البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 2  3  4  5  6 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
مسجد الأحزان    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

هذه هي المشاركة الأولى التي أحببت أن تكون فاتحة مشاركاتي في هذا الملف الساخن الذي افتتحته أستاذتي ضياء خانم حفظها الله، وأرجو أن تكون مشاركة مقبولة...
في الجهة الشرقية من قصر ابن فضل الله العمري الذي نشرت صورته في زاوية (عمارة) في ركن (صور من مدينتك) يوجد مسجد صغير اسمه (مسجد حمو ليلى) وفي هذا المسجد الذي يبعد عن بيتنا زهاء أربعين مترا، قضيت معظم طفولتي، يرافقني أصدقاء الصبا، الذين قاسمتهم براءة الطفولة وأحلام الشباب. وأول ما أقوم به عند زيارتي دمشق أنني أتجه إلى هذا المسجد، وأتذكر ماضينا في أركانه، وأتلمس ظلالهم الباقية في أرجائه. وإذا خرجت من المسجد فحيثما تلفت رأيت بيوتات أولئك الأصدقاء تحيط بخناقي إحاطة السوار بالمعصم.
ولا أريد هنا أن أثير أحزان ذويهم بما أكتبه اليوم من ذكريات دامية، تعتصر لها القلوب. عندما أكتب عن أصدقائي الذين اخترمتهم الفتن في ريعان شبابهم. وكنا زهاء خمسين فتى، تتوزعنا التيارت الإسلامية المشهورة آنذاك. ولكن جوهر الأحداث كان خطيب ذلك المسجد، الذي لم يكن خطيبا عاديا، بل كان يجد في نفسه وصيا على الخلافة الإسلامية، وراعيا أوحد لهموم الإسلام في العالم كله، وكان على سمت الحسن البصري، في علم الإمام الشافعي، في فصاحة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وكنت أكتب خطبه التي يرتجلها على المنبر كما أكتب الحديث النبوي، وأجهد في حفظها، وأستشهد بالكثير من فقراتها في خطبي. وكان مزيجا من التواضع والاعتزاز، والقوام الشامخ والهامة المرفوعة، والعينين النفاذتين الناظرتين دائما إلى الأفق البعيد، وكأنهما عينا صقر، يهم بالطيران. وهو المرحوم الشيخ أحمد أكبازلي شقيق زوجة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وشقيق زوجة والده الثانية أيضا: (ملا رمضان رحمه الله)... وكان معظم أولئك الأصدقاء يحضرون دروسا منتظمة عند ملا عبد العزيز رحمه الله، وذلك أثناء إقامتي في بيته. وكان الفرق بين ملا عبد العزيز وبين الشيخ أكبازلي أن ملا عبد العزيز لم تفلح معه كل محاولات الإخوان أن ينتزعوا منه فتوى بتكفير النظام، واستباحة دماء العاملين معه، بينما كان الشيخ أكبازلي أول من أفتى بذلك من المشايخ الذين أعرفهم.
في آخر مرة زرت فيها ذلك المسجد، وقعت عيني لما خرجت منه على رجل يرمقني من بعيد، فدققت النظر فيه لآراه  (...) وهو الشقيق الأكبر لصديقين من أصدقائي، قتل أحدهما في مواجهة مع قوات الأمن، ونشرت صورته ملطخا بدمائه في الجريدة الرسمية في اليوم التالي تحت عنوان (رئيس التنظيم السري المسلح يلقى مصرعه) ثم لم تمض أيام على ذلك النبأ حتى قام أخوه (...) بتفجير نفسه أثناء مطاردته. وكان لهما أخ آخر مات متأثرا بالكوكائين الذي ابتلي بالإدمان عليه بعد مصرع شقيقيه. ولم يبق من الأسرة سوى هذا الذي يرمقني من بعيد، وهو يتذكر في وجهي إخوته الذين ضاع شبابهم في أخطاء كبار الأمة والأئمة. وقد سلم هذا المحظوظ لسبب بسيط جدا، وذلك أنه كان قد تجاوز السن القانوني عندما انتشرت تلك المفاهيم المختلطة، ولم يكن في وسع أحد أن يزحزحه عن متعة الحياة التي يعيشها حرا طليقا، سيما بعدما تمكن من الاستقلال في العمل بإنشاء مقمرة يديرها مع جماعة من أصدقائه في قوى الأمن، فيا لسخرية الأقدار.
ولا أنسى أن أذكر في مناقبه أنه في كل عام  يعقد احتفالا  بمناسبة المولد النبوي الشريف على روح شقيقيه (...) وهكذا أينما اتجهت في الحي الذي يقعد قبالة ذلك المسجد لا بد أن أرى في كل ناحية ما يذكرني بواحد من أصدقائي الضائعين، هم وقبورهم وجثثهم وتاريخهم وأحزاني. ومن الصعب جدا أن أرسم هنا انطباعاتي عندما تقع عيني على القلائل الذي تبقوا بسبب أنهم تقدموا إلى سلطات الأمن بإعلان انسحابهم من حركة الإخوان.
أستاذتي ضياء خانم: هذه هي الصفحة الأكثر مأساوية في كل حياتي، فهل تذكرين صورتي في المسجد الأموي أمام الرئيس حافظ الأسد، بعدما انتهيت من إلقاء القصيدة فاجأت الشيخ والرئيس بأنني قلت للرئيس: عندي طلب شخصي يا سيادة الرئيس، فقال: طلبك مجاب يا زهير فما هو? فقلت: صديق لي اعتقل منذ ثمانية أشهر بدعوى أنه من الإخوان، وهو ليس من الإخوان، وهذا أخوه جالس أمامك =وأشرت إلى أخيه= فقال لي: غدا قبل الساعة العاشرة يكون في بيته إذا لم يكن من الإخوان.... وفي الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي طرق باب بيتنا، وإذا بموفد شخصي من سيادة الرئيس جاء إلي ليبلغني بكل الأسى والحزن بأن صديقي من الإخوان، وأنني مخدوع به، فقد اعترف بكل أعماله التخريبة، وفي تلك اللحظات كنت أتذكر دموع أمه لما طلبت مني أن ألتمس من الرئيس إطلاق سراح ابنها الذي ما زال حتى كتابة هذه السطور معتقلا حسب آخر التقارير، وقد مضى على اعتقاله ست وعشرون سنة بالكمال والتمام.
 

11 - يونيو - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
إلى قبة الكنزة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

ما  كان في بالي الجواب iiالقاسي لـلـفـيلسوفة  من بني iiالعباس
تـرمـي  عـلي بدائها iiودهائها فـي  حلم أحنفَ في ذكاء iiإياس
فـقفي لأشفي من خيالك ما جنى مـا فـي وقوفك ساعة من iiباس
لا تحسبي إن صرت عبدك iiأنني في  القصر مثل عبيدك الأنجاس
أنا  ليس ذاك العبد يقرع iiبالعصا إن كـنـت جاهلة سلي  iiنخاسي
وهـل الضياء رميتنتي  iiبنقيضه سـهـلا  أمـام كتيبتي  iiوأناسي
أنا ما افتريت عليك ليس  iiسياسة دمعي،  وليس يخونني  iiإحساسي
مـتـأكـد أني أصبت وإن iiأكن مـا عدت أذكر كيف كان قياسي
وأنـا  أرى تـموز ملء iiسمائنا وأنـا أقـلّـب عـقده iiالألماسي
حـلّفت  كل زوارقي  iiوقصائدي وجميع من حضروا من iiالحراس
وعـددتُ  قمصاني لها  iiوعددتها واللهِ أكـثـرُ مـن جميع iiلباسي
أودعـتـهـا بيد الزمان  iiخزانة هـي حـين أفتح بابها iiأعراسي
أمـا  (الخداع) فلا تزال iiقصيدة مـرسومة  سَحَراً على iiأغلاسي
أمّـلـت فيها أن أقاسمك iiالأسى فـرمـيتِها حبراً على  iiقرطاسي
أعـفيك  أن الحرب كان iiدخانها مـثل المخالب في عيون  iiالناس
إن الـحـروب دخانها  iiمسمومة وتـصيب كل الناس  iiبالوسواس
يـا  زهـرة الكرز التي أهديتها عـمري وكل شهامتي  iiوشماسي
أنـت الـتي علقت أجمل  iiلوحة فـي عالمي وسقيتِ أطيب iiكاس
مـن  مـشـربيات تفوح  iiكأنها أدبٌ  بـكـفـك عاطر iiالأنفاس
أهـديـك بسمة من أحب iiكبيرة مـحزونة  بدمشق مسقط  iiراسي
وأبوظبي وطني وعاصمة الهوى مـمـتـدة حـتى مشارف فاس

21 - يوليو - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
قصور ضياء خانم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
في كل مرة أدخل إلى مشاركة يجود بها قلم أستاذتي أحس وكأنني أتجول في قصر من قصور ألف ليلة وليلة، وأعود إلى أول بيت كتبته في أستاذتي وجسدت فيه هذا الشعور:
بي من ضياء كما بي من طرابلس هـوى الـمقدَّم والبواب iiوالحرس
وقـصّرت عن ضياء كل ضاحكة وقصرت  كل مصر عن iiطرابلس
وكما قال أبو تمام:
كم منزل في الدهر يألفه الفتى وحـنـيـنه أبدا لأول iiمنزل
وهذا الحنين إلى أول بيت قلته في أستاذتي لم يفارقني في كل عقودي التي بعثت بها إلى ضياء خانم.
 
 وكلما أطللت على البحر من شرفة منزلي تذكرت قصيدة (راكب الأمواج) وتمثلت فيروز وهي تغنيها، بدلا من (يا ليل الصب) وعبد الوهاب أيضا وهو يغنيها بدلا من (مضناك جفاه مرقده) وقضيت كل سبحاتي مرددا قولي فيها:
عمري لضياء وما أكلت مـا  تـأكل منه iiثعالبه
وأنا  في قصر iiحواجبها بـواب القصر iiوحاجبه

13 - أغسطس - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
يا زائري في الضحى (هدية لابن الأكوح)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أجَـزْنـا  الإجـازة iiوالـعائده وشـعـراً يـقـدم iiكـالـمائده
وشـوقـاً إلـيـك كمثل iiالغمام يـظـلـل صـحـبتك iiالخالده
أبـا  زكـريـا عـليك iiالسلام سـلام أمـيـرتـنـا iiالـقائده
سـلام  عـلـيك سلام iiالورود وألـحـانـهـا إبـلا iiشـارده
سـمـاء الـبـلابل أوتار عود تـرفـرف صـاعـدة iiصاعده
إلـى  زكـريـا iiوأطـيـافـه ونـيـران  أشـواقـك iiالواقده
ومـا  هـي أخباره في iiالدموع وأحـسـبـهـا لـم تعد iiجامده
بـودي يـعـود لـسكنى iiيعود ويـشـعـل  فـرحتك iiالهامده
ومـا  هـي أخـبـار iiتلميذتي نـدى الـعـمر، رائحة iiالوالده
أتـحـفـظ أقـوال iiأسـتاذتي وشـعـري  بـأفكارها iiالرائده
دنـا واسـتـهـان بكل iiالقيود وقـد كـان قـبـل بـلا iiفائده
وطـيـر  الحمام حليف iiالعهود يـطـيـر مع السحب iiالراعده
وأهديك (يا زائري في الضحى) فـفـتـش  بـقـلـعتها الآبده
فـفـيـهـا سؤالك يا iiصاحبي سـألـت عـن النجمة iiالواحده

3 - سبتمبر - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
مؤتمر إبليس    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

قصيدة (مؤتمر إبليس) من أشهر قصائد المرحوم محمد إقبال، وهي موجودة في آخر
ديوانه (أرمغان حجاز) وموضوع القصيدة أن إبليس الرجيم جمع وزراءه وأعوانه
لمؤتمر طارئ للبحث في مستقبل الأبلسة وما يهددها، فكل واحد من الأبالسة تقدم
 بورقة يشرح فيها من وجهة نظره أخطر ما يهدد مستقبل الأبلسة، وسأكتفي هنا بذكر
خطبة إبليس معلقا على مداخلات الأبالسة حيث قام وقال:

الـحـمد لي في العالمي ن  وبـعد يا أهل iiالغباء
مـا  كـنـت أعلم iiأنها سـتضيع  تربيتي iiهباء
قـلـبـت  في iiأوراقكم أخـبـار مـا iiتتخوفون
وسـمـعت  كل iiحديثكم ودرسـت مـا iiتتوقعون
أخـطـار  هـتلر iiكلها زبـد سـيـنساه الزمان
مـا  مـوسوليني ? iiإنه في الدهر خيط من دخان
لـيـس الـشيوعين iiما أخـشى وليس iiالمسلمين
فـقد  استطعنا أن iiنشت تـت شملهم في iiالعالمين
لـكـن خوفي من iiسؤا ل  العصر في دنيا iiالغد
أخـشى يسير به iiالسؤا ل  إلـى كـتاب iiمحمد
الـخـوف  من iiأعدائه أن يـنـظـروا iiلكتابه
والخوف كل الخوف إن سـرقـوه  من iiمحرابه
الخوف  كل الخوف iiإن كـسروا  حواجزنا iiإليه
الـويـل  ثم الويل iiلل لـهب  الذي نمتم iiعليه

هـوذا  ابن آدم iiقادم ولقد  عرفتم من iiأبوه
ولقد  حسبتم ما iiيجي ء فجاء ما لم تحسبوه

فـهـلـم منذ الآن iiنب حثُ في نهايتنا الرجيمة
وهـلم  ننظر في iiحوا جزنا فقد صارت قديمة
لا  تـطمعوا iiبالكافري ن ولا بزيف iiالملحدين
إن الـبـدايـة iiكـلها أن نـسـتغل iiالطيبين
سـلـوا عـليهم عتمة iiال تـأويل  في صبح iiالكتاب
وخـذوهـم  حـتى iiالمما ت من السؤال إلى الجواب
قـولـوا لهم: مات iiالمسي ح ? أم اِنـه حـي iiلـديه
إن  مـات من قبل iiالصعو د  فـفـيـم أصـعده iiإليه
أو  لـم يـمت فقد iiاستوى فـي خـلـده iiبـصـفاته
وهـل  انفراد الوصف iiذا تٌ فــي تـفـرد iiذاتـه
أو كـان حـيـا في iiالسما ء فـهـل يـعود به iiالقدر
أم أنـه سـيـحـل iiفـي شـخـص الإمام iiالمنتظر
أم لـيـس هـذا مـا iiيكو ن  وإنـما الرأي iiالصحيح
فـي  أن يـقـوم iiمـجدد فـي مثل أوصاف iiالمسيح
وتـراه  إن iiعـادالـمسي ح  كـمـا نقول فما iiيقول
هـل  يـترك الإنجيل iiلل قـرآن أم بـهـما iiيصول
قـومـوا أبـالسة iiالتراب وخذوا السؤال من الجواب
ولـيـنـحـتوا iiأصنامهم مـن  ذات آيـات الكتاب
لا تـتـركـوا وقـتا iiلهم لـيـفـكـروا  في iiنوره
الـمـوت  كل الموت iiإن بـحـثـوا وراء iiسطوره
سـلـوا عـلـيهم iiسيفهم وخـذوهـم  بالدين iiنفسه
ولـد ابـن آدم في الورى والـسيف  مغروز iiبرأسه

10 - سبتمبر - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
بيان الأقحوان    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

ما أحلى أن أقدم هديتي لحبيبتي (بيان) من نافذة أميرتي (ضياء خانم) وبيان هذه ابنة صديقي وليد البكر، (صديق العمر) وقد نشر صورتها في زاوية الصور العائلية، وهي (جباوية) أبا عن جد. و(جبا) من أشهر قرى القنيطرة، بل إن أشهر قرية في القنيطرة هي بلا شك (جبا) لأنه منها يحمل (الإقحوان) المعروف في دمشق ب(جباوي) وإليها نسبة (آل الجباوي) التي منها ولي الله (سعد الدين الجباوي) صاحب الزاوية الجباوية التي تحمل اسمه جوار (مكتب عنبر) خلف الجامع الأموي بدمشق. وأتذكر هنا في طفولتي بياعي الجباوي في أسواق دمشق، وحيث التفت فلابد أن ترى مناديا ينادي: (جباوي جباوي، يللي بدك إدّواي جباوي) وتقول العجائز عندنا في دمشق أن النبي (ص) لما زار بلاد الشام، ونزل في (جبا) تقيأ من مرض أصابه، فركضت امرأة عجوز تريد ان تجمع القيء، فانقلب في يدها اقحوانا، وكان ذلك سبب انتشاره في جبا، فسبحان الله، وما ذلك على الله ببعيد

صـباح  الورد يا عبق البيان وطـوقـاً من صديقتها iiحنان
وحـيـا  الله بنت (جبا) لدينا ومـلء(جبا) حقول iiالأقحوان
(جبا) ودمشق عطر جبا عليها لـكـل  حـبيبة ولكل iiحاني
ومـا  زار الـقنيطرةَ iiاعتقادا شيوخُ الشام في طلب iiالأمان
من الصدر الشريف عليه iiتاج ومـن  أبـنائه شرف iiالزمان
وأكـرم ما عرفنا غصن iiورد وأبـهـج ما يقدم في iiالتهاني
ولـيـد البكر بكرك من iiبيان ولا  أحـتـاج فيه إلى iiبياني
وأسـمق  ما تبقى من iiصديق إذا  نـظـروا لأعمدة iiالدخان
وعـشر سنين يصحبني iiلهيبا وعـشر  سنين في يده عناني
ولـو أنـي سئلت مكان iiمجد لـقـلت وليد في الدنيا مكاني
وأشـهـد  فيك بستانا iiشريدا وكـل  خطاه في الدنيا iiمغاني
وراهـنـتُ  الليالي فيه iiنبلا فـصـدَّق في تحديها iiرهاني
وأمـجـادا  حـملناها iiهموما يـعاني في رضاها ما iiأعاني
تـفـانـيـنـا بخدمتها iiشبابا وكـان  ولـيد عنوان iiالتفاني
ومـا  ألـمُ الـحياة بها iiكلامٌ ولا نـيـل المطالب iiبالأماني
فـشكرا يا جميل الوجه iiشكرا وشـكـري للأميرة iiوامتناني
أقـول  لها وبعضُ المزح جدٌّ لقول  الجد في شوقي iiشجاني
حملتُ أباك عشر سنين iiغصنا فـلـمـا  اشتد ساعده رماني

13 - سبتمبر - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
ضياء آسفي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
آسـفـي  يـا لها لوحة iiتخطف جـانـبٌ هـائـجٌ جانبٌ iiمدنفُ
صورة غصتُ في عمق تجريدها فـي  ضياء الربى جوقة iiتعزف
كـلـمـا تـفـتح الريح شباكها يـدخل  الشعر والزهر والقرقف
مـثـل إحساسنا الغامض اغتالنا مـثلما  البحر في آسفي iiيوصف
كـان  مـلكا لها وهي في موجه زورقٌ فـوق أمـواجـه يزحف
مـوج بـحـارة في iiأعاصيرها وجـمـاهـيـرها باسمها تهتف
مـثـل  شوقي لها حين iiشاهدتها إن يـكـن نافعي شوقي iiالمتلف
الـسـنـا  صـدره والعلا بابها عـنـدمـا  تُفتَحُ القلعة iiالمتحف
والـصـبـايا على متن أبراجها كـل ريـفـيـة نـجمة تشرف
نـاشـرا  مـجدها عبر iiتاريخها مـدفـعـا مـدفعا فوقها يقصف
غـيـر مـصقولة مثل iiأحزانها فـانـتـظر عندما سيلها يجرف
حـيـن شـاهدتها خلت أني بها وعـلى  عاتقي الحائكُ iiالمعطف
آسـفي  الـطاجنُ الممتلي iiشهوة آسـفي  الخزف ُالساحر المترف
آسـفـي ما روى شعرها شاطئ مـثـلما يكتب الشاعر iiالمرهف
صـفـقـي آسـفي هذه iiتحفتي وبـهـا في الورى آسفي iiتعرف
كـلـمـا  سـاءلوا قال طه iiلهم شـاعـرٌ  لـم يزر آسفي iiآسف

19 - سبتمبر - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
ضياء شُهارة    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

شهارة مدينة من أشهر مدن اليمن تقع شمال غرب صنعاء على بعد (140) كم. اشتهرت في العصر الحديث بجسرها المعلق والرابط بين جبلي (شهارة الأمير) و(شهارة الفَيش) والذي عقد عام (1905) وهو العام الذي ولد فيه القاضي يحيى بن الحسين السريحي المتوفى عام (1986م) وهو والد صديقنا وزميلنا في المجمع الثقافي: الباحث المحقق الأستاذ (عبد الله السريحي) محقق معجم البلدان (لياقوت الحموي) وأجزاء من (مسالك الأبصار) والكثير من كتب التراث، وأهمها كتاب (الزينة) وهو من نوادر الكتب، وموضوعه (معجم لغوي للكلمات العربية الإسلامية) صنعه أبو حاتم الرازي الإسماعيلي أحمد بن حمدان (ت 322هـ)
 
 
 
 
 
سـلام  يـسـتقى منه iiالغمام ويـحـيى  في محياك iiالسلام
وأطـيـب ديـمة وأرق iiدمع وأشـجـى  مـا تعلمه iiاليمام
تـُيـَمِّمُ  في شُهارة قبرَ يحيى لـيـذكـر كـلما ذكر iiالكرام
لـدى الجسر المعلق في جدود على جبلي (أمير وفيش) قاموا
وُلـدتَ  نهارَ ما عقدوه iiجسراً فـلـلأيـام بـيـنـكما iiوئام
وذلـك فـي بنيك يقال iiشعراً لـهـا  عـام ولـلجبلين iiعام
نـثـرتُ الشام فوقهما iiورودا وكـل  ورودنـا يـمن iiوشام
وعبد  الله من يحيى iiالسريحي بـعـيني ما نمى البدر iiالتمام
وقـفـتُ  لصورة بُعِثتْ iiإلينا ولـكـن أيـن لـفتتك iiالبشام
نـشـرناها تحدث عن iiتراث عـريـق  لا يهون ولا يضام
وفي  صنعاء بِدْعُ الدهر iiوشياً وفـي  صنعاء وشيك لا iiيرام
سـمعتُ  إلى جراحك iiداميات وفـي  قـلبي من الدنيا iiسهام
وإن جـارت حـوادثها iiعلينا فـكـل  حـوداث الدنيا iiمنام
وعـبد الله عطرُك في iiحياتي وفـي صـنعاء أدمعه iiالسجام
ومـا  يشفي الحنينُ لها iiسقاما إذا  كـان الـحنين هو iiالسقام
وهـل صـنعاء مثل iiمفارقيها إذا حـنـوا لـتربتها iiوهاموا
كـلامُ الـشوق للأوطان iiحلو وفـي صـنعاء يختلف iiالكلام
ربـحنا  ما خسرتِ iiفسامحينا ولا أدري بـذلـك مـن iiيلام
 

20 - سبتمبر - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
علي بك فوزي (الغريب التائه)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

قال المرحوم أحمد أمين في كتابه (حياتي) (طبعة مكتبة النهضة المصرية: الطبعة 6ص 236) أثناء حديثه عن زيارته استنبول في يونيو 1928م : (ومن خير المصادفات أن رأيت في الأستانة (علي بك فوزي) أستاذنا القديم في مدرسة القضاء (*) وكان قد استقال من منصبه الحكومي وخرج من مصر لأنه لم يطق أن يرى الجندي الإنجليزي يحتل بلاده والجرسون اليوناني في القهوة يتمتع بامتيازات لا يتمتع هو بها، فخرج من وطنه هاربا، وطوف بالبلاد وحط رحله في الأستانة، يقنع بخمسة وعشرين جنيها معاشا له، يصرف أقلها على نفسه وأكثرها على الفقراء من حوله. ظللت أبحث عنه في الأستانة طويلا حتى وجدته، فوجدت لقيتي، لأني أعلم أنه أقدر الناس على أن يشرح لي الانقلاب الحديث في تركيا ونتائجه وما فيه من خير وشر... وقال لي: لقد عشت في إنجلترا وفرنسا وألمانيا فلم أجد الصدر الرحب الحنون الذي أشعر به في إقامتي في تركيا. وسألته هل هو راض في خطته التي اختطها في الامتناع عن الزواج? فقال: إنه آسف على هذه الخطة، ويود لو عاد إلى الشباب فتزوج.. وأنه الآن من غير زواج في شيخوخة بائسة تنتظر الوفاة ... والرجل من غير شك شخصية غريبة لم أر مثلها، يحب بلده مصر من صميم قلبه، ويحب المسلمين ويرثي لحالهم، ويتدين تدينا مزيجا من قلبه وعقله، فيفطر على كوب من اللبن عند شروق الشمس، ولا يحرم عليه الماء، ويبقى على ذلك إلى موعد الإفطار فيفطر، ويعني بصيامه عدم كثرة الأكل، والامتناع عن أكل الأشياء الدسمة، ومما دعاه إلى ذلك أنه كان يسكن في استانبول فوق جماعة من الإفرنج، يخشى إن هو تسحر في رمضان أن يزعجهم بحركاته، فهو يصوم هذا الصيام الذي ذكرنا من غير سحور.
أهداني يوم وداعه مجلة إنجليزية كان يصدرها (عنايت خان) في سويسرة في التصوف، يدعو فيها إلى التصوف العام من غير تقيد بتفاصيل دين خاص، ولذلك كان من أعضائها المسلم واليهودي والنصراني. وأخبرني علي بك فوزي أنه عُرض عليه بعد وفاة (عنايت خان) أن يرأس هذه الجمعية فأبى، لأنه لا يحب أن يتقيد بالتقاليد والشعائر على أي شكل كانت. منشأ عذاب هذا الرجل وشقائه رقة إحساسه ودقة شعوره البالغ.
وفي يوم (5 يوليو) زرنا (فؤاد بك كوبرلي) تلبية لدعوته في منزله قرب مسجد السلطان أحمد، بيت قديم عظيم، يظهر أنه بيت الأسرة، في غاية النظافة والنظام فرشت سلالمه بالسجاد الفاخر، ووصلنا إلى حجرة كبيرة صففت في جوانبها دواليب الكتب على أجمل وضع، ووضعت في وسطها مائدة كبيرة للمطالعة. استقبلنا فؤاد بك وهو شاب في نحو الثلاثين من عمره، مملوء نشاطا وأدبا، يلمع في عينه الذكاء، وقد كان يحضّر موضوعا لمؤتمر المستشرقين، تحدثنا عن جامعتنا وجامعتهم والنشرات والكتب التي تنشرها الجامعتان، ثم تكلمنا عن المستشرقين وما يؤدونه من خدمة للعلم لولا لعب السياسة بعقول بعضهم، وانتقلنا إلى الفرق الإسلامية وصعوبة الوصول فيها إلى حقيقة، لأن الذين يكتبون فيها إما مؤيد غال أو معارض قال، وسألني: هل الإسلام شجع الصوفية أو ناهضها ? وكان من رأيي أنه شجعها. وكنت أعلم أن فؤاد بك أحد دعاة الإصلاح الديني والاجتماعي القائم الآن في تركيا، فأثرت هذا الموضوع مرتين لأعلم ما عنده وعند أصحابه من قواعد يبنون عليها إصلاحهم فكان في كل مرة يغلق هذا الباب بمهارة وينقل الحديث إلى موضوع آخر.
_____________
وفي الكتاب أيضا ص 103 تعريف بعلي بك فوزي، وأنه درس في مدرسة المعلمين وتخرج من معاهد أنجلترا، وكان يدرسنا التاريخ...وهو رجل غريب بديع ظريف المظهر قصير القامة، يخفي قصر قامته بطول طربوشه وعلو جزمته، يجيد الإنجليزية والفرنسية والفارسية والتركية، ويلتزم الكلام باللغة العربية الفصحى فلا يلحن، ويدخل علينا متأبطا كتبا في جانبيه لعلها تزن أكثر منه، ولا يدع الفرّاش يحملها له... ويخرج احيانا عن الدرس إلى آرائه في الحياة وفلسفته في المقارنة بين المدنية الشرقية والمدنية الغربية

4 - أكتوبر - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
والد أحمد أمين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

هذه صفحات مختارة من كتاب (حياتي) المذكور في البطاقات السابقة، وهي  من صميم هذا الملف (أحاديث الوطن والزمن المتحول) وكان المرحوم أحمد أمين قد خص والده بصفحات مطولة تحدث فيها عن جديته وصرامته وسيطرته على البيت، وجودة خطه، وعمله مصححا في المطبعة الأميرية، وما أثمر عمله فيها من مكتبة عامرة كانت في البيت بمثابة أزهر صغير، ونقتطف من حديثه عن أبيه هذه الكلمات قال: (وكان أبي مدرسا في الأزهر ومدرسا في مسجد الإمام الشافعي وإمام مسجد، ويتقاضى من كل ذلك نحو اثني عشر جنيها ذهبيا، وكان ثمن عشر بيضات قرشا، ورطل اللحم بثلاثة قروش أو أربعة.. ويغمر البيت شعور ديني، فأبي يؤدي الصلوات لأوقاتها ويكثر من قراءة القرآن صباحا ومساء، ويصحو مع الفجر ليصلي ويبتهل، ويكثر من قراءة التفسير والحديث، ويكثر من ذكر الموت ويقلل من قيمة الدنيا وزخرفها، ويحكي حكايات الصالحين وأعمالهم وعباداتهم، ويؤدي الزكاة، يؤثر بها أقرباءه، ويحج، وتحج أمي معه.. ويوقظ أولاده لصلاة الفجر، ويراقبهم في أوقات الصلاة الأخرى، ويسائلهم متى صلوا وأين .. وبالجملة إذا فتحت بيتنا شممت منه رائحة الدين... فإذا رأيتَ دينا يسكن في أعماق قلبي، وإيمانا بالله لا تزلزله الفلسفة ولا تشكك فيه مطالعاتي في كتب الملحدين، أو رأيتني أكثر من ذكر الموت وأخافه، ولا أتطلع إلى ما يعده الناس مجدا، ولا أحاول شهرة... وإذا رأيت بساطتي في العيش وعدم احتفائي بمأكل أو مشرب أو ملبس، وبساطتي في حديثي ولقائي، وكراهيتي لكل تكلف وتصنع في أساليب الحياة، فمرجعه إلى تعاليم أبي وما شاهدته في بيتي)
                                  (أحمد أمين: "حياتي" نشرة مكتبة النهضة المصرية ط6 ص20 وص22 )

5 - أكتوبر - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
 2  3  4  5  6