البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 1  2  3  4 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
في معجم البلدان مادة سينيز    كن أول من يقيّم

وفي معجم البلدان ينقل ياقوت في مادة سِينيز عن ابن بشران وسماه (ابن سبران) بالسين والباء ويفهم من النص أن سينيز مسقط رأس ابن شيران وبلدة اهله وعشيرته. قال:
سِينيز: بكسر أوله وسكون ثانيه ثم نون مكسورة وياء. أخرى ثم زاي وهي في الإقليم الثالث طولها ست وسبعون درجة ونصف وربع وعرضها ثلاثون درجة ة بلد على ساحل بحر فارس أقرب إلى البصرة من سيراف وتقرب من جنابة رأيتُ به آثاراً قديمة تدلُ على عمارته وهو الآن خراب ليس به إلا قوم صعاليك، قرأتُ في تاريخ أبي محمد عبد الله بن عبد المجيد بن سبران الأهوازي قال: في سنة 321 عبر القرامطة إلى سينيز من سيف البحر وهم زهاءُ ألف رجل في جماعتهم نحو ثلاثين فارساً فأغاروا على أهلي فقتلوهم وخربوها فكان عدد من قُتل بها ألفاً ومائتين وثمانين رجلاً ولم يفلت من الناس إلا اليسير.)
وقد وقفت على ذكر لهذه المجزرة التي ذكرها ابن شيران، قال النويري في أخبار القرامطة بعد عام 319: (وأنفذ أبوطاهر سرية إلى جنابة وسينيز ومهروبان في البحر، فيها وجوه أصحابه في نحو أربعين مركباً، فوافت ساحل سينيز فصعدوا من المراكب، فحملوا على أهلها حملة واحدة فانكشف الناس عنهم، فوضعوا فيهم السيف فما لقوا أحداً إلا قتلوه من رجل وامرأة، فما نجا إلا من لحق بالجبال وسبوا النساء، فترك الناس الديار وخرجوا يريدون الهرب، فنادى أبو بكر الطرازي في الناس: لا يهرب أحد، فإنا نقاتل من ورد إلينا، وضرب بالبوق ووجه
من حبس الناس عن سلوك الطرقات وردهم إلى البلد، وجمع الناس بالمسجد الجامع ورغبهم في الجهاد وأسعفهم بماله، ورغبت المتطوعة في الاجتماع فقويت قلوب الناس، وأنفذ أبو بكر سرية من وقته من خاصة غلمانه في نحو ثلاثمائة رجل في البحر، ووجه سرية أخرى في البر، وأنفذ إلى مهروبان يخبر أنه على لقاء العدو، وسألهم الإنجاد في المراكب لمعاونة أهل جنابة على قتال القرامطة، فساروا والتقى الفريقان في البر والبحر من أهل جنابة وسينيز، ووافت قوارب مهروبان فأشعلوا النيران في القوارب، فأحرقوا بعضها وتخلص منهم نحو عشرين قارباً، وانتشبت الحرب فقتل الله منهم خلقاً كثيراً، وأسر جماعة ولحق بعضهم بالجبال، وورد على أبي بكر الطرازي من أخبره بذلك، فجمع الناس وغدا نحو الجبال، وأرسل فارساً إلى من بسينيز من أصحابه أن يلحقوا به، وأنفذ إلى جنابه ألا يتخلف عنه من فيه حراك، لتكون الوقعة بهم من كل وجه، فوافوا المنهزمين من القرامطة في بعض كهوف الجبال، وذلك في يوم الأربعاء فلما رأوا الناس قد أقبلوا نحوهم كسروا جفون
سيوفهم، وحملوا عليهم فثبتوا لهم، ولم نزل الحرب قائمة بينهم يوم الأربعاء والخميس إلى نصف النهار، ثم نادى أبو بكر الطرازى، من جاء برأس فله خمسون درهماً، فتنادى الناس بالشهادة وجدوا ونشطوا، وقتلوا خلقاً كثيراً وأخذوا جميع من بقي أسرى، وحملوا مشهرين والناس يكثرون حمد الله عز وجل والثناء عليه، ولم يفلت منهم أحد.
وكتب الناس محضراً أنفذوه إلى بغداد، وحملت الأسرى والرؤوس معه، قال الشريف:
ونسخه المحضر: "بسم الله الرحمن الرحيم" - حضر من وقع بخطه وشهادته آخر هذا الكتاب المحضر، وقد حضر عندهم ثلاثة من القرامطة - لعنهم الله - ذكر أحدهم أنه يقال له - سيار بن عمر بن سيار، والآخر ذكر أنه يقال له - علي بن محمد بن عمر، والآخر ذكر أنه يعرف
بأحمد ابن غالب بن جعفر الأحساوى، فذكروا أنهم متى نفذ رسولهم إلى صاحبهم سليمان بن الحسن القرمطي رد الحجر والشمسة وكسوة البيت وأطلق الأسارى الذين في قبضته، وهادن السلطان وارتدع عن السعي بالفساد والقطع على الحاج، ولم يحفزهم ولم يعترض عليهم، ويقول هؤلاء النفر من جملة الأسرى الذين في يد محمد بن علي الطرازى -
وهم الذين ظفر الله بهم - فمتى ما وفي سليمان بن الحسن القرمطي بما بذلوه عنه أفرج السلطان عنهم وردهم إليه، وذلك في يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وأسفل ذلك خطوط أهل البلد بالشهادة).
وجدير بالذكر ان المقدسي (ت 380هـ) وهو معاصر لابن شيران وصف سينيز في كتابه (أحسن التقاسيم) بقوله: (سينيز: على نصف فرسخ من البحر فوق مهروبان لها سوق طويل يدخل إليها خور تجري فيه المراكب والجامع ناء عن السوق ودار الامارة متقابلة كثيرة القصور).

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
ترجمة المفجع البصري في تاريخ ابن بشران    كن أول من يقيّم

قال ياقوت:
وقال أبو محمد عبد الله بن أبي القاسم عبد المجيد بن بشران بن إبراهيم بن العباس بن محمد بن العباس بن محمد ابن جعفر في تاريخه قال: وفيها يعني في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة توفي أبو عبد الله محمد بن عبد الله المفجع الكاتب الشاعر، وكان شاعر البصرة وأديبها، وكان يجلس في الجامع بالبصرة فيكتب عنه ويقرأ عليه الشعر واللغة والمصنفات، وامتنع من الجلوس مدة لسبب لحقه من بعض من حضره فخوطب في ذلك فقال: لو استطعت أن أنسيهم أسماءهم لفعلت. وشعره مشهور، فمنه دامت الأمطار وقطعت عن الحركة:
يـا  خالق الخلق iiأجمعينا وواهـب الـمال iiوالبنينا
ورافـع  السبع فوق سبع لـم  يـستعن فيهما معينا
ومـن  إذا قال كن iiلشيء لـم تـقع النون أو iiيكونا
لا تسقنا العم صوب غيث أكـثـر من ذا فقد iiروينا
وله يخاطب أبا عبد الله البريدي وقد أعاد عليه ذكر سبب:
قل  لمن كان قد iiعفا عـن ذنوب iiالمفجع
لا تعد ذكر ما مضى مـن عـفا لم iiيقرع
وله وقد سأل بعض أصدقائه أيضاً رقعة وشعراً له يهنئه في مهرجان إلى بعضهم فقصر حتى مضى المهرجان:
إن  الـكـتاب وإن تضمن iiطيه كـنه  البلاغة كالفصح iiالأخرس
فـإذا  أعـانـتـه عناية iiحامل فـجـوابـه يـأتي بنجح منفس
وإذا  الرسول ونى وقصر iiعامداً كـان الـكتاب صحيفة iiالمتلمس
قـد فـات يوم المهرجان iiفذكره في الشعر أبرد من سخاء المفلس
فسئل عن سخاء المفلس فقال: يعد في إفلاسه بما لا يفي به عند إمكانه. قال: دخل المفجع يوماً إلى القاضي أبي القاسم علي بن محمد التنوخي فوجده يقرأ معاني الشعر على العبيسي فأنشد:
قد  قدم العجب على iiالرويس وشـارف  الـوهد أبا iiقبيس
وطـاول  البقل فروع الميس وهـبـت العنز لقرع iiالتيس
وادعـت  الروم أباً في iiقيس واختلط الناس اختلاط الحيس
إذ  قرأ القاضي حليف iiالكيس مـعاني الشعر على iiالعبيسي
وألقى ذلك إلى التنوخي وانصرف. وكان أبو عبد الله الأكفاني راويته وكتب لي بخطه من مليح شعره شيئاً كثيراً قال: ومدح أبا القاسم التنوخي فرأى منه جفاء فكتب إليه:
لـو  أعرض الناس كلهم وأبوا لـم  ينقصوا رزقي الذي iiقسما
كـان وداد فـزال iiوانـصرما وكـان عـهـد فـبان iiوانهدما
وقـد  صحبنا في عصرنا iiأمماً وقـد فـقـدنـا من قبلهم iiأمما
فما  هلكنا هزلاً ولا ساخت iiال أرض ولـم تـقطر السماء دما
فـي  الله مـن كل هالك iiخلف لا يرهب الدهر من به اعتصما
حـر  ظـنـنـا به جميل iiفما حـقـق  ظنا ولا رعى iiالذمما
فـكـان مـاذا مـا كل iiمعتمد عـلـيه يرعى الوفاء iiوالكرما
غـلطت والناس يغلطون iiوهل تـعرف  خلقاً من غلطه iiسلما؟
مـن ذا إذا أعـطى السداد iiفلم يـعـرف  بذنب ولم يزل قدما
شـلت  يدي لم جلست عن تفه أكـتب شجوى وأمتطي iiالقلما؟
يـا لـيـتني قبلها خرست iiفلم أعـمـل  لساناً ولا فتحت iiفما
يـا زلـة مـا أقـلت iiعثرتها أبـقيت على القلب والحشا ألما
مـن  راعـه بالهوان iiصاحبه فـعـاد  فـيـه فـنفسه iiظلما
وله:
أظهرت للرئم بعض وجدي وإنـمـا  الوجد ما iiسترته
وقـلـت  حبيك قد iiبراني فـقـال دعـه بـذا أمرته
وله قصيدته ذا الأشباه، وسميت بذات الأشباه لقصده فيما ذكره من الخبر الذي رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في محفل من أصحابه: (إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في همه، وإبراهيم في خلقه، وموسى في مناجاته، وعيسى في سنه، ومحمد في هديه وحلمه، فانظر إلى هذا المقبل). فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام، فأورد المفجع ذلك في قصيدته وفيها مناقب كثيرة وأولها:
أيـهـا  الـلائـمي لحبي iiعليا قـم ذمـيـماً إلى الجحيم iiخزيا
أبـخـير الأنام عرضت لا زل ت  مـذوداً عـن الهدى iiمزويا
أشـبـه  الأنـبياء كهلاً iiوزولاً وفـطـيـمـاً  وراضعاً iiوغذيا
كـان فـي عـلمه كآدم إذ iiعل م  شـرح الأسـمـاء iiوالمكنيا
وكـنوح نجى من الهلك من iiس يـر فـي الفلك إذ علا iiالجوديا
وجـفـا فـي رضـا الإله iiأباه واجـتـواه  وعـده iiأجـنـبيا
كـاعـتزال الخليل آزر في iiال لـه  وهـجـرانـه أبـاه iiمليا
ودعـا  قـومـه فـآمـن لوط أقـرب الـناس منه رحماً وريا
وعــلـي لـم دعـاه iiأخـوه سـبـق  الـحاضرين iiوالبدويا
ولـه  مـن أبيه ذي الأيد iiإسما عـيـل شبه ما كان عني iiخفيا
إنـه  عـاون الخليل على الكع بـة  إذ شـاد ركـنـها iiالمبنيا
ولـقد  عاون الوصي حبيب ال لـه إذ يـغـسلان منها iiالصفيا
رام حمل النبي كي يقطع الأص نـام  من سطحها المثول iiالحبيا
فـحـنـاه ثـقـل النبوة iiحتى كـاد  يـنـآد تـحـتـه iiمثنيا
فـارتـقـى  منكب النبي iiعلى صـنـوه  مـا أجل ذا المرتقيا
فـأماط الأوثان عن ظاهر iiالكع بـة  يـنفي الرجاس عنها iiنفيا
ولـو أن الوصي حاول مس ال نـجـم  بـالكف لم تجده قصيا
أفـهـل تـعـرفون غير iiعلي وابـنـه اسـترحل النبي iiمطيا
وشعر أبي عبد الله المفجع كثير حسن. وكان يوماً بالأهواز جالساً مع جماعة فاجتاز به غلام لموسى بن الطيب نديم أبي عبد الله البريدي يقال له طريف وهو أمرد مليح فسأل المفجع عنه فقيل: هذا غلام نديم البريدي فقال:
اجتاز بي اليوم في الطريق فتى يـخـتال  في مورق من iiالبان
فـقـلت  من ذا؟ فقال لي iiخبر بـالأمـر  هـذا غلام iiصفعان
ولأبي عبد الله في جماعة من كبار أهل الأهواز مدائح كثيرة وأهاج، وله قصيدة في أبي عبد الله بن درستوريه يرثيه فيها وهو حي يقول فيها ويلقبه بدهن الآجر:
مات دهن الآجر فاخضرت الأر ض وكـادت جـبالها لا iiتزول
ويصف أشياء كثيرة فيها.
قال: وكان المفجع يكثر عند والدي ويطيل المقام عنده، وكنت أراه عنده وأنا صبي بالأهواز، وله إليه مراسلات وله فيه مدح كثيرة كنت جمعتها فضاعت أيام دخول ابن أبي ليلى الأهواز ونهب رزناماتها، وكان منها قصيدة بخطه عندي يقول فيها:
لو قيل للجود من مولاك قال نعم؟ عـبد المجيد المغيريّ بن iiبشران
وأذكر له من قصيدة أخرى:
يا  من أطال يدي إذ هاضني iiزمني وصرت في المصر مجفوا ومطرحا
أنـقـذتـنـي من أناس عند iiدينهم قـتـل الأديب إذا ما علمه iiاتضحا
قال: وكانت وفاته قبل وفاة والدي بأيام يسيرة، ومات والدي في يوم السبت لعشرة خلون من شعبان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وفيها مات الخروري الشاعر. ومن ملحه المشهورة قوله لإنسان أهدى إليه طبقاً فيه قصب السكر والأترنج والنارنج وأراه أبا سعد غلامه:
إن شيطانك في الظر ف لـشـيطان مريد
فـلـهـذا  أنت iiفيه تـبـتـدي  ثم iiتعيد
قـد أتـتنا تحفة iiمن ك على الحسن iiتزيد
طـبـق فـيه iiقدود ونـهـود  iiوخـدود

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
قطعة من ترجمة نفطويه    كن أول من يقيّم

قال ياقوت:
وقال ابن بشران أبو محمد عبيد الله في تاريخه.
ومن شعر نفطويه:
الـجـد  أنفع من عقل iiوتأديب إن الـزمـان ليأتي iiبالأعاجيب
كم من أديب يزال الدهر يقصده بالنائبات  ذوات الكره iiوالحوب
وامرئ  غير ذي دين ولا iiأدب مـعـمر  بين تأهيل iiوترحيب
ما الرزق من حيلة يحتالها فطن لـكنه من عطاء غير iiمحسوب
قال: وكان كثير النوادر، ومن نوادره، قيل لبهلول في كم يوسوس الإنسان، فقال: ذاك إلى صبيان المحلة، قال: وقيل لبعض الشيعة، معاوية خالك، فقال لا أدري، أمي نصرانية، والأمر إليه.

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
ترجمة الجويمي    كن أول من يقيّم

قال ياقوت
وقرأت في التاريخ الذي ألفه أبو محمد عبد الله بن أبي القاسم عبد المجيد بن بشران الأهوازي قال: وفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة مات أبو أحمد حجر بن أحمد الجويمي وكان من أهل الفضل بجويم بنواحي فارس، وقد خلف القراء بها فمدحه جماعة من الشعراء وقصده من انتفع به، ولأبي بكر بن دريد فيه مدائح منها:
نـهـنـه  بوادر دمعك iiالمهراق أي ائـتـلاف لـم ير ع بفراق؟
حجر بن أحمد فارع الشرف الذي خـضـعت  لعزته طلى الأعناق
قـبـل  أنـامـلـه فلسن iiأناملاً لـكـنـهـن مـفـاتح iiالأرزاق
وانـظـر إلى النور الذي لو iiأنه لـلـبـدر  لم يطبع برين iiمحاق

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
ترجمة الرامهرمزي    كن أول من يقيّم

 قال ياقوت
وقال أبو محمدٍ عبيد الله بن أبي القاسم عبد المجيد ابن بشران الخوزستاني: وفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائةٍ مات أبو الحسن علي بن عيسى الصائغ الرامهرمزي الشاعر، وقد كان شخص إلى ابراهيم المسمعي، ثم عدل إلى دركٍ بسيراف، فخرج مع دركٍ في هيجٍ كان من العامة بها، وقد رموه بالمقاليع فأصاب علي بن عيسى حجر فهلك، وكان شاعراً عالماً. فمن شعره:
سـهادى  غير iiمفقود ونـومي غير iiموجود
وجريُ الدمع في الخد كـنظم الدر في الجيد
لـفعل الشيب في اللم مـة لا لـلخرد iiالغيد
لـقد صار بي الشيب إلـى  لـومٍ iiوتـفنيد
ومـا المرء إذا iiشاب لـديـهـن iiبـمودود
وهي طويلة مدح فيها أهل البيت وكان لهم مداحاً.

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
قطعة من ترجمة جعفر ابن قدامة    كن أول من يقيّم

قال ياقوت:
وقال أبو محمد عبيد الله بن أبي القاسم، عبد المجيد ابن بشران الأهوازي في تاريخه: مات أبو القاسم جعفر ابن قدامة، بن زياد يوم الثلاثاء، لثمان بقين من جمادى الآخرة، سنة تسع عشرة وثلاثمائة. قال ابن بشران: وفي سنة عشرة وثلاثمائة، أخرج علي بن عيسى الوزير إلى اليمن منفياً، فقال أبو القاسم، جعفر بن قدامة الكاتب في ذلك:
أصـبح  الملك واهي الأرجاء وأمـور  الورى بغير iiاستواء
منذ نادت نوى علي بن عيسى واسـتـمرت  به إلى iiصنعاء
فـوحـق  الذي يميت ويحيي وهـو الله مـالـك iiالأشـياء
لـقـد اخـتـل بعده كل iiأمر واسـتـبـانت  كآبة iiالأعداء
ثـم  صاروا بعد العداوة iiوالل ه  جـميعاً في صورة iiالأولياء
يـتـألـون  كـلهم في iiعلي إنـه  قـد خـلا من iiالنظراء
ومن شعره أيضاً:
تسمّع مت قبلك بعض iiقولي ولا  تـتـسـللن مني iiلواذا
إذا أسقمت بالهجران جسمي ومت  بغصتي فيكون iiماذا؟

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
فصل من كتاب الوكلاء للجاحظ    كن أول من يقيّم

نقل أبو هلال العسكري في كتابه الأوائل عن الجاحظ قوله:
هذه ملوك نزلوا على دجلة، من دون الصيادة إلى قرية بغداد في القصور والبساتين، وكانوا أصحاب نظر واستخراج، من لدن أزدشير بن بابك إلى زمن فيروز بن يزدجرد، وقبل ذلك أيضاً ما كان نزلها ملوك الأزدوان بعد ملك الاسكندر، فهل رأيتم أحداً منهم اتخذ حراقة أو دلالة أو قارباً؟ وهل عرفوا الخيس مع حر البلاد وشدة وقوع السموم؟ وهل عرفوا الجمازات في أسفارهم؟
وهل عرف فلاحوهم من الأثمار المطعمة، وغراس النخل على الفرد دون الشطر؟
وأين كانوا في تزيين سقوفهم بالرديات؟
وأين كانوا عن استنباط قهوة العصفر؟
وأين كانوا عن مراكب الأمم في ممارسة العدو في البحر؟ إن طلبت النوازح أدركتها، وإن كرهتها فاتتها، بعد أن كانوا أسارى في يد الهند، تتحكم عليهم، وتتلعب بهم، وأين كانوا عن الرمي بالنيران؟ وكانوا يتخذون الأدهان، وينفقون عليها، فترى الرجال رسم العمائم، وسخ القلانس، وكان الرجل إذا مر بالعطار، وأراد كرامته دهن رأسه ولحيته، وكان الرجل من عوام الناس إذا أطعم ضيفاً أو زائراً كسر الخبز بين يديه، كي لا يحتشم من أكل الكثير، وكان أهل البيت إذا طبخوا اللحم غرفوا للجار والجارة منه غرفة
(هنا ينتهي النص في كتاب الوكلاء ويليه في الأوائل): (وكان الناس لا يغسلون أيديهم للطعام قبله كما كانوا يغسلونها بعده، ثم اتخذوا الموائد السفر وبسطوا اللبود على وجوه البسط الكريمة، وكانوا يستخدمون في منازلهم الرجال الشباب، والوصائف الرومية، من الكواعب والنواهد. فاستحدثوا الخصيان والغلمان بدلاً من الجواري، وكان خوان أحدهم طسموان، فاستبدلوا الخلنج بالصفر، وجعلوا الصفر الطاس والأباريق، وكانت المرأة إذا خرجت شدت رأسها بالرمائد- والرمائد على زي نساء العرب اليوم- وكانوا يلبسون القمص على الجلباب، لا يعرفون المبطنات، فترى القميص متقلصاً عن جبة الراكب، واتخذوا المرفلات، وشربوا الثلج، وأحصوا ما وجدوا في ديوان الفرس من أسماء غريبة، فلم يجدوه على عشر العشر مما استخرج بعد، وكانوا يأتون الصين في سنة ويرجعون في سنة، ويقيمون سنة، وقد رجع إلى البصرة رجال لم يتم لهم أن يغيبوا ثمانية عشر شهراً، وكانوا يلبسون الديباج، فجعله هؤلاء أفيفاً لدوابهم، وكان الكتاب إذا كتبوا وفرغوا من الرسائل قطعوا الكاغد بالمقاريض، ثم حددوا أظفار الإبهام فقطعوه به، ثم قطعوه بمواخر الأقلام، وهذه خطوط الأول في المصاحف والسجلات والعهود، وهذه خطوط الناس اليوم، وكانوا يشربون في جامات  الذهب والفضة، وقد عرف الناس فضيلة الزجاج في خفة المحمل، وفي إدراء ما وراءها من الأشخاص؟)
قال أبو هلال:- أيده الله- يريد أن عمل الحراقات والدلالات، وصب الزردج، واستخراج النساسخ، وتعليق الخيوش ، وعمل الرديات، إنما كان في الإسلام، وكذلك أجزاء السفن القيرة في البحر).
 @قلت انا زهير: وأنقل هنا الفصل من كتاب الوكلاء مع إثبات الفروق ولعل بعضها من أخطاء قسم النسخ في الوراق:
(فهؤلاء ملوك فارس نزلوا على شاطىء الدجلة، من دون الصراة (في الأوائل: الصيادة) إلى فوق بغداد؛ في القصور والبساتين؛ وكانوا أصحاب نظر وفكر، واستخراج واستنباط، من لدن أزدشير بن بابك إلى فيروز بن يزدجرد.
وقبل ذلك ما نزلها ملوك الأشكان، بعد ملوك الأردوان. (في الأوائل: وقبل ذلك أيضاً ما كان نزلها ملوك الأزدوان بعد ملك الاسكندر)
فهل رأيتم أحداً اتخذ حراقة، أو زلالة (في الأوائل دلالة )، أو قارباً؟ !
وهل عرفوا الخيش (في الأوائل الخيس/ وهو تصحيف) مع حر البلاد ووقع السموم؟ !
وهل عرفوا الجمازات لأسفارهم ومنتزهاتهم؟ !
وهل عرف فلاحوهم الثمار المطعمة، وغراس النخل على الكردات المسطرة؟ (في الأوائل وغراس النخل على الفرد دون الشطر)
وأين كانوا عن استخراج فوه العصفر؟ (في الأوائل: عن استنباط قهوة العصفر؟)
وأين كانوا عن تغليق الدور والمدن، وإقامة ميل الحيطان والسواري المائلة الروس، الرفيعة السموك المركبة بعضها على بعض؟ ! (في الأوائل: وأين كانوا في تزيين سقوفهم بالرديات؟ )
وأين كانوا عن مراكب الأمم في ممارسة العدو في البحر؟ إن طلبت النوازح أدركتها،(في الأوائل: وأين كانوا عن مراكب البحر في ممارسة العدو الذي في البحر، إن طارت البوارج أدركتها)  وإن كرهتها فاتتها، بعد أن كانوا أسارى في يد الهند، تتحكم عليهم، وتتلعب بهم، وأين كانوا عن الرمي بالنيران؟  نعم، وكانوا يتخذون الأحصار (في الأوائل: الأدهان) وينفقون عليها الأموال، رجالهم دسم العمائم،وسخة القلانس، (في الأوائل: وينفقون عليها، فترى الرجال رسم العمائم، وسخ القلانس) وكان الرجل منهم إذا مر بالعطار، أو جلس إليه، فأراد كرامته دهن رأسه ولحيته،  لايحتشم من ذلك الكبير، (في الأوائل:وكان الرجل إذا مر بالعطار، وأراد كرامته دهن رأسه ولحيته،  وكان الرجل من عوام الناس إذا أطعم ضيفاً أو زائراً كسر الخبز بين يديه، كي لا يحتشم من أكل الكثير ) وكان أهل البيت إذا طبخوا اللحم غرفوا للجار والجارة غرفة غرفة.

21 - ديسمبر - 2011
غضب الجاحظ على نساخ الكتب
شهادة الشيخ أحمد شاكر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

في موضوع بعنوان (تصحيح الكتب) بقلم المرحوم الشيخ أحمد شاكر نقلته من موقع ألوكة يقول:
ألوف من النسخ من كل كتاب، تنشر في الأسواق والمكاتب، تتناولها أيدي الناس، ليس فيها صحيح إلا قليلاً؛ يقرؤها العالم المتمكن، والمتعلم المستفيد، والعامي الجاهل وفيها أغلاط واضحة، وأغلاط مشكلة، ونقص وتحريف؛ فيضطرب العالم المتثبِّت إذا هو وقع في خطأ في موضع نظر وتأمل ويظن بما علم الظنون، ويخشى أن يكون هو المخطئ، فيراجع ويراجع، حتى يستبين له وجه الصواب؛ فإذا به أضاع وقتاً نفيساً وبذل جهداً هو إليه أحوج؛ ضحيَّة لعب من مصحح في مطبعة، أو عمد من ناشر أمِّيٍّ، يأبى إلا أن يوسد الأمر إلى غير أهله، ويأبى إلا أن يركب رأسه؛ فلا يكون مع رأيه رأي.
ويشتبه الأمر على المتعلم الناشئ، في الواضح والمشكل، وقد يثق بالكتاب بين يديه، فيحفظ بالخطأ، ويطمئن إليه، ثم يكون إقناعه بغيره عسيراً، وتصوَّر أنت حال العامي بعد ذلك!!.
وأيُّ كتب تبتلى هذا البلاء؟ كتب هي ثروة ضخمة من مجد الإسلام، ومفخرة للمسلمين، كتب الدين والعلم: التفسير والحديث، والأدب والتاريخ، وما إلى ذلك من علوم أُخر.
وفي غمرة هذا العبث تضيء قلةٌ من الكتب طبعت في مطبعة بولاق قديماً عندما كان فيها أساطين المصححين، أمثال الشيخ محمد قطة العدوي، والشيخ نصر الهوريني، وفي بعض المطابع الأهلية كمطبعة الحلبي والخانجي.
وشيء نادر عنى به بعض المستشرقين في أوروبة وغيرها من أقطار الأرض يمتاز عن كل ما طبع في مصر بالمحافظة الدقيقة - غالباً - على ما في الأصول المخطوطة التي يطبع عنها مهما اختلفت، ويذكرون ما فيها من خطأ وصواب، يضعونه تحت أنظار القارئين، فَرُبَّ خطأ في نظر مصحح الكتاب هو الصواب الموافق لما قال المؤلف، وقد يَتَبَيَّنُهُ شخص آخر عن فهم ثاقب، أو دليل ثابت.
وتمتاز طباعتهم - أيضاً - بوصف الأصول التي يطبعون عنها وصفاً جيداً، يظهر القارئ على مبلغ الثقة بها، أو الشك في صحتها؛ ليكون على صحة من أمره.
وهذه ميزة لن تجدها في شيء مما طبع في مصر قديماً بلغ ما بلغ من الصحة والإتقان؛ فها هي الطبعات الصحيحة المتقنة من نفائس الكتب المطبوعة في بولاق، أمثال: الكشاف، والفخر، والطبري، وأبي السعود، وحاشية زاده على البيضاوي، وغيرها من كتب التفسير، وأمثال البخاري، ومسلم، والترمذي، والقسطلاني، والنووي على مسلم، والأم للإمام الشافعي، وغير ذلك من كتب الحديث والفقه؛ وأمثال لسان العرب، والقاموس، والصحاح، وسيبويه، والأغاني، والمزهر، والخزانة الكبرى، والعقد الفريد، وغيرها من كتب اللغة والأدب؛ وأمثال تاريخ ابن الأثير، وخطط المقريزي، ونفح الطيب، وابن خلكان، وذيله، والجبرتي، وغيرها من كتب التاريخ والتراجم، إلى غير ذلك مما طبع من الدواوين الكبار ومصادر العلوم والفنون.
أتجد في شيء من هذا دليلاً أو إشارة إلى الأصل الذي أخذ؟!
وأقرب مثل لذلك كتاب سيبوبه طبع في باريس سنة 1881م (توافق سنتي 1298، 1299هـ) ثم طبع في بولاق في سني 1316- 1318هـ وتجد في الأولى اختلاف النسخ تفصيلاً بالحاشية، ومقدمة باللغة الفرنساوية فيها بيان الأصول التي طبع عنها، ونصَّ ما كتب عليها من تواريخ وسماعات واصطلاحات وغير ذلك حرفيَّاً باللغة العربية؛ ثم لا تجد في طبعة بولاق حرفاً واحداً من ذلك كله، ولا إشارة إلى أنها أخذت من طبعة باريس.
فكان عمل هؤلاء المستشرقين مرشداً للباحثين من المُحْدَثين.
وفي مقدمة من قلَّدهم وسار على نهجهم العلامةُ الحاج أحمد زكي باشا- رحمه الله - ثم من سار سيره، واحتذى حذوه.
ومن ذلك كانت طبعات المستشرقين نفائس تقتنى، وأعلاقاً تُدَّخَر، وتغالى الناس، وتغالينا في اقتنائها على علو ثمنها، وتعسر كثير منها على راغبيه

21 - ديسمبر - 2011
غضب الجاحظ على نساخ الكتب
هذي آخرتها    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

نعم هذي آخرتها يا أستاذ أحمد، قرأت تعليق شاعرتنا لمياء ولم أفهم مسار الحديث، وحسبت أن ذكرها للأستاذ أحمد عزو زلة قلم، ثم تفاجأت بعودة الأستاذ أحمد فتحية عبقة أستعيرها من فنجان شاعرتنا لمياء (لمياء المدية) والحمد لله على السلامة، وشكرا للأستاذة لمياء بطاقتها العطرة، وأطمئنها أن بريدي بخير، وهو غير بريد الوراق الذي أصيب بشلل نصفي منذ أشهر فصار يرسل ولا يستقبل. ولم أسلم أنا أيضا من هذا الشلل بعد تدهور الاوضاع في سورية.
وكما تفاجأت بعودة الأستاذ أحمد تفاجأت بنشر هذا الموضوع، وكان لابد من أن اتدخل بالتعليق لتوضيح الصورة. كنت سأحذف الموضوع برمته ولكن وجود مشاركات الأساتذة الكرام حال دون ذلك، ولاسيما فنجان لمياء ؟ الذي طيب برائحته هذه الخيمة.. دمتم بخير وإلى اللقاء: وتحية خاصة لسفير الورود ابن الأكوح

27 - نوفمبر - 2011
لمن يريد التميز في الشعر العربي
الفارس الهمام    كن أول من يقيّم

ولا يخالفني أحد أن الفارس الهمام هو انت يا أستاذ عبد الحفيظ، ما شاء الله تبارك الله. منذ 8 ديسمبر 2005 وحتى اليوم 9 نوفمبر 2011 والأستاذ عبد الحفيظ الأكوح لا يكل ولا يمل، حاملا لواء الكلمة الحرة (بين طعن القنا وخفق البنود) وكل عام وأنت بخير، وكل أصدقائنا رفاق الدرب .. أعاده الله علينا وعليكم وعلى البلاد بما يسر العباد.
ما يجري في سوريا عذري في الانقطاع عن هذه المجالس الغالية، ولكني من فينة لأخرى أجدني مضطرا للرد على بعض الأسئلة الوجيهة، كسؤال الأستاذ بدر عن سبب خلو الوراق من مؤلفات ابن تيمية. دمتم بخير وإلى اللقاء

10 - نوفمبر - 2011
إبن تيمييه
 1  2  3  4