البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 1  2  3 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
عنترة العبسي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

فخر عنترة
عنترة لم يفخرْ للفخر وحدَه ، وإنما ساقه لغرض آخَرَ نُدركه إذا أحَطنا بنشأته وحياته ، وقد نشأ، كما نعلم ، عبداً يرعى إبل أبيه ، ويُعَيّره قومُه بسَواد لونِه وضَعَةِ أصله من ناحية أمه ، ثم عشِقَ ابنةَ عمه عبلة ، وشبّ فارساً يذود عن قومه بسيفه وشعره حتى غدا سيّداً حُرّاً ، فإذا تمدَّحَ بكرمه  وافتخر بشجاعته ، وصوّرَ مواقفَ بطولتِه ، فإنما يفعل هذا لِيَسترضيَ عبلة ، ويَفتِنَها بصورة بطولته بعد أن عَجَزَ عن فِتنتها بلونه وكرَمِ أصلِه ، وهويفتخر ؛ لأنه يُريد أن يُنفِّسَ عن صدره ، ويَمْحُوَ لونَه وضَعَةَ أصلِهِ ، ويظهرَ للناس فرسَ عبْسٍ وحاميتها .
وإذا التمسنا مظاهر هذا الأمر في شعره وجدناه يُخاطب عبلةَ حيناً بعد حين ، فهو يخاطبها بصيغةٍ طلبيّة في قوله :
                                          أثني عليَّ بما عَلِمْتِ فإنني *** سَمْحٌ مُخالقتي إذا لم أُظلَمِ
ويسألها أن تمدحَه بِما علِمتْ من صفاته ، ويَحُضُّها ثانيةً على السُّؤال بصيغة الماضي الذي هو بمنزلة الأمر ، ويُناديها في قوله :
                                        هلّا سألْتِ القومَ ياابنةَ مالكٍ *** إنْ كنتِ جاهلةً بِما لم تعلمي
ولعلّنا إذا تعمّقنا قوله :
                                       ولقد شفى نفسي وأبرأَ سُقْمَها *** قِيلُ الفوارسِ وَيْكَ عنترَ أقدِمِ
تَبَيّنَ لنا صِحّةُ ما قلناه في كلامنا عن فخره ، فهو مريضُ النفس ، بادي السّقم ؛ لِما عانى في نشأته من ظلم وامتهان، ولا يشفي نفسَه إلا أنْ يُنادي القومُ باسمه ، ويَلتَفَّ الفرسانُ حولَه ويُعوِّلوا عليه في الذّودِ عنهم ، ففخرُهُ صورةٌ لأزمة نفسيّة ترتكز على الصّراع الذي قام بين سواد لونه وضَعَةِ أصلِهِ من جهة ، وحُبِّهِ لِعبلةَ وتَوْقِهِ إلى التّحرُّر من جهة أخرى ، ومن هنا نُدرِك سِرَّ إقدامه في الحرب ومُخاطرته بنفسه في الوقائع ، وغُلُوَّه في وصْف المعارك ، فهو يخاطربنفسه ؛ لأنه متألّم ؛ ولأنه يريد أن يكسب المَجْدَ عن طريق الحرب.
ولا ريب في أنّ حبّه لِعَبْلةَ بعثه على قول الشّعر ، وقوّاه في مواقف الحرب ، وجَعَلَهُ يُحقّقُ ذاتَهُ بِتحرير نفْسِه . وهو القائل :
                                      ولقد ذكرتُكِ والرّماحُ نواهِلٌ *** منّي وبِيضُ الهندِ تقطر من دمي
                                       فَوَدِدْتُ تقبيلَ السُّيوفِ لأنّها *** لَمَعَتْ كبارِقِ ثَغْرِكِ المُتَبَسِّمِ
فهو شاعر الحرب والحُب ، وإذا كان حُبُّهُ لم يُرَوِّ نفْسَهُ ، فإنّ الحربَ رَوَّتْها ، ورَفَعتْ اسمَهُ ، وأقرَّتْ شجاعتَهُ في النّفوس ، وحرّرتْهُ من العبوديّة ، وجعلَتْهُ المَثَلَ الأعلى للفارس البطل.
                                         
                                           المراجع
1-    أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ، بطرس البستاني.
2-    الأغاني ، طبعة دار الكتب ، 8/237.
3-    بعث الشعر الجاهلي ، محمد مهدي البصير .
4-    تأريخ الأدب العربي ، بروكلمان ، 1/90.
5-    تأريخ آداب اللغة العربية ، زيدان ، م . الهلال 1911، 1/117.
6-    تأريخ الأدب العربي ، أحمد حسن الزّيّات، ط 6 ص57.
7-    جمهرة أشعار العرب ، القرشي ، ص149.
8-    حديث الأربعاء ، طه حسين ، ج1ص141.
9-    خزانة الأدب ، البغدادي ، 1/62، 2/217.
10-                       رجال المعلقات العشر ، الغلاييني ، ص212.
11-                       شرح شواهد المغني ، السّيوطي ، 1/481.
12-                       شرح القصائد السّبع الطّوال الجاهليات ، ابن الأنباري.
13-                       شرح القصائد العشر ، التّبريزي.
14-                       شرح المعلّقات السّبع ، الزَّوزني.
15-                       الشعر والشعراء ، ابن قُتَيْبَة ، 1/250.
16-                       شعراء النّصرانيّة ، الأب شيخو ، 2/794.
17-                       العِقد الفريد ، ابن عبد ربِّهِ ، 1/34.
18-                       عنترة ، الرّوائع ، العدد 27، فؤاد أفرام البستاني.
19-                       الفروسيّة للحمودي ، ص 275.
20-                       المفَصَّل في تأريخ الأدب العربي ، أحمد أمين ورفاقه ، ج 1ص67.

27 - ديسمبر - 2007
نبذة عن حياةالشعراء
الرحمة المهداة للعالمين    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" {الأنبياء21/107}"
"...قال ابن عباس: هذا عامّ للبَرِّ والفاجر، فمن آمن به تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن كفر به صُرفت عنه العقوبة إِلى الموت والقيامة. وقال ابن زيد: هو رحمة لمن آمن به خاصة." (زاد المسير/ابن الجوزي).
" ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه ما أر سل هذا النَّبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه إلى الخلائق إلا رحمة لهم. لأنه جاءهم بما يسعدهم وينالون به كل خير من خير الدنيا والآخرة إن اتبعوه. ومن خالف ولم يتبع فهو الذي ضيع على نفسه نصيبه من تلك الرحمة العظمى. وضرب بعض أهل العلم لهذا مثلاً قال: لو فجر الله عيناً للخلق غزيرة الماء، سهلة التناول. فسقى الناس زروعهم ومواشيهم بمائها. فتتابعت عليهم النعم بذلك، وبقي أناس مفرطون كسالى عن العمل. فضيعوا نصيبهم من تلك العين، فالعين المفجرة في نفسها رحمة من الله، ونعمة للفريقين. ولكن الكسلان محنة على نفسه حيث حرمها ما ينفعها. ويوضح ذلك قوله تعالى:
أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ }
[إبراهيم: 28]. وقيل: كونه رحمة للكفار من حيث إن عقوبتهم أخرت بسببه، وأمنوا به عذاب الاستئصال. والأول أظهر.
وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة: من أنه ما أرسله إلا رحمة للعالمين ـ يدل على أنه جاء بالرحمة للخلق فيما تضمنه هذا القرآن العظيم. وهذا المعنى جاء موضحاً في مواضع من كتاب الله، كقوله تعالى:
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }[العنكبوت: 51]، وقوله:وَمَا كُنتَ تَرْجُوۤ أَن يُلْقَىٰ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ }
[القصص: 86] الآية.
وقد قدمنا الآيات الدالة على ذلك في سورة " الكهف " في موضعين منها. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله قال: قيل: يا رسول الله، ادع على المشركين. قال:
" إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة ".(
الشنقيطي).

26 - ديسمبر - 2009
قصيدة نقفور: أمبراطور الروم إلى الخليفة العباسي المطيع لله
توقير المصطفى وتعظيمه : صلوات ربي وسلامه عليه....    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

"لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"
{48/9}
" قَوْلُهُ تَعَالَى: { لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ }؛ أي قُرِئ بالتاءِ في الأربعةِ على معنى قولِهم: لتُؤمِنَ باللهِ ورسوله، وقُرئ بالياءِ في الأربعة أيضاً؛ يعني: مَن آمنَ به وصدَّقَهُ، قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَتُعَزِّرُوهُ } راجعٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أي يُعِينُوهُ ويَنصرُونَهُ بالسَّيْفِ واللسان، وقرأ محمَّد بن السُّمَيقِعِ: (وَتُعَزِّزُوهُ) بزاءين، وقولهُ { وَتُوَقِّرُوهُ } أي وتُعَظِّموهُ وتُبجِّلوهُ، وهذا وقفٌ تامٌّ.
وقولهُ تعالى: { وَتُسَبِّحُوهُ }؛ أي وتسَبحون اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، { بُكْرَةً وَأَصِيلاً }؛ أي يُصَلُّونَ له بالغَداةِ والعشِيِّ، وفي قراءةِ ابن عبَّاس: (وَتُسَبحُوا اللهَ بُكْرَةً وَأصِيلاً)."
( الطبراني).
" قال: { لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ }؛أي: فعل الله ذلك بك يا محمد / ليؤمن بك (من سبق في علم الله) أنه يؤمن.
قال ابن عباس: تعزروه: يعني الإجلال، وتوقروه هو التعظيم.
قال قتادة: وتعزروه: تنصروه، وتوقروه: تفخموه.
وقال عكرمة: تعزروه: تقاتلون معه بالسيف.
وقال ابن زيد: وتعزروه وتوقروه: هو الطاعة لله تعالى.
وقال المبرد: تعزروه: تبالغوا في تعظيمه، ومنه عزر السلطان الإنسان؛ أي: بالغ في أدبه فيما دون الحد.
وقال علي بن سليمان: معنى وتعزروه: يمنعون منه وتنصرونه.
قال الطبري: معنى التعزير في هذا الموضع المعونة بالنصر. وقرأ الجحدري: تعزروه بالتخفيف. وقرأ محمد اليماني: وتعزّروه بالزاءين، من العز؛ أي: تجعلونه عزيزاً ويقال: عززه يعززه جعله عزيزاً وقواه، ومنه قوله:
فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ }[يس: 13]. وقيل إن قوله: وتعزروه وتوقروه لله. وقيل هو للنبي صلى الله عليه وسلم فأما " وتسبحوه " فلا تكون إلا لله. وتنزهوا الله عن السوء في بعض القراءات وتسبحوا الله.
وقوله: { بُكْرَةً وَأَصِيلاً } أي: ظرفان تصلون لله في هذين الوقتين"
( مكي بن أبي طالب القيسي).

26 - ديسمبر - 2009
قصيدة نقفور: أمبراطور الروم إلى الخليفة العباسي المطيع لله
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم...    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

" النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ
 بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا"
 {33/6}
" قد علم الله تعالى شفقة رسوله على أمته، ونصحه لهم، فجعله أولى بهم من أنفسهم، وحكمه فيهم كان مقدماً على اختيارهم لأنفسهم؛ كما قال تعالى:فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِىۤ أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }[النساء: 65] وفي الصحيح: " والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إِليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين " وفي الصحيح أيضاً: أن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله والله لأنت أحب إِلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم " لا يا عمر حتى أكون أحب إِليك من نفسك " فقال: يا رسول الله والله لأنت أحب إِلي من كل شيء حتى من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم " الآن ياعمر " ولهذا قال تعالى في هذه الآية: { ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ }. وقال البخاري عند هذه الآية الكريمة: حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح، حدثنا أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مؤمن إِلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إِن شئتم: { ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ } ، فأيما مؤمن ترك مالاً، فليرثه عصبته من كانوا، وإِن ترك ديناً أو ضياعاً، فليأتني، فأنا مولاه " تفرد به البخاري، ورواه أيضاً في الاستقراض، وابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن فليح به مثله، ورواه أحمد من حديث أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه." ( ابن كثير).

26 - ديسمبر - 2009
قصيدة نقفور: أمبراطور الروم إلى الخليفة العباسي المطيع لله
" ... وكفى بالله شهيداً" .    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

المستقبل للإسلام:
" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" {9/33،61/9}.
" يريد محمداً صلى الله عليه وسلم. { بِٱلْهُدَىٰ } أي بالفرقان. { وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ } أي بالحجة والبراهين. وقد أظهره على شرائع الدين حتى لا يخفى عليه شيء منها؛ عن ٱبن عباس وغيره. وقيل: «ليظهره» أي ليظهر الدّين دين الإسلام على كل دين. قال أبو هريرة والضحّاك: هذا عند نزول عيسى عليه السلام. وقال السُّدِّي: ذاك عند خروج المهدِيّ؛ لا يبقى أحد إلا دخل في الإسلام أو أدّى الجزية. وقيل: المهدِيّ هو عيسى فقط، وهو غير صحيح؛ لأن الأخبار الصحاح قد تواترت على أن المهديّ من عِترة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلا يجوز حمله على عيسى. والحديث الذي ورد في أنه: " لا مهدِيّ إلا عيسى " غير صحيح. قال البَيْهَقِي في كتاب البعث والنشور: لأن راويه محمد بن خالد الجَنَدِيّ وهو مجهول، يروي عن أبان بن أبي عيّاش ـ وهو متروك ـ عن الحسن عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو منقطع. والأحاديث التي قبله في التنصيص على خروج المهدِيّ، وفيها بيان كون المهدِيّ من عِترة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحّ إسناداً.
قلت: قد ذكرنا هذا وزدناه بياناً في كتابنا (كتاب التذكرة) وذكرنا أخبار المهدِيّ مستوفاة والحمد لله. وقيل: أراد «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّين كُلِّهِ» في جزيرة العرب، وقد فعل"
( القرطبي).
* " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا "{48/28}.
نعم، إن " المستقبل للإسلام بظهوره وحكمه على الأديان كلها. وقد يظن بعض الناس أن ذلك قد تحقق في عهده، صلى الله عليه وسلم، وعهد الخلفاء الراشدين ، والملوك والصالحين ، وليس كذلك ، فالذي تحقق إنما هو جزء من هذا الوعد الصادق ، كما أشار إلى ذلك النبي ، صلى الله عليه وسلم، بقوله: " لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزّى ، فقالت عائشة : يارسول الله إنْ كنت لأظن حين أنزل الله " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " أنّ ذلك كان ، قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله " . رواه مسلم.
 ( سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 1/6) .
وقوله ، صلى الله عليه وسلم، : " إنّ الله زوى ( أي جمع وضمّ) لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإنّ أمتي سيبلغ ملكها ما زُوِيَ لي منها". رواه مسلم ( السلسلة 1/7).وقوله ، عليه الصلاة والسلام ، : " لَيبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يَترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزّ عزيز ، أو بِذُلّ ذليل ، عِزاً يعِزّ اللهُ به الإسلام ، وذُلاً يَذِلّ به الكفر "  قال الألباني :[ مما لا شك فيه أن تحقيق هذا الانتشار يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم حتى يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر والطغيان ، وهذا ما يبشرنا به الحديث: " عن أبي قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عَمرو بن العاص ، وسئل أيّ المدينتين تُفتح أولاً: القسطنطينية ، أو رومية ؟ فدعا عبد الله له حلق ، قال: فأخرج منه كتاباً قال : فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، نكتب ، إذ سئل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، أيّ المدينتين تفتح أولاً : أقسطنطينية ، أو رومية ؟ فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، : مدينة هرقل تفتح أولاً. يعني قسطنطينية...." ( السلسلة 1/8).  قال الألباني :
[ ...و" رومية" هي روما كما في معجم البلدان ، وهي عاصمة إيطالية اليوم. وقد تحقق الفتح الأول على يد يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف ، وذلك بعد أكثر من ثماني مئة سنة من إخبار النبي ، صلى الله عليه وسلم، وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله ولا بد ، ولتعلمنّ نبأه بعد حين. ولا شك أيضاً أن تحقيق الفتح الثاني يستدعي أن تعود الخلافة الراشدة إلى الأمة المسلمة ، وهذا ما يبشرنا به ، صلى الله عليه وسلم، بقوله في الحديث: " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت" . رواه أحمد ( السلسلة 1/8). قال الألباني : [ هذا، ومن المبشرات بعودة القوة إلى المسلمين واستثمارهم الأرض استثماراً يساعدهم على تحقيق الغرض ، وتنبئ عن أن لهم مستقبلاً باهراً حتى من الناحية الاقتصادية والزراعية قوله ، صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تعود أرض الجزيرة وجاً وأنهاراً" ] (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني1/10).

26 - ديسمبر - 2009
قصيدة نقفور: أمبراطور الروم إلى الخليفة العباسي المطيع لله
يحشر المرء مع من أحب.... الله الحق .    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

عندما يعرض الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي اهتماماته أمام مجموعة من المؤيدين فإنه لا يقتصر فقط على كيفية التعبير بوضوح عن هذه الاهتمامات بل تتعداها أيضا إلى ما يمثله بنفسه كشخص يحاول تعزيز قضاياه. إنه يكتب الأفكار لأنها –بعد طول تفكير- هي التي يؤمن بها .. ولأنه أيضا يريد إقناع الآخرين بوجهة النظر هذه .. الدكتور سعيد له تاريخه .. وقِيَمه .. وكتاباته .. ومواقفه .. ووقود من التجارب التي –رغم خصوصيتها- تداخلت في الشأن الثقافي العام وشكلت كيانا معقدا تمازج فيه عالمه الخاص بعالم الجمهور الكبير. ولأنني أفترض في الدكتور سعيد أنه مثقف وُهِبَ مَلَكةً عقلية لتوضيح وجهة نظر وموقف وفلسفة ورسالة فإني أفترض أيضا أن لهذا الدور محاذيره ولا يمكن القيام به من دون شعور المرء بأنه إنسان مهمته أن يطرح علنا للمناقشة أسئلة محرجة و يجابه التصلب التقليدي (بدل أن ينتجه) . إن هذا النقد لا يعني المعارضة فقط .. بقدر ما يهمه طرح أسئلة وإحداث فروق وإعادة التذكير بالمسائل التي يوجد ميل إلى إهمالها وتجاوزها في خضم الاندفاع نحو الأحكام الجماعية.
وربما من الأفضل أن نبدأ بالتساؤل عن الروح المعاركية التي تتسم بها عبارات الدكتور عندما يصف مخالفيه (المحليين) بمجموعة من الألفاظ الحربية .. خصوصا وهو يتمثل وقوفه كوقوف المجاهد يوم الزحف: (أمام محاربين ألداء لعقيدة الإسلام وشرعته وأحكامه وتاريخه وحضارته ، محاربة مباشرة أو من وراء حجب الألفاظ والرموز ، والين مع المحارب من صفات الأحمق أو العاجز ) أو عندما يجيب على سؤال عن العصرانيين فيقول معرضا بهم : (فهل يلوم –لعله يقصد يلام- من يقف ضد قطاع الطرق الفكرية ومروجي المخدرات الثقافية وموزعي الخمور المادية؟) . السؤال الذي أود أن أطرحه هو لماذا يفترض الدكتور أنه بصدد حرب فكرية؟ لماذا يتملكه ذلك الشعور اللاعقلي .. المتنامي تدريجيا .. بأننا "نحن" مهددون من جانبهم "هم" .. والنتيجة تعصب وخوف بدل المعرفة والمشاركة ! عندما يقوم الدكتور باستعمال الضميرين "نحن" و"نا" –مجازيا- في المقالة فإنه يشير إلى نفسه بالطبع .. لكنه يوحي في الوقت ذاته بهوية أممية قومية .. وكما يقول إدوارد سعيد (لكن في سياق آخر) إن تكرار الصيغ الجماعية هو تكاسل شديد ليس إلا ! فالدكتور سعيد يسوق إلينا عبارات متعلقة بـنا "نحن" وبهم "هم" كذريعة لتوضيح الأمور لعامة الناس .. وهذا كله جزء من المحافظة على الهوية الحزبية .. فأن تشعر مثلا أن "العلمانيين" قادمون أو أن "الحداثيين" يخربون لغتنا أو أن "العصرانيين" يتلاعبون بديننا لا يعني فقط بقاء الذعر الاجتماعي مستعرا وإنما يعني أيضا تعزيز هويتنا "نحن" وكأنها محاصرة أو معرضة للخطر .. وبالتالي فإن أي نقد يوجه إلى الثقافة المحلية السائدة يعد انشقاقا عن الطاقم المتحد وهذا ما يخول شيخنا لبس ريشة النعام والتبختر بها بين الصفين. إن الدكتور هو أكثر من يعلم أن الموضوعية لا تنسجم مع صِيَغِهِ الحماسية التي يستخدمها عادة ضد مخالفيه/أعدائه.. ولذا نجده يستعير حيلة غريبة تبرر له التخلي عن شروط الموضوعية في الحوار .. إنه يقيس أسلوبه مع المخالفين بأسلوب القرآن مع الكفار .. وبذلك لا يجد بأسا في استخدام ألفاظ الأنعام والكلاب طالما كانت هذه العبارات تجسد (الأوصاف المطابقة للموصوفين) ! الذي لا يقول شيئا هاما يضطر إلى أن يقول شيئا مثيرا ! هذا بالضبط ما عبرت عنه رؤية الدكتور .. وهنا نقول لفضيلته أنك إذا رغبت في دعم الموضوعية فعليك أن تدعمها للجميع لا أن تدعمها انتقائيا لمن تصنفهم جماعتك أو أخوتك أو أمتك أهلا لها .. وإن من أكثر المناورات الفكرية تخلفا .. التحدث بعجرفة عن انتهاكات الآخرين في مجتمع الغير وتبرير الممارسات ذاتها في مجتمع المرء نفسه . إن لازمة أن يعتقد المرء أنه في صف القرآن وحزب الله يقتضي أن الآخر هو صف قريش و حزب الشيطان ! ومن هنا كانت الإهانة وليست الهداية هي رصيد رسالة الدكتور .. ولهذا السبب كانت رسالته تبرر الشتائم والرغبة في التدمير .. فالذي ينوي أن يهينك لا ينوي أن يكسبك أيضا.. لأنه لا يهمه مصير أعدائه في الجحيم ..بقدر ما يهمه رضى أتباعه في دار الدنيا .. إن الدكتور يعرف طريقه ويعرف أن الشتائم مؤلمة ويحشرها لنا على الورق ويرسلها في البريد ثم يسافر منشرح الصدر للدعوة. هذا كل ما يريده لأنه أيضا كل ما يستطيع أن يفعله طالما أنه يقول : (أرجو أن أكون في ذلك مخلصاً صادقا بعيداً عن هوى النفس والأغراض الشخصية والله وحده الموفق للصواب ).
أما عندما يتحدث الدكتور عن الحداثة وما بعدها فإنه يختصرها بقوله: (الحداثة وما بعد الحداثة ليست سوى طريقة لبث المعتقدات العلمانية وأسلوب لترويج المفاهيم اللائكية) والطريف أن الدكتور لا يشعر بالحرج أن يقول في إجابة على سؤال آخر (مازلت أكرر وأقول بأننا في حاجة شديدة إلى تعلم الطريقة الحقيقية للتفكير الموضوعي بعيداً عن العاطفة المتأججة بلا ضبط ، وعن اتباع الظن ، وبعيداً عن إصدار الأحكام الجزافية بلا برهان ، وبعيداً عن التعميم الظالم ) مفترضا أن قواعده التي يمارس بها الأستذة على المشاركين لا يشترط أن يلتزم بها. الدكتور يختصر الحداثة وما بعد الحداثة في عقيدة علمانية متناسيا في هذا النوع من الاختزال شروط التحليل العلمي وعمق التصور الأكاديمي.. إذ إن العلاقات بالغرب متعددة الوجوه والمستويات .. وكما أن فيها شيئا من السلبية فإنها لاتخلو من رصيدها الإيجابي أيضا.. صحيح أنها تتم في سياق سجالي منذ صدمة الحداثة حتى صدمة العولمة .. ولكن ذلك لا يعني أن نشن الهجوم على الغرب وثقافته وأثرها الفعال في نهضتنا الفكرية وسيرورتنا الحضارية .. ذلك أن العلاقة بين الحضارات إنما هي علاقة تبادل وتفاعل بقدر ماهي علاقة تحد ومواجهة. أظن أن الدكتور يعز عليه أن يعترف بأن أثر الغرب يتعدى التقنيات والوسائل لكي يطال المبادئ والمقاصد.. فالتقنية في حقيقتها تجسيد لرؤية فلسفية جعلت الأفكار والنظريات والمذاهب المنتجة في الغرب تتسلل إلى وعينا وعقولنا وحتى لغتنا .. ويتبدى لنا أن المصطلحات التي ابتكرها العلماء والفلاسفة الغربيون قد اخترقت لغة الدكتور وخطابه كما هو شأن مقولات مثل "الموضوعية" و "التعميم" و"الهوية" و"التراث" التي تستخدم كشعارات للدعوة وهي في نفس الوقت من صناعة الغربيين. إنه من غير المجدي ممارسة نرجسيتنا الثقافية التي تحملنا على التوهم بأننا قادرون على إنقاذ الكون فيما نحن نظهر عجزنا عن معالجة مشاكلنا المزمنة وأزماتنا الخطيرة في غير مجال.. فلا مصداقية للدعوات التي نطلقها إلى أسلمة الحداثة والفنون من أجل خلاص البشر ومداواة النفوس فيما مجتمعاتنا تنخرها العيوب والآفات بدءا من الإخفاق في مشاريع التنمية وانتهاء بالفشل في معالجة قضايا الحريات وحقوق الإنسان.
وحين ننتقل إلى حيث سئل الدكتور عن حزب العدالة والتنمية التركي فإنه لم يستطع إخفاء التململ من نجاح ذلك النموذج الذي لم يعد ينسجم مع منطلقات الدعوة الأم. ولأن الدكتور لا يستطيع –أيضا- أن ينتقد ذلك النموذج –لاعتبارات دبلوماسية- فقد آثر استعمال الرمز في الإشارة إلى أن الحزب هو في حقيقته ضحية لسرقة لكنه انشغل بمسابقة اللص عن استرجاع المسروق. إنه يعيب على حزب العدالة والتنمية تأكيده على تبني خيار الديموقراطية وحقوق الإنسان ويعد ذلك انشغالا بالسباق مع السارق عن استرجاع المسروق المتمثل في معارك الحجاب وتطبيق الشريعة! ولعل مما يفسر حالة الضيق عند الدكتور –من هذا الموقف- هو تنكر حزب العدالة للأولويات التي تبناها الرمز التاريخي للحركة التركية أربكان ويعدها كحالة من العقوق خصوصا وأن الدكتور كان عبر الحوار يحاول ترسيخ دور الشيوخ وقدامى المحاربين والصقور في اتخاذ القرارات.
أما حين يسأل الدكتور عن الأشاعرة فإنه يقع في فخ المزايدة على السلفية بتقسيمه للموقف من الأشاعرة إلى طرفين ووسط .. ولأن الدكتور لم يتطوع بإخبارنا عن موقفه الذي يتبناه فإني أفترض أنه (وسطي).. كعادته حين يطلق على نفسه كل الصفات الحلوة ويطلق على خصومه كل الصفات الباقية .. لكن السؤال ماهو هذا الموقف الوسطي ؟ لقد عبر عنه أستاذ العقيدة بقوله : (ويقول هؤلاء بأن الأشاعرة في جملتهم من أهل السنة والجماعة إلا فيما خالفوا فيه كتأويل الصفات وصرفها عن حقائق معانيها التي كان عليها الصحابة والتابعون وأتباعهم) وظاهر هذا الكلام أن الأشاعرة الذين يؤولون الصفات ليسوا من أهل السنة والجماعة.. وهنا أعتقد أن من حقي السؤال .. هل هناك من الأشاعرة من لا يؤول الصفات ويصرف حقيقتها إلى مجاز؟
أقولها –بشيء من الألم- إنني قد تفاجأت بتجلي الفقر المعرفي عند الدكتور عندما جمع بين مراسل صحفي لمجلة المجتمع (نبيل شبيب) وفيلسوف عملاق كطه عبد الرحمن أو في جمعه بين عبدالوهاب المسيري الذي اتخذ الإسلام وسيلة لمركزية الأمانة الإنسانية (والذي عبر مرارا من خلال كتبه بإيمانه بضرورة فصل المؤسسات الدينية عن السياسية) و واعظ كجعفر شيخ إدريس يمثل المدرسة التقليدية للسلفيين.. مما جعلني أعتقد في النهاية أن نرجسية الدكتور الثقافية دفعته عبر الحوار إلى ممارسة الأستذة على السائلين لتذكيرهم بالموضوعية فيما يتعلق بالشأن الدعوي الحركي .. فيما يبدو أنه نسى موضوعيته حين جعل أفكاره تتركز في ردات فعل تمليها العقيدة الأيديلوجية والمواقف النضالية أكثر مما هي تحليل للواقع من أجل الانخراط في صناعة الحاضر والمراهنة على ما يمكن أن يحدث في المستقبل.
د.سالم إبراهيم الطيب سابك –الجبيل
انظر : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5267

19 - يوليو - 2009
أطروحـة كونـية..!
خذ    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1423692&cnt=-2&Sec=0

20 - يوليو - 2009
أطروحـة كونـية..!
هل؟    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

ياسادة ياكرام : هل أنتم راضون عن أدونيس وأركون؟

20 - يوليو - 2009
أطروحـة كونـية..!
الحِين    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

                                 الحِين : ماهو ؟
**عن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ، عليه وآله السلام،أنه سئل في رجل حلف على امرأته : أن لا تفعل فعلاً ما إلى حِين ؟ فقال : أيّ الأحيان أردتَ ؟ فإنّ الأحيانَ ثلاثة :
1- قال الله عز وجل : " تُؤتي أكُلَها كل حينٍ بإذن ربِّها " .
 كل ستة أشهر.
2- وقال تعالى : " لَيَسجُنَنّهُ حتى حين " . فذلك ثلاثةَ عشَرَ عاماً .
3- وقال تعالى : " ولتعلمنّ نبأه بعد حين " . فذلك إلى يوم القيامة.
 
**وسُئل سعيد بن المسيّب عمّن حلف أن لا تدخل امرأته على أهلها حيناً ؟ فقال : الحين ما بين أن تطلُع النخل إلى أن ترطب .
 " تؤتي أكلها كل حين " .
 
** وعن عِكرمة أن عمر بن عبد العزيز سألهم عمّن قال : لا أفعل أمراً كذا حيناً ؟ فقال له عكرمة : إن من الحين ما يدرك وما لا يدرك ، فالذي لا يدرك قوله عز وجل : " ومتعناهم إلى حين ". والذي يدرك قوله تعالى : " تؤتي أكلها كل حين " . فأراه من حين تثمر إلى حين تصرم : ستة أشهر ، فأعجب ذلك عمر بن عبد العزيز. وبه يقول أبو حنيفة ، والأوزاعي ، وأبو عبيد ، وقال أبو حنيفة : إلا أن ينوي مدة فله ما نوى ، وهذا قول مالك.
 
*وعن سعيد بن المسيب : الحين شهران : النخلة تطلع السنة كلها إلا شهرين .
 
**وعن ابن عباس روايتان : الحين قد يكون سنة ، وقد يكون غدوة وعشية ، وهذه الرواية الثانية قول الشافعي ، وداود .
وعن طاوس : الزمان شهران .
**أما أمير المؤمنين علي ، رضي الله عنه ، فكان يرى الحين سنة ، وقد تا بعه في ذلك الحكم بن عتيبة ، وحماد بن أبي سليمان  وعكرمة.
وعن الحسن البصري : " تؤتي أكُلَها كل حين " . مابين ستة أشهر إلى تسعة أشهر .
 
أرأيتم إلى هذه الثروة الفقهية..... فضاء ، وفيه هواء : أول عناصر الحياة ، والأنف له فتحتان ؛ للتنفس المريح ، وهذا- واللهِ-
مظهر كمال ، لا نقص في شريعتنا الإسلامية السمحة .
أما أولئك الذين حَرموا أنفسهم من نعمة التنفس بالهواء الطلق ، وعاشوا في مكان ضيق حبيس ، فنسأل الله المجيب أن يعلّمهم ، ويُفَهّمهم ، وأن يتّبعوا سبيل المؤمنين؛ لأنهم خلطوا الأصول بالفروع.....

26 - ديسمبر - 2008
البدعة
عمنا أحمد الميداني ، والعقيدة الصافية.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

حفظك الله يا عمي أحمد ، وبارك الله في عمرك ، وأمدك بالنور ومحبةِ اللهِ ؛ نورِ السموات والأرض ، وجزاك الله خير ما جزى عباده الصالحين ، وهنيئاً لك أبناءك البررة عامةً ، والعالِم زهير خاصة ، وعوداً حميداً يا أستاذي زهير.... لقد جذبني أبوك قبلك ، ولاتنس أنك المغناطيس ونحن البرادة .... وربّ إشارة تغني عن عبارة.
سلامي لعمي ولأكباده ، وسلاماتي وسلامات أمي لأختنا الست ضياء خانم ، وسلامي لسراة الوراق عامة ، وللإخوة : أخي المحقق الدكتور مروان ، وخالي أمير الشعر ، وبياع الورد أحمد عزو، وعطر المجالس ياسين ، والذواقة عبد الحفيظ ، وسيدنا بنلفقيه ، والمبدعة لمياء ، وزين الفهم وحجاً مبروراً ، وكل عام وأنتم وراعي الوراق بألف خير.
أخوكم : يحيى مصري الحلبي/ أبو بشار.
 
عقيدة :
" تنبيه : إنّ دعوى بعضهم بأنّ السّلَف لم يكونوا يلجؤون إلى التأويل في الأسماء والصفات تعميمٌ ، فمثلاً ابن تيمية كان أوّلَ ( الوجه) في الآية المتقدمة ، فقال : " أيْ قِبلة الله ووِجهةُ الله " . ( الفتاوى2/429).
        وفي قوله تعالى : " كلُّ شيءً هالكٌ إلا وجهَهُ" ( القَصص/88) قال : " أيْ دِينَهُ وإرادَتَهُ وعبادَتَهُ"   (الفتاوى2/433 ، السطر الثالث).
    أمّا أحمد بن حنبل ، وهو مَنْ هو، ومِن أصحاب القرون الثلاثة التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالخيرية فقد أوّلَ (مجيء الرّب) بمجيء أمره في قوله تعالى : " وجاء ربُّك والملَكُ صفّاً صفّاً" ( الفجر/22).
  ( الأسماء والصفات للبيهقي ،ص292)" ( يحيى مصري/ موقع الوراق).
 
" ... وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا..."{12/100}
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ }؛ أي رفَعَهُما معه على
سريرٍ." ( الطبراني).
 
"الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" {طه20/5}
"... إنه تعالى أخبر أنه خلق السموات والأرض كما أراد وشاء من غير منازع ولا مدافع، ثم أخبر بعده أنه استوى على العرش؛ أي حصل له تدبير المخلوقات على ما شاء وأراد، فكان قوله: { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } ؛أي بعد أن خلقها استوى على عرش الملك والجلال. ثم قال القفال: والدليل على أن هذا هو المراد قوله في سورة يونس:
إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُدَبّرُ ٱلأَمْرَ }[يونس: 3] فقوله: { يُدَبّرُ ٱلاْمْرَ } جرى مجرى التفسير لقوله:{ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ }( الرازي).
 
"  الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا"
 {الفرقان25/59}
" ولا يجوز أن يتوهم أحد في ذلك: جلوساً ولا حركة ولا نقلة، ولكنه استوى [على]، العرش كما شاء، لا يمثل ذلك، جلوساً ولا يظن له انتقال من مكان إلى مكان، لأن ذلك لمن صفة المحدثات. وقد قال تعالى ذكره:لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }[الشورى: 11] فلا يحل لأحد أن يمثل صفات ربه - الذي ليس كمثله شيء - بصفات المخلوقين الذين لهم أمثال وأشباه - فكما أنه تعالى لا يشبهه شيء، كذلك صفاته ليست كصفات المخلوقين. فالاستواء معلوم، والكيف لا نعلمه، فعلينا التسليم لذلك.
وقد قيل: استوى: استولى، والمعنى: ثم استولى بمقدرته على العرش، فرفعه فوق السموات والأرض المخلوقة هي وما بينهما في ستة أيام، والعرش مخلوق بعد السموات والأرض. ثم استولى بقدرته عليه، على عظمه، فرفعه فوق السموات والأرض. والله أعلم بمراده في ذلك،
فهذا موضع مشكل وإنما ذكرنا قول من تقدمنا لم نأت بشيء من عندنا في هذا وشبهه."
( مكي القيسي/ الهداية إلى بلوغ النهاية).
 
* يقول الإمام الربيع بن حبيب في مسنده الجامع الصحيح 3/35 : " ...قال جابر بن زيد: سئل ابن عباس عن قوله تعالى : " الرحمن على العرش استوى" فقال: ارتفع ذكره وثناؤه على خلقه".
 

27 - ديسمبر - 2009
نشر البشام فيما هو مكتوب على قبور أهل الشام من رقائق الشعر ولطائف الكلام
 1  2  3