البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات سليمان أبو ستة

 3  4  5  6  7 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ما قبله 10    كن أول من يقيّم

28 - ديسمبر - 2007
من الدرس العروضي الحديث ... نظريتان جديدتان لعالمين معاصرين
ما قبله 11    كن أول من يقيّم

 

      إلا أن الدكتور أحمد كشك، في كتابه " محاولات للتجديد في إيقاع الشعر، اعترض على هذا الرأي، لكننا سنؤجل النقد لحين الانتهاء من
      عرض آراء الباحثين.
      ويستمر د. مستجير في عملية توليد البحور على هذا النهج فيحل التفعيلة الثانية محل نظيرتها من البحر التالي، وتنتج له البحور الثلاثة
      التالية، وهي غير معروفة كلها :
22-  فاعلاتن مفاعيلن فاعلاتن
23- مستفعلن فاعلاتن مستفعلن
24-  مفعولات مستفعلن مفعولات
       وقد رأى أن البحر (23 ) يمكن بشيء من التحوير أن يوافق وزن بحر " الكان وكان "، أما البحر (24 ) فيقترح اعتباره بحر السلسلة
       (شقيق الدوبيت).
       فأما إذا حلت التفعيلة الثالثة محل نظيرتها من البحر التالي ، تولدت البحور الثلاثة التالية :
25-  مجزوء المديد : فاعلاتن فاعلاتن مفاعيلن ( مع حذف المقطع الأخير، وهو كما يرى تحوير جائز)

28 - ديسمبر - 2007
من الدرس العروضي الحديث ... نظريتان جديدتان لعالمين معاصرين
ما قبله 12    كن أول من يقيّم

 

26-  بحر السريع : مستفعلن مستفعلن فاعلاتن ( وهو غير بحر السريع الخليلي، فهذا هو الأصح ) !
27-  مفعولات مفعولات مستفعلن ( وهو بحر غير معروف الآن، كما يقول،لكنه يحدد لنا دليله الرقمي 4 – 8 – 11 فلعله يكون كدليل مندلييف
       في الجدول الدوري للعناصر) والأرقام في هذا الدليل تدل على ترتيب السبب المميز في نسق البيت.
      أما عن إمكانية المزج بين البحور ذوات التفعيلة الثلاثية ؛ فيرى أن " العدد المعروف الناتج عنها محدود للغاية، لا يتجاوز ثلاثة بحور، لها
      جميعا أربعة عشر حرفا متحركا، أي أنها جميعا تحتاج لأن يذيل ناتج المزج بسببين " .
      أما هذه البحور الثلاثة التي تتولد من خلال المزج فهي :
28-  الطويل : فعولن فعولن فاعلن فاعلن ( مفعو)
       و )  مفعو ) هذه زيادة من عنده ليستقيم له عدد مقاطع البحر، كما هو الحال في البحرين التاليين ، وهما مهملان.
29-  الممتد : فاعلن فاعلن مفعول مفعول ( مفعو)
30- المستطيل : فعولن فاعلن فاعلن مفعول ( مفعو)

28 - ديسمبر - 2007
من الدرس العروضي الحديث ... نظريتان جديدتان لعالمين معاصرين
ما قبله 13    كن أول من يقيّم

 

      هذه إذن بحور مستجير التي ولدها من خلال القواعد الثلاثة التي ذكرناها ، وهي الحذف والتحريك والمزج. ولم يذكر البسيط من بين هذه
      البحور الثلاثين، وإنما اعتبره شكلا من "بحر المجتث ولا يحتاج إلى إفراد اسم له " . فشطر البسيط التام عنده هو :
      مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن ( مس (
     وهو تقطيع المجتث مذيلا بسبب. وأما تقطيع شطر مجزوء البسيط فهو :
     مستفعلن فاعلاتن فاعلا
     أي بحذف ( تن) من آخره .
 

28 - ديسمبر - 2007
من الدرس العروضي الحديث ... نظريتان جديدتان لعالمين معاصرين
حول ما قبله    كن أول من يقيّم

هذا آخر ما سأنقله هنا ، والموضوع طويل وتواجهني في إنزاله عبارة stack overflow فأضطر إلى تنقيطه أسطرا معدودة في كل مرة ، لحين توفير الأخ زهير ظاظا الدعم اللوجستي لي لتمام عرضه.
سليمان أبو ستة

28 - ديسمبر - 2007
من الدرس العروضي الحديث ... نظريتان جديدتان لعالمين معاصرين
شفاك الله وعافاك    كن أول من يقيّم

أستاذنا  الأكبر / مروان العطية الظفيري

لا بأس عليك، شفاك الله وعافاك.، يا حامي التراث ومربي الأجيال. إن قلوب تلامذتك ومريديك وألسنتهم  تلهج بالدعاء أن يعجل الله  لك بالشفاء العاجل إنه وحده الشافي وهو مجيب الدعاء.
لم نكن نعلم بالمحنة التي ألمت بك، وظننا أنك انسحبت من منتدياتك لأمر في نفسك فاحترمنا إرادتك ولم نشأ مناقشتك في سبب هذا الغياب. ثم حين رأيناك تعود بمشاركاتك في واتا استبشرنا خيرا وصرنا نؤمل أنفسنا بموسم خصب جديد من  ضروب العلم والمعرفة، حتى أعلنت علينا النبأ الصارخ بأنك كنت تعاني محنة المرض وتعتب علينا التجاهل والنكران.. معك كل الحق في ذلك لو كنا نعلم قبل الآن.
وتقول إنك عائد للوطن لمواصلة العلاج ، فعد لنا سليما معافى بإذن الله ، ولا تحرمنا من فيض حديثك وحضورك البهي.

27 - يناير - 2008
أمنيــــــــــة ؛ ليتها تتحقق !!!
دعوة للاستفتاء    كن أول من يقيّم

من العجيب، وهذا المنتدى يعج بنقاد الشعر ودارسيه، أن لا يلتفت أحد لإسهام أمير العروض في تيسيره لطريقة تخفف عنهم عناء التعرف على أوزانه وتتيح لمن يعمل على تحقيق الدوايين، وهو لا يحظى بملكة الإيقاع العروضي، استكمال شروط البحث العلمي بفهرسة هذه الأوزان ، وهو ما أذكر أن أخي الدكتور عمر أخبرني به حين لجأ إليه أحد الدارسين لتحديد أوزان قصائد الديوان الذي كان يعمل على تحقيقه.
وإذن فهذا يكشف لنا عن مدى اهمية الجهد الذي بذله هذا الأمير ، واللقب أسبغه أخي الدكتور صبري أبو حسين عليه، كما أسبغ حافظ على شوقي لقب أمير الشعر في قوله:
أمير القوافي قد اتيت مبايعا *** وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
غير أني أخالف أخي صبري في قوله "إن هذه الطريقة لا تيسر السبيل أمام المبتدئ"، وليس بإمكاني أن أنقض قوله إلا بدعوة ضيوف هذا المنتدى والمشاركين فيه إلى تجربة طريقته ومعرفة نتيجتها في سرعة التعرف على الوزن ؛ أي أني أدعو إلى عرض الموضوع على الاستفتاء العلني.
وكذلك أخالفه في قوله: " تستدعي هذه الطريقة حفظًا سابقًا لتفاعيل البحور، وإلا طالبتَ المتعلم بمعرفة ما لم يعرفه من قبلُ". إذ أن الواقع عكس ذلك تماما؛ فهذه الطريقة تعمل على تحديد تفاعيل البحور بدون سابق معرفة بها. وقد كنت أرى أن تحديد التفاعيل كان سيتم لو أنا أخذنا بقاعدة الخليل في أن التفعيلة لا بد أن تتألف من وتد وسببين على الأكثر، عندها ستخرج لك التفاعيل العشرة ( من غير ما حاجة إلى الفاصلة الصغرى ) لولا أنك ستصطدم بتمييز تفاعيل المديد مثلا ، وهل هي : فاعلاتن فاعلن فاعلاتن أو هي : فاعلاتن فاعلاتن فعولن. ولن يدلنا على التقطيع الصحيح إلا توخي القانون الثاني من قوانين التقطيع عند الدكتور عمر.
وبودي أن يتذكر الدكتور صبري مقالا كتبه هذا الأمير وفضح فيه مسلك باحث آخر سطا على فكرته تلك، وزعم أنه اكتشفها أو ألهمها إلهاما، وأقام عليها كتابا بأكمله. ولم يكن هذا الموضوع الذي وردت فيه هذه الطريقة عند الدكتور عمر إلا مقدمة لكتاب في علم العروض  ينتظر الطبع.
وأما الفاصلة والفاضلة فهما من المصطلحات التي وضعها الخليل كما قرر ذلك صاحب الإرشاد الشافي، وإن كان بعض العروضيين يهملهما .
 

4 - فبراير - 2008
فن التقطيع الشعري
ومن أجل السائل الكريم نبدأ بالمقتضب    كن أول من يقيّم

ونحن كالأستاذ أبي ريحانة نسعى جميعا للعثور على بحث يدرس البحر المقتضب (وكل بحور الشعر العربي) دراسة وافية. وقد رأينا التنوخي يدرس البحور ويعرضها علينا كما درسها العروضيون قبله محتفظا بآرائه الخاصة عقب دراسة كل بحر في مباحث مستقلة سماها "نظرات تحليلية" ، قال: "لقد حافظنا في كل بحر على مصطلح العروض الذي وجدنا آباءنا على أمته، وحاولنا تيسير عسيره على النمط الذي وصفناه في الكلمة التمهيدية، وهو لا يمنع أن نتبع كل بحر بنظرات أو نقدات تحليلية نناجي بها المعلم المستقل بفهمه، والمتعلم الذي يريد أن ينتفع بعلمه".
هكذا، إذن، وجدناه يفتتح دراسة المقتضب بسبب تسمية الخليل له، وهي أنه اقتُضِب من الشعر، أي "اقتُطِع" منه ، وقيل: لأنه اقتضب من المنسرح، ويحتمل أن يكون هذا القول تفسيرا لقول الخليل.
ثم يعرج على وزنه في دائرته ( مع أنه لا يؤمن بجدوى الدوائر) ويأتي بشاهد لشاعر، ولم يصف شاهده بالمصنوع، على المقتضب التام، ووزنه:
مفعولات مستفعلن مستفعلن *** مفعولات مستفعلن مستفعلن
 ثم قال : والمقياس المستعمل لهذا البحر هو:
فاعلات مفتعلن *** فاعلات مفتعلن
ثم يذكر لنا جوازاته كما تنص عليها كتب العروض وهي الخبن في (مفعولات) والطي في (مستفعلن).
وفي نظراته التحليلية استعرض التنوخي أقوال السلف من العلماء في هذا البحر فقال:
"أنكر الأخفش أن يكون المضارع والمقتضب من الشعر العربي، وذهب إلى أنه لم يسمع منهما شيء، ويقول الزجاج: هما قليلان لا يوجد منهما قصيدة لعربي، وإنما يُروى البيت والبيتان، ولا يُنسَب بيت منهما إلى شاعر من العرب ولا يوجد في أشعار القبائل. وأما ابن القطاع فيقول عن المقتضب : هو مع قلته تقبله الطباع وتستحليه".
ويرى التنوخي أن في ذلك مما يجيز له أن يرد هذا البحر إلى المنسرح وأن يجعله مجزوءا له جزءا قبليا، لا مجزوء الدائرة، أو برده إلى الرجز والدِ إخوةٍ من الأبحر كالكامل والسريع والمنسرح . ثم يذكر رأي الشيخ عبد الفتاح بدوي الذي يرد المقتضب إلى مجزوء المتدارك، حيث يقطّع شواهد هذا البحر ومنها قوله:
أقبلت/ فلا/ح لها ***عارضا/ن كال/سبج
فاعلن فعل فعلن *** فاعلن فعل فعلن
قال بدوي: "ودخله الخبن والقطع في التفعيلة الثانية من الشطرين، وهم يجمعون على جواز القطع في المتدارك ، والخبنُ لا يختلف أحد في جوازه". قال التنوخي: وبعد أن رد بدوي بقية الشواهد إلى مجزوء المتدارك قال: "ظهر السبب فبطل العجب وتلاشى الوتد المفروق والمراقبة وبحر المقتضب".
ثم يخالف الشيخ بدوي بقوله: على أن بحر المقتضب يتلاشى اسمه برده إلى المنسرح ويبقى، بوزنه وجوازاته، ضربا من ضروبه، وأما المراقبة فقد جعلوا سببها وجود الوتد المفروق في مفعولات الواقعة في الحشو، وذلك " لأن ساكني سببيها – كما زعموا – ليس لهما ما يعتمدان عليه إلا الوتد المفروق فلم يقو لاعتمادهما عليه جميعا"، وهو تعليل لا يطمئن العقل إليه ، فقد حكي بعضهم سلامة مفعولات الأولى والأخيرة فلم يراع المراقبة في شيء منهما وأنشدوا :
لا أدعوك من بَعَدٍ *** بل أدعوك من كَثَبِ
مفعولات مفتعلن *** مفعولات مفتعلن
فأنت ترى اجتماع الفاء والواو في (مفعولات) فأين المراقبة؟
ثم يقول : " بله إن الفراء قد حكى حذف الفاء والواو معا فتصير مفعولات بالنقل (فعلات)، ونظم بعضهم للتمثيل:
فتكات فارسنا *** ضربوا بها المثلا
فعلات مفتعلن*** فعلات مفتعلن.
ولم يذكر التنوخي أن هناك ضربا من المقتضب هو : مفعولن ، وعليه قول الحسين بن الضحاك:
عالم بحبيه *** مطرق من التيه
يوسف الجمال وفرعون في تعديه
وكان د. إبراهيم أنيس قد ذكر هذا الشاهد في بحر المقتضب الذي رفضه مع المضارع ، ولم يفطن إلى أنه استدرك على الخليل ضربا لم يعرفه العروضيون قبله.
وقد زاد د. عمر خلوف في كتابه ( كن شاعرا ) على هؤلاء جميعا مشطورين للمقتضب ، أولهما قول ابن القاسم الواسطي:
فضة على ذهبِ
توجت من الشهب
في سنا من اللهب
والثاني من قول أبي بكر بن رحيم :
قل لكوكب الحسنِ
منتهى المنى مَنّي
بالوصال أو مُنّي
فإذا أردت سيدي أن تجد بحثا يدرس البحر المقتضب دراسة وافية ، فاقرأ الكتب التي ذكرناها بأعلاه ، أو اكتف بهذه المداخلة القصيرة.
 

10 - مارس - 2008
مع كتاب "إحياء العروض" للعلامة عز الدين التنوخي
صبرا يا خلوف، صبرا    كن أول من يقيّم

التنوخي والبدوي، من قبله، يتبعان فكرة الجزء القبلي ( وهي فكرة اتبعها الدكتور عبد الله درويش على الرغم من إنكاره أنه اطلع على كتاب بدوي)، وهؤلاء العروضيون الثلاثة يسعون وراء التبسيط . فسامحهم، يا أخي، إذا ضحوا ببعض المنطق في شروحهم لعلم العروض!

12 - مارس - 2008
مع كتاب "إحياء العروض" للعلامة عز الدين التنوخي
مع التنوخي في كتابه    كن أول من يقيّم

يأخذ التنوخي في تناوله لبحور الشعر بالمنهج الموروث، كما ذكرنا، مفسحا المجال لنظراته الخاصة به عقب انتهائه من مبحث كل بحر. وابتدأ بالمتدارَك ( بفتح الراء)  "لأن الأخفش تداركه على الخليل" وقيل "هو بكسر الراء لأنه تدارك (المتقارب)، وقد التحق به لخروجه منه بتقديم السبب من (فعولن) على وتده"، وكلامه هذا يعني عدم اتفاق العروضيين على استدراك الأخفش له.
وهو يبدأ أول خطواته التبسيطية في وضع جدول بياني لكل بحر يعرض فيه أعاريضه وضروبه على النحو التالي:
                                  1- المتدارك التام
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن * (1) * فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
 
                                 2- المتدارك المجزوء
+     +       +    ـــ      * (2) *  +       +    فاعلاتن  ـــ
+     +       +    ـــ      * (3) *  +       +    فاعلان   ـــ
+     +       +    ـــ      * (4) *  +       +   فاعلن     ـــ
ويبين سبب وضعه الجدول على هذا النحو بقوله: " العروضيون يسمون كل ضرب باسم ، فهذا الضرب الأول هو (المرفل) والثاني (المذيل) والثالث (الصحيح)؛ وضروب البحور جمة فهي كثيرة الأسماء مما تنوء به الحافظة القوية، ونرى تيسيرا لهذا العلم أن يكتفى من الطالب بمعرفة الضرب بعدده فيقول: هذا البيت من المتدارك الأول أو الثاني أو الرابع، وهي طريقة المعري في لزومياته، وقد رمزنا في الجدول البياني للعروض الأولى مثلا برقم (1) وللثانية برقم (2) وهلم جرا سائر الأعاريض وأما الأرقام الصغيرة التي وسط التفاعيل فهي التي تدلنا على أضرب البحر بأعدادها".
وعند هذا الحد من الشرح لضروب المتدارك يشرع في ذكر زحافاته قائلا: نحن الأن نسمع لأول مرة لفظ (الزحاف) مذكرا بمنهجه الذي أشار إليه في مستهل كتابه ووصفه إياه بأنه: " أول كتاب لم يبدأ فيه بتعليم العلل والزحافات لكيلا يبنى فيها معلوم على مجهول، ولأيسر على الطالب أن يتعلم في دراسة كل بحر ما يعرض له من علة وزحاف، وذلك لرؤيته في كل بحر ما يطرأ على مقياسه الأصلي من اختلاف أو نقص عارض".  وهو يذكر المتدارك زحافي الخبن والتشعيث ( على رأي الجوهري في تسمية كل التغيرات زحافا).
وقد كان منتبها إلى عدم الخلط بين الخبب والمتدارك ( وهو يعتبرهما بحرا واحد ) في توزيعه للزحافات، قال: "وقد يوجد ذلك كله في هذا البحر مع سلامة الأجزاء فتحصل لك خمسة أقسام جائزة:
1-   سلامة الأجزاء كلها : ( فاعلن فاعلن ... )
2-   خبن الأجزاء كلها :   ( فَعِلن فَعِلن ...)
3-   تشعيث الأجزاء كلها: ( فَعلن فَعلن... )
4-   تشعيث بعضها وخبن بعضها: ( فَعلن فَعِلن ... )
5-   عكس هذا الوضع : ( فَعِلن فَعلن ... )
ويجيئنا التنوخي بتداريب على كل قسم من الأقسام السابقة ، ومعظم هذه التداريب من نظمه هو، ولا سيما حين لا يجد لها شواهد عند الشعراء كقوله في قسم الوزن المشعث: ومنه الوزن الرباعي، وهو وزن موسيقي يستهوي قلوب الأطفال، ومنه:
هذا قطّي *** حلو النَقطِ
حلو القفزِ *** حلو النطِّ
ويعلل لهذا الوزن الرباعي بقوله: "ونحن نعده شعرا على رأي الزجاج لحاجتنا إلى مثل هذه الأوزان". ولا أدري من أين جاء التنوخي رحمه الله بهذا الرأي للزجاج ، وقد عرفنا من خلال تحقيقنا لكتابه أنه كان متشددا إزاء قبول مثل هذا الوزن الذي لم يذكره الخليل.
ويبدو لنا أن ملاحظة التنوخي لسلوك الزحاف في المتدارك دقيقة على الرغم من أنه لم يجد شواهد عليها مما اضطره إلى محاولة نظم هذه الشواهد فيما أسماه (التداريب)، يقول في بعض تداريبه على الضرب المرفل من المتدارك:
دار سعدى بشحرِ عُمانِ *** قد كساها البلى المَلَوانِ
يا بني عمّنا لم نَزَل *** نرتجي منكم الحَسََناتِ
والبيت الأول شاهد عروضي صنعه العروضيون من قبل ، ولكن البيت الثاني ( وهو من نظم التنوخي ) جاء بعروضه صحيحة غير مخبونة، وقال معقبا: "الضرب في هذا البيت الأول مخبون كعروضه للتصريع، وبعد المطلع يلتزم الشاعر في العروض صحتها". وقوله هذا صائب وينم عن ذائقة عروضية سليمة، ولم أجد أحدا من العروضيين التفت إليها إلا خشان خشان فيما أذكر فيما أشار إليه بثقل ظاهرة ورود (1 3 1 3 ) ، بل إن الدكتور عمر خلوف مرّ على هذه الظاهرة مرور الكرام وذلك حين مثل لهذا الضرب بالبيتين التاليين:
دار سعدى بشحر عمان *** قد كساها البلى الملوان
هذه دارها أقفرت *** أم زبور خلت في الزمانِ
( هذا إن لم يجئنا بألف شاهد على هذا الضرب بعروض مخبونة ! )
ويختم التنوخي حديثه عن البحر بالإشارة إلى المقاطع الصوتية الطويلة والقصيرة، وأن ( تن ) هي الوحدة الصوتية الموسيقية  وبتكرارها يحصل معنا ( تن تن ) فتوزن بها الكلمة القصيرة مثل ( حُسنٌ ) وبتفعيلها نجدها على وزن ( فَعلُن )، ثم إذا كررنا (فَعلُن) أربع مرات وقسمناها شطرين، حدث لنا وزن شعري يستهوي الصبيان (والبنات أيضا !) وتستعذبه الآذان:
هذا قطّي *** حلو النقط
وكما يعتبرالتنوخي أن ( تن ) هي الوحدة الصوتية، فإنه يتخذ (فاعلن) الوحدة الشعرية التي نقيس عليها الأوزان، وإن كانت ( فَعلُن ) أبسط منها وأصلا لها ، كما يرى أن ( فاعلن ) أصل ( فاعلان) يزيادة ساكن عليها، وهي أصل ( فاعلاتن) بزيادة (تن) . ويعدنا بأننا سنرى كيف يمكن رد تفاعيل البحور كلها إلى ( فاعلن) ومقلوبها ( فعولن) .
ونحن معه سائرون حتى النهاية لنرى كيف يمكن تحقيق ذلك .. فصبرا إن الطريق طويلة،،،

13 - مارس - 2008
مع كتاب "إحياء العروض" للعلامة عز الدين التنوخي
 3  4  5  6  7