البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?    قيّم
التقييم :
( من قبل 25 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
10 - ديسمبر - 2005

جمعتنى ندوة من الندوات الفكرية ، منذأكثر من عشر سنوات ويزيد ، مع الأستاذ الدكتورحسن حنفى  صاحب الدراسات الفلسفية العديدة ومنها الدراسة الرائدة والملحمية {من العقيدة إلى الثورة }  و سألته آنذاك  لماذا لايوجد عندنا فلاسفة ? أم نظل عالة  على أفكار وفلسفة أو روبا وأمريكا?????أم أن الغرب  يحتكر العلم والفلسفة ونحتكر  نحن الفضلات الساقطة    منهم??????أتذكر حقيقة وبدون شك أن الإجابة كانت تبريرية  أكثر منها ردا على تساؤلاتى ... نحن أساتذة فى دراسة الفلسفة والفلاسفة ، ,لكن هل يأتى الزمن الذى يجود علينا بفيلسوف  أمثال  جان بول سارتر،  أو نيتشة، أو را سل أوهيجل  أوسيبينوزا أو .. أو ....?????????عموما أنا فى إنتظار جودو  ،  تبا لك يا صمويل بيكت  ،  أقصد الفلاسفة....ومازال سؤالى فى إنتظار الإجابة .

 9  10  11  12  13 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وقع/سلطة الذاكرة في حضارتنا    كن أول من يقيّم
 

تحية مجددة بكل ألوان اليراع

بالرغم من غيابي الاضطراري عن متابعة النقاش حول موضوع هذا المنبر، إلا أني كنت أقرأ باستمرار بعضا مما يستحق القراءة من طرف بعض أصدقاء وصديقات أكن لهم ولهن عظيم التقدير لتمكنهم ومثابرتهم على تقديم إضاءات جعلت النقاش يستشرف أبعادا عديدة وواسعة.

سأعود مرة أخرى إلى إحدى السمات التي تميز ثقافتنا والتي شكلت طريقة تفكيرنا، وبالتالي الآليات الذهنية للعقل العربي. أعني سلطة الذاكرة.

إذا اعتبرنا أن الثقافة العربية الإسلامية ثقافة نص، وإذا كان هذا النص وحيا نزل في بيئة لم تكن الكتابة والقراءة فيه منتشرتين، ولم تكن فيه النصوص مدونة، أدركنا الأهمية التي سوف يعطيها القرآن لفعل القراءة، وأدركنا أيضا فعالية الاستراتيجية التي سينهجها الجيل الأول في ترسيخ مهارات الذاكرة. إن القرآن حين ينوه بالقراءة والتعليم بالقلم أو الكتابة، موجها خطابه لنبي أمي في وسط ثقافي لم يعرف مثل هذه الوسائل التعليمية،  فلأنه يعتبر تلك الوسائل ضرورية لتكوين جيل ينهض بمهمة نشر العقيدة وقيادة البشرية(سيد قطب). ولعل مدح القلم كوسيلة إنسانية للمعرفة هو ما يفسر اهتمام النبي بحفظ القرآن مكتوبا. ولكي نفهم العمق التاريخي لهذا الموقف من فعل القراءة نشير إلى أن القرآن، وهو يؤسس لخطاب جديد، كان يخاطب وسطا ثقافيا كانت فيه عادة السماع وقوة الحفظ من طرف المتلقي، وعادة الإلقاء وحسن الفصاحة من طرف المرسل، المعايير الأساسية في تقدير الذكاء. لذلك كان المهارات المميزة فيما يسمى "بالعصر الجاهلي" هو هي المهارات اللغوية، متمثلة في مهارات نظم الشعر والقدرة على الخطابة، وذلك اعتبارا إلى أن الحدود الفنية الفاصلة بين الشعر والخطابة لم تكن قائمة في فترة الجاهلية البعيدة عن فترة ظهور الإسلام، مثلما أن الحدود بينهما من حيث الوظيفة الاجتماعية لم تكن قائمة كذلك بالطبع(حسين مروة).ويمكن التدليل على دعوى هيمنة المهارات اللغوية عند العرب في هذه الفترة بعدة معطيات:

.    أولها نفسي، يتمثل في عفوية الكلام وقوة الحفظ. ففي مقارنته بين العرب وغيرهم من الشعوب يؤكد الجاحظ أنه إذا كان اليونان عُرفوا بالفلسفة، فإن العرب والفرس اشتهروا بالخطابة، إلا أن الفرق بينهما أن كل كلام للفرس إنما هو عن طول تفكر واجتهاد ودراسة، في حين هو عند العرب بديهة وارتجال، وكأنه إلهام، وليست هناك معاناة ولا مكابدة، وكان خطباؤهم للكلام أوجد، والكلام عليهم أسهل، وهو عليهم أيسر من أن يفتقروا إلى تحفظ، ويحتاجوا إلى تدارس، وليس هم كمن حفظ على غيره، واحتذى على كلام من قبله، فلم يحفظوا إلا ما علق بقلوبهم، والتحم بصدورهم، واتصل بعقولهم، من غير تكلف ولا قصد، ولا تحفظ  ولا طلب(البيان والتبيين).

ثانيها اجتماعي، يتمثل في دور ومكانة الشاعر الخطيب داخل قبيلته. ففي الوسط العربي ما قبل الإسلام كان للشاعر والخطيب امتياز في السُّلَم الاجتماعي، حيث كانا يعتبران زعيمي القبيلة في السلم وبطليها في الحرب. وكانت القبيلة إذا نبغ فيها شاعر، تقيم الأعياد والولائم وتتوافد إليها القبائل لتهنئها بمن سيقودها بأقواله، ويذود عن شرفها، ويخلد مآثرها. لقد كان معيار الذكاء مجسدا في مدى قوة القريحة في نظم الشعر والبراعة في الخطابة.

.ثالثها تاريخي، يتمثل في طريقة مواجهة العرب للدين الجديد؛ وهي المواجهة التي تميزت بقوة الجدال، والقدرة على الخصام، والشدة في المحاورة، كما ورد في وصف القرآن لهم. وقد كان طه حسين صادقا ـ فيما نرى ـ حين استنكر أحكاما تطلق على عرب "الجاهلية"رافعا علامة التعجب ?أفتظن قوما يجادلون في هذه الأشياء جدالا يصفه القرآن بالقوة ويشهد لأصحابه بالمهارة، أفتظن هؤلاء القوم من الجهل والغباوة والغلظة والخشونة بحيث يمثلهم لنا هذا الشعر الذي يضاف إلى الجاهليين?! كلا ! لم يكونوا جهالا ولا أغبياء، ولا غلاظا ولا أصحاب حياة خشنة جافية، وإنما كانوا أصحاب علم وذكاء(في الشعر الجاهلي). ولذلك ?حين تحدى القرآنُ الشعرَ الجاهلي، تحداه من حيث أنه المثال الكامل للبيان والفصاحة?(أدونيس) . هل حافظ العرب على هذه الخاصية بعد مجيء الإسلام? هل حافظوا على هذا النوع من الذكاء?

بعد مجيء الإسلام لم يعد الشعر موضوع افتخار. لم يعد الشاعر هو النابغة الذي يحتفل به، بل أصبح صوته يخفت ودوره يتراجع ليحل محله من يخدم الدين الجديد، أي فئة القراء والحفظة والعلماء الذين سيحتلون مكانة "ورثة الأنبياء"اعتبارا لدورهم الديني. لكن بعد بناء الدعوة لم يجد العرب حرجا من الرجوع إلى "ديدنهم من الشعر" كما يقول ابن خلدون. لذلك لم يتم القطع مع الماضي الشعري، بل تم كبته مؤقتا من طرف "العقل الديني" لينبعث أمام واقع جديد آخر. وهكذا اتسعت "مساحة الذاكرة" لتربط بين الماضي الشعري وحاضره، ولتمد الحاضر الديني بمستقبله، وبالتالي تم توظيف "القريحة الفطرية" التي تميز بها العرب في نظم الشعر في خدمة العقيدة والجماعة والقيم والأخلاق.بهذا الشكل حافظ مهارات اللغة على قوتها بعد مجيء الإسلام.إن الذي تغير هو وظيفة هذه المهارات، فبحكم أن النص الديني نص موجِّه آمر،ستترك "الذاكرة الشعرية " ـ مباشرة مع الجيل الأول ـ مكانها لـ "الذاكرة الدينية" التي ستكون هي المؤشر القوي على هيمنة الذكاء اللغوي في الثقافة العربية الإسلامية.وهيمنة الذاكرة في المجال العربي الإسلامي يكتسي عدة أبعاد، منها أساسا:

الذاكرة كسلطة مرجعية: إن غياب ظاهرة الكتابة كتقليد في المجتمع العربي جعل القرآن في البداية خطابا شفهيا، ثم أصبح فيما بعد، مع الخليفة عثمان، مصحفا أي مدونة نصية رسمية(أركون). وخلال هذه الفترة الفاصلة بين الخطاب الشفاهي والنص المدون، كان يتم حفظ القرآن أساسا عن ظهر قلب من طرف"طبقة القراء" أو تدوينه مباشرة من طرف "كتاب الوحي". لكن السلطة المرجعية في قراءته وكتابته وروايته وتعليمه وإلقائه وجمعه فيما بعد كانت لطبقة القراء الذين كانوا متخصصين قلة.وإذا كانت سلطة وأهمية هؤلاء تدل على المكانة التي كانت تعطى تاريخيا لقوة الذاكرة من أجل التغلب على آفة النسيان خاصة بعد غياب الحُفّاظ الأوائل نتيجة حروب الفتوحات، فقد تم اعتبارهم الرعيل الأول للعلماء، وبالتالي سلفهم المرجعي.

.الذاكرة كعقل تابع: إذا كانت الذاكرة بالتعريف هي ترسيخ لمعارف حدثت في الماضي، أو نشاط معرفي يقوم على الرواية أي على كلام أوجده المجتمع للتصدي لفكرة الغياب، فإن هذه الذاكرة ـ باعتبارها كذلك ـ تبدأ بالرواية وتنتهي فيها، وذلك دون تدخل فكري في تغيير أو إعادة بناء لمضمون الخطاب موضوع الذاكرة، نظرا للطابع المقدس والثابت لهذا الخطاب. لقد كان دور الخطاب المقدس ـ الكلِم ـ هو أن يشد الوعي الديني إليه...فالتغير المجتمعي في الاعتقاد الديني لا ينبغي أن يغير الوعي الديني، بل إن الوعي الديني هو الذي عليه أن يحكم التغير الاجتماعي( أومليل). هاهنا يبدو أن دور العقل ينحصر في فهم النص ـ الأم باعتباره مصدر كل الاستنباطات المحدودة بمنطوقه أو مفهومه؛ ولذلك ?فالعقل تابع وليس بمتبوع، اللهم بالقدر الذي يسمح به اجتهاده المصيب لفهم وتفهيم الوحي?(أركون). والمعارف التي سينتجها هذا العقل لن تكون إلا "معارف ذاكرية" ما دام أن ?إمكانية العودة إلى الماضي، هي بالتحديد، الصفة التي تميز المعارف الذاكرية بمعناها الحصري عن المعارف المجردة الصرف?(فيو).    

.     الذاكرة كتفكير لغوي: إن الذاكرة ـ خاصة في ثقافة شفاهية ـ ليست فقط عودة ذهنية إلى الماضي، بل هي نمط من التفكير، هي مظهر من مظاهر ممارسة الذكاء، فـفي الثقافة الشفاهية لا تكون الكلمات سوى أصوات، ولا يؤدي ذلك إلى التحكم في أنماط التعبير فقط، بل إلى التحكم في العمليات الفكرية أيضا. فالمرء لا يعرف إلا ما يمكن تذكره...ففي الثقافة الشفاهية الأولية، عليك، لكي تحل مشكلةً، الاحتفاظ بالتفكير المعبر عنه لفظيا، واستعادته على نحو فعال، أن تقوم بعملية التفكير نفسها داخل أنماط حافزة للتذكر صيغت بصورة قابلة للتكرار الشفاهي(أونج). ومن هذه الأنماط التعبيرية: الإيقاع والوزن، وتكرار أو تعارض الجمل، تجانس أو سجع الكلمات، والأمثال...إلخ.بهذا المعنى اكتسبت الذاكرة الدينية أهمية معيارية في تلقي العلم الحق لدى الجيل الأول، خاصة الصحابة الذين كانوا يشكلون ـ كما يقول أركون ـ جيلا متميزا وممتازا. فجميعهم مزودون بذاكرة معصومة ومقدرة عقلية وفكرية مثالية تؤهلهم لأن ينقلوا الآيات القرآنية والأحاديث التي تشرحها وتضيئها بكل إخلاص ودقة وأمانة.

إذا كانت هذه الأبعاد من سلطة الذاكرة قد هيمنت بقوة في الجيل الأول، جيل الصحابة، فإنها ستشكل فيما بعد خصائص انطبع بها تفكير العقل العربي الإسلامي بشكل عام، ولو بدرجات متفاوتة. وفي ذلك حديث آخر.

*وحيد
3 - مارس - 2006
وسام على صدري    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

سيدتي المربية الفاضلة ضياء

إن ما ذكرته بحقي وسام أضعه على صدري وأنت من أنت من حيث المركز العلمي والاجتماعي المرموق , غير أن تعطشي للمشاركة بما وصلت إليه عبر خوفي يفوق حبي لذاتي المتعطشة أيضا إلى الثناء عليها شأن جميع بني البشر .

لقد قلت سيدتي في مداخلتك الأخيرة والتي شرفتني بأن جعلت عنوان مشاركتي عنوانا لها:

 إن الخوف عادة ما يكون موجوداً بالعلاقة مع السلطة أو من يمثلها . فالولد يخاف من أبيه مثلاً ، أو من أستاذه ، أو من الشرطي ، أو من أي شخص يمثل بالنسبة إليه سلطة قمعية تمارس عليه الرقابة وتجبره على القيام بما يكره ، كالواجب مثلاً ، أو تمنعه من الحصول على اللذة . هذه السلطة هي ضرورية في مرحلة الطفولة شرط أن لا تتحول إلى ما يسمى ب " الرهاب إن إرتباط المفهوم الديني بالسلطة ، وإرتباط السلطوي بالتربوي ، والتربوي بالديني ، هو ما يجعل هذه العلاقة معقدة وعصية على الفهم . هو مثلث قديم قدم البشرية لا بد من تفكيكه لفهم كل من عناصره على حدى ، ومن ثم النظر في العلاقة بينها . فالسلطة عادة ما تستمد شرعيتها من الدين ، وعادة ما تؤمن إستمراريتها عبر النظام التربوي . التمرد على الديني يأتي أحياناً ضمن التمرد على السلطة والتخلص من عبء الإحساس بالخوف تجاهها . هو شعور طفولي لا بد من تخطيه . أترك هذا الموضوع للمتخصصين وأكتفي بالملاحظة .

 

وعليه كل ما ذكرت سيدتي على علاقة كبيرة بموضوع الخوف هذ،ا والذي يؤثر سلبا وربما إيجابا على تقدمنا ووصولنا إلى الحقيقة , إلآ أنني أعتقد بل أكد أجزم على أن جذور الخوف موجودة فينا قبل هذا كله ومع بداية تشكل إدراكنا في مراحله الأولى , حيث أنني أسمع بكاء الوليد الذي اختلف عليه الوضع لمجرد الخروج إلى الحياة محتارا لهذا رغم الكثير من التفسيرات لهذا الوضع والتي لم ترتق بعد لدرجة الإقناع , ثم إنني أكاد أشعر بالوعكة الصحية الأولى التي ألمت به مربكة أمعاءه الصغيرة ليطلق عويله تعبيرا منه عن الألم مما يجعله وفي المرة الثانية يبكي وربما لمجرد شعوره بأن ما أصابه سابقا سيحدث له الآن , لأراه مندهشا لغياب بعض الأحبة الذين فارقوا الحياة وهو يرى أحد والديه يبكي وربما كلاهما مما يدفعه للبكاء مشاركة منه رغم عدم استيعابه لحقيقة الوضع , وهاهو الآن عندما بدأ يعي حقيقة الأمور يطرح الأسئلة التالية :

* لماذا يمرض الإنسان ويتألم ?

** لأن الإنسان مخلوق ضعيف .

* ومن الذي خلقه ضعيفا هكذا ?

** الله .

* ولماذا لم يخلقه الله كاملا مثله غير معرض  للمرض والموت ?

** لأن الكمال لله وحده .

* أليس الله عادلا ?

** بالطبع هو كذالك .

* أليس العدل كما درستمونا يكمن في أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك ?

** بالطبع هو كذالك .

* لماذا لا يعاملني الله كنفسه وهو العدل المطلق الذي أوجدني بحيث لا أمرض أو أموت شأنه ?

** عليك أن لا تنسى يا حبيبي بأن الأنسان لم يكن ليمرض ويموت قبل خطيئة آدم وحواء التي أنزلتهما من دار البقاء إلى دار الفناء .

* تقصدين هنا أكلهم من الشجرة التي حرمها الله عليهم عندما كانا في الجنه ?

** بكل تأكيد .

* ومن الذي أوجد هذه الشجرة في الجنه أليس الله ?

** بالطبع هو الله يا حبيبي لأن الله هو من أوجد كل شيء .

* ولماذا يوجدها إذا كان سيمنعني عنها على حين أنه كان باستطاعته عدم  إيجادها كي لا نمتنع عن تنفيذ مشيئته ?

** أوجدها ليختبر الانسان أمطيع هو أم عاص .

* إن الذي يختبر لا يعلم نتيجة الاختبار قبل نهايته ولكن الله يعلم نتيجة هذا الإختبار بعلمه للغيب قبل حدوثه وعليه ما فائدة هذا الإختبار هنا .

** اوووووووووووه اذهب عني الآن وانتظر عودة أبيك وحدثه بهذا إن شئت فهو على دراية أكثر مني بهذه الأمور .

وها أنا أنتظر أبي في وجوهكم الكريمة علنا نتبحر بهذا قليلا فنصل إلى شيء من الحقيقة عارية أيا كانت , وأنا معكم حتى وإن كانت نهايتي في هذا .

أخوكم الأصغر فادي

 

 

محمد فادي
4 - مارس - 2006
البراءة والجمال بين الشاعر والفيلسوف    كن أول من يقيّم
 

أحسب أن الأستاذة ضياء أرادت بقولها في وصف شعري: (جميل جميل جميل ... بريء بريء بريء) ما أردته أنا بقولي:

(ما أجمل الشعر البريء تقوله = مفجوعة بفخارها في الأعصر)

وفي هذا دليل ناصع على الفرق الشاسع بين حس الفيلسوف وحس الشاعر.. وأكاد أجزم بأن السيدة ضياء لم تستعر هذا المعنى من قصيدتي، وإنما كان ذلك مجرد صدفة، لأن البراءة بمفهوم الفيلسوف لا تعني البراءة نفسها في قلب الشاعر، فبينما جعلت أنا قصيدة أم عبد الله حدثا لقصيدتي، بغض النظر عما كان يدور في خلد أم عبد الله عندما كتبت قصيدتها... نظرت السيدة ضياء إلى قصيدة أم عبد الله من نفس الزاوية ولكن بعين الفيلسوف فتوصلت إلى أنني بريء جدا ... لأن قصيدة أم عبد الله لا تستحق كل هذا التطبيل والتزمير... وهذا ببساطة دليل عندي على أن ضياء ليس فقط لم تكن شاعرة... بل هي لم تصحب شاعرا من قبل... وكل أصدقائها من الفلاسفة.

*زهير
4 - مارس - 2006
تابع تنقيةالمشكلة الفلسفية 28    كن أول من يقيّم
 

.        في البداية طرح الأستاذ عبد الرءوف مشكلة خلو الحياة العربية من فيلسوف .

.        طرحت أنا كحل للمشكلة : فكرة إحياء التراث كوسيلة لإحياء الروح الفلسفية.

.        ظهرت مشكلة أخرى : إنني استغيث من الرمضاء بالنار , أو أطفئ النار بالسولار , كيف أهرع إلى أعداء الفلسفة كحل لمشكلة الفلسفة ??

.        على إثر هذا التساؤل وتبريرا له تم استحضار عقبتان تحولان بقوة دون هذا الالتحام بيننا وبين السلف , الأولى : أن الكيان المتبني لفكرة إحياء التراث ( التيار الإسلامي ) هو كيان دموي تسلطي وتم التعليق على هذا في المقال( 27) , وفي مقالات أخري , ويمكن أن نضيف هنا أن التيار الإسلامي ليس حلقة وصل ضرورية بين المثقفين وبين التراث , أرجو أن يتم استيعاب هذا الكلام لأني أميل إلى الاختصار , ( يمكن تجاوز التيار الإسلامي كقوة اجتماعية وإقامة علاقة مباشرة بين المثقفين والتراث , التيار الإسلامي ليس حلقة وصل ضرورية بينهما , فلسفيا على الأقل ), تأتي عقبة أخرى ليست في الكيان المتبني لفكرة إحياء التراث بل في كيان المجتمع التراثي نفسه ( السلف) , وتتمثل هذه العقبة في عدم صلاحية البنية العقلية لهذا الكيان كنموذج عقلي معاصر .

.        البنية العقلية( السلفية تارة و العربية تارة أخري ), بنية نصية , النص هو المحور وليس العقل , وبالضرورة : مفهوم العلم عند السلف ينحصر في فعل القراءة كممارسة وفي ملكة الحفظ كأداة منهجية. هذا هو افتراض الدكتور وحيد

لقد أطال الدكتور وحيد المقالة و أضاع وقته الثمين في البرهنة على الاهتمام بملكة الحفظ , في الوقت الذي لم أختلف معه في هذا , لقد اختلفت معه حول دلالة الاهتمام بملكة الحفظ على ملكة الفهم هل هي دلالة سلبية أم إيجابية أم محايدة , لا يعنينا في شيء أن لها أسباب طبيعية خارجة عن تخطيط العرب( الأمية _البيئة الصحراوية _ الوظيفة الاجتماعية للشعر )  ولكن تعرضنا للتوظيف الواعي لها من قبلهم , والذي لا يتنافى إطلاقا مع ملكة الفهم لديهم , بل يدل عليها ( توظيف ملكة الحفظ فعل عقلي ) , تحدثنا عن وظيفة ملكة الحفظ من الناحية النفسية باعتبارها تجاوز لمشكلة الامتداد الزمني للأمة و الانقطاع الزمني لفترة الوحي نضيف هنا أيضا وظيفة أخرى معروفة في تقاليد المنهج التجريبي باسم ضبط الظاهرة , أي إغلاقها على عناصرها بحيث تصبح صالحة للتجريب في أي وقت ومن أي شخص , ولكن ما أوجه الشبه أو العلاقة بين وظيفة الحفظ و بين منهجية ضبط الظاهرة ? الحقيقة أن حفظ النص هو أسلوب ضبط نوع خاص من الظواهر هي ظواهر الوحي , (تراجع المقالة رقم ( ) التي تحدثنا فيها عن الوحي كمجموعة من الظواهر الماثلة أمام العقل بالموازاة و الإضافة لظواهر الطبيعة) .

 

أيضا يقع الدكتور في متناقضات تصيب ( دكتوريته ) في مقتل : إنه في البداية أراد البرهنة على( نفي العقل) عند السلف عن طريق إثبات تضخم الشعور باللغة ( نصا قراءة وحفظا ) , أما في المقالة الأخيرة فقد أراد البرهنة علي تضخم الشعور باللغة عن طريق( إثبات العقل) ,فقال نقلا عن طه حسين : ?أفتظن قوما يجادلون في هذه الأشياء جدالا يصفه القرآن بالقوة ويشهد لأصحابه بالمهارة، أفتظن هؤلاء القوم من الجهل والغباوة والغلظة والخشونة بحيث يمثلهم لنا هذا الشعر الذي يضاف إلى الجاهليين?! كلا ! لم يكونوا جهالا ولا أغبياء، ولا غلاظا ولا أصحاب حياة خشنة جافية، وإنما كانوا أصحاب علم وذكاء(في الشعر الجاهلي).

 

وقال نقلا عن الجاحظ : أنه إذا كان اليونان عُرفوا بالفلسفة، فإن العرب والفرس اشتهروا بالخطابة، إلا أن الفرق بينهما أن كل كلام للفرس إنما هو عن طول تفكر واجتهاد ودراسة، في حين هو عند العرب بديهة وارتجال، وكأنه إلهام، وليست هناك معاناة ولا مكابدة، وكان خطباؤهم للكلام أوجد، والكلام عليهم أسهل، وهو عليهم أيسر من أن يفتقروا إلى تحفظ، ويحتاجوا إلى تدارس، وليس هم كمن حفظ على غيره، واحتذى على كلام من قبله، فلم يحفظوا إلا ما علق بقلوبهم، والتحم بصدورهم، واتصل بعقولهم، من غير تكلف ولا قصد، ولا تحفظ  ولا طلب  لقد وقع الدكتور سهوا في التناقض بين إثبات العقل ونفيه, فماذا يريد الدكتور ?إثبات العقل أم نفيه?!

 

الوقوع في التناقض قد يغفر للدكتور و(السن ليه حكم), لكن علاقته بالمدلسين لم تتغير, الدكتور طه حسين مع ( عدم ) احترامي له ( وقلة ) تقديري لشخصه (الوضيع) ألا أنه نصاب و حرامي , ليس هناك آية واحدة في القرآن تشهد للجاهليين بالقوة و المهارة في الجدال , كل ما في القرآن عنهم ( لا يعقلون ... لا يفقهون ... .. لا يعلمون ... غافلون ...) هو إذا مثل عابد الجابري مدلس غير أمين على كتاب الله , وكل كلام طه حسين عن التراث لا يمكن تحليله إلا من خلال مجموعة من العقد النفسية التي تعود في النهاية إلى عاهته البصرية و التي سردها هو في كتاب الأيام .

القيمة العلمية لمقالة الدكتور وحيد  معدومة تقريبا بسبب الحشد الهائل من المفاهيم المختلفة التي يحل بعضها محل بعض في المقال دون رابط : العقل في التراث الإسلامي ليس له أي علاقة بمفهوم الذكاء , بخلاف علم النفس المعاصر الذي تستخدم فيه الكلمتين بمعنى واحد , العقل هو موقف الإنسان من رغبته من حيث وعيه بها وقدرته على السيطرة عليها , أما الذكاء فلا علاقة له بالعقل إذ لا علاقة له بالرغبة  فهو رغم تعدد تعريفاته إلا أنه يدور حول القدرة على التفكير المجرد , العقل في التراث هو مرادف الوعي أو الأنا في اللغة المعاصرة , العقل هو بناء نفسي وليس ملكة ذهنية , الخلط بين مفهوم العقل ومفهوم الذكاء جعل بعض السذج يتحدثون عن " نقص( عقل) المرأة " على أنها مقولة متعارضة مع معطيات علم النفس المعاصر الذي برهن على أن( ذكاء ) المر أه بنفس كفاءة ذكاء الرجل, أيضا  فالمهارة اللغوية ليست هي ملكة الحفظ , الأولى علاقتها بالنشاط العقلي طر دية بينما ملكة الحفظ هي على علاقة محايدة مع الفهم , وملكة الحفظ التلقائية بريئة من تهمة الوضع المتعمد للمفاهيم في قالب صالح للحفظ ليسهل حفظها , بل على العكس وضع المفاهيم في قالب نصي بهدف حفظها يدل على محاولة التغلب على ضعف الذاكرة , ولا يدل إطلاقا على قوة الذاكرة , أيضا ليس هناك تلازم بين القراءة و الحفظ ,الأحاديث النبوية المطلوب حفظها لم تكن على الإطلاق مطلوب قراءتها , قراءة القرآن لم تكن وسيلة للحفظ بل كانت عبادة مستقلة بنفسها

في النهاية , وبنفس منطق إمكانية تجاوز التيار الإسلامي وإقامة علاقة مباشرة بالتراث , ألا يمكن تجاوز السلف و إقامة علاقة ( عقلية) مباشرة بالنص , كل ما أطلبه هو أن تكون هذه العلاقة على قدر من الاستقلال , وأن لا تكون علاقة تبريرية دينية للتبعية للغرب , أم أن النص نفسه مرفوض! , ألا يمكن أن نعود إلى الله و قرآنه بعيدا عن التيار الإسلامي و السلف

ملحوظة : أعفي الدكتور وحيد من مهمة حشو مقالاته بأسماء مشهورة أو أجنبية (الجاحظ , طه حسين , الجابري, فيو ! ,أورج , أومليل , أركون , أدونيس , حسن مروة , حتى الأستاذ سيد قطب رحمه الله) , لا أقيم أي وزن لتلك الأسماء مهما كانت ضخامتها إلا بمقدار ما تلتزم به من عقلانية , علاقة العقل بظواهر الوجود الإنساني أو الطبيعي في التقاليد الإسلامية علاقة مباشرة, متحررة من كل وساطة .

 

*يحيي رفاعي سرور
4 - مارس - 2006
ملح الطعام    كن أول من يقيّم
 

ها قد دخل علينا أخي الحبيب وصديقنا جميعا زهير بتحليله لشخصياتنا كدخول الملح على الطعام والذي قد يظنه بعض من لا خبرة له في الطعام بأنه خارج عن تركيبة الطبخة على حين انه من أساسيتها في فم الذواق  .

أعتقد بأن قول السيدة ضياء عن شعركم بريْء برييء بريء مقصود به  خجول أو خائف بعض الشيء، بدليل أنها طلبت منكم أن تسعفونا بما هوا أقوى وأشد لهجة منه لقولها : لم يعد الوضع يحتمل منا كل هذه البراءة .

ثم إنكم قد ذكرتم الفرق بين فهوم البراءة عند الفيلسوف ومفهومها عند الشاعر وهذا من الفلسفة ،رغم قولكم بأنكم بعيدون عن موضع الفلسفة ..

محمد فادي
4 - مارس - 2006
فادي: النجم اللامع    كن أول من يقيّم
 
شكرا لك يا فادي على كلماتك الرقيقة، وقد صار لك نجم لامع في هذا الملف، وقد فهمت من مشاركة لك سابقة أنك تعيش في أوكرانيا، فلماذا لا تحدثنا عن أوكرانيا وفلاسفتها وشعرائها وأدبائها ونوادر تراثنا العربي الذي تحتفظ به مكتباتها، وما قصة (الميدان) الذي يرد ذكره في الحديث عن الثورة البرتقالية، هل (الميدان) هكذا تنطق بأحرفها العربية، وما تاريخ هذه التسمية، وأين يقع الميدان ? هل هو في (كييف). ثم أريد منك أن تدخل على زاوية (صور من مدينتك) في الصفحة الأولى على الوراق، وترسل لنا صورا من أوكرانيا، وأنا أقترح أن تبعث لنا بصور الفلاسفة والأدباء الذين أقيمت لهم تماثيل في حدائق أوكرانيا، أو صورا من الدليل السياحي لوزارة السياحة في أوكرانيا، ثم هل قصة تشويه وجه فيكتور يوشينكو بالسم صحيحة، أم هي مجرد لعبة سياسية. وهل كان لبريجينيف وخروتشوف وبودغورني  =وهم من أبناء أوكرانيا= أثر في سقوط  الاتحاد السوفييتي، ثم من أي مدن أوكرانيا هم. هل فيهم من هو من بلدة يوشينكو.
*زهير
4 - مارس - 2006
تعبت من الدوران حول طقوس الفاجعة    كن أول من يقيّم
 

 

شاعرنا وأستاذنا الكبير :

لن أقول لك كما قال المتنبي : " صحبت في الفلوات الوحش منفرداً " ، إلا أنني صحبت وحشتي وغربتي ، زمناً كافياً في هذا العالم المجنون ، لكي أسيء به الظن بما فيه الكفاية ، ولكي أعرف بأن انفعالاتنا الفطرية كثيراً ما تكون "مبرمجة " من قبل غيرنا ، وغالباً ما تستغل ضدنا .

لا أنوي الحديث في السياسة ، ولكن ما أعرفه ، هو أنه نشر وينشر في كل يوم ما هو أقبح من هذا بكثير ، دون ان يحتج عليه أحد ????????????????

في فترة أعياد الميلاد الماضية ، وهي الفترة التي تقام فيها مغارة الميلاد ، أقامت " فنانة " باكستانية ، كما أذكر ، معرضاً " مبتكراً " عن مغارة الميلاد . بدلاً من الحمار والنعجة والبقرة التي توضع حول المعلف الذي ولد فيه الطفل " يسوع " ( عليه السلام ) ، هي وضعت ثلاثة حمير ( حيوانات حقيقية) ، ولا أريد أن أنقل لكم ما كتبت عليها احتراما لموقعكم الموقر !! . وقد بقي هذا المعرض حوالي الشهر في مركز " جورج بامبيدو " الثقافي ،  الذي يؤمه الألوف ، ولم يحتج عليه أحد ??????????

هذه هي البراءة التي كنت أعنيها ! ولا يمكن للبراءة عند الشاعر بأن تكون غيرها لدى الآخرين .

معرفتي بالشعر ليست كبيرة ، إلا أنني أحبه ! نظمت منه صفحات وصفحات ولكنني لا أعتبرها جديرة بالنشر ، خصوصاً لضعف مستواها اللغوي . لا أرى أبعد من المتنبي ، وهو من فلاسفة الشعر . أما في العصر الحديث ، فأنا أحب شعر " سعدي يوسف " ، ليست أفكاره هي ما يستهويني ، إلا أن لغته قوية ومشاكسة وأشبهه "بحلاج " عصره . تعجبني أيضاً لغة " سليم بركات " الساحرة ، ولوعته ، وفضاءه الأسطوري رغم أنني لا أفهم الكثير مما يقوله . لا أحب " أدونيس " ولا أجد فيه إلا مهندساً للشعر ، وتزعجني حساسية " محمود درويش " المرهفة ، رغم غنائيته الجميلة ، إلا أنه لا يريد ، برأيي ، بأن يخرج من تنورة أمه ، رغم ما يقال عن "ثورية " شعره . هه ، كما ترى ، لا أحكم على الشعر إلا بميزان عواطفي نحوه فلا تحاسبني على المللغرام .

أرى بأنك تمتلك لغة جميلة ومسبوكة ، وان لديك ثقافة عميقة ، هي أبعد من الحسي ، وأنبل من العقلي ، لا تستعملها ، وأنك تقلب المعاني لكنك لا تطحنها جيداً ! تقف عند حدود الذوق والدماثة وما يخدش القالب ولا تتجرأ على القلب . لا تستخدم سلطتك عليه . الكلام سلطة وليس صورة ، كأنك بشعرك تريد بأن ترسم لوحة جميلة ، إلا أننا لا نراك فيها .

أنت ثاني شاعر أعرفه ويزعل مني . فهل أخاطر بهذا ?

 

 

 

*ضياء
4 - مارس - 2006
طلباتك أوامر سيدي وأستاذي زهير    كن أول من يقيّم
 

أوكرأنيا ياصديقي الغالي دولة فائقة الجمال من حيث طبيعتها الساحرة التي اختلطت فيها الألوان الزاهية بين زرقة السماء والبحيرات التي لا حصر لها وخضرة الأراضي الخصبة التي تمتد على مرمى البصر لتزينها وتزيدها جمالا على جمال.. تلك البيوت الصغيرة بسقوفها القرميدية الحمراء التي تسر الناظر إليها وتأخذه بعيدا إلى عالم أحلامه , ناهيك هنا عن نسبة الجمال المرتفعة فيها لأجمل ما أوجد المبدع الخلاق من نعمة لأدم عليه السلام عندما أوجد له توأم روحه وسبب وجوده حواء الغالية .

بالنسبة لموضوع الفلاسفة الأوكران فإنني أستميحك عذرا أن تعفيني من الإجابة عنه لأنني صاحب نظرة خاصة في الفلسفة ووجودها، والتي قادتني في نهاية الأمر إلى أنه لا وجود للفلاسفة مطلقا رغم اعتقادنا بوجودهم حيث أن الموجودين هم شبه الفلاسفة أوشيء من الفلاسفة , مما دفعني للنقاش بهذا الموضوع والذي هو عدم إنجاب أمتنا لفلاسفه .

أوكرنيا دولة جميلة وحيث يوجد الجمال يوجد الشعور به مما يوجد حتما الشعراء , ومن أشهر شعراء أوكرنيا الشاعر الرسام في أن واحد تاراز غريغوريفيتش  شيفشينكا والذي يوجد له نصوب تذكارية في كل بقعة من أوكرانيا , ومن أشهر قصائده قصيدة أمي أوكرانيا التي يفخر بها بقوميته ويحث على محاربة الظلم والاستبداد والعبودية .

أما بالنسبة لكلمة ميدان فإنها تلفظ كما نقولها نحن بالعربية تماما مع تفخيم حرف الياء قليلا , ومعنى كلمة ميدان في اللغة الأوكرانية هو الساحة التي تصلح كما تصلح عندنا ? ساحة الحرب , ساحة الملعب , أكبر دوار في مركز المدينه ...إلخ ? وأعتقد ولا أجزم هنا أن مصدرها عربي لاختلاط الأعراق الواضح على سمات شعبها، مما جعل نساءها والحمد لله من أجمل نساء العالم .

أما بالنسبة لموضوع الصور التي طرحتها علي فسأنفذها إن شاء الله تنفيذا لرغبتكم التي أعتبرها أمرا بالنسبة لي حتى وإن إضطرني هذا لشراء آلة تصوير فوتغرافية خاصة بهذا الأمر .

وأما بالنسبة لموضوع تشويه وجه يوشنكا فإنه موضوع حقيقي تماما رغم استخدامه وتطويعه لمآربهم السياسية , وأضيف على ذالك بأنه هناك حديث يدور في الأرواق الآن مفاده: أنه لن يعيش لأكثر من سنتين مع العلم بأن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى , وهذا أيضا عرضة للتطويع والتوظيف السياسي وخاصة أن حليفته السياسية القوية تيماشينكا ومن كان السبب الرئيسي الأول في نجاح حملته الانتخابية والتي استغنى عن خدمتها بكل صفاقة بعدما كان منها ماكان من إخلاص لمسيرته تسن أسنانها لتحل محله في القريب العاجل كما يتوقع الكثير من المراقبين (اشعر وكأنني قد تحولت إلى مراسلا للعربية) ألا توافقني الرأي .

أما بالنسبة لبريجنف فهو روسي الأصل ذو مولد أوكراني من مدينة تدعى كامنسك , ليكون خروتشوف روسي المولد والأصل من مدينة تدعى كورسك غير أن شهرته نبعت من أوكرانيا عندما أصبح السكرتير الأول للحزب الشيوعي الأوكراني , وأخيرا ياتي بدغورني نيكالاي فيكترفيتش ذو المولد ولأصل الأوكراني من قرية تابعة لمحافظة بلطافا الأوكرانية , وجميعهم ياصديقي لا ينتمون للمدينة التي ولد فيها يوشنكا والتي أعيش أنا فيها حاليا وتدعى سومي .

أما بالنسبة لسقوط الأتحاد السوفيتي فإنني أقول هنا وهذا رأيي طبعا والذي لا يلزم أحدا غيري بأن اسباب سقوطه قد وجدت مع وجوده، وربما قبل وجوده. وفي الفكر الماركسي والأنجلسي واللينيني , غير أنه نحن العرب وبما منحنا الله إياه من حس مرهف وحمية نفخر بها نصفق ونطبل ونزمر لكل من قال كلمة جميلة على الملأ بحقنا ليخفي خلفها آلاف الكلمات النابية والمهينة لنا ولتاريخنا كما حدث أبان الحرب العالمية الثانية في شوارعنا وبيوتنا من فرح بهتلر ونازيته المتجبرة حتى إن بعضنا كاد أن يجعل منه المهدي المنتظر , وهذا على فكرة واحد من الأسباب التي نبحث عنها في عدم إنجاب أمتنا العريقة وأقولها ألما وأسفا لفلاسفة ومفكرين مبدعين .

محمد فادي
4 - مارس - 2006
جمال لوحة الحكمة    كن أول من يقيّم
 

عودا محمودا للدكتور وحيد الذي طال غيابه عنا ونحن بأمس الحاجة إلى فكره المتقد والنافذ إلى أعماق الأمور.

وعتبا شديدا على الأستاذ يحي الرفاعي الذي جانبه الصواب وإن من باب احترام الخصم ووجهة نظره أيا كانت، ليتحفنا بكلمات لا يصح أن تقال على موقع الوراق. وفي هذا الحضور المميز من الأخوة الأفاضل من علماء ومفكرين في هذا الحوار الذي نرجو من الله أن يكون بناء وأن لا يتحول إلى منبر أمية للشتائم والذي شتم عليه علي كرم الله وجه على المآذن , وعتبي عليه يكمن في قوله التالي والذي حددته باللون الأزرق والأحمر :

الوقوع في التناقض قد يغفر للدكتور و(السن لَهْ حُكْم), لكن علاقته بالمدلسين لم تتغير, الدكتور طه حسين مع ( عدم ) احترامي له ( وقلة ) تقديري لشخصه (الوضيع) إلا أنه نصاب و حرامي , ليس هناك آية واحدة في القرآن تشهد للجاهليين بالقوة و المهارة في الجدال , كل ما في القرآن عنهم ( لا يعقلون ... لا يفقهون ... .. لا يعلمون ... غافلون ...) هو إذا مثل عابد الجابري مدلس غير أمين على كتاب الله , وكل كلام طه حسين عن التراث لا يمكن تحليله إلا من خلال مجموعة من العقد النفسية التي تعود في النهاية إلى عاهته البصرية و التي سردها هو في كتاب الأيام .

كيف لك يا أخي الكريم أن تنتقد إنسانا ما، على وجه هذه الأرض ،وأنا والله لا أستطيع أن أنتقد تصرف الشيطان لخوفي أن ينتقدني أمام الخالق يوم الحق .

إن الحكمة والمعرفة ياصديقي كلوحة فنية رائعة الجمال ومجسدة بكل الأبعاد , وهي فوق هذا عظيمة في كبرها وإتساعها كعظمة كوننا هذا , ليكون جميع الناظرين إليها على صواب وإن اختلفت أراؤهم حول ما يشاهدونه , فهناك من ينظر إليها من جهتها اليمنى ليرى غير الذي يراه من ينظر إليها من جهتها اليسرى، كما أنه هناك من ينظر إليها من الأعلى والأسفل , وعلى هذا كل ناظر صادق وكل ناظر حكيم. وقمة الحكمة هي حكمة الله التي جمعت ضمنها كل الحكم , وعليه ليس حكيم ولا فيلسوف من حقر أراء غيره أو انتقصها مع وجود قول الله تعالى : (وجادلهم بالتي هي أحسن) وليس بالإهانات والمهاترات .  

محمد فادي
5 - مارس - 2006
صفحة من حياتي والرد على ضياء    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 

أنت يا ضياء نجمة الوراق، يا ألله ما أحلى كلامك، أعترف لك بأنك يوما بعد يوم  تغرينني للسؤال عنك والتفتيش المرير عن أسباب هذا التفوق، وأصبحت متشوفا لقراءة تجاربك الشعرية، وأحسب أنك لم تقرئي الملف الخاص بشعري في مجلس دوحة الشعر، تحت عنوان (استراحة محارب) أنا يا سيدتي شاعر بالفطرة، بل شاعر بأطواري الاجتماعية أكثر مني شاعرا في حياتي الأدبية... ومع أني لم أبلغ الخمسين بعد فقد مضى أكثر من ثلاثين سنة على أول قصيدة ألقيتها في احتفال ضم سفراء العالم الإسلامي، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش مع الشعر، وقد قرأت في السنوات الخمس الأخيرة ما ينوف على الألف ديوان، بحكم عملي في الموسوعة الشعرية (في المجمع الثقافي في مدينة أبو ظبي) ونظرت في كل دواوين الموسوعة لأنني قمت بتحديد بحر كل قصيدة، فأيما قصيدة استوقفتني قرأتها وأفدت منها، ثم أنجزت دراسة مطولة تجدينها في دوحة الشعر بعنوان (مئات الدواوين العراقية الضائعة في العصر العباسي) وبين يدي آلاف الصفحات تضم مختارات من دواوين العرب ... لا أعلم هل أقوى على تبييضها أم لا ، وقد نشرت بعضها في ملف بعنوان (كشكول الشعر) .... وكانت حياتي مع الشعر على هامش حياتي مع القرآن ... الذي استوعب معظم أنشطتي الفكرية .. حيث يكاد يكون من المدهش بالنسبة إلي أن يقع في يدي كتاب عن القرآن، طبع قبل عام (1990) ولا أعرفه، ولهذه الناحية أثرها الأكبر على تكوين شخصيتي الثقافية، ثم أريد أن أعترف لك بأنني أنحدر من أسرة دون حد الفقر، ولم أكن أحلم يوما من الأيام أن أعود إلى مقاعد الدراسة بعدما خرجت منها في ختام المرحلة الابتدائية، وكنت أعمل كواحد من البؤساء في صيانة جرارت (كاتر بلر ) في الرحبة العسكرية (690) في دمشق، وأنا في الثالثة عشرة من عمري، وبعد مضي ثلاث سنوات على عملي في هذه الرحبة، قدر الله لي رجلا من أهل الخير اسمه (عبد الستار الغبرة) ويقال له: (أبو سليمان العربيني) وكان يعمل (سكابا) في نفس الرحبة، فجعل شغله الشاغل أن يحبب لي العودة إلى الدراسة وترك المصلحة... وكان يأخذني إلى بيته في عربين، ويسهر على إقناعي الساعات الطوال حتى أقنعني بذلك. بل صرت أكره الذهاب إلى الرحبة مع أنه لم يكن واحد من زملائي يضاهيني في أسرار المكانيك.... وصدقيني أنني حتى هذه اللحظة يمكن أن أعصب عيني وأفكك محرك البلدوزر (د : 7) و(د: 8) و(د : 9) قطعة قطعة... بل (أفكك الشاحن التوربيني)... والخلاصة أنه لما علم أهلي بما عزمت عليه من ترك العمل والعودة إلى الدراسة كان ذلك بالنسبة لهم كارثة بكل معنى الكلمة، لأنه لم يكن قد بقي لتثبيتي في الرحبة سوى شهرين على راتب قدره (850) ليرة سورية، أي ما يعادل راتب والدي مرتين. وكنت في المدة الفائتة أتقاضى فقط (60) ليرة في الشهر، باعتبار أننا خضعنا لدورات تعليمة، كانت الستة أشهر الأولى بلا راتب، والثانية براتب قدره (30) ليرة سورية في الشهر. ما يعادل (8) دولارات أمريكية وقتها، ولما أخفقت كل الوسائل التي اعتمتدها أسرتي لردي إلى العمل، أبعدوني مرغما من دمشق إلى (رميلان) في القامشلي =على حدود العراق= حيث كان يعمل أخ لي، وذلك على أمل أن تضيع علي الفرصة في الانتساب إلى (معهد الدعوة والإرشاد) الذي افتتحه كفتارو (رحمه الله) وأذكر هنا أن المسؤول عني في الرحبة كان في صف أهلي، وتربطنا به رابطة الجوار، وقد جاءني في آخر مرة رأيته فيها وهو يحمل (زجاجة نبيذ أحمر) وجعل يهرقها على رأسي معتقدا أنه لا يحق لي أن أدخل المسجد بعد ذلك مدة أربعين يوما حسب معتقدات العوام. وهكذا اصطحبني أخي الأكبر إلى (رميلان) وتركني عند أخي الثاني المقيم هناك وعاد إلى دمشق، وكان في (رميلان) فرع لشركة (كاتر بلر) ولكن خطة أهلي في نقلي إلى هذا الفرع باءت بالفشل أيضا، حيث هربت في وسط الظلام وأنا لا أعلم أين أسير، وليس معي من المال سوى ما يكفيني للعودة إلى دمشق.. وهكذا عدت إلى دمشق وصرت أنام متخفيا في مساجدها، حتى توسط الشيخ أسامة الخاني (سلمه الله) فالتقى والدي (مد الله بعمره) وقال له: هل تبيعني زهير ? فبكى والدي وقال: نعم.... وهبته لله محررا... والله على ما أقول شهيد ... فاصطحب والدي إلى جامع الجديد في الشركسية = حيث كنت أختبئ= ليبدأ فصل جديد من حياتي له أول وليس له آخر.

*زهير
5 - مارس - 2006
 9  10  11  12  13