البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : لماذا لم تترجم كتب السياسة اليونانية ?    كن أول من يقيّم
 يوسف 
3 - أكتوبر - 2005
لماذا لم تترجم كتب السياسة اليونانية ككتاب الجمهورية لأفلاطون وكتب أرسطو كنظام أثينا الذي ترجمه "طه حسين" وما سبب عزوف المترجمين عن تلك الكتب و إكتفاهم بكتب السياسة الفارسية?
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عصر الترجمة في التاريخ الإسلامي    كن أول من يقيّم
 

في اعتقادي بأن عصر الترجمة الذي بدأ في التاريخ الإسلامي لم يكن كخطوة أريد بها التنور العلمي للمجتمع الإسلامي بل أنها اتخذت كخطوة سياسية في بداية الأمر وذلك لصنع بلبلة في المجتمع وإلهاء عن التوجه إلى المشاكل العصيبة التي تمر بها الخلافة الأموية من الناحية السياسية، فالمدارس الدينية قد تشعبت وأختلفت وظهرت المجبرة كفرقة أرادت السلطة الأموية تثبيتها من زمن الخليفة معاوية إلا أن ضعف المذهب أمام المذاهب الأخرى والتيارات الدينية العقلية جعل من عبد الملك بن مروان أن يوجه اهتمام العلماء وأنظارهم إلى الترجمة وما فيها لا حب في العلم بل حبا في إشغال أصحاب العقول والفكر بأفكار تكون جديدة على الفكر الإسلامي.

فالفكر الإسلامي إلى ذلك اليوم كان يعتمد على تفسير الآيات والروايات أو تأويلها للوصول إلى صحة منهجيته المذهبية ، ولكن بعد دخول الترجمات لاح في الأفق البعد العقلي للفهم البشري.

ولم يكن بالإمكان ترجمة التراث السياسي لليونان أو الإغريق لأنه كان يتمتع بنهضة عالية تعارض التوجه السياسي للأنظمة الحاكمة، بل حتى في عصر ازدهار الترجمة على يد الخليفة العباسي المأمون الذي كان كما يدعى محبا للعلم والعلماء ما كان يسمح بالترجمات في عالم السياسية لأن ذلك معناه تنويرا للتفكير العقلي على خطأ التعامل الإنفرادي للسلطة

ولكن كل ما يمكن قوله أن ما قصد لم يقع وما وقع لم يقصد ففي الوقت الذي فكرت فيه السلطة الأموية بالسماح بترجمة الكتب إغواء للناس وإلهاهم عن النظر لكرسي الخلافة، جعلت من العلماء أن يبدعوا أكثر من ذي قبل بحيث أصبح تلاقح فكري منقطع النظير بين التراث الإسلامي والتراث البشري لما قبل الإسلام، بل استطاع العلماء المسلمون أن ينقضوا بعض النظريات الفلسفية وأن يطوروا البعض حتى وصلوا إلى ما صلوا إليه.

وأما السلطات الحاكمة لم تصمد كثير مع عصر التنوير بل أن الدولة الأموية ما استطاعت أن تقاوم الوجود إلى 80 سنه، والسلطة العباسية بعد المأمون حكمها أجهل الناس بالعلم فبدأ عصر الإنكسار وسلمت الدولة للأتراك يقيمون خليفة وينزلون آخر.

almuraqeb
3 - أكتوبر - 2005