 | تعقيبي على مداخلة الأخ الفاضل داوود     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أخي وصديقنا الجديد في هذا الحوار داوود
لقد قرأت مداخلتك الجميلة والملخصة بكل روية وإمعان، مما جعلني أرى فيها كما أرى في كل ما حولي حاجز الخوف الرهيب هذا الذي لا يريد أن يفارقنا , وقد جاء فيها :
سبقني من أبدع في التعليق على هذا الموضوع ، ولذلك أود أن أنحو منحى آخر ، فإذا استثنينا ما سمي بعصور الدول المتتابعة ( الانحطاط أو الانحدار ) فإن عقم الأمة الفعلي قد بدأ في النصف الثاني من القرن العشرين ، حيث ظهرت الأنظمة التي ادعت الثورية والتقدمية ، وثارت على الفكر المبدع الحر ، وتقدمت في العقم وكانت عاقرا وعقورا ، فقمعت الحرية باسم التحرير، وسحقت الإبداع باسم الالتزام ، وأفسدت كل شيء
وهذا والله من كبائر الأمور ومصائب الدهر التي حلت على رؤسنا تباعا , حيث أننا بتنا نخشى الخوض في حديث السياسة خشيتنا من الخوض في غيبيات الله سبحانه وتعالى , وقد لاحظت هذا في مداخلة أختنا العزيزة والمربية الفاضلة ضياء وهي تبرر للسيد زهير وجهة نظرها حول مفهوم البراءة بين الفيلسوف والشاعر في مداخلتها التي تحمل عنوان تعبت من الدوران حول طقوس الفاجعة وتقول فيها : لا أنوي الحديث في السياسة ، ولكن ما أعرفه ، هو أنه نشر وينشر في كل يوم ما هو أقبح من هذا بكثير ، دون ان يحتج عليه أحد ????
إن عدم احتجاجنا واستسلامنا للأمر الواقع خوفا منا على حياتنا واحد من المسببات في عدم وجود الإبداع , وأنا هنا لا أطلب منك أن تحمل البندقية وتذهب بها مقاتلا لإحياء كلمة الله بالقوة والتجبر أيضا لتكون كمن تريد إزاحتهم من طريقك مما يجعلنا كمن يستغيث من الرمضاء بالنار , فأعلى درجات الشجاعة كما هوا أعلى درجات الإيمان يكمن في كلمة حق عند سلطان جائر
وعليه: بالعلم والمنطق وقول الحق نستطيع تغير واقعنا وليس بالبندقية أوالعصا أو الألفاظ النابيه , فما من طريق لتغير مفهومنا النمطي عن الفلسفة إلا بالتجرد من معتقداتنا ولو لفترة وجيزة علنا بهذا نكشف لأنفسنا بعض ماغاب عنها .
فموضع العدل ووجوده فينا واحد من أهم المواضيع التي يجب علينا طرحها بكل تجرد ليقيني بأنه قادر على إيصالنا للكثير مما غاب عنا , فقولي بأن العدل يكمن في المساواة وتساؤلي عن عدل الله فينا إذا كان لا يموت لأموت أنا كما أنه لا يتألم لأتألم أنا قد تهزمنا فيه وجهة النظر المسيحية للوجود الإلهي والتي تقول بأن الله قد مات وقام في اليوم الثالث وبأنه قد تألم على الصليب مما يجعله عادلا فينا كونه قد مر بما نمر به نحن .
ماأريد قوله هنا بأنني إذا ما كنت على العقيدة الإسلامية التي أعتز بها وأنني أريد أن أدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة وعزم على المثابرة قدما نحوا شرح منطقي لها لابد لي أولا من أحيا في عالم يقبل وجهة النظر الأخرى ويحاول تفهمها بكل أبعادها كي يستطيع أن يدحض الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق , وللأسف هذا غير موجود في عالمنا العربي الذي نريد أن نحيا به لحبنا العظيم له والذي بدوره يريد أن يبعدنا عنه قدر المستطاع لخوفه منا ولاعتقاده الساذج بأن دود الخلل موجود فيه .
فكيف لأمتنا أن تنجب فلاسفة وكل أبنائها يخشونها ويخشون عقابها الرهيب مع العلم بأن رسالتنا الإسلامية هي أول من رفع علم الديمقراطية عاليا في السماء ليدمر هذه الديمقراطية لاحقا الأكثر خوفا فينا بتحليله لفحوى الرسالة من خلال وجهة نظره مما جعل له أتباعا كثرا - لأن الخوف صفة رئيسية في تكوين الإنسان - قادونا في نهاية الأمر عندما أصبحوا أولي الأمر فينا إلى ما لا تحمد عقباه، حيث إنه وإن ظهر شجاع منا كان قد استطاع أن يتخلص من حاجز خوفه عندما أصبح من العارفين بالله وأراد أن يحق الحق بما رآه مناسبا فسيصطدم حتما بحاجز خوف الآخرين مما يمنعه من إيصال فكرته , لأعود عليكم مرة أخرى يا أخوتي الأعزاء جميعا ممن يشاركون في هذا الموضوع الهام وأقول لكم بأنه لابد لنا إذا ما أردنا أن نصل إلى نتيجة في موضوعنا هذا من أن نخوض لآ بل نغوص في موضع العدل والخوف اللذين هما برأيي المتواضع أساس علم الفلسفة في جميع العصور . | محمد فادي | 5 - مارس - 2006 |
 | تابع تنقية المشكلة الفلسفية 29     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
ونحن لدينا من أعطي جوامع الكلم الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو خير من جميع الفلاسفة، وكلامه أكبر أثرا، في النفس والعقل والقلب من كل كلامهم وآرائهم ...(البروفسورة ) أو أيا كان اسمها فهو أحب إلينا من هذا اللقب .
الحقيقة أنني أتقبل هذه الكلمات بحذر, على خلاف ما هو متوقع مني , بل هي تفرض علي الحديث عن مشكلة دقيقة , الانتباه إليها سيحل كثير من سوء الفهم , لقد تحدثت في المقالتين الأولى و الثانية عن خطأ العلمانيين في فهمهم للسلف على أنهم ضد العقل , وذلك استنادا منهم إلى تحليل غير دقيق لمعنى كلمة فلسفة في مرحلة معينة عند العرب المسلمين , وذكرت أن فعل التفلسف لم يكن يعني عندهم فعل التعقل بل فعل الاستقلال بالعقل عن الوحي , وكنتيجة طبيعية لهذا الفهم غير الدقيق , بدأ العلمانيون في حملة دفاع عن العقل ضد أعداء العقل بنظرهم ( الإسلاميين ) , وخلال هذه الحملة تجرأ العلمانيون على الدين نفسه , لكن بشكل غير مباشر غالبا , وذلك تحسبا من انتماء العرب إلى الإسلام , لكن وكرد غير سليم لهذه الجرأة , وهذه هي المشكلة الدقيقة التي كنت أود الحديث عنها , بدأ بعض المتدينين_بفعل الإيحاء الاجتماعي_ بالهجوم على العقل باعتباره منافس للوحي الذي يهاجمه العلمانيين نتيجة لسوء فهم غير دقيق أيضا , لقد تحدثت من قبل عن الصفة البشرية لمجتمع المتدينين , وخضوعه من حيث هو كذلك للتفاعلات الاجتماعية , ومنها الإيحاء , أي تسرب بعض عناصر صورة الذات أمام الآخر إلى صورة الذات أمام نفسها , ( هم ينظرون إلينا على أننا ضد العقل , إذا علينا أن نهاجم العقل . هكذا يتحدث بسطاء المتدينين أنفسهم ) , ( هم ينظرون إلينا إلى أننا ضد الدين , إذا علينا أن نتبنى فكرة إسقاط هيبة الرموز الدينية . هكذا يحادث بسطاء العلمانيين أنفسهم )
الحقيقة أن الإسلاميين و بسطاء العلمانيين أقرب إلى بعضهم البعض مما يتصوروا , في الأصل كلاهما عقلاني وكلاهما متدين , مأخذ الإسلاميين الأساسي على العلمانيين ليس استخدام العقل لأن الإسلاميين أنفسهم ورغما عنهم يستخدمون العقل بل أمران يجب الانتباه إليهم
1. عدم الاعتراف بظواهر الوحي كمحال ماثل أمام العقل إلى جانب ظواهر الوجود , مما يعني بشكل غير مباشر : الطعن في الصدق الإلهي .
2. مرور العقل العلماني من الذات إلى الوجود عبر الغرب , أخلاقيا : هي تبعية تمس الكرامة , منهجيا : العقل لا يقبل وسيط بينه وبين موضوعاته
باختصار : دعوى الإسلاميين هي : لمذا لا تنجه نحو العالم مباشرة ? , ولماذا لا نعترف بالوحي كجزء من العالم?
الوحي ليس بديلا للعقل بل موضوعا له , العقل ليس مكملا للوحي لأنه كامل بالفعل ,لكن الوحي مكمل لوظيفة العقل
التسوية تبدأ من إزالة سوء الفهم يا أخت ضياء وليس بتبرير موقف الطرفين مرة وإلقاء اللوم عليهما مرة أخرى.
أرجو من الجميع الانتباه لسوء الفهم هذا ..... بليز . | *يحيي رفاعي سرور | 6 - مارس - 2006 |
 | بين العقل والوحي     ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
الأخ يحيى الرفاعي المحترم
ذكرت في نهاية مداخلتك الأخيرة التالي :
: دعوى الإسلاميين هي : لماذا لا تنجه نحو العالم مباشرة ? , ولماذا لا نعترف بالوحي كجزء من العالم?
الوحي ليس بديلا للعقل بل موضوعا له , العقل ليس مكملا للوحي لأنه كامل بالفعل ,لكن الوحي مكمل لوظيفة العقل
وعليه أطلب منكم أن تشرحوا لنا ماهو مفهوم الوحي من وجهة نظركم لأنني لم افهم ماهوا المقصود بقولكم: الوحي كامل بالفعل , وكيف يكون كاملا إذا لم يكن هناك عقل يستقبله ( هل تصلح الطائرة بدون أرض تحط عليها ) ولاحظ أنني قلت أرض ولم أقل مدرج كي لا تقول لي بأن الطائرة يمكن أن تهبط على الماء , لأن الماء بحد ذاته متوضعا على الأرض . | محمد فادي | 6 - مارس - 2006 |
 | يتبع الموضوع بين العقل والوحي كن أول من يقيّم
الأخ يحيى الرفاعي المحترم
ذكرت في مدخلتك رقم 29 أن الوحي كامل مع أن الكمال لله وحده , وبهذا تكون قد وقعت في نفس الخطأ الذي وقع فيه القمس زكريا بطرس الذي يبث برنامجه المناهض للإسلام على قناة الحياة الفضائية مع بعض محاوريه من الذين ارتدوا عن الإسلام ليجدوا في شخصه رجل الحق والعلم الفاضل مع أنه لا يدرك أخطاءه القاتلة لفكره، لعدم وجود من يتصدى له، حيث أن برنامجه لا يبث مباشرة مما يقتح مجالا للمداخلات .
فقولك: إن الوحي كامل كقوله بأن المسيح هو الله , حيث أنه أثبت لمحاوره الذي لا يعي الحقيقة =شأنه = بأن المسيح هو كلمة الله , وبما أنه من الله فهذا يعني أنه هو الله .
لتأتينا أنت بقولك: إن الوحي كامل .
وعليه : أعود لقولي بأن الجزء من الكل ولا يمكن للجزء أن يصبح كلا إلا إذا اتحدت الأجزاء جميعها في الكل , وهذا ماكان من الأزل , أي إنه قد أصبح وانتهى الأمر .. إذا وعودة إلى الوحي الذي هو رسالة بين الموحي والموحى إليه لأقول لك بأن الوحي هو جزء من الموحي ولا يكون هو الموحي مطلقا , حيث أن رسالتك التي بعثت بها إلي كي تشرح لي أمرا ما هي منك ولكنها ليست أنت بمجملك وإن كانت نابعة من أفكارك لأن أفكارك لا تقف عندها .
أرجو منك ياأخي الكريم يحيى أن لا تخطّئ غيرك بعد مداخلتي هذه (لأنه وفوق كل ذي علم عليم ) كما حدث في مداخلتك رقم 27 والتي ذكرت بها : بخلاف صاحبيه : الدكتور وحيد الذي_لأسباب ( ديماجوجية_ ابستمولوجية _اكسمولوجية) بدأ بالكتابة في مكان آخر لا يعرفه فيه أحد , وأخذ يعدد في أنواع الذكاء , وبخلاف الأخ عياشي الذي انقطعت أخباره فجأة بعد " أزمة الأخطاء الثلاثة" لأقول لك بأن الدكتور وحيد وبأخلاقه السامية وترفعا منه عن الجدل والمهاترات خرج من الحوار شأنه بذالك شأن الأخ عياشي الذي خطأت فكره ومعتقداته بكلام جارح لا يمت لأداب الحوار بصلة، مع أننا بحاجة لكل فكر خلاق لحل هذه المعضلة، وقد يخرج أحدنا بفكرة تصلح لأن تكون فلسفة من خلال هذا الحوار .
نحن هنا ياأخي الكريم لسنا في معرض نشر كتبنا حبا منا للظهور - بحيث يكون الطرف الأخر مجرد قارئ لهذا الكتاب دون أن يتواصل مع الكاتب مباشرة ? وإنما قد تجمهرنا حول هذا الموضع الهام لنتشارك الرأي فيه علنا نجد ضالتنا المنشودة .
وفي الختام فإنني أعتذر منك أشد الاعتذار إذا ماقسوت في كلامي بعض الشيء , غير أن ما يشفع لي هو أن غايتي نبيلة وتهدف في نهاية الأمر إلى تكاتف جهودنا . | محمد فادي | 6 - مارس - 2006 |
 | ملاحظات على رد الأستاذة الفاضلة ضياء     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أشكرك في البدء...وفي المنتهى...على ردك الموضوعي النزيه...الذي يعكس فعلا إرادة جميلة في تطوير النقاش العميق والهادف الذي تتطلبه روح الحوار والمناظرة....
لا أختلف معك في العديد من المعطيات...منها: النشأة المستقلة للفكر الإسلامي ـ اعتبار حاجات فهم النص الديني من أسباب اتساع فضاء هذا الفكر ـ استخدام الفلسفة اليونانية كعنصر من أدوات الصراع الفكري... ما شد انتباهي في ردك ـ أستاذتي ـ هو أنك نظرت إلى "الفلسفة الإسلامية" نظرة تاريخية. ولعلها النظرة التي يفتقدها العديد من "قراء" الفكر الإسلامي في مختلف حقوله؛ والحال أن هناك "أسباب نزول" لا تحتمل "رفعها إلى السماء"؛ بمعنى أن مفاهيم وقضايا هذا الفكر إنما بناها بشر خلال "صراعاتهم الدنيوية" وليس عبر "عزلتهم الأخروية". هذا الارتباط بين الفكر والمجتمع، بين الحقيقة والعالم، يدفع إلى القول بأنه لا وجود لحقيقة خارج هذا العالم مادام هذا الكائن الإنساني هو الذي يدرك وينفي ويتصور ويتكلم عن هذا الذي يسمى حقيقة....ولعل هذا ما يجعل الحقيقة دائما تنطوي على سلطة، المجتمع هو الذي يرسم آليات إنتاجها وتوزيعها واستهلاكها.؛ أي هو الذي يحدد ما يسميه فوكو باقتصاد الحقيقة....
هذه الفكرة تدفعني إلى أن أبسط وجهة نظري بشكل أكثر وضوحا فيما يخص "الفلسفة الإسلامية"....
صحيح أن الفكر الإسلامي عرف قفزة مع ظهور علم الكلام مقارنة مع ما قبله ( خاصة مع المعتزلة على مستوى جرأة الإبداع والسؤال وتأكيدهم على شعار "العقل قبل ورود السمع"). لكن إشكالية التوفيق بين الفلسفة والدين ( وهي الإشكالية المركزية في الفلسفة الإسلامية) لم تكن نتيجة ?رغبة الفيلسوف في الحصول على هامش أكبر من الحرية في التفكير....? ( كما ورد في مداخلة الأستاذة ضياء)؛ بل إشكالية ترتبط بدورها بمجالها التاريخي ( ومن الأفضل أن نرى دائما بهذا الوعي التاريخي الذي نقرأ به تراثنا). إشكالية التوفيق هذه بدأت ـ فلسفيا ـ مع الكندي وبرزت مع الفارابي وبلغت أوجها مع ابن سينا في محاولته دمج بنية الفكر اليوناني ( باعتباره يمثل الرؤية "العقلية" للوجود) في بنية الفكر الإسلامي ( باعتباره يمثل الحقيقة "المطلقة" والهوية التي ينتمي إليها الفيلسوف). ولعله من السهل على الدارس الفاحص أن يلاحظ أن فلاسفة الإسلام ـ وهم منخرطون في إشكالية التوفيق هذه ـ لم يكن اللاحق منهم يقرأ السابق( غياب التراكم والتجاوز المعرفي)، بل كانوا قراء لفلاسفة اليونان، خاصة أفلاطون وأرسطو. إن الفلسفة الإسلامية إذا تم النظر إليها من هذا الجانب ـ جانب قراءة الآخر كمضمون معرفي/علمي / ميتافيزيقي ـ ستوصف بالجمود والتكرار والعقم والركود. ومن هنا يتوجب على الدارس الفاحص أن يبحث عن الصيغ والأشكال التي تم بها/ والأهداف التي تم من خلالها توظيف المادة المعرفية اليونانية؛ وهاهنا يجب التمييز ـ كما يقول الجابري الرائد في دراسة أنظمة الفكر الإسلامي ـ بين "المحتوى المعرفي الفلسفي " من جهة و"المضمون الإيديولوجي " من جهة أخرى. ولعل هذا ما أشارت إليه الأستاذة ضياء في تلميحها إلى أن (استخدام الفلسفة اليونانية جاء في بدايته كعنصر من أدوات الصراع الفكري...). في هذا التوظيف الإيديولوجي للمادة المعرفية تكمن حياة وحركية الفلسفة الإسلامية. لم يكن فلاسفة الإسلام منشغلين ببناء رؤية جديدة ـ ( هي أصلا موجودة في النص الديني ـ )، بل تركز اهتمامهم على البحث عن المشروعية الدينية للرؤية العقلية(الفلسفية) وللنظر العقلي، وعن صيغ القبول العقلي للرؤية الدينية. هذا الانشغال المزدوج نجده لدى كل فلاسفة الإسلام في سياقات ـ رغم/ بل بفضل اختلافها ـ هي التي جعلت من هذه تصورات وأفكار هؤلاء الفلاسفة خطابا ـ وليس خطابات ـ إيديولوجيا. وعلى هذا الأساس فإن قيمة/معنى/مغزى/حركية/ الفلسفة الإسلامية لا نجدها في ( ماذا قالت?)ـ بل في(لماذا وكيف قالت?) .
في تقديري لم تكن الفلسفة الإسلامية ناتجة في عمقها عن رغبة....ولم يكن من الممكن إلا أن تقع في مطب السقوط الأيديولوجي... إن الفلسفة الإسلامية منذ البداية أعلنت عن نفسها كخطاب إيديولوجي يناضل من أجل المشروعية الدينية للفلسفة والقبول العقلي الفلسفي للدين. نضال بدأه الكندي ضد غنوصية التصوف وتزمت الفقهاء، واستأنفه الفارابي بدعوته إلى رفع الخلاف بين الدين والفلسفة والسعي إلى الدمج بينهما، في أفق توحيد الفكر كسبيل لتوحيد المجتمع( في لحظة تميزت بالصراعات والانقلابات وتفكك الإمبراطورية العربية إلى دويلات متصارعة). ولم يكن ابن سينا ـ رغم غنوصيته ـ إلا منافحا من أجل فلسفة قومية...ابن طفيل ـ ابن باجة ـ ابن رشد...كانت الفلسفة عند هؤلاء في المغرب والأندلس منخرطة أيضا في صراع إيديولوجي هو الذي أضفى عليها المعنى والتاريخ.
أين نجد روح فلسفتنا الإسلامية? لكل جواب تبعاته. لكن التاريخ ـ رغم مكره، بل ولأنه ماكر ـ سيظل هو المرجع في كل جواب/خطاب يسعى إلى أن يعطي للفلسفة الإسلامية معنى في تاريخ الفكر البشري.
| *وحيد | 7 - مارس - 2006 |
 | الفك المفترس     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
ماهذا يا أختنا البروفيسوره ?
ما هذا الذي قل وعلى ماذا دل ????
ألم تلاحظي أنك دخلت في مغارة كل من فيها يكاد أن يكون كأضراس العقل في فم رجل كهل ( وهذا أقل ما يقال عن حالك إن لم أقل لك: إنك قد دخلت في فم الفك المفترس بذاته ) .
أليس غريبا أن يظهر في فك رجلا كهل أسنان لبنية بعد أن كاد يتحول فكه بالكامل إلى أضراس عقل ?
ألم تسمعي إلى قول أبي بكر الصديق (ر) عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات , ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) .
وعليه ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرضى لأمته بالبقاء على حالها ودون تطور وتقدم في العلم نحوا الأفضل وهوا القائل عن نفسه أنا مدينة العلم , وسؤال الدكتور عبد الرؤوف النويهي هوا لماذا لا يوجد فلاسفة عرب في زماننا هذا وليس من هم فلاسفتنا عبر التاريخ .
أرجو منك يا أختنا العزيزه أن تراجعي كل المداخلات من بدايتها وأهلآ بك صديقتا جديدة معنا في هذا الحوار . | محمد فادي | 7 - مارس - 2006 |