 | تابع تنقية المشكلة الفلسفية 3     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
أشك في صدق معظم المتسائلين عن حل لمشكلة الفلسفة , فهم لا يريدون حلا , بل يريدون أن تبقي هناك مشكلة , نقطع أعمارنا في البحث عن حلها , الحل الحقيقي لمشكلة العقل العربي هو المشكلة بالنسبة لهم , لأنه سيفقدهم مبرر ازدرائهم للعرب , أي لأنفسهم.
أما القلة القليلة الباكية بصدق أو الغاضبة بصدق , فإليهم أتوجه بحديثي
أصدقائي : الفلسفة هي توحيد الأشياء في كل واحد يجمعها , والذات بطبيعتها تنظر إلي الأشياء على أنها امتداد لها , فتعامل الأشياء حولها نفس معاملتها لنفسها , فإذا كانت الذات متوحدة مع نفسها , سعت بنشاط وثقة إلى توحيد الأشياء حولها , أي عاشت الفلسفة , أما الذات التي تشعر بالدونية , والتمزق , فتظل أبدا في حالة تقمص للآخر , حتى لو كان هذا الآخر يجمعه أطياف شتى متنافرة , فتعجب إذ تراهم منبهرين بفلسفة اليونان , وبفلسفة الغرب الحديثة التي هي ثورة علي فلسفة اليونان , وفي الآن ذاته ! , ترى أحدهم يقدس هيجل ويقتفي أثر من ثار عليه , وفي الآن ذاته ! , تراه ماديا... يحتكم إلى مثل أفلاطون !, عقلانيا ....يؤمن بالتجربة !, يقبل منطق أرسطو بحذافيره .....ويحاول أن يبعث في نفسه نيتشه من جديد !, ينبهر دون أن يقرأ ويزدري دون أن يقرأ أيضا!
أصدقائي : الحل في هذه العبارة : ( إما نحن وإما الغرب ) , لأن الذات التي تعرف نفسها , تعرف في الوقت ذاته أنه لاشيء معها , ولكي نشعر بذاتنا لابد أن نكف عن الشعور بالآخرين , إذا كان الشعور هو أول العلاقة بالواقع , فلنؤثر أنفسنا به , لنبدأ بداية صحيحة .
دعكم ممن يرى الحل في التسوية بين الهوية والمعاصرة , فهذه نظرة موضوعية , لا تعني الذات في شيء .
الذات تقول : العصر الحديث لي بكل ما فيه , ولست أنا له , لست معاصرة لأن العصر يتبعني , ولست أنا أتبعه , فاتبعوني أهب لكم كل شيء ,
العودة إلى الآباء ليس عودة إلى عصر قد مضي بل هو التحام يجعلنا شيئا واحدا ممتدا عبر الزمن بشكل رائع , لن يقول الآخرون: إن العرب قد ذهبوا إلى عصر سحيق , فليس هناك ذهاب , بل سيقولون: إن العرب ممتدون عبر الزمن , ثم إن كانوا مصرين على المعاصرة وتقليد الآخرين , ففي موقف الغرب من دولة إسرائيل _المؤسسة علي (نصوص دينية)_ ما يدعو إلى محاكاتهم والعودة إلى التراث.
ودعكم ممن يطلق علي الوحي ( نصا) , تقليلا من شأنه , أيختزل الوحي إلى أن لا يكون غير نص !
ودعكم ممن يقول: إن النص (يقصد الوحي) , أضيق مجالا من ظواهر الطبيعة , فهذه مفاضلة مفتعلة , والعقل يقول : ( كلاهما عندي سواء , فالخبر الإلهي حقيقةٌ، أتت إلي من الله بطريق النقل , والظاهرة الطبيعية حقيقة، أتت إلي من الله بطريق الحس , ولا يعنيني في شيء اختلاف هذا عن هذا , وأنا أتأمل في كليهما على السواء).
لقد انفلتوا من دعوى تعارض العقل مع النقل إلي دعوى المفاضلة بين النقل و الطبيعة أمام العقل , ولقد سمعت قديما عن مرونة النفاق.
أصدقائي : لا أري مبررا للتلميح بأن كل من يقول : (آبائي.......) فهو متعطش ( للسلطة) , فليست هناك علاقة منطقية بين الرغبة في السلطة (جدلا) وبين صدق دعوى الراغب فيها , وإلا فلنرفض كل قول لفلاسفة الغرب لأنه ليس بينهم من لا يرغب في ( الشهرة) .
وإن كان هناك علاقة بين الدعوى وبين السلطة , فهي علاقة الغاية بالوسيلة , لا ننكرها , ونرفض أن تكون مجرد ( هاجس) , بل هي هدف واضح مشروع, ألم يقل أفلاطون (إن كان هذا الاسم يبعث الخدر والطمأنينة في النفوس ) : إن المدينة الفاضلة هي المدينة التي ( يحكمها) الفلاسفة ? ثم... هل ثم رضى بالواقع يكمن خلف التحذير من استهداف السلطة ? ممن هذا الرضى ? أمن المتأففين من الواقع , الباحثين عن حل لمأساته!? ....اللهم ارزقني عقلا افهم به ما يحدث!
فلتنفضوا عن قلوكم ما سوى الإيمان بقدسية تعاليم الأجداد.....
ولتصمدوا أمام موجات التحلل التي تحيط بنا .......
ولتعلموا أن استعانتكم بالآخر هي استعانة الحمل بالذئب......
ولا تهربوا من سفينة الهوية..... لتعلوها بشجاعة.....أو لتغرقوا بشرف........
ألا لعنة الله على الفئران.
yahyyya@hotmail.com | *يحيي رفاعي سرور | 29 - ديسمبر - 2005 |
 | تابع تنقية المشكلة الفلسفية 4     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
( الوعي بالذات يؤدي إلى الوعي بالعالم)......,( الوعي بالعالم يؤدي إلي الوعي بالذات ) , مقولتان يصعب قبول إحداهما ورد الأخرى , غير أن قبولهما معا يعني الدوران في حلقة مفرغة , والتوقف عن الوعي في النهاية .
الأولى تفرض علينا أن نهرع إلي كل ما يميزنا عن غيرنا : (الدين اللغة التاريخ ). والثانية تحتم علينا الانتباه إلي كل ما هو غيرنا: ( مفردات الحداثة)
الحقيقة أن العقل ليس في وضع يسمح له بأن يقترح على الوعي أن يكون بكيفية معينة , ولن ينتظر منا الوعي أن نحسم جدلية الأنا والآخر , فهو هناك بالفعل خارج العقل وعلى أرض الواقع , فهناك ذوات تعي نفسها وتعي العالم , دون أن يدرك عقلها العلاقة بين صورة الذات وصورة العالم , إذا فنحن في حل من المفاضلة بين المقولتين , وليس علينا سوى تحليل الوعي نفسه والإنصات له , وتمثله بشكل سليم.
وعي الذات بالموضوع , أو الأنا بالآخر , يتضمن وعيا بمفهوم وسيط بينهما يجعلهما وحدة واحدة , هذا المفهوم يمنحهما معا هويتهما في الوقت ذاته , مفهوم الملكية مثلا يمنح كلا من اللص والشرطي هويتهما معا فيكون اللص هو الآخر بالنسبة للشرطي بوصفه خطر على الملكية التي هو حارس عليها , ويكون الشرطي هو الآخر بالنسبة للص بوصفه حائل بينه وبين الملكية في شكلها العيني (ممتلكات الناس)
هذا المفهوم الوسيط , أي مفهوم , يختزل في الذات إلى مفهوم أرقي وأكثر تجريدا منه , فمفهوم الملكية مشتق من حق المواطنة , وحق المواطنة مشتق من الوطن,.... وهكذا
عملية اختزال المفاهيم هذه تلقائية ولا تتوقف إلا عند المطلق , إذا فالمطلق هو الطرف المتوسط بين الذات والموضوع والذي يشملهما ويفض انغلاق الدائرة التي يمثلانها ,وعلى ذلك فالشعور بالمطلق محايث لعملية الوعي لا تنفك عنه بحكم منطق الوعي ذاته. وأنا لا استدعي المطلق ليسهم في صياغة الأنا والآخر بل ليس هناك أنا وآخر إلا وهناك مطلق , المشكلة أنه عندما يترهل الشعور بالمطلق تبدأ الذات في صياغته بدلا من أن تصاغ به , فيبدأ المثل الأعلى للفرد أو للأمة بالنكوص إلي الذات والخضوع لها حيث يسوده منطق الفوز باللحظة الراهنة , وحيث تؤله الذات نفسها أو تؤله ذات أخرى قريبة الشبه بها
(صورتها)
البداية السليمة هي ضبط المطلق وإخراجه من الضمنية إلي الصراحة وجعله سيد الموقف في علاقة الأنا بالآخر , المطلق في الحالة العربية هو الوحي , بكل ما يحمله من نظرة إلي الإنسان والحياة والحق والباطل والخير والشر.
لقد ذكرنا أن المطلق محايث للوعي , وهذا يعني أننا نعتبر استبعاد المطلق من العلاقة مع الآخر , حفظا للسلام العالمي! , خدعة , لأن الشعور بالمطلق أكثر رسوخا من العقل الذي يريد استبعاده , استبعاد المطلق لا يعني أكثر من تحول الذات إلي موضوع لفعل ذات أخرى , أو هو الشعور ب (التشيؤ)
وهذا الشعور هو الذي صاغ عبارة (الإسهام في بناء العـالم) , وكأننا مجرد مخلوقات وظيفتها بناء العالم , لقد اختفي الشعور الجميل بأن العالم شيء من أشيائنا ولسنا شيئا من أشيائه.
الشعور بالتشيؤ هو الذي جعل التوازن أمرا لا بد منه بين الهوية والتواصل مع الآخر , وكأن الهوية أمر مختلف عن التواصل , وكأننا نجهل أنها هي التي تفرض الكيف الذي يبدو عليه الآخر,ومن ثم , نوع التواصل معه.
أو كأن الهوية شيء ينبغي (ستره) عندما نتواصل مع الآخر.
وهذا الشعور هو الذي صاغ العبارة التي شُبِّهتُ فيها بأنبياء التوراة , ولا أدري لماذا التوراة وليس القرآن مثلا!
أعرف أن أشق شيء علي الذات هو أن تعود إلي نفسها .. لكنه الطريق الوحيد.
شكرا لأم فراس .. وبالغ اعتذاري لأي إساءة غير مقصودة ..وأعلن عن سروري لهذا الحوار الرائع
| *يحيي رفاعي سرور | 2 - يناير - 2006 |
 | مغا لطات-1-     ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
ان يحيى رفاعي وهو يكتب :
-يعتقد هؤلاء ، ان التحفظ الديني تبريرللعجز العقلي ، ويجب التخلص
منه ليواجه العقل نفسه ويتحرر -...وهذا الخطأ منشؤه :اسقاط الشعور
على صورة الذات من حيث هي امتداد في الماضي أي الهجوم على
التراث الذي يتلازم من الناحية النفسية مع تمجيد تراث الآخرين..-
*انما كان يعقب- للمرة الثانية -على تدخل كتبته بعنوان :
العقل المستقيل-في مجلس الأدب
وكان موضوع المناقشة هو:متى نتحرر من سلطان التقليد .
-وقد قلت ...يبدو أننا لن نتحرر أبدا ، لأن العقل العربي
قدم استقالته منذ أمد بعيد ..وبدل أن نسائل هذا العقل نلجأ
الى التبرير و التماس المشروعية الدينية لهذه الاستقالة -
* وكنت أقصد امتداد هذا العقل في الحاضر، حرب الخليج،
احتلال العراق ، تسونامي ، فتاوي بالجملة تحت الطلب-
الفن ، وهل كرة القدم حرام ، لأن الفتى الأمرد أشد غوايةمن ...
الخ..
*أما -العقل العربي-للجابري - فهو رؤية نقدية تتغيا خلخلة
بعض المفاهيم للتأسيس لنهضة ، وليس كما يدعي يحيى..
ازدراء العرب..تمجيد تراث الآخر..والنص الديني ،لايعني
النص القرآني ، أيها الفيلسوف .
أما الشتم و اللعن والفئران و الروح المتعفنة والأذيال
...أفضل أن
| *abdelhafid | 2 - يناير - 2006 |