البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 130  131  132  133  134 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
تمنياتنا للأستاذة بالشفاء    كن أول من يقيّم

علمت من رسالة موجزة وصلتني من الأستاذة أنها مريضة، سلمها الله وعافاها، وهذا هو سبب انقطاعها المفاجئ عن الكتابة في مجلسها، وأتقدم إليها بهذه الأبيات مع تمنياتي لها بالشفاء
بـلـغـوها أنني لم iiأرجع وإذا  قـلـتُ فـإني iiأدعي
سـلـّم الله الخزامى iiحولها وسـلاما موجعا من iiموجع
إنـهـا  ذكراك في iiعالمها مـا تشائين بها أن iiتصنعي
والـتـي  أرسـمها iiأيقونة ليس فيها للهوى من موضع
غـيـر مـا يحمله iiعارفها مـن سـواري ألم iiمخترع
حـين مدت كرزا أغصانها مـائـجا في سهلها iiالممتنع
حـين هامت سحبا iiممطرة وتـقـطـّعـنا ولم iiتنقطع
بـلـغـوها أنني في iiبابها شـجرُ البطم ونيسانُ معي

23 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
طوق القمر    كن أول من يقيّم

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
سـلاما قصّر iiالنظرُ وشكرا شكرا الصورُ
سألتُ حنان ما iiتهدي فـقالت طوقها iiالقمر
سـلـوا  iiمراكشيتنا فـمـنذ العام iiننتظرُ
ونطمع  في iiزيارتها ونـدعـوها iiفتعتذر
عـلامة حسنها iiخالٌ لـه في وجهها iiمطر
وريـح الثغر iiخالتها كذلك قال من iiخبروا
وأخـشى أن iiأسميها وأول  اسـمها iiسمرُ
______________________
شرح المفردات:
الخال في البيت الخامس: السحاب، وهو هنا كناية عن خال سمر مولانا لحسن بنلفقيه.
وخالتها في البيت السادس هي فلة خالة سمر، كما هو معلوم بالتواتر... وانظر الصورة بحجمها الكبير في زاوية صور عائلية. وقد أهدينا سمرا بيتين أيضا تعليقا على صورتها في العمارية وهما
قالت أريد تقول الصدق في صوري فـقـلتُ  حلاك من باللطف iiحلاها
فـي كـل واحـدة مـن لطفه iiأثر وأنـت فـي عين من يلقاك iiأحلاها

24 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
فتاة خميس مشيط    كن أول من يقيّم

أرحب بداية بعودة الأستاذة وشكرها على هذه الأوسمة التي ترصع بها صدري، وأتقدم أيضا بجزيل الشكر لأستاذنا عبد الحفيظ وسفيرتنا بنت الأكوح على هذه المشاركات التي جاءت وكانها موجهة إلي في أعقاب الحوادث الأخيرة، وقبل الحديث عن قصة فتاة خميس مشيط أتقدم بهذه الباقة من الأبيات المختارة هدية لكم:
تـمنى رجال ما أحبوا iiوإنما تمنيت أن أشكو إليها وتسمعا
 (العباس بن الأحنف)
ومن لذة الدنيا وإن كنت ظالما عـناقك  مظلوما وأنت تعاتبه
(جميل بثينة)
فـيا رب إن أهلك ولم ترو iiهامتي بليلى أمت لا قبر أعطشُ من قبري
(مجنون ليلى)
أستغفر الله إلا من محبتكم فـإنها حسناتي حين iiألقاه
(الصلاح الصفدي)
قـامـت تودعني والدمع iiيغلبها فجمجمت بعض ما قالت ولم تبن
وأعـرضت ثم قالت وهي iiباكية يـا  لـيت معرفتي إياك لم تكن
(إسحق الموصلي)
ولست أحب الضوء إلا لوجهها ولا  البدر إلا طالعا من iiبلادها
(أبو بكر الخوارزمي)
وأما قصة فتاة خميس مشيط فقد قرأت كل ما يتعلق بها على الشبكة... 
وخميس مشيط: محافظة تتبع لمنطقة عسير جنوب السعودية، وفيها وقعت القصة التي باتت تعرف بقصة فتاة خميس مشيط، وهي فتاة أقدمت على قتل رجل اقترف الإساءة إلى سمعتها، وآخر أخبار هذه القصة أن ولي المقتول عفا عنها قبل تنفيذ الحكم عليها بالإعدام، وكانت قد تدخلت جهات كثيرة للعفو عنها وقبول ثلاثين مليون ريال دية عن أخيه فأبى واشترط للعفو عن الفتاة أن يحلف خمسون رجلا من أهلها على المصحف أنها بمفردها أقدمت على قتل أخيه وتقطيعه إربا، ووضعه في كيس، ورميه في حاوية القمامة، فلبى أهلها شرطه وأطلق سراح الفتاة بعد ست سنوات قضتها في السجن.
 

 

28 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
شكر وأسف    كن أول من يقيّم

شكرا لأستاذي بديع الزمان على ما يطوق به عنقي في كل مرة من شريف الحب وجليل الثناء، وانا أرى أن الله قد رزقه قلم المرحوم مصطفى صادق الرافعي مضافا إلى حكمة بديع الزمان النورسي ونبوغ محمد رشيد رضا، فأي فضل اختصني الله به إذا كان من يتمتع بكل هذا يشهد فيّ هذه الشهادة. وأغتنم الفرصة هنا لأبارك له مرة ثانية بخطوبته، سائلا المولى أن يمن علينا بحضور زفافه، وما ذلك على الله بعزيز، وهذا شكرنا وأما أسفنا فعلى ما حل بالشبكة العنكبوتية في المنطقة التي يسكن فيها مولانا لحسن بنلفقيه، ولو كان هناك حل يمكن للوراق القيام به فلن يقصر في خدمة أستاذ الوراق وشيخ سراته مولاي لحسن بنلفقيه سلمه الله وأحسن جزاءه. 

3 - يوليو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
الكواكبي: رجل العمران والاقتصاد    كن أول من يقيّم

لم يكن الكواكبي رجل دين فحسب، بل كان من كبار رجالات العمران والاقتصاد، وأتمنى من الأستاذ طه أن ينشر لنا سيرته الرسمية التي نشرها رشيد رضا في المنار، (الجزء السادس: المجلد الخامس، الصادر يوم 22 يونيو حزيران 1902 ص 237 وتتمتها في العدد الذي يليه) ويذكر رشيد رضا أن هذه الترجمة الرسمية تتألف من ورقتين، إحداهما ممهورة بتوقيع والي حلب(عثمان نوري باشا) والثانية بتوقيع والي حلب (رائف باشا). وفيها أن الكواكبي ولد يوم 23 شوال من سنة 1265 وأن من أبرز أعماله تحرير الجريدة الرسمية (فرات) بقسميها (التركي والعربي) من سنة 1292هـ إلى سنة 1297هـ وأنشأ أيضا جريدة الشهباء في حلب سنة 1293 وكان هو المحرر لها
وفي ربيع الأول من سنة 1298 صار رئيس قلم المحضرين في ولاية حلب.
وفي 7 رمضان 1298 عين عضوا فخريا في لجنة امتحان المحامين.
وفي 21 ربيع الأول 1299 عين مديرا فخريا لمطبعة الولاية الرسمية.
وفي 7 رجب 1299 عين رئيسا فخريا للجنة (قومسيون) النافعة.
وفي 22 ذي القعدة 1299 عين عضوا في محكمة التجارة بولاية حلب مع الإبقاء على وظيفته محررا للمقاولات.
وفي 23 رجب سنة 1310 عين رئيسا لبلدية حلب
وفي 29 ربيع الأول سنة 1312 عين رئيس كتاب المحكمة الشرعية (باشكاتب) في حلب.
وفي 28 ذي الحجة 1312 عين ناظرا ومفتشا لمصلحة انحصار التبغ (الريجي)
وفي 7 ربيع الأول عين رئيسا أولا لغرفة التجارة في حلب، ورئيسا لمجلس إدارة المصرف الزراعي.
وفي 22 رجب عين قاضيا شرعيا لراشيّا التابعة لولاية سوريا.
وأما أوسمته ورتبه ففي 19 رحب سنة 1297 وجهت إليه (باية رؤوس أدرنة العلمية) وفي 25 ربيع الثاني وجهت إليه تدريس هذه الرتبة. وفي 22 ذي الحجة 1312 وجهت إليه مولوية أزمير المجردة. وفي 28 من جمادى الثانية أعطي الوسام المجيدي من الدرجة الثالثة.
ومن أهم مشاريعه العمرانية مشروع إنارة مدينة حلب و(بيره جك) و(مرعش) و(اورفه) بالكهرباء بواسطة شلال اقترح إنشاؤه من نهر العاصي في محل اسمه (المضيق) بالقرب من دركوش. ومن مشاريعه الصناعية معمل النحاس في مدينة أرغنة التابعة لولاية حلب، وقد أخذ امتيازه واشتغل به ثلاث سنين ونيفا.
ومشروعه الذي نشب الخلاف لأجله مع والي حلب، فهو مشروعه الذي نفذه بالكامل فمد سلاسل حديد على كل طرق حلب التي تفضي إلى المدينة، لمنع الجمال من دخول المدينة، وجعل لها أماكن مخصصة بها خارج حلب.
وأما رحلاته فقد كانت بعد خروجه من حلب إلى مصر حيث قضى بقية عمره يتنقل في الأمصار من السودان إلى الهند، وقضى شوطا كبيرا منها في بادية الشام، وكانت نيته أن يتوجه إلى المغرب فاخترمته المنية (بالذبحة الصدرية) يوم الجمعة 6 ربيع الأول عام 1320 الموافق 12 يونيو حزيران عام 1902م   ودفن في بعض مقابرها ثم نقل بعد (15) عاما من دفنه إلى قبر جديد في قرافة باب الوزير في سفح المقطم ، ورصع القبر  بالمرمر،  وكتب عليه بيتان من شعر حافظ إبراهيم:
هُنا رَجُلُ الدُنيا هنا مَهبِطُ التُقى هُنا خَيرُ مَظلومٍ هُنا خَيرُ iiكاتِبِ
قِفوا وَاِقرَؤوا أُمَّ الكِتابِ iiوَسَلِّموا عَـلَيهِ فَهَذا القَبرُ قَبرُ iiالكَواكِبي
ومن أهم ما كتب عنه (الرحالة: ك ) تأليف عباس محمود العقاد، (سلسلة اعلام العرب) .

16 - يوليو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
آخر أيام الكواكبي    كن أول من يقيّم

قال المرحوم العقاد في كتابه (عبد الرحمن الكواكبي الرحالة : ك) (ص 100) : (وقد تعددت الروايات عن أخباره الأخيرة ليلة وفاته رحمه الله، فمنها ما تقدم (وهو قول كرد علي في الجزء الثاني من مذكراته: وجائني ذات ليلة يسمر معي في داري مع الحبيب رفيق بك العظم يستشيرني في أمر عظيم، قال: إن الخديوي عباس عرض عليه أن يصحبه إلى الأستانة، ليقدمه إلى السلطان العثماني ويستجلب رضاه عنه، وبذلك تنحل المشادة ويطمئن خليفة الترك إليه. فصعب علي وعلى رفيق بك إبداء رأي في موضوع جد خطير كهذا، لأن ابن عثمان لا تأخذه هوادة فيمن خرجوا على سلطانه، وخشينا أن تكون هناك دسيسة يذهب الرجل ضحيتها. ومما قال لنا: أنه حائر في أمره بين القبول والرفض، وأنه شعر بالأمس بوجع في ذراعه وما عرف له تعليلا، وتقوض المجلس، وذهب السيد الكواكبي إلى داره. فما هي إلا ساعة وبعض ساعة حتى سمعت ابنه السيد كاظم في الباب يبكي وينوح ويقول قم يا كرد علي فإن صديقك أبي مات)
ومنه ما رواه أحد أصدقائه: الشيخ صالح عيسى وكان مقيما في مصر إذ يقول كما جاء في عدد يناير سنة 1943 من مجلة الكتاب: (وفي اليوم الخامس من شهر ربيع الأول سنة 1320 هجرية ورد على السيد عبد الرحمن من قبل حضرة الخديوي (وكان مصطافا في الإسكندرية) بطاقة يدعوه فيها لحضور ضيافة يقيمها هذا اليوم في إحدى سراياته في الإسكندرية، فأجاب السيد الدعوة، وركب قطار السرعة، وسار إلى الإسكندرية، وقابل الحضرة الخديوية، وحضر جماعة من أدباء مصر وأفاضلها يزيد عددهم على العشرة، وكنت جالسا جانب السيد عبد الرحمن، ولما صارت الساعة الرابعة عربية من تلك الليلة هممت بالقيام لأن النوم غلبني، فاستدعاني إليه، وكنت جالسا في قربه، وقال لي: أحس بوجع شديد في خاصرتي اليسرى، وهو إذا دام معي ساعة أخرى فلا شك أنه قاتلي. فقلت له: لا بأس عليك إن شاء الله، ثم انصرفت إلى منزلي ورقدت في فراشي، وما كاد شفق الفجر يلهب فحمة الليل إلا والباب يطرق علي، فنهضت من فراشي مسرعا، وقلت: من بالباب ? فأجابني الطارق بقوله: انا كاظم، إن أخاك والدي قد مات، فدهشت من هذا الخبر المفاجئ)
ونقل الدكتور سامي الدهان عن مجلة الحديث (1940) رواية أخرى فقال: (وفي مساء يوم الخميس 14 يونيو سنة 1902 الموافق 5 ربيع الأول سنة 1320 هجرية جلس في مقهى يلدز قرب حديقة الأزبكية إلى أصحابه وأصدقائه، وفيهم السيد رشيد رضا والأستاذ محمد كرد علي وإبراهيم سليم النجار، وشرب قهوة مرة، وبعد نصف ساعة أحس بألم في أمعائه فقام للحال وقصد مع ابنه كاظم في عربة حنطور إلى الدار، وظل يقيء حتى قارب الليل منتصفه، فأصيب بنوبة قلبية ضعيفة فأحس ابنه بالخطر، وهب يستدعي أقرب طبيب من المحلة، ولما عاد صحبة الطبيب وجد أباه قد فارق الحياة، وسرى الخبر صباح الجمعة في مدينة القاهرة فأمر الخديوي بدفن الكواكبي على نفقته الخاصة، وأن يعجل بدفنه، وأرسل مندوبا عنه لتشييعه، ودفن في قرافة باب الوزير في سفح المقطم، واحتفل له السيد علي يوسف صاحب جريدة المؤيد بثلاث ليال حضر فيها القراء)
قال العقاد: ويكاد أصحاب هذه الرويات المختلفة عن وفاته رحمه الله يتفقون على ظن واحد سبق إلى الكثيرين ممن سمعوا بنعيه في حينه، فقد خطر لهم جميعا أنه ذهب ضحية الغدر والدسيسة بتدبير من ابي الهدى، او من جواسيس السلطان عبد الحميد، وقال الأستاذ الغزي في مجلة الحديث: (كأن وفاته كانت منتظرة، لنها لم يمض عليها يوم أو بعض يوم إلا وقد اتصلت بمسامع السلطان عبد الحميد، وعلى الفور أصدر إدارته إلى السيد عبد القادر القباني صاحب جريدة ثمرات الفنون التي كانت تصدر في بيروت لأن يهبط سريعا ويقصد محلة إقامة السيد، ويحرز جميع ما يجده من الأوراق ويرسلها إلى المابين) وما كان أحد في ذلك العصر ليستبعد هذه الفعلة وامثالها على المهتمين بها، ولكن تحقيق الخبر التاريخي لا تكفي فيه مظنة السوء، وأرجح الأقوال في هذا النبأ ما كتبه الأستاذ محمد لطفي جمعة في مجلة الحديث (1937) إذ يقول: إنه ذهب ضحية ذبحة صدرية.

16 - يوليو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
نسب الكواكبي    كن أول من يقيّم

يجتمع الكواكبي في نسبه إلى علي بن أبي طالب (ر) بشاه إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية في إيران. عند جدهما صفي الدين الأردبيلي ويتضمن عمود النسب أسماء مشاهير، من أبرزهم جد الكواكبي الرابع محمد بن الحسن الكواكبي مفتي حلب (ت 1090هـ) الذي ترجم له المحبي في نفحة الريحانة فقال: وقد ختمت به الفتوة والبسالة كما ختمت بمحمد (ص) النبوة والرسالة. ومن مشاهير هذه الأسرة أيضا شقيق عبد الرحمن الكواكبي (أبو السعود مسعود بن أحمد الكواكبي، وله ترجمة في كتاب الأعلام في الوراق)
وأما عبد الرحمن فهو: عبد الرحمن بن أحمد ابن أبي السعود بن أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد بن أبي يحيى المعروف بالكواكبي قدس سره ابن شيخ المشايخ والعارفين صدر الدين موسى الأردبيلي قدس سره ابن الشيخ الرباني المسلك الصمداني صفي الدين إسحاق الأردبيلي ابن الشيخ الزاهد أمين الدين ابن الشيخ السالك جبريل بن الشيخ المقتدي صالح ابن الشيخ قطب الدين أبي بكر ابن الشيخ صلاح الدين رشيد ابن الشيخ المرشد الزاهد محمد الحافظ ابن الشيخ الصالح الناسك عوض الخواص ابن سلطان المشايخ فيروز شاه البخاري ابن مهدي ابن بدر الدين حسن بن أبي القاسم محمد بن ثابت بن حسين بن أحمد ابن الأمير داود بن علي ابن الإمام موسى الثاني ابن الإمام إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين) نقل العقاد هذا النسب مستعينا بكتاب (النفائح واللوائح) الذي ألفه السيد حسن بن أحمد بن أبي السعود الكواكبي.

16 - يوليو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
عبوديتي وحريتي    كن أول من يقيّم

في العام 1833 قام السيد توماس أولد (مالك مزرعة من العبيد في الشاطئ الشرقي لماريلاند باستدعاء عبده فريدريك دوغلاس الذي كان وقتذاك في الخامسة عشرة من عمره، وكان يخدم منذ سبع سنوات شقيق أولد في بالتيمور وطلب منه العمل في أرض المزرعة. لكن الحياة في المدينة كانت قد غيرت دوغلاس بشتى الطرق، وساءه عدم قدرته على إخفاء ذلك عن أولد، فقد نجح سرا في بالتيمور بتعلم القراءة والكتابة، وهو أمر لم يكن مسموحا به للعبيد، لأنه من شأنه أن يثير في عقولهم افكارا خطيرة.
في المزرعة حاول دوغلاس أن يعلم القراءة لأكبر عدد ممكن من العبيد، لكن جهوده هذه سحقت بسرعة.
غير أن الأسوأ هو أنه أصبح لديه موقف عصياني، أو ما كان يسميه مالك العبيد بالصفاقة، فكان يرد على أولد ويناقش بعض أوامره ويمارس كل أنواع الحيل للحصول على مزيد من الطعام (كان أولد شهيرا بتجويع عبيده)
ذات يوم أخبر أولد دوغلاس بأنه سيؤجره للعمل مدة سنة لدى السيد إدوارد كوفي الذي يستأجر مزرعة قريبة منه، وكان شهيرا بأنه أستاذ في كسر شوكة العبيد الشبان، وكان مالكو العبيد يرسلون إليه أصعب الحالات لديهم ومقابل عملهم لديه مجانا كان يحطم كل ذرة تمرد داخلهم.
أدخل كوفي دوغلاس في دورة من العمل الشاق، وبعد بضعة أشهر أصبح الأخير مدمرا جسديا وروحيا.
لم يعد يرغب بقراءة الكتب أو خوض نقاشات مع زملائه العبيد. وفي يوم عطلته كان يزحف ويجلس في ظل شجرة وينام من شدة اليأس والإنهاك.
ذات يوم حار من اغسطس (1834) مرض دوغلاس بشدة وأغمي عليه، فراح كوفي يضربه بالسوط ويأمره بالعودة إلى العمل. لكنه كان هزيلا جدا ولم يستطع الاستجابة للأوامر.
ضربه كوفي على رأسه محدثا فيه جرحا عميقا، وركله بضع مرات، لكن دوغلاس لم يكن قادرا على الحراك.
 أخيرا تركه كوفي وقرر التعامل معه لاحقا
.
نجح دوغلاس في الوقوف على رجليه، وزحف نحو الغابات، وتمكن بطريقة ما من العودة إلى مزرعة أولد.
وهناك راح يتوسل السيد أولد أن يبقيه هناك شارحا له وحشية كوفي.
لم يتاثر أولد وقال له: إنه يستطيع مبيت ليلته هناك لكن في الصباح عليه العودة إلى مزرعة كوفي.
في طريق عودته إلى المزرعة كان دوغلاس يخشى حدوث الأسوأ.
 قال لنفسه: إنه من الأفضل له إطاعة كوفي والنجاة بحياته خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
حين وصل إلى الاصطبلات حيث كان يفترض به العمل في ذلك اليوم بدأ بالقيام بواجباته، حين خرج له كوفي فجأة وبيده حبل، وانقض عليه محاولا توثيق رجله، وبدا واضحا أن هذه ستكون عملية الجلد الأقسى التي سيتعرض لها.
قام دوغلاس مخاطرا بالتعرض للمزيد من الضرب بدفع كوفي عنه، ومن دون أن يضربه لم يمكنه من توثيق رجله.
في تلك اللحظة لمعت فكرة في رأس دوغلاس. كل فكرة تمرد كان يكتبها عبر الأشهر الفائتة من الكدح عادت إليه. لم يعد خائفا. يستطيع كوفي قتله، لكن من الأفضل ان يموت وهو يدافع عن نفسه.
فجأة جاء ابن عم كوفي. وإذ وجد دوغلاس نفسه محاصرا قام بما لا يخطر على بال.
ضرب الرجل بعنف وأوقعه أرضا، علما أن ضرب رجل أبيض سيؤدي به على الأرجح إلى الموت شنقا.
استولى جنون قتالي على دوغلاس وراح يرد ضربات كوفي في صراع استمر ساعتين، اضطر بعدها السيد المدمى ومنقطع النفس إلى التوقف عن القتال وعاد إلى بيته.
لم يكن في وسع دوغلاس سوى افتراض أن كوفي سيعود بعد قليل حاملا سلاحا أو أي وسيلة أخرى يقتله بها.
لم يحدث هذا إطلاقا. وشيئا فشيئا فهم دوغلاس المعادلة: (أن يقوم كوفي بقتله أو معاقبته بطريقة قوية تنطوي على خطر كبير. فستشيع الأخبار عندها أن كوفي فشل في كسر شوكة عبد. ومجرد الإشارة إلى ذلك كانت ستدمر سمعته وتقضي على أعماله).
اكتشف دوغلاس أن مالكي العبيد يفضلون جلد أولئك الذين يسهل جلدهم.
متذكرا تلك اللحظة بعد سنوات في كتابه (عبوديتي وحريتي) كتب دوغلاس: (كانت تلك المعركة مع السيد كوفي نقطة تحول في حياتي كعبد .. أصبحت كائنا آخر بعد ذلك القتال.. وصلت إلى مرحلة لم اعد أخشى فيها الموت. وهذه الروحية التي جعلتني حرا في الواقع بينما كنت شكليا ما أزال عبدا)
(روبرت غرين: الحرب ثلاث وثلاثون استراتيجية، ترجمة سامر أبو هواش : ص 397 ـ 400)

30 - أغسطس - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
عودة الأستاذة    كن أول من يقيّم

أرحب باسم أسرة الوراق وإدارته بعودة الأستاذة ضياء خانم إلى إدارة هذه المجالس، بعد قضائها العطلة الصيفية في بلدها لبنان الجريح،  وكانت قد شاركت في هذه المجالس غير مرة أثناء هذه الزيارة، ووعدتنا بمشروعها الجديد عن شاتوبريان وذكريات ما وراء اللحد فور عودتها إلى باريس، فماذا في جعبتك يا أستاذتنا وما الذي حملته إلينا من لبنان الحبيب... ولست أنا وحدي بل كل سراة الوراق يتشوفون إلى جديد الأستاذة، وأما دوامة الأستاذ عبد الحفيظ فهي كما فهمتها ترحيب على طريقة الفن التجريدي بعودة الأستاذة. وأشكر الأستاذة شكرا خاصا على تعليقها الرفيع حول حياة دوغلاس وكتابه (عبوديتي وحريتي) وشكرا لكل الأساتذة الأكارم المشاركين في هذا الملف وغيره من زوايا ومجالس الوراق.

31 - أغسطس - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
كشكول يحيى 5    كن أول من يقيّم

وعـلـيك  أجل سلام والـرحـمة iiوالإكرام
وضـيـاء iiمـجالسنا فـي عودة ست iiالشام
يـا مـال الـشام iiأخا طـوقـت أجل iiوسام
كـالـشوق إلى iiحلب وهـواك مـدى iiالأيام
الـعـلامـة  يـحيى في الحب وفي الإسلام
والله يـمـن عـلـى كـشـكـولك iiبالإتمام

1 - سبتمبر - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
 130  131  132  133  134