البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 1  2  3 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
يحشر المرء مع من أحب.... الله الحق .    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

عندما يعرض الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي اهتماماته أمام مجموعة من المؤيدين فإنه لا يقتصر فقط على كيفية التعبير بوضوح عن هذه الاهتمامات بل تتعداها أيضا إلى ما يمثله بنفسه كشخص يحاول تعزيز قضاياه. إنه يكتب الأفكار لأنها –بعد طول تفكير- هي التي يؤمن بها .. ولأنه أيضا يريد إقناع الآخرين بوجهة النظر هذه .. الدكتور سعيد له تاريخه .. وقِيَمه .. وكتاباته .. ومواقفه .. ووقود من التجارب التي –رغم خصوصيتها- تداخلت في الشأن الثقافي العام وشكلت كيانا معقدا تمازج فيه عالمه الخاص بعالم الجمهور الكبير. ولأنني أفترض في الدكتور سعيد أنه مثقف وُهِبَ مَلَكةً عقلية لتوضيح وجهة نظر وموقف وفلسفة ورسالة فإني أفترض أيضا أن لهذا الدور محاذيره ولا يمكن القيام به من دون شعور المرء بأنه إنسان مهمته أن يطرح علنا للمناقشة أسئلة محرجة و يجابه التصلب التقليدي (بدل أن ينتجه) . إن هذا النقد لا يعني المعارضة فقط .. بقدر ما يهمه طرح أسئلة وإحداث فروق وإعادة التذكير بالمسائل التي يوجد ميل إلى إهمالها وتجاوزها في خضم الاندفاع نحو الأحكام الجماعية.
وربما من الأفضل أن نبدأ بالتساؤل عن الروح المعاركية التي تتسم بها عبارات الدكتور عندما يصف مخالفيه (المحليين) بمجموعة من الألفاظ الحربية .. خصوصا وهو يتمثل وقوفه كوقوف المجاهد يوم الزحف: (أمام محاربين ألداء لعقيدة الإسلام وشرعته وأحكامه وتاريخه وحضارته ، محاربة مباشرة أو من وراء حجب الألفاظ والرموز ، والين مع المحارب من صفات الأحمق أو العاجز ) أو عندما يجيب على سؤال عن العصرانيين فيقول معرضا بهم : (فهل يلوم –لعله يقصد يلام- من يقف ضد قطاع الطرق الفكرية ومروجي المخدرات الثقافية وموزعي الخمور المادية؟) . السؤال الذي أود أن أطرحه هو لماذا يفترض الدكتور أنه بصدد حرب فكرية؟ لماذا يتملكه ذلك الشعور اللاعقلي .. المتنامي تدريجيا .. بأننا "نحن" مهددون من جانبهم "هم" .. والنتيجة تعصب وخوف بدل المعرفة والمشاركة ! عندما يقوم الدكتور باستعمال الضميرين "نحن" و"نا" –مجازيا- في المقالة فإنه يشير إلى نفسه بالطبع .. لكنه يوحي في الوقت ذاته بهوية أممية قومية .. وكما يقول إدوارد سعيد (لكن في سياق آخر) إن تكرار الصيغ الجماعية هو تكاسل شديد ليس إلا ! فالدكتور سعيد يسوق إلينا عبارات متعلقة بـنا "نحن" وبهم "هم" كذريعة لتوضيح الأمور لعامة الناس .. وهذا كله جزء من المحافظة على الهوية الحزبية .. فأن تشعر مثلا أن "العلمانيين" قادمون أو أن "الحداثيين" يخربون لغتنا أو أن "العصرانيين" يتلاعبون بديننا لا يعني فقط بقاء الذعر الاجتماعي مستعرا وإنما يعني أيضا تعزيز هويتنا "نحن" وكأنها محاصرة أو معرضة للخطر .. وبالتالي فإن أي نقد يوجه إلى الثقافة المحلية السائدة يعد انشقاقا عن الطاقم المتحد وهذا ما يخول شيخنا لبس ريشة النعام والتبختر بها بين الصفين. إن الدكتور هو أكثر من يعلم أن الموضوعية لا تنسجم مع صِيَغِهِ الحماسية التي يستخدمها عادة ضد مخالفيه/أعدائه.. ولذا نجده يستعير حيلة غريبة تبرر له التخلي عن شروط الموضوعية في الحوار .. إنه يقيس أسلوبه مع المخالفين بأسلوب القرآن مع الكفار .. وبذلك لا يجد بأسا في استخدام ألفاظ الأنعام والكلاب طالما كانت هذه العبارات تجسد (الأوصاف المطابقة للموصوفين) ! الذي لا يقول شيئا هاما يضطر إلى أن يقول شيئا مثيرا ! هذا بالضبط ما عبرت عنه رؤية الدكتور .. وهنا نقول لفضيلته أنك إذا رغبت في دعم الموضوعية فعليك أن تدعمها للجميع لا أن تدعمها انتقائيا لمن تصنفهم جماعتك أو أخوتك أو أمتك أهلا لها .. وإن من أكثر المناورات الفكرية تخلفا .. التحدث بعجرفة عن انتهاكات الآخرين في مجتمع الغير وتبرير الممارسات ذاتها في مجتمع المرء نفسه . إن لازمة أن يعتقد المرء أنه في صف القرآن وحزب الله يقتضي أن الآخر هو صف قريش و حزب الشيطان ! ومن هنا كانت الإهانة وليست الهداية هي رصيد رسالة الدكتور .. ولهذا السبب كانت رسالته تبرر الشتائم والرغبة في التدمير .. فالذي ينوي أن يهينك لا ينوي أن يكسبك أيضا.. لأنه لا يهمه مصير أعدائه في الجحيم ..بقدر ما يهمه رضى أتباعه في دار الدنيا .. إن الدكتور يعرف طريقه ويعرف أن الشتائم مؤلمة ويحشرها لنا على الورق ويرسلها في البريد ثم يسافر منشرح الصدر للدعوة. هذا كل ما يريده لأنه أيضا كل ما يستطيع أن يفعله طالما أنه يقول : (أرجو أن أكون في ذلك مخلصاً صادقا بعيداً عن هوى النفس والأغراض الشخصية والله وحده الموفق للصواب ).
أما عندما يتحدث الدكتور عن الحداثة وما بعدها فإنه يختصرها بقوله: (الحداثة وما بعد الحداثة ليست سوى طريقة لبث المعتقدات العلمانية وأسلوب لترويج المفاهيم اللائكية) والطريف أن الدكتور لا يشعر بالحرج أن يقول في إجابة على سؤال آخر (مازلت أكرر وأقول بأننا في حاجة شديدة إلى تعلم الطريقة الحقيقية للتفكير الموضوعي بعيداً عن العاطفة المتأججة بلا ضبط ، وعن اتباع الظن ، وبعيداً عن إصدار الأحكام الجزافية بلا برهان ، وبعيداً عن التعميم الظالم ) مفترضا أن قواعده التي يمارس بها الأستذة على المشاركين لا يشترط أن يلتزم بها. الدكتور يختصر الحداثة وما بعد الحداثة في عقيدة علمانية متناسيا في هذا النوع من الاختزال شروط التحليل العلمي وعمق التصور الأكاديمي.. إذ إن العلاقات بالغرب متعددة الوجوه والمستويات .. وكما أن فيها شيئا من السلبية فإنها لاتخلو من رصيدها الإيجابي أيضا.. صحيح أنها تتم في سياق سجالي منذ صدمة الحداثة حتى صدمة العولمة .. ولكن ذلك لا يعني أن نشن الهجوم على الغرب وثقافته وأثرها الفعال في نهضتنا الفكرية وسيرورتنا الحضارية .. ذلك أن العلاقة بين الحضارات إنما هي علاقة تبادل وتفاعل بقدر ماهي علاقة تحد ومواجهة. أظن أن الدكتور يعز عليه أن يعترف بأن أثر الغرب يتعدى التقنيات والوسائل لكي يطال المبادئ والمقاصد.. فالتقنية في حقيقتها تجسيد لرؤية فلسفية جعلت الأفكار والنظريات والمذاهب المنتجة في الغرب تتسلل إلى وعينا وعقولنا وحتى لغتنا .. ويتبدى لنا أن المصطلحات التي ابتكرها العلماء والفلاسفة الغربيون قد اخترقت لغة الدكتور وخطابه كما هو شأن مقولات مثل "الموضوعية" و "التعميم" و"الهوية" و"التراث" التي تستخدم كشعارات للدعوة وهي في نفس الوقت من صناعة الغربيين. إنه من غير المجدي ممارسة نرجسيتنا الثقافية التي تحملنا على التوهم بأننا قادرون على إنقاذ الكون فيما نحن نظهر عجزنا عن معالجة مشاكلنا المزمنة وأزماتنا الخطيرة في غير مجال.. فلا مصداقية للدعوات التي نطلقها إلى أسلمة الحداثة والفنون من أجل خلاص البشر ومداواة النفوس فيما مجتمعاتنا تنخرها العيوب والآفات بدءا من الإخفاق في مشاريع التنمية وانتهاء بالفشل في معالجة قضايا الحريات وحقوق الإنسان.
وحين ننتقل إلى حيث سئل الدكتور عن حزب العدالة والتنمية التركي فإنه لم يستطع إخفاء التململ من نجاح ذلك النموذج الذي لم يعد ينسجم مع منطلقات الدعوة الأم. ولأن الدكتور لا يستطيع –أيضا- أن ينتقد ذلك النموذج –لاعتبارات دبلوماسية- فقد آثر استعمال الرمز في الإشارة إلى أن الحزب هو في حقيقته ضحية لسرقة لكنه انشغل بمسابقة اللص عن استرجاع المسروق. إنه يعيب على حزب العدالة والتنمية تأكيده على تبني خيار الديموقراطية وحقوق الإنسان ويعد ذلك انشغالا بالسباق مع السارق عن استرجاع المسروق المتمثل في معارك الحجاب وتطبيق الشريعة! ولعل مما يفسر حالة الضيق عند الدكتور –من هذا الموقف- هو تنكر حزب العدالة للأولويات التي تبناها الرمز التاريخي للحركة التركية أربكان ويعدها كحالة من العقوق خصوصا وأن الدكتور كان عبر الحوار يحاول ترسيخ دور الشيوخ وقدامى المحاربين والصقور في اتخاذ القرارات.
أما حين يسأل الدكتور عن الأشاعرة فإنه يقع في فخ المزايدة على السلفية بتقسيمه للموقف من الأشاعرة إلى طرفين ووسط .. ولأن الدكتور لم يتطوع بإخبارنا عن موقفه الذي يتبناه فإني أفترض أنه (وسطي).. كعادته حين يطلق على نفسه كل الصفات الحلوة ويطلق على خصومه كل الصفات الباقية .. لكن السؤال ماهو هذا الموقف الوسطي ؟ لقد عبر عنه أستاذ العقيدة بقوله : (ويقول هؤلاء بأن الأشاعرة في جملتهم من أهل السنة والجماعة إلا فيما خالفوا فيه كتأويل الصفات وصرفها عن حقائق معانيها التي كان عليها الصحابة والتابعون وأتباعهم) وظاهر هذا الكلام أن الأشاعرة الذين يؤولون الصفات ليسوا من أهل السنة والجماعة.. وهنا أعتقد أن من حقي السؤال .. هل هناك من الأشاعرة من لا يؤول الصفات ويصرف حقيقتها إلى مجاز؟
أقولها –بشيء من الألم- إنني قد تفاجأت بتجلي الفقر المعرفي عند الدكتور عندما جمع بين مراسل صحفي لمجلة المجتمع (نبيل شبيب) وفيلسوف عملاق كطه عبد الرحمن أو في جمعه بين عبدالوهاب المسيري الذي اتخذ الإسلام وسيلة لمركزية الأمانة الإنسانية (والذي عبر مرارا من خلال كتبه بإيمانه بضرورة فصل المؤسسات الدينية عن السياسية) و واعظ كجعفر شيخ إدريس يمثل المدرسة التقليدية للسلفيين.. مما جعلني أعتقد في النهاية أن نرجسية الدكتور الثقافية دفعته عبر الحوار إلى ممارسة الأستذة على السائلين لتذكيرهم بالموضوعية فيما يتعلق بالشأن الدعوي الحركي .. فيما يبدو أنه نسى موضوعيته حين جعل أفكاره تتركز في ردات فعل تمليها العقيدة الأيديلوجية والمواقف النضالية أكثر مما هي تحليل للواقع من أجل الانخراط في صناعة الحاضر والمراهنة على ما يمكن أن يحدث في المستقبل.
د.سالم إبراهيم الطيب سابك –الجبيل
انظر : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5267

19 - يوليو - 2009
أطروحـة كونـية..!
وثيقة نادرة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

رفاعة الطهطاوي
هناك شبه إجماع على أن رفاعة الطهطاوي (رفاعة بدوي بن رافع الطهطاوى) هو رائد النهضة الفكريَّة الحديثة في مصر - والبلدان العربيَّة المجاورة - فقد استطاع هذا الرجل أن يفتح ألف نافذة على العالم الأوروبي ، دون أن يسمح لرياح التغريب أن تقتلعه من جذوره . ولد رفاعة في بلدة (طهطا) بمحافظة سوهاج الواقعة بوسط صعيد مصر ، عام 1216هجري (سنة1801 ميلاديَّة) ودرس علوم الدين في بلدته ، ثم نزل القاهرة ليتابع دراسته في الأزهر الشريف ، وهناك تعرَّف إلى أستاذه حسن العطار الذي رشَّحه ليكون إماماً للبعثة التي أرسلها (محمد علي) إلى باريس ، وهناك قضى الطهطاوي خمس سنوات تعلَّم خلالها الفرنسيَّة وكتب بعدها كتابه الشهير الذي قدَّم فيه قراءته الخاصَّة لواقع الحياة الأوروبيَّة من خلال مشاهدته لمدينة باريس ، وجعل الطهطاوي كتابه بعنوان: تخليص الإبريز في تلخيص باريز . 
وبعد عودته إلى مصر ، حمل الطهطاوي لواء التعريف بالحضارة الأوروبية من خلال ترجمة أمّات الفكر الأوروبي ، كما حمل لواء التحديث من خلال مؤلفاته الإصلاحيَّة ، وقد ترك لنا عند وفاته عام 1290 هجري (=1873ميلاديَّة)
حصيلةً فكريَّة غنيَّة من المؤلفات والترجمات ، من أهمها : المرشد الأمين في تعليم البنات والبنين ، نهاية الإيجاز ، أنوار توفيق الجليل ، تعريب القانون المدني الفرنساوي ، جغرافية بلاد الشام ، قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل (مترجم) . 
وكانت لنا فرصة نادرة للتعرّف إلى الخلفيَّة الثقافية لرفاعة الطهطاوي ، يوم عكفت على فهرسة مجموعة مخطوطاته المحفوظة حالياً بسوهاج وصدرت أوائل التسعينيات عن معهد المخطوطات العربية في ثلاثة مجلدات تضم مايقرب من تسع مئة وألف مخطوطة، وهي متاحة اليوم على الفهرس الإلكتروني للمخطوطات بهذا الموقع . 
والآن يمكننا أن نرى جانباً آخرَ من شخصيَّة رفاعة الطهطاوي من خلال هذه الوثيقة النادرة التي
كتبها لزوجه يوم طلب يدها للزواج . كتب الطهطاوي بخط يده ، متعهِّداً ، ما نصُّه 
التزم كاتب الأحرف رفاعة بدوي رافع لابنة خاله المصونة الحاجة كريمة بنت العلاَّمة الشيخ محمد الفرغلي الأنصاري أن يبقى معها وحدَها على الزوجيَّة دون غيرها من زوجة أخرى أو جارية أياَّ ما كانت وعلَّق عصمتَها على أخذ غيرها من نساء أو تمتع بجارية أخرى .. فاذا تزوَّج بزوجة أياَّ ما كانت بنت خاله بمجرد العقد خالصة بالثلاثة وكذلك إذا تمتع بجارية ملك يمين ولكن وعدها وعداً صحيحاً لا يُنقض ولايخل أنها ما دامت معه على المحبَّة المعهودة مقيمةً على الأمانة والحفظ لبيتها ولأولادها ولخدمها ولجواريها ساكنةً معه في محل سكناه لن يتزوج بغيرها أصلاً ولا يتمتَّعَ بجوارٍ أصلاً ولا يُخرجها من عصمته حتى يقضيَ الله لأحدهما بقضاء . 
هذا ما انخطت عليه العهود وشهد الله سبحانه وتعالى بذلك وملائكتُه ورسلُه وإنْ فعَل المذكورُ خلافَه كان الله تعالى هو الوكيل العادل للزوجة المذكورة يقتصُّ لها منه في الدنيا والأخرة . هذا ما انخط عليه الاتفاق وكذلك إن أتعبته فهي الجانيةُ على نفسها. (رفاعة بدوي رافع ، 14 شوال 1255هـ).
د/ يوسف زيدان.
 

18 - مايو - 2008
المخطوطات
الظلم ظلمات    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

دعي العذل إن العذل للعزم يُثقل***  وكُفّي فإنّ اللومَ أنكى وأقتَلُ
دعيني أناجي الله في بعض ساعةٍ**وأشكو له ضَعفي وما ليس يُحمَلُ
أتذْكُرُ أياماً تولّتْ شجونها ***       تُكبِّرُ إنْ لا قيتَني وتُهلّل
وربِّكَ ما في النفس يبقى تعجُّبٌ ** من الدهر إذْ أيامُهُ تتبدل
فليتك قابلتَ الوفاءَ بمِثله ** وأصفيتَني الوُدَّ الذي كنتَ تبذُلُ
أغَرّكَ صفحي بل وعفوي وأنني** إلى العفو والصفح الجميل لَأمْيَلُ
وما كنتُ أرجو أنْ أضرّكَ ساعةً ** بدعوة مظلوم لها اللهُ يَقبل
وربِّكَ ما ضاقتْ عليَّ مصيبةٌ ** وفي الأرض منأى عن حِماها ومَعزِلُ
فواللهِ ما أقفلتَ باباً وإنما ** فتحتَ ليَ البابَ الذي كنتَ تقفُلُ
وواللهِ ما تقضي بأمرٍ وإنما ** هو اللهُ يقضي ما يشاء ويفعل
تركتُ لكَ الدارَ التي كنتَ هِرَّها** تصفّق في ساحاتها وتُطَبِّلُ
ولستُ أُذِلُّ النفس في نيل حاجتي** وما كنتُ بالمرء الذي يتذلل
وقد علِم الواشُون أني مكرَّمٌ ** وقد علِم الواشُون أني مُبجَّل
صدقتُكَ في قولي وفِعلي، وعادتي** جرى صِدقُها فيما أقول وأفعل
ولو كنتُ أبغي غيرَ ذاك لَخانني** لِساني وأخرجتُ التي هي أمثل
فواللهِ ما جددتَ عقدي لِعِلَّةٍ ** ولكنه الظلمُ الذي ليس يُحمَلُ
وعاديتَني مِن بعدِ أن كنتَ صاحباً** تُدافع عن عِرضي وتَقضي وتَفعلُ
فلا تحسبنّ الله يَغفُل ساعةً ** ولا تحسبنّ الله – يا شيخُ- يُهمِلُ
ولكنّ يوماً عند ربي مقَدَّرٌ ** بخمسين ألفاً حيث يقضي ويعدِلُ
فأين تُولِّي واليتامى عيونُهم**شواخصُ والميزان يعلو ويَنزِلُ ؟
وكيف تُلاقي اللهَ مِن بعدِ هذه ** وفي الصدر فِقهٌ والكتابُ المنَزَّلُ
شعر الأستاذ الشاعر الكبير صديقنا المكرَّم أبي عبد الرحمن محمد الجهني (رئيس قسم الهندسة النووية بجامعة الملك عبد العزيز في جُدّة)
 

12 - نوفمبر - 2008
استراحات
إلى العزيز ( آريان) : سبحان من وهبك حِسّ الاستماع إلى كلام الله ...    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

أختي العزيزة الست ضياء خانم : لا تنسَي ( السُّمّاق) ؛ لكي تضعيه على ( الفتّوش) . وأما ( الزيت) الكردي في مِنطقة ( عِفرين ) الكردية ، فإنه يتحدى زيت العالم .... وكأني أنظر الآن إلى أستاذي الأصيل : زهير ظاظا وهو يغرف الزيت من ( الحاكورة ) ،ويملأ له ولنا مؤونتنا ، و( ياسين ) يحلف برأس ( فلسطين) :إنه الذي سيدفع. هذا أولاً ، وثانيا ً: كأني بك يا أخي أمير الشطرنج الأستاذ محمدهشام من ( فسط ) حلب ، وأنت تستمتع بذكر الأكلات ومحالّها الأصلية ، ولا يخفى عليك أسماؤها. أقترحُ عليك أن تشتريَ بيتاً في حارة شعبية ، حيث منازلُ الأصلاء، وإلا سأحلف ( بالطلاق ) و( العتاق)- كما أهل حلب ينفعلون؛ حُبّاً - أن تنزلَ في بيتي كلما تاقت إلى حلب الشهباء نفسُك......سيدتي ضياء ، سيدي محمد هشام، سيدي ياسين : لقد أدخلتم السرور إلى قلبي.....تحياتي وسلام زوجتي أم بشار وأكبادي: غادة ، ونجوى ، وبشار ، وأحمد ، ومحمد زاهر ، ودعاء أمي أم أحمد لكم يا سراة الوراق....
والآن / لك يا سيد ( آريان) لك مني : محبتي، وتقديري، واحترامي لذوقك وحِسكَ المُرهَف وأنت تتلذذ بسَماعك كلامَ الله ربّ العالمين . أسأله  بأسمائه الحُسْنى وصفاته العُلا أن يبارك فيك وفي أهلك ، وكن يا ابن أختي على صِلةٍ به ، فالصلاة راحة وسعادة وأمن وطمأنينة  ورزق ، ورِضا الرحمن : بارك الله فيك وفي مَن تُحب...
هاهي ذي هديتي إليك:
 
 
                                                                  الربط بين الآية والمَقام
 
قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ليس منا من لم يتغنٌ بالقرآن، وما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الترنم بالقرآن".

يقول الكاتب حسن شكري " إن صوت المقريء قادر بطبقاته المتعددة على عكس الحالة التي يريد القرآن ان يوصلها إلى قرائه أو مستمعيه.. ولهذا يشعر الجالسون في السرادق أو المسجد يستمعون إلى القرآن الكريم و القاريء يعيد رسم الحياة من حولهم.. حيث تختفي الماديات ويشعر هؤلاء أنهم يسافرون في رحلة حقيقية إلى العالم الآخَر..وهي الرحلة التي يمكن تلخيصها في أنها :رحلة النعيم والجحيم'."

ويقول الشيخ علي السويسي : " القراءة (بالنغم) أشبه بتقديم تفسير، وإن الذي يقرأ بنغم سليم وعنده فكرة أساسية عن الفن.. يجعل المستمع أقربَ إلى القرآن. "

وذهب الشيخ محمد الطبلاوي إلى أن " أساس استخدام القارئ للنغم هو المعني، وليس العرف أو الذوق. إنه يستخرج المعنى للناس حسب فهمه " .
أما الشيخ الحصري فقد أكد على أن: " القارئ يحتاج إلى موهبة وصوت، ليأتيَ بألوانٍ متنوعة للمعاني المختلفة. وليس بوُسع كل إنسان أن يفعل هذا".

ووصف الشيخ إبراهيم الشعشاعي قراءة والده بقوله:" الآية التي لها معنى الترهيب تأخذ نغمة خاصة، والآية التي تبشّر بالخير تكون لها نغمةٌ أخرى.
 ووصف الشيخ رشاد كيف تأخذ الإشارة إلى جهنم صوتاً غليظاً ضخماً، ويكون الصوت عند الإشارة إلى الجنة أكثرحدة، ....

وقد اتفق القراء عامةً في تحديد حالة نفسية معينة لمقام معين. وهكذا، فإن مقام (السيكا) يستحضر (الفرح)، ومقام 'الجهاركاه' (الرهبة)، ومقام 'الصبا اليتيم' (السمو)، ومقام 'الصبا' (الشجىً المشوب بالعاطفة) .
وبين الشيخ أحمد الرزيقي دور القارئ في إبراز الحالة النفسية مع آية معينة، حين قرأ الآيتين الكريمتين 23 و24 من سورة الفجر: " وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان
 وأنى له الذكرى" (23) " يقول ياليتني قدمت لحياتي"(24).' بمقامين مختلفين: بمقام 'النهاوند' (الذي يبرز الألم والحزن)، وبمقام 'الصبا' الذي يعكس اللوم الذاتي والندم.

 
ويصف كاتبٌ آخَرُ قراءةَ الشيخ رفعت:
'
سمعتُه ذاتَ يوم يستحضر الحزن والرهبة في قراءته، وسمعت نغمة (صبا) المعروفة بين الأساليب العربية بالحزن) آتية من حَنجرته كما لو كانت غارقة في دموعه.
 
قال عبد الله بن مسعود : " لا يزال الناس بخير ما أتاهم العِلمُ من قِبَل كُبرائِهم ، فإذا أتاهم العلمُ من قِبَل أصاغرهم هَلكوا " .

وقال ابن المبارك : " الأصاغر هم أهل البِدع ".
م
 

13 - ديسمبر - 2008
الثقافة .
عش رجباً تر عجباً.....    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

                       تحشيشة
" قال الرئيس الليبي معمر القذافي إنه ليس من حق العرب احتكار الكعبة كبيت من بيوت الله وإنه يجوز لغير المسلمين الطواف حول الكعبة مشيراً إلىأن الرئيس الأميركي يستطيع أن يطوف  بالكعبة، ولكن الوضع القائم حاليا إشكالية لأنه مخالف للقرآن'.
وجاء في تقرير مطول لصحيفة 'الكفاح العربي' التي نشرت تلخيصاً لخطبة الرئيس القذافي التي وجدت تعتيماً في أجهزة الإعلام العربي أنه تحدث عن معنى الحج وقال إن الحج موجود قبل محمد، من عهد إبراهيم وإسماعيل، والحج مفروض على كل الناس، والله يقول في القرآن " ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا"على الناس وليس على العرب فقط او المسلمين.
واستطرد الزعيم الليبي يقول: كل الناس مطلوب منهم أن يحجوا، من أميركا، من أوربة، من استراليا، من آسيا، من افريقيا، لأن الكعبة اول بيت خلفه الله لعبادته فوق الارض. «ان اول بيت وضع للناس»، الله يقول «وضع للناس» ولم يقل وضع للعرب أو وضع للمسلمين. هذا بيت الله فوق الأرض لكل الناس، ومن واجب كل الناس أن تطوف حول الكعبة وبين الصفا والمروة، وأن تقف على جبل عرفات. ومن يمنع الناس من أن يطوفوا حول البيت، يقول فيه الله «إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء». الله يقول هنا بآيات بينات ان هذه الكعبة وضعتها لكل الناس، كل الناس سواسية في الحج للكعبة. والله يقول ان من يمنع الناس من الحج للكعبة، هم الكفار فقط. إنّ الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي وضعناه للناس سواء. من أينللعرب ان يحتكروا الكعبة بيت الله؟
و قال العقيد القذافي في خطابه يوم افتتاح مسجده باوغندا ' مؤخراً إن المشرك النجس هو فقط محرّم عليه ان يقترب من المسجد الحرام. لكن اذا جاء بابا الفاتيكان وقال أريد أن أطوف حول الكعبة، ماذا يحصل؟ حسب ما هو سائد الآن يقولون لا ممنوع، يقول لنا «لماذا؟ أقنعوني». كيف نرد عليه؟ سوف نبحث في القرآن كله، وسوف لن نجد إلا هذه الآية التي تقول «انما المشركون نجس». يرد عليك البابا ويقول لك «أنا لست مشركا ولست نجسا، إذَن من حقي ان اطوف على الكعبة»، ويقول «هذا بيت الله وضع لكل الناس وليس للعرب فقط، يقول لك «انا لست مشركا. انا مؤمن بالله، ولست نجسا». هل تقدرون انتم ان تقولوا له «انت يا بابا... انت نجس»؟
واذا جاء الرئيس الاميركي وأراد ان يطوف على الكعبة، ماذا تقولون له؟ ورد بقوله: إن الرئيس الأميركي يستطيع أن يطوف  بالكعبة، وما هو قائم حالياً إشكالية ؛ لأنه مخالف للقرآن.
وقال القذافي 'إن الشيعة مضطهدون، والأشراف مضطهدون، والشيعي مواطن من الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد العربية، لكونه شيعياً، وقد فقد حقه في أن يكون مواطناً عادياً من الدرجة الأولى. وقال: ما نتكلم عنه هنا ليس وضعاً دينياً، بل وضع سياسي، لأنه اضطهاد يتعلق بحقوق الإنسان. نحن بشر قبل أن يكون عندنا أديان، نحن مواطنون في بلدنا قبل أن يكون عندنا ملل أومحن. إذن ،نحن يجب أن نكون متساوين سياسياً. من الذي عنده الحق أن يبعد هذا أو يبعد هذا ويحكم على هذا وعلى هذا؟إن الوطن للجميع...".
 
* ناقل الكفر ليس بكافر. حسبنا الله ونعم الوكيل.

23 - يناير - 2009
الثقافة .
قفشة    ( من قبل 14 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

" في مقدمة ديوانه الجديد تحدث الشاعر ياسر قطامش عن الفكاهة وانواعها من نكات وقفشات ونوادر وتقليد هزلي وتلاعب بالالفاظ، والسخرية القائمة علي المزاح والدعابة بغرض الاضحاك واعتبرها أرقي أنواع الفكاهة، ويأتي الشعرالساخر علي قمتها، وقارن بين موقع الشعر من اهتمامات المجتمع قديما وحديثا وخلص الي انه في موقف لا يحسد عليه، فبعد أن كان محل حفاوة واهتمام في العصور القديمة تقام له المنتديات والاسواق مثل سوق عكاظ، ويكرم الشعراء المبدعون من الملوك والحكام، وفي العصر الحديث قبل ظهور الراديو والتليفزيون كانت تعقد له الندوات في القصور، وقدم حصرا لمقاهي القاهرة التي اشتهرت بندوات الشعر والفكر والأدب مثل مقهي 'المضحكخانة الكبري' بحي الخليفة أو مقهي 'متاتيا' بالعتبة الخضراء، و'بار اللواء' بباب اللوق، ومقهي 'الفيشاوي'. وكان كل مقهي مرتبطا باسماء رواده من الشعراء والادباء مثل مقهي 'الكتبخانة' بباب الخلق الذي ارتبط باسم حافظ ابراهيم شاعرالنيل، وشعراء 'دار الكتب' وعدَّ منهم احمد نسيم واحمد رامي واحمد محفوظ، و'مقهي الفن' بشارع عماد الدين، الذي ارتبط باسم رواده محمد تيمور وروزاليوسف وسيد درويش ونجيب الريحاني وزكي طليمات، و'القهوة العالية' بالحلمية الجديدة والتي ارتبطت بالشاعرين محمد الأسمر ومحمد الهراوي. ومؤخرا مقهي 'عبدالله' بالجيزة وكان من رواده زكريا الحجاوي ومحمود السعدني وعبدالحميد يونس وعبدالحميد قطامش. كما ازدهرت في هذه الفترة علي التوازي الصالونات الأدبية والفكرية مثل صالون الأميرة نازلي فاضل. وكان من رواده سعد زغلول والشيخ محمد عبده وقاسم أمين، وصالون مي زيادة وكان من رواده اسماعيل باشا صبري وأمير الشعراء أحمد شوقي ولطفي السيد وعباس العقاد ومصطفي صادق الرافعي.. وآخرها صالون العقاد. كان تأثير هذه الصالونات خصوصا في المقاهي ان ازدهر الشعر وخاصة الفكاهي منه حيث كان الشعراء يرتجلون حوارهم شعرا فكاهيا.
ونظرا لظهور مقاهي الانترنت والدش والعاب الكومبيوتر وانحدار مستوي تعليم اللغة العربية فقد انسحب البساط من تحت اقدام الشعراء بعدما تضاءل الاهتمام بالشعر. ويري الشاعر ياسر قطامش أن العودة الي القصيدة المغناة والاهتمام بتقديم البرامج الادبية والقراءات الشعرية يمثل عاملا هاما في استنهاض الاهتمام بالشعر. وهو يطرح استثمار الشعر الفكاهي بتوظيفه في المسرحيات والافلام والاغاني للحاجة اليه للتغلب علي الملل والهموم والمشكلات الحياتية وتخصيص جوائز لهذا اللون من الشعر الحلمنتيشي.
وفي أحدث دواوينه من الشعر الساخر الذي يحمل عنوان 'مشاغبات شعرية علي الطريقة القطامشية' يقدم لنا الشاعر الذي يحيي ادب المقامات ­يقدم للمرة الأولي­ 14 قصيدة رومانسية ليثبت أن شعراء الحلمنتيشي يمكنهم ايضا ان يصولوا ويجولوا في ميدان الشعر التقليدي. وهو يعتذر للقاريء عنه اذا لم يكن 'من هواة الرومانسية او من محبي النكد والهم فليعتبره 'فوق بيعة' الاشعار الفكاهية بالديوان!.
من مشاغباته 'حكاية المرحوم جنيه' اهداها الي من ذهبوا لتعويم الجنيه فاغرقوه! اجتزئ منها:
لقد غرق الجنيه فادركوه
وهيَّا الآن ياقوم الحقوه
فهب الناس وانتفضوا جميعا
باطواق النجاة لينقذوه
وقالوا: ماالحكاية؟ قلت: هذا
جنيهكم 'المخستك' اسعفوه
مع 'الدولار' و'اليورو' و'ين'
مضي لسباحة 'فاستكر دوه'
اراد سباقهم في البحرعوما
فخاب و'مسخروه' و'شلفتوه'
لقد غطس الجنيه وغاص غوصا
وقالوا: لن يقب فساعدوه
وفي بحر الحياة دعوه يسبح
وان يغرق هناك فعوموه
فكان كطوبة هو ليس يطفو
وهاهم عوموه!! فاغرقوه ".

27 - يونيو - 2009
كسب الإخوان
ضوء الصباح يغني عن المصباح    ( من قبل 27 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

" حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، قال: ثنا مـحمد بن إسحاق، قال: ثنـي مـحمد بن السائب، عن أبـي صالـح بن بـاذام عن أمّ هانىء بنت أبـي طالب، فـي مسرى النبـيّ صلى الله عليه وسلم، أنها كانت تقول: ما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ وهو فـي بـيتـي نائم عندي تلك اللـيـلة، فصلـى العشاء الآخرة، ثم نام ونـمنا، فلـما كان قُبَـيـل الفجر، أهبَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلـما صلـى الصبح وصلـينا معه قال: " يا أُمَّ هانِىءٍ لَقَدْ صَلَّـيْتُ مَعَكُمُ العِشاءَ الآخِرَةِ كمَا رأيْتِ بهَذَا الوَادِي، ثُمَّ جِئْتُ بَـيْتَ الـمَقْدِسِ فَصَلَّـيْتُ فِـيهِ، ثُمَّ صَلَّـيْتُ صَلاةَ الغَدَاةِ مَعَكُمُ الآنَ كمَا تَرَيْنَ "

قال نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم:
" بَـيْنا أنا عِنْدَ البَـيْتِ بـينَ النائمِ والـيَقْظانِ، إذْ سَمِعْتُ قائلاً يَقُولُ، أحَدُ الثلاثَةِ، فأتِـيتُ بطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِـيها مِنْ ماءِ زَمْزَمَ، فَشَرَحَ صَدْرِي إلـى كَذَا وكَذَا قال قتادة: قلت: ما يعني به؟ قال: إلـى أسفل بطنه قال: فـاسْتَـخْرَجَ قَلْبِـي فغُسلَ بِـمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ أُعِيدَ مَكانَهُ، ثُمَّ حُشِيَ إيـمَاناً وَحِكْمَةً، ثُمَّ أتِـيتُ بِدَابَّةٍ أبْـيَض " ، وفـي رواية أخرى: " بِدَابَّة بَـيْضَاءَ يُقالُ لَهُ البُرَاقُ، فَوْقَ الـحِمارِ وَدُونَ البَغْلِ، يَقَعُ خَطْوُهُ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فحُمِلْتُ عَلَـيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقْنا حتـى أتَـيْنا إلـى بَـيْتِ الـمَقْدِسِ فَصَلَّـيْتُ فِـيِه بـالنَّبِـيِّـينَ والـمُرْسَلِـينَ إماما، ثُمَّ عُرِجَ بِـي إلـى السَّماءِ الدُّنْيا " .. فذكر الـحديث
 
" بَـيْنا أنا نائمٌ فـي الـحِجْرِ جاءَنِـي جبْرِيـلُ فَهَمَزَنـي بِرجله، فجَلَسْتُ فَلَـمْ أرَ شَيْئا، فَعُدْتُ لِـمَضْجَعي، فجاءَنِـي الثَّانِـيَةَ فَهَمَزَنِـي بقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ فَلَـمْ أرَ شَيْئاً، فَعُدْتُ لِـمَضْجَعي، فجاءَنـي الثَّالِثَةَ فَهَمَزَنِـي بقَدَمِهِ، فَجَلَسْتُ، فَأخَذَ بعَضُدِي فَقُمْتُ مَعَهُ، فخَرَجَ بِـي إلـى بـابِ الـمَسْجدِ، فإذَا دَابَّةٌ بَـيْضَاءُ بـينَ الـحِمارِ والبَغْلِ، لَهُ فِـي فَخِذَيْهِ جَناحان يَحْفِزُ بِهما رِجْلَـيْهِ، يَضَعُ يَدَهُ فِـي مُنْتَهَى طَرْفهِ، فحَمَلَنـي عَلَـيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مَعي، لا يَفُوتُنـي وَلا أفُوتُهُ " .( الطبري).
 
 
"...والظاهر أن هذا الإسراء كان بشخصه ولذلك كذبت قريش به وشنعت عليه، وحين قص ذلك على أم هانىء قالت: لا تحدث الناس بها فيكذبوك ولو كان مناماً استنكر ذلك وهو قول جمهور أهل العلم، وهو الذي ينبغي أن يعتقد. وحديث الإسراء مروي في المسانيد عن الصحابة في كل أقطار الإسلام، وذكر أنه رواه عشرون من الصحابة. قيل وما روي عن عائشة ومعاوية أنه كان مناماً فلعله لا يصح عنهما، ولو صح لم يكن في ذلك حجة لأنهما لم يشاهدا ذلك لصغر عائشة وكفر معاوية إذ ذاك، ولأنهما لم يسندا ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ولا حدّثا به عنه. وعن الحسن كان في المنام رؤيا رآها وقوله: { بعبده } هو محمد صلى الله عليه وسلم. وقال أبو القاسم سليمان الأنصاري: لما وصل محمد صلى الله عليه وسلم إلى الدرجات العالية والمراتب الرفيعة في المعارج أوحى الله إليه: يا محمد بمَ أشرِّفك؟ قال: يا رب بنسبتي إليك بالعبودية، فأنزل فيه { سبحان الذي أسرى بعبده } الآية انتهى. وعنه قالوا: عبد الله ورسوله، وعنه إنما أنا عبد وهذه إضافة تشريف واختصاص. وقال الشاعر:
لا تدعني إلا بيا عبدها
   
لأنه أشرف أسمائي
وقال العلماء: لو كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم اسم أشرف منه لسماه به في تلك الحالة". ( البحر المحيط).
 
" يمجد تعالى نفسه، ويعظم شأنه؛ لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، فلا إله غيره، ولا رب سواه، { ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ } يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم { لَيْلاً } أي: في جنح الليل { مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } وهو مسجد مكة { إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى } وهو بيت المقدس الذي بإيلياء؛ معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام، ولهذا جمعوا له هناك كلهم، فأمهم في محلتهم ودارهم، فدل على أنه هو الإمام الأعظم، والرئيس المقدم، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين". (ابن كثير).
الآن :
تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ): [ شيعي]
".....ثم ساق الحديث إلى أن قال " فلما انتهيت إلى بيت المقدس إذا ملائكة نزلت من السماء بالبشارة والكرامة من عند رب العزة وصليت في بيت المقدس, وفي بعضها, بشَّر لي إبراهيم في رهط من الأنبياء ثم وصف موسى وعيسى ثم أخذ جبرائيل (ع) بيدي إلى صخرة فأقعدني عليها فإذا معراج إلى السماء لم أر مثلها حسناً وجمالاً فصعدت إلى السماء الدنيا ورأيت عجائبها وملكوتها وملائكتها يسلّمون عليَّ, ثم صعد بي جبرائيل إلى السماء الثانية, فرأيت فيها عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا, ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فرأيت فيها يوسف, ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فرأيت فيها إدريس, ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فرأيت فيها هارون, ثم صعد بي إلى السادسة فإذا فيها خلق كثير يموج بعضهم في بعض وفيها الكروبيون, ثم صعد بي إلى السابعة بأبصرت فيها خلقاً وملائكة ".
وفي حديث أبي هريرة " رأيت في السماء السادسة موسى ورأيت في السماء السابعة إبراهيم (ع) قال ثم جاوزناها متصاعدين إلى أعلى عليين " ووصف ذلك إلى أن قال " ثم كلَّمني ربي وكلمته ورأيت الجنة والنار ورأيت العرش وسدرة المنتهى ثم رجعت إلى مكة فلما أصبحت حدثت به بالناس فكذَّبني أبو جهل والمشركون " وقال مطعم بن عدي: أتزعم أنك سرت مسيرة شهرين في ساعة أشهد أنك كاذب.

قالوا: ثم قالت قريش أخبِرْنا عما رأيت فقال:
" مررت بعير بني فلان وقد أضلوا بعيراً لهم وهم في طلبه وفي رحلهم قعب مملوء من ماء فشربت الماء ثم غطيته كما كان فسألوهم هل وجدوا الماء في القدح قالوا هذه آية واحدة " قال: " مررت بعير بني فلان فنفرت بكرة فلان فانكسرت يدها " فسألوهم عن ذلك فقالوا هذه آية أخرى. قالوا: فأخبرنا عن عيرنا قال: " مررت بها بالتنعيم " وبيَّن لهم إجمالها وهيئاتها وقال: " تقدَّمها جمل أورق عليه قرارتان محيطتان ويطلع عليكم عند طلوع الشمس " قالوا: هذه آية أخرى " ثم خرجوا يشتدون نحو التيه وهم يقولون لقد قضى محمد بيننا وبينه قضاء بَيِّنا وجلسوا ينتظرون متى تطلع الشمس فيكذبوه فقال قائل: والله إن الشمس قد طلعت وقال آخر والله هذه الإِبل قد طلعت يقدمها بعير أورق فبهتوا ولم يؤمنوا.
وفي تفسير العياشي بالإِسناد عن أبي بكر عن أبي عبد الله (ع) قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء الدنيا لى يمر بأحد من الملائكة إلا استبشر قال ثم مرَّ بملك حزين كئيب فلم يستبشر به فقال: " " يا جبرائيل ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا الملك فمن هذا " فقال هذا مالك خازن جهنم وهكذا جعله الله قال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا جبرائيل اسأله أن يرينيها " قال فقال جبرائيل (ع) يا مالك هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شكا إليَّ فقال ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا فأخبرته أن هكذا جعله الله وقد سألني أن أسألك أن تريه جهنم قال فكشف له عن طبق من أطباقها قال فما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً حتى قبض".
 
 
 

22 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
سنة وشيعة وزيدية وإباضية !!!!!    ( من قبل 22 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

* تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ).
 ( زَيْدي).
قال الله سبحانه: { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد } الآية، أسري به بعض الليل من مكة الى الشام مسيرة أربعين ليلة، واختلفوا في المكان الذي به أسري، فقيل: هو المسجد الحرام بعينه وهو الظاهر، وقيل: أسري به من دار أم هاني بنت أبي طالب، والمراد بالمسجد الحرام الحرم لإحاطته بالمسجد وعن ابن عباس: الحرم كله مسجد، وروي أنه أسري به بعد العشاء، وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " أتاني جبريل وأنا بمكة، وقال: قم يا محمد، فقمت معه، وإذا بالبراق فوق الحمار ودون البغل، خده كخد الإنسان، وذنبه كذنب البعير، وعرفه كعرف الفرس، وله جناحان، خطوه منتهى طرفه فقال: اركب، فركبت، ومضيت حتى انتهيت إلى بيت المقدس، وإذا ملائكة نزلت من السماء بالبشارة، وصليت في بيت المقدس، ثم صعد بي إلى السماء فرأيت عجائب، ثم صعد بي جبريل إلى السماء الثانية فرأيت فيها عيسى ابن مريم، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فرأيت فيها يوسف، ثم صعد بي إلى الرابعة، ثم صعد بي إلى السابعة، فنظرت فيها خلقاً وملائكة، ورأيت الجنة والنار وما فيها، ورأيت العرش، ورأيت سدرة المنتهى، ثم رجعت إلى مكة، فلما أصبحت حدثت الناس فكذبني، أبو جهل والمشركون، فقال: فأخبرنا عن عيرنا، فقال: مررت بها في التنعيم يقدمها جمل أورق، وتطلع عليكم عند طلوع الشمس " وروي أنه ارتد جماعة ممن كان قد أسلم وسألوه عن صفة المسجد فوصفه لهم والتبس شيء فيه فرفع له حتى حكاه، وجلسوا ينتظرون مطلع الشمس فيكذبوه، فقال قائل: والله إن الشمس قد طلعت، وقال آخر: والله إن الإِبل قد طلعت يقدمها بعير أورق لونه مثل لون الرمان، وجاءتهم وقت طلوع الشمس فلم يؤمنوا إلا أن قالوا: هذا سحر مبين، واختلفوا هل كان رؤيا أو في اليقظة، وكان ذلك قبل الهجرة بسنة، قالوا: والوجه إنه لم يكن رؤيا إلا أنه أسري به وهو في اليقظة، السري والأسرى: الذهاب في الليل، تعليلاً للوقوف، وقيل: ليلاً دل على وسط الليل ذكره في الغرائب والعجائب أعني وسط الليل،..." .
 * تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ):
( إباضي)
" ذكروا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
" بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلاً يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين. فأُتِيتُ، فَانْطُلِقَ بِي. فأُتِيت بطست من ذهب، فيها من ماء زمزم، فشُرِح صدري إلى مكان كذا وكذا. [قال قتادة: فقلت للذي معي: ما يعني] قال: يعني إلى أسفل بطني. فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم، ثم كنز أو قال حشي إيماناً وحكمة، ثم أعيد مكانه.
ثم أُتيت بدابة أبيض يقال له البراق، فوق الحمار ودون البغل، يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحُملت عليه. ثم انطلقا حتى أتينا السماء الدنيا. فاستفتح جبريل؛فقيل:من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد عليه السلام. قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم. ففتِح لنا، فقالوا: مرحباً به، ولنعم المجيء جاء. قال: فأتيت على آدم، فقلت لجبريل: من هذا؟ قال أبوك آدم. فسلّمت عليه فقال: مرحباً بالابن الصالح والنبيّ الصالح. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية، فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل؛ قيل: ومن معك؟ قال: محمد عليه السلام. قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم. ففتح لنا، وقالوا: مرحباً به، ولنعم المجيء جاء. فأتيت على يحيى وعيسى، فقلت: يا جبريل، من هذان؟ قال: هذان يحيى وعيسى، وأحسب أنه قال: ابنا الخالة. فسلّمت عليهما فقالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة، فكان نحو هذا من كلام جبريل وكلامهم. فأتيت على يوسف، فقلت: يا جبريل: من هذا؟ قال: هذا أخوك يوسف، فسلّمت عليه، فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة. فأتينا على إدريس فقلت: من هذا يا جبريل، فقال: هذا أخوك إدريس، فسلّمت عليه، فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح "
وعندها قال:[قتادة] قال الله:وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِياً }[مريم:57] " فانطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة، فأتينا على هارون، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك هارون. فسلّمت عليه، فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة، فأتيت على موسى فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك موسى، فسلّمت عليه فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. فلما جاوزته بكى؛ فقيل له: وما يبكيك؟ قال: رَبِّ، هذا غلام بعثته بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة فأتينا على إبراهيم، فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم. فسلّمت عليه فقال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح. ثم رفع لنا البيت المعمور بحيال الكعبة فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لا يعودون فيه أخر ما عليهم. ثم رفعت لنا سدرة المنتهى؛ فحدّثَ نبيُّ الله أن ورقها مثل آذان الفِيَلة، وأن نبقها مثل قلال هجر.
وحدّث نبيّ الله أنه رأى أربعة أنهار يخرجن من تحتها: نهران باطنان ونهران ظاهران. فقلت يا جبريل ما هذه الأنهار؟ فقال: أما النهران الباطنان فنهران بالجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات. وأُتِيت بإناءين أحدهما لبن والآخر خمر، فعُرِضا عليّ فأخذت اللبن؛ فقيل لي: أصبت، أصاب الله بك أمتك على الفطرة. وفُرِضَت عليّ خمسون صلاة، أو قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم. فجئت بهن، حتى أتيت على موسى فقال لي: بِم أُمرت؟ فقلت: بخمسين صلاة كل يوم. فقال: إن أمتك لا يطيقون ذلك؛ إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، ارجع إلى ربك وسله التخفيف لأمتك. فما زلت أسأل ربي ويقول لي موسى مثل مقالته هذه حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم. فلما أتيت عليه قال لي: بم أمرت. قال: فقلت بخمس صلوات كل يوم. فقال: إن أمتك لا يطيقون ذلك. إني قد بلوت الناس من قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، راجع ربّك واسأله التخفيف لأمتك. فقلت: لقد راجعت ربي حتى لقد استحييت، ولكني أرضى وأسلِّم. قال: فنوديت، أو نادى منادٍ: إني قد أمضيت فريضتي وخفّفت عن عبادي وجعلت الحسنة بعشر أمثالها
فانتهى هذا الحديث إلى ها هنا.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أُتِي بالبراق ليركبه استصعب، فقال له جبريل: اسكن، فوالذي نفس محمد بيده ما ركبك مخلوق أكرم على الله منه. قال: فارفضّ عرقاً وقرّ.
وذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" مررت ليلة أسري بي على رجال تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون الناس بالخير والبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون " .
" فماذا بعدَ الحقِ إلا الضلالُ" ؟

22 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
فواتح سورة الشمس    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

والنهار إذا جلاها
 بقلم: بسام جرار
جاء في فواتح سورة الشمس:" وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا، وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا...."، وقد استشكل البعض قوله تعالى:"والنهارِ إذا جلاها..."، لأنّ ظاهر الأمر أنّ الشمس هي التي تُجلّي النهار وليس العكس!!
واضح أنّ الضمير يرجع إلى الشمس، إلا أنّ ابن كثير اضطر إلى أن يُرجع الضمير إلى الأرض التي لم تُذكر في النص الكريم؛ يقول ابن كثير:" قلتُ: ولو أنّ هذا القائل تأوّل ذلك بمعنى وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا أي: البسيطة، لكان أولى، ولصح تأويله". ويحق لابن كثير، رحمه الله، أن يستشكل النص الكريم فيجد المخرج في إرجاع الضمير إلى غير مذكور. كيف لا، وظاهر الأمر يؤكد أنّ الشمس هي التي تُجلّي النهار؟.
والذي نراه أنْ لا إشكال، بل إنّ في الآية الكريمة إعجازاً علمياً، وبيان ذلك في الآتي:
يقول الطاهر بن عاشور في التحرير عند تفسيره للآية 25 من سورة البقرة:" والأنهار: جمع نهر بفتح الهاء وسكونها والفتح أفصح. والنهر: الأُخدود الجاري فيه الماء على الأرض، وهو مشتق من مادة نَهَر الدالة على الانشقاق والاتساع..".
 وأغلب ما عليه أهل التفسير أنّ معنى النهر يدور حول السّعة، على اعتبار أنّ النهر أوسع من الجدول. أما معنى الشق، فالذي نراه أنّه ليس من معاني النهر، إلا أن يكون الشق يقصد به إجراء النهر. أما النهر بمعنى السيلان والجريان فيبدو أنّه قد جاء تبَعاً ولم يكن أصلاً لمعنى النهر، وذلك لأنّ النهر يسيل ويجري بقوة وكثافة.
ويقول الألوسي في روح المعاني:" والتركيب للسعة، ولو معنويّة، كنَهَر السائل بناءً على أنه الزجر البليغ...". فالتوسع في الزجر هو نهر.
 ولنا هنا وجهة نظر تختلف، نقول:
جاء في سورة الضحى:" وأما السائل فلا تنهر"، وجاء في الآية 23 من سورة الإسراء:"... فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما..."، فالنهر هنا بمعنى الزجر، ويبدو أنّه هو الأصل في معنى النهر. وإذا كان الزجر هو المعنى الأصلي للنهر فلماذا سمي نهر الماء نهراً؟ نقول: بما أنّ ماء النهر يسير في أخدود ملتوٍ غير مستقيم فالماء يكون في حالة زجر مستمر من قبل جوانب الأخدود الملتوي. أما البحر فالماء فيه يمتد ويتسع ولا يجري جري النهر، ولا يُزجَر – يُنهَر- ماؤه. ولو كان النهر فيه معنى السعة لكان البحر أولى وأحق باسم النّهر. ولعل الماء القادم من المنابع والذي يَنهر الماء الذي أمامه من أسباب الاسم؟
أما النهار، فقد سمي نهاراً لاتساع ضوئه وانتشاره. هذا ما عليه أهل اللغة والتفسير. والذي نراه أنّ هناك احتمالاً أن يكون اسم النهار قد أخذ من النهر الذي هو الزجر. ولإيضاح مقصدنا هنا نقول: عندما يكون الشخص مسترسلاً في كلامه فتزجره فإنّما أنت تمنعه من الاستمرار في كلامه حتى لا ينتهي إلى مقصده. وإذا كان سائراً نحو مقصده فتزجره فإنما تقصد أن تصرفه عن مقصده، ولا تهدف إلى أن يرجع إلى المكان الذي قَدِم منه. فالنهر زجرٌ عن الاستمرار بقصد الردع عن الوصول إلى الهدف. ولو كان بقصد الرجوع إلى نقطة البداية لكان عكساً.
 من هنا ليس دقيقاً استخدام لفظة انعكاس عند الحديث عن انحراف الضوء، لأنّ الضوء لا يرجع إلى النقطة التي صدر منها، وإنما ينحرف عن طريقه المستقيمة نتيجة وجود جسم يحرفه، أي يزجره، أي ينهره.
عندما نخرج من الغلاف الجوي إلى الأرض نفاجأ بظلامٍ دامس على الرغم من وجود الشمس ومليارات النجوم؛ لأنّ الضوء يسير بخطوط مستقيمة ولا يتشتت عبر الانعكاس – أقصد النهر – لعدم وجود أجسام تنهر هذا الضوء الصادر من الشمس. ولكن عندما يدخل هذا الضوء الغلاف الجوي يتشتت نتيجة الانعكاس – أقصد النهر – فينتشر الضوء ويملأ الأفق ويكون النهار.
فالشمس لا يجليها ولا ينشر ضوءها إلا ما يعكس هذا الضوء ويشتته وينهره. فالنهار إذن هو الذي يُجلي ضوء الشمس.
ويشغب على هذا أنّ الناس عند نشأة اللغة لم يكونوا يعرفون هذه الحقيقة العلميّة، فكيف تسنى لهم أن يسمّوا النهار نهاراً؟ نقول: لسنا مع الذين يقولون بأنّ أصل اللغة  العربيّة هو توقيفي – أي وحياً -، ولسنا مع الذين يقولون بأنّ اللغة العربيّة هي اصطلاحيّة؛ بل نرى أنّ من اللغة ما هو توقيفي ومنها ما هو اصطلاحي، فاسم إبليس مثلاً موجود قبل وجود الإنسان كما ينص القرآن الكريم، وآدم عليه السلام عُلِّم أسماءً لم يسمّها هو، وتلقى من الله كلمات قالها فغفر له...الخ.
وعلى أية حال – وبعيداً عن كل ما قلناه - فهناك ليل وهناك نهار، والشمس موجودة في ليلِ وظلامِ السماء وموجودة في نهار الأرض، فلماذا لا يتجلّى ضوءها في ليل السماء ويتجلّى في نهار الأرض؟ ألا يصح أن نقول: فلنبحث عن سبب تجلّي ضوئها في مكونات النهار فقط، لأنّ ضوء الشمس موجود في ليل السماء أيضاً.

23 - يناير - 2010
سلام الله عليكم احبتي
يونس عليه السلام    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

يونس، عليه السلام
فرضية قد تصبح حقيقة
 
بقلم: بسام جرار
جاء في الآيتين 87، 88، من سورة الأنبياء:" وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظنّ أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك نجي المؤمنين".
ذو النون هنا هو يونس، عليه السلام. وأكثر أهل العلم على أنّ النون هو الحوت، وتجمع على نينان. وقد ورد في سورة القلم:" فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت ..." القلم: 48. ومعلوم أنّ الصاحب من المصاحبة، وقد حصل أنْ صاحب يونسُ، عليه السلام، الحوتَ فترة من الزمن، فلا إشكال. أمّا ذو ففيها ملازمة كملازمة الصفة للموصوف. والذي نرجحه هنا أنّ نون هو الحرف المعروف. ويلزم من هذا القول أن نبين لماذا سمي يونس، عليه السلام، بذي النون، ولماذا يسمى الحوت نوناً؟!
جاء في مختار الصحاح للرازي في مادة (بلس):"أبلس من رحمة الله أي يئس، ومنه سمي إبليس وكان اسمه عزازيل". وهذا فيما نراه خطأ بيّن؛ لأنّ القرآن الكريم ينص على أنّ اسمه إبليس قبل أن ييأس من الرحمة؛ انظر قوله تعالى:" إلا إبليس أبى أن يكون من الساجدين، قال يا إبليس مالك ألا تكون من الساجدين، قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال ..." الحجر 31-33. وكذلك الآيات 7578 من سورة ص، تنص على أنه خوطب بـ (إبليس) قبل أن يطرد من الرحمة. وعليه نقول: إن أبلس من إبليس، لا أن إبليس من أبلس. فبعد أن أصبح إبليس يائساً من الرحمة ووجدت البشرية ووجدت اللغة العربية، اشتق الناس من اسم إبليس الفعل. فالاشتقاق هنا إذن من الاسم. وما قلناه في (إبليس) نقوله في (نون)، فاسم (يونس) معناه كما سنرى (ذو النون وعليه فهناك احتمال أن يكون الحوت قد عُرف بـ (نون) بعد قصته مع ذي النون (يونس).
بالرجوع إلى الآية 88 من سورة الأنبياء نلاحظ أن كلمة (ننجي) كُتبت في المصحف (نجي) على الرغم من أنها تُقرأ فقط (نُنجي). فلماذا حذفت النون عندما كان الكلام عن ذي النون؟! ويصبح الأمر لافتاً بشدة عندما نعلم أنّ سورة القلم تفتتح بقوله تعالى:" ن والقلم وما يسطرون"، وقبل نهاية السورة يقول سبحانه:" فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم". فلماذا حذفت النون عندما وصف، عليه السلام، بذي النون؟! مع ملاحظة أنّ قصة يونس، عليه السلام، وردت أيضاً في سورة القلم التي تستهل بحرف النون، وملاحظة أنه، عليه السلام، لم يوصف فيها بذي النون، بل هو فيها صاحب الحوت.
يحتمل أن تكون هذه إشارة إلى أنّ النون هو الحرف وليس الحوت؛ ففي سورة الأنبياء حذفت النون التي هي حرف، وفي سورة القلم استهلت بنون الذي هو حرف، فالقَسَم كما هو واضح بالحرف والأداة والكتابة:"نون والقلم وما يسطرون".
إذا قرأت سفر يونا في العهد القديم باللغة العبرية تجد أنه يتحدث عن قصة النبي الذي التقمه الحوت وكان رسولاً إلى أهل نينوى. وهي القصة نفسها في التوراة المترجمة إلى العربية وتجدها في سفر يونان. أما في القرآن الكريم فهي قصة النبي يونس، عليه السلام. فهو إذن في اليهودية يونا، وفي النصرانية يونان، وفي الإسلام يونس.
اللافت أنّ الاسم (يونان) هو أيضاً اسم بلد أوروبي يقع على البحر المتوسط، وعندما بحثنا عن أصل التسمية وجدناها تتعلق بشخص له قدسية، بل رُفع عندهم إلى مرتبة الآلهة. ووجدنا أنّ البحر بالقرب من اليونان يسمى (يونيوس)، وهذه اللفظة قريبة جداً من لفظة (يونس)، وعندما نعلم أنّ السين في اللغة اليونانية هي علامة رفع للمذكر، مثل: أرسطوطالس، ببندريوس، كرملّس ... الخ ندرك أنّ هناك احتمالاً راجحاً أن يكون الاسم (يونا) هو في اليونانية (يوناس)، ومعلوم أنّ الألف قد تُخفف في اللفظ لتصبح (يونس).
وإذا عرفنا أنّ النون في اللغة اليونانية هي علامة نصب نُدرك أنّ (يونان) هي في الأصل (يونا) فإذا نُصب على النداء، مثلاً، يكون (يونان). وبما أنّ الأصل في العَلَم المذكر أن يكون مرفوعاً فهو إذن (يونس).
سبق أن أشرنا- عند مناقشة اسم يحيى- إلى أنّ المقطع (يو) يأتي في بعض اللغات السامية القديمة بمعنى (ذووعليه يمكن أن يكون معنى الاسم (يونا) في الأصل السامي هو (ذو- نا)، ويكون معنى (يونان) في أصله السامي (ذو – نان) أي (ذو النون). ومن ثَمّ يمكن أن يكون معنى الاسم (يونس) هو (ذو النون). والسين كما عرفنا علامة رفع تلحق العَلَم المذكر.
علاقة يونس باليونان علاقة مُرجَّحة
يظن البعض خطأً أنّ Greece هو الاسم الحقيقي لبلاد اليونان. والصحيح أنّ هذا الاسم هو وصف سلبي أطلقه أعداء اليونانيين عليهم. أما هم فيقولون إنه اليونان نسبة إلى شخص له في الأساطير اليونانية مرتبة الآلهة. وتنص مقدمة سفر يونان في العهد القديم على أنّ النبي يونان هو من مواليد فلسطين، وقد دعاه الله ليحمل رسالة التوبة إلى مملكة أشور، التي كانت عاصمتها نينوى ... وعندما تسلّم يونان الرسالة من الله أبت عليه روحه الوطنية أن يبشر بالخلاص أمة وثنية، فحاول الهرب من الله على ظهر سفينة، ولكن بعد سلسلة أحداث طُرح يونان إلى أعماق البحر، فابتلعه حوت ... وأخيراً أذعن يونان إلى أمر الرب فانطلق إلى نينوى ليبشر أهلها بالخلاص ...". انظر كتاب الحياة ترجمة تفسيرية، ص 1088.
وفق العقيدة الإسلامية يُستبعد تماماً أن يرفض نبي كريم توبة أهل نينوى بعد أن أنذرهم العذاب، كما ينص سفر يونان. والملاحظ أنّ عدداً من المفسرين قد تأثروا بسفر يونان هذا عند تفسيرهم للآية الكريمة.
ورد في السيرة أنه عندما ذهب الرسول، عليه السلام، إلى الطائف أساء إليه الصغار والكبار إلا ما كان من عدّاس الذي هو من نينوى، فسأله الرسول، عليه السلام:" من مدينة الرجل الصالح أخي يونس بن متى؟". فهذا الحديث- إن صح- لا يشير إلى أنّ نينوى هي البلد التي نشأ فيها يونس، عليه السلام، ولا يشير كذلك إلى أنها البلد الذي آمن ليونس بعد إذ دعاهم. وعليه لا يبعد أن يكون يونس من نينوى ثم أُرسل إلى قومٍ آخرين بعد أن غاضب قومه. ولا يبعد أيضاً أن يكون من فلسطين ثم أُرسل إلى أهل نينوى. ولا يبعُد أن يكون من نينوى وأُرسل إلى أهلها. كل هذه الاحتمالات قائمة. وإذا لم يصح الحديث الوارد في السيرة فيمكن أن ينشأ لدينا احتمالات أخرى.
تشير الآيات الكريمة من سورة الأنبياء إلى أنّ يونس، عليه السلام، قد ترك المكان الذي كان فيه بعد مغاضبته قومه أو غيرهم. وتشير الآيات أيضاً إلى أنّ يونس، عليه السلام، ظنّ أنّ بإمكانه أن يغادر المكان الذي كان فيه لأنّ الله تعالى لم يضيق عليه في ذلك، وأنّ هذا الظن كان في غير محله. أمّا الآيات من سورة الصافات وفيها:" إذ أبق إلى الفلك المشحون"، فتشير إلى أنّ ذهابه كان كذهاب العبد الآبق الذي فرّ من سيده. ولا نستطيع أن نجزم بأنه كان نبياً عندما فعل ذلك، فالاحتمالات كثيرة، ولا يبنى على الاحتمال، وإن كان الأليق بمقام النبوة أن نقول إنّ ذلك كان قبل النبوة.
بعد مغادرته مغاضباً، وبعد حصول قصته عليه السلام مع الحوت، أرسله الله تعالى إلى مدينةٍ يسكنها ما يقارب المائة ألف نسمة، كما نصت الآية 147 من سورة الصافات:" وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون"، فالآية الكريمة لا تصرح، بل ولا تشير إلى أنه رجع إلى بلده الذي غادره. ولو كان قد رجع إلى بلده وقومه لكان ظهر ذلك في النص القرآني البليغ. وحتى لو ذهبنا إلى درجة تصديق ما ورد في سفر يونان، من أنّه رجع إلى أهل نينوى بعد أن أنذرهم، فإنّ ذلك لا يعني أنّه لم ينتقل إلى غيرهم.
أما قوله تعالى في الآية 147، 148 من سورة الصافات:" وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون، فآمنوا فمتعناهم إلى حين"، فيشير إلى ضخامة البلد الذي أرسل إليه عليه السلام، كما ويشير إلى إيمان أهل هذا البلد. أي أنهم تأثروا به وسلكوا طريقه. والمعروف تاريخياً أنّ بلاد اليونان قبل الميلاد كانت تتألف من المدن الممالك، فكانت المدينة تتألف من عدد من السكان يكفي لتشكيل مملكة مستقلة قادرة على الدفاع عن نفسها. وإشارة القرآن الكريم إلى إيمان هذه المدينة يعني أنهم قد تأثروا بيونس، عليه السلام. ولا بد أن يظهر هذا التأثر في واقعهم؛ فأما على مستوى الأسماء فغلب اسم يونان على المنطقة، وحتى البحر فاسمه إلى الآن بحر يونيوس. وأما على المستوى اللغوي فأنت تجد أنّهم قد تأثروا بالأبجدية العربية، التي ترجع إلى أصل سوري أو عراقي، فهم لا يزالون يقولون: ألفا، بيتا، جاما، دلتا، ... بل إنّ سبعين في المائة من جذور اللغة اليونانية ترجع إلى أصول عربية.
إذن نحن بحاجة إلى تعميق الدراسات، فلعلنا نكتشف أنّ جذور النهضة الفكرية اليونانية ترجع إلى عهد يونس، عليه السلام، كما ترجع جذور النهضة الفكرية في عصور العباسيين إلى عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم.
وفق رواية سفر يونان يتضح أنّ البحر هو البحر الأبيض المتوسط. ووفق المنطق الجغرافي نُرجِّح أنه فعلاًً البحر الأبيض المتوسط، لأنّ أقرب بحر يمكن أن يوجد فيه حيتان كبيرة هو البحر الأبيض المتوسط، لأنّه أقرب إلى نينوى (الموصل) من بحر العرب. ثم إنّ فلسطين، الأرض المقدّسة، كانت مهاجر إبراهيم، عليه السلام، وعليه فمن المتوقع أن يهاجر يونس، عليه السلام، إليها.
سورة يونس هي السورة العاشرة في ترتيب المصحف. واللافت أنها أول سورة في ترتيب المصحف سميت باسم نبي من الأنبياء. وقد جاءت سورة يونس تتصدر مجموعة السور التي تبدأ بالأحرف المقطعة (الر) هكذا: (يونس، هود، يوسف، الرعد، إبراهيم، الحجر)، واللافت أنها جاءت متسلسلة في ترتيب المصحف هكذا: (15،14،13،12،11،10). فلماذا يونس أولاً على الرغم من كون إبراهيم، عليه السلام، هو الأبرز في النص القرآني، وكذلك يوسف وهود، عليهم السلام؟!
 

23 - يناير - 2010
سلام الله عليكم احبتي
 1  2  3