3 ـ مدخل لدراسة حبــوب اللقــاح كن أول من يقيّم
و في المجموعتين الأولي [ و هي " الطحالب و الفطريات " ] ، نتحدث عن" الغبيراث أو البَـوْغ = spores "... و في المجموعة الثالثة [ و هي النباتات الزهرية ] ، يدور الحديث عن " حبوب اللقاح " التي ينحصر دورها في التكاثر الجنسي ... و ليست المحتويات الحية لهذه العناصر هو السبب في الإعتناء الذي تحظى به من طرف العلماء ، فمحتوياتها صعبة التخزين ، و لا تتغير إلا بين مجموعات نباتية كثيرة و أخرى [2] . و بالعكس ، فإن الغشاء الجامد للغبيرات أو البوغ ، و لحبوب اللقاح ، هو الذي يقدم ، و بكثير من الدقة و الأمانة المتناهية و الثابتة ، مقاييس و أشكان مورفولوجية خاصة بمختلف الوحدات التصنيفية لأشخا ص النباتات الناتج لها ، من أنواع و أجناس و فصائل ... و زيادة على ما سبق ذكره ، فإن هذا الغشاء الخارجي ، و بفضل تكوينه الكيماوي الخاص به ، فإنه يقاوم بشكل إعجازي ، و بعناد جميع عوامل الإتلاف و التدمير و الفناء التي تتعرض لها عادة جميع العناصر العضوية ... و يتحمل هذا الغشاء ة في المياه ، و يمكنه المحافظة على شكله ، بل و على رسوماته و زخرفه في الرواسب في البحيرات ، و السواحل ، و في المخثات = tourbières ، و تحت التراب بين الصخور ، و في كل مكان تصله هذه الحبوب الخفيفة ... و من هذه الخصوصية الفريدة في احتفاظ الغبيرات أوالبوغ ، و حبوب اللقاح ، لشكل غشائها و في كل الظروف ، و عبر العصور ، نتج الإهتمام العلمي بها و بدراستها ...: . ـ صار الإهتمام بدراسة تكوين و أشكال الغبيرات و حبوب اللقاح ، فرعا هاما من فروع علم مورفولوجيا النبات . . ـ تعتبر الملاحظات المدونة عن هذه العناصر ، مساهمة علمية هامة في تصنيف النباتات و معرفة و تنوير تاريخها الطبيعي ... . ـ تأكد علميا أن الدراسة الكمية و النوعية لأشخاص الغبيرات و حبوب اللقاح في الحفريات الأركيولوجية archéologiques ، هي أصدق شهود عن الحياة النباتية المعاصرة للرواسب الجيولوجية التي احتفظت بها بين طبقاتها ... و تساعد هذه الحبيبات المجهرية النباتية في إعادة تمثيل العناصر الأساسية فيما يخص الغطاء النباتي و المناخ و الجغرافيا و الأثار البشرية ، في العالم القديم [3] . و زيادة على هذا ، فإن المحتوى " اللقاحي " لكل طبقة راسبة يرجع إلى عصرها ، و هكذا يمكن للطبقاتي ، أو عالم حفريات الطبقات ، أن يستعين بالغبيرات البوغية و حبوب اللقاح كوسائل علمية إضافية لتمييز و تحديد طبقاته ... و من جهة أخرى ، فإن المُـحتوى " الـبَـوْغـُـلِــقـَـاحــي = sporopollinique " للجــو ، يمكن أن يعين المهندس الزراعي لدراسة و تحسين تلقيح المزروعات ... و يـُمَكـِّنه أيضا من إعلام مصالح وقاية النباتات عن إنتشار مسببات بعض الأمراض الفطرية و الطفيلية ...[4]. و أخيرا فإن حبوب اللقاح هي من العناصر المكونة للعسل ، و يدخل الأخير في العديد من المواد التي لا يُــسْـتـَـغـْـنـى عند دراسة مصدرها و مراقبة جودتها ، عن معرفة الحبوب [ البوغلقاحية =sporopolliniques ] التي تحتوي عليها . |