البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 461  462  463  464  465 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ياقوت المستعصمي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

ترجمة ياقوت المستعصمي ساطعة في كتب التراجم كالشمس في رابعة النهار، ولكنني أريد هنا أن أصف بعض أعماله الموجودة في كتاب (فن الخط) الذي أستخلص منه هذه البطاقات. ولا بأس بنقل هذه الكلمة من الكتاب:
(ياقوت المستعصمي): هو أبو المجد جمال الدين ياقوت بن عبد الله المستعصمي (ت 698هـ 1298م) يعتبر في تاريخ الخط بمثابة الموضع الذي تلاقت عنده الأنهر المنهمرة من جهات متعددة لتهدأ وتصفو ثم تنفصل مرة ثانية إلى روافد مختلفة. وكان لطريقته في تغيير شكل القط في القلم الذي كان جاريا حتى ذلك الزمان تأثير واضح على أنواع الخطوط الستة، فقد زاد من تحريفه وجعل شحمه غير مرهف كثيرا. وبرزت هذه الخدمة في تجويد المحقق والريحاني بصورة خاصة، اما الثلث والنسخ فقد انتظرا ظهور المدرسة العثمانية ليبلغا نفس المرحلة من التطور) (فن الخط ص 24) أما آثاره فأغلب الأعمال التي بقيت منها هي (المصاحف).
 
 وعدد المصاحف التامة والأجزاء التي تضم سورا أو عدة سور في مختلف المكتبات والمتاحف مرتفع إلى حد يجعلنا نقبل القناعة الرائجة حول أنه لم يظهر رجل ثان يكتب عددا من المصاحف يفوق ما كتبه ياقوت. أما النصوص التي فضل كتابتها بعد القرآن المجيد فهي مجاميع الحديث الصغيرة ودواوين الشعر ومجاميعها القصيرة، وأعماله التي ألفها في شكل رسائل منظومة ومنثورة ، وغير ذلك. وقسم من الأعمال المحفوظة اليوم في المكتبات حاملة توقيعة ليست بخطه شخصيا بل هي نقول ومحاكاة لخطه، ولسوف يكون من الممكن حصر هذه الأعمال ورصدها بعد دراسة جادة طويلة.
بعد سقوط بغداد عام (656هـ) لم يغادر ياقوت بغداد، وكانت أكثر الأعوام عطاء في فنه وتجلي أستاذيته هي المرحلة الثانية هذه.
ومن آثار ياقوت المشار إليها في الكتاب تحت رقم (25 ، 26) مصحف كتبه بالريحاني، على خمسة عشر سطرا لكل صحيفة، وكتب رؤوس السور بخط التوقيع الدقيق بمداد أبيض على أرضية مذهبة، وقد شُعّرت أطراف الحروف بالمداد الأسود، ووضعت علامات التخميس بعيدا عن حيز الكتابة بدوائر وردية محلاة، ونجد في سورة الناس أنه خرج بحرف السين الأخيرة من كلمة (الوسواس) خارج السطر لتتوسط الإطار !! بطريقة كأنها (توقيع وإمضاء)
 
ومن آثاره صحيفة بخط الثلث وجليل المحقق، تحمل في الكتاب رقم (24)  والمكتوب في منها بالثلث الدعاء: (الله ولي الإجابة) والآية (وما توفيقي إلا بالله) والمكتوب بجليل المحقق البيت:
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا مـن  العناية ركنا غير iiمنهدم
والبيت من بردة البوصيري وهو معاصر لياقوت، ووفاته عام (696هـ) ونجد قطعة ثانية في اللوحة (27) تحت عنوان شعر عربي، وهي أربعة أبيات متتالية من (لامية العرب) للشنفرى، تبدأ بالبيت (58) من اللامية، وهو قوله:
فَـأَيَّمتُ  نِسواناً وَأَيتَمتُ iiإلدةً وَعُدتُ كَما أَبدَأتُ وَاللَيلُ أَليَلُ
 
انظر الصورة في زاوية الصور لرؤيتها عن طريق التكبير

24 - سبتمبر - 2006
أعمدة الخط السبعة
حبيبتي بنت الأكوح    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

أتـريـدُ بـنتُ الأكوح iiاستعماري لم يمض لي في القصر نصف نهار
شـكـرا  ندى شكرا لأطيب iiوردة خـُلـقت  لتغرق في ندى iiأشعارى
وتـسـيـر في حاكورتي iiمحسودة فـي حـب والـدها وفي iiأمطاري
سـلـمـتْ  يداك هدية في iiشوكها تـعـنـي الـكـثير لبائع الصبار
مـا كـنت أجهل كيف ينسل iiشهده مـن  شـوكـه لما اتخذت iiقراري
قـسـمـا بـسـيدة الحسيمة iiبنتها وشـفـاهـها  بين المحار iiمحاري
وشـبـاك  بـحـار سيبقى مبحرا حـتـى يـمـوت فتابعي iiأخباري
هيا  اكبرى هيا انظري هيا iiانشري نـسمات  فجرك في هجير iiبحاري
لا  تـخـجـلي مني فأنت iiحبيبتي سـأجـيء يـوما راكبا iiإعصاري
قـولـي إذا قـبـلتُ وجهك iiهائما لا تـعـذلـوه فـإنـه iiبـحّـاري

16 - نوفمبر - 2006
نباتات بلادي
رسالة من بريجيت    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

أيها المحروم من دف ئـي تـأخرتَ كثيرا
قـلـتُ من أول iiيوم سـوف تأتيني أخيرا
صوتُ قفل الباب iiلما جئتُ ما زال iiبسمعي
وهو  أقسى iiذكرياتي عـندما  أمسح دمعي
كان  يوما عشتُ iiفيه بـين أقسى iiلحظاتي
فـي  رياح لم أشاهد مـثـلها  كل iiحياتي
عـدتُ للبيت ولا أع رِفُ  مـن أين أتيتُ
وتـوقـعتُ  iiسأبكي غـير  أني ما iiبكيت
إنـها  أكبر من iiشك كـي وإيماني iiوظني
إنـهـا أكبر منك ال يـوم بـل أكبر مني
لـم أكن أحسب iiيوما سـوف تنهار سمائي
وأرى  وجـها iiلوجه كيف  يهوي iiكبريائي
عدت كالساحرة iiالشم طاء  للشاطئ iiوحدي
أتمشى حيث كان iiال صدَفُ الأزرق iiنهدي
صخرتي تلك وما iiزا ل  إليها الموج iiيحبو
أتـشـهاها  iiوأخطو خـطـوات  ثم أكبو
قلتُ  للموج أنا iiبريج يـتُ: لـكن ما iiتذكّر
أنـا في العاشرة iiاليو م  مساءً سوف iiأسكر

23 - نوفمبر - 2006
دو ويك
قيثارة النويهي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

إلـيـك  سـحـائـبنا iiقادمهْ كـأمّـك  ضـاحـكة iiباسمهْ
كـأمـك قمراء تحكي iiالنجوم وذاكـرة الـطـفـلة iiالحالمة
ولـولا حـنـوّي على طفلها لأيـقـظـت  أشجانه النائمة
وأجـمـل  زنبقة في iiالوجود عـلـى شـعره يدها الناعمة
وشـكـرا  صـداقة حرٍّ أبيّ وشـكـرا  مـحبتك iiالعارمة
فـأيـن هداياك عبد iiالرؤوف تـصـالـح أشرعتي iiالنادمة
تـمنيتُ  في غربتي لو iiأرى حـواجـبَ  ريشتك iiالراسمة
وكـيـف  تـنسق iiأغصانها وتـنـشـر  أطيارها الهائمة
فـقل إن ظفرتَ بعبد iiالحفيظ رضـيـنا  بأحكامك iiالغاشمة
وحـرق السفارة فوق iiالورود وجـمـر رسـالتك iiالحاسمة
فـكـل الأمـازيغ في iiنارها واسـمـك  فـي أول iiالقائمة
يـعـلـم  بسكور iiحق الحنين إذا  اسـتل من برقه iiصارمه
وأدّ الـشـمـوع iiلأسـتاذتي وأصـعـب  عـاتـبة لائمة
تـعـاتـب فـي كفها iiمهجة بـكـل  سـراديـبها iiعالمة
فـأيـن  ستغسل شعر iiالحياة ومـا  هـي في زنده iiواشمة
أحـاول أنـسى أزيز الشرار وتـرنـيـمة الليلة iiالصارمة
عـلى  الفيلسوفة مني iiالسلام بـعـيدا  عن الصور iiالقاتمة
وذاكـرة  الـبـحر في iiقاعه وذاكـرتـي الـشعلة iiالعائمة
كذلك في الحرب تهوي القلاع وأول مـا يـسـقط العاصمة

 

8 - ديسمبر - 2006
من روائع الشعر العالمى
دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

شرطك يا أم الرضا يصعب تحقيقه، لأن النشر الفوري غير متوفر لكل المشاركين في الوراق، فقد نشرت أنا المثل:
(العين بصيرهْ، والإيد قصيرهْ)
الإيد: يعني اليد. والمثل يضرب للتودد والاعتذار عن التقصير. 
وذلك بعد لحظات من خروجي من برنامج النشر، ثم لما عدت فدخلت صفحة النشر ثانية رأيت مشاركة الأخ مهند، ويبدو أنه لم ينتبه لشرطك كله فما رأيك،
 (يللي طلّع لحمار ع المادنة بنزْلو) ثم كيف تعدين آخر هذا المثل هل هو الواو أم الهاء حملا على الفصحى ? لأن معنى (بنزلو) ينزله. وقد وقعت أنا في هذا الإشكال، فعنونت مشاركتي بأنها (تاء) ثم بدا لي أن الهاء أولى لأن المشاركة بالمثل حسب النطق به في البلد الشائع بها، فما رأيك: (يللي بيدبحْ حمير العربْ عليه حملْ الإرَب) بيدبح : يذبح، والإرَب هنا تعني القُرب: جمع قربة، بضم القاف وهي قربة الماء التي كانت من أدوات السقا، وكما يقال: (دقة بدقة ولو زدتَ لزاد السقا) وهذا مثل يضرب في أكثر من موطن، فيضرب لانتصاف القدر من الجاني، ويضرب للمجازاة بين الناس، ويضرب للتشفي، ويضرب لما وضع له في القصة المشهورة في بلاد الشام، وهو أن رجلا من أهل الإيمان كان يعمل في بيع الذهب، وذات يوم جاء السقا كالعادة ليعطى زوجة الصائغ قربة الماء فلما مدت يدها لتأخذ القربة تعمد السقا أن يلمس يدها لمسة خفيفة لا مفاتشة فيها، ولكن زوجة الصائغ عرفت في حساباتها أن هذا يعني بمنطق الإخلاص أن زوجها قد فعل ذات الفعلة مع إحدى زبوناته، فلما جاء زوجها المساء جعلت تستدرجه بالحديث، حتى اعترف لها بأنه ضعف أثناء أخذ قياس بعض الأساور لبعض الفتيات: فقالت له هذا الكلمة التي ذهبت مثلا: (دقة بدقة، ولو زدتَ لزاد السقا)

13 - فبراير - 2007
أمثال من هنا وهناك
البيتان لا يعرف اسم صاحبهما    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

البيتان من نوادر الشعر،  ولا يعرف لهما قائل، وقد ذكرهما  الجراوي صاحب الحماسة المغربية، المتوفى عام (609) في باب الرثاء، قال: وقال آخر يرثي النبي (ص)، ثم ذكر البيتين مع زيادة بيت بعد الأول. وهو: 

أنت النبي الذي ترجى شفاعته عند الصراط إذا ما زلت iiالقدم

وعلق د. رضوان الداية في نشرته للحماسة (ص 789: طبعة دار الفكر) بقوله: (لم أجدها في المصادر التي اعتمدت عليها). 

والبيتان مع قصتهما تنقل  في معظم كتب الأدب والفقه والتفسير عن الإمام العتبي. فقد ذكرهما البيهقي في (شعب الإيمان) (3/ 496) برواية العتبي مع ذكر القصة المشهورة، ونقل ذلك عنه ابن كثير في تفسيره (طبعة دار الفكر:1/ 521) والسيوطي أيضا في (الدر المنثور: 1/ 570) وذكرها النووي في المجموع (شرح المهذب) (ج7/ ص324: طبعة دار الفكر 1996) في باب ( صفة الحج والعمرة) في الفصل الذي تناول فيه آداب زيارة قبر النبي (ص) نقلا عن الماوردي، وقد ذكر الماوردي البيتين مع قصتهما بحكاية العتبي في (الأحكام السلطانية) (الوراق : ص 67) وابن عساكر في تاريخ دمشق في قسم السيرة النبوية، باب (من زار قبره بعد وفاته كمن زار حضرته قبل وفاته)  انظر مختصر تاريخ ابن عساكر على الوراق (ص 307). وقد اختصر ابن منظور سند القصة على منهجه. وأوردها ابن قدامة في المغني في باب (زيارة قبر النبي) (ج3/ ص 346 : طبعة عالم الكتب) وذكر ابن الضياء البيتين مع القصة بحكاية العتبي في خاتمة كتابه (تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام) (الوراق: ص 177). مع ذكر تخميس الأقشهري (ت 739هـ) للبيتين، وذكر السمهودي ذلك السمهودي أيضا في (خلاصة الوفا) بحكاية العتبي، (الوراق: ص 57)
وذكر السخاوي تخميس الأقشهري في (التحفة اللطيفة) (الوراق: ص597)
وذكر العمري البيتين في (مسالك الأبصار) بلا ذكر للقصة أيضا.

13 - فبراير - 2006
الشعر
زلازل دمشق: خريف عام 1759م    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم


لا تزال آثار هذه الزلازل المروعة باقية حتى اليوم في جميع أحياء دمشق، وخاصة الأحياء المجاورة لمسجد بني أمية الكبير، ولا اعرف إذا كان هناك في التاريخ زلزال يقارب هذا الزلزال في عنفه وقوته، فقد استمر مدة 28 يوما أولها يوم 8/ ربيع الأول من عام / 1173هـ) ووافقت بدايتها شهر تشرين الثاني من عام 1759م)  وانقل لكم أخبار هذا الزلزال عن كتاب (حوادث دمشق اليومية) للحلاق البديري: نشرة الوراق (ص 56) ويلاحظ وقوع اضطراب في ذكر التواريخ، والشهور، فيما حكاه البديري لعلها من أخطاء الطبع، والصواب أن ذلك كان عام 1173 وليس عام 1172 كما يرد في نص البديري لأن الباشا الشتجي لم يكن واليا على دمشق عام 1172هـ وإنما كان واليا على حلب. وقد ذكر المرادي هذا الزلزال المهيب في ترجمته فقال:
(وحصل وهو بدمشق سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف ليلة الثلاثاء ثامن ربيع الأول قبيل الفجر زلزلة واتصلت بالقدس وغزة وتلك النواحي وصيدا وصفد وجميع بلاد ساحل الشام وحمص وحماه وشيزر وحصن الأكراد وأنطاكية وحلب واتصلت في كل أسبوع مرتين وثلاثاً إلى ليلة الاثنين سادس ربيع الثاني من السنة المذكورة فزلزلت بعد الفراغ من صلاة العشاء الأخيرة تلك المحال المذكورة بأسرها واستقامت بدمشق ثلاث درج وخرب غالب دمشق وأنطاكية وصيدا وقلعة البريج وحسية، وانهدم الرواق الشمالي من مسجد بني أمية بدمشق وقبته العظمى والمنارة الشرقية، وانهدم سوق باب البريد وغالب دور دمشق ومساجدها ولم تزل الزلازل متصلة إلى انتهاء السنة المذكورة وأعقب ذلك بدمشق قبل انتهاء السنة الطاعون الشديد وعم قراها وما والاها وحصل لغالب مساجدها التعمير من وصايا الأموات وعمر جامع دمشق والقلعة والتكية السليمانية بأموال صرفت من كيس الدولة العلية العثمانية).
 وهذه رواية البديري الحلاق حسب نشرة الوراق، قال:
 (وفي ليلة الثلاثاء ثامن ربيع الثاني من تشرين الثاني من هذه السنة في الثلث الأخير من الليل والمؤذنون في المآذن يشتغلون المراسلة =كذا= صارت زلزلة خفيفة، وتبعتها ثانية ثم ثالثة زلزلت منها دمشق زلزالاً شديداً، وحسبت أهل دمشق أن القيامة قد قامت، فتهدّمت رؤوس غالب مآذن الشام ودور كثيرة وجوامع وأماكن لا تحصى، حتى قبة النصر التي بأعلى جبل قاسيون زلزلتها وأرمت نصفها، وأما قرى الشام فكان فيها الهدم الكثير، والقتلى التي وجدت تحت الهدم لا تحصى عددا. وفي الليلة الثانية زلزلت أيضاً في الوقت الذي زلزلت فيه الأولى، ثم حصلت في وقت صلاة الصبح وبالنهار أيضاً، ولا زالت تتكرر مرارا لكنها أخف من الأولين. وقد زاد الخوف والبلاء، وهجرت الناس بيوتهم، ونامت في الأزقة والبساتين وفي المقابر والمرجة، وفي صحن الجامع الأموي. وفي هذه الزلزلة وقع خان القنيطرة على كل من كان فيه، فلم يسلم من الدواب والناس إلا القليل، وكذلك خان سعسع. وقد وردت الأخبار إلى دمشق الشام أن بعض البلاد والقرايا انهدمت على أهلها، فلم يسلم منها ولا من دوابها أحد.
ثم في ليلة الثلاثاء الساعة العاشرة من الليل خامس ربيع الأول انشقت السماء وسُمع منها صريخ ودمدمة ودويٌّ وهول عظيم، حتى إن بعض أهل الكشف رأى أن السقوف ارتفعت، وظهرت النجوم وعادت السقوف كما كانت. ووردت أخبار أن في بعض البلاد انطبق جبلان على بعض القرى، فذهبت القرى ولم يظهر لها أثر. وفي ليلة الجمعة الثامن عشر من ربيع الأول في محل أذان العشاء خرَّ نجمٌ من السماء من جهة الغرب إلى جهة الشرق، فأضاءت منه الجبال والدور. ثم سقط فسُمع له صوت عظيم أعلى من صوت المدافع والصواعق.
وفي الزلزلة الأولى وقعت صخرة عظيمة في نهر القنوات فسدّت النهر، وانقطع الماء عن البلد أحد عشر يوماً، وبقيت قُطّاع الأحجار يقطعون فيها أحد عشر يوماً، فصارت الناس في غمَّين: غمّ الزلزلة وغمّ قلة الماء.
وفي ليلة الاثنين سادس ربيع الثاني في الساعة الخامسة صارت زلزلة عظيمة أعظم من الأولى بدرجات. وقد صارت معها رجّة مهولة أسقطت غالب بقية المآذن، وأرمت قبة الجامع الأموي الكبيرة والرواق الشمالي جميعه مع مدرسة الكلاسة وباب البريد وأبراج القلعة وغالب دور دمشق، والذي سلم من الوقوع تناثر من بعضه البعض وقُتل خلق كثير خصوصاً في القرايا، ورحلت الخلائق للبساتين وللجبال والتُّرب وإلى المرجة، ونصبوا بها وبالبراري الخيام وناموا بعيالهم وأولادهم، ومع ذلك فلم تبطل الزلزلة والرجفان لا ليلا ولا نهارا. ثم أمر عبد الله باشا الشتجي والي الشام وفقه الله تَعالى منادياً ينادي بالناس أن يصوموا ثلاثة أيام وأن يخرجوا في اليوم الرابع إلى جامع المصلّى، فإنه مشهور بإجابة الدعاء فيه. فخرجت الناس من كل فج عميق إلى المصلى، وخرج حضرة الوزير معهم وجميع الأعيان والمفتي والقاضي، وخرجت العلماء وأهل الطرق والصوفية والنساء والأولاد، ولازموا الدعاء في المصلّى ثلاثة أيام بضجيج وبكاء وخشوع كيوم عرفات، بل كموقف القيامة، فرحمهم أرحم الراحمين، وعاملهم باللطف والتخفيف، فصارت الأرض تختلج اختلاجاً خفيفاً، ولم تزل الناس في البساتين والبراري خائفة حتى نزل عليهم الثلج المطر وصار الجليد إلى أن خفّت الزلزلة ورجعت الناس خائفين
.
وفي أواسط جمادى الأولى قدم القاضي إلى دمشق الشام، واسمه رضا أفندي، ولم يحرّك ساكنا.
وفي ثامن جمادى الثانية ظهر خبر بدمشق أن عبد الله باشا الشتجي والي الشام معزول. وفي ثالث عشر جمادى الثانية. وفي يوم الخميس ثاني وعشرين جمادى الثانية رحل الحاج عبد الله باشا الشتجي إلى منصب ديار بكر على ما قيل.
وفي ليلة الاثنين الخامسة والعشرين من جمادى الثانية قُبيل السحر صارت في الشام أيضاً زلزلة خفيفة أخف من الزلازل المتقدمة. ثم شاع الخبر بين الناس أنه سيحدث زلزلة عظيمة، ففزعت الناس فزعاً شديداً، ورجعوا إلى ما كانوا عليه من الخوف والفزع والخروج للبساتين والمقابر، نسأله تعالى اللطف.
وفي نهار الاثنين غرة رجب المبارك من هذه السنة دخل والي الشام محمد باشا الشالك بن بولاد باشا لدمشق بموكب عظيم ضحوة النهار، وخرجت لملاقاته الأكابر والأعيان والأفندية والأغاوات، وخرجت الإنكشارية بالخيل والعُدد المطلية والدروع الداوودية، وخرجت القبقول بالعدد الكاملة.
وفي يوم السبت سابع رجب دخل نعمان باشا حاكم صيدا، فدخل في موكب عظيم، وخرج لملاقاته والي الشام محمد باشا الشالك ومعه الأفندية والأكابر والأغوات، وأنزله والي الشام عنده، وأنزل كل آغا من أغواته عند آغا من أغوات الباشا، ثم أقام في ضيافة والي الشام محمد باشا ثلاثة أيام وأربعة ليال، ورحل لمحل وظيفته ومنصبه بصيدا.
وفي نصف شهر رجب جاء ريح عظيم استمر أربعة أيام ولياليها حتى هدم أماكن كثيرة، ولم يبق من الأشجار إلا القليل، وارتجاج من الزلازل لم تبطل لا ليلاً ولا نهاراً، مع وقوع الغلاء حتى في الخضراوات، فرطل الخبز بخمسة مصاري، ورطل الباذنجان بخمسة وعشرين مصرية، ورطل البصل بتسعة مصاري، ورطل اللحم بقرش وربع لم يوجد، ورطل السمن بقرش ونصف وربع. والبقية على نحو ما قدّمنا.
قال المؤرخ البديري: والفقير لم يوجد معه ولا منقير، والهدم واقع من الزلازل في كل وقت وحين، والناس رحلت إلى أرض الفلاحين، والله تعالى هو المعين.
وفي نهار السبت الثاني والعشرين من رجب جاء قبجي من طرف الدولة العلية واسمه سبانخ زاده لأجل الكشف على الجامع الأموي وعمارة قبّته وجهته الشمالية ومآذنه المهدومة في الزلازل، ومعه باش معماري وفعلة ورجال لأجل مباشرة تعمير الجامع المذكور.

23 - ديسمبر - 2007
كتاب في حب دمشق
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

كل الشكر لكاتب المقال على هذه المشاركة الشجاعة، وأتمنى لو يجيبني على سؤالي بعد قراءة هذه الطرفة، أما السؤال: فحول الحديث (من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لايتمثل بي) وهو حديث رواه الشيخان وغيرهما من طرق عديدة،وصار مؤداه جزءا من العقيدة الإسلامية وذهب الشيخ مصطفى الزرقا إلى أن المراد بقوله (ص) من رآني: أي من رآه من الصحابة، فهو حديث لا ينسحب على كل المسلمين.
كنت أبحث عن ترجمة الشيخ عاموه، فرأيت في موقع (ملتقى أهل السنة والجماعة في السودان) هذا الخبر الطريف:
يقول القاضي أحمد عثمان مطير عضو المحكمة الابتدائية التجارية الثانية وعضو المحكمة الأولى بلواء الحديدة عام (1981) في كتابه الدرة الفريدة، وهو من رؤوس الطريقة القادرية في الحديدة: ((وبمناسبة ذكر القات أنقل ما ذكره الكاتب شيخي العلامة أحمد عبد الباري عاموه –رحمه الله تعالى- قال ما لفظه :
(فائدة) نُقل عن الشيخ الكبير عبد القادر الجنيد أنه نام ذات ليلة فرأى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وبين أيديهم شيء من القات ، قال: فناولني النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من القات ففزعت من النوم وأنا قابض على القات في يدي ومعي ندم عظيم لما لم أسأله عن فائدة القات فرجعت إلى منامي فرأيته صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه على ما هم عليه فسألته فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد القادر أنه نزل به جبريل الآن ! يا عبد القادر كل منه فإن آكله لا ينطق إلا بالصواب ..
وكانت الرؤيا في سنة 953هـ قال شيخنا: ورؤيته صلى الله عليه وسلم حق ومن رآه مناماً فكأنما رآه يقظة )
اهـ ..
من كتاب : الدرة الفريدة في تاريخ محافظة الحديدة صفحة (41) طبعة دار المصباح: الحديدة

13 - مارس - 2008
نقد الصِّحاح ( البخاري نموذجا )
مختارات من الأرجوزة: (حرف الهمزة)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

ومما نشره حبيب زيات من الأرجوزة هذا المقطع على لسان أحمد بن أربد الإيادي ؟ وهو أحد الركب الذين ذكرهم ابن سيده في المقدمة. والقطعة على حرف الهمزة حسب ما وعد ابن سيده في المقدمة، وأشرح المراد بحرف الهمزة أن كل ما سيذكر يجب أن يكون أوله همزة، مثل(أحمد، إياد، الإيادي، الإبل، الأتان، آلاء، آء، الأمطي، الأوز... إلخ)

إن  تسألوا باسمي فإني أحمدُ فـي كل لأواء الزمان iiأُحمدُ
ووالـدي  أربـدٌ iiالـهـمامُ فـي كـل أنواع العلى iiإمامُ
ونـسبي في عنصري إيادي أهل  التقى والبأس iiوالأيادي
وبـلـدي  من أرفع iiالبلدان آمـدُ  داري وقـرى iiأسوان
أمـا  الـذي أركـبه iiفالإبلُ أو  أتـنٌ تـعنو لهن iiالسبلُ
إن  الأتـان لـلقلوص iiثانيه لاسـيما  إن أصبحت يمانيه
أمـا  قـسيي فهي من iiآلاء وربـمـا تـخـذتها من iiآء
وأسـهمي  من حائط الأراك لـيس لمن تغشاه من iiحراك
وربـما  استجدتها من iiأثأب تعجل من أرمي عن التثاؤب
وربـمـا كانت من iiالأمطيّ مـنـبتها في العانك iiالوطيّ
أمـا الـذي أقـنص iiفالإوزُّ أو  الأنـوق فـهي نعم iiالبزّ
أنـحـي عن الألية iiوالإبهام مـنها  ويغدو إبطها iiطعامي
ثـمـت أهدي بعد ذاك إبطا إلـى فتاة من ظباء iiالأرطَى
ذات دلال اسـمـهـا iiأمامه تمشي  الهوينا مشية iiالغمامه
أنـشـدهـا  بأحسن iiالنشيد ما يبعث الوُرْق على iiالتغريد
أمـا  بجنح الليل من iiصباح أمـا  يـزال ضافي iiالجناح
فـعـند  ذاك تنشد iiالحسناءُ مـا  أذني عن غيره iiصماءُ
آل عـديٍّ أزمـعوا iiالرواحا فـودعت  أجسامنا iiالأرواحا

13 - أبريل - 2008
إرجوزة ابن سيده (ما اسمك يا أخا العرب)
سورة الإخلاص    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

نقش جزء من سورة الإخلاص على أول دينار عربي ضرب في عهد عبد الملك سنة 77هـ على النحو التالي:
الله أحد الله
الصمد لم يلد
ولم يولد
وعلى الدراهم التي يعود أقدمها إلى سنة 78هـ إضافة (ولم يكن له - كفوا احد) وعلى الفلوس (الله - أحد الله -الصمد)
ونقشت السورة أيضا على نقود عباسية، منها درهم ضرب جي سنة 129هـ محفوظ في متحف قطر الوطني، ودرهم ضرب مرو سنة 132 محفوظ في جمعية النميات الأمريكية بنيويورك.
ومنها فلس ضرب الموصل، ضربه الضحاك بن قيس الشيباني الذي خرج بالكوفة سنة 128هـ 745م
ثم حذف العباسيون سورة الإخلاص من نقودهم لتحل محلها المحمدية (محمد – رسول – الله)
ونقشت السورة أيضا على درهم ضرب صقلية سنة 216هـ كما نقشت على نقود الدولة السامانية أيام منصور بن نوح (ت 366هـ)
ونقشت السورة على دينارين في دولة بني بويه، احدهما ضرب المحمدية سنة 380هـ والآخر ضرب سنة 406 ودينار ضرب عُمان سنة 411هـ
وعلى وجهه في المركز: (لا إله إلا  - الله القادر بالله – سلطان أبو شجاع)
وعلى الهامش (بسم الله ضرب هذا الدينر بعُمان سنة إحدى وعشر وأربع مائة سلطان الدولة)
وعلى الظهر: المركز (قل هو الله أحد – الله الصمد لم – يلد ولم يولد ولم – يكن له كفوا – أحد)
وعلى هامش : (محمد رسول الله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
وفي دولة بني كاكويه سجلت السورة على دينار ضرب أصفهان سنة 413هـ.
وفي دولة السلاجقة نقش السلطان بركيارق السورة كاملة على دينار ضرب الأهواز سنة 491هـ (قل هو – الله أحد الله – الصمد لم يلد و- لم يولد ولم يكن – له كفوا احد) كما نقشت السورة على نقود السلطان محمود بن محمد ملكشاه، ومنها دينار ضرب أصفهان سنة 512هـ
ونقش جزء من السورة على نقود الخارجين على الخلافة العباسية، منها درهمان ضربا سنة 132، احدهما ضرب بيبرد والآخر ضرب تنبوك.
وفي دولة الأمويين في الأندلس نقش جزء من السورة على نقود عبد الرحمن الداخل، ومنها درهم ضرب الأندلس سنة 161هـ نصه:
الوجه المركز (لا إله إلا – الله وحده – لا شريك له)
والهامش (بسم الله ضرب هذا الدرهم بالأندلس سنة إحدى وستين ومائة)
الظهر: مركز (الله أحد الله – الصمد لم يلد و - لم يولد ولم يكن – له كفوا احد)
والهامش (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
وبعد وفاة عبد الرحمن الداخل استمر خلفاؤه في نقش السورة على نقودهم، وبذلك يؤكد بنو أمية إحياء دولتهم التي سقطت في المشرق على أيدي العباسيين الذين حذفوا سورة الإخلاص من نقودهم.
ونقشت السورة على نقود دولة بني الرسي في اليمن، وهي الدولة التي أسسها يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي سنة 284هـ واستمر في الحكم حتى وفاته 298هـ، ومنها دينار نقشت عليه السورة كاملة، ضرب صنعاء سنة 298هـ ودينار للراضي بالله (298 – 300هـ) ودرهم للناصر لدين الله (301 – 322هـ).
ونقش جزء من السورة على نقود الدولة العلوية بطبرستان، وهي الدولة التي أسسها الحسن بن زيد سنة 250هـ ومنها دينار ضرب آمل سنة 308هـ
 

27 - أغسطس - 2008
الآيات القرآنية على المسكوكات الإسلامية
 461  462  463  464  465