البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 310  311  312  313  314 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
كتاب المضاهاة في مهب الريح    كن أول من يقيّم

منذ أن نشرت التعليق السابق وحتى الآن وأنا أتحقق مما ورد في كتاب (مضاهاة كليلة ودمنة) أردت فقط أن أسجل اعترافي بأني كنت مخدوعا بهذا الكتاب، وقد تبين لي أن معظم الشعر الوراد في الكتاب هو من صنع اليمني نفسه، باستثناء أبيات قليلة ليس في ذكرها فائدة.
والكلام نفسه ينسحب على الشعراء الذين انفرد بذكرهم ، وما هم سوى أسماء في كتابه، كعبد الحجر بن أمية الذي ورد ذكره في التعليق السابق. 
وقد تحققت من أن كل ما ورد في دواوين الموسوعة الشعرية من أبيات توافق ما ورد في (مضاهاة كليلة ودمنة) مصدرها الوحيد هو (مضاهاة كليلة ودمنة) نفسه.
وجدير بالذكر أن معظم النصوص التي ينسبها إلى (كليلة ودمنة) غير موجودة في (كليلة ودمنة) ومنها ما هو موجود في كتاب (الأدب الكبير) لابن المقفع وهذه أيضا مشكلة ؟.
فكيف حدث كل هذا ولم يتصد أحد للرد على الكتاب ؟
وقد أسفت كل الأسف لمشاركة قديمة تقدمت بها الأستاذة هالة مهدي، ولم تأخذ حقها من تجاوب سراة الوراق. وهي تقول: (أريد معلومات عن كتاب مضاهاة أمثال كليلة ودمنة بما أشبهها من أشعار العرب لأبي عبد اللّه محمّد بن الحسين بن عمر اليمني ، معلومات تخصّ الكاتب و الكتاب ، من اعتمده قديما و حديثا ، هل هناك صدى لهذا الكتاب قديما و حديثا أيضا ، هل درسه الدارسون من قبل عدا محقّق الكتاب ...علما و أني قد سألت هذا السؤال مرتين لكن الإجابات عنه لم تتعدّ حدود التقديم الموجز له انطلاقا ممّا ورد في مقدّمة الكتاب نفسه، و ما أريده تحديدا هو هل هناك من درس الكتاب دراسة تحليليّة تامّة، لأن هذا الكتاب هو موضوع رسالتي في الماجستير، و أجدد الشكر لموقع الوراق ولكل من ساهم في تشكيله لأنه فعلا موقع عظيم ومهم لكل الدارسين في شتى الاختصاصات ، وشكرا والسلام عليكم)

30 - نوفمبر - 2008
نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت
الصدفة في معاجم المعاصرين    كن أول من يقيّم

سوف اخالفك الرأي يا أستاذ يحيى:
فالذي ذكرته في مشاركتي السابقة هو ما اختاره معظم المعجميين في العصر الحديث، من أن (صدفة) وجمعها (صدف) كلمة مولدة.
اختار ذلك بطرس البستاني في (محيط المحيط) قال: صادفه مصادفة وجده ولقيه على غير قصد، والعامة تقول صدَفهُ إذا لقيه اتفاقا.
والصدفة: اسم من المصادفة للقاء اتفاقا من دون قصد أو انتظار، وهي مولدة، والجمع صِدَف.
وفي معجم (الصحاح في اللغة والعلوم) لنديم مرعشلي:
الصدفة: لفظة مولدة بمعنى المصادفة والاتفاق.
وفي المنجد الذي أحال إليه كاتب المقالة:
الصدفة: (ج) صدف: لفظة مولدة بمعنى المصادفة والاتفاق. وصادفه قابله على غير قصد.
ومن المعجميين المعاصرين من لم ينص على أن الكلمة مولدة، وأجراها مجرى الفصيح، ومنهم جبران مسعود في معجمه (الرائد) قال:
الصدفة: المصادفة، الاتفاق، (ج) صدف.
ومن ذلك (القاموس الجديد للطلاب) تأليف علي بن هادية وبلحسن البليش والجيلاني بن الحاج يحيى، وفيه: الصدفة هي المصادفة والاتفاق، (ج) صدف.
وفي معجم (الهادي إلى لغة العرب) للأستاذ حسن سعيد الكرمي: صادف يصادف مصادفة الرجلُ صاحبه: لقيه على غير موعد، ويقال: هذا العمل صادف استحسانا، كما يقال: هذا الكلام صادف محله، ويقال في اصطلاح الناس: صادف انني كنت في الشارع حين حدث الحادث، أي اتفق.
وصِدفة، والناس يقولون: (صُدفة) بالضم: لقاء على غير موعد أو قصد. ويقال لقيته في الطريق صدفة أو مصادفة، ولقيته بطريق الصدفة أو بالصدفة) ا. هـ
ورأيت عبد الله البستاني لم يدرج الكلمة في معجمه (البستان) واكتفى بقوله: صادفه مصادفة قابله على غير قصد. تصادفا: تقابلا على غير قصد.
وكذلك الشيخ أحمد رضا فقد أهمل ذكر (الصدفة) في معجم متن اللغة. وأحمد قبش في (معجم الفيصل)
وأعود هنا لأكرر أن كلمة الصدفة وجمعها (صدف) شيء مولد: لم يكن معروفا في لغة العرب، ولو كان معروفا لوجد في شعرهم، ولكان أبو العلاء استخدمه في اللزوميات، وقد وصلنا جناس نادر لفعل (صدف) في ديوان أبي الفتح البستي (400هـ)، وليس فيه أي ذكر للصدفة، قال :
صدفَ  الحَبيبُ iiبوصَلِه فـجفا رُقادي إذْ iiصدَفْ
ونـثَـرتُ لـؤلؤَ iiأَدْمُعٍ أضحى لَها جَفني صَدَفْ
ولو بلغته هذه اللفظة لأدرجها في الجناس، كأن يقول، مثلا:
وصدفته في iiمائها وأنا مدين للصدف
وهو القائل أيضا:
فهِمْتُ كتابَكَ يا سيِّدي       فهِمْتُ ولا عجبٌ أنْ أهيما
وصادَفْتُهُ صدَفاً للعُلو       مِ ضمّنَ مِنها البَديعَ اليَتيما

ومن ذلك قول طلائع بن رزّيك ( ت 556هـ)
اني ابن رزّيك لو أن الورى صدفوا عـنـكم وخصص بالدنيا لما iiصدفا
وقـد  صـفا لي وردي في iiمحبتكم لـكـنـه  عن سواكم رغبة iiصدفا
ومن انصاف الأبيات السائرة في العصر الحديث: (وحبذا صدفة من غير ميعاد) وقد عثرت عليه في ديوان عبد اللطيف الصيرفي (ت 1322هـ  1904م) من أهل الإسكندرية، في قوله:
فَحَبَّذا لَيلَةً بِالأُنسِ زاهِرَةً       وَحَبَّذا صُدفَةً مِن غَيرِ ميعادِ
ومن عجائب الصدف ما سأذكره في تعليق لاحق، وقد وقع لي أثناء كتابة هذا التعليق

1 - ديسمبر - 2008
صدفة
من عجائب الصدف    كن أول من يقيّم

ومن عجائب الصدف أني وبينما أنا اكتب التعليق السابق عن (الصدفة: في معاجم المعاصرين) إذا بأستاذنا الشيخ عبد الله الحبشي يدخل عليّ مكتبي وهو يردد: (يا محاسن الصدف، ويا لها من صدفة). فصرت أضحكُ، وهو يعجب من ضحكي، ثم أطلعته على ما أكتب، وسألته عن صدفته فقال: كنت أبحث في كتاب (ذيل الأعلام) للأستاذ أحمد علاونة عن ترجمة المرحوم إبراهيم الترزي (ت 1422هـ 2001م) الأمين العام لمجمع اللغة العربية في القاهرة، فرأيت أثناء ترجمته رسالة منه بخطه، قد بعث بها إلى المرحوم إبراهيم السامرائي، فلما قرأت الرسالة رأيتها تتعلق بترشيحي لأكون عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
قلت أنا زهير: وقد قرأت هذه الرسالة، وهي مؤرخة يوم الوقفة 9/ 12/ 1413هـ الموافق30/ 5/ 1993م ونصها:
بسم الله الرحمن الرحيم:
أخي الكريم الأستاذ الجليل الدكتور إبراهيم السامرائي: أطيب التهنئات والأمنيات بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله عليكم وعلى أسرتكم الكريمة، وعلى الأمة الإسلامية بالخير والعزة والسؤدد. ولا يفوتني الإشادة بإسهامكم العلمي العظيم في أعمال مؤتمرنا كالعهد بكم دائما، لا يحرمنا الله من لقائكم به كل عام.
أخي: وصلتني رسالتكم مشفوعة بمطبوعين للأستاذ عبد الله محمد الحبشي، وبتعريف به وبمؤلفاته الغزيرة، ويكفي في ترشيحه ثقتكم به وبعلمه وأدبه، وإن كنت أطمع بالمزيد لأتعرف عليه من مؤلفاته المتنوعة الحافلة، لأتقدم بترشيحه للعضوية المراسلة. كما أرجو أن تبعثوا إلي بما يتاح لكم من مؤلفاتكم الجليلة، وبخاصة معجمكم الفذ عن علامة العربية وأديبها: الجاحظ.
وتقبلوا خالص تحياتي ومودتي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... إبراهيم الترزي (9/ 12/ 1413هـ 30 / 5/ 1993م)
ولكن وللأسف فإن ترشيح الأستاذ عبد الله الحبشي رفض كما بلغني وكان وراء ذلك الأستاذ مصطفى حجازي بسبب كلمة قالها الأستاذ الحبشي في مقدمة نشرته لكتاب (بهجة الزمن في تاريخ اليمن) لتاج الدين اليماني (ت 743هـ) (ص 10) وهو الكتاب الذي ضمه النويري مختصرا إلى (نهاية الأرب) حيث قال الحبشي: (فعندما وقف على هذا المختصر الأستاذ مصطفى حجازي اهتبل الفرصة ونشره مستقلا، جازما بسلامة النص ... إلخ) وكانت المشكلة هي فعل (اهتبل) وكيف يقال (اهتبل) لواحد من أعمدة مجمع اللغة.
 

1 - ديسمبر - 2008
صدفة
أدب الحوار: شعر المرحوم علي الجارم    كن أول من يقيّم

هذه قصيدة من روائع المرحوم علي الجارم (ت 1949م) ولا سيما القطعة التي يذكر فيها أدب الحوار، رأيت من المناسب أن أنشرها هنا في هذا الملف لسخونته، وهو يرثي بها صديقه المرحوم أحمد الإسكندري، صاحب (الوسيط في الأدب العربي وتاريخه) وكان من أعمدة مجمع اللغة العربية في القاهرة.
القصيدة تقع في (46) بيتا، تعرض فيها إلى ذكر صديقه حسين والي (من أعضاء المجمع) والمستشرق الإيطالي كارلو نلينو (ت 1939م) رئيس تحرير مجلة الدراسات الشرقية وصاحب كتاب (علم الفلك تاريخه عند العرب في القرون الوسطى)، و(تاريخ الآداب العربية من الجاهلية حتى عصر بني أمية) وكان من اعضاء المجمع أيضا.
والمختار من القصيدة هذه الأبيات:



غـداً  فـي سَـمـاءِ الْعبْقَرِيَّةِ iiنلتقي وتـجـتـمـع  الأَنْـدَادُ بَعْدَ iiالتَّفَرُّقِ
ذَكَـرْتُ  أَحِـبَّـائي وقَدْ سَارَ iiرَكْبُهُمْ إلـى غـيـر آفـاقٍ على غير أَيْنُقِ
أُودِّعـهـم  مـا بَـيْـنَ لَوْعَةِ iiوَاجدٍ تَـطِـيـرُ  به الذِّكْرَى وَزفْرَةِ iiمُشْفِق
تـعـلـقـتُ  بالحَدْباء حَيْرانَ iiوَالِهاً وكـيْـف ومَـاذَا نـافِعي من iiتعلُّقِي
مَـضَى حَارِسُ الفُصْحى فَخَلَّده iiاسْمُه كـمـا خـلَّد الأَعْشى حَديثَ iiالْمُحَلَّقِ
أَأَحْـمَـدُ إِنْ تَـمْـرُرْ بِـوَالي iiفَحَيِّه وَبَـلِّـغْـه  أَشْـوَاقَ الفُؤادِ iiالمُحَرَّقِ
طَـويـنـاه  صـيَّادَ الأَوابدِ لَمْ iiيَدَعْ عَـزِيـزاً  عَـلَى الأفْهامِ غَيْر iiمُوَثقِ
لَـهُ نَـظْـرَةٌ لم يحتَمِلْ وَقعَ iiسِحْرِهَا غريبُ ابن حُجْرٍ أَو عَوِيصُ الفَرَزْدَقِ
أَحَـاطَ بـآثـار الْـخـلِيلِ بْنَ iiأَحْمَدٍ إِحـاطَـةَ  فـيَّـاضِ الـبَيَانِ iiمُدَقِّقِ
إذا  مَـسَّ بـالـكَفِّ الجبينَ iiتدافَعَتْ جُـيُـوشُ الـمـعانِي فَيْلقاً إِثْرَ iiفَيْلَقِ
ويـومـاً مـع الإِسـكـندريّ iiرأيته يُـجـاذِبـهُ فَـضْلَ الْحَدِيثِ iiالمشَقَّقِ
فَـهَـذَا  يَرَى فِي لَفْظَةٍ غَيرَ مَا iiيَرى أَخـوه ويـخـتـارُ الـدليلَ iiوَيَنْتَقي
فـقـلـت  أرى لـيـثاً وليثاً تَجَمَّعَا وأَشْـدَقَ  مِـلءَ العَيْنِ يَمْشِي iiلأَشْدَقِ
وأَعْـجَـبَـنِـي  رأيٌ سَلِيمٌ iiوَمَنْطِقٌ يَـصُـولُ عـلى رأيٍ سليمٍ iiومَنْطِقِ
وقـد لـوَّحـتْ أيْـدِيـهِـمَا iiفكأنّها إِشـاراتُ رايـاتِ تـروحُ iiوتَـلتَقي
ولـم أَرَ فـي لـفْـظَيْهِمَا نَبْرَ عَائِبٍ ولـم  أَرَ فـي عَـيْنَيْهِمَا لَمْحَ iiمُحْنَقِ
فـقـلـتُ هِيَ الفُصْحَى بِخَيرٍ iiوَإِنَّهَا بـأَمـثـالِ  هَـذَيْن الْحَفيَّيْنِ iiتَرْتَقي
وَلَـمْ  أَنْـسَ نَـلِّينُو وقَدْ جَاء فَيْصَلاً بِـحُـجَّـةِ  بَـحَّـاثٍ وَرَأْيِ iiمُحَقِّقِ
وَفِـكْـرٍ  لـهُ مِـنْ فطْرَةِ الرُّومِ دِقَّةٌ ومِـنْ نَـفَـحاتِ العُرْبِ حُسْنُ iiتَأَلُقِ
يُـنَـسِّـقُ  عـلـم الأوّلين iiمُجاهِداً ولاَ خَـيْـرَ فـي عِـلْمٍ إذَا لَمْ iiيُنَسَّقِ
تَـقَـاسَـمَـهُ غَـرْبٌ وشَرْقٌ iiفَأَلَّفَتْ مَـنَـاقِـبُـهُ  ما بَيْنَ غَرْبٍ ومَشْرِقِ
فَدَعْ  ما يُغَطِّي الرّأس واسْمَعْه لا iiتجِدْ سِـوَى عَـرَبِـيٍ في العُرُوبَة iiمُعْرِقِ
إِذا  صَـالَ ألْـقَى الرُّمحَ كُلُّ iiمُنَازِلٍ وإِن هـو دَوّى سَـفّ كـلُّ iiمُـحَلِّقِ
عَـشـقْـناه وَضَّاحَ الْخَلاَئِقِ iiمُخْلِصاً وَمَـنْ يَـكُ وضّـاحَ الخلائق iiيُعْشَقِ
فَـيَـا  مَـجْمَعَ الفُصْحى عَزَاءً iiفَكُلُّنَا إلَى  الشاطِىءِ المَوْعُودِ ركّابُ iiزَوْرَقِ
ومـا  عَـقِـمَتْ أُمُّ اللُّغَاتِ ولا خَلَتْ خَـمـائِـلُـها  منْ سَجْعِ كلِّ iiمُطَوَّقِ

1 - ديسمبر - 2008
صدفة
إن منكم محدّثين    كن أول من يقيّم

القصيدة التي نشرتها في التعليق السابق، ذكر قطعة منها الأستاذ محمد رجب البيومي في كتابه (من اعلام العصر) أثناء ترجمته للعلامة المرحوم عبد القادر المغربي، نائب رئيس المجمع العلمي بدمشق، وكان قد زاره صحبة الشيخ أحمد الشرباصي في منزل شيخ الأزهر محمد الخضر حسين:
قال: وكان العلامتان رحمهما الله يتناقشان في معنى كلمة (محدَّث) الواردة في قول رسول الله (ص) (إن منكم محدّثين، وإن منهم عمر بن الخطاب) فأفاض المغربي في معنى كلمة المحدَّث وصلتها بالإلهام، وتكلم كثيرا في أمور تتعلق بالاشتقاق والدين والتاريخ، ثم استطرد إلى مواقف تاريخية ظهر فيها إلهام الله للفاروق، وكان الخضر حسين يستمع مبتسما، ثم اتسع له مجال التعقيب حين سكت المغربي، فقال: إنه عثر على رواية (مُحْدِث) بضم الميم وكسر الدال، وأخذ يفسر المعنى على لفظها، ودار نقاشٌ أخذ يرتفع عن مستواي، تواردت فيه أسماء ابن جني والاستراباذي والشهاب الخفاجي، ثم سكت الخضر فوجدت العلامة المغربي ينظر إلي مبتسما ويقول: وما رأيك انت ؟ فقلبتُ كفا على كف وقلت: لا إله إلا الله: أأصدر رأيي في مسألة لغوية دينية يتناولها شيخان من أعلام المسلمين، من أنا ؟ حسبي أن أسمع، فربت الرجل على كتفي بيده الكريمة وقال: من يدري ؟ لعلك تسبق ؟ فتشجعت وقلت: إن هذا النقاش المثمر يذكرني بنقاش بين العلامة الإسكندري والعلامة حسين والي، وكلاهما كان زميلا لكما بالمجمع، وقد حضره الشاعر الكبير الأستاذ علي الجارم فقال عنه، والحديث عن حسين والي:
ويـومـا مع الإسكندري iiرأيته يـجاذبه  فضل الحديث المشقق
فَهَذَا يَرَى فِي لَفْظَةٍ غَيرَ مَا يَرى أَخـوه  ويـختارُ الدليلَ وَيَنْتَقي
فـقـلت  أرى ليثاً وليثاً iiتَجَمَّعَا وأَشْدَقَ مِلءَ العَيْنِ يَمْشِي لأَشْدَقِ
وأَعْـجَـبَنِي رأيٌ سَلِيمٌ iiوَمَنْطِقٌ يَصُولُ  على رأيٍ سليمٍ iiومَنْطِقِ
وقـد  لـوَّحـتْ أيْدِيهِمَا iiفكأنّها إِشـاراتُ  راياتِ تروحُ وتَلتَقي
ولـم أَرَ في لفْظَيْهِمَا نَبْرَ iiعَائِبٍ ولـم أَرَ في عَيْنَيْهِمَا لَمْحَ iiمُحْنَقِ
فقلتُ  هِيَ الفُصْحَى بِخَيرٍ iiوَإِنَّهَا بـأَمـثالِ هَذَيْن الْحَفيَّيْنِ iiتَرْتَقي
فقال الخضر رحمه الله: أنشد الجارم هذه القصيدة في تأبين الإسكندري بالمجمع، وقد سمعتها في حينها، وسررت بمعانيها قدر سروري بجودة إلقاء الجارم

1 - ديسمبر - 2008
صدفة
لو تكرمتم    كن أول من يقيّم

مساء الخير أستاذنا الأغر أمير العروض:
وشكرا على هذه عودتكم بنا إلى هذا الملف الشيق، وذكريات سلافة التي أتعبتنا عامدة متعمدة حسب رأي غالبية سراة الوراق يومذاك.
وأتمنى لو تكرمتم علينا أن تبسطوا القول في التعريف بكتاب (ثلاث رسائل في فنون الشعر) ومواضيع الرسائل، وكل عام وأنتم بخير، وكما تعلمون فقد بدأ عطلة العيد عندنا في الإمارات منذ ظهر اليوم وحتى صباح يوم 14/ كانون الأول الجاري.

2 - ديسمبر - 2008
الدوبيت
دهماء وكبيشة    كن أول من يقيّم

تحية طيبة أستاذة فاطمة:
ولا باس عليك والحمد لله على السلامة.
وبخصوص سؤالك عن كبيشة فهي حسب معلوماتي زوجة تميم وهي غير دهماء، وقصتها مشهورة، وقد ذكرها ابن العديم في أخبار تميم، نقلا عن أبي عمرو جامع أخبار وأشعار تميم، قال:
(وقال: تزوج امرأة من بني نهم، وهو عمرو عبد الله بن ربيعة بن عامر، يقال لها كبيشة، عوراء، فنهاه عنها أخوته وتشاءموا بها، فأبى إلا أن يتزوجها، وقال له رجل من قومه: ألا تزوج فلانة فإنه بالحراء أن تكون ولوداً، وتنجب لك، فقال: والله لو تزوجت كلبة لولدت مني
وأنجبت، فولدت له عشرة أنفس منهم جارية، فنزلوا ناحية ضلع، والضلع الممدود من الأرض، أراد ناحية ضلع بني شيصبان، وهم من الجن، ناحية الكانف، فطرقتهم حية فقتلت سبعة من ولده، وقتلت أيضاً كبيشة، فقال ابن مقبل:
ألا ناد يا ربعي كبيشة باللوى         بحاجة محزون وإن لم تناديا
وذكر الأبيات بطولها.
وقد ذكر البغدادي كبيشة في (خزانة الأدب) في شرح الشاهد 893 وهو قول تميم
فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن         إلا كلمّة حالمٍ بخيال

2 - ديسمبر - 2008
تميم بن مقبل
تعقيب    كن أول من يقيّم

كل الشكر لكم أستاذنا الأغر (أمير العروض) على هذه المشاركة الحكيمة والكريمة، وبقي أن أقول: لم يصح عندي ما حكاه بطرس البستاني في مادة (صدف) وهو قوله: (صادفه مصادفة: وجده ولقيه على غير قصد)  فهذا أيضا من المعاني المولدة، ولو صح لكان (صدفه صدفة) أولى بالصحة منه، والصواب في معنى صَادَفَهُ، مُصادَفَةً: وجده ولقيه ووافقه.
وقال القرطبي في تفسير الآية (فهم يصدفون): (وصادفته مصادفة أي لقيته عن إعراض عن جهته).
وفي (أساس البلاغة) للزمخشري: (وصادفته: وجدته، وصادفه: قابله، وتصادفا: تقابلا، ومنه: صدفا المحارة: لتقابلهما).
ويبدو أن كلام بطرس البستاني هو عمدة  واضعي (المنجد) في قولهم: (وصادفه قابله على غير قصد) وعنه نقل الكرمي في معجمه: (الهادي) وعبد الله البستاني في (البستان).
 

2 - ديسمبر - 2008
صدفة
لم أفهم يا أستاذ يحيى    كن أول من يقيّم

تحية طيبة دكتور يحيى وكل عام وأنتم بخير:
هل يمكن أن تدلني على التعليق الذي ضبطتُ فيه (صدفة) بفتح الصاد ؟؟. وصراحة فقد فاجأني قولكم:
 
وأنت رأيتَ كيف تكرّم علينا حبيبنا وأستاذنا زهير ، وضبط الصاد بالفتحة ؛ فأصبحتْ مصدرَ مَرّة ، الذي يسمى مصدر العدد أيضاً ، وهو اسم يدلّ على عدد مرّات حدوث الفعل .
 

2 - ديسمبر - 2008
صدفة
سيف الأمير    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

كل عام وأنتم بخير، أساتذتي الأكارم:
لم أنتبه لهذا الموضوع حتى هذه اللحظة !
وأما نهيف في البيت فهي بلا أدنى شك خطأ مطبعي والصواب: (سيف) وهذا ظاهر من البيت الذي يليه. ومنكم نستفيد.

3 - ديسمبر - 2008
النهيف
 310  311  312  313  314