الكواكبي: رجل العمران والاقتصاد كن أول من يقيّم
لم يكن الكواكبي رجل دين فحسب، بل كان من كبار رجالات العمران والاقتصاد، وأتمنى من الأستاذ طه أن ينشر لنا سيرته الرسمية التي نشرها رشيد رضا في المنار، (الجزء السادس: المجلد الخامس، الصادر يوم 22 يونيو حزيران 1902 ص 237 وتتمتها في العدد الذي يليه) ويذكر رشيد رضا أن هذه الترجمة الرسمية تتألف من ورقتين، إحداهما ممهورة بتوقيع والي حلب(عثمان نوري باشا) والثانية بتوقيع والي حلب (رائف باشا). وفيها أن الكواكبي ولد يوم 23 شوال من سنة 1265 وأن من أبرز أعماله تحرير الجريدة الرسمية (فرات) بقسميها (التركي والعربي) من سنة 1292هـ إلى سنة 1297هـ وأنشأ أيضا جريدة الشهباء في حلب سنة 1293 وكان هو المحرر لها
وفي ربيع الأول من سنة 1298 صار رئيس قلم المحضرين في ولاية حلب.
وفي 7 رمضان 1298 عين عضوا فخريا في لجنة امتحان المحامين.
وفي 21 ربيع الأول 1299 عين مديرا فخريا لمطبعة الولاية الرسمية.
وفي 7 رجب 1299 عين رئيسا فخريا للجنة (قومسيون) النافعة.
وفي 22 ذي القعدة 1299 عين عضوا في محكمة التجارة بولاية حلب مع الإبقاء على وظيفته محررا للمقاولات.
وفي 23 رجب سنة 1310 عين رئيسا لبلدية حلب
وفي 29 ربيع الأول سنة 1312 عين رئيس كتاب المحكمة الشرعية (باشكاتب) في حلب.
وفي 28 ذي الحجة 1312 عين ناظرا ومفتشا لمصلحة انحصار التبغ (الريجي)
وفي 7 ربيع الأول عين رئيسا أولا لغرفة التجارة في حلب، ورئيسا لمجلس إدارة المصرف الزراعي.
وفي 22 رجب عين قاضيا شرعيا لراشيّا التابعة لولاية سوريا.
وأما أوسمته ورتبه ففي 19 رحب سنة 1297 وجهت إليه (باية رؤوس أدرنة العلمية) وفي 25 ربيع الثاني وجهت إليه تدريس هذه الرتبة. وفي 22 ذي الحجة 1312 وجهت إليه مولوية أزمير المجردة. وفي 28 من جمادى الثانية أعطي الوسام المجيدي من الدرجة الثالثة.
ومن أهم مشاريعه العمرانية مشروع إنارة مدينة حلب و(بيره جك) و(مرعش) و(اورفه) بالكهرباء بواسطة شلال اقترح إنشاؤه من نهر العاصي في محل اسمه (المضيق) بالقرب من دركوش. ومن مشاريعه الصناعية معمل النحاس في مدينة أرغنة التابعة لولاية حلب، وقد أخذ امتيازه واشتغل به ثلاث سنين ونيفا.
ومشروعه الذي نشب الخلاف لأجله مع والي حلب، فهو مشروعه الذي نفذه بالكامل فمد سلاسل حديد على كل طرق حلب التي تفضي إلى المدينة، لمنع الجمال من دخول المدينة، وجعل لها أماكن مخصصة بها خارج حلب.
وأما رحلاته فقد كانت بعد خروجه من حلب إلى مصر حيث قضى بقية عمره يتنقل في الأمصار من السودان إلى الهند، وقضى شوطا كبيرا منها في بادية الشام، وكانت نيته أن يتوجه إلى المغرب فاخترمته المنية (بالذبحة الصدرية) يوم الجمعة 6 ربيع الأول عام 1320 الموافق 12 يونيو حزيران عام 1902م ودفن في بعض مقابرها ثم نقل بعد (15) عاما من دفنه إلى قبر جديد في قرافة باب الوزير في سفح المقطم ، ورصع القبر بالمرمر، وكتب عليه بيتان من شعر حافظ إبراهيم:
هُنا رَجُلُ الدُنيا هنا مَهبِطُ التُقى |
|
هُنا خَيرُ مَظلومٍ هُنا خَيرُ iiكاتِبِ |
قِفوا وَاِقرَؤوا أُمَّ الكِتابِ iiوَسَلِّموا |
|
عَـلَيهِ فَهَذا القَبرُ قَبرُ iiالكَواكِبي | ومن أهم ما كتب عنه (الرحالة: ك ) تأليف عباس محمود العقاد، (سلسلة اعلام العرب) . |