إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون كن أول من يقيّم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لا شك أن اختيار اللغة العربية لآخر الرسالات إلا لأمر عظيم وأنها تسطيع أن تصمد وأن تكون لها الريادة في العالم.
وهذا ما شهد به كثير من المنصفين من غير اهلها..
أما فيما يتعلق هل هي من أصل اللغات أم لا?
فهناك العديد من الدراسات في عصرنا الحاضر تشير إلى أنها أصل اللغات، بدليل بعض مفردات اللغة العربية توجد في جميع اللغات، مثل: الكهف أو السكر وغير ذلك تجد هذه الأسماء لا تتغير في أغلب لغات العالم على حسب الدراسات التي أجريت.
ولكن المؤكد هو أنها لغة عرب عدنان وقحطان وأنها امتدت الى نبي الله إسماعيل و سيدنا ابراهيم على الراجح بديل اسم أبيه آزر وهو مشتق من الوزارة، ويقال آزره مؤازرة، وآزر فلانا أخاه إذا ناصره ووقف بجانبه.
وهكذ مازالت هذه اللغة العظيمة تتطور وتزهوا وتسموا حتى شرفها الله بالقرآن وتوجها به وحفظها الى ان يشاء الله.
ولم تحظى لغة باهتمام بليغ من قومها مثل ما حظيت به هذه اللغة، فلا يخفى على أحد كيف كان العرب قبل الإسلام يقيمون سوقا للغة وهو معروف بسوق عكاظ، وكانت تعلق أفضل القصائد في أفضل الأماكن المقدسة على جدران الكعبة المشريفة، وكانت تكتب بماء الذهب وهو ما يعرف بالمعلقات، وهذا ما لم يحدث مع اي لغة في العالم، وكان الشاعر هو من يقود القبيلة، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة التي لا تخفى على أحد....
ومعلوم أن كل لغات العالم تتغي في ظرف من الزمان لا يتجاوز قرنا على أبلغ تقدير، أما هذه اللغة فلا زالت ناضجة مرفوعة الرأس تستقبل أجيالا وتودع أجلا...
ويكفي أن الله حفظ بها هذا الدين وجعلها وعاء حفظه، فلهذا أراد بعض الأعداء ان يقدحوا فيها من خلال قدحهم في الشعر الجاهلي مروا بالشعر الإسلامي، وجندوا لذلك جنودا، ودغعوا في سبيل ذلك أموالا "فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون" يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |