البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : في رحاب اللغة    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 معتصم 
25 - سبتمبر - 2005

كل من كابد هموم اللغة العربية , و لامس خطراتها عن قرب يحتفظ في داخله منها برصيد .
و هنا سنحاول معاً أن نكشف عن مدى هذا الرصيد و هذه الخطرات , من خلال أسئلة متنوعة تلامس بعضاً من درر هذه اللغة , و تضيء بعضاً من نفائسها.

إنه درب جديد يحاول الوراق أن يسلكه و يرحب بكل مشورة أو نقد أو اقتراح .

 2  3  4  5  6 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لغة القران    كن أول من يقيّم
 

بسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ 192 نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ 193عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ 194 بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ 195 وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ 196أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ 197وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ 198 فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ 199

صدق الله العظيم  (سورة الشعراء)

 

زائر
20 - أكتوبر - 2005
العربية بدءا من السطر الأخير    كن أول من يقيّم
 

السلام عليكم ورحمة الله

صدقا ترددتُ كثيرا وأنا أهم بالكتابة لهذا المنتدى الطيب الأصيل . ولكن حرقة السؤال كانت أقوى من العزوف والنكوص . إن من يكتب في موضوع كهذا كمن يحمل جمرا بين كفيه أو شفتيه أو خافقيه .

إننا إذا ما أردنا أن نكتب عن العربية يكون لزاما علينا التجرد من كل المرجعيات التي قد توجه أو تؤطر منهجنا في البحث العلمي , أو تحيد به عن جادة الصواب أو تدخله في مُهاترات عرقية أو إثنية . بل وجب علينا التوصيف العلمي الصرف لهذه اللغة والبحث في إشكالية تأخرها - حتى لا نقول تخلفها - . وبعض الإخوان المتدخلين تفضلوا - مشكورين - بإعطاء بعض الحلول للتردي الذي آلت إليه حال اللغة العربية .

فكرتي - باختصار شديد - من أجل النهوض والإبداع في مجال اللغة العربية هي القضاء على موجبات مرضها العضال والماثل في التسطيح والتجهيل الممنهجين في زمن الضحالة والتردي الذي سيطر عليه عرابو التخلف .

وبنظرة سريعة لوسائل الإعلام - العامة والخاصة - - المقروءة والمسموعة والمرئية - يظهر لنا جليا صدق ما نرمي إليه . هذا إضافة إلى ضعف التكوين لدى معظم مدرسي اللغة العربية على امتداد الرقعة العربية , وعدم مواكبة أولياء الأمور - الساسة والآباء - لقضايا التطوير والأخذ بأسباب النهوض بعلوم اللغة .

إن أشد ما أخشاه على العربية أن تصبح في الغد القريب مثل كائن منزوع الشغف بالحياة , أو تصبح مجرد كائن مسجى بين ماءين , فلا أحياني الله لذاك اليوم .

تحية خاصة للعربي الغيور " عبد المجيد " .

لنا عودة للموضوع إن شاء الله .

 

محمد
22 - أكتوبر - 2005
عربيتنا عروبتنا .    كن أول من يقيّم
 

 بسم الله الرحمان الرحيم، وصلى الله على أشرف مخلوق رسولنا الكريم محمد (ص):

وبعد، أشكر الأخ محمد على روحه الغيورة ونفسه التواقة الى الرفع من شأن وحال لغة الضاد.ولا يسعني هنا الا أن أضيف قول الشاعر المصري الكبير حافظ ابراهيم:

رموني بعقم في الشباب وليتني ///// عقمت ولم أجزع لقول عــداتي .

أنا البحر في أحشائه الدر كامن  //// فهـل سألوا الغواص عن صدفاتي .

... الخ .

ان مصير لغة الضاد اليوم هو مصير الأمة العربية كلها : ذل ، خنوع ،خضوع ، استسلام ، وتواكل .

لا ننكر أن الغة العربية هي لغة القرآن والحديث، وسجل تاريخ وحضارة العرب ، ولكن حالها الآن غير حالها في عهد الرسول (ص) ، ولا عهد الخلفاء الراشدين ، ولا العهدين الأموي والعباسي ...انها تنعي حظها ، وهي تحتضر على ألسنة العرب ، لتتلكأ لغة أجنبية لا تمت الى عالمنا وواقعنا العربي بصلة, أنا لا أتفق مع من ادعى أن اللغة الإنجليزية هي لغة العلم والعولمة ، والا فماذا نقول عن هذا الموقع[ موقع الوراق] وما تزخر به نوافذه من أعظم الأبواب الدينية، الثقافية،الحضارية ،العلمية والفنية...? أليس  هذا دليل على مواكبة اللغة العربية لكل المستجدات وفي كل المجالات والحقول ?ألا يكفينا هذا المنبر الفريد من نوعه في عالم الإنترنيت ?

لا يمكن الادعاء بأن الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرهما من اللغات تفضل لغتنا العربية ، ومن درس وتعلم هاته اللغات أدرك قصورها عن مضاهاة صدفات لغتنا السمحة ، ولكنني أقول : اننا فرطنا فيها ، ولم نبذل جهدا من أجل المحافظة على مكانتها وسمعتها كما كانت في عهد السالفين لنا . وأسوق هنا مثالا توضيحيا :

 نقول باللغة العربية : ـ أختلف أنا وأخي في الرأي .

                      ـ اختلف أبي وأخي الى السوق .

                      ـ اختلف الليل والنهار .

ف كلمة:[ اختلف] لها معاني مختلفة في هذه السياقات .

في حين أن اللغة الفرنسية توظف كلمة واحدة ولا يمكن بأي حال التنويع في الكلمة.شأنها في ذلك شأن اللغة الإنجليزية،

مثلا: I go to school  بمعنى أذهب ، أما اللغة العربية فلها خاصية التنويع والشساعة ،فتقول:ـ أنا أذهب الى المدرسة ـ أنا ذاهب الى المدرسة ـ أذهب أنا الى المدرسة ـ ذاهب أنا الى المدرسة ,,,, وهكذا .

وأختم تدخلي هذا بدعوة المشاركين في هذا الباب بملامسة واقعهم اليومي ، وجس نبض لغة التخاطب في الحي والشارع ، والبيت والمدرسة ... ليقفوا على هذا الداء الذي ألم بلسان العربي، فاستهجن لغته ، وتملق الى لغة أجنبية ,وشكرا.

زائر
23 - أكتوبر - 2005
اللغة العربيه    كن أول من يقيّم
 
لا مجال في النقاش حول اللغة العربية لانها لغة القران
ايمن
25 - أكتوبر - 2005
اللغة العربية بين متاهات العامة    كن أول من يقيّم
 
تاهت اللغة في عصرنا هذا مع الخضم الهائل من الألفاظ المستحدثة والتي إبتدعها الشباب ضمن قواميس إجتماعية متعارف عليها وذات صلة بأحداث العصر نفسة، ففقدت معاني والفاظ وكلمات وصارت في أحضان أمهات الكتب التي تراكم ( فوقها الغبار ) ولا سيماء عباقرة اللغة الذين صارت أسماءهم على السن البشر دون معرفت ما تركوه من أثر في مؤلفاتهم ، صار الناس يتحثون العامية في شتى المنابر لتقريب وجهة نظرهم حتى في مجال المسرح والدراما وغيره ( فعندما تتكلم بالعربية يتجاهلك الناس ويقولون ) هنالك سطر مفقود في حديثه دعوه وشأنه !!!   
زائر
26 - أكتوبر - 2005
لا جدال في ذلك ، ولكن ....    كن أول من يقيّم
 

صحيح أنها لغة القرآن الكريم ، والحديث الشريف ، ولكن ماذا نقدم لها اليوم للمحافظة على هيكلها النحوي والأسلوبي والبلاغي والعروضي والإملائي ??

هل نحن اليوم نستعملها كما يجب? هل نضبط قواعدها وضوابطها على لساننا كتابيا وشفهيا ? هل نعطيها حقها من الأهمية والاستعمال اليومي وهي تصارع أمواجا من تعدد اللغات الأجنبية التي اكتسحت مجالها ـ وهو الوطن العربي برمته ـ ? أم أننا ننساق وراء هذه اللغات الدخيلة بفعل الهيمنة العلمية والعالمية / الفكرية والإقتصادية / بل والعسكرية السياسية ، فتلكـأت ألسنتنا وأصبحنا مثل الغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة ولكنه نسي مشيته أصلا ، فضاع بية التيارين ا

هذا هو بيت القصيد يا أخي العربي ، وهذا هو الذي نتوخى بلوغ اجابة شافية عنه .

زائر
26 - أكتوبر - 2005
العربية : وا غربتاه    كن أول من يقيّم
 

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

انا ممن يعتقدون اعتقادا جازما ان اللغة العربية هي الاولى بين اللغات وبامتياز بسبب اختيار الله عزوجل لها اولا ، ثم لما فيها من  قواعد نحوية وصرفية واسس للنظام الصوتي ..

ـ الا ترون ان كل لغة يصيبها التآكل والتقادم ?! فما كانت رائجة في لغة قبل الف عام اضمحلت بين اهلها اليوم .. انظروا الى الانجليزية والفرنسية ، وانظرو الى الفارسية ( وهي الاوسع بين لغات العالم من ناحية كثرة مفرداتها ، حيث لها معجم لغوي من 208 مجلد ) .

ـ الا ترون ان قمة التطور اللغوي عند غير العربية هي عصرها الحديث ، اما العربية فقمتها قبل اكثر من الف عام .. فمجامع اللغات في العالم ما زالت تقعِّد للغاتها ، لكن قواعد العربية ( من نحو وصرف ونظام صوت وخط ) قعِّدت وانتهت ..

ـ الا ترون العجب والاتدهاش في نظام تقليبات الفراهيدي رحمه الله وارتباط معاني الكلمات أو فقه اللغة ( وهو جزء من ما يسمى اليوم بعلم الدلالة ) عتد الثعالبي .. وهل ترون في لغة اخرى غير عربيتنا سرالدلالة اللغوية الذي دونها ابن فارس في معجمه ?! لكن لا قدرَ لـلذهب الا عند صائغ الجواهر ..

ـ ثم اليس الوازع الديني هو اقوى الدوافع لتعلم العربية ?! الا ترون الفارق الهائل بين تحدث صغار مسؤولي حماس او الجهاد الاسلامي وكبار مسؤولي السلطة ?! ام بين مسؤول محلي في تيار الصدري مقارنة بليث كبة الناطق الرسمي باسم حكومة الجعفري ? الا ترون الفارق بين عروبة فريدالدين آيدن التركي ـ حفظه الله ـ مقارنة بجمال عبدالناصر ?! أم بين سلامات هاشم ـ رحمه الله ـ  من مندناو ( جنوب فلبين ) مقارنة بعربية صدام حسين ?! أم بين عروبة عبدالسلام ياسين البربري ( فك الله اسره ) وعربية القذافي ?!  بل اين عربية شعب شيشان من عروبة بعض بلاد العرب ?! اقول ذلك ويشهدالله انني لم ارد الانتقاص من قدر أحد ..

ـ ثم الا ترون الارتباط العضوي بين دلالة المفردة القرآنية وبين الاحكام المستنبطة من نفس المفردة ثم من سياقها في التعبير ?! وقد شرفني الله عزوجل ان ادرُس لمدة عشر سنوات كلمتي ( الشاهد والشهيد في القرآن الكريم ) ولم ازل استصغر جهدي في ادراك كل ابعادهما اللغوية والشرعية ، وقد قرأت لهما عشرات الكتب من معاجم وتفاسير وانا من فضل الله عزوجل اتحدث ست لغات .. فوالله ما رأيت لغة تصل بكل ما لها الى عُشر الصرف العربي !! بل لا توجد في بعض اللغات الاسكندنافية علم الصرف أصلا !! وهو مايسمى بالانجليزية ( Morphology  ) .

ـ وقبل ان اختم رسالتي اذكركم بمعرفةٍ لغوية طريفة وهي من ضمن ما لا تجدها في لغات اخرى إطلاقا ( واقول اطلاقا تحقيقا لا ادعاء ولا تعصبا ) :

   في العربية ، كل ما كان فاء فعله قافا وعين فعله طاء فهو يدل على التجزأة والانفصال ، أو الجمع والاتصال ! ( وبالمناسبة كلمات الاضداد أيضا سر من أسرار العربية )  مثال : ق + ط  ( قطَّ : لقطعة لحم تؤخذ من حيوان وهو حي ) و ( قَطَعَ : قطعتُ الخشب ، قاطعتُ القومَ ، قِطَعٌ من الليل ، والقُطع : لنقص ماء البئر ) ( قَطَفَ : للثمار ) و ( قَطَلَ : للنخلة اذا قطعت من اصلها ) ( قَطَمَ : وهو ان يأكل الحيوان الحشيش بأدنى فمه ، دون قطعه من جذوره ) و ( قَطَرَ : للسائل ونحوه كالقِطر ، قُطر : لجزء من موطن  ) .. ثم للجمع : ( قِطعان و قَطيع ) و( قِطار) و( قاطبة : كلهم ، وقطب الرحى : يقال لكل ما يكون سببا للجمع ) ..   

ـ وأخيرا عتابي على موقع الوراق ! أين حصة اللغة العربية ( نحوا وصرفا وخطا ونظام صوت ) من زحمة قريتكم التراثية ?! والسلام عليكم .

 

حسن الكردي
28 - أكتوبر - 2005
الجهل بقيمة اللغة    كن أول من يقيّم
 

    أتصور أن المشكلة الحقيقية تكمن في جهل الكثير منا عظمة ومكانة اللغة العربية ، لذلك لانعطيها قدرها في حياتنا وواضح أن من يجهل قيمة أي شئ من الاشياء لايعطي له قيمة في حياته وفكره

    فعلى المربين والآباء زرع حب اللغة في نفوس الآبناء وكذلك المربي والموجه يزرع في نفوسهم حب اللغة وأن الله تعالى خاطب عباده باللغة العربية

   

   

محمد فهمي
29 - أكتوبر - 2005
اللغة قواعد أونظام خالد.    كن أول من يقيّم
 

أشكر الأخ حسن الكردي على مداخلته الأخيرة ، ولكن لي بعض التحفظات حول ما جاء فيها ، ومنها :

 * لماذا عنونت المداخلة ب : العربية ، واغربتاه ، علما بأنك تمجد اللغة العربية وتصرح بأنها أفضل اللغات من حيث القواعد والصرف والإملاء?

 * يا أخي أنا لا أجادل في كون اللغة العربية هي التي نزل بها القرآن الكريم والحديث الشريف... ولكني أطرح الإشكالية التالية : [ واني أذكرك لعلك لم تقرأ ما كتبته عنها سابقا ] ( من باب :وذكر فان الذكرى تنفع المومنين ) :

 لقد ترك لنا الأولون صرحا لغويا شاملا كاملا ومتكاملا ، هذا الأمر لا جدال فيه ، ولا يسعنا المجال للحديث باسهاب عن مؤلفات   الزمخشري ،وعبد القاهر الجرجاني وغيرهم كثير ، وأنهم لم يتركوا بابا  من أبواب اللغة ، ولكن القضية المطروحة للنقاش هي : ** هل لا زالت هذه اللغة العربية بتلك المكانة ? هل نقرأها ونكتبها كما كان يفعل ذلك الأولون ? ألم تساهم وسائل الإعلام السمعية والبصرية العربية في خلخلتها من الرتبة التي كانت لديها ? ألم تعد اللغات الأجنبية ـ التي قلت بأنها لا صرف لها ـ لتحتل مكانتها على الألسنة العربية ? هل يكتب شعراء اليوم بنفس ما كتب أبو العلاء المعري والبحتري وأبو تمام والمتنبي وشوقي والبارودي وحافظ ابراهيم وشكيب أرسلان وجبران خليل جبران ? ألا ترى ، يا أخي ، بأن اللغة المتداولة اليوم ـ شفوية وكتابية ـ من السفه بمكان ??

أين اختفت الأساليب البلاغية الرائعة من جناس لفظي ومعنوي ، وتصحيف وازدواج، وسجع وترصيع وتشريع وتورية واستطراد وطباق ومقابلة ...? هل لا زلنا نستعملها اليوم في تخاطبنا اليومي ، بل في ابداعات الكتاب والمبدعين ?

لهذا أقول يا أخي الكريم : ان لغة التخاطب اليوم أصبحت تميل الى التقريرية الموغلة في السطحية ، ولم نعد نعي علم المعاني والبديع والبيان .

وأشكرك جزيل الشكر . والسلام .

زائر
30 - أكتوبر - 2005
قدسية اللغة العربية1    كن أول من يقيّم
 

بعض أمتنا شديد السخاء حين يتكلم عن لغتنا العربية فلا يبخل بوصفها بـ:

"الشريفة ?لغة القرآن ? فصحانا ? الفصيحة ? المقدسة ? خير اللغات والألسنة ? فريدة من نوعها ? لغة الكتاب العزيز ?شرط لاستمرار وجودنا المعتبر ? شرط لصواب الدينونة كلها ?جزء من عقيدتنا ? قدسية اللغة العربية ? ثوب قدسيتها وشرفها ? إرادة الله ومشيئته واختياره"

وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على انحياز عاطفي هائل لفكرة.. مجرد فكرة، إذ تؤكد كل هذه الأوصاف انفعالية الانحياز المسبق لإثبات هوية معينة للغة العربية دون دليل عقلي مجرد مبني على شواهد علمية، واستناداً على آراء مشابهة تنطلق من موقع انفعال يتجاوز الموضوع Subject ليناقشه مناقشة دون موضوعية Subjective فيفتقد الرأي الموضوعية المجردة Objectivity.

ولا أخفي شخصياً حبي للغة العربية واعتزازي بها كونها الوسيلة الأساسية لتواصلي مع الناس، وتوصيل أفكاري؛ إلا أن حبي لهذه اللغة - التي هي لساني، وأداة تحرير وجداني - لا يدفعني أبداً لتجاوز الحدود الموضوعية في النظر إليها كقضية نسبية، وأضعها - برؤية علمية مجردة - في موضعها الطبيعي كقضية علوم إنسانية لا تنتمي من قريب أو بعيد للثابت أو المطلق، وهي التي لم تكن يوماً حتى في موضع شبه الثابت؛ كأن الثوابت غير الحقيقية تنقصنا حتى نجعل من اللغة هي الأخرى ثابتاً جديداَ نرزح تحته ضمن الأعباء الكثيرة التي ننوء بها، ومعظمها إن لم يكن كلها لا مقدس ولا إلهي؛ بل تاريخي اكتسى ثوب القداسة المزيف للأسف.

وإذا حاولنا أن نرد القضية لعناصرها الأولية، ونوليها بعضاً من الاهتمام العلمي العقلاني في هدوء وموضوعية وحياد من خلال طرح أسئلة أساسية:

1- ما هي اللغة ـ أي لغة ـ والعربية ليست استثناءً?

2-        ما هي وظيفة اللغة?

3-        ما هو نتاج اللغة، وكيف يتم التعامل معه?

سنجد أن اللغة رموز وإشارات صوتية، وقد ابتكرها الإنسان لتقوم بوظيفة تعريف الأشياء والأفعال، وجاء في تفسير القرطبي: "وعَلََّمَ آدم الأسماء كلها - عَلََّمَ  معناها عَرََّفَ" وتبدأ منطوقة verbal - Speech وتتحول الرموز والإشارات الصوتية مع التطور والنمو إلى رموز وأشكال مرئية حتى يستطيع الإنسان الإمساك بالنص المنطوق Speech من الهروب في الزمن وتسجيله بصرياً Visual لينُتج الكتابة.

ويتطور استخدام المجتمع للغة في شكليها المنطوق والمرئي مع ازدياد التطور والنمو الثقافي للمجتمعات، لتُنشئ المجتمعات نُظم لتقعيد إنتاج الرموز والإشارات والأشكال، لتكوين دلالات أكثر تركيباً وتعقيداً وقدرة على التعبير، ونتيجة لهذا النشاط العقلي على اللغة تصبح اللغة أكثر نضجاً، وتتحول الرموز والإشارات والأشكال إلى شبكة معقدة من العلاقات تُنتج ما يسمى بالخطاب (وهو نتاج اللغة) الذي يخضع للسلطة الثقافية في المجتمع المنتج له، ويرى البنيويون أن الأصوات والحروف تنتظم في نسق متتابع داخل الجملة محكومة بنظام خاص يؤدي إلى تولد المعنى، ومن ثم إدراكه، وهذا النظام هو النحو الذي ينشأ فطرياً ثم يُقنن.

ويتغير الخطاب وآليات إنتاجه بالتالي بتغير المؤثرات الثقافية (خاصة الاقتصادية، والسياسية) في المجتمع، ويبحث علم الدلالات (السيميوطيقا Semiotics) في القواعد والأعراف التي تنتج الدلالات في مستوى الخطاب؛ بينما يُعنى علم (الهرمينيوطيقا Hermeneutics) بتأويل الخطاب Discourse عبر تحليل قواعد وإجراءات كافة الصيغ اللغوية المولدة لمعاني النصوص؛ أي أن علم (الهرمينيوطيقا) معني بتحليل، وتأويل أشكال الكتابة في الآداب، والعلوم أياً ما كانت تطبيقية، أو إنسانية.

إن هدف ووظيفة اللغة في شكليها المنطوق والمكتوب هو إنتاج الخطاب Discourse طبقاً للشروط الثقافية والبيئية للمجتمع، ولأن هذه الشروط متحولة وليست ثابتة، تتغير آليات إنتاج الخطاب على المستوى الدلالي (السيميوطيقي) فتدخل اللغة إشارات وأشكال جديدة للمساهمة في تطوير إنتاج الخطاب على أكثر من مستوى من المستويات المتخصصة في العلوم والآداب.

أحمد إبراهيم أحمد
31 - أكتوبر - 2005
 2  3  4  5  6