البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 415  416  417  418  419 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
وقفة على جبل نيبو مع البابا بندكتس السادس عشر    كن أول من يقيّم

وقفة على جبل نيبو مع البابا بندكتس السادس عشر
بسيم سويلم الريحاني: جريدة الرأي الأردنية
السياغة الذي يقع شمال غرب مدينة مادبا بحوالي 15كم ويبعد عن نهر الأردن 18 كم شرقاً وعلى ارتفاع 838 متراً فوق سطح البحر يشرف على نهر الأردن والبحر الميت وأريحا ومن فوق قمة هذا الجبل نشاهد أنوار القدس وبيت لحم وجبال الخليل. هذا الجبل الذي صعد اليه النبي موسى عليه السلام، لينظر إلى فلسطين، فقد جاء في سفر التثنية: وارتقى موسى جبل نبو إلى قمة الفسحة من سهول مؤاب المقابلة لأريحا فأراه الله جميع الأرض من جلعاد إلى دان والنقب ووادي الأردن واريحا ميدنة النخيل حتى بعينيك ولكنك اليها لن تعبر. فمات موسى عبد الرب في أرض مؤاب مقابل بيت فغور ولم يعرف احد قبره الى هذا اليوم وكان موسى قد بلغ من العمر مئة وعشرين سنة حين مات لم يكل بصره ولا غاضت نضارته وناح بنو اسرائيل على موسى في سهول مؤاب طوال ثلاثين يوماً.
وبعد مرور 3225 عاماً وفي سنة 2000 ميلادية وقف البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، رحمه الله، في المكان الذي وقف عليه النبي موسى على جبل نيبو لينظر من هناك إلى فلسطين والى نهر الأردن حيث المغطس وحيث تعمّد السيد المسيح وإلى أريحا والقدس وبيت لحم والخليل وسيقف على جبل نيبو في اليوم الثاني من زيارته للمملكة الأردنية الهاشمية قداسة البابا بندكتس السادس عشر ليسير على خطى النبي موسى.
وخطى البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، ولينظر من هناك الى نهر الاردن وفلسطين والقدس مدينة المحبة والسلام وجامعة الأديان السماوية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلامية) واما سبب تسمية هذا الجبل بجبل نبو أو نيبو فيعود ذلك الى أن نبو كان إله الكتابة والحكمة عند البابليين والآشوريين وهناك تمثالان أشوريان لهذا الإله في المتحف البريطاني نصبهما الملك الآشوري أدد الثالث 809-782 ق.م وقد فتح هذا الملك دمشق وضم مدينة صور إلى امبراطوريته وهناك العديد من الملوك البابليين الذين تسموا على اسم الإله نبو منهم الملك البابلي نبونيدس، آخر ملوك البابليين والذي حكم من 559-539ق.م وهذا الملك البابلي كان قد اتخذ واحة تيماء مقراً صيفياً له حين اعتزل في هذه الواحة في آخر ايام حياته مدة عشر سنوات كما ان هذا الملك نبونيدس كان قد قضى على دولة الادوميين في جنوب الأردن وقد وجدت في سلع بمحافظة الطفيلة، مسلّة كتابية تخلّد ذكرى زيارة الملك نبونيدس، لجنوب الأردن، كما أن جبل نيبو يدعى بجبل سياغة، وهي كلمة ارامية سريانية تعنى السياج، أو الحد الفاصل. هذا وقد زار جبل نيبو/السياغة، العديد من الرحالة الأجانب، منهم ان سائحة إسبانية اسمها اثاريا كانت قد زارت جبل نبو وكتبت في يوميات حجّها للأراضي المقدسة سنة 394م وكانت قد زارت مقام النبي موسى على قمة جبل نيبو وذكرت أن رهباناً قديسيين يعيشون هناك وانهم يحسنون الضيافة وبعد حوالي مائة عام أي في نهاية القرن الخامس الميلادي زار الجبل اسقف من جورجيا الواقعة على مقربة من البحر الأسود وقال في مذكراته: في طريقنا من تل الرامة إلى مادبا عرجنا عند منتصف الطريق إلى الجبل المقدس، جبل موسى، وفيه معبد جليل واسع جداً، واديرة عديدة شيّدت حوله إلا أن هذه المباني الاثرية من اديرة وكنائس ومساكن للرهبان ومنازل للسكان قد تعرضت للدمار بسبب الزلزال الكبير الذي ضرب المنطقة سنة 551م ولكن اهل المنطقة اعادوا فيما بعد بناء الكنائس والاديرة عام 597م حيث وجدت كتابة في كنيسة المعمودية تذكر ذلك وفي سنة 1217م مر بتلك المنطقة سائح أجنبي كان متجهاً الى الشوبك فذكر ان عدداً قليلاً من المسيحيين كانوا يقيمون على سفح جبل نيبو .... إلخ

1 - يونيو - 2010
عصر محمد في المصادر غير العربية
ملوك فرنسا في عصر محمد (ص)    كن أول من يقيّم

الميروفنجيون سلالة من قبائل السليان من الفرنكيين كانت أول من حكم الفرنكيين إلى حد كبير في المنطقة المقابلة لفرنسا من منتصف الخامس إلى منتصف القرن الثامن.
وتتضارب الأنباء عن تاريخ الإمارة القديم ولايمكن معرفة أي تاريخ من تواريخ تولي الملوك الحكم أو معرفة حدود الدولة بدقة.
قليل من المصادر المكتوبة تخبر أن الميروفنجيين هم أول من حكم الفرنكيين ثم تبعهم الكارولينجيين.
يعتبر كلوديون الملتحي هو أوّل من اتخذ لقب ملك الفرانك الساليين ويعتبر كلوفيس الأول مؤسس كلا من فرنسا وحكم سلاله الميروفنجيين التي حكمت الفرنكيين لقرنين.
أما الملوك الميروفينجيون فهم:
• شيلبيريك الأول {في سواسون} 561 - 584.م
• جونترام {في بيرجندي وأورليون} 561 - 592.م
• سيجيبيرت الأول {في رايمز} 561 - 575.م
• شاريبيرت الأول {في باريس} 561 - 567.م
• شيلديبيرت الثاني {في رايمز} 575 - 595.م واستولى على عرش بيرجندي وأورليون عام 592.م
• ثيوديبيرت الثاني {في رايمز} 595 - 612.م
• ثيودوريك الثاني {في بيرجندي وأورليون} 595 - 613.م
• سيجيبيرت الثاني {في بيرجندي وأورليون} 613 - 613.م
• كلوتير الثاني {في سواسون} 584 - 629.م وملك على فرنسا 613 - 628.م
• داجوبيرت الأول 629 - 639.م
• شاريبيرت الثاني {في آكيتين} 629 - 632.م
• شيلبيريك {في آكيتين} 632 - 632.م

1 - يونيو - 2010
عصر محمد في المصادر غير العربية
من تاريخ البابوية    كن أول من يقيّم

القرن السابع:
أعتُبر البابا في روما أنه خليفة بطرس ورئيسا للكنيسة ومحل ابن الله على الأرض "نحو عام 590م". ونحو عام 600م تم نشر التعليم الخاص بالمطهر. وفي نفس الزمن أيضاً انتشر احترام آثار القديسين، والحج إلى الأماكن المقدسة. ثم إدخال الصور والتماثيل إلى أماكن العبادة للتبرك بها.

1 - يونيو - 2010
عصر محمد في المصادر غير العربية
كرة القدم    كن أول من يقيّم

في عام 217 م : فاز الانجليز بأحد فرقهم على فريق حامية رومانية..عام 500م: من شدة فرحهم برحيل الاستعمار الروماني مارس شعب ((ويلز)) الكرة.

عام 600م: رسم احد الفنانين في جواتيمالا نوعا من أنواع الكرات وصورا لممارسة كرة قدم بدائية..

1 - يونيو - 2010
عصر محمد في المصادر غير العربية
انسطاسيوس الأول بابا الإسكندرية     كن أول من يقيّم

انسطاسيوس الأول بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطيه رقم 36 (605م - 616م).
• المدينة الأصلية له : الأسكندرية
• الاسم قبل البطريركية : انسطاسيوس
• تاريخ التقدمة : 24 بؤونه 321 للشهداء - 18 يونيو 605 للميلاد
• تاريخ النياحة : 22 كيهك 332 للشهداء - 18 ديسمبر 616 للميلاد
 مدة الإقامة على الكرسي : 11 سنة و6أشهر
• مدة خلو الكرسي : يومان
• محل إقامة البطريرك : دير الزجاج
• محل الدفن : دير الزجاج
• الملوك المعاصرون : فوكاس - هرقل الأول
• كان من أكابر الإسكندرية رئيساً على الديوان ثم صار بعد ذلك قساً على كنيسة الثغر الإسكندري وبعد قليل أختير للبطريركية.
• اهتم اهتماماً بالغاً بالكنائس ورسم أساقفة وكهنة على الجهات الخالية.
• استعاد من الملكيين ما كانوا قد اغتصبوه لأنه كان محبوباً منهم لعلمه وفضله وتقواه وأرجع الكثيرين منهم إلى الإيمان الإرثوذكسى.
• من كثرة علمه وفصاحته كان يكتب كتاباً روحياً كل سنة، وقد ظل على الكرسي المرقسى اثنتى عشرة سنة وستة أشهر وعشرة أيام كتب أثناءها اثنى عشر كتاباً ثم تنيَّح بسلام.
تعيد الكنيسة بنياحته في الثانى والعشرين من شهر كيهك. صلاته تكون معنا آمين.
• السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا انسطاسيوس "ال36" (22 كيهك)
في مثل هذا اليوم من سنة 611 م تنيَّح الاب القديس أنسطاسيوس السادس والثلاثون من باباوات الإسكندرية. كان هذا الاب من أكابر الإسكندرية، وكان في أول أمره رئيسا علي الديوان، ثم صار فيما بعد قسا علي كنيسة الثغر الإسكندري، وبعد قليل اختبر للبطريركية، فاهتم بالكنائس اهتماما زائدا، ورسم أساقفة وكهنة علي الجهات الخالية، وشيد عدة كنائس، واستعاد من الملكيين ما كانوا قد اغتصبوه، لأنه كان محبوبا منهم لعلمه وفضله وتقواه، وارجع كثيرين منهم إلى الإيمان الأرثوذكسي، ولما مات ملك القسطنطينية، وشي بعض الأشرار إلى خليفته إن البطريرك لما رسم حرم الملك وأمانته، فغضب الملك وأرسل إلى والي الإسكندرية إن يسلم إلى أولوجيوس بطريرك الروم كنيسة قزمان ودميان وأوقافها، فخزن الاب من ذلك كثيرا، غير إن الرب عزاه من ناحية أخرى، وذلك إن بطرس المخالف بطريرك إنطاكية كان قد مات، وأقيم عوضا عنه راهب قديس عالم يسمي أثناسيوس قويم المعتقد، الذي بمجرد أن صار بطريركا عمل علي تجديد الاتحاد بين كنيستي الإسكندرية وإنطاكية، فكتب رسالة بالإيمان المستقيم، وأرسلها إلى الاب أنسطاسيوس ففرح بها جدا وجمع بعضا من الأساقفة والكهنة وقراها عليهم، ثم رد علي الاب أثناسيوس بأنه يتمني من صميم قلبه إن يراه ، فحضر الاب أثناسيوس إلى الإسكندرية ومعه الأساقفة والكهنة، فلما علم بقدومه الاب أنسطاسيوس، وكان بالأسقيط حضر إلى الإسكندرية وذهب إلى البحر مع الأساقفة والكهنة واستقبله بالتحية والإكرام، ثم عقدوا مجمعا بأحد الأديرة التي علي ساحل البحر استمر شهرا وهم يتباحثون في أصول الدين ، ثم عاد البطريرك الأنطاكي إلى كرسيه بسلام، وكان الاب أنسطاسيوس مداوما علي تعليم رعيته بنفسه وبكتبه، وكان من كثرة علمه وفصاحته يكتب كل سنة كتابا، وقد ظل علي الكرسي البطريركي اثنتي عشرة سنة وستة اشهر وعشرة أيام، كتب أثناءها اثني عشر كتابا رتبها علي حروف الهجاء القبطية أي انه ابتداء في أول سنة بحرف A وفي الثانية بحرف B وهكذا إلى إن كتب الكتاب الثاني عشر ورسمه بحرف L، ثم تنيَّح بسلام.
• السيرة بحسب "سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية"
• سيامته بطريركًا:
بعد نياحة البابا دميانوس توجهت الأنظار إلى كاهن كنيسة الإنجيليين الأربعة بالإسكندرية القمص أنسطاسيوس، ابن أحد أشراف مدينة الإسكندرية الذي تعلم بمدرسة الإسكندرية واشتغل قاضيًا في القصر، وقد عرف بتقواه وورعه مع غزارة علمه. أجمع الشعب الإكليروس على سيامته بطريركًا، عام 598م (314ش).
• أعماله الرعوية:
كان الإمبراطور فوقا بالقسطنطينية يتسم بالعنف والبطش أكثر من غيره، فقد حَرَّم على البطاركة الأرثوذكس دخول الإسكندرية، تاركًا للملكيين (المعينين من قبل الإمبراطور) أن يغتصبوا أغلب كنائس المدينة العظمى، وكانت لهم سلطة مدنية وسياسية أكثر منها دينية. أما البابا أنسطاسيوس فبسبب شرف نسبه لم يجسر الولاة على منعه من دخول المدينة، فكان بحكمة وجرأة يتحرك داخل الإسكندرية وخارجها، وقد استرد ما استولى عليه الملكيون ورمّم بعضها إذ كان قد تخرب بسبب الاضطرابات التي يثيرها الملكيون. هذا وقد قام ببناء كنائس جديدة، واهتم بسيامة عدد كبير من الكهنة في مناطق متفرقة.
• اضطهاده:
كان أولوجيوس البطريرك الملكي شريرًا، رأى التفاف الشعب كله حول بطريركه، كما لاحظ احترام الوالي له، فأرسل إلى الإمبراطور فوقا - مغتصب العرش - يقول له إن الأنبا أنسطاسيوس قد جمع الشعب في كنيسة القديس يوحنا المعمدان، وأعلن حرمانه لمجمع خلقدونية ولكل مناصريه بما فيهم أولوجيوس والإمبراطور، فلما سمع فوقا ذلك كتب لوالي الإسكندرية يسأله اغتصاب بعض الكنائس وأوانيها من أنسطاسيوس وتسليمها لأولوجيوس، فاستولى الوالي على كنيسة القديسين قزمان ودميان وأمهما واخوتهما بالقوة، إذ خرج على رأس كتيبة من الجند ومعه أولوجيوس، الأمر الذي أثار الشعب وقد استشهد عدد ليس بقليل من المؤمنين، ولم يسمحوا للجند أن يصلوا إلى باباهم. وإذ صار الموقف يتأزم يومًا بعد يوم انسحب البابا إلى برية شيهيت حزين القلب، يقضي أيامه ولياليه في الأصوام والصلوات بدموع لتتدخل العناية الإلهية. وقد تدخلت عناية الله إذ قام موريس على أخيه فوقا وقتله وجلس على العرش.
في أيامه افتتح كسرى ملك الفرس بلاد الشام ووصل إلى حدود مصر يهددها ويتوعدها، وكان كثيرون من مسيحي سوريا قد هربوا إلى مصر ملتجئين إليها من ظلم الفرس، فكان البابا أنسطاسيوس يبذل كل الجهد ليخفف آلام هؤلاء اللاجئين ويسندهم. وهنا لا ننكر موقف البطريرك الملكي يوحنا الملقب بالرحيم، الذي كان قد جاء بعد ثيؤدورس خلف أوليجوس، إذ كان يحمل لطفًا ورقة فقد بذل كل جهده للعطاء لهؤلاء اللاجئين، كما قدم عونًا للبابا أنسطاسيوس لهذا الهدف عينه، إذ كانت الكنيسة الملكية أكثر غنى من الكنيسة القبطية لأنها مستندة إلى السلطة الزمنية ومستولية على كل الممتلكات والإيرادات. استقبل البابا أنسطاسيوس البطريرك الإنطاكي بحب شديد وإكرام بالإسكندرية واستضافه شهرًا، وكان قد كتب البابا للبطريرك عند سيامة الأخير رسالة غاية في اللطف والحكمة لتعود الشركة بين الكرسيين، بعد أن كان البطريرك بطرس السابق لأثناسيوس قد أثار شقاقًا. كتب البابا اثني عشر كتابًا عن الإيمان المستقيم في مدة جلوسه على الكرسي البالغة اثنتي عشرة سنة. تنيح في 22 من شهر كيهك.
• معلومات إضافية
كان من أبوين وجيهين، وقد أُقيم بعد دميان، وكان رجلا حكيما مزينا بالفضائل، وكان قسا في كنيسة الإنجيلين وكنيستى قزمان ودميان بالإسكندرية، مشهورا بالتضلع في كتب البيعة وفهم الأمانة (الإيمان). فاجتمعتا كلمة الشعب على انتخابه في أبيب سنة 320 ش أي سنة 605 م في عهد فوقا قيصر المغتصب. وكان هذا البابا قوى القلب يمضى إلى المدينة (الإسكندرية) على الرغم من أن البطاركة كانوا ممنوعين من الدخول إليها، ويرسم فيها الكهنة.
واخذ يعمل مع قومه حتى استرد ما استولى علية الملكيون من كنائس المتأصلين، ورمم منهما ما انشئت في أيام الاضطرابات. فاخذ البيعة التي هي بربوة إثارات وبيعة على أسم رئيس الملائكة ميخائيل.
وكان له تعب عظيم من جماعة تيباريوس وابلساريوس الذين صار عليهم اسم قيانوس وأصحاب المجمع الخلقيدونى. وعُيِّن وقتئذ رجل شرير يدعى أولوجيوس بطريركا للملكين، وكان حاقدا على البابا انسطاسيوس جدا، وحاول أن يوقع به، ولكن الله لم يسلمه في يديه. وكانت وظيفة البطاركة الملكين سياسية أكثر منها دينية، ولم يكن لهم عمل سوى تنفيذ إرادة الإمبراطور. وقام حينئذ رجل يدعا فوقا، وقتل القيصر وجلس موضعه. وكان ظالِما عاتيا، فكتب له أولوجيوس في البابا انسطاسيوس بأقوال كاذبة؛ منها قوله أن البطريرك لما كرز في بيعة يوحنا المعمدان حرمه هو وجميع الملوك المنتصرين للمجمع الخلقيدونى. فلما سمع فوقا ذلك كتب لوالى الإسكندرية أن يغتصب من البطريرك بيعة قزمان ودميان وجميع أوانيها ويدفعها لأولوجيوس، فأخذت البيعة بالقوة ورجع البابا انسطاسيوس إلى الدير وقلبه ملآن بالحزن.
وأقام على الكرسي المرقسى اثنتى عشرة سنة حافظا للأمانة المستقيمة، كتب فيها اثنتى عشرة كتابا رتبها على الحروف الهجائية القبطية أى انه أبتدأ فيها أول سنه بحرف ألفا وفي الثانى بحرف بيتا وهكذا.. ثم أراد السيد المسيح أن ينقله إلى كوره الأحياء في الثالث والعشرين من كيهك سنة 332 ش وسنة 616 م.

1 - يونيو - 2010
عصر محمد في المصادر غير العربية
دولة توكيو (تركستان)    كن أول من يقيّم

 بعد انقراض الدولة الهونية العظمى، استطاع « إيلخان بومين » الذى يعد مؤسسا حقيقيا لهذه الدولة أن يوحد جميع القبائل التركية فى تركستان تحت علمه و عين أخاه  ( استمى – Istimi ) الذى يعرفه أهل الصين باسم: « شى – تى – مى » و ذكره الطبرى ( سنجو خاقان )، حاكما على المقاطعات الغربية بعنوان « يابغو » و أعاد مجد الدولة الهونية حيث امتدت حدود الامبراطورية من شبه جزيرة كوريا إلى بحر الخزر….
   و بذلك أصبحت تركستان مرة أخرى من أكبر دول العالم.
   ثم أعلن الخاقان « موخان بن إيلخان بومين » حربا على امبراطوريتى « وى » و « جوى » فى الصين، و اجبرهما على أن يدفعا إتاوة سنوية إلى تركستان … ثم تخالف مع نوشيروان و اشتركا معا فى القضاء على دولة الهياطلة، و اقتسما أراضيهما بينهما – على أن يكون نهر جيحون حدا فاصلا بينهما ( أي تركستان وإيران )….
   ولما ظهر الجفاء بينهما استرد من إيران ما كان بيدها من أراضى الهياطلة، وضمها إلى تركستان بحجة انها فى الاصل ممتلكات تركية – ويجب أن يعطى ما للترك للترك – وبذلك أصبحت باقتريا، وأفغانستان، وجميع البلاد التى تقع بين نهرى جيحون والهندوس تابعة للتركستان من جديد و امتدت حدودها فى بعض الأحيان إلى شبه جزيرة القريم فى الغرب.
   و نعلم من المراجع البوزنطية أن الترك فتحوا عام 576م مضيق القريم، و وصلوا عام 581م إلى أسوار خرسون، و ثمت مصادر بوزنطية من عام 568م إلى عام 598م. و كان أول رسل البوزنطيين و هو « زمرخوس » الوحيد بينهم الذى عبر نهر آتيل ( قلجا ) و زار مقر خاقان الترك الغربية الذى كان قريبا، شمالى مدينة كوجا ( عند مدينة بوكور ) و دارت بينه و بين الخاقان مفاوضات ترمى إلى القيام بحملات مشتركة على الساسانيين.
   غير انهما لم يعقدا حلفا ثابتا، و ما أن مضت سنون قلائل حتى اشتبك الترك فى حرب مع الروم و الفرس؛ و غزا الأتراك « اللان » فأضحت مملكة الساسانيين على تخوم الاراضى التركية لا فى تركستان فحسب، بل فى غربي بحر قزوين ايضا. و أقيمت أسوار « دربند » لدفع الترك عن البلاد، و شيد الساسانيون الحصون فى البلاد التى إلى الشرق من بحر الخزر لتدرأ عنهم عادية جيرانهم الترك، فأقيم سور من الآجر لحماية جرجان و لكن هذه السور لم يقف دون غزوة الترك الظافرة، ( و يقال أن كسرى انوشروان هو الذى شيد هذا السور ).
   و لدولة الترك هذه أهمية خاصة فى تاريخ حضارات آسيا العامة حيث خلفت من آثارها الكتابة التركية القديمة المشهورة بالنقوش « الارخونية » التى تعد من اخلد المآثر فى سجل التاريخ التركية، كما انها لعبت دورا مهما فى تاريخ العالم إذ كانت ترتبط بعلاقات سياسية و اقتصادية مع الصينيين و الساسانيين و البيزنطيين، و صارت قوة الدولة فى النصف من القرن السادس الميلادى إلى درجة لم تهدد الصينيين وحدهم بل كانت الدولة الساسانية و البيزنطية، و الصينية، تحسب حسابها، و تخطب صداقتها. و فى ظل نظامها الدقيق امكن تحقيق المبادلة الاقتصادية، و الأدبية بين الصين و الهند و الفرس و الروم، و اصبجت تركستان حلقة الاتصال بين الشرق الاقصى، و بقية المسكون من الكرة الارضية.

1 - يونيو - 2010
عصر محمد في المصادر غير العربية
بسنتاؤس الأسقف    كن أول من يقيّم

 رهبنته وُلد القديس بسنتاؤس (بسندة) بقرية شمير من أعمال أرمنت، حوالي سنة 568م، من أبوين مسيحيين تقيين، ربياه بفكر إنجيلي. حفظ الكثير من الكتب الإلهية وتعرف على العلوم الكنسية منذ صباه. التهب قلبه بالحياة الرهبانية فانطلق إلى القديس الأنبا إيليا الكبير رئيس دير أبي فام بجبل شامة، وأمضى الشطر الكبير من حياته في الجبل. حضر الأب الكبير الأنبا تاؤدوسيوس الذي من برية شيهيت بوادي هبيب لقاء هذا الشاب بالقديس إيليا، إذ كان قد اتجه إلى الصعيد الأقصى وبلغ إلى نواحي جبل شامة، إذ يقول: [ بينما كنت في بعض الأيام جالسًا عند أبي إيليا أقبل إليه هذا القديس أنبا بسنده، وكان شابًا، فسجد أمامه وطلب أن يترهب عنده. سأله قائلاً: "عرفني يا ولدي ما هو سبب خروجك من منزل والديك". فابتدأ يقول له: "يا أبي القديس الروح القدس الساكن فيك يعلمك سبب ذلك، فإني بينما كنت أرعى غنم أبي ألقى عدو الخير في نفسي فكرًا نجسًا، فسألت الإله جل اسمه أن يلهمني المعونة لأغلبه، ثم قمت ومضيت إلى الكنيسة، وسألت الرب بتضرع وبكاء كثير إن كانت إرادته أن أترك العالم وأترهب يسمعني فصولاً تُقرأ في الكنيسة تؤيد ما أنا عازم عليه. وهكذا كان، فإن الرب الإله جل اسمه الذي لا يُخيّب رجاء طالبيه ومن يقصده بقلبٍ نقي، أكمل طلبتي، فقُريء البولس هكذا: إن الذين يحبون الله يعينهم في كل الأعمال الصالحة... فلما سمعت هذه القراءات في الكنيسة ابتهجت كثيرًا، وخرجت بعد تناول الأسرار المقدسة، ولم يعلم بي أحد، وهوذا قد أتيت إلى قدسك يا أبي راجيًا أن تكمل طلبتي". للوقت ألبسه القديس أنبا إيليا ثياب الإسكيم وصلى عليه. أما أنا فتعجبت لكونه قبله هكذا من غير فحص، لاسيما وأنه حديث السن، وقلت له: "يا أبي عندما كنت في برية شيهيت كنت أنظر الآباء الذين هناك يمتحنون الإنسان قبل قبوله عندهم". أجابني قائلاً: "الأمر هو كما قلت غير أن الله سبق فكشف لي فضائل هذا الغلام المختار وسيرته الفاضلة قبل إتيانه إلىّ بست سنوات، وسوف يرعى قطيع المسيح، ويُعطي مفتاح كنيسة الله، وينال درجة الأسقفية على مدينة قفط، ويفصّل كلمة الحق باستقامة، ويحفظ نواميس الرب ووصاياه وأوامره وقوانين آبائنا الرسل الأطهار، ويُشاع ذكره في جميع أقطار الأرض".] هذا ما سجله الأب ثيؤدوسيوس الذي كتب سيرة هذا القديس، وقد شاركه في كتابتها الأبوان أنبا موساس وأنبا يوحنا تلميذا أنبا بسنتاؤس اللذان لم يفارقاه إلى يوم نياحته. جهاده إذ سلك الحياة الرهبانية كان جادًا في جهاده الروحي، يهتم بالصلاة الدائمة وحفظ الكتاب المقدس مع أصوام، فكان يأكل مرة كل يومين، وأحيانًا كل ثلاثة أيام، بل وكان أحيانًا يصوم الأسبوع كله. رآه أحد الإخوة واقفًا حافي القدمين على الجبل في الحرّ الشديد يتلو مزاميره والعرق يتصبب منه، وإذ مدحه على هذا الجهاد أجابه إن هذا العمل يُحسب كلا شيء. ثم تحدث معه عن الجهاد ضد ثلاثة شياطين: الأول شيطان الزنا الذي يلهب القلب بالشهوة، والثاني يطمس العينين فلا يدرك الإنسان ما سقط فيه فيستهين بالخطية، والثالث ينسيه ذكر الله ووجوده وعظمته. لذا يليق بالمؤمن أن يسأل الله الخلاص منهم بقوة صليبه المقدس. كان يحب القراءة في العهدين؛ قيل إن أخًا تطلع إليه من الكوة فرآه يقرأ في الأنبياء، وكان متى قرأ سفرًا يحضر النبي، وفي نهاية السفر يأتي إليه النبي ليقّبله ثم يرتفع إلى العلو. هذا وقد رآه وهو منتصب ليصلي إذ بأصابعه تتقد كمصابيح مضيئة. جاء أحد الإخوة ليفتقده إذ كان مريضًا جدًا، فوجد باب قلايته مفتوحًا، فقال كعادة الرهبان: "بارك عليّ يا أبي"، وإذ لم يجبه الأنبا بسنتاؤس ظنه غير قادرٍ على القيام فدخل القلاية فوجده يتحدث مع آخر. في محبة حازمة عاتبه قائلاً: "يا أخي أهذا قانون الرهبان أن تدخل علينا بدون إذن؟!" قال له الأخ: "إغفر لي يا أبي فقد أخطأت، لأني فكرت في نفسي لعلك تكون متعبًا ولا تستطيع القيام، فتجاسرت على الدخول لأفتقدك." عندئذ قال له القديس الجالس عند الأنبا بسنتاؤس: "دعه لأن الرب جعله مستحقًا لسلامنا لأجل أعماله الصالحة." وللوقت أخذ الأخ يد القديس وقبّلها، وإذ انصرف القديس، قال الأخ للأنبا بسنتاؤس: "أسألك يا أبي أن تعرفني اسم هذا القديس، فإني عندما أمسكت يده وقبلتها ووضعتها على وجهي أحسست بقوة عظيمة حلّت في نفسي وجسدي، وبهجة وفرح دخلا قلبي، وصرت كالثمل من الخمر." أجابه الأنبا بسنتاؤس: "الرب نظر إلى ضعفي وتعبي ووحدتي، إذ كان جسدي ضعيفًا جدًا، واشتد عليّ المرض، ولم أرَ أحدًا من الناس منذ فارقتكم، فأرسل إليّ أحد أصفيائه القديس إيليا التثبيتى صاحب جبل الكرمل، عزاني بكلامه الإلهي، وأنني أسألك بالمحبة الروحية ألا تظهر هذا لأحد إلى يوم وفاتي." معجزاته تذكر لنا سيرته بعض المعجزات التي أجراها الرب على يديه، منها أنه إذ فرغت الأوعية من المياه وهو في الجبل كاد الإخوة أن يموتوا من العطش، فصلى القديس ثم طلب منهم أن يفتقدوا الأوعية فوجدوها مملوءة ماء، ومجدوا الله. مرة أخرى دخل في سرداب داخل الجبل فوجد ميتًا وثنيًا قام ليتحدث معه عن الجحيم ورقد ثانية. جاءت إليه امرأتان مصابتان بمرض تطلبان الشفاء، وإذ رآهما ترك جرته وغطى رأسه بقلنسوته ومضى مسرعًا، وإذ لم تلحقاه أخذتا من التراب الذي تحت وطأة قدميه وطلبتا من الرب فشفاهما الرب. قيل إنه إذ دخل البرية ووجد صعوبة في إيجاد ماء بقي أربعة أيام يصلى وإذا به يجد بئرًا أمامه تحوى ماءً عذبًا لا تزال بحاجر نقادة، تسمى باسمه.
سيامته أسقفًا على قفط
سيم أسقفًا على مدينة قفط وتخومها بيد البابا دميانوس، حوالي عام 598م، وكان معاصرًا للأنبا قسطنطين أسقف أسيوط، كما عاصر الغزو الفارسي لمصر. لم يقبل الأسقفية إلا بناء على دعوة إلهية، فإنه إذ كان يصلي في إحدى الليالي ظهر له ثلاثة ملائكة نورانيين على شكل رهبان، أعطوه السلام وأعلنوا له أنه يُسام أسقفًا على مدينة قفط، وطلبوا منه ألا يرفض هذه الدعوة، ثم اختفوا، فبقي مصليًا حتى الصباح حيث جاء الكهنة ليمسكوه لإقامته أسقفًا‎. أما هو فقال لهم: "لو لم أخشَ أن أكون غير طائعٍ للذي أمرني لما كنت اسمع منكم في هذا الأمر، ولو نزعتم عني رأسي".
كان راعيًا ساهرًا على قطيع المسيح، مهتمًا بخلاص كل نفسٍ، كما كان كثير العطاء لم يترك في أسقفيته درهماً واحدًا سوى دينار من عمل يديه سلمه للشعب وهو يودعهم ليكفنوه به، قائلاً لهم انه جمعه من عمل يديه واحتفظ به منذ رهبنته لتكفينه. عُرف بمهابته، فلم يستطع أحد أن يتطلع إلى وجهه بالرغم من بشاشته وعذوبة الحديث معه.
كان إذا صعد إلى المذبح ليقدس يتلألأ وجهه كالنار، وتنكشف أمامه خطايا شعبه وينظر الروح القدس حالاً على القرابين المقدسة. وُهب عطية النبوة، لينذر الكثيرين بما يحدث لهم، كما كان باب قلايته مفتوحًا للجميع.
نياحته استدعى القديس بسنتاؤس تلميذه يوحنا وأخبره بأن يوم انتقاله قد قرب، معلنًا له أنه وهو يصلى بالليل ظهر له أناس كثيرون نورانيون داخل الكنيسة، من بينهم اثنان مضيئان جدًا هما القديسان بطرس وبولس وحولهما جماعة من الأساقفة يدعونه إلى أورشليم السمائية، ويباركوه قبل خروجه من الجسد ثم يصعدون أمامه.
بعد هذا اللقاء اجتمع بالشعب ووعظهم، وأخيرًا سألهم ألا يكفنوه بثياب فاخرة بل بثيابه التي يرتديها، وأن يدفنوه في مكان حدده لهم. صعد إلى المذبح وخدم سرّ الأفخارستيا وناول الشعب وباركهم، ثم مرض قليلاً ورقد في الرب في 13 من شهر أبيب.
مخطوطة 97، 470 بتاريخ (18)، بمكتبة المتحف القبطي من القرن الرابع عشر، قام بنشرها الأستاذ نبيل سليم في سلسلة كتبه "من ديارات الآباء".

1 - يونيو - 2010
عصر محمد في المصادر غير العربية
ومنكم نستفيد    كن أول من يقيّم

وكل الشكر لكم أستاذنا ياسين الشيخ سليمان على هذه المشاركات الطيبة، أما أفلام هرقل فلا أتذكر منها سوى صور البطولة، وكنت لم أبلغ الخامسة بعد لما كنت أحضر أفلام هرقل صحبة إخوتي الكبار، ثم صرت أحضرها ومعي إخوتي الصغار وأنا لم أبلغ العاشرة، وهذه أول مرة أعرف أن ستيف ريفز هو اسم الممثل، فأنا كنت أحب ستيف ريفز بقدر ما كنت أحب هرقل وأحسب أنهما بطلان أسطوريان، ولم يخطر ببالي أن أراجع ذاكرة الطفولة، وقد دفعني إلى فتح هذا الموضوع أني أرى بين الفينة والأخرى أفلاما وثائقية عن عصور موغلة في القدم يحدثنا معدوها وكأنهم أبناء تلك العصور،  وفي كثير من المرات يكون الحديث عن عصر قريب من عصر النبي (ص)، ولكن لم أر حتى الآن مستشرقا أو آثاريا أو باحثا أكادميا تناول عصر النبي محمد (ص) بالدراسة والبحث، فكيف يكون عند هؤلاء علم بتفاصيل حياة ملوك ماتوا قبل خمسة آلاف سنة ويقفون عاجزين عند الحديث عن عصر محمد. كانت حمامات دمشق القديمة والتي تعود إلى العهد الروماني مزينة بالكثير من تماثيل الرجال والنساء، في أوضاع الاستحمام المختلفة، ولكن هذه التماثيل معروضة اليوم في متاحف دمشق على أنها آلهة رومانية ولكل واحدة قصة، وأشهر هذه التماثيل التمثال الذي يجسد قصيدة النابغة الذبياني (سقط النصيف ولم ترد إسقاطه = فتناولته واتقتنا باليد)

10 - يونيو - 2010
عصر محمد في المصادر غير العربية
موكب الحاج الكويتي    كن أول من يقيّم

افتتح العامري حديثه عن العرب  بذكر أهل الكويت كما أسلفت في المقدمة، إذ قال تحت عنوان (العرب الكرام) (ص 100):
هذا الجنس المطبوع على كرم الأخلاق وكل جميل، يؤم أم القرى برّا في فيافي بلاده المعطرة كما هو معلوم، ولكن منّ المنان، واقتضت رحمته لبني الإنسان أن يمتع أنظارنا ويفرّح قلوبنا برؤية من تمسكوا بشيم جدودهم فلم يتمكن الأجنبي من المداخلة بينهم. ففي كل عام تتشرف السويس بما لا يتجاوز العشرات من أكابر العرب الكرام القريبين من السواحل البحرية مثل الحصى =الحسا= وعمان وغيرها. يأتون لها بحرا عن طريق البحر الأحمر بعد مرورهم على بومباي بالهند والمحيط الهندي ومنها يسافرون إلى جدة بحرا بعد أن يمكثوا بهذا الثغر أياما، تمر علي كليلة الوصل، أبكيها ساعة الفصل، أشنف سمعي بأقوال فصيحة وجمل صحيحة، نستنشدهم الأشعار المبينة عما في بلادهم من الأخبار. الغالب فيهم نحول الجسم وتوسط القامة وقمحية اللون أو سمرته الجاذبة للقلوب، وصفات خلقتهم وأخلاقهم عربية، يلبسون الجبة والقفطان والكوفية والعقال، ويتحلون بالأدب والكمال، وهذا ما جعلني أهيم في حبهم، وأقدم نفسي بنفسي للتعرف بهم والقيام براحتهم في حلهم وترحالهم، فإذا لمح طرفي على بعد ذا عقال ينجذب نحوه أكثر من انجذابه لذات خدر وعقال،
ومن ذلك أني شاهدت في شهر شوال سنة 1312هـ  أثناء انشغالي بأشغالي جماعةً في زي أهل نجد، فتعلق بهم قبل محادثتهم قلبي، وزاد الوجد ولكن تصبرت برهة حتى انتهزت الفرصة فوقفت لديهم وقدمت نفسي إليهم، فرأيت ثغورهم ابتسمت، وعلامات البشر على وجوهمم ارتسمت، وبعد التحية وتمتعي بألفاظهم الفصيحة النجدية، علمت أن بلدهم تسمى الكويت، والكبير فيهم يدعى الشيخ صالح (1) يعلوه الوقار، والجود والاعتبار، وصحبته الأماجد، الشيخ زائد، والشيخ إبراهيم والشيخ قاسم، والشيخ عبد الرازق، فلما استقر بنا الجلوس، وجرى حديثهم الفصيح مجرى الكؤوس، قمت أمدحهم بهذه الأبيات الارتجالية راجيا منهم غض الطرف عن الزلة والخطية.
فؤادي في هوى الأعراب iiعاني يـهـيم  بذكرهم دون iiالغواني
فـإن  آنستهم في الحي iiأسعى إلـيـهم  طوع شارات الجنان
كـأني إن حظيت بهم أتى iiلي مـحـب أبـتغيه مدى الزمان
وقـد  جـالست منهم كل iiشهم شـريف النفس مرفوع iiالمكان
فـهـذا صالح الأعمال iiيحكي بـهـيـبـته أميرا من iiعُمان
وزايــد ثـم قـاسـم آل ودّ وإبـراهـيـم  يبسم إذ iiيراني
و  عـبد الرازق الفطن iiالذكي يـشـيـر إلى المكارم iiبالبنان
فيا  أهل الكويت وأصل شوقي لـكـم  شكري بقلبي iiواللسان
لـقـد  ذكرتموني اليوم iiأهلي عريب الجزع أصحاب المثاني
فـهـل للقلب من وجدي شفاء وهـل بـعـد البعاد لنا iiتداني
وفـي الـتوديع أهديكم iiسلاما يـكرر  ما بقي الركن iiاليماني
 ____________
أقول أنا زهير: لا يخفى هنا أن كل هذه الشيوخ لا علاقة لهم بشيوخ الكويت الحكام في تلك الفترة، والمرجح أن الشيخ صالح المذكور هنا هو أمير عنيزة، وربما كانت إقامته في الكويت وهو الشيخ صالح اليحيى الصالح اليحيى (من أمراء آل الرشيد، من آل زهري بن جراح) آلت إليه إمارة عنيزة في نفس هذه السنة التي التقاه بها المؤلف 1312هـ 1894م وعزله عبد العزيز المتعب عام 1318هـ 1900م

13 - يونيو - 2010
العامري وكتابه (نزهة الألباب)
شوقية أخرى مجهولة    كن أول من يقيّم

ترجم العامري لأحمد شوقي (ص 157) فقال: (حضرة النابغة عزتلو أحمد بك شوقي الموظف بالديوان الخديوي السامي، منحه الله ذهنا حادا وقريحة جيدة وقادة وذاكرة حاضرة، خضعت له ملكة الشعر فأصبح يقوله بلا تكلف ويضمنه الحكم والمواعظ والأمثال العربية مما يجعله مفيدا وبليغا فصيحا، ومرشدا ومؤنسا مليحا، له قصائد كثيرة جدا وكلها مطولة، منها الهمزية التاريخية المسماة (مصر) التي أثبتها في رسائل نزهتي التاريخية وقصيدة قالها تهنئة للجناب العالي الخديوي بعيد مولد سموه الجليل سنة 1312هـ وقد عارض بها قصيدة البحتري المشهورة التي يقول فيها:
أخفي هوى لك في الضلوع وأضمر وألام  مـن كـمـد عـليك وأعذر
وهاك بعض أبياتها:
قلت أنا زهير: والقصيدة غير منشورة في الديوان لذلك أنقل هنا القطعة التي أوردها المؤلف برمتها وكان شوقي وقت كتابة القصيدة في السابعة والعشرين من عمره، وفي سقم القصيدة ما يفسر حذف شوقي لها من الشوقيات:
أشـكـو  هواك لـمن يلوم iiفيعذر وأجـادل  الـعذال فـيك وأكثر
وأبـيـت أجـتنب الرقيب iiوأتقي وأخـاف  ألـسـنة الوشاة iiوأحذر
وأصون ذكر هواك عن هذا الورى وأجـل سـرك أن يـذاع وأكـبر
وأردد الـزفـرات فـيك iiوأشتكي وأعـلـل  الـقلب الشقي iiوأصبر
وأنـيل جيد الدهر من غزلي iiومن دمـعـي  وأنـظـم للزمان وأنثر
الله فـي صـب قـضـى iiإنسانه سـهـرا  عليك ومن يحبك iiيسهر
(هـجـر الكرام إليك يا ابن iiمحمد ورحـابـك الـدنيا التي لا تهجر)
تـهـتـز من كرم وترتجل iiالندى وتـنـيل  من فوق الظنون وتغمر
وتـعـيـد عهد الجود بالنعم iiالتي يـحـيا الزمان ببعضها iiوالأعصر
وأعـدت لـلـنيل العلوم iiوعهدها والـعـلـم تـاج لـلبلاد iiومظهر
مـا جـل عـيب أو تناهت iiسوأة إلا وعـيـب أخـي الجهالة iiأكبر
وإذا  الـفـتـى لـم يحله iiعرفانه فـالـحـسن  أول شائن iiوالمنظر
أيـدت أعـلام الإمـارة بـعـدما طوت  الخطوب وأقسمت لا iiتنشر
قالت  حوادث مصر فصل iiخطابها حـتـى  تـسـاوى منذر iiومبشر
كـذبـت  حوادثها ووعدك iiصادق وحـبـاك  مـوفور وحلمك iiأوفر
يــوم هـو الأعـيـاد إلا iiأنـه حـسـب الـزمان به يتيه iiويفخر
بـاكـرت دار الـملك فيه بموكب قـام  الـسـراة له وخف iiالعسكر
راعـت  روائـعـه النهار iiجلالة فـالشمس تجفل والضحى iiتستأخر
فـالأرض  مـائجة المذاهب iiبالقنا والأفـق  حـال بالسيوف iiمجوهر
والـخـيـل تعجب بالكماة وتنثني وتـنـيف  تيها بالرؤوس iiوتخطر
ومـن الـسلامة في ركابك iiهاتف ومـن الـوجـوه مـهـلل ومكبر
عـبـاس يـا مولاي بلغت iiالمنى ورزقـت  مـلـك صنوفها تتخير
وبـقـيـت  تسعد بالبنين وترتقي وتـقـر عـيـنـا بالمراد وتظفر
إنـي  سـألـت لك العناية خفظها وقـبـول سـؤلـي بالعناية iiأجدر
ولحضرته قصيدة طويلة عنوانها (هناء الأنام بتذكار جلوس عزيز الإسلام) منها:
يودّ من الأرواح ما لا تودّه       ويفتك فيها مسرفا وهي جنده
قلت أنا زهير: القصيدة منشورة في ديوانه في الموسوعة باستثناء الأبيات الملونة بالأحمر:
يـودّ مـن الأرواح ما لا iiتودّه ويـفتك فيها مسرفا وهي iiجنده
نـمـير تواليه المحاسن iiورَّدا وتنهل منه النفس لو راق وِرده
مـروع  بإلمام النسيم iiمروع بماض خفيف ينزع اللب حدُه
إذا اسـتله في أنسه أو iiنفاره فـكـل فؤاد في البرية iiغمده
خـذوه بـنفسي إنه هو قاتلي ولا تـقـتـلوه إنني أنا iiعبده
ولا  تسألوه ما ذنوبي iiواسألوا قـبول  متابي قبل ذنب iiأعدّه
ولا  تـذكروني عنده iiبشفاعة فإن شفيع الواجد الصب وجده
فإن يك فيما يزعم الناس قد سلا فـمـا بـال قلبي عنده لا يرده
لحاني الذي لم يعرف السهد جفنه ولـم  تدر تقليب المضاجع iiكبده
وقـاطعني من كنت أرجو iiوفاءه وأيـن  أخـو الود الذي دام iiوده
فـيـا مدنيَ العذال ماشاء iiعِطفه ويا  مقصى العشاق ما شاء iiصده
أيُـمنح منك القرب من سار iiذمه ويمنع  منك اللفظ من سار iiحمده
ويـأوي  لظل من سواك iiرجاؤه ويعتنق  الحرمان من أنت iiقصده
أعوذ  بعيد الملك من أن يمرّ iiبي فـلا يلتقي بي في غرامك iiسعده
جلوس خديو العصر والملك الذي أبـوه  أبـوه فـي الفخار iiوجده
فـتـى  تشرق الدنيا إذا ذكر اسمه ويـهـتـز اشـياخ الزمان iiومرده
إذا  مـا الليالي نمن لم يغف iiحزمه وفوق سهاد الدهر في الخطب سهده
وإن يرتجل وعدا وفي الليل iiهجعه تجلى  على الصدق الصباح iiووعده
فتى  النيل أضحى عصمة بك iiملكه وكـان  سـلامـا في يمينك iiعهده
وشـعب  أطاش الدهر ثابت iiجأشه فـخـار  فـلـما جئته جاء iiرشده
فـلو  أن حالا دام لم ينقض iiالأسى ولـكـنـهـا  الأيـام حال iiوضده
أعباس مهلا في المعالي iiونيلها ومـر  يستمد النجم ما iiيستمده
لأنت لهذا العصر إن شاء أهله وإن لـم يشاؤوا مجده ثم مجده
 قال: وكلها درر من هذا القبيل تركت باقيها رغم النفس.
وقد نال صاحب الترجمة صوتا من اقتراح الهلال = يشير هنا إلى ما أعلنه جرجي زيدان من مسابقة للشعراء في الهلال وقد ذكرها المؤلف في مقدمة كلامه عن الشعراء= إلا أنه والحق يقال كوكب شعراء العصر ولست أبالغ إذا قلت إن شعره إلهام إلهي ولولا مراعاة ماليتي (ولم أقل نزهتي لأن نغمه هو نزهة الألباب) لاستمريت أكتب من شعره حتى يشهد الطرس لدى تاريخ العصر أن حضرة المترجم له جدير بما وصفناه به حفظه الله

13 - يونيو - 2010
العامري وكتابه (نزهة الألباب)
 415  416  417  418  419