البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات لحسن بنلفقيه بنلفقيه

 38  39  40  41  42 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
في الإعجاز العلمى للقرآن    كن أول من يقيّم

الإعجاز العلمي هو فعلا موضوع شائك . و الشائك فيه فعلا هو تحديد المفهوم الإصطلاحي للإعجاز و للعلم ، و للحقيقة العلمية و النظريات . صحيح اننا كمسلمين مومنين لا يمكن أن نشك في صحة آيات كتاب الله ، كيفما كانت صلابة أو هشاشة النظريات البشرية أو ما تحسبه كحقائق علمية . و صحيح أيضا أن أعداء الله و الملحدين وقفوا عاجزين أمام مصداقية الآيات القرآنية عبر القرون و رغم تقدم الإكتشافات الإنسانية للقوانين الطبيعية . و قمة الإعجاز هو صحة ما جاء به النبي الأمي الذي كان لا يقرأ و لا يكتب ، و بشهادة المتربعين على قمة المعارف العلمية في كل عصر و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها . و الدليل هو عشرات علماء الغرب الذين أسلموا عبر العصور . و لا ننسى أن علم الإنسان محدود ـ { و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا } ـ فقد أخطأ مفسرون كبار أجلاء لقلة فهمهم و بدون قصد أو تعمد . و قد أخطأ علماء بارزون في تخصصهم ، لزيادة أو نقصان في تقديرهم ، أو سهو أو نسيان منهم أو عطب في آلاتهم و أجهزتهم أو خلل في معادلاتهم . و الخطأ و النسيان ملازمان للإنسان . ـ { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } ـ . و الحقيقة الربانية لهذا الكون هي فيه و ملازمة له ، لا تتغير بصحة أو خطأ الحقائق العلمية أو النظريات الإنسانية . بل الذي يتغير هو فهم الإنسان لهذا الكون و رؤيته له تبعا لنظرياته و اكتشافاته : أفهمه صح ام خطأ ?

26 - مايو - 2005
الاعجاز العلمي في القرآن
بطون النحل و الإعجاز العلمي للقرآن الكريم [1] :    كن أول من يقيّم

لم يكن التشريح الداخلي للحشرات معروفا عند القدامى . فلم يكن معرفا ما بداخل بطون النحل من أعضاء على وجه الدقة العلمية . و لم تظهر أولى المعارف الإنسانية عن التشريح الداخلي للنحلة إلا بعد أن نشر الدكتور " جان سواميردام Jan Swammerdam " ، كتابَه المسمى " إنجيل الطبيعة " سنة 1667 ، و ضمنه أعماله الرائدة و الأولى في ميدان تشريح النحلة ، و ذلك بفضل الإكتشاف الحديث للمجهر في عصره . و مكنت دراساته و أبحاته هاته ، من اكتشاف المعدة المزدوجة المكونة من { الحوصلة } و { المعدة } . فما هي أهمية هذا الإكتشاف ، و ما علاقته بتفسير القرآن الكريم ، أو ما يسمى عند البعض بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم . كلنا نعلم أن في القرآن سورة اسمها " سورة النحل " ، و أن بهذه السورة آيات خاصة بهذه الحشرة ، و هي :{ و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون } ـ صدق الله العظيم . . و اعتمادا على تخصصي في دراسة النحل و تربيته منذ أكثر من ثلاثين عاما ، أؤكد أن في هذه الآيات إعجازا علميا بكل المقاييس ، و الله اسأل أن يعينني على بيان و لو قليل من هذا الإعجاز الرباني . و لنتكلم هنا أولا على بطون النحل . لقد اهتم مفسرو القرآن بهذه الآيات ضمن اهتمامهم بتفسير باقي الآيات القرآنية . و اعتمد تفسيرهم على مبلغ علمهم بمعارف عصرهم و تخصصهم. و بما أن تشريح النحل لم يكن معروفا عندهم ، فإن الفهم العام مثلا لقوله تعالى :" { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } " ، لم يكن بنفس الوضوح الذى أصبح عليه الآن بعد اكتشاف المعدة المزدوجة عند النحل ، و المكونة من حوصلة لخزن الرحيق و تحويله إلى عسل ، و معدة لهضم الغذاء كما سيأتي تفصيله . فإذا تناولنا الآن تفسير معنى بطون النحل اعتمادا على اكتشافات التشريح الداخلي لهذه الحشرة ، هل هو تجديد لفهم الآية بعلوم العصر ، أم هو إثبات ظهور حقيقة علمية متضمنة في الآية منذ نزولها، ساعدت العلوم العصرية أخيرا في فهمها على حقيقتها . هذا هو السؤال . [ يتبع ]

30 - مايو - 2005
الاعجاز العلمي في القرآن
بطون النحل و الإعجاز العلمي للقرآن الكريم [2] :    كن أول من يقيّم

المعروف عند الجميع ـ و عند المفسرين لكتاب الله ـ أن في البطن يوجد مخزن ما تأكله الحشرة من الغداء . و مخزن الغذاء في البطن هو المعدة . و ما إن يصل الغذاء إلى المعدة حتى يتعرض لتأثير أنزيمات و مواد كيماوية و حركات ميكانيكية الهدف منها تحليل الغذاء إلى مواد أساسية و ضرورية لجسم الحشرة ، يتم امتصاصها و مرورها إلى الدم في المعى الرقيق . و من المعروف أيضا أن المسار الطبيعي للأطعمة و الأغذية أن تدخل من الفم ثم تتجه نحو المعدة عبر البلعوم أو المري و من المعدة إلى الأمعاء فالمخرج . و قد يوجد بين الفم و المعدة عند بعض المخلوقات كالطيور ، عضو يساعد في خزن الغذاء و تحضيره للهضم ، و يسمى هذ العضو بالحوصلة الموجودة في مدخل الصدر عند الطائر ، أو في منحره كما يقول البعض . و هذه الحوصلة ظاهرة للعيان ، لذا فإنها كانت معروفة عند الناس . و تسمى عندنا في المغرب بالقانصة ، و هي كلمة عربية مذكورة بلسان العرب لإبن منظور الذي قال :" والحَوْصَل والحَوْصَلة والحَوْصَلَّة والحَوْصَلاء، ممدود، من الطائر والظَّلِيم: بمنزلة المَعِدة من الإِنسان. والقانِصَة من الطير تُدْعَى الجِرِّيئة . وحَوْصَلُ الروضِ: قَرارُه وهو أَبطؤُها هَيْجاً، وبه سميت حَوْصَلة الطائر لأَنها قرار ما يأْكله .ابن الأَعرابي: زَاوِرَةُ القَطَاة ما تَحْمِل فيه الماءَ لفِراخها وهي حَوْصَلتها، قال: والغَراغِر الحَواَصِل ". و بما أنه لم يكن معرفا أن للنحلة حوصلة داخل بطنها، فظاهر المعنى من قوله تعالى :{ يخرج من بطونها ...} كان يفهم منه ضمنيا أن هذا الشراب يخرج من " معدة " النحلة ، لأنها ـ بمفهوم العصور الماضية ـ العضو الوحيد الذي يمكن أن يخزن ما تجمعه النحلة من رحيق من الأزهار و تحمله في بطونها إلى بيوتها لتخرجه قصد وضعه في الشهد على شكل عسل . و المعدة كما سبق ذكره ، لا تترك ما يلجها من سائل أو يابس على حاله ، بل تعمل على عركه و عجنه و تغيير مزاجه و شكله و مذاقه و قوامه نتيجة ما تسلط عليه من أنزيمات و مواد كيماوية . فلو كان مصدر خروج العسل من معدة النحل لكان على شكل غير الشكل المعروف للعسل و على مذاق غير مذاقه . و يأتي قوله تعالى : { شراب مختلف ألوانه } بإعجاز آخر بيّن . ذلكم أن فيه إشارة إلى عدم تغير الشراب في بطون النحل ، فيخرج منها كما دخل إليها ، دون أن يتغير لا طعمه و لا لونه و لا مركباته الطبية الخاصة بالنبات الذي أخِـذَ منه . فسبحان الله . و يستطيع النحال المتمرن معرفة المصدر النباتي لكثير من أنواع العسل بمجرد تذوقه لها . و من أشهر أنواع العسل المميزة عندنا بذوقها عسل الحوامض [ البرتقال و غيره ] و عسل الصعتر ، و عسل الأوكاليبتوس أو شجرة الكافور . كما يلاحظ الجميع اختلاف ألوان العسل من شبه شفاف إلى أسود مرورا بالعديد من درجات طيف الألوان من ذهبي و أحمر و بني ، بل و حتي القريب من الأخضر . مع احتفاظ كل لون بمذاق و لون مصدره النباتي . بل هناك الآن تقنيات خاصة تعتمد علىتغذية النحل اصطناعيا بمحاليل سكرية لعصير مختلف الخضر و الفواكه للعصول على منتوج عسلي بمذاق و لون و خواص الفواكه أو الخضر التي غذي النحل عليها . فصار من الممكن الآن إنتاج عسل الجزر ، أو عسل السلجم ، أو عسل التفاح ، إلى ما لا نهاية له من الأنواع و الأصناف ، مع احتفاظ كل عسل بمذاق و لون و خاصيات مصدره ، نعم ... و صدق الله العظيم : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } . و السر في بقاء الرحيق ـ أو المحلول السكري ـ على أصله حتى و هو داخل بطون النحل ، هو وجود عضو خاص بجمع الرحيق و خزنه بعيدا كل البعد عن معدة النحلة ، و في ظروف خاصة و مميزة يتم فيها حفظ الرحيق و تحضيره بالشكل المناسب ، ليخرج من هذا المعمل الخاص على شكل دواء طبيعي مختلف الطعم و اللون ، فيه شفاء للناس . و سنتكلم في الحلقة القادمة إن شاء الله بشيء من التفصيل على هذه الحوصلة العجيبة التي كان السلف الصالح يجهل وجودها داخل بطون النحل ، مع أنها موجودة فيها منذ أن وُجِـد النحل . [ يتبع ]

30 - مايو - 2005
الاعجاز العلمي في القرآن
بطون النحل و الإعجاز العلمي للقرآن الكريم [3] :    كن أول من يقيّم

باختصار شديد ، يتكون الجهاز الهضمي عند النحلة ، من المعى الأمامي و يشمل : الفم ، فالبلعوم الذي يعبر الصدر و يدخل إلى بطن النحلة ، حيث يتسع طرفه داخل البطن فيكون الحوصلة Jabot ، على شكل إجاصة . تتصل الحوصلة بالمعى المتوسط بواسطة جهاز صمامات ، تليه المعدة . بعدها يبدأ المعى الخلفي و أهم أعضائه المعى الرقيق ، ثم المعى الغليظ فالمستقيم أو الشرج . و بعد أن رسمنا هذا المسار الطبيعي ، لنتتبع الآن رحلة الرحيق من الغدد الرحيقية إلى العيون السداسية داخل بيوت النحل . يقوم النحل برشف الرحيق من الأرهار الرحيقية بواسطة اللسان ، ثم يدفعه عبر البلعوم في اتجاه الحوصلة لتبدأ عملية خزنه و تحويله فيها من رحيق إلى عسل . أما عملية الجمع و الخزن داخل بطون النحل فميسرة بفضل مرونة الحوصلة و قابلية تغيير حجمها لتسع أكبر كمية ممكنة من مخزون الرحيق ، قدرها المختصون في ستين ميليمتر مكعب . و أما عملية التحويل فأهم عامل فيها هو تعرض الرحيق لتأثير أنزيمات خاصة أهمها التي تسمى invertase ، و هي المسؤولة عن تحويل الساكاروز إلى كلوكوز و فركتوز ، أي تحويل السكر النباتي أو الرحيق إلى عسل . و تبقى الحوصلة هي معمل هذا التحويل ، حيث يبقى الرحيق لمدة ساعات معرضا لتأثير أنزيم الأنفرتاز خاصة و أنزيمات أخرى . و أما خروج العسل من بطن النحلة على شكل { شراب مختلف ألوانه } فيتم على شكل دورة معاكسة للمسار العادي لمرور الأغذية في البطون . تضغط النحلة على الحوصلة فيندفع الرحيق المصنع راجعا من حيث أتى ، فيعبر البلعوم في الإتجاه المعاكس ليصل إلى الفم ، و منه إلى العيون السداسية بعد تعرضه لعملية التركيز و التجفيف أو التبخير . فمن فم النحلة يخرج العسل إلى الشهد . و الإعجاز هنا يكمن في أن المسار العادي لكل الأغذية التي تصل إلى الحوصلة أن تدخل إلى المعدة لتـُهْـضَمَ ثم تمر عبر المعى الرقيق ، و منه إلى المعى الغليظ ثم تدفع فضلاتها إلى الخارج . و لقد أوجد الله سبحانه و تعالى ، ما بين الحوصلة و معدة النحلة عضوا عجيبا خاصا ، يسميه البعض " جهاز الصمامات " ، يتكون من أربع صمامات مثلثة الشكل و متجهة نحو خارج الحوصلة . تخضع هذه الصمامات إلى ميكانيكا جد معقدة ، تسمح للنحلة بالتحكم في عملية إفراغ الحوصلة في اتجاهين معاكسين . الإتجاه الأول هنا هو مسار الرحيق من الحوصلة إلى الفم ، مع استحالة مرور أي شيء من المعدة نحو الحوصلة . كما يستعمل هذا الإتجاه في خروج الغذاء الخاص بتغذية أفراد الخلية من يرقات و نحل صغير ، بعد تحضيره في الحوصلة ، قصد توزيعه من الفم للفم داخل الخلايا . و الإتجاه الثاني هو مسار الغذاء الذاثي للنحلة نفسها من الحوصلة إلى المعدة . فخروج العسل إذن هو من بطون النحل ، لأن مخزنه و مجمعه و هو الحوصلة ، يوجد داخل البطن . و يخرج على شكل{ شراب مختلف ألوانه } ، و الألوان هنا تشمل الألوان فعلا ، من شفاف و ذهبي و أصفر و أحمر و بني أو أسود ، و تشمل أيضا تلون طعم العسل لإختلافه حسب اختلاف مصدره النباتي ، و تلون قوامه و نسبة درجة سيولته و تبلوره ، كما يشير إلى اختلاف ـ تلون ـ مكوناته و حصائصه الطبية التي تختلف باختلاف مصدره النباتي ، كما تشير بدون شك ، و الزمان كفيل بإثبات هذا ، إلى اختلافات و اختلافات ، في أشياء عديدة تؤكد المراجع المختصة الآن أن العلم الحديث لم يتعرف بعد على ماهيتها و دورها و حتى وجود بعضها . و رغم كل هذا الإختلاف ، نجد خلاصة معجزة بدورها ، سالت فيها و عنها و ستسيل بحور من المداد ، منذ أن تعلم الإنسان الكتابة و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها . تلكم المعجزة الخالدة هي قوله تعالى عن العسل : { فيه شفاء للناس } . و إلى الحلقة المقبلة إن شاء الله . [يتبع]

3 - يونيو - 2005
الاعجاز العلمي في القرآن
عن شعراء هذيل    كن أول من يقيّم

استسمح صاحبة المجلس في نشر معلومات في نفس الموضوع سبق لزائر أو زائرة طلبها عن شعر هذيل ، و هي كالآتي : من دواوين الشعر في خزانتي ، يوجد كتاب " شعر الهذليين في العصر الجاهلي و الإسلامي " ـ تأليف الدكتور أحمد كمال زكي " ، نشر : دار الكاتب العربي للطباعة و النشر بالقاهرة . طبعة 1389هـ ـ 1969م . يتكون محتوى الكتاب من مقدمة و بابين . فمما جاء في مقدمة الكتاب بقلم د. أحمد كمال زكي ، ما نصه :" يقع ما كتب عن الهذليين منذ قديم السنين في قسمين : قسم سمي " ديوان الهذليين "، و هو برغم ما ضاع منه ، أكبر مجموعة شعرية حفظتها الأجيال لواحدة من قبائل العرب . و قسم آخر نراه هنا و هناك في بطون الكتب القديمة ... و في العصر الحديث بدأت طائفة من المستشرقين بنشر مخطوط لهذيل وُجـدَ في ليـدن عام 1854م ، و أخذ المشتغلون بالأدب في دراسته ، فلم يخرج عملهم عن أن يكون تحقيقا لما كان عليه الديوان قبل أن تتعاقب عليه الدهور ..... كماشاركت دار الكتب المصرية في هذه الحركة الأدبية ، فبدأت منذ عام 1945 بنشر أشعار جماعة كبيرة من الهذليين ، معتمدة في عملها على مجموعة كان يملكها الشنقيطي .... و حين نسخها العالم المغربي ، لم يذكر إلا أنه نقل عن أصل موجود بالمدينة المنورة ، و إلا أن ما فيها مروي بعضه عن السكري و بعضه الآخر عن غيره . و اهتمت دار الكتب بهذه المجموعة فأخرجتها في ثلاثة أجزاء كل منها بعنوان " ديوان الهذليين " . أما المطبوع ، فقسم منه منقول عن مخطوط ليــدن ، ككتابيْ " شرح أشعار الهذليين " و " البقية " . و قسم آخر منقول عن نسخة الشنقيطي الخطية . الأول مجموعة طبعت بأوروبا ، و الثاني مجموعة طبعتها دار الكتب . و المجموعتان قيمتان حقا ، إلا أن الأخيرة تمتاز بكثرة ما فيها من تعليقات و تقييدات . و إن يكن هذا لا ينفي قصورا وقع فيها من حيث أن بعض الشعراء المذكورين فيها لم تذكر لهم قصائد بأكملها ، أو ذكرت لهم أبيات مبثورة ."..... انتهى ما نقل من مقدمة الكتاب . يقدم الباب الأول من الكتاب [ ص1 إلى صص 114] تمهيدا في تاريخ هذيل و حياتها الإقتصادية و الإجتماعية . و ينقسم إلى فصلين . الأول عنتاريخ هذيل و بطونها ، و منازلها ، و عن تاريخها في العصر الجاهلي ، و فجر الإسلام ، و في العصر الإسلامي . أما الفصل الثاني فموضوعه الحياة الإجتماعية و الإقتصادية و توزيع الثروة ، و نشاطها وطبقاتها الإجتماعية ، من مجتمع مستقر ، و مجتمع ثائر أو الصعاليك الذؤبان . و يهتم الباب الثاني [ص 115 ـ ص 379 ] بشعر الهذليين و خصائصه. و ينقسم إلى أربعة فصول :الفصل الأول عن مصادر الشعر و دواوينه و مادته و رواته . و الفصل الثاني عن معاني الشعر في ظل القبيلة ، و شعر الصعاليك الذؤبان ، و المعاني المشتركة في شعر الفريقين . و الفصل الثالث في خصاصه البنائية و الموضوعية و الأدائية . و الفصل الثالث عن لغة هذيل خصائصها و صفاتها ، و بنية الكلمة و نسجها ، و معاني الألفاظ ، و تداولها بين النحويين و اللغويين . و الفصل الخامس عن شاعرين متمايزين هما : أبو ذئيب ، و أبو خراش ..../هـ ......................................... و لقد بحثت في مراجع كتاب " مصادر الشعر الجاهلي و قيمتها التاريخية للدكتور ناصر الدين الأسد ، فوجدت بالمرجع رقم 103 ـ هذيــل : 1ـ ديوان الهذليين ـ ط ـ دار الكتب . 2 ـ شرح أشعار الهذليين لندن 1854 . 3 ـ أشعار الهذليين : ما بقي منها في النسخة اللندنية غير مطبوع ، برلين 1884 . 4 ـ ديوان أبي ذؤيب ، هانوفر 1926 . 5 ـ أشعار ساعدة بن جؤبة و أبي خراش ، ليبزج 1933 . ........................................ كما انني بحثت عن " شعر هذيل " في محرك البحث في الإنترنت " غوغل " فحصلت على عشرين نتيجة ، أهم صيد فيها هو :" ظاهرة الشكوى في شعر هذيل " ، أطروحة جامعية ، للبستاني بتول ، قسم الدراسات العليا ، مقدمة إلى كلية آداب جامعة الموصل 1987 ، إشراف د. عبد الإله الصائغ . ....................................... هذا و قد أعادني هذا البحث إلى أيام خوالي ، كنت وقتها أجوب مدن المغرب و أزور مكتباتها بحثا عن دواوين الشعر الجاهلي ، لأستخرج منها أبيات شعرية كشواهد لغوية لبحث لي عن " أسماء النبات في الشعر الجاهلي " . و الكتاب الوحيد الذي عثرت عليه بعد سنوات من البحث ، عن شعر هذيل ، هو الكتاب المشار إليه أعلاه ، للدكتور أحمد كمال زكي . و للذكرى و التاريخ أشير إلى أن هذا الكتاب نشرته وزارة الثقافة بالجمهورية العربية المتحدة ـ القاهرة .

22 - أبريل - 2005
نبذة عن حياةالشعراء
معنى إسم زامل    كن أول من يقيّم

?إليك بعض معاني الإسم الذي تسال عنه : زَامَلَ: كَانَ زَمِيلَهُ، رَافَقَهُ to be or become a colleague of, an associate of, a comrade of; to associate with, keep company with? زَمَلَ يَزْمِلُ ويَزْمُلُ زِمالاً: عَدا مُعْتَمِداً في أحَدِ شِقَّيْهِ، رافِعاً جَنْبَهُ الآخَرَ. وككِتابٍ: ظَلْعٌ في البَعيرِ، ولِفافةُ الراوِيَةِ، ج: ككُتُبٍ وأشْرِبَةٍ. والزامِلُ: من يَزْمُلُ غيرَهُ، أي: يَتْبَعُه، وـ من الدوابِّ: الذي كأَنه يَظْلَعُ من نَشاطِهِ، زَمَلَ زَمْلاً وزَمالاً وزَمَلاً وزَمَلاناً، وفَرَسُ مُعَاوِيَةَ بنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ. والزامِلَةُ: التي يُحْمَلُ عليها من الإِبِلِ وغيرِها. والأَزْمَلُ: كلُّ صَوْتٍ مُخْتَلِطٍ، أو صَوْتٌ يَخْرُجُ من قُنْبِ دابَّةٍ. وأخَذَهُ بأزمَلِهِ، أي: جَميعَه. والأَزْمَلَةُ: الكثيرَةُ، ورَنِينُ القوسِ. والأُزْمولَةُ، بالضم، وكَبِرْذَوْنَةٍ: المُصَوِّتُ من الوُعُولِ وغيرِها. والزَّوْمَلَةُ: سَوْقُ الإِبِلِ، والعيرُ التي عليها أحْمالُها. والزُّمْلَةُ، بالضم: الرُّفْقَةُ، والجَماعَةُ، وبالكسرِ: ما الْتَفَّ من الجَبَّارِ، والصَّوْرُ منَ الوَدِيِّ، وما فاتَ اليَدَ من الفَسيلِ. وكأَميرٍ: الرَّديفُ، كالزِّمْلِ، بالكسرِ. وزَمَلَهُ: أرْدَفَهُ أَو عادَلَهُ. وإذا عَمِلَ الرَّجُلانِ على بَعِيرَيْهِمَا فهما: زَميلانِ، فإِذا كانا بِلا عَمَلٍ: فَرَفِيقَانِ. والتَّزْمِيلُ: الإِخْفَاءُ، واللَّفُّ في الثَّوْبِ. وتَزَمَّلَ: تَلَفَّفَ، كازَّمَّلَ، على افَّعَّلَ. وكسُكَّرٍ وصُرَدٍ وعِدْلٍ وزُبَيْرٍ وقُبَّيْطٍ ورُمَّانٍ وكَتِفٍ وقِسْيَبٍّ وجُهَيْنَةَ وقُبَّيْطَةٍ ورُمَّانَةٍ: الجَبانُ الضَّعيفُ. والإِزْمِيلُ، بالكسرِ: شَفْرَةُ الحَذَّاءِ، وحَديدَةٌ في طَرَفِ رُمْحٍ لصَيْدِ البَقَرِ، والمطْرَقَةُ، وـ من الرِّجَالِ: الشَّديدُ، والضَّعيفُ، ضِدٌّ. وأخَذَهُ بأزْمَلِهِ وأزْمُلِهِ وأزْمَلَتِهِ: بأثاثِهِ. وتَرَكَ زَمَلَةً، محرَّكةً، وأزْمَلَةً وأزْمَلاً: عِيالاً. وازْدَمَلَهُ: حَمَلَهُ بِمَرَّةٍ واحِدَةٍ. وهو ابنُ زوْمَلَتِهَا: عالِمٌ بها. وابنُ زَوْمَلَةَ أيضاً: ابنُ الأَمَةِ. وعبدُ اللهِ بن زِمْلٍ، بالكسر: تابِعِيٌّ مَجْهولٌ غيرُ ثِقَةٍ، وقولُ الصَّغانِيِّ: صحابِيٌّ غَلَطٌ. وزَمْلُ، أو زُمَيْلُ بنُ رَبِيعَةَ، أَو ابنُ عَمْرِو بن أبي العَنْزِ بن خُشافٍ: صَحابِيٌّ. وكزُبيْرٍ: ابنُ عَيَّاشٍ، رَوَى عن مَوْلاهُ عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ. وكجهينَةَ: بَطْنٌ من تُجيبَ، منهم: سَلَمَةُ بنُ مَخْرَمَةَ الزُّمَيْلِيُّ التُّجِيبِيُّ المُحَدِّثُ. والمُزَمَّلَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: التي يُبَرَّدُ فيها الماءُ، عِراقِيَّةٌ. والزِّمْلُ، بالكسرِ: الحِمْلُ. وما في جُوالِقِكَ إلاَّ زِمْلٌ: إذا كانَ نِصْفَ الجُوالِقِ.?

3 - أبريل - 2005
سؤال ??
الزامل في الوراق    كن أول من يقيّم

لو كلف السائل نفسه بنقرة في محرك البحث في الوراق لوجد عشرات المعاني و الإستشهادات عن معنى الزامل . و إليك بعض ما قيل عنه في لسان العرب :زَمَلَ يَزْمِل ويَزْمُلُ زِمَالاً: عَدَا وأَسْرَعَ مُعْتَمِداً في أَحد شِقَّيْه رافعاً جنبه الآخر، وكأَنه يعتمد على رِجْل واحدة، وليس له بذلك تَمَكُّنُ المعتمِد على رجليه جميعاً. والزِّمَال: ظَلْع يصيب البعير. والزَّامِل من الدواب: الذي كأَنه يَظْلَع في سَيْره من نشاطه، زَمَلَ يَزْمُل زَمْلاً وزَمَالاً وزَمَلاناً، وهو الأَزْمَل؛ قال ذو الرمة: راحَتْ يُقَحِّمُها ذو أَزْمَلٍ، وُسِقَتْ له الفَرائشُ والسُّلبُ الـقَـيادِيدُ والدابة تَزْمُل في مشيها وعَدْوِها زَمالاً إذا رأَيتها تتحامل على يديها بَغْياً ونَشاطاً؛ وأَنشد: تراه في إِحْدى اليَدَيْن زامِلا الأَصمعي: الأَزْمَل الصوت، وجمعه الأَزامِل؛ ؤَنشد الأَخفش: تَضِبُّ لِثاتُ الخَيْل في حَجَراتـهـا وتَسْمَع من تحت العَجاج لها آزْمَلا يريد أَزْمَل، فحذف الهمزة كما قالوا وَيْلُمِّه. والأَزْمَل: كل صوت مختلط. والأَزْمَلُ: الصوت الذي يخرج من قُنْب الدابة، وهو وِعاء جُرْدانه، قال: ولا فعل له. وأَزْمَلةُ القِسِيِّ: رَنِينُها؛ قال: وللـقِـسِـيِّ أَهـازِيجٌ وأَزْمَـلةٌ حِسّ الجَنوب تَسوق الماء والبَرَدا والأُزْمُولة والإِزْمَوْلة: المُصَوَّت من الوُعول وغيرها؛ قال ابن مقبل يصف وَعِلاً مُسِنّاً: عَوْداً أَحَمَّ القَرا أُزْمُولةً وَقِلاً على تُراث أَبيه يَتْبَع القُذَفا والأَصمعي يرويه: إِزْمَوْلة، وكذلك رواه سيبويه، وكذلك رواه الزبيدي في الأَبنية؛ والقُذَف: جمع قُذْفة مثل غُرْفة وغُرَف. ويقال: هو إِزْمَوْل وإِزْمَوْلة، بكسر الأَلف وفتح الميم؛ قال ابن جني: إِن قلت ما تقول في إِزْمَوْل أَمُلْحَق هو أَم غير مُلْحق، وفيه كما ترى مع الهمزة الزائدة الواوُ زائدة، قيل: هو مُلْحَق بباب جِرْدَحْلٍ، وذلك أَن الواو التي فيه ليست مَدّاً لأَنها مفتوح ما قبلها، فشابهت الأُصول بذلك فأُلْحِقت بها، والقول في إِدْرَوْنٍ كالقول في إِزمَوْلٍ، وهو مذكور في موضعه. وقال أَبو الهيثم: الأُزْمُولة من الأَوعال الذي إذا عَدا زَمَل في أَحد شِقَّيه، من زَمَلَتِ الدابةُ إذا فَعَلَتْ ذلك؛ قال لبيد: فَهْوَ سَحَّاجٌ مُـدِلٌّ سَـنِـقٌ لاحق البطن، إذا يَعْدُو زَمَل لسان العرب ابن منظور الصفحة : 2445

3 - أبريل - 2005
سؤال ??
إلى الأخ قدري : عن الكتابة للوراق    كن أول من يقيّم

أنصح الأخ الكريم اتباع الطريقة التي أنهجها في كتاباتي للوراق ، و هي كالآتي : [أولا] أحدد المجلس و الموضوع الذين أريد المشاركة فيهما . [ ثانيا ] أفتح ملفا جديدا في برنامج " وورد Wird ? ، و أبدأ في تحرير ما أريد إرساله إلى الوراق ، خارج الإبحار و بعيدا كل البعد عن الشبكة و الموقع . [ ثالثا] و بعد الإنتهاء من كتابة ما أريد ، و مراجعته لإصلاح ما به من أخطاء السهو عند الكتابة ، و بعد أن أطمئن إلى شكله النهائي ، عندها فقط أتصل بالموقع عبر الشبكة ، و بعملية " نسخ و لصق = Copier-Coller أو Copy-Paste ، أنقل مرة واحدة كل ما كتبت في Word إلى الحيز الخاص بإضافة التعليق بالوراق . أرجو أن تجد في هه الطريقة حلا لمشكلتك .

9 - مايو - 2005
الاديان والانسان
الحلقة الأولى :    كن أول من يقيّم

{ الحلقة الأولى } و شعارها : { أين مجدي إن لم أسلمك أحلى * ما تسلمت من أكف جدودي } [ للشاعر : زهير أحمد ظاظا ]... من نعم الله علي ـ له الحمد وله الشكر ـ ، أن هداني إلى حب النحلة ، و يسر لي التعرف على بعض أسرارها و الإستفادة من خدماتها ، التي الهمها الله بوحي منه و لتسخيره لها لما فيه منفعة عباده . و سأحاول ضمن هذا المجلس المبارك ، أن أقدم خلاصة تجربتي في الإعتناء بهذه الحشرة و الإستفادة من خدماتها لمدة زمنية جاوزت الثلاثين عاما ، و لله الحمد و الشكر ، و له الأمر من قبل و من بعد . إلا أن أول ما يهمني ذكره و بسطه ، تقنية جديدة في تربية النحل ، د فعتني إليها الضرورة و لم أُسْبَق إليها حسب علمي ، و للضرورة أحكام ، و الحاجة أم الإختراع كما يقال . و لوضع ظهور هذه التقنية في سياقها التاريخي ، إليكم ـ في هذه الحلقة الأولى ـ أهم محطات دواعي التفكير فيها . بعد انتهاء تدريبي في تربية النحل عند نحال بلجيكي مقيم بالمغرب ، و حصولي منه على شهادة نحال آخر سنة 1973. عُيِّنْتُ في بداية 1974 ، من طرف مصلحة الإنتاج الفلاحي بإدارتي ، مديرًا لمركز فلاحي بالساحل الأطلسي ، و كلفت أيضا بإدارة أول منحل نمودجي ، تابع للمركز الفلاحي ، تَمَّ استحداثه في ضيعة غابوية من الأراضي المسترجعة ، بالقرب من مدينة الواليدية . و استمر عملي ـ من 1973 إلى 1976 ـ في إدارة المركز الفلاحي ، و المنحل النمودجي التابع له ، و الذي عَيَّنَتْ له الإدارة لاحقاً نحالا خاصا به ، و كَـلّفتْه كذلك بتسيير أول تعاونية تربية النحل تم تأسيسها ، و من مؤسسيها بعض الفلاحين الذين سبق و ان سهرتُ شخصيا على تكوينهم ، عند النحال البلجيكي السابق الذكر. و دفعا لكل التباس أو شبهات و طبقا للقانون ، و خلال هذه الفترة كلها ، لم أفكر قط في تأسيس منحل خاص بي . و كان كل اهتمامي منصبا على إنجاح سير المنحل النمودجي و التعاونية كتجربتين رائدتين في هذا الميدان ، ثم دراسة هذه الحشرة المباركة ، و النباتات الرحيقية في المنطقة . و في سنة 1976 ، قرر المكتب الجهوي الذي أعمل فيه عقلنة تسييرالمصالح الخارخية بالمنطقة لمصلحة العتاد الفلاحي التابعة له ، فاستحدث ثلاث مقاطعات جديدة ، عينت رئيسا لإحداها ، و بتعييني في هذه المصلحة ، لم يبق لي أي اتصال إداري بتربية النحل . عندها انتقلت تربية النحل من الوظيفة إلى هواية شخصية و اصبح في إمكاني استحداث منحل شخصي. و في الشهور الأولى من التحاقي بمسكني الجديد في مركز فلاحي بمنطقة سقوية ، و كان لكل منزل كما هو الشأن في جميع مراكز المنطقة ، بقعة أرضية تحيط به لإستغلالها كحديقة . و يفصل بين المنازل عدة أمتار فقط . عندها بدأت أفكر في استحداث منحل خاص بي ، و بما أنني لا أملك بقعة نائية و بعيدة عن الساكنة لإحداث منحل عادي ، كنت مضطرا لإنشاء أول منحل لي ، مكون من عشرة خلايا ، في حديقة المنزل . و مما شجعني نفسيا أنني منذ أن وعيت وجودي ، و النحل موجود بمحيطي العائلي . كان موجودا ببستان و حديقة بيت والدي بنواحي مدينة مراكش مسقط رأسي . و كان موجودا ببيت أجدادي [1] من أمي بنفس البادية. وأما أجدادي من جهة والدي فموطنهم بنواحي مدينة تارودانت المغربية . كما أن النحل موجود أيضا و إلى يومنا هذا ببيوت أخوالي و خالاتي و عمتي ، و لهم طريقة خاصة في إسكانه و جني أقراص العسل من خلاياه ، سأتكلم عنها في حلقة خاصة إن شاء الله . أما هنا ـ بدكالة ـ و خاصة منها المنطقة التي أعمل فيها كموظف ، فقليل هم من يهتمون بتربية النحل بين الفلاحين ، بل لاحظت أنهم يتخوفون منه أكثر مما يميلون إلى تربيته . و هذا عكس ما رأيت بعد أعوام في مناطق أخرى من دكالة نفسها ، إذ وجدت المناحل في وسط مساكن الفلاحين بدون أي حاجز يفصلها عن الحيوانات الأليفة التي تتقاسم نفس البقعة ، من أغنام و أبقار و دجاج و أرانب و كلاب و قطط ، إلى جانب سكان البيت من البشر ، و بشكل استغربت له فعلا و لم أكن أتوقع وجوده ..... ومع ما يمثله النحل من خطر حقيقي عند إثارته و هجومه على الإنسان و الحيوان ، كان هاجس الخوف ملازما لي . فكنت دائم البحث عن انجع طريقة لإستغلال النحل داخل مجمع سكني ، دون إيذاء الغير من الجيران و المارة و العمال الفلاحين المتواجدين بالبقع الفلاحية المحيطة بالمركز الفلاحي حيث توجد المنازل الإدارية للموظفين . و من باب الإحتياط ، كنت لا افتح الخلايا إلا في المساء قبل الغروب بقليل ، لأن النحل يكون مضطرا بعد الغروب إلى الدخول إلى بيوته حتى و لو كان ثائرا غاضبا هاجما إثر حركة قوية من طرف النحال ، او أي عامل خارجي يمكن أن يتسبب في إثارته . أما إذا تمت الإثارة في الصباح ، أو في وسط النهار ، فإن النحل سيبقى عندها هاجما ثائرا و لاسعا لكل حي يتحرك بقربه من إنسان و حيوان . و تنتقل عدوى الغضب إلى النحل المجاور و من خلية إلى أخرى فيتعقد الأمر و تكثر الأخطار و تطول الساعات الفاصلة عن غروب الشمس و نهاية الهجوم . لذا كنت أقوم بالأعمال الكبيرة ، و أهمها جني أقراص العسل ، في ظلمة الليل ، مستعينا بمساعد من جيراني يتكلف بتشغيل المدخن خاصة و توجيه الدخان إلى النحل حسب تعليماتي ، ومعتمدا أساسا على مصباح كهربائي عادي ، متصل بواسطة خيط طويل إلى شبكة البيت ، فكنت أتحكم في إشعال و إطفاء المصباح بالكيفية التي أستطيع معها أن أرى ما ذا أفعل دون إثارة كبيرة للنحل . و الإحتفظ بمصباح الجيب كاحتياط خوفا من انقطاع الثيار الكهربائي . و رغم هذا كله ، فإن انتشار الدخان بالمنحل يثير فضول النحل الحارس بباب الخلايا المجاورة للخلية المفتوحة ، فيخرج لتفقد الأحوال ، فيرى الضوء و يطير نحوه غاضبا ، فيحدث صوتا خاصا و ينشر رائحة متميزة يتسببا بدورهما في المزيد من الإثارة لباقي النحل . و عند إطفاء المصباح و الإكثار من الدخان ، لا يستطيع النحل الهاجم العودة إلى خلاياه ، و يختلط بنحل الخلية المفتوحة الذي يعتبره بدوره عدوا مهاجما ، فيقع بينهما عراك و تشابك و اقتتال حتى في جنح الظلام ، و يكثر تبعا لذلك لسع النحال و مساعده من طرف نحل هذه الخلية و تلك ، لانه بمنزلة العدو لهما . فيكثر الموت و الضياع في النحل ، و يصعب إجراء العمليات كما يجب. و من آثار هذه الفوضى أن يدوس النحال و مساعده على العشرات من النحل ، و أن يسقط العشرات منه نتيجة تقاتله مع بعضه البعض ، و عند طلوع الشمس و خروج النحل للرعي ، يجد رائحة سم النحل الميت و جثت النحل الآخر ، فيظنه عدوا ، فيثور البعض منه ، ويهاجم كل من و ما يتحرك بقربه صحيح أنني كنت أضع بعض الحواجز لمنع وصول أشعة الضوء على أبواب الخلايا المجاورة للخلية المفتوحة ، إلا أن الأعمال لساعات طوال داخل المنحل تسبب لا محالة في إثارة النحل و هجومه . لذا صار أكبر همي هو دراسة سلوك هذه النحلة أكثر حتى أتجنب مستقبلا حدوث مثل هذة الأحداث ليلا أو نهارا . وبعد دراسة و بحث ، هداني الله إلى تقنية تربية النحل ليلا ، بشكل يقضي بشكل شبه تام على إثارة النحل و غضبه عند فتح الخلايا ليلا للقيام بعمليات تربية النحل و أكثرها إثارة للنحل ، مثل عملية جني أقراص العسل . و هذا ما سأعرض لتفاصيله في الحلقة المقبلة إن شاء الله . و ما دام الشيء بالشيء يذكر ، فإن إنشاء منحلي الأول هذا بهذا الشكل أثار فضول بعض الباحثات الصاعدات ، فنُشِرَ عنه تحقيقٌ نجح في الفوز بجائزة في مباراة " صحافة الغد بأقلام الغد " ، على صفحات مجلة " سيدتي " ، تحت عنوان :" في بيت واحد : رجل و مائة ألف نحلة " ، و مع التحقيق صور لي و للمنحل و خلاياه بجانب البيت الذي أقيم فيه مع عائلتي . [ مجلة سيدتي عدد 277 ـ سنة 1988 ـ صص 54 ـ 55 .] ..../هــ........الهامش :[1] و هذا بعض ما يفسر اختيار الشعار المقدم لهذه الحلقات ، و الذي اخترته بعد اطلاعي بإعجاب و تقدير ، و قراءتي بمتعة و نشوة و فخر ، بعض ما جادت به قريحة شاعرنا الفذ الأستاذ زهير أحمد ظاظا ، ثم أريحيته علينا بمناسبة مرور عام على التحاقه بموقع الوراق في العاشر من مايو . فالمزيد المزيد يا زهير لا فـضّ فـوك . هذا و مما وجدت في نفس المعنى ، قول الشاعرالعربي قديما : { و ما فِـيَّ من خـير و شـر فإنها * سجيـة آبائي و فعل جدودي } { هم القوم فرعـي منهم ُ متفرع * و عودهمُ عند الـحوادث عـودي } ......... و إلى الحلقة الثانية .

12 - مايو - 2005
{ تربـيـة الـنـحـل قــديـمــا و حــديــثــا }
[ الحلقة الثانية ] في تربية النحل ليلا    كن أول من يقيّم

شعارالحلقة : { أين مجدي إن لم أسلمك أحلى * ما تسلمت من أكف جدودي } [ للشاعر : زهير أحمد ظاظا ] ...استمر اعتمادي في تربية النحل ، و لسنوات عديدة ، على ظلمة الليل و الضوء الأبيض لمصباح عادي . و كنت طيلة هذه المدة ، دائم البحث على تقنية تمكن من تحسين إجراء عمليات التدخل هذه ، مع أقل ما يمكن من الأضرار التي تصيب النحل و النحال خلال العمل في المنحل ليلا . و في إحدى زياراتي لمكتبة من المكتبات ، وجدت كتابا كنت أسمع و أقرأ عن صاحبه ، و أتمنى العثور عليه لقراءته . ذلكم الكتاب هو ما يمكن ترجمة عنونه إلى :" حياة النحل و طبائعه " ، أو " حيات النحل و سلوكه " أو حياة النحل و عاداته " ـ Vie et m?urs des abeilles ـ والكتاب كما هو ظاهر من عنوانه عن حياة النحل ، و هو مترجم من الألمانية إلى الفرنسية ، و مؤلفه هو النمساوي " كارل فون فريتش Karl von Frisch " ،( 1886 ? 1982 ) ، الحائز على جائزة نوبل في الطب [ الفيزيولوجيا ] سنة 1973 ، كتتويج عن أعماله الرائدة في البحث و الدراسة لأجهزة الإحساس و الإستشعار عند الأسماك و الحشرات ، و التي قادته إلى فهم " لغة النحل الخاصة و المعتمدة على رقصات تقوم بها النحلات الراجعة من جولاتها الإستطلاعية و مهماتها الإستكشافية عن مصادر الرحيق و حبوب اللقاح و الماء ، لإطلاع شغالات الخلية على جهة ، و بُـعْـدِ ، و كمية مصدر الغذاء المكتشف ، حتى يتسنى لجموع الشغالات التوجه بثقة و ضبط ، و دون ضياع للجهد و الوقت ، و مباشرة إلى عين المكان الموصوف في حركات النحلة الراقصة " . و كان الكلام عن و في هذه الرقصات و لا يزال " موضة " مشهورة عند مثقفينا العرب و غيرهم ، تـُذْكر في النوادي ، و المقاهي ، و على مقاعد الحافلات و القطارات و ربما الطائرات ، كعنوان على سعة الإطلاع و متابعة التقدم العلمي و مسايرته ، و عادة ما تذكر هذه اللغة الراقصة إلى جانب نظرية النسبية عند آينشتاين ، و غزو الفضاء و أخيرا الإستنساخ و ما أشبه من مواضيع ، و على اختلاف اطلاع المتحذثين و مستواه ، لقتل الوقت كما يقال في مثل تلكم اللقاءات..... فرحت بعثوري على هذا الكنز الثمين . و استمتعت كثيرا بتتبع ما يعرضه صاحبه من تجارب و نتائج و استنتاجات و تحليلات و معلومات جديدة عن حياة النحل و سلوكه . و مما استوقفني فيه ، حقيقة عجيبة عن كيفية رؤية النحل للألوان . ذلك أن هذا العالم الفذ اكتشف أن النحل يرى كل الألوان إلا لونا واحدا هو اللون الأحـمـر . فسبحان الله الذي له في خلقه شؤون ... و خلال نفس الشهر الذي كنت أقرأ فيه كتاب " فون فريتش " هذا ، و في إحدى الليالي التي اشتد علي لسع النحل و أنا داخل المنحل ، و جلست في ظلمة تامة على كرسي صغير استجمع أنفاسي و أستريح بعد أن قطعت الثيار الكهربائي عن المصباح ، تذكرت حالة النحل إزاء اللون الأحمر ، فقلت في نفسي : ما أشبهني بنحلة وسط ضوء أحمر، لا ترى ما يحيط بها . عندها جاء الفتح ، و استنتجت من فكرتي هذه ان النحل لن يراني لو استعملت مصباحا يعطي ضوءا أحمر عوض الضوء الأبيض العادي . أما أنا فلست بنحلة ، فيكون في استطاعتي أن أرى النحل من حيث لا يراني . و كانت البداية . و خلال نفس الأسبوع أعددت مصباحا كهربائيا للجيب ، يعطي ضوءا أحمر و جربته فوجدت التقنية ناجحة . و جربت مصابيح أخرى مرتبطة بالشبكة الكهربائية للمنزل ، من أحجام متنوعة و بقوة مختلفة و من مسافات متباينة . و اعتمدت التقنية لإنجاز جميع التقنيات الخاصة بتربية النحل و بدون استثناء، و خلال شهور و شهور و في مختلف الفصول ، فحمدت النتائج ، و كررت التجارب و كانت كلها ناجحة . عندها قمت بعرض التقنية الجديدة في اجتماع لجمعية مربي النحل بالمغرب بالعاصمة الرباط ، و الذي كنت وقتها عضوا من أعضاء مكتبه ، و طلبت من النحالين تجربتها في مختلف الأعمال الخاصة بتربية النحل . و بعد شهور توصلت من رئيس النحالين بالمغرب و باسم جمعيتهم ، بشهادة أعتز بها ، يعترف فيها و يشهد بنجاح التقنية بعد تجربتها و تطبيقها و أنها نافعة و ستساعد على تقدم تربية النحل ببلادنا . و عرضت التقنية أيضا على العديد من النحالين الجدد بمنطقة إقامتي ، و يشهدون كلهم أنهم يحمدون تطبيقها ، و لولاها ما استطاعوا مزاولة تربية النحل بسلام داخل حدائقهم بالمراكز الفلاحية و على سطوح البيوتات في القرى و المدن . و لنجاح التقنية و الحصول على النتائج المرغوبة ، و بعد الإكتتاب في تأمين خاص بالمسؤولية المدنية في تربية النحل َAssurance ، لابد من مراعاة النقط التالية : [1] يجب وضع الخلايا على ارتفاع لا يقل عن عشرة سنتيمترات عن سطح الأرض ، و تنقية أسفل الخلية و محيطها من كل الحشائش اليابسة و الخضراء حتى لا يجد النحل المتواجد في جنبات الخلية أثناء فتحها أي وسيلة يتخذها مطية للنزول إلى تحت الخلية فينتشر على الأرض و تدوسه الأقدام في جنح الظلام . و أن يغلق النحالُ البابَ السفليَ العاديَ للخلية بورق الجرائد مثلا ، حتى لا يخرج منه النحل فيكون قريبا إلى الأرض .[2] إن لا ينسى مساعد النحال أبدا ، و من حين لآخر ، توجيهَ الدخان إلى أسفل الخلية ليرغم النحل على الصعود إلى أعلى و عدم نزوله أسفل الخلية نحو الأرض . [3] الملاحظ رغم هذا كله أن النحل ينجذب قليلا نحو الضوء الأحمر هذا ، نظرا لضعف لون زجاجه و قلة سمك طلائه ، و يعين هذا الجذب من جهة ، و هروب النحل من الدخان من جهة أخرى ، إلى توجيه النحل و التحكم في صده بعيدا عن الأماكن التي تنجز بها العمليات داخل الخلية بعقلنة استخدام الضوء و الدخان ، كما تمكن من جمع النحل في جهة معينة أو داخل صندوق آخر فارغ به مصباح آخر ، ضوؤه أقوى من المصباح المستعمل و معلق داخل الصندوق الفارغ بشكل يسمح بتجمع النحل حول المصباح داخل الصندوق ، و كل هذا للحيلولة دون تفرق النحل ، و مضايقته للنحال و تعرضهما للإصابات . [4] النظرمن وقت لآخر في البقعة المحيطة بالخلية و التأكد من عدم وجود النحل السارح بها حتى لا يضيع تحت الأقدام .[5] أن يعمل النحال كل ما في وسعه من انتباه و حذر لمنع سقوط أي قطعة شهد أو سيلان كميات أو حتى نقط من عسل على جنبات الخلايا المفتوحة أو فوق الأرض المحيطة بها . حتى لا يجده نحل الخلية و نحل الخلايا الأخرى في اليوم الموالي و منذ خروج النحل من خلاياه صباحا ، فتتسبب هذه البقايا في تجمع نحل من خلايا مختلفة ، فيبدأ الإقتتال و تنتشر العدوى إلى الخلايا الأخرى . [6] و كوسيلة وقائية أخيرة ، وجدت لها الأثر الكبير في تهدئة النحل و إزالة آثار المعاملة القاسية التي يسببها عادة فتح كل خلية من طرف النحال في" نفسية النحلة "* ، و بعد قطع الثيار الكهربائي و إبعاد كل أسلاكه ، أن يقوم النحال برش الخلية التي كانت مفتوحة ، و التي أجريت فيها العمليات ، بعد غلقها النهائي ، و إتمام العمل بالمنحل و الإستعداد لمغادرته ، و كذا رش الخلايا المجاورة لها ، ورش أرضية المنحل **، برذاذ من الماء على شكل مطر اصطناعي ، مباشرة على الخلايا و ما يوجد عليها من نحل ، حتى يتم بلل النحل دون إحداث إى ضرر به . و من نتيجة هذا الرش ، أن يغسل آثار بعض ما سقط من قطع الشهد و نقط عسل على الأرض ، و أن يضعف من رائحة السم الصادر عن جثت النحل المداس تحت الأقدام ، و أخيرا من آثار هذا الرش أن يعتبر النحل كل تدخلات النحال المزعجة و كأنها حالة طبيعية من الحالات المنقوشة في سجله الوراثي منذ وجود هذ الحشرة فوق اليابسة ، حيث كانت تتعرض لغضب الطبيعة المتمثل في الحرائق إثر الصواعق أو الغرق إثر الأمطار الغزيرة و الفياضانات ، فلا تملك إزاءها غير الخنوع و الخضوع حفاظا على حياتها و استمرار بقائها .... و خلاصة القول أن هذه المقالة ما هي إلا عرض مركز للفكرة الرئيسية و الخطوط العريضة ، و تبقى الممارسة وحدها المحك الكفيل بنجاح التقنية و تقييم تطبيقها ./هـ........الهامش = *: قال تعالى :{ و ما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمـم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون } ـ سورة الأنعام ـ ، و صدق الله العظيم . ** : يمكن استعمال الماء المضغوط داخل أنبوب بلاستيكي ، و هي طريقتي في الرش ، أو تجهيز المنحل برشاشات خاصة و دائمة بداخله ./هــ... انتهت الحلقة الثانية .

14 - مايو - 2005
{ تربـيـة الـنـحـل قــديـمــا و حــديــثــا }
 38  39  40  41  42