البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات سليمان أبو ستة

 1  2  3 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ما بين الرجز والرمل سبب واحد    كن أول من يقيّم

بحور الهزج والرجز والرمل تجمعها دائرة واحدة ، وهي تبدأ ببحر الهزج :

مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن

فإذا ابتدأت من (عي) في مفاعيلن الأولى وأكملت الدائرة إلى (مفا) في نفس التفعيلة خرج لك بحر الرجز ، وإذا ابتدأت من (لن) خرج لك بحر الرمل . وإذن فما بين الرجز والرمل من فرق هو سبب واحد ، وهذا السبب قد يكون حرفا واحدا كما تقول (واو العطف مثلا ) أو حرفين ( نحو من ، لا ) .

أقترح عليك قراءة أي كتاب في العروض التقليدي فستجده فيه تبيسيطا لهذا القول ، وفقك الله ،،،

7 - مارس - 2006
ملاحظة عروضية
على هامش الحديث عن إيقاع المنسرح والخفيف    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أخي الحبيب / زهير ظاظا                     حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد

فقد سرني الاطلاع على بيان اكتشافكم لإيقاع بحر المديد في زاوية نوادر النصوص ، وقد جعلني هذا الاكتشاف أتفاءل بقرب تملككم لزمام إيقاع البحر المنسرح والظهور علينا بالنغمة التي تخصه على النحو الذي وثقتم به إيقاع البحر المديد .  وبالنظر إلى تمكنكم من صناعة الموسيقى ، فإن ثمة ضربا آخر أود لو اجتهدتم في البحث عن إيقاعه وتسجيله بالنوته الموسيقية ،  وهو ذلك الضرب من مجزوء البسيط الذي يبدو أنه هجر منذ زمن المرقش .

قال أبو علي مسكويه في المسألة رقم 124 من الإمتاع والمؤانسة للتوحيدي :" إن المطبوع من المولدين يلزم الوزن الواحد ولا يخرج عنه ما طبعه يطيع ذلك . ولكن ربما سمعنا للشعراء الجاهليين المتقدمين أوزاناً لا تقبلها طباعنا ، ولا تحسن في ذوقنا ، وهي عندهم مقبولة موزونة ، يستمرون عليها كما يستمرون في غيرها . كقول المرقش :

          لابنة عَجلان بالطفّ رُسومْ                لم يتعفّيَن والعهد قديمْ

وهي قصيدة مختارة في المفضليات ولها أخوات لا أحب تطويل الجواب بإيرادها ـ كانت مقبولة الوزن في طباع أولئك القوم وهي نافرة عن طباعنا ، نظنّها مكسورة .

وكذلك قد يستعملون من الزحاف في الأوزان التي تستطيبها ما يكون عند المطبوعين منا مكسوراً ، وهي صحيحة . والسبب في جميع ذلك أن القوم كانوا يجبرون بنغمات يستعملونها مواضع من الشعر يستوي بها الوزن . ولأننا نحن لا نعرف تلك النغمات إذا أنشدنا الشعر على السلامة لم يحسن في طباعنا والدليل على ذلك أنا إذا عرفنا في بعض الشعر تلك النغمة حسن عندنا وطاب في ذوقنا كقول الشاعر :

          إن بالشعب  الذي دون سلع             لقتيلاً دمه ما يطلّ

فإن هذا الوزن إذا أنشد مفكك الأجزاء بالنغمة التي تخصه طاب في الذوق ، وإذا أنشد كما ينشد سائر الشعر لم يطب في كل ذوق " .

ولما كان الشيء بالشيء يذكر ، فقد أردت في صباي أن أعالج نظم الشعر قبل أن امتلك أدوات النظم من معرفة بالوزن والعروض ، وكانت النتيجة نصا ليس له من الشعر إلا  شكل تقسيم البيت إلى شطرين مع القافية الموحدة ، وبالطبع فقد  كان ينقصه الوزن والإيقاع لما ذكرته من جهلي بالعروض ، غير أني احتلت على هذا النقص بأن عمدت إلى تشرب نغمة قصيدة لعلي محمود طه من لحن وغناء محمد عبد الوهاب ، وهي التي يقول في أولها :

أخي جاوز الظالمون المدى

ونظمت على لحنها أول قصيدة لي ، وهكذا تمكنت من إعادة اكتشاف البحر المتقارب .

ودمتم لأخيكم

سليمان أبو ستة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

16 - مارس - 2006
سؤال موجه إلى الشاعرة مروة حول البحر المنسرح
توهم الخطأ في تسمية البحور    كن أول من يقيّم

 

لا أدري لم شغل الأخ داوود نفسه بتصنيف أسماء البحور إلى جامدة ومشتقة ، ومن أي كتاب وجد من يقول : ( البحر الطويل ) و( بحر الرجز ) ، وماذا يرى في أسماء للبحر المحدث أو المتدارك ( بفتح الراء وكسرها ) مثل ( دق الناقوس ) و( قطر الميزاب ) و( ركض الخيل ) ?

ثم هل يقصد إلى تغليط السلف الصالح من عروضيينا الذي ذكروا من عناويين أبواب البحور : (البحر الطويل ) و( البحرالرجز ) ، ومع ذلك كثيرا ما نراهم في غير الإشارة إلى عناويين الأبواب يقولون : (بحر الطويل) و(بحر الرجز) دون أن يشهر عليهم أحد سيف التصويب .

بعض العروضيين يشير إلى رؤوس الموضوعات في كتابه بقوله : (باب الطويل) و(باب الرجز)  وبعضهم يقول : شطر الطويل وشطر الرجز وأخرون ، وأنا منهم ، يؤثرون السلامة فيقولون : (الطويل) و(الرجز) .. وهكذا . 

قلت : المتدارك ( بفتح الراء وكسرها ) وفيما يلي تفصيل ما قصدت :

بعضهم يقول المتدارك ( بفتح الراء ) توهما منه بأن الأخفش تداركه على الخليل وسماه بهذا الاسم ، وهي أسطورة ثبت زيفها كما أن أول من وجدناه ذكر ( المتدارك ) بهذا الاسم هو الجوهري في كتابه عروض الورقة ( وهل يعقل أن من يتدارك بحرا لا يأتي باسمه معه أم أنه ترك لغيره أن يختار له الاسم الذي سيعرف به) . وعلى حد علمي أن أبا الحسن العروضي في كتابه الذي حقق باسم الجامع هو أول من استدرك هذا البحر وسماه (الغريب) كما صرح بذلك

31 - مارس - 2006
حول أسماء البحور
استطراد    كن أول من يقيّم

 

وهناك من يقول : ( المتدارك ) بكسر الراء " لأنه تدارك ( المتقارب ) أي التحق به لأنه خرج منه بتقديم السبب على الوتد " كما ذكر الدمنهوري في حاشيته على متن الكافي لأبي العباس القنائي . وعلى رأي الدكتور عبد المنعم خضر الزبيدي أن " المتدارك مصطلح استعمله الخليل نفسه لوزن مهمل في الدائرة الخامسة ، وأن نطقه بكسر الراء وليس بفتحها ، أي كالمتقارب سواء بسواء " . ثم تأمل معي ما استطرد به الزبيدي في قوله : " ذلك أن الخليل دعا أوزان أو بحور كل دائرة ، باستثناء (دائرة المشتبه) التي يدل اسمها على اشتباهه أو شكه وارتيابه في طبيعة إيقاع أوزانها ، وهي عنده الدائرة الوحيدة التي يكون الوتد فيها (مفروقا) لا (مجموعا) ، دعا أوزان كل دائرة بأسماء متوافقة أو متوازنة في الصيغة والدلالة . فأسماء البحور في الدائرة الأولى وهي (الطويل) و(المديد) و(البسيط) على وزن (فعيل) . وتدل جميعا على الطول والانبساط . وأسمى البحرين المستعملين في الدائرة الثانية (الوافر) و(الكامل) أي أنهما على وزن (فاعل) ، وهما متقاربان كذلك في الدلالة اللغوية . وأسماء بحور الدائرة الثالثة هي (الهزج) و(الرمل) و(الرجز) ، أي أنها على وزن (فعل) ، ودلالاتها المعنوية أو اللغوية متقاربة أيضا . كذلك فعل في أسماء الدوائر الخمس بين (مختلف) و(مؤتلف) و(متفق) وبين (مجتلب) و(مشتبه)" .

وأخيرا ، ماذا يقول الأخ داوود في أسماء الدوائر الخمس ، وهي على رأيه من الأسماء المشتقة  أنقول : الدائرة المختلفة والدائرة المؤتلفة .. أم نقول : دائرة المختلف ودائرة المؤتلف ?

فأما بالنسبة لي فقد رأيت الوجهين في كتب العظام من السلف رحمهم الله .

1 - أبريل - 2006
حول أسماء البحور
رد    كن أول من يقيّم

 

ومني لك أيضا أطيب التحية يأخي داوود ( ولم أتعرض للواو الزائدة بشيء من النقد ، فأنا أحتفظ في رسم اسمي بألف زائدة لم يراع فيها رسم المصحف ) . وأما عن طلبك ذكر من قال (بحر الطويل) و(البحر الرجز) فأستعين الله وأبدأ ، على سبيل المثال لا الحصر ، بذكر من قال ( بحر الطويل ) وهو السكاكي في مفتاح العلوم ومما قاله فيه : ".. ثم إن في القرآن من جميع البحور شعرا فيه من بحر الطويل من صحيحه : فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. ومن بحر المديد : واصنع الفلك بأعيننا ، ومن بحر البسيط .." واستمر على ذلك فقال : ومن بحر الهزج .. ومن بحر الرجز.. ومن بحر الرمل .. إلخ .

وأما من بين من قال (البحر الرجز) فنذكر ابن تغري بردي في كتابه  (المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي ) لقوله :  " وأحببت أن أجعل للبحر ضابطا على ما رتبه الخليل فقلت ... والسادس من البحر الهزج .. والسابع من البحر الرجز .. والثامن من البحر الرمل ..".

وهنا أود أن يحذف الأخ داوود العبارة التالية من مداخلته : " ولو أضفنا فقلنا بحرُ الطويلِ على الحذف ، أي على تقدير: بحرُ الوزنِ الطويلِ ، أي على حذف الموصوف ، لجاز لنا ذلك " لأنه بذلك التأويل يوجد مخرجا لم لا يريد أن يتمسك بالقاعدة ، فما دام الأمران جائزين فلماذا نجهد أنفسنا بتقعيد القواعد ?!

والكتابان اللذان رجعت إليهما متاحان لمن شاء في المكتبة التراثية لموقع الوراق ، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء .

ومن بقية السلف الصالح من وجدناه يعنون لأبواب البحور في كتابه على هذا النحو : البحر الطويل ، ... ، البحر الهزج ، البحر الرجز .. ، والكتاب هو " أهدى سبيل إلى علمي الخليل " للمرحوم الأستاذ محمود مصطفى أستاذ الأدب العربي بكلية اللغة وقد كانت إحدى كليات الأزهر . وكان الشيخ محمد عبد المنعم خفاجي قد صدر الطبعة الثالثة عشر لكتابه منوها بجهوده ولم نجده قد تعرض لتخطئتة بشيء مما جاء في هذا الكتاب .

وكذلك وجدت صاحب شرح تحفة الخليل الأستاذ عبد الحميد الراضي ينهج في كتابه هذا النهج .

وأما ابن عبد ربه فاستعمل كلمة شطر بدلا من بحر أو باب فذكر في كتاب الجوهرة الثانية من العقد الفريد ( شطر الطويل ) و( شطر الرجز ) .. إلخ ، وهنا ربما لجأ صاحبنا داوود إلى باب حذف الموصوف ، ولهذا اشترطنا في معرض حوارنا تجنب اللجوء إلى ذلك الباب  واستخدامه رخصة للتملص من الالتزام بالقاعدة .

وأما فيما يتعلق ببحر أو البحر المتدارك ( بفتح الراء وكسرها ) والبحث عن أوليه وضعه فقد نفيت معرفة الأخفش به استنادا إلى سكوت الرعيل الأول من العروضيين عن حقيقة هذا الواضع ، وقد تتبع بعض أصحابنا من الباحثين في تاريخ العروض أول إشارة تنسب هذا البحر للأخفش فوجدها في نص كتب عام 569 هـ على هامش كتاب الإقناع للصاحب بن عباد يشير إلى أن عدد البحور هو خمسة عشر بحرا " على رأي الخليل واضع هذا العلم ، وستة عشر بحرا على رأي الأخفش النحوي " وقد أثبت ناسخ الكتاب هذا النص دون الإشارة إلى المصدر الذي استقى منه كلامه .

وتقول :  "كل الذين نسبوا المتدارك لغير الأخفش مجهولون ، فثمة روايات كثيرة ، أقواها تنسب الأمر للأخفش ولا أرفض أن ينسب ذلك لسواه .. ولا داعي لبلبلة الأمر بروايات أفراد ضعيفة .."

فليتك إذن تذكر لي واحدا من هؤلاء المجهولين الذين نسبوا المتدارك لغير الأخفش ؛ فما عرفت أحدا من القدماء ضعف أو طعن في رواية من نسبوه للأخفش ، وقد رأيت ابن الدهان ( ت 569 هـ ) يشير في كتابه " دروس العروض " إلى أن الأخفش زاد الشقيق ، وكرر هذا القول في ثلاثة مواضع أخر من الكتاب ، والشقيق هو أحد أسماء البحر المحدث ، وقد ذكرنا بعضها ، ولكني أشك في مصداقية كلام ابن الدهان هذا لأني رأيته ينسب لأبي الحسن العروضي كلاما لم أجده في كتابه ، ولأنه لو كان صادقا في زعمه واطلاعه على كتاب العروضي لأشار ولو من باب الطعن في استدراكه البحر الذي سماه ( الغريب ) .

وأخيرا ، فكيف أذكر لك كتابا للسلف الصالح سمى ( المنسرح ) بفتح الراء أو ( المقتضب ) بكسر الضاد وأنا لم أشر إلى ذلك مما يقع فيه الصحفيون ( ولا أقصد الكلمة المحدثة ) الذين لم يتلقوا الرواية سماعا ، وأغلب الظن أنك توهمت من أخذي بالوجهين في تسمية ( المتدارك ) أني جعلت ذلك ينسحب على اسماء كالمنسرح والمقتضب مما يسهل حل الإشكال فيه بمجرد الرجوع  إلى المعاجم ، ولكن الإشكال في ضبط راء ( المتدارك ) لا ينفع معه رجوع إلى معجم ولا إلى رواية حكمت عليها ظلما بأنها من ( روايات أفراد ضعيفة ) ...

واسلم لأخيك أبي داود،،،،

2 - أبريل - 2006
حول أسماء البحور
    كن أول من يقيّم

 

من الواضح أن الأخ يوسف لم ينظر في معجم الصحاح الذي وضعه الجوهري ( ت 400 هـ ) على ترتيب لم يسبق إليه ، ولم يطلع أيضا على ما قدم به محقق هذا المعجم المبتكر الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار من دراسة ضافية غطى بها جوانب الموضوع الذي  طرحه الدكتور محمد جبر للبحث والنقاش . ومع ذلك فقد لمح الأخ يوسف في هذا الترتيب ما يكفل " مساعدة الشعراء على إيجاد الكلمات التي يختمون بها أبيات قصائدهم بالروي نفسه " . وهذا هو بالضبط ما قام به أول مبتكر لهذه الطريقة ، وهو أبو بشر اليمان بن اليمان البندنيجي ( ت 284 هـ ) في كتابه الذي أسماه " كتاب التقفية " .

غير أن غرض الجوهري من هذه الطريقة التي لم يسمع بصاحبها كان مختلفا ، وعلى حد قول العطار فقد " رأى الجوهري أن الفاء والعين لا تثبتان في موضع، ولا تبقيان على حال، أما اللام فثابتة، فترك ترتيب الكلمات على أوائل الحروف لان فيه متيهة الباحث الذي لا يعرف التصريف والمجرد والمزيد، فكلمة " أكرم " واستنوق وترهل ومحجة تضلل الباحث الشادي، بل رأيت بعض العلماء يضلون في الكشف عن مواضعها من المعجم، ولا يعرف في أي حرف هي. " أما طريقة الجوهري فمأمونة هادية، فيجد الباحث " أكرم " وكل ما تفرع من مادة " كرم " في باب الميم، واستنوق في باب القاف، وترهل في باب اللام، ومحجة في باب الجيم، وإذا كان الباحث عارفا بالمجرد والمزيد فإنه سيجد أكرم في فصل الكاف، واستنوق في فصل النون، وترهل في فصل الراء، والمحجة في فصل الحاء. " وأعتقد أن ما ذكرته هو الذي حمل الجوهري على اتباع منهجه الذي ابتكره ابتكارا  "  .

ولا أرى ثمة تفسيرا مقنعا غير هذا التفسير الذي اهتدى إليه محقق الصحاح ، ومع ذلك يبدو لي أن هذا الغرض فقد قيمته في عصرنا الحاضر وخاصة بعد أن أقرت مجامعنا اللغوية ضرورة الأخذ بالترتيب المعتمد على أوائل الحروف ثم ما يليها ، كما هو الحال في المعجم الوسيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة .

بل إن صحاح الجوهري نفسه قد خرج لنا بحلته الجديدة في النشرة التي أخرجها محمود خاطر عام 1922 عبر إعادة ترتيبة لمختار الصحاح للرازي .

وهكذا ، يخيل إلى أن الأخ الدكتور محمد جبر إنما يدعونا إلى نقاش حول موضوع تم تجاوزه ولم يعد الزمان يسمح بالعودة إليه ، وهو ، ربما ، ما يفسر إحجام (    المثقفين العرب بوجه عام والمتخصصين بوجه محدد ) لأكثر من أسبوعين عن الخوض فيه .

5 - أبريل - 2006
ترتيب جذور المعجم العربي في فترة سابقة باعتماد الحرف الأخير أساسا للأبواب
تعليق بدل الأول الذي تأخر نشره    كن أول من يقيّم

 

الأخوة الأعزاء ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ..

أرجو أن تسمحوا لي بالاشتراك في هذه المناقشة المفيدة ، والواقع أني كنت أود منذ مدة طويلة أن أتدخل في هذا النقاش الشيق إلا أنني فضلت أن أتريث حتى يستقر الأمر وتنجلي حقيقة الوزنين المذكورين .

أما وقد توقف الحوار عند مداخلة الأخ داوود التي جعلت الوزن في أبيات إبراهيم ناجي يترجح تارة في كونه من الرمل أو المديد وتارة أخرى من المتدارك . وله كل  الحق في ذلك الترجيح طالما أن الخليل لم يتعرض لهذا النسق الذي لم يكن من بين شواهده . ولو كان هذا النسق من الرمل أو المديد فهو إذن على عروض لم يشر إليها الخليل، وأما إذا كان من المتدارك فهذا البحر خارج عن بحور الخليل الخمسة عشر. وإذن فباب الاجتهاد مفتوح ، ولا يجوز لأحد أن يزعم بأن رأيه فيه نهائي .

وأما ما أراه فهو أن محاولة الأخ داوود رد هذا البحر إلى المديد أو الرمل غير مقنعة لأن كلا البحرين المذكورين يبتدئان بتفعيلتين مغايرتين لنسق تفاعيل أبيات ناجي ، فالمديد يبدأ بالتفعيلتين : فاعلاتن فاعلن ، والرمل بالتفعيلتين : فاعلاتن فاعلاتن وأما تفعيلتا أبيات ناجي فهما إذا ربطناهما بالمديد أو الرمل لا يخرجان عن : فاعلاتن فعولن . فالملاحظ إذن أن التفعيلة الثانية لا يمكن أن تنسجم مع التفعيلة الثانية لأي من البحرين المديد والرمل . ولذا لا يبقى صحيحا إلا الخيار الثاني وهو أنه من مثنى المتدارك أي على وزن : فاعلن فاعلن . وقلت  مثنى المتدارك لا مربعه لأن كل تفعيلتين منه بيت واحد ؛ فأبيات ناجي المذكورة هي أربعة لا أثنان ، وكل بيت منها ينتهي بضرب لا بعروض .

ففي قوله : أين شط الرجاء ، الضرب ( طررجاء ) على وزن فاعلان وهو مذال . وكذلك الحال في البيتين الآخرين : ( يا عباب الهمومْ ) ( ونهاري غيومْ ) . وأما في قوله: ليلتي أنواءْ ، فالملاحظ أن تفعيلة الضرب قد تعرضت لعلتين ، الأولى : القطع حيث تصبح ( فاعلن ) ( فَعْلُن ) كما هو الحال في بحر البسيط . والثانية علة (الإذالة) وهذه مع (القَطْع)  ليس لها نظير في الأبحر الأخرى .

ومما جاء من مربّع المتدارك قول العقاد :

يا له من فمٍ ====== يا لها من شفهْ

يا لشهد بها====== كدت أن أرشفهْ

يا لزهر بها ======كدت أن أقطفهْ

حلوة ويحها====== غضة مرهفهْ

حسرتي بعدها =====حسرة متلفهْ

وقد جاءت كل أبياتها على وزن :

فاعلن فاعلن ===== فاعلن فاعلن

فلا أثر لزحاف أو علة بها . وقد قال عنها طه حسين : " في هذه الأبيات تظهر براعة العقاد ويظهر كل ما يملأ قلب العقاد من غناء يجمع بين الحلاوة والقوة ويغري الملحنين بتلحينها في هذه الأبيات " .

أما أبيات شوقي فالمؤكد عندي أنه قد اقتدى في وزنها بأبيات للبارودي في قوله :

املأ القدحْ ===== واعْصِ من نَصَحْ

واروِ غُلّتي ======== بابنة الفرحْ

فالفتى متى ========ذاقها انشرَحْ

وقد رأيت الدكتور عبد العزيز نبوي في مقال له نشر على موقع جريدة شباب مصر الإلكترونية يقع على موشح لأبي بكر ابن الأبيض وفيه قوله :

ليلُ هَجرِها

فوق نحرها

بين شعرها

وقد حكم بذلك على أن البارودي لم يخترع هذا الوزن ، ولكننا لو نظرنا إلى الموضوع من زاوية تأثيره نجد أن أثر البارودي أكبر من الأثر الذي كان لابن الأبيض ومن المؤكد أن شوقي كان متأثرا بالبارودي وليس بغيره . وكذلك الحال عند شاعر حديث هو محمد علي أحمد في قوله على هذا الوزن المستحدث :

جئت من طريقْ======= بحره عميقْ

يسلب النهى ======== سره الغميقْ

وهذا الوزن الذي لم يضع له أحد اسما يتفق عليه إنما يوافق في تفعيلته الوحيدة تفعيلة شطر المقتضب الأولى ، ويمكن تسميته المقتضب القصير .

20 - مايو - 2006
سؤال عن وزن بيتين
المقتضب القصير جدا    كن أول من يقيّم

أخي الأستاذ / داوود         حفظه الله

 

هناك كثير من الأوزان التي خرجت على نظام الخليل ، والمقصود بخروج هذه الأوزان ، وبعضها بحور والبعض الآخر أعاريض وأضرب ، أنها ليست مما ذكره الخليل أو وجد عليه شواهد ، ومنها، وهو المتدارك، ما رئي في دوائره مهملا .

وقد انقسم العروضيون إزاء الاعتراف بهذه الأوزان المستحدثة إلى فريقين : الأول، وعلى رأسه الأخفش، لا يقبل إدراج هذه الأوزان في منظومة الشعر العربي ، ويشاركه الزجّاج رأيه ، أو لنقل أنه تأثّر به . وأما الثاني ، وهو رأي يُنسب خطأ إلى الخليل استنادا إلى ما توهمه ابن عبد ربه ، فيجيز مجيء الشعر على غير ما قالت العرب ، وهو ما خالفه ابن عبد ربه بشدة ، وعبر عن ذلك في أرجوزته العروضية بقوله :

وقد أجاز ذلك الخليل ======= ولا أقول فيه ما يقول

وقد لخص الزمخشري موضوع هذا الخلاف في مقدمته للقسطاس بقوله : " إن بناء الشعر العربي على الوزن المخترع ، الخارج عن بحور شعر العرب ، لا يقدح في كونه شعرا عند بعضهم . وبعضهم أبى ذلك ، وزعم أنه لا يكون شعرا حتى يُحامى فيه على وزن من أوزانهم ".

ولعلك الآن تدرك معي زيف الأسطورة التي تغلغلت في أذهان الكثير من العروضيين اللاحقين بأن الأخفش هو الذي استدرك بحر المتدارك ، وكيف ينسجم ذلك إذن مع قوله فيما وصلنا من كتابه العروض " أنهم ( ولا شك أنه يقصد الخليل ) جمعوا كل ما وصل إليهم من أبنية العرب فعرفوا عدد حروفها ساكنها ومتحركها . وهذا البناء المؤلف من الكلام هو الذي تسميه العرب شعرا . فما وافق هذا البناء الذي سمته العرب شعرا في عدد حروفه ساكنة ومتحركة ، فهو شعر ، وما خالفه وإن أشبهه في بعض الأشياء فليس اسمه شعرا " .

ويبدو الزجاج أكثر وضوحا في رأيه تجاه هذه المسألة عندما رفض الوزن الذي سمي فيما بعد بالمتدارك والخبب وغير ذلك من الأسماء ، وقال : " ولو قال لنا قائل: ما ننكر أن يكون قوله :

إن الدنيا قد غرتنا======واستهوتنا واستغوتنا

لسنا ندري ما فرّطنا======فيها إلا لو قد متنا

شعراً ، قيل له : ما تريد بقولك شعر ? إن كنت تريد أنه كأشعار العرب التي قد تتمادح بها وتتذام، وتُشبّب وتوزن الوزن الذي أحطنا به؛ فما نعرف هذا في أوزانها. وإن كنت تريد أن تجعل في أوزانها ما ليس منها فأنت بمنزلة الذي سامنا مررت بزيد . وإن كنت تقول إن هذا وزن ليس من أوزان العرب إلا أنه شعر ، قيل لك : هذا إذن شعر عندك لا عند العرب ؛ لأنها إذا سمعت هذا خالف أوزانها أنكرته ، كما أنها إذا سمعت ( مررتُ بزيدٌ ) أنكرته ... " . ( وهنا بدر لي تساؤل ، وإن كان خارج الموضوع ، ولكني أود أن أرى إيضاحا له منكم ومن الأستاذين الفاضلين زهير ومنصور ، وهو ما المعنى المباشر لكلمة ( سامنا ) هنا وكيف جرى استخدامها عند الكتاب إن كان لها من إستخدام من قبل ) .

وعذرا عن الإطالة أو الشرود في جوانب هذا الموضوع ، ولنعد إلى رد الأستاذ داوود ، وتساؤله عن مكان كتاب العروض للشيخ جلا ل الحنفي ، رحمه الله ، ففي تقديري أنه لا تخلو منه أية مكتبة عامة مما ذكرت ولا سيما تلك الي تضمها كليات الآداب في جامعاتنا العربية بلا استثناء .

أما حول تسميتي لذلك الوزن بالمقتضب القصير أو تسمية الشيخ جلال له بالمتدارك الحادي عشر فهذا راجع إلى المنهج التي اتبعه كل منا ، فهو قد عد من أشكاله في بحر المتقارب عددا جعله يميز بين كل واحد منها والآخر برقم ، وأما أنا فقد نظرت إليه من خلال اتفاق أسبابه وأوتاده بالتفعيلة الأولى من بحر المقتضب فنسبته إليه ، وهو مجرد اجتهاد لا يؤاخذ عليه صاحبه ما دام الخليل لم يعرض لهذا الذي نختلف عليه من قريب أو بعيد . ( وبالمناسبة فقد رأيت في إحصاء حديث لأوزان العقاد أنه استعمل هذا الوزن في ديوانه " عابر سبيل " ( 1937 م ) بقوله :

طار في الذرى ===== هام في السهول

ولا بد أن هذا الضرب هو ما تأثر به الشاعر محمد علي أحمد في قصيدته التي أشرنا إلى بعض أبياتها في مداخلتنا السابقة ).

والباحثون ، أخي داوود ، يختلفون ، واختلافهم نعمة ، على أمور عديدة ، ومنها تسمية هذا البحر الذي لم يعرفه الخليل ، قال الدكتور محمد عبد المجيد الطويل في كتابه " في عروض الشعر العربي " : " ويقول الدكتور عبد الله الطيب أن للمقتضب وزنا آخر ، يكون على ( فاعلات فع ) وعليه قصيدة شوقي ... وهذا الوزن في رأيي على ( فاعلن فعل ) ويكون على ذلك من المتدارك المنهوك إذا ساغ لنا ذلك ... " .

فأنا إذن مع رأي الدكتور عبد الله الطيب ، رحمه الله ، وكتابه الذي ورد فيه هذا الرأي يفوق في حجمه بأجزائه الثلاثة ، واسمه  " المرشد إلى فهم أشعار العرب" كتاب الشيخ جلال الحنفي الذي يشاركه أخي زهير رأيه .

ثم لاحظ معي كيف أن الدكتور الطويل في تسميته لهذا الوزن قد احتاط بقوله ( إذا ساغ لنا ) فالخليل لم يعرض لما سقط من شطره تفعيلتان من أصل أربع ، ولذلك رأينا الجوهري في كتابه " عروض الورقة " يستخدم في الإشارة إلى طول الشطر بقوله : الموحد ( ومنه الرجز الذي لم يذكره الخليل ، وورد في قصيدة مشهورة لسلم الخاسر ) والمثلث والمربع ( ومنه المتقارب في الشاهد الذي أورده الجوهري وهو :

وقفنا هنيّه ====== بأطلال ميّه ) .

وتقول ، يا أخي داوود : " وأنا لا أعرف المقتضب إلا قصيرا لأنه لم يأت إلا مجزوءا " ألم تسمع ياأبا سليمان أن في التنانير نوعا يقال له المينى ، وآخر يقال له المايكرو ، فما ذكرته بشأن هذا الوزن الذي رددته إلى المقتضب هو من القصير من فئة ( المايكرو ) !

     سليمان أبو ستة

26 - مايو - 2006
سؤال عن وزن بيتين
الميدي بديلا عن الميكرو    كن أول من يقيّم

أخي الأستاذ / داوود             حفظه الله

 

أحييك على حسن تقبلك للدعابة في مداخلتي السابقة ، وأما بالنسبة لوزن البيتين فما قلته من أنهما من المقتضب المايكرو يعني أنهما على وزن : ( مفعُلاتُ مُس ) وهذا الجزء القصير من المقتضب الميني: (مفعلات مستعلن) المسمى مجزوء المقتضب . وهذا المجزوء هو الشكل المستعمل من المقتضب ، أما ( الميدي ) فهو مهمل . وقد مثل الخليل للمقتضب بالشاهد التالي :

أقبلت فلاح لنا ====== عارضان كالبرد

فبيتا شوقي اللذان قصر طولهما عن طول المجزوء يعادلان قولنا :

أقبلت فلا ======عارضان كل

هذه كل الحكاية ، وأما من رآه على وزن ( فاعلن فعل ) فيلزمه أن يتوقع خبن (فاعلن) ولكن الشواهد لا تسعفنا بحدوث هذا الزحاف ، وكان هذا وراء اختيارنا ربطه بالمقتضب دون المتدارك ، آملا أن يتفهم أخي زهير وجهة نظري هذه وإن لم تكن تتفق مع نظرته .

وأشكرك حقا على تفسيرك لمعنى كلمة ( سامنا ) ، ومن المؤكد أنك فهمت معناها على الوجه الذي فهمته أنا أيضا ، ولكني استغربت لهذا التركيب اللغوي ، وفزعت إلى (الوراق) أطلب لديه ما اختزنه في ذاكرته من الاستعمال اللغوي لكلمة ( سامنا ) فوجدتها جميعا لا تخرج عما ذكرته من باب سامه الذل أو الخسف وما شابه ذلك .

أما أن أجد جملة شبيهة بما ذكره الزجاج ، فلم تسعفني اللغة التي اعتدت عليها بما يقنعني بقبولها ، ولكن لما كنت في معرض تحقيق هذا الكتاب ، فقد كان لدي خياران أحدهما أن أغير الكلمة بأخرى تعطي نفس المعنى المقصود ، والثاني أن أبقي عليها حفاظا على الأمانة في النقل ، وأثبت بالهامش ما أعتقد أنه يؤدي المعنى الصحيح ، وهذا ما اخترته وكتبت في الهامش : هكذا في الأصل ، ويمكن أن تسد مكانها عبارة

( قال لنا ) . وأما عبارة الزجاج هذه فليست إلا صدى لقول الأخفش في كتاب العروض : 56  " غير أني لا أجيز إلا ما سمعت ، كما أنه لو قلتَ: (مررت بأبوك) غيّرتُه ، وإن كنت لا أدري لعل هذه لغة للعرب . وكذلك بعض ذلك البناء الذي لم نسمع به " . فالأخفش إذن اكتفى باستخدام كلمة ( قلتَ ) بدل ( سمتنا ) التي تعطي المعنى نفسه على الوجه الذي فسرته مشكورا أخي داوود .

 وأخيرا ، فإذا كان جهازك يحرن عند ذكر الميني والمايكرو فخوّفه بالميدي !

29 - مايو - 2006
سؤال عن وزن بيتين
أبيات شوقي هي التي من المقتضب    كن أول من يقيّم

أخي العزيز الأستاذ / داوود             حفظه الله

 

كنت أظن أننا انتهينا منذ زمن بالاتفاق على تحديد وزن أبيات ناجي ، وهو أنه من المتدارك ولم يكن بيننا أي خلاف على اسم هذا الوزن بعد أن طرحنا جانبا فرضية كونه من الرمل أو المديد . فأنت قد قلت إنها من المتدارك ( فاعلن فاعلان ) أو (فاعلن فعْلان ) واكتفيت بذلك ، وأرى أن ذلك من باب التيسير والتخفف من ثقل المصطلحات ، وأما الأخ زهير فأشار إلى رأي الشيخ جلال الحنفي الذي عده من سابع المتدارك ، وقد التجأ إلى ذكر رقم لهذا الوزن بسبب من كثرة ما وجد عليه من أشكال للمتقارب مما جعله يميز بينها بالعدد . وأما أنا قد قلت إنها من مثنى المتدارك لأن شطور بيتى ناجي هي أبيات ينتهي كل منها بضرب مقيد القافية ، وهذا على خلاف أبيات العقاد التي رأينا أنها من مربع المتدارك لأن كل بيت منها يتكون من صدر وعجز . ( وليتك تعود ثانية إلى مداخلتي الأولى ) .

وأبيات ناجي كما قلنا مقيدة القوافي ، فلو أطلقناها لخرجنا إلى بحر جديد لم يذكره الخليل أيضا وحسب أبو العتاهية أنه اخترعه . فلو جعلنا ناجي يقول ( ولنأخذ مطلعها فقط ) : أين شط الرجاءِ ===== يا عباب الهمومِ

فإن وزنها يصبح ( فاعلاتن فعولن ) ، والزجاج رأى أنه من الخفيف ، واستمع إلى قوله في كتاب العروض  : " فكذلك إذا قلت لنا :

عُتبَ ما لي أراهُ ======= طارقا مذ ليالِ

هذا وزن صحيح في نفسي ؛ قيل له : هذا ليس عند العرب إلا بتصريع نبيّنه في مكانه . وإنما قرب هذا في نفسك لأن مصرّعه صحيح في كلام العرب نحو قوله أول هذه القصيدة :   

عتب ما للخيالِ ====== خبريني ومالي

فهذا من الخفيف مصرّع صحيح ؛ فإنما يلبس الأول بسبب التصريع " .

 

سليمان أبو ستة

29 - مايو - 2006
سؤال عن وزن بيتين
 1  2  3