 | الأستاذ والتلميذ والمدرسة كن أول من يقيّم
ليس عجبا أن تتلاشى صورة المعلم القديمة فلا شيء ثابت، والرّأي عندي أنّ ذلك مردّه إلى أسباب شتّى يعسر حصرها في أسطر، ولكن حسبي من ذلك أن اشير إلى أنّ التّلميذ ما عاد يجد للدّرس طعما، إنّه ما يفتأ يتساءل، فيم تردّدي على مقاعد الدّراسة، وأيّ مستقبل غائم ينتظرني? ولماذا أدرس هذه المادّة أو تلك? إنّه يا سادتي البعد البراغماتيّ الذي تغلغل في النّفوس، والبحث عن المعنى في كلّ فعل ننجزه. نعم إلى أين تقود المدرسة التّلميذ? إنّ الدّارس يعي جيّدا أنّ من سبقوه لم يجد معظمهم إلى العمل سبيلا وأنّ نجاحهم في الدّراسة لم يحل دون فشلهم في الحياة، كثيرا ما يسألني تلاميذي في المعهد لماذا ندرس العروض ولماذا ندرس الفرنسيّة? ولماذا... ولماذا ندرس أصلا? إنّ البحث عن المعنى أصبح هاجس كلّ متعلّم تقريبا. ولمّا أن تفشّت البطالة وما عادت المدرسة بابا مفتوحا على مستقبل آمن فقد النّاس عامّة ثقتهم بهذه المؤسّسة، هذا علاوة على طغيان سلطان المادّة على النّفوس، إنّ الأستاذ أو المعلّم أضحى يُنظر إليه كما ينظر إلى أيّ عامل آخر، لذلك تدنّت منزلته، ومع ذلك فإنّنا مدعوّون إلى العمل دائما على إقناع التّلميذ بجدوى الدّرس المقدّم في بدء كلّ سنة دراسيّة، وأن ننوّع وسائلنا التّعليميّة، عسانا نجد إلى قلوب التّلاميذ وعقولهم منفذا، ويقيني أنّ ذلك سيكسبنا احترام أبنائنا إن شاء الله، ولتكن المادّة أمرا ثانويّا بالنّسبة إلينا رغم أهمّيتها في بلورة صورة الأستاذ اجتماعيا. | 20 - نوفمبر - 2005 | ما رأيكم في معاناة الأستاذ حاليا??? |