البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 313  314  315  316  317 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
مفاجأة غير متوقعة    كن أول من يقيّم

أهلا وسهلا بعودتك يا فارس أرغن، وكل عام وأنتم بخير والوالدة الكريمة، وكل الأخوة والأصدقاء.
عدت منهكا هذا المساء، وفتحت موقع الإدارة وأنا أدافع النوم، فكانت المفاجأة التي أذهبت النعاس، واختطفتني بجمالها من كل مداري، وأحسست لما دخلت ركن الصور أني في هذا المكان الغالي، والذي يعني لنا الكثير.. جبال هرغة:
 
حيث ولد  وترعرع وامتشق عنفوان الشباب صديقنا الأكرم سعيد أوبيد الهرغي ، والذي يتحرج أن نقول (فارس أرغن) وإنما هي تحية ألفناها وتحبب يتسامح معنا به، وقد كان الأستاذ سعيد طوال فترة انقطاعه على اتصال بي، وكان انقطاعه بسبب إيفاده مدرسا إلى قرية نائية تفتقر للكثير من أوليات الحضارة، أكرر ترحيبي بعودة الأستاذ سعيد، ومباركتي له بالأضحى المبارك، وبهذه المناسبة السعيدة أزف للأخوة الكرام نبأ تفرغ الأستاذ معتصم في هذه الأيام لإدخال قائمة طالما انتظرناها من نفائس الكتب التراثية والمعنية بشؤون التراث، وربما تظهر في العيد أو بعد العيد ببضعة أيام وتصبحون على خير.

8 - ديسمبر - 2008
عيد مبارك
والنويهي أيضا..!.. غير معقول    كن أول من يقيّم

كانت ستعد خطيئة لا تغتفر لو لم أنتبه إلى بطاقة أستاذنا عبد الرؤوف النويهي الملونة بلون زهرة الكرز، ومع أني عاتب على أستاذنا النويهي كل هذا الانقطاع المتعمد، والمتقاطع مع أجواء لا أريد هنا أن أنبش ماضيها، ولا أملك إلا ان أقول شكرا لك أستاذنا عبد الرؤوف، وكل عام وأنت بخير، والوالدة الكريمة، وبسمة ويوسف، وأم يوسف هذه الأسرة الكريمة التي دخلت ديواني واحتلت صفحات فيه، لا أقول سطورا. أيام لا تنسى،  لم أكن أغني خارج السرب، وهذا أنا منذ أن كتبت (طائري الذي نشزا) و(بيعة الكروان) و(قارب المتقارب) و(ذكريات مسموم) و(تحقيق مع يحيى) (رسائل آل يحيى) و(عيد وحيد) و(بشفاعة عبد الحفيظ) و(سعد البزازين) و(صورة سلوى) و(سلوان صبيحة) وما يطول ذكره من الجراحات والعذابات. غفر الله لنا ولكم ، وكل عام وأنتم بخير
 
 

8 - ديسمبر - 2008
عيد مبارك
باب السلامة    كن أول من يقيّم

تحية طيبة أستاذ بسام ديوب: وشكرا على مشاركاتك المميزة في مجالسنا، وكل عام وأنت بخير، وأهلا بك في سراة الوراق، وقد حدثني عنك مطولا أستاذنا الدكتور أحمد إيبش، وكنت أنتهز فرصة للترحيب بك هنا، ولكن أرجو (لو تكرمت) أن تقوم بتعديل الموجز في سيرتكم وكتابته باللغة العربية، والتوسع به قليلا.
وأردت أن أشارك في ملفكم هذا بمجموعة ترجمات تتعلق بباب السلامة، وما وجد مكتوبا عليه. وأبدأ هنا بذكر النقش الأثري الذي ألمحتم إليه، وصورة باب السلام وأبواب دمشق نقلا عن على هذا الرابط:
 
 
 وفيه:
باب السلامة: يقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة إلى وهو باب مُحدث

أنشأهُ السلطان نور الدين الشهيد وقد سماه بهذا الاسم لتعذر القتال عنده

نظراً لأنه محاط بالنهر والأشجار الكثيفة, ويطلق عليه العامة أسم باب السلام.

تم ترميم هذا الباب في العهد الأيوبي أيام السلطان الملك الصالح أيوب عام 641هـ/1243م

وهذا الباب هو أحد أجمل أبوب المدينة ويشبه في تصميمه باب توما.

يوجد نقش كتابي على عتبة الباب من الخارج يؤرخ لترميم الباب في العهد الأيوبي وقد كتب فيه :

(( بسم الله الرحمن الرحيم

جددت عمارة هذا الباب السعيد في أيام مولانا الملك الصالح السيّد الأجل

العابد المجاهد المؤيد المظفّر المنصور نجم الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين

منصف المظلومين من الظالمين قاتل الكفرة والمشركين ماحي البَغْي والفساد

ودامغ المفسدين في البلاد معزّ الإسلام غياث الأنام ركن الدين مجد الأمة علاء الملّة

سيد الملوك والسلاطين أيوب بن الملك الكامل بن السلطان الملك العادل سيف الدين

أبي بكر بن أيوب أمير المؤمنين بتولي العبد الفقير

يعقوب بن إبراهيم بن موسى سنة إحدى وأربعين وستمائة ))
 
وقد رأيت المرحوم عبد القادر بدران قد نقل نفس النقش في كتابه (منادمة الأطلال) ولم أتمكن من الوصول إلى النشرة المطبوعة من (منادمة الأطلال) وإنما أنقل من نشرة الموسوعة، ولا أدري هل الأخطاء من نشرة الموسوعة أم من الأصل. قال:
باب السلامة وهو مشهور الآن بباب السلام، وهو من شمالي البلد أيضاً، سمي بذلك
تفاؤلا، لأن القتال كان لا يتهيأ على البلد من ناحيته لما دونه من الأشجار والأنهار. وهذا الباب ما أحدثه المرحوم نور الدين محمود بن زنكي ثم تهدم مما توالى عليه من الحروب، ثم جدده الملك العادل كما يظهر من آثاره. وقد رأيته فوجدته بابا متينا عظيماُ نظير غيره من الأبواب الباقية، ومعلق داخله من الشمال حجر من أحجار المنجنيق، ومكتوب على الصخرة التي فوقه بعد البسملة:
جددت عمارة هذا الباب السعيد في أيام مولانا السلطان، الملك الصالح، السيد الأجل،
العالم العابد، المجاهد المؤيد المظفر المنصور، نجم الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين، منصف الظالمين، قاتل الكفرة والمشركين، ماحي البغي والفساد،دافع المفسدين، في البلاد، مقر الإسلام، غياث الأنام، ركن الدين والملة والأمة، علاء الأمة، سعد الملوك والسلاطين، السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب الناصر أمير المؤمنين، بتولي العبد الفقير يعقوب بن إبراهيم بن موسى سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وغالب الأبواب مكتوب عليها كتابات تشبه هذه، وقد تركت نصها خوف التطويل، ولعدم جدواها.

9 - ديسمبر - 2008
بين السورين بدمشق
الملك الصالح إسماعيل    كن أول من يقيّم

الملك الصالح أبو الجيش إسماعيل، ابن الملك العادل أبي بكر ابن أيوب، من أغرب ملوك بني أيوب سيرة، وفي حياته ما يغري بالبحث والتنقيب عنه، وكان قد قتل خنقا، ليلة الأحد 27 ذي القعدة/ 648 وأمه رومية من حظايا الملك العادل. وهو والد الملك السعيد (فتح الدين عبد الملك) المتوفى عام 683 ووالد الملك المنصور شهاب الدين محمود المتوفى سنة 688هـ والأميرة خاتون التي توفيت سنة 723هـ وهو جد الملك الكامل أبي المعالي ناصر الدين محمد المتوفى عام 727هـ
وهذه ترجمة مميزة للمك الصالح إسماعيل، عثرت عليها في(عقد الجمان) للعيني، وقد أسلفها بترجمة وزيره أمين الدولة غزال السامري. قال:
(أمين الدولة أبو الحسن غزال المتطبب، وزير الملك الصالح عماد الدين إسماعيل. وكان سامريا كما ذكرناه وكان سببا على هلاك نفسه، وعلى سلطانه، وسبب زوال النعمة عنه وعن مخدومه، وهذا هو الوزير السوء.
وقال السبط: فسبحان من أراح المسلمين بقتله، وقد ذكرنا قتله عن قريب.
قال: وما كان مسلما، ولا سامريا بل كان يتستر بالإسلام، ويبالغ في هدم شريعة المصطفى عليه السلام، وبلغنى ان الشيخ إسماعيل الكوراني رحمه الله قال له يوماً وقد زاره: لو بقيت على دينك كان أصلح لأنك تتمسك بدين في الجملة، أما الآن فأنت مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
ولقد ظهر له من الأموال والجواهر واليواقيت والتحف والذخائر مالا يوجد في خزائن  الخلفاء ولا السلاطين، وأقاموا ينقلونه مدة سنين، فبلغنى أن قيمة ما ظهر ثلاثة آلاف ألف دينار، غير الودائع التي كانت له عند أصدقائه والتجار، ووجد له عشرة آلاف مجلد من الكتب النفيسة والخطوط المنسوبة، فتمزق الجميع في زمان يسير.
الملك الصالح عماد الدين إسماعيل أبو الجيش بن الملك العادل أبي بكر ابن أيّوب واقف تربة أم الصالح.
وقد كان مملكا عاقلا حازما، تقلَّبت به الأحوال أطوارا كثيرة.
وقد كان الملك الأشرف بن العادل أوصى له بدمشق من بعده، فملكها شهورا، تم انتزعها منه أخوه الملك الكامل، ثم ملكها من يد الملك الصالح نجم الدين أيُّوب خديعةً ومكراً، فاستمر فيها أزيد من أربع سنين، ثم استعادها منه الملك الصالح أيُّوب عام الخوارزميَّة سنة ثلاث وأربعين وستمائة، واستقرت بيده بلداه بعلبك وبُصْرى، ثم أُخذتا منه كما ذكرنا، ولم يبق له بلد يأوى إليه، فلجأ إلى المملكة الحلبية في جوار الملك الناصر يوسف صاحب حلب، فلما كان في هذه السنة ما ذكرنا من القتال بين الشاميين والمصريين أسر الصالح وأحضر إلى القاهرة.
وقال ابن كثير: عُدمَ بالديار المصرية في المعركة، فلا يُدرى ما فعل به، وهو واقف التُربة والمدرسة ودار الحديث والقراء بدمشق.
وفي تاريخ النويرى: وفي ليلة الأحد السابع والعشرين من ذي القعدة من هذه السنة هجم جماعة على الملك الصالح إسماعيل بن العادل بن أيوب وهو يَمُصُّ قصب السكر، وأخرجوه إلى ظاهر قلعة الجبل وقتلوه.
وقال القاضى جمال الدين بن واصل: من أعجب ما مرَّ بى أن الملك الجواد مودود لما كان في حبس الملك الصالح إسماعيل، وأنه سيَّر إليه مَنْ خنقه وفارقه ظناً أنه قد مات فأفاق، فرأته امرأةٌ هناك، فاخبرتهم أن قد أفاق، فعادوا إليه وخنقوه حتى مات. وفي هذه الليلة لما أخرجوا الملك الصالح إسماعيل بأمر أيبك التركمانى إلى ظاهر القلعة، وكان معهم ضوء فأطفأوه، فخنقوه وفارقوه، ظناً أنه قد مات، فأفاق، فرأته امرأة هناك، فأخبرتهم أنه قد أفاق، فعادوا إليه وخنقوه حتى مات، فانظر ما أعجب هذه الواقعة. ودفن هناك، وعمره قريب من خمسين سنة، وكانت أمه رومية من حظايا الملك العادل.

9 - ديسمبر - 2008
بين السورين بدمشق
يعقوب بن إبراهيم بن موسى    كن أول من يقيّم

وهذه ترجمة مختزلة ليعقوب بن إبراهيم بن موسى الذي ورد ذكره في نقش تجديد باب السلامة، وأنه هو الذي تولى التجديد. وقد ترجم له اليونيني في (ذيل مرآة الزمان) في وفيات سنة 670هـ  قال:
يعقوب بن إبراهيم بن موسى بن يعقوب بن يوسف أبو يوسف شرف الدين بن المعتمد العادلي الدمشقي الحنفي مولده في رابع شهر رمضان المعظم سنة سبع وثمانين وخمسمائة بدمشق سمع من حنبل وحدث وتوفي في ثالث عشر شهر رجب بجبل قاسيون ودفن به رحمه الله تعالى، ووالده المبارز إبراهيم المعتمد متولي دمشق في الأيام العادلية وهو من أعيان الناس مشكور السيرة محمود الطريقة ينطوي على دين متين وبر كثير وحسن اعتقاد في الفقراء والصلحاء ومحبة لهم، صحب الشيخ عبد الله اليونيني الكبير قدس الله روحه وانتفع به وكان الشيخ يثني عليه رحمه الله تعالى.

9 - ديسمبر - 2008
بين السورين بدمشق
اليوم نمر وغدا أمر    كن أول من يقيّم

أرجو أن تقبلوا معذرتي عن تأخري في الرد، الأستاذة ندى وسفير الورود أستاذنا ابن الأكوح، وأستاذنا الكبير ياسين الشيخ سليمان، وأستاذنا الأغر أمير العروض، وكل الأخوة المشاركين، كنت هائما في صحراء النمر بن تولب، والتي حملها إلينا ضيفنا الجديد طماح الذؤابة. واليوم نمْر وغدا أمر.
ونمر: بفتح النون وسكون الميم، وذهب ابن ماكولا إلى كسرها، وفي (الاشتقاق) لابن دريد، قال أبو حاتم:
يقال النَّمْر بن تولب بفتح النون وتسكين الميم. ولا يقال النَّمِر. واشتقاق النَّمْر من التَّنمُّر، وهو التوعُّد والتهدُّد. يقال: تنَّمر فلانٌ لفلانٍ، إذا أظهرَ تهدُّداً؛ وأصلُه من شراسة الخُلق، وبه سمِّي النَّمِر السَّبُع المعروف. ...

12 - ديسمبر - 2008
عيد مبارك
بقايا شاعر    كن أول من يقيّم

تحية طيبة يا طماح الذؤابة:
وإنك لطماح الذؤابة حقا إذ تصديت لشرح شعر النمر بن تولب، وأنت لم تبلغ العشرين بعد، وهذه وحدها تكفي لكي أتشرف بضمك إلى سراة الوراق، فأهلا وسهلا بك في سراة الوراق.
ولكن بقي أن أهمس في أذنك أن الأبيات التي شرحتها هي في ظاهرها كما قلت وصف للطبيعة، أو كما قال الجاحظ بعدما أورد القطعة:فلم يَدَعْ معنًى مِنْ أجلِه يُخصِب الوادي ويعتمُّ نبتُه إلاّ ذكره وصدق النمر
وهذا ظاهر معنى الأبيات إذا اقتطعت من سياقها، وأما الحقيقة فهو يشبه بها محبوبته جمرة، فيقول
كَأَنَّ جَمرَةَ أَو عَزَّت لَها شَبهاً في  العَينِ يَومَ تَلاقينا iiبَأَرمامِ
ميثاء ....إلخ
وجمرة هذه هي جمرة بنت نوفل الأسدية، من (أسد بن خزيمة) وقصتها مشهورة، وكان الحارث أخو النمر قد سباها وأهداها إلى النمر بعدما أسن
قال ابن سعد الخير في كتابه (القرط)
وجدت هذا البيت في شعر النمرين تولب: "الطويل"
أهيم بدعد ما حييت وإن أمت فوا  كبدا مما لقيت على iiدعد
في قصيدة أولها:
أشاقتك أطلال دوارس من دعد حـلا  مـعانيها كحاشية iiالبرد
وفي كتاب الإصبهاني: "روى" الهيثم بن عدي عن ابن عياش، قال لما فارق النمر بن تولب جمرة، جزع عليها جرعا شديدا، حتى خيف عليه، وذكروا له امرأة من فخذه الأذنبين، يقال لها دعد، موصوفة بالجمال، فتزوجها، فوقعت من قلبه، وشغلته عن جمرة،
وفيها يقول: "أهيم بدعد" . . . . البيت، قال: والناس يروون هذا البيت لنصيب، وهو
خطأ.

وأما النمر بن تولب فشاعر(الرباب) في الجاهلية، وقد ذكره أبو العلاء في (رسالة الغفران) أثناء حديثه عن أنهار الجنة. وأجمل شعره قوله:
وصدت كأن الشمس تحت قناعها بدا  حاجب منها وضنت iiبحاجب
ومن بديع شعره قوله:
كـأن  مـحـطاً في يدي iiحارثيةٍ صناع علت مني به الجلد من علُ
قال الجاحظ في كتابه (البرصان والعرجان):
والمحط: مدلكة ممتلئة يحط بها أصحاب المصاحف ظهور جلود رقاب المصاحف ليجعل ذلك الحزوز نقوشاً، وما أحسن ما قال النمر بن تولب، ولقد جهدت أن أصيب بيت شعر مثل هذا للعرب فما قدرت عليه).

ومن نوادر شعره وصفه للنخل في قطعة أوردها الحمدوني في (التذكرة الحمدونية) قال: وقال النمر بن تولب في صفة النخل:
ضربن العرق في ينبوع عين طـلـبـن معينه حتى iiروينا
بنات  الدهر لا يخشين iiمحلاً إذا  لـم تـبـق سائمة iiبقينا
كـأن فـروعـهن بكل iiريح عـذارى بـالذوائب iiينتصينا
ويطول الحديث هنا عن النمر وروائعه المبددة في كتب الأدب والمختارات الشعرية.
وأصدق ما يقال فيه وفي تفرق شعره ما حكاه هو يصف نفسه ويشبهها بالسيف المهترئ والذي كان يضرب به في شبابه فيقطع كل ما يقع عليه حتى يغوص في الأرض فيحفر الناس حوله لانتزاعه من الأرض، قال:
أبقى  الحوادث والأيَّام من iiنمر آثـار  سـيـف قديم أثره iiبادِ
يكاد  يحفر عنه إن ضربت iiبه بعد الذِّراعين والسَّاقين والهادي
قال ابن فتيبة في (الشعر والشعراء) : (ذكر أنه قطع ذلك كله ثم رسب في الأرض، حتى احتاج إلى أن يحفر عنه! وهذا من الإفراط والكذب)
وأعجب العجب أن ابن حزم جعل النمر بن تولب العكلي غير النمر بن تولب النمري من (النمر بن قاسط) ونقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر في (الإصابة) وغيرها من كتبه. قال في (الإصابة):
وفرق بن حزم في الجمهرة بين النمر بن تولب بن أقيش العكلي فساق نسبه وأثبت صحبته وبين النمر بن تولب الشاعر فنسبه في النمر بن قاسط وقال: إنه الذي عاش حتى خرف ويؤيده أن ابن قتيبة حكى أن النمر بن تولب الشاعر لما خرف كان هجيراه: اقروا الضيف اصبحوا الراكب انحروا وأن عمر بن الخطاب ذكره بذلك فترحم عليه فدل ذلك على أن الذي تأخر إلى أن لقيه أبو العلاء ومن في طبقته غيره وجرى المزي في الأطراف على ما عليه الأكثر فترجم النمر بن تولب الشاعر ثم قال: يأتي في المبهمات في ترجمة يزيد بن عبد الله بن الشخير...إلخ )
وذكر البلاذري في (أنساب الأشراف) أن ابنه ربيعة كان شاعرا أيضا، وأورد له قصيدة وجهها إلى أبيه، ثم أورد رد النمر على قصيدة ربيعة. قال:
وكان جاهلياً ثم أدرك الإسلام، فأسلم واسلم ابنه ربيعة، وهاجر إلى الكوفة وطمع في أن يهاجر أبوه فقال:
ألا إن أشقى الناس إن كنت سائلاً أخـو  إبل يمسي ويصبح iiراعيا
يـمارس  قعساً ما ييسّرن iiللكرى بـلـيلٍ  ولا يصبحن إلا iiغواديا
ولـيـس بـآتـيـه طعام iiيحبّه ولو  بلغ المحض الحليب iiالتراقيا
فقال النمر مجيباً
أعذني  ربّ من حصرٍ iiوعيٍّ ومـن شـج أعـالجه iiعلاجا
ومن حاجات نفسي فاعصمنّي فـان لمضمرات النفس iiحاجا
وأنـت نـحـلتنا كرماً iiتلاداً نـرجّي  النّسل منها iiوالنتاجا
فـلست بحازم الأضياف منها وجـاعـل دونهم بابي iiرتاجا
أتـأمـرنـي  ربيعة كل يوم لأهـلـكـها واقتني iiالدجاجا
وفي (الشعر والشعراء) لابن قتيبة ذكر لحفيده حماد بن ربيعة بن النمر، قال:
وذكر الأصمعي عن حماد بن ربيعة بن النمر أنه قال: أظرف الناس النمر في قوله:
أَهِيمُ  بدَعْدٍ ما حَيِيتُ فإِنْ أَمُتْ أُوَصِّ بدَعْدٍ مَنْ يَهيمُ بها بَعْدِى
والناس يروون البيت لنصيبٍ.
وفي (المؤتلف والمختلف) للآمدي:
ومنهم الأخطل بن حماد بن الأخطل بن ربيعة بن النمر بن تولب شاعر لم يقع إلي شعره وأنشد له أبو حاتم في كتاب ما تلحن فيه العامة:
يهينون  من حقروا iiشيبه وإن كان فيهم يفي أو يبر
ووجدت في ديوانه هذا البيت للنمر بن تولب في جملة أبيات يقول فيها:
فـيوم علينا ويوم iiلنا ويوم نساء ويوم نسر
ووجدت في أشعار الرباب عن المف
ولـيـلـة  ذي نصب iiبتها عـلـى  ظهر توأمة iiراجله
وبيني إلى أن رأيت الصباح ومن  بينها الرحل iiوالراحله
وأما قبائل (الرباب) التي كان النمر شاعرها فهي كما قال ابن عبد ربه في (العقد الفريد): (عَدِيّ وتَيم وثَوْر وعُكْل. وإنّما سُمِّيت هذه القبائل الرِّبَاب لأنهم تحالفوا فَوَضعوا أيديهم في جَفْنة فيها رُبّ. وقال بعضُهم: إنما سمُّوا الرِّباب لأنهمِ إذا تَحَالفوا جَمعوا أقداحاً، من كلّ قَبيلة منهم قَدَح، وجَعلوها في قِطْعة أَدَم، وتُسَمَّى تلك القطعة الرُّبة، فسُمُّوا بذلك الرِّباب. فمن بني عَدِيّ بن عَبْد مَناة بن أدّ بن طابخة: ذو الرُّمة الشاعر، وهو غَيْلان بن عقْبة. ومن بني تَيم بن عبد مَناةَ: عُمَر بن لَجَأ الشاعر الذي كان يُهاجِي جريراً.
ومن بني عُكْل بن عبد مناة: النَّمِرُ بن تَوْلَب الشاعر. ومن بني ثَوْر بن عَبد مَناة: سفْيان الثَّوْري الفَقيه. فهذه الرِّباب، وهم بنو عَبْد مَنَاة).
وبقي أن أنبه إلى أن حفاظ الحديث يذكرون أنه لم يرو من الحديث سوى الحديث ( صوم شهر الصبر، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وغر الصدر)
بينما رأيت الزمخشري وأئمة اللغة يذكرون أنه راوي الحديث المشهور على كل لسان (ليس من امبرامصيام في امسفر) قال الزمخشري في المفصل: (والميم أبدلت من الواو واللام والنون والباء. فإبدالها من الواو في فم وحدها. ومن اللام في لغة طيء في نحو ما روى النمر بن تولب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل إنه لم يرو غير هذا ليس من امبرامصيام في امسفر.
 

12 - ديسمبر - 2008
شرح وتحلیل آبیات للنمر بن تولب
رواية بيت للأعشى على عشرة أوجه    كن أول من يقيّم

نقل البغدادي في خزانة الأدب في شرح الشاهد (776)
عن العسكري قوله في كتاب التصحيف: وقد رووا بيتاً من شعر الأعشى على عشرة أوجه،وهو:
إني لعمر الذي حطت مناسمها         تخدي وسيق إليه الباقر الغيل
وذكرت الأوجه ليعلم قدر عنايتهم بالعلم، وصرف اهتمامهم إليه.
1- رواه الأصمعي: إني لعمر الذي خطت بالخاء المعجمة.
وقال: خطت، يعني أنها تشق التراب. قال: ومثله قول النابغة:
 
أعلمت يوم عكاظ حين لقيتـنـي
 
تحت العجاج فما خططت غباري
 
أي: قصرت عنه أن تدركه. قال: ولا يكون حطت، لأن الحطاط الاعتماد في الزمام.
2- ورواها أبو عمرو: حطت بالحاء، وقال: هو أن يعتمد في أحد شقيه.
3- ورواه: تخدي بالخاء المعجمة،
4- وقال: الباقر العيل بعين غير معجمة بعدها ياء تحتها  نقطتان.
5- وفي رواية الزيادي عن الأصمعي: الباقر العثل بعين وثاء فوقها ثلاث نقط، وفسره، فقال: العثل والعثج واحد، وهو الجماعة.
6- وفي رواية عسل: حطت بالحاء غير المعجمة، وقال: معناه أسرعت. قال: والعثل الكبير الثقيل: يقال: انكسرت يده ثم عثلت تثعل، أي: ثقلت عليه.
7- ورواه أبو عبيدة: حطت بالحاء وهو الاعتماد في أحد شقيها، إذا سارت.
 وروى: العثل، وقال: هي القطيع والجماعات، يقال: ذلك في الناس والإبل. وكذلك العثج، ولم يعرف الغيل.
8- ورواه أبو عمرو الشيباني: الغيل بغين معجمة وتحت الياء نقطتان، وفسره بالكثير، وقال: يقال: ماء غيل، إذا كان كثيراً. والغيل أيضاً السمان. يقال: ساعد غيل، إذا كان ممتلئاً رياً. * قال وروى أبو عبيدة: العثل بالثاء منقوطة بثلاث، فأرسلت إليه: أن قد صحفت، إنما هو الغيل.
9- وروى بعضهم عن الأصمعي أنه قال: الرواية: وجد عليها النافر العجل بالجيم. والنافر بالنون والفاء. أي: خطت مناسمها تخدي ذاهبة، ثم جدت عليها النفار من منى حيث نفروا.
وقال أبو الحباب: قلت له: إنما قال النافر، وهو واحد، ثم قال العجل? فقال: كقولك: يا أيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل. وكثيراً ما يجيء الواحد في معنى الجميع.
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام عن أصحابه خطت بالخاء المعجمة، وقال: يعني أنها تشق التراب. قال: وكذلك قول النابغة:
فما خططت غباري
يعني ما شققته، أي: قصرت عنه، ولم تدركه.
 10- وروى بعضهم حطت مناسمها تحدى، بحاء مهملة بدلاً من تخدي. **
فانظر إلى هذا البيت، وكم تعب من الرواة والعلماء واحتملوه، لطلب الفائدة فيه. انتهى كلام العسكري.
_______________
* رجعت إلى مادة (غيل) في (لسان العرب) فرأيت فيه: والغيل والمغتال الساعد الريان الممتلئ، وفيه: ويقال: أَغْيَلَت الغَنم إذا نُتِجت في السنة مرتين؛  وعليه قول الأَعشى:

وسِيقَ إِليه الباقِر الغُيُلُ

** وفي تاج العروس للزبيدي والمحكم لابن سيده و(لسان العرب) لابن منظور: مادة (عثل) تهوي 

 

13 - ديسمبر - 2008
ذاكرة الرواة
غزة هاشم    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

حـصـاركِ  كـان للدنيا دمارا ولاسـيـما  من اتخذوا iiالقرارا
ومـا بـخـلوا عليك به iiجزوه عـلانـيـة  وأدوه iiصـغـارا
ومن حرموك خبزك أمس أمسوا ومـلـيـاراتهم  صارت iiغبارا
رأيـت وجـوههم سودا iiوزرقا تـبـادلـهـا  احتقانا iiوامتقارا
وسـاعـات انـهيارات iiتوالت وبـددت الـثـراء iiالـمستعارا
هـوت  ونـساء غزة iiشامخات يـعـلـمـن  الشهامة iiوالوقارا
سـتـبـقى  شعلة مهج iiاليتامى مـرفـرفة  تضيء بها iiاالقفارا
وتـكـتب  في التمائم كل iiغدر تـجـرعـه وغـدار iiتـوارى
وكـيف  الانكسار يكون iiنصرا وكـيف  النصر يحتقر iiاحتقارا
وفـي عـيـنيك بهجة كل iiعيد يـمـوت أمـانة ترعى iiالذمارا
ومـا  روّى لـنا ياسين iiروضا ومـا رفـعـت ضياء لنا منارا
وقـد  فوضت خولة في iiسلامي وقـلـدتُ  الأسـاتـذة iiالكبارا
وإن جـر الـسـلام إلى iiحوار فـزيـن الـدين يكفينا iiالحوارا
ومـن  عمر النواعير iiالجواري ومـن  يحيى المقامات الحيارى
ورنـديـات  شـاعـرها iiزياد ورقـص الـطارقيات iiالعذارى
ومـن  مهدي على شفتي iiهشام وأحـمـد يـاسمين الشام iiغارا
وكـل نـدى الـحسيمة iiمطمئنا وكـل  عـبير هرغة iiمستطارا
وشـعرا  في الحمائم iiصادحات بـمـا بـعـثت لنا لمياء iiطارا
أغـزة  هـاشـم بوركت iiشعبا وتـاريـخـا  ورابـطة iiودارا
وصـحـفا  من أساطير iiالليالي طـلـيـعتها  الملائكة iiالغيارى
سـلام  مـن صبا ياسين iiطفلا يـجـسـدنـا  بـلفتته صِغارا
وإنـي  مـثـلـما قالت iiضياء أحـس  بـه يـقاسمني الخيارا
وأقـتـرح  الـقيام له iiاحتراما ولـلـوراق صـورتـه iiشعارا
كـبـيـر  سراتنا حييت iiفاسلم كـبـيـرا  لـلسراة ومستشارا

13 - ديسمبر - 2008
عيد مبارك
بداية موفقة    كن أول من يقيّم

مساء الخير يا طماح الذؤابة، وشكرا لك كلماتك الرقيقية، وشعرك الرائق، وشهادتي أنك شاعر مطبوع، فقد حافظت في رباعياتك هذه على عمود الشعر، واختيارك لهذا البحر، وهو (مجزوء الرجز) يدل على نفس ميالة للأوزان المستعذبة، وهو على وزن النشيد الوطني (نحن الشباب لنا الغد) ولكن استوقفتني قافية البيت (باقطا) وتفسيرك لها بأن الباقط الجامع لأشيائه، فأين قرأت هذا ؟ وقد كنت في غنى عن استخدام هذا اللفظ الوحشي، وأضع لك قاعدة هنا لو التزمتها نفعتك: ليس هناك ما يمنع من استخدام الألفاظ الغريبة في الشعر إذا دعمها الشاعر بما يمهد لها، من الشكل أو المعنى أو الطبقة، كأن يأتي في صدر البيت بلفظة من طبقتها في الغرابة، أو بكلمات تتردد فيها حروفها، أو بمعنى سائر يأخذ بيدها، كقول شوقي في (سلوا قلبي):
وَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِم سُلافاً       وَكانَ الوَصلُ مِن قِصَرٍ حَبابا
وقوله:
رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَداً       يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ
وقوله:
مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ       وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ
وأتمنى لو تكون تجربتك الثانية من البحر المتقارب، على وزن (أخي جاوز الظالمون المدى) استمع القصيدة أولا كما غناها محمد عبد الوهاب، وتمعن لحن البيت (أخي أيها العربي الأبي) وأصغ أيضا للنشيد الوطني السوري، وردد المقطع
رفيف الأماني وخفق الفؤاد على  علم ضم شمل iiالبلاد
 ولو وصلت إلى موشح (أتيناك بالفقر يا ذا الغنى) ففيه أيضا ما يعينك على التمكن من ناصية هذا البحر، وهو يتميز بعروضه الأصم، يعني يجوز فيه أن تكون الكلمة الأخيرة من الشطر الأول متحركة وساكنة، ومثال المتحركة:
أخـي أيها العربي iiالأبيُّ أرى اليوم موعدنا لا غدا
ومثال الساكنة:
فجرد حسامك من غمده فليس  له بعدُ أن iiيغمدا
وفقك الله وسدد خطاك، وتصبح على خير

13 - ديسمبر - 2008
شرح وتحلیل آبیات للنمر بن تولب
 313  314  315  316  317