البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات فواز الجابري

تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
لنحافظ عليها    كن أول من يقيّم

  موضوع أصل اللغات موضوع شيق كثيرا لكنه متشعب كثيرا, وهنا أحب أن أنوه أن الحديث عن الابجديات اللغوية وأصلها يختلف تماما عن الحديث عن اللغة المحكية وأصلها, فالابجديات المكتوبة يمكن أن تكتب بها أكثر من لغة محكية بل ومئات اللغات كما نشاهد أمامنا اليوم من اتساع استعمال الابجدية اللاتينية في كتابة كافة اللغات الاوروبية القديمة والحديثة على اختلاف منابعها وأصولها, واستعمال الابجدية العربية الحديثة في كتابة اللغات العربية والفارسية والاردية والافغانية رغم الفروق الشاسعة في اصول وقواعد تلك اللغات. ويحدثنا التاريخ القديم والحديث عن شعوب غيرت أبجدية كتابة لغاتها أكثر من مرة كاللغات الكنعانية(من الابجدية المسمارية الى الاوغاريتية) والفارسية(من الابجدية السنسكريتية الى الابجدية العربية)والتركية(من الابجدية العربية الى اللاتينية) والكرواتية( من الابجدية السيريلكية الى اللاتينية).
 بالنسبة للغةالعربية المحكية الحديثة ( وهي بيت القصيد في معرضنا هذا) فالاعتقاد السائد بين علماء اللغويات هو وحدة أصلها مع مايسمى "باللغات السامية" الاخرى الحية وهي : الامهرية, العبريةو السريانية وهذا واضح لاي دارس عابر لقليل من تلك اللغات المذكورة ومقارنتها مع بعضها بعضا ألفاظا وتعابيرا وقواعدا , ويشترك مع تلك اللغات بعضا من اللغات البائدة كالآشورية والكنعانية والآرامية والنبطية. وهنالك رأيان سائدان في تفرع تلك الغات من اللغة الام المفترضة, فالاول يقول بالمنشأ الاصلي للغة الام تلك في شبه الجزيرة العربية ثم تعممت الى بلاد الشام والرافدين مع موجات الهجرة البشرية المتكررة عبر التاريخ من شبه الجزيرة العربية لتلك المناطق, أما الرأي الثاني فيعكس الهجرات البشرية ويفترض أن اللغة الام وجدت في بلاد الرافدين أو الشام أصلا ثم تفرعت الى اللغات السامية المتعددة التي ذكرنا ومنها وصلت الى شبه الجزيرة العربية على شكل اللغة العربية الحديثة بواسطة الهجرات البشرية.
  في رأيي, وأيا كانت الغلبة لاحدى هاتين النظريتين, فانه من الثابت أن اللغة العربية الحديثة هي واحدة من مجموعة للغات السامية القديمة والحديثة وقد عكست بقواعدها وغناها الجمالي واللفظي والاسلوبي الانتاج الحضاري العظيم لتلك المنطقة الواسعة من العالم(الجزيرة والشام والعراق) منذ فجر التاريخ المكتوب ولغاية اليوم مرورا بالمحطة التاريخية العظيمة المتمثلة بظهور الاسلام ونزول القرآن الكريم باالغة العربية المعروفة في شبه الجزيرة العربية آنذاك, ولاننسى كذلك أن الانبياء العظام بدأ بالمسيح عليه السلام رجوعا الى نوح عليه السلام قد استعملوا اللغات الآرامية والبابلبة والآشورية وغيرها.
  بالنسبة لاصل الكتابة العربية فهنالك أيضا نظريتان: الاولى تقول أن "الكتابة السينائية"(نسبة الى شبه جزيرة سيناء) هي أصل الكتابة العربية وأخواتها النبطية والعبرية والسريانية والآرامية وغيرها معتمدين في ذلك على بعض النقوش المشاهدة في "أم الجمال"(شرق الاردن) و"مدائن صالح"(شمال السعودية) تعود الى القرن الرابع الميلادي والتي تشابه تماما الكتابة العربية الحديثة بدون تنقيط وتشابه كذلك الكتابات السينائية القديمة والكنعانية الاوغاريتية, أما النظرية الثانية فتعتقد "بالاصل الكنعاني" للأبجدية العربية المكتوبة انطلاقا من تشابه أشكال الاحرف من جهة وتطابق ترتيبها الابجدي من جهة أخرى في كلتا اللغتين. 
 المهم جدا, وعند البحث في أصل اللغة - أي لغة كانت - مراعاة مايلي:
1- عدم التعصب لاي عرق أو دين أو لون في البحث اللغوي وعرض المعطيات الموجودة امامنا بكل تجرد وموضوعية للوصول مايمكن الى الحقيقة. فكوني مسلم عربي لايعني بالضرورة اعتبار اللغة العربية هي أم اللغات وأصلها في العالم أجمع, وكوني مسلم غير عربي لايعني أن لغتي الفارسية أو التركية أو الاوردية هي الاقدم والاكثر تفوقا وغنى, وكوني مسيحي عربي لايعني بالضرورة أن اللغة الآرامية أو السريانية هي السباقة الى الوجود, أما كوني غير مسلم وغير عربي يجب الاّ سببا على الاطلاق في تحجيم مكانة ودور اللغات الشرقية القديمة والحديثة في مسير الحضارة الانسانية.
2- اتخذت بعض الحركات والاحزاب السياسية في الوطن العربي تاريخ وأصل اللغة تشريعا فكريا ومسوغا نظريا لقيامها, ففي حين اعتبر"دعاة الفرعونية" في مصر أن اللغة العربية الفصحى لهي دخيلة عليهم ويجب تعلمها للأغراض الدينية فقط, كان "القوميون السوريون" في بلاد الشام يقولون "بالاصل الآرامي" لسكان بلاد الشام اعتمادا على أن اللغة الآرامية هي الاقدم وهي أم اللغة السريانية واللغة العربية. أما "القوميون اللبنانيون" فقد رأوا أن الفينيقيين الذين سكنوا لبنان الحالي (بحدوده الحالية التي رسمها الفرنسيون....!!)حصرا هم أساتذة الحضارة في بلاد الشام والعالم أجمع بأبجديتهم الفينيقية ولغتها الاقدم في التاريخ المكتوب آنذاك.
 اللغة, عند أي شعب وعبر أي زمان, هي الوعاء الثقافي والحضاري له, وهي التي تحمل أفكاره وتترجم آماله وآلامه, وتنشر ابداعاته الى الشعوب الاخرى. فلنحافظ على لغتنا العربية الجميلة والعملاقة أينما كنا ومن منا, ولنتذكر هبة الله لنا عندما حفظ القرآن العظيم تلك اللغة حتى الآن من غوائل التحريف وزواريب الضياع.

3 - مارس - 2006
ما أصل اللغة? هل اللغة العربية أم لغة أخرى?
تحول فكري بدون إكراه    كن أول من يقيّم

 اتفقت المصادر التاريخية المتعددة سواء العربية الاسلامية أو الاوروبية الغربية على أن تحول مصر "المذهبي" اتى بصورة تدريجية وفي سياق التحول الطبيعي المبني على ضرورة الظروف التاريخية التي كانت تعاني منها مصر في نهاية عهد الدولة الفاطمية.
 فقد دخل النصف الثاني للقرن الثاني عشر الميلادي على مصر والخلافة الفاطمية"الشيعية" الحاكمة فيها تعاني سكرات الموت نتيجة الضعف الشديد لشخصية الخليفة ومركزه الحكومي من جهة وللخلافات العميقة بين وزراء الخليفة العديدين من جهة اخرى, وتحدثنا معظم المصادر على أن آخر 28 وزيرا في عهد تلك الدولة قد ماتوا اغتيالا, وهذا يدلنا على مدى دور السائس والمؤامرات والاحلاف في تسيير شؤون الدولة حينذاك.
 لم تمنع صحوة ضمير العاضد بالله - آخر خليفة فاطمي - في منع صراع وزيريه ضرغام وشاور على سدة الوزارة, كما لم تمنع أيضا تحقيق أطماع ملك القدس الافرنجي آنذاك أمرليك (آموري) في مصر الثروة والموقع الاستراتيجي المميز, اذ كان الملك الافرنجي يدرك تماما أن السبيل الوحيد الى انقاذ الممالك الفرنجية في بلاد الشام من براثن المجاهد الاكبر نور الدين محمود زنكي (صاحب حلب والموصل) هو الاستيلاء على مصر لما تمثله من مخزون مادي وبشري واستراتيجي عظيم.
 رأى العاضد بالله أن السبيل الوحيد لانقاذ مصر من أطماع ملك القدس الفرنجي هو الاستنجاد بنور الدين زنكي وخاصة بعدما نمى الى علمه أن الوزير شاور (بعد تآمره على ضرغام وقتله) قد استنجد سرا بملك الفرنجة يدعوه فيها الى ملك مصر مقابل ابقائه في مركز الوزارة حيث ان الهواجس قد ركبت شاور أيضا من اتساع ملك نور الدين زنكي ونبل أهدافه ووضوح غايته في توحيد البلاد الاسلامية تحت علم واحد ثم تحريرها من المحتل الفرنجي الغاصب.
 كان للصراع بين ملك الفرنجة وحليفه شاور من جهة وبين نور الدين والخليفة الفاطمي من جهة أخرى صولات وجولات استمرت على مدى خمسة عشر عاما تقريبا وشملت دخول الجيوش الاسلامية والفرنجية مصر أكثر من مرة ثم انسحابها منها بناء على أكثر من معاهدة واتفاق, لكن الغلبة كانت في النهاية لفريق نور الدين (ممثلا في أسد الدين شيركوه قائد جيشه وابن أخي أسد الدين صلاح الدين) والخليفة العاضد على فريق الفرنجة وشاور عام 1169م وموت شاور قتلا.
 لم يكن الخليفة العاضد جاحدا لفضل أسد الدين وصلاح الدين في حماية مصر من العدوان الفرنجي وتخليصها من دسائس شاور فقلد يوسف صلاح الدين الوزارة في مصر رغم تمنع صلاح الدين نظرا لصغر سنه, لكنه قبلها في النهاية بعد تشجيع عمه وأبيه(نجم الدين أيوب) له.
 بالمقابل, كان صلاح الدين وفيا لثقة الخليفة العاضد فيه, فلم يحاول خلعه أو الثورة عليه رغم مرض الاخير وضعفه ورغم أن الجيوش الشامية قد جاءت تحت علم نور الدين زنكي التابع نظريا للخلافة العباسية"السنية" في ذلك الوقت.
 تزامنت وفاة الخليفة العاضد المريض مع تغيير الدعاء في المساجد المصرية من الخليفة الفاطمي الى الخليفة العباسي بأمر من نجم الدين أيوب والد صلاح الدين, وقد أنقذت وفاة الخليفة العاضد صلاح الدين من الحرج الذي وقع فيه بين وفائه للعاضد من جهة وبين التزامه تحت راية نور الدين والخليفة العباسي من جهة أخرى, حيث وجدها فرصة مناسبة لالغاء الخلافة الفاطمية"الشيعية" دون أدنى معارضة أو احتجاج من سواد الشعب المصري"الشيعي" في ذلك الوقت.
 اتبع صلاح الدين الايوبي خلال وجوده في مصر سياسة التحول التدريجي السلمي من المذهب الشيعي الى المذاهب السنية حيث لم يستعمل العنف مطلقا في الاعتناق المذهبي وترك الناس تختار ما تشاء من المذاهب, على أنه يقال أنه أحرق الكتب الداعية الى التشيع في مصر وأدخل عوضا عنها كتب أهل السنة, أي أن التحول كان فكريا عقليا محضا في كل الاحوال.

9 - مارس - 2006
ما هو غموض انتهاء الدولة الفاطمية?
احذروا المغالطات    كن أول من يقيّم

مع اتفاقي التام معك ياأخ "معطل" في كون حمى الحكم هي السبب الرئيسي لسقوط الممالك واضمحلال الدول الا ان هنالك بعض المغالطات التاريخية التي أوردتها أود التنويه بها:
1- لم يكن المماليك موجودين أصلا في فترة نهاية الدولة الفاطمية بل ظهروا الى الوجود كقوة سياسية بعد سقوط الدولة الفاطمية بحوالي سبعين عاما حيث أسسوا دولتهم على أنقاض الدولة الايوبية التي كانت "شجرة الدر" آخر ملوكها...!!!
2- الذي أحرق الكتب التي تدعو الى التشيع هو صلاح الدين الايوبي وليس المماليك.....!!
وشكرا لسعة صدركم....

4 - مايو - 2006
ما هو غموض انتهاء الدولة الفاطمية?