواهد : الأولى : أن التيار الإسلامي يعرف سلفه بدقة ويميز بين فكرة قديمة وأخرى قديمة أيضا , أي أنه يريد شيئا ما من الماضي لا الماضي نفسه , الثانية : أن النقطة المرجعية الزمنية للتيار الإسلامي ( زمن النبوة) ثابتة لا تتحرك في الزمان مع حركة التيار فيه , أي أن التيار يستهدف نقطة ما من الماضي وليس الماضي نفسه .

ثالثا : تفسير حركة التيار الإسلامي من خلال فكرة العودة العمياء أو العودة لمجرد العودة , هذا التفسير لا يستقيم مع وجود دافع آخر منطقي أكثر قبولا ( الوحي)

رابعا: رغم أن التيار لا يستهدف الماضي كماضي إلا أن هذا الاستهداف _ بفرض صحته _ مقبول من الناحية النفعية ( البراجماتية ) إذ أن عملية إحياء التراث _من الناحية النظرية ودون اعتبار لمحتوى التراث _هي شرط إحياء الذات القومية ,  و أحياء الذات القومية هو الشرط النفسي للتفلسف , وتعرضنا لنموذجين معاصرين وناجحين لتوظيف التراث للذات القومية المعاصرة : ألمانيا الهتلرية والبحث عن الجذور التيوتونية بل و اختلاقها لو تطلب الأمر, وذلك كأسلوب من أساليب مواجهة الاستعمار الفرنسي , وقدرة ذلك الإحياء على بعث الروح الألمانية من جديد (بغض النظر عن النتيجة العسكرية للحرب العالمية ) , أيضا تعرضنا لنموذج آخر تم فيه استدعاء الماضي ( من حيث هو ماضي وبغض النظر عن مضمونه ) لبعث الذات القومية المعاصرة , ألا وهو النموذج الصهيوني وإصراره على إحياء التاريخ اليهودي , واختلاقه أيضا , كتوظيف ضروري له لحساب الذات ( المعاصرة ) ...إحياء التراث ضروري من منطلق( نسبي براجماتي).

خامسا : توهم علاقة بين التيار الإسلامي وبين الماضي لا يعكس نظرة موضوعية , بل يعكس إسقاط نفسي لرغبة الذات العلمانية في رؤية نفسها  كشيء مستغرق في اللحظة الآنية دون النظر إلى محتواها  ( نحن مستغرقين في اللحظة الآنية ... والدليل هو: أن الآخر يتجه نحو الماضي)            

-الهاجس المسيطر على قوى التيار الإسلامي هو تبرير الواقع و تأجيل الحلول ................... تعليق : (محصلش)

وإذا كان هذا التيار يتمتع بدور فعال ، فعلى المستوى الإرتدادى و التراجعى.....................تعليق:.مطلوب اقتراح معيار لتحديد اتجاه الحركة هل هي تراجعية أم تقدمية , أنا أقول أن شعور العالم بنا وشعورنا بأنفسنا هو معيار تقدم , و التيار الإسلامي صاحب فضل على هذا المحك

تنبيه...........الحقيقة أن هناك أسلوبين لتناول الأفكار , الأول: متعمق, متخصص, مثمر . لكنه يتطلب شجاعة و معاناة فكرية , وهو الأسلوب الذي تكون فيه الأفكار نفسها هي موضوعه , فكرة أمام فكرة , أي فكرة قابلة للنقاش , لا توجد أفكار مسبقة , ليس هناك استعانة بصديق ( أي الاستعانة بفلان وفلان ) , لأنهم الآن ليسو مرجع متفق عليه , أفكارهم الآن هي موضع مسائلة , أيضا ليس هناك كلمات من النوع الإعلامي , لأن ذلك استعانة بثقل المجتمع للتأثير على الخصم , فنحن هنا في رحاب العقل حيث لا وزن لشيء غيره , في هذا النوع من التناول للأفكار لا نتحدث مثلا عن ابن تيمية بل نناقش أفكاره مباشرة , لا نذكر اسم أركون بهدف تدعيم فكرة بل نبرهن على هذه الفكرة بالعقل أولا و أخيرا , لا نتحدث عن ملابسات الأفكار بل عن محتواها .

النوع الثاني من تناول الأفكار هو التناول السطحي إنه ليس فكر في مواجهة فكر . بل مجرد تعليق على حركة الأفكار في المجتمع تحليل خارجي من وضع المراقبة وليس من وضع الصراع بين الأفكار , لا حديث هنا عن محتوى الفكر الإسلامي بل عن ملابساته : نشأته .. أهم معالمه .. الكارثة التي ستحل على المجتمع لو سار خلفه ..لا نتناول فكرة حداثية بعينها بل نكتفي بالحديث عن الحداثة .. هذا النوع الأخير سطحي وعقيم غير مثمر, يصلح لرجل الشارع , ليس فيه ذرة من إعمال العقل , لن نجد في هذا الحديث فكرة جديدة ولا يعبر فيه المتحاورون عن شخصياتهم , إذ ليس هناك أصلا حوار بل تكرار لعبارات رنانة سمعت في التلفاز أو قرأت في أحد الكتب, ليس هناك مواجهة بين عقل وعقل بل كل ما في الأمر هو حديث عن الظروف الخارجية الاجتماعية للعقل الإسلامي أو الحداثي , لنكف عن الدوران حول الخلفية التاريخية للموقف من الحداثة أو الآثار الاجتماعية للفكر الإسلامي ولنتجه نحو الأفكار مباشرة .. نحن هنا في مجلس الفلسفة  وإذا حضر الماء بطل التيمم , أي إذا حضرت الأفكار نفسها فلا داعي لتقييمها من خلال خلفيتها التاريخية و الاجتماعية , ما تميز به هذا الحوار أو ما أردته له هو أن يكون مكاشفة بلا حجاب , بلا أفكار مسبقة أو نظرة تقليدية إلى هذا الفكر أو ذاك , كنت أريده أن يكون حوارا (في) الفلسفة و ليس مجرد تعليق (علي) الفلسفة , حوارا فلسفيا وليس نقاش شعبي يتخذ من الفلسفة موضوعا له . لنبدأ في التفكير ولنكف عن التعليق على الأفكار .

أيضا لست مستعد للهبوط بمستوى أسلوبي في العرض , أنني أضطر كثيرا إلى تكرار بعض الأفكار , كما أنني أرد فكرة خاطئة لأحد المتحاورين وأفاجأ بمتحاور آخر يكرر نفس الخطأ فيضطرني إلى تكرار نفس الكلام , أي أن القدرة على الاستيعاب محدودة , وهذا يجعلني أفكر مرة أخرى في جدوى الكتابة هنا, حينما يعرض ( فلان) فكرة , ويبرهن( فلان) على تناقض محتواها , ويريد ( فلان ) ثالث تأكيد نفس الفكرة و فمن الخطأ أن يكتفي بتكرارها و بل عليه أن يبدأ من حيث انتهى الثاني , وإلا فإن الحوار سيأخذ هذا الشكل : ( الأول : هل أنت ذاهب إلى السوق ? الثاني : لا إنني ذاهب إلى السوق . الأول : كنت أظنك ذاهب إلى السوق.)

 مقالة الأخ وحيد بتاريخ (7مارس)

- الفلسفة الإسلامية نسبية تاريخية و نشأت كتبرير لمعطيات الدين وليست كرغبة في المعرفة .................التعليق بعد الحديث عن طبيعة الفلسفة الإسلامية لأن موقف الفلسفة الإسلامية من المعطيات الدينية مستنتج منطقيا من طبيعة هذه الفلسفة ولا يمس طبيعة الفلسفة كحركة حرة للعقل.

 

*يحيي رفاعي سرور
13 - مارس - 2006
 11  12  13  14  15