البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 157  158  159  160  161 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الزعفران    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

الزعفران

الزعفران نبات بصلي من فصيلة السوسنيات، والجزء الفعال في الزعفران أعضاء التلقيح وتسمى (السّمات) وتنزع من الزهور المتفتحة، وتجفف في الظل ثم على شبكة رفيعة أو دقيقة على نار هادئة. وهذه المادة لونها أحمر برتقالي وذات رائحة نفاذة وطعم مميز، وتحفظ في أوان محكمة لكي لا تفقد قيمتها كمادة ثمينة.  

تحتوي أعضاء التلقيح (السمات) على زيت دهني طيار ذي رائحة عطرية ومواد ملونة.

يستخرج الزعفران من زهرة صغيرة يوجد في قلبها خيوط الزعفران ويتم استخراجها بدقة متناهية وبأيدي أشخاص ذوي خبرة وفن في التقاطها وتجميعها. وزراعة الزعفران من النباتات المكلفة في زراعته مادياً وفنياً وتقنيأً لذا أصبح سعره باهظ الثمن وخصوصاً الأنواع الفاخرة منه والتي يتم زراعتها في إيران حيث إن الحصول على 500 غرام منه يتطلب زراعة ما لا يقل عن 70.000 زهرة يجب أن تكون جميعها صحيحة وصالحة، كما أن الزعفران الطازج حيث يتم تجفيفه يفقد الكثير من وزنه، فخمسة وعشرون كيلو غرام منه يصبح بعد التجفيف حوالي خمسة كيلو غرامات فقط.

للزعفران خصائص طبية مهمة:
ـ زيت الزعفران مضاد للألم والتقلصات، ومزيل لآلام الطمث وآلام غشاء اللثة.
ـ مسكن ومقو للجهاز العصبي المركزي، كما أنه مفيد لحالات الضعف الجنسي.
ـ يستعمل الزعفران كتوابل في تجهيز الأطعمة والمأكولات.

كما يتمتع الزعفران بخصائص وقائية مقاومة للسرطان. في دراسة نشرتها مجلة "الطب والبيولوجيا التجريبية" المتخصصة، أثبت باحثون في المكسيك أن بالإمكان استخدام الزعفران، وهو نوع من النباتات التي تضاف إلى الطعام كأحد التوابل والبهارات لإضفاء النكهة، كعامل واق من السرطان أو في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض. ووجد الباحثون بعد مراجعة مجموعة كبيرة من الدراسات المخبرية والأبحاث التي أجريت على الحيوانات، أن الزعفران لا يمنع فقط تشكل أورام سرطانية جديدة، ولكنه قد يسبب تقلص وانكماش الأورام الموجودة، كما يزيد فعالية العلاج الكيماوي ويشجع آثاره المضادة للسرطان.

وأوضح الباحثون أن الفوائد الصحية للزعفران قد ترجع بصورة جزئية إلى محتواه العالي من المركبات التي تعرف بالكاروتينويد التي تشمل أيضا مادتي "لايكوبين" و"بيتاكاروتين" كعوامل وقاية وعلاج من السرطان.

يعتبر الزعفران مضاد للتشنج، يدخل السرور على قلب من يشربه، منبه للمعدة، شديد المفعول للأمعاء والأعصاب، منشط مدر للطمث. والزعفران يدخل في بعض الأدوية المستخدمة لتنشيط القلب وبعض أنواع الكحل المساعد في إزالة الغشاوة من العين.

استخدم الزعفران منذ القدم في علاج كثير من الأمراض مثل النزلات المعوية، وكمهدأ لاضطرابات المعدة ولعلاج السعال الديكي ونزلات البرد والتخفيف من غازات المعدة وكذلك في العلاجات الدينية ككتابة الأوردة والآيات القرآنية بمداد من الزعفران وماء الورد جلبا للنفع والشفاء.

يدخل الزعفران في صناعة الأدوية الحديثة كتلك المستعملة لطرد الديدان المعوية والأدوية المهدئة للحالات العصبية والنفسية والأدوية المستعملة لتنشيط الإفراز البولي وكثير من الأدوية الأخرى .

أثبتت التحاليل الكيميائية أن الزعفران يحتوي على مادة تسمى ( لروسين) طعمها حلو وهذه المادة مقوية للأعصاب ومنشطة ومنبهة.

يقول ابن سيناء :

" زعفران‏:‏ الماهية‏:‏ معروف مشهور‏.‏

الاختيار‏:‏ جيده الطري السن اللون الذكي الرائحة على شعره قليل بياض غير كثير ممتلىء الطبع‏:‏ حار يابس أما حرارته في الثانية وأما يبوسته ففي الأولى‏.‏

الأفعال والخواص‏:‏ قابض محلل منضج لما فيه من قبض مغر وحرارته معتدلة مفتح قال جالينوس‏:‏ وحرارته أقوى من قبضه ودهنه مسخن‏".‏

الزينة‏:‏ يحسن اللون شربه‏.‏

الأورام والبثور‏:‏ محلل للأورام ويطلى به الحمرة‏.‏

أعضاء الرأس‏:‏ مصدع يضر الرأس ويشرب بالميبختج للخمار وهو منوم مظلم للحواس إذا سقي في الشراب أسكر حتى يرغن وينفع من الورم الحار في الأذن‏.‏

أعضاء العين‏:‏ يجلو البصر ويمنع النوازل إليه وينفع من الغشاوة ويكتحل به للزرقة المكتسبة من الأمراض‏.‏  

أعضاء الصدر‏:‏ مقو للقلب مفرح يشمه المبرسم وصاحب الشوصة للتنويم وخصوصاً دهنه ويسهل النفس ويقوي آلات النفس‏.‏

أعضاء الغذاء‏:‏ هو مغثّ يسقط الشهوة بمضادته الحموضة التي في المعدة وبها الشهوة ولكنه يقوي المعدة والكبد لما فيه من الحرارة والدبغ والقبض وقال قوم‏:‏ إن الزعفران جيد للطحال‏.‏

أعضاء النفض‏:‏ يهيّج الباه ويدر البول وينفع من صلابة الرحم وانضمامه والقروحَ لخبيثة فيه إذا استعمل بموم أو محّ مع ضعفه زيتاً وزعم بعضهم أنه سقاه في الطلق المتطاول فولدت في الساعة‏.‏

السموم‏:‏ قيل أن ثلاثة مثاقيل منه تقتل بالتفريح‏.‏

الأبدال‏:‏ بدله مثل وزنه قسط وربع وزنه قشور السليخة‏".

4 - يوليو - 2009
ZINC الزِّنْك
اللبان    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم

اللـبـان

حظيت شجرة اللبان، عبر مسيرتها، بحضور تاريخي هائل جعل منها جسراً للتواصل بين حضارات العالم القديم قبل أكثر من 7 آلاف سنة. ولأجلها تحركت القوافل التجارية، في مسارات شاقة من ظفار بجنوب عمان، الى شواطئ جنوب العراق، والى الشام ومصر القديمة، وحتى غزة الفلسطينية الساحلية، التي حملت منها السفن ثمار الشجرة الظفارية الى البلدان الأوروبية، وخاصة روما القديمة.

اللبّان يعتقد انه جاء اشتقاقا من اللبن (لبن الشجرة) أو ما يسمى بالعلك المر احيانا. و هو ضرب من صمغ الشجر كاللبان، يمضغ ويستخدم كبخور أحيانا.

له أنواع عديدة ويتم استخراجه مرتين او ثلاثة سنوياً من شجرة الکُندُر أوشجرة اللبان أو اللبنى. يتم استخراج أجود أنواع اللبان عالميا من أشجار اللبان من عمان حيث يعرف هذا اللبان باسم اللبان العماني، يليها بالجود اللبان اليمني. الا أن شجرة اللبان تنتشر في بقية أجزاء شبه الجزيرة العربية وشمال الصومال وأثيوبيا .

كانت تعتمد على تجارة اللبان حضارات قديمة في اليمن مثل مملكة معين. ويذكر ان استخراج اللبان من شجرة الكندر يؤثر على خصوبة بذورها حيث تتدنى نسبة خصوبة بذور شجرة الكندر التي يتم استخراج اللبان منها إلى 18% في حين يرتفع لدى الأشجار التي لم يتم استخراج اللبان منها إلى 80%.

عرف اللبان منذ عصور ما قبل الميلاد وقد اعتمدت على تجارته حضارات قديمة مثل حضارات اليمن القديمة مثل مملكة معين وسبأ والأنباط، ويعتقد ان مركز تجارة اللبان كانت مدينة ارم ذات العماد "المفقودة" جنوب الجزيرة العربية. كما ارتبطت تجارة اللبان بطريق البخور وهو طريق تجاري يربط الهند بالجزيرة العربية ومصر .

وصل اللبان إلى أوربا الغربية عن طريق الحملات الصليبية على الشرق في العصور الوسطى، حيث يذكر بعض الباحئين ان اللبان انتقل لأوروبا الغربية من لبنان .

يستخدم اللبان كعلك للمضغ كما يستخدم كأحد أنواع البخور، حيث يتم استخدامه في التبخير في بعض الطقوس الدينية. كما يتم إدخاله في صناعة الأدوية، والزيوت والمساحيق والعطور والشموع الخاصة، بالإضافة الى استخدامه في العديد من دور العبادة حول العالم. كما أن ذكر اللبان قد ورد في انجيل متى .

4 - يوليو - 2009
ZINC الزِّنْك
هذا أسهل وأشمل    كن أول من يقيّم

http://www.iid-quran.com/

4 - يوليو - 2009
القــرآن الكـريم كاملاً للجوال والكمبيوتر بصـوت 25 قـارئ فلا تترددوا بالتحميل أحبائي
أو هذا    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

http://www.islamweb.net/media/index.php?page=maincategory&vPart=161&startno=&lang=A

4 - يوليو - 2009
القــرآن الكـريم كاملاً للجوال والكمبيوتر بصـوت 25 قـارئ فلا تترددوا بالتحميل أحبائي
رجب !    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

حول شهر رجب
شهر رجب.. وما فيه من العجب !!
شهر رجب بين المبتدَع والمشروع
فضائل شهر رجب في الميزان
حول شهر رجب
لِـمَ لا نحْـتـفـلُ بليـلةِ الإسـراءِ والمِعْـراجِ ؟
شهر رجب
عرض بوربوينت : بدع رجب
تنبيهات حول شهر رجب
العَجَبْ مما أَحْدَثَ النَّاسُ في رَجَبْ
حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
بدع في شهر رجب
إفراد شهر رجب بعبادة أو خصوصية
حكم تخصيص رجب بالصيام والاعتكاف والصمت فيه
أحاديث صوم رجب ضعيفة ولا أصل لها
عتيرة رجب مـا لـهـا ومـا عـلـيـهـا
نصيحة عن بدع شهر رجب
هل لشهر رجب مزية على غيره ؟
أحاديث رجبية غير صحيحة منتشرة في المنتديات
تخريج " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"
من كتاب : البدع الحولية

5 - يوليو - 2009
كيف نقرأ التاريخ?
ثمرات !    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 ملفات مفيده مصممه على برامج مختلفة
ملاحظة : لحفظ الملف اضغط بالزر الايمن للماوس وإختيار .. حفظ الهدف بأسم save target as

5 - يوليو - 2009
كيف نقرأ التاريخ?
منهج (1)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

منهج السياق القرآني
 
 
" جاء في كتب الصحاح أن مروان بن الحكم - الخليفة الأموي - أشكل عليه قوله تعالى: { لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم } (آل عمران:188)، فقال لبوابه: اذهب إلى ابن عباس، فقل: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذباً، لنعذبن أجمعون! فقال ابن عباس رضي الله عنهما: وما لكم ولهذه، إنما دعا النبي صلى الله عليه وسلم يهود فسألهم عن شيء، فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم .
هذا الخبر الثابت يدلنا على أهمية معرفة منهج السياق لفهم نصوص القرآن الكريم، فما هو هذا المنهج، وما أنواعه، وما موقف المفسرين منه، ثم ما الثمرة المرجوة منه ؟
و(السياق) من حيث المدلولُ العام، يُقصد به: الإطار العام الذي تنتظم فيه عناصر النص، ووحدته اللغوية، ومقياس تتصل بوساطته الجُمل فيما بينها وتترابط، بحيث يؤدي مجموع ذلك إلى إيصال معنى معيَّن، أو فكرة محددة لقارئ النص .
وإن شئت قل: (السياق) هو الصورة الكلية التي تنتظم الصور الجزئية، ولا يفهم كل جزء إلا بحسب موقعه من الكل؛ وقد أثبت العلم أن الصورة الكلية تتكون من مجموعة كبيرة من الجزئيات المتشابهة أو المتباينة، تدخل كلها في تركيب الصورة .
ونوضح ذلك بمثال محسوس، فنقول: إن الإنسان إذا دخل مدينة ما لأول مرة لا يمكنه أن يشكل تصوراً كلياً عن تلك المدينة إلا بعد أن يكون قد تعرف على أجزاء غير قليلة منها، ووقف على أهم معالمها، وأن يكون كذلك قد خبر عادات أهلها، فعندئذ يستطيع أن يطلق حكماً أو تصوراً عن تلك المدينة، أما قبل ذلك فإنه لو فعل لكان ناطقاً بما لا يعلم .
ثم إن اعتبار (السياق) منهج عام، اعتمد عليه المفسرون في تفسيرهم لكتاب الله العزيز، ووظفوه في فهم دلالات ألفاظ القرآن الكريم، وإن لم يلتزموه دائماً. وقد تجلى اعتماد المنهج السياقي أكثر ما تجلى في تفسير القرآن بالقرآن .
ولما كانت دلالة السياق من أهم القرائن التي تدل على مراد المتكلم، وإثبات المعنى المراد دون غيره، فإن المفسرين اهتموا بمنهج السياق، واعتبروا كل قول لا يؤيده السياق لا عبرة به، ولا يعول عليه .
فأنت إذا رجعت إلى كتب التفسير، وجدت المفسرين يقولون: " وهذا أحسن وأقوى؛ لأن السياق..."، ويقولون: " ولكن السياق أدلُّ على المعنى "، ويقولون: " وتركيب السياق يأبى ذلك "، ويقولون: " فإن السياق يقتضي.."، ويقولون: " لا نأباه إذا صلح له السياق "، ويقولون: " وهو الذي يؤذن به السياق "، وأخيراً لا آخراً يقولون: " وهو بعيد عن السياق "، إلى آخر عباراتهم .        
ولا بأس في هذا المقام أن نسوق كلاماً للشاطبي يبين أهمية معرفة السياق، واعتماد منهج السياق لفهم مقصود الكلام عموماً، ومقصود القرآن خصوصاً، يقول الشاطبي: " المساقات تختلف باختلاف الأحوال والأوقات والنوازل ... فالذي يكون على بال من المستمع والمتفهم والالتفات إلى أول الكلام وآخره، بحسب القضية وما اقتضاه الحال فيها، لا يُنظر في أولها دون آخرها، ولا في آخرها دون أولها، فإن القضية وإن اشتملت على جُمل، فبعضها متعلق بالبعض؛ لأنها قضية واحدة نازلة في شيء واحد، فلا محيص للمتفهم عن رد آخر الكلام على أوله، وأوله على آخره، وإذ ذاك يحصل مقصود الشارع في فهم المكلف، فإن فرَّق النظر في أجزائه، فلا يتوصل به إلى مراده، فلا يصح الاقتصار في النظر على بعض أجزاء الكلام دون بعض " .
فإذا تبين معنى ( السياق ) وأهميته لفهم الكلام، وموقف العلماء منه، كان لا بد من الانتباه إلى أن السياقات على أنواع عديدة، ونحن نقصر الحديث على تلك الأنواع التي تتعلق بالسياق القرآني، الذي هو مجال حديثنا، فنقول:
إن السياقات القرآنية؛ إما أن تكون سياقات مكانية، أو سياقات زمانية، أو سياقات تاريخية، أو سياقات موضوعية، أو سياقات مقاصدية، أو سياقات لغوية، وإليك التفصيل مع التمثيل:
السياق المكاني: يقصد بالسياق المكاني في القرآن: إما علاقة السورة القرآنية بما قبلها من السور وبما بعدها، أو علاقة الآية الواحدة ضمن السورة بما قبلها وبما بعدها من الآيات، والعلماء يطلقون على هذا النوع من السياق اسم ( المناسبات) ولهم فيه بعض المؤلفات، وقد يتعرض إليه المفسرون في أثناء تفسيرهم للقرآن الكريم؛ فتجدهم يقولون: " مناسبة الآيات لما قبلها.."، ويقولون: " ووجه مناسبتها للسورة التي قبلها.."، ويقولون: " فإن مناسبتها لما معها من الآيات.."، ونحو هذا غير قليل .

5 - يوليو - 2009
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
منهج (2)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

السياق الزماني: يُقصد بالسياق الزماني معرفة ما نزل من القرآن أولاً، وما نزل آخراً، وتفيد معرفة ذلك عند التعارض بين بعض الآيات، فيحكم ما نزل آخرًا على ما نزل أولاً؛ فمثلاً قوله تعالى: { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم } (البقرة:240)، فلا يمكن معرفة المقصود من هذه الآية إلا بعد معرفة وقت نزولها، وأنها سابقة في النزول لقوله تعالى: { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير } (البقرة:234)؛ قال ابن العربي: " المتوفى عنها زوجها كانت بالخيار بين أن تخرج من بيتها وبين أن تبقى بآية الإخراج، ثم نسخها الله تعالى بالآية التي فيها التربص، ثم أكد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
وكذلك قوله تعالى: { واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا } (النساء:15)، فهذه الآية لا يمكن بيان المقصود منها إلا إذا عرفنا ما نزل بعدها من آيات، كقوله تعالى:  { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة } (النور:2)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: أنزل الله سبحانه بعد ذلك { الزانية والزاني }، فمن كان محصناً رُجم، ومن كان بكراً جُلد. قال ابن كثير بعد أن ساق قول ابن عباس: " وكذا روي عن عكرمة، وسعيد بن جبير، والحسن، وعطاء...أنها منسوخة، وهو أمر متفق عليه ". وقل مثل ذلك في غير ذلك من الآيات المتقدمة والمتأخرة في النـزول .
السياق التاريخي: وهذا ما يُعرف عند علماء التفسير بأسباب النـزول، ومعرفته أمر مهم للمفسر، وتتوقف على معرفته فهم الآيات، وما ينبني عليها من أحكام؛ فمثلاً قوله تعالى: { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } (البقرة:195)، لا يمكن أن نفهم منه التقاعد والتقاعس عن واجب الجهاد، وعدم اقتحام ميادين القتال، فهذا فهم غير مراد من الآية، بل ينبغي أن نفهم هذا الخطاب القرآني على ضوء سبب النزول الذي نزلت الآية بسببه؛ وإنما المعنى كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس التهلكة أن يقتل الرجل في سبيل الله، ولكن الإمساك عن النفقة في سبيل الله .
يوضح هذا المعنى، ما رواه الطبري عن المغيرة رضي الله عنه، قال: بعث عمر رضي الله عنه جيشاً، فحاصروا أهل حصن، وتقدم رجل فقاتل فقُتل، فأكثر الناس الكلام فيه، يقولون: ألقى بيده إلى التهلكة! قال: فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه، فقال: كذبوا! أليس الله عز وجل يقول: { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله } (البقرة:207) .
وأيضاً قوله تعالى: { إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم } (التغابن:14)، لا ينبغي أن يفهم من هذه الآية كراهة الأزواج الأولاد والبعد عنهم، وإنما ينبغي أن تفهم على ضوء سبب النـزول الذي وردت فيه؛ وهو أن أناساً من قبائل العرب كان يسلم الرجل أو النفر من الحي، فيخرجون من عشائرهم، ويدعون أزواجهم وأولادهم وآباءهم عامدين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فتقوم عشائرهم وأزواجهم وأولادهم وآباؤهم، فيناشدونهم الله أن لا يفارقوهم، ولا يؤثروا عليهم غيرهم، فمنهم من يرق ويرجع إليهم، ومنهم من يمضي حتى يلحق بنبي الله صلى الله عليه وسلم. فنـزلت الآية لتخبر أن الأزواج والأولاد بقدر ما هم نعمة من الله يمنُّ بها على الإنسان، فهم في الوقت نفسه امتحان واختبار له؛ ليُعلم أيضحي بدينه لأجلهم، أم يضحي بهم لأجل دينهم في حال استدعى الأمر منه التضحية .   
السياق الموضوعي: يُقصد به دراسة الآية أو الآيات بحسب الموضوع الذي تندرج تحته، كآيات الجهاد مثلاً، وآيات النفاق، وآيات الدعوة، وآيات الموالاة، ونحو ذلك من الآيات التي ينظمها موضوع واحد؛ فمثلاً حكم شرب الخمر لا يمكن أن نأخذه من قوله تعالى: { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } (البقرة:219)، ولا من قوله سبحانه: { لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } (النساء:43)، وإنما لا بد أن نضع هاتين الآيتين إلى جانب قوله تعالى: { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه } (المائدة:90)، ليتبين لنا حكم شرب الخمر، وانه حرام يجب اجتنابه، وعدم قربانه .
واعتباراً لهذا النوع من السياقات، ظهر ما يسمى بالتفسير الموضوعي للقرآن، فقد أُلفت بعض التفاسير المعاصرة التي تنطلق في تفسيرها للقرآن الكريم، من خلال تفسير كل موضوع على حده، فيتم تجميع الآيات ذات الموضوع الواحد تحت وحدة موضوعية واحدة، ويُربط أجزاؤها بعضها ببعض، ليستخرج منها المفسر فهماً عاماً لمجموعها .
السياق المقصدي: يُقصد بالسياق المقصدي النظر إلى الآية القرآنية من خلال مقاصد القرآن الكلية، وعلى ضوء الرؤية القرآنية للموضوع المعالَج. فمثلاً قوله تعالى: { لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة } (آل عمران:130)، لا يمكن أن نفهم هذا النص فهماً صحيحاً إلا إذا نظرنا إليه على ضوء موقف القرآن عموماً من الربا، وإلا لأدى بنا الأمر إلى القول بجواز أكل الربا القليل، كما ذهب إلى القول بذلك بعض المعاصرين. وأيضاً فإن الآيات الدالة على قتال المشركين لدخولهم في الإسلام، لا يمكن أن تفهم إلا على ضوء النصوص الأخرى الداعية إلى الدعوة بالحسنى والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن .   
السياق اللغوي: ويقصد به قراءة النص وفهمه على ضوء علاقات ألفاظه بعضها ببعض، وخير مثال هنا لبيان المقصود من السياق اللغوي الألفاظ المشتركة الدلالة، فإن تلك الألفاظ لا يمكن تحديد معناها المقصود إلا من خلال السياق الذي وردت فيه؛ فمثلاً لفظ ( الأمة ) في قوله تعالى: { وإذ قالت أمة } (الأعراف)، معناه غير ما هو في قوله تعالى: { ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة } (هود:8)، وكلاهما معناهما غير ما هو في قوله تعالى: { إنا وجدنا آباءنا على أمة } (الزخرف:22)، والشيء نفسه يقال في كثير من الألفاظ المشتركة الواردة في القرآن الكريم، فإن تحديد المقصود منها تماماً لا يحكمه إلا السياق اللغوي الذي وردت فيه .
فإذا تبيَّنت أنواع السياقات القرآنية، وعرفت أهميتها في بيان فهم نصوص القرآن الكريم، نزيدك مثالاً يبين أن الجهل بسياق النص قد يدفع إلى فهمه فهماً غير مستقيم، والمثال المختار قوله تعالى: { وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء } (يوسف:53)، فقد شرَّق المفسرون وغربوا في المقصود بهذه الآية، فذهب بعضهم أن هذا من كلام يوسف عليه السلام، والصواب أن هذا من قول امرأة العزيز، وليس من قول يوسف عليه السلام؛ لأن السياق يفيد أن كلام يوسف عليه السلام قد انقطع، وبدأ كلام امرأة العزيز أمام الملك، ولم يكن يوسف حاضراً وقتئذ، ولكنه استدعي فيما بعد .
يقول ابن كثير في بيان هذا الوجه: " تقول المرأة: ولست أبرئ نفسي، فإن النفس تتحدث وتتمنى؛ ولهذا راودته؛ لأن { النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي }، أي: إلا من عصمه الله تعالى " ثم قال: " وهذا القول هو الأشهر والأليق والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام. وقد حكاه الماوردي في تفسيره، وانتدب لنصره ابن تيمية رحمه الله، فأفرده بتصنيف على حدة " .
فأنت ترى أن توجيه الآية وفق سياقها العام حَمَلَ على تفسيرها محملاً يليق بعصمة الأنبياء، فكان الالتفات إلى السياق مهماً في توجيه الآية وتفسيرها بما هو أوفق وأولى .   
ثم ها هنا أمر لا بأس أن يشار إليه، وهو أن بعض المفسرين يعبر عن لفظ السياق بالقول: " وهو الذي يقتضيه السياق والسباق "، وهم يقصدون بـ ( السباق ) ما يأتي قبل الكلام، ويقصدون بـ ( السياق ) ما يأتي بعده، وأكثر من يستعمل هذا التعبير الآلوسي في تفسيره، لكن أغلب المفسرين يكتفون بالتعبير بلفظ ( السياق )، وهم يقصدون بالطبع ما قبل الكلام وما بعده، ولا مشاحة في الاصطلاح .
أخيراً نقول: إن الالتفات إلى السياق ليس مهماً في معرفة المقصود من النص القرآني فحسب، وإنما أيضاً معرفة السياق مهمة لفهم نصوص السنة الشريفة، ولفهم كل كلام مقروء أو مسموع ".

5 - يوليو - 2009
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
روائع    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

روائع القصص من القُرآن الكريم


إن الله ربى وربكم وأنا على ذلك من الشاهدين والصلاة والسلام على المبعوث هدىً ورحمةً للعالمين وأنا من المصدقين ، اللهم اغفر للسابقين واللاحقين من المؤمنين . ما أجمل كلام الله رب العالمين وما أعظم دروسه !! القُرآن العظيم يخبرنا بكثير من القصص لنستقى العِبر . أرجو منكم أن تتاملوها فهى مليئة بالبلاغة ودقة التصوير وكيف لا تكون كذلك وهى من كلام الذى علّم بالقلم . وهذه إحدى الدروس .
قابيل وهابيل
لننظر إلى أول جريمة قتل حدثت فى الأرض . ولنتمعن فى أسبابها لكى نتجنبها ونسد على إبليس اللعين باب من أبواب الإغواء ولنمنع أنفسنا من السير فى دروب جهنم . كان قابيل أكبرهما .
قابيل وهابيل في الإسلام :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تبارك وتعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ َ* لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ* فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتي أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } (سورة المائدة آية 27 - 31).
تتلخص قصة هابيل وقابيل أن حواء عليها السلام ولدت أربعين بطناً وكانت تلد في كل بطن ذكراً وأنثى، وكان سيدنا آدم عليه السلام يُزوج ذكر كل بطن بأنثى من بطن آخر ، وكانت أخت هابيل دميمة وأخت قابيل وضيئة .يقال إن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل لكن قابيل أراد أن يستأثر بها ، فأبى آدم عليه السلام ذلك إلا أن يقربا قرباناً وهو ما يتقرب به إلى الله تعالى فمن تقبل منه فهي له .وذهب آدم إلى مكة ينظر إليها قال الله عز وجل :هل تعلم أن لي بيتاً في الأرض. قال :اللهم لا .قال: إن لي بيتاً في مكة فآته فقال آدم للسماء احفظي ولدي بالأمانة فأبت وقال للأرض فأبت وقال للجبال فأبت فقال لقابيل فقال نعم تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسركّ ، وقرّب كل واحد منهما قربانه بعد ذهاب أبيهم عليه السلام ، وكان قابيل يفخر عليه فقال :أنا أحق بها منك هي أختي وأنا أكبر منك وأنا وصي والدي .فقرَّب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم {كبش أعين أقرن أبيض وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم عليه السلام} ، وأما قابيل فقرب حزمة من زرع رديء وكان صاحب زرع{ أشر حرثه الكودن والزوان غير طيبةبها نفسه } ، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل ، فغضب قابيل غضباً شديداً وقال لأخيه هابيل لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال له : إنما يتقبل الله من المتقين .وذات ليلة أبطأ هابيل في المرعى فبعث سيدنا آدم عليه السلام (وكان قد رجع من الحج) أخاه قابيل لينظر ما أبطأ به، فلما ذهب إذ هو به، فقال له: تقبل منك ولم يتقبل مني، فقال له هابيل:قرّبت أطيب مالي وقرّبت أنت أخبث مالك وإن الله لا يقبل إلا الطيب إنما يتقبل الله من المتقين، فغضب عندئذ قابيل، ثم أتاه وهو نائم فرفع صخرة فشدخ بها رأسه، وقيل خنقه خنقاً شديداً وعضاً كما تقتل السباع . وأما قول هابيل لقابيل: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) فمعناه أريد ترك مقاتلتك وإن كنت أشد منك واقوى ولا أقابلك على صنيعك الفاسد بمثله فأكون أنا وأنت سواء في الخطيئة.ولهذا ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا تواجه المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : ( إنه كان حريصاً على قتل صاحبه).عن سعد بن أبي وقاص قال : فقلت يا رسول الله أرأيت إن دخل بيتي وبسط يده ليقتلني؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كن كابن آدم " وتلا " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ".قال أيوب السختياني : إن أول من أخذ بهذه الآية من هذه الأمة " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين "لعثمان بن عفان رضي الله عنه .
{ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ (29)} فتتحملُ إثم قتلي مع ما لك من الآثام المتقدمة قبل ذلك . وهذا الكلام متضمن موعظة له لو اتعظ وزجر له لو انزجر .وقال ابن عباس : خوفه بالنار فلم ينته ولم ينزجر . لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. وتقبل القربان الذي أخلص فيه لله عز وجل ففاز المقتول بوضع الآثار والدخول إلى الجنة وخاب القاتل ورجع بالصفقة الخاسرة في الدارين.و كان المقتول أشد الرجلين ولكن منعه التحرج أن يبسط يده إلى أخيه .وقال إسماعيل بن رافع المدني القاص بلغني أن ابني آدم لما أمرا بالقربان كان أحدهما صاحب غنم وكان أنتج له حمل في غنمه فأحبه حتى كان يؤثره بالليل وكان يحمله على ظهره من حبه حتى لم يكن له مال أحب إليه منه فلما أمر بالقربان قربه لله عز وجل فقبله الله منه فما زال يرتع في الجنة حتى فُدي به ابن إبراهيم عليه السلام .وقيل : لما قتل قابيل هابيل ندم على ذلك فضمه إليه حتى تغيرت رائحته ، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله ، كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض، ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عُرف بعد.وكره أن يأتي به آدم فيحزنه ، ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر ، فعمد إلى الأرض يحفر له بمنقاره فيها ، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحثي عليه التراب حتى واراه ، فقال عندها قابيل : {يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي} (سورة المائدة/31) ثم أخذ يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه ودفنه تحت التراب. وليعلم أن إبن آدم قابيل الذي قتل أخاه هابيل كان مسلماً مؤمناً ولم يكن كافراً ، وإنما ارتكب معصية كبيرة بقتله أخاه هابيل ظلماً وعدواناً وحسداً لَهُ فِيمَا وَهَبَهُ اللَّه مِنْ النِّعْمَة .اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. نقص أبناء آدم واحداً. وكسب الشيطان واحداً من أبناء آدم. قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وحزن حزناً شديداً على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. والظاهر أن قابيل عوجل بالعقوبة كما ذكره مجاهد وابن جبير أنه علقت ساقه بفخذه يوم القيامة وجعل الله وجهه إلى الشمس حيث دارت عقوبة له وتنكيلا به وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم " وقد اجتمع في فعل قابيل هذا وهذا فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فائدة:
روى الجماعة سوى أبي داود وأحمدُ في مسنده عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على إبن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل ) أي ظلمًا. فعُلم من ذلك ان قابيل ما تاب من قتله لهابيل.
قالوا فى طريقة قتله :
وقال ابن جرير : لما أراد أن يقتله جعل يلوي عنقه فأخذ إبليس دابة ووضع رأسها على حجر ثم أخذ حجرا آخر فضرب به رأسها حتى قتلها وابن آدم ينظر ففعل بأخيه مثل ذلك . رواه ابن أبي حاتم وقال عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال : أخذ برأسه ليقتله فاضطجع له وجعل يغمز رأسه وعظامه ولا يدري كيف يقتله فجاءه إبليس فقال أتريد أن تقتله ؟ قال نعم قال : فخذ هذه الصخرة فاطرحها على رأسه قال فأخذها فألقاها عليه فشدخ رأسه ثم جاء إبليس إلى حواء مسرعا فقال : يا حواء إن قابيل قتل هابيل فقالت له : ويحك وأي شيء يكون القتل قال لا يأكل ولا يشرب ولا يتحرك قالت ذلك الموت قال فهو الموت فجعلت تصيح حتى دخل عليها آدم وهي تصيح فقال : ما لك فلم تكلمه فرجع إليها مرتين فلم تكلمه فقال : عليك الصيحة وعلى بناتك وأنا وبني منها برآء .
وبجبل قاسيون شمالي دمشق مغارة يقال لها مغارة الدم، ذُكر بأنها المكان الذي قتل قابيل أخاه هابيل عندها، والله أعلم بصحة ذلك.
إنما يتقبل الله من المتقين أي ممن اتقى الله في فعله .عن إبن مالك المقري قال : سمعت أبا الدرداء يقول : لأن أستيقن أن الله قد تقبل لي صلاة واحدة أحب إلي من الدنيا وما فيها إن الله يقول ( إنما يتقبل الله من المتقين ).عن معاذ بن جبل قال :يُحبس الناس في بقيع واحد فينادي مناد أين المتقون ؟ فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر قلت من المتقون ؟ قال : قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان وأخلصوا العبادة فيمرون إلى الجنة .عن أبي ذر قال : ركب النبي صلى الله عليه وسلم حمارا وأردفني خلفه وقال : " يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع قال قال : الله ورسوله أعلم قال : " تعفف " قال : " يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد يعني القبر كيف تصنع " قلت : الله ورسوله أعلم قال : " اصبر " قال : " يا أبا ذر أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا يعني حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع " قال : الله ورسوله أعلم قال : " اقعد في بيتك وأغلق عليك بابك " قال : فإن لم أترك قال : " فأت من أنت منهم فكن منهم " قال : فآخذ سلاحي قال :" فإذا تشاركهم فيما هم فيه ولكن إذا خشيت أن يروعك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك كي يبوء بإثمه وإثمك "

تفسير ابن كثير

5 - يوليو - 2009
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
أي مفعول ؟ الاثنان    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

مفعول لأجله أو مفعول مطلق
 
« يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ » 19:2
 حذر الموت : مفعول لأجله ، أو مفعول مطلق.[البحر 1/87 ، العكبري 1/12 ، معاني القرآن وإعرابه للزجاج1/63].
« بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ » 90:2
 بغياً : مفعول لأجله ، أو مصدر.[البحر 1/305 ، العكبري 1/29 ، البيان 1/109 ، معاني الزجاج 1/148].
«  وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ » 95:9
 جزاء : مصدر ، أو مفعول له. [العكبري 2/11 ، حاشية الجَمَل 2/306].
« وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ » 37:10
 تصديقَ : مفعول لأجله ، أو مصدر[العكبري 2/15 ، البحر 5/157].
«  إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ {5} رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ » 44: 5-6
 رحمةً : مصدر ، أو مفعول لأجله.[البحر 8/33 ، البيان 3/357].
 
( من كتابي: الوجيز....).

5 - يوليو - 2009
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
 157  158  159  160  161