البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات لحسن بنلفقيه بنلفقيه

 81  82  83  84  85 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
هواية التعشب و أهم اسسها :    كن أول من يقيّم

إلى الأخ الفيفي و أمثاله :

 

أقدرفيك صدقك و صراحتك ، و شغفك و مجهودك في طلب العلم . و تق بأن من سار على الدرب وصل ، و لكل أمر ذي بال بداية . و الظاهر من إنجازاتك في موقعك أنك جاد في تعلم هواية التعشب أو العشابة ـ على وزن فِـعالة ـ herborisation . و هي هواية علمية " نبيلة " إن جاز التعبير ،  و كلها فوائد ، وهي في متناولك و متناول أمثالك إن شاء الله . غير أن النجاح فيها يحتاج إلى أسس لا بد من وضعها لبناء صرح هذه الهواية . و سأحاول في هذه الورقة و ما يليها من ورقات إن شاء الله ،  تزويدك  و تزويد أمثالك من القراء ، بأسرارهذه الهواية التي قضيت كل حياتي في رعايتها .

 

فأول نصيحتي لك أن تعمل كل ما في وسعك لإضافة هوامش لتعريفاتك لأشخاص النباتات ، تـُرْجـِع فيها كل قول لصاحبه ، موقعا كان أو كتابا أو باحثا . فهذه من أولى أولويات أخلاقيات هذه الهواية ، حتى يصح فيك قول من قال :"رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " أو كما قيل . و هذا يعطي مصداقية أكثر لمواد موقعك . و يعطي فرصة المراجعة ، و يجعل الموقع نفسه مرجعا يعتمد عليه .

كما أثير انتباهك إلى الإهتمام بموضوع الإستيطان النباتي = Endémisme و مفاده هو: يتكون الغطاء النباتي البري في جل بقاع العالم من أنواع نباتية خاصة تنمو طبيعيا دون تدخل من طرف الإنسان . و هي المعروفة بالبرية أو المستوطنة للبقع التي تتواجد فيها منذ أن خلق الله الأرض و ما عليها . و هناك نباتات تسمى دخيلة أو مستوردة ، دخلت في زمن ما إلى المنطقة على يد الإنسان إما كمزروعات أو مغروسات أو غابات اصطناعية أو لأي غرض من الأغراض الإقتصادية أو الإجتماعية أو الثقافية كنباتات الزينة و النباتات الطبية التي اهتم الإنسان بتكاثرها . لذا فلا بد من الإشارة عند التعريف بنباتات منطقة ما ـ كالفيفاء مثلا ـ إلى  جنسية النبات المعرَّف ، هل هو " ابن البلد " أي نبات بري بالمنطقة ، أم هو دخيل مستورد . و سؤالي للأخ الفيفي هو :

ماهي أسماء االشجيرات و الأشجار البرية في منطقة الفيفاء ، و المذكورة في الموقع [ من بين الـ61 نبات ] و ما هي النبات الدخيلة فيها و المستعملة في الزينة و السياجات و المغروسات مثلا . و نفس الشيء بالنسبة للائحة النباتات العطرية ، البرية و المستنبتة في المنازل خاصة ، و ليس لها وجود في الطبيعة .

            أما عن الصور المعروضة بالموقع فهي جيدة ، إلا أنها في حاجة إلى صورصغيرة تعرض اسفل الصورة الأساسية و يكون الهدف منها عرض أهم أعضاء الشجرة من أوراق و أزهار و ثمار و بشكل مكبر واضح يساعد على التعرف على شخص النبات و تصحيح سميته إن اقتضى الأمر ذلك .

 

مباحث النباتات أو " الفلورا " :

 

 لا شك أن الهدف الأسمى  من هواية التعشب هو أن يتمكن العشاب من أخذ النباتات البرية في منابتها الطبيعية  و يتمكن بخبرته المكتسبة بعد الدراسة و التمرن ، من تحديد فصائل ثم أجناس ثم أنواع تلكم النباتات البرية أو المزروعة أو المغروسة  الموضوعة تحت  الدرس و البحث .

و لكي يقوم العشاب بهذه المهمة لا بد له من " أدوات " أو " وسائل " نظرية و  مادية . و سيحتاج الأمر بغية تبسيط العرض و إيضاحه إلى استعمال أسلوب تقني .

 

            أهم " الأدوات" النظرية الضرورية هي التمكن من معرفة التكوين الخارجي للنباتات أو مورفولوجيا النبات . و يتعلق الأمر هنا بمعرفة أسماء المصطلحات الخاصة بتسمية و وصف اهم أعضاء النبات و هي من أعلى إلى أسفل : الثمار ، و الأزهار ، و الأوراق ، و الأغصان ، و السيقان ثم الجذور . و الواقع المعاش يفرض معرفة هذه المصطلحات باللغة الإنجليزية في بلدان المشرق العربي و بالفرنسية في بلدان المغرب العربي . لأن تحديد أسماء النبات حتى من طرف عشاب متمكن من معرفة المصطلحات العلمية الخاصة بوصف النبات ، لابد له من الإعتماد على كتاب خاص يسمى  مبحث نباتات المنطقة التي يريد تحديد أشخاص نباتاتها = Flora = Flore = فلورا. و كل المباحث النباتية الموجودة حاليا ، و حسب علمي ، هي إما إنجليزية أو فرنسية . و لاعلم لي حتى الآن بوجود مبحث نباتات باللغة العربية في بلد من البلدان . و هذا يفترض أساسا وجود مبحث لنباتات المنطقة ، أو مبحث منطقة أخرى شبيهة لها من حيث تكوين الغطاء النباتي . و تتكون هذه الكتب الخاصة من قسمين أساسيين . القسم الأول فيه مفاتيح التصنيف و هي عبارة عن أسئلة متفرعة ثنائيا dichotomiques  ، تختار منها الفرع الممثل أمامك في النبات موضوع البحث ، و بالإختيار الصائب يتدرج الباحث من تحديد اسم الفصيلة أولا ثم اسم  الجنس ثم اسم النوع . و سنعطي أمثلة و تفاصيل فيما سيأتي إن شاء الله . أما القسم الثاني فيتكون من وصف مورفولوجي دقيق  معزز بالرسومات البيانية لكل نوع من أنواع المنطقة . و كأن أمر العشابة في مجمله هو مقارنة نبات طبيعي بنبات موصوف في كتاب ، بعد تتبع مسطرة خاصة من انتقاء الأجوبة الصائبة لأسئلة مفاتيح التصنيف التي تطرحها " الفلورا " على العشاب .و نتيجة نجاح إجابة العشاب عن الأسئلة المطروحة هي التحديد الصحيح لأسم النبات المبحوث عن اسمه .

           

            و إذا كان الأخ الفيفي يشتكي من وجوده في منطقة نائية ، ليس فيها مكتبات و" خلافه " كما يقول . فليحمد الله أنه في عصر الإنترنيت و محركات البحث التي قربت المعلومات و وسائل الإيضاح بشكل لم يكن ليخطر على بالي حين بدأتُ ـ مثلا ـ هذه الهواية بنفس الرغبة ونفس الحماس .

 

            لذا أود معرفة مدى استعمالك للغة الإنجليزية ، و أسماء كتب علم النبات العام و الخاص في مكتبتك أو التي سبق لك الإطلاع عليها ، وأطلب منك  البحث عن عناوين الكتب الخاصة بنباتات منطقتك ، و أعني بها بلدان الخليج عامة ، و المملكة العربية السعودية خاصة . و الحقيقة أن هذا الطلب موجه لكل زائر كريم اطلع على هذا الموضوع  و يستطيع مد يد العون بمعلومة  فيه .  و لا أخفيك أيها العزيز أنني  أسعى إلى التعرف على نباتات هذه المنطقة من وطننا العزيز ، لذا فإني أطلب مساعدتك كما طلبت  مساعدتي .

            و للحديث بقية بعد توصلي  بالإجابات المتوفرة عن الأسئلة المطروحة ، و بشيء من التفصيل إن أمكن ذلك .

25 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
المفردة 227 بجامع ابن البيطار : { بادنجان } = Solanum melongena= Aubergine    كن أول من يقيّم

 

قال ابن البيطار :" { باذنجان } اسم فارسي معرب ، يسمى بالعربية { الأنب } و { المغد } و { الوغد }"./هـ...

 و لإبن البيطار كلام كثير في هذه المفردة ، و هذه بعض الإشارات إلى ما جاء فيها . فمما قاله الرازي في كتابه " دفع مضار الأغذية " أن { الباذنجان } جيد للمعدة التي تقيء الطعام ، رديء للرأس و العين ، يولد دما أسود يسير المقدار ، و يتولد عنه كثير القوابي و البواسير و الرمد و الأمراض السوداوية ، و يفتح سدد الكبد و الطحال ... و مما قاله ابن ماسويه : و الأحمد في اتخاذه أن يقشر و يشق و يحشى ملحا و يترك وقتا طويلا في الماء البارد ثم يصب ذلك الماء عنه ثم يعاود و يجدد مرارا كذلك ثم يسلق و يطبخ مع لحم الحملان و الجداء و الدجاج ....و مما قاله ابن سينا : العتيق منه رديء و الحديث أسلم ... يولد السدد و السوداء و يفسد اللون و يسود البشرة و يصفر اللون . و ما كان من الباذنجان صغيرا فكله قشر يؤكل و يورث الكلف و يولد السرطانات و الصلابات و الجذام و الصداع و السدر ويبثر الفم و يولد سدد الكبد و الطحال إلا المطبوخ منه بالخل ، فإنه ربما فتح سدد الكبد والطحال ، و يولد البواسير ، لكن سحيق أقماعه المجففة في الظل طلاء نافع للبواسير . و ليس للباذنجان نسبة إلى عقل أو إطلاق ، لكنه إذا طبخ بالدهن أطلق و في الخل عَـقـَلَ [ البطن] "/... و في المادة الكثير الكثير من وصفات التحضير و الإستعمالات لإزالة التآليل ، و علاج وجع الآذان و شقاق الكعبين و بين الأصابع ... و مما جاء فيها أيضا للشريف الإدريسي : " و أقماع الباذنجان إذا خلطت مع مثله من لب اللوز المر و دُقـّا و عُجِـنا بدهن {بنفسج } و طليت بها البواسير أبرأت منها ، مجرب . و أقماعه المجففة في الظل إذا سحقت و طلي بها على البواسير بعد أن يدهن بدهن مسخن نفع منها نفعا بينا . فإن أراد مريد أن يتخذه لطبخه لطول السنة ، فليأخذ منه صغيره ، و يثقب في كل واحدة ثقبين في العرض ، و يسلق الكل في الماء و الملح ، و يُـتْرَك في الماء الذي قد طُبِخَ فيه ، فإنه يبقى كذلك السنة كلها "./ انتهى ما نقل عن ابن البيطار .

            و يعلق لوكليرك على ترجمته لمادة هذه المفردة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ  :"  إن Solanum melongena ، المسمى أيضا S. aesculentum ، هو المعروف باسم l'aubergine  في اللغة الفرنسية . و يسمى أيضا في العربية بـ{ البادنجال } [ باللام في آخره]. و منه  اشتق الإسبانيون اسم berengena أوalberengena  . و يقول الكاطاليون albarginiera . و اعتبر M.Clément Muller  في ترجمته لإبن العوام ،[ II ـ 236 ] ، أن الباذنجان هو Strychnos edÔdimos عند ديسقوريدس ، و هذا خطأ منه . أولا لأن الكُتاب العرب لا يذكرون و لا ينقلون عن اليوننيين في مادة الباذنجان ، و يعتبرون Strychnos ديسقوريدس من { عنب الثعلب = Morelle  } . و نجد في الترجمة العربية لكتاب ديسقوريدس :" { سطرخنن البستاني ، و هو عنب الثعلب } " . و ذهب Fraas إلى أن Strychnos      képaios عند ديسقوريدس هو Solanum nigrum . و نقرأ عند  Mérat و Delens ، بالسبة لعنب الثعلب :" تعتبر من النباتات المأكولة منذ أقدم العصور ، و قد أشار ديسقوريدس إلى هذا الإستعمال ، ونجده عند [ les créoles] في [ l'Ile de France] و في جامايكا و في [ Saint Domingue] منذ أقدم عصور ما قبل التأريخ  ، و كانوا يأكلونه بكثرة تحت إسم brèdes كما يؤكل { السبانخ = Epinard } ، بل و يفضلونه عنه . كما يمكن معارضة مقولة :Mullet  M. Cl. بما قاله M. Decandolle في كتابه " جغرافية النبات = Géographie botanique " :" أدخلت إلى أوروبا من قبل الرومانيين "./ انتهت ترجمة تعليق لوكليرك .

 

            ويعرف د.أحمد عيسى هذه المفردة بقوله : أنـْب ـ مَـغـْد ـ باذنجان ـ كاكم ـ كهكم ـ كهبرك [ فارسية ] ـ من فصيلة الباذنجانيات Solanacées . من أسمائه المرادفة Sol. Esculentum Dun. . و من أسمائه الفرنسية Aubergine  ، و Mélongène . و من أسمائه الإنجليزية Brinjal ، وEgg-plant  ، و Aubergine .

24 - أكتوبر - 2005
النبات الطبي عند العرب
رسم الأسماء العلمية لأشخاص النبات    كن أول من يقيّم

         بعد جولة أولية في مواد المجموعة النباتية المكونة من شجيرات و أشجار  الجميز ، و التبغ ، و التمر هندي ، و السواك ، و السنامكي ، و الششم ، و العرعر ، و العشر ، أود أولا أن أهنئ صاحب هذا الموقع على جودة عروضه و صوره و تصميمه . و أرى أن المواد المعروضة في مستوى مشرف ، و تمتاز بعرضها لإستعمالات النباتات في منطقة الفيفاء نفسها ، و هذه ميزة هامة ينفرد بها هذا الموقع و تزيد من قيمته في هذا التخصص .

         و ملاحظتي الأولى هنا تخص الشكل لا المضمون ، و أعني به كيفية رسم الأسماء العلمية لأشخاص النبات . و هي ملاحظة عامة لكل المواقع المهتمة بتسمية النبات . فمن المعروف كما سبق تفصيله عند الكلام عن التسمية الثنائية للأنواع النباتية ، أن الإسم الثنائي يتكون من اسم الجنس و الصفة النوعية . أما من حيث الرسم فيكتب اسم الجنس بحرف كبير في بدايته majuscule  ، و يكتب إسم الصفة النوعية بحرف صغير في أوله minuscule  إن كان لفظة لغوية  و بحرف كبير أن كان إسمَ عَـلـَم . فالكتابة الصحيحة لإسم شجرة { الحماط} ـ و هو من أنواع الجميز ـ هي :

Ficus pseudo-sycomorus ، يكتب الحرف الأول من الجنس و هو ( F ) في شكله الكبير ، و يكتب الحرف الأول من الصفة النوعية و هو ( p ) بشكل صغير . و لا يجوز كتابت الإسم على شكل Ficus Pseudo-sycomorus :   مثلا . لأن لفظة  ( pseudo ) هنا هي لفظة لغوية لاتينية  بمعنى " كاذب ـ مزيف ـ ناشز " و ما شابه هذا المعنى ، لذا فالشجرة الحاملة لهذا الإسم ليست هي شجرة الجميز التي تعطي ثمارا تشبه التين تؤكل ، بل على العكس من ذلك ، فإن ثمار شجرة الجميز الكاذب هي تشبه ثمار التين فعلا إلا أنها صغيرة جدا في حجم الحمص أو النبق ، و لا تؤكل ، بل تسقط و تعاها الماشية . أما شجرة {الجميز} الحقيقي فإسمها هو Ficus sycomorus L. . و يجوز كتابة Ficus Sycomorus L. لأن اسم الصفة هنا Sycomorus  هو اسم علم لشجرة الجميز نفسه ، و المتعارف عليه هو كتابة بداية إسم الصفة هنا بحرف صغير . و يأتي بعد الصفة الحروف الأولى من اسم النباتي الواضع للإسم ، و يكتب بحرف كبير في أوله متبوعا بحرفين أو ثلاثة ، ثم نقطة . و أشهرأسماء النباتيين هو  السويدي Linné ، مؤسس علم التصنيف ،و يرمز له بالحرف الأول من اسمه و هو   (L.) .  و بتطبيق القاعدة ، تكتب الأسماء الآتية بهذه الصفة :Vahl.  Cassia angustifolia، و Cassia acutifolia Del. ، و Cassia fistula L. [1] . وكذلك Juniperus procera

الهامش :[1] fistula = لفظة لغوية لاتينية بمعنى " أنبوبي " ، و اسم هذه الشجرة في كتب الطب هو { خيارشنبر } .

 

24 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
المفردة 226 بجامع ابن البيطار : { بــان } = Ben = Guilandina Moringa    كن أول من يقيّم

 

يقول ابن البيطار :" قال أبو حنيفة : هو شجر يسمو و يطول في استواء مثل نبات { الأثل }. و ورقه هدب كهدب { الأثل }. و خشبه خوار و رخو خفيف ، و قضبانه سمجة خضر ، و هدبه ينب في القصب ، و هو طويل أخضر شديد الخضرة  و ثمرته تشبه قرون { اللوبياء } إلا أن خضرتها شديدة ، و فيها حبه ، و إذا انتهى  انفتق و انتثر ، حبه أبيض أغبر مثل { الفستق } و منه يستخرج { دهن البان } ، و يقال لثمره { الشوع } ، و هو مربع ، و يكثر على الجدب . و إذا أرادوا طبخه رُضَّ على الصلاية و غربل حتى ينعزل قشره ، ثم يطحن و يعتصر ، و هو كثير الدهن جدا . و قال ديسقوريدس : { حب البان } هو ثمر شجرة شبية بـ{ الطرفاء } ، و هذه الثمرة تشبه { البندق } ، و قد يعتصر ما بداخلها مثل ما يعتصر { اللوز } فتخرج منه رطوبة تستعمل في الطيوب المرتفعة مكان الدهن . و قد تنبت هذه الشجرة ببلاد الحبش و مصر و بلاد المغرب و بالموضع من فلسطين المسمى بطيرا . و أجود هذا الثمر ما ان حديثا ممتلئا أبيض سهل التقشير" ../هـ...

 هذا نص ما قيل في وصف ومنابت هذه الشجرة . أما عن الخصائص و الإسعمالات الطبية فهذه مقتطفات من أقوال الأطباء في هذه المادة . فمما قاله جلينوس : هذا دواء يجلب إلينا من بلاد العرب [1] . والعطارون يستعملون عصارة لبنه و جوفه ... ينفع من الكلف و البرش و النمش الكائن في الوجه ، و من الجرب و الحكة و العلة التي يتقشر منها الجلد . و يلطف صلابة الكبد و الطحال . و إن شرب إنسان من عصارته وزن مثقال بالعسل و الماء وحده كان دواء يهيج القيء كثيرا و يسهل  من أسفل أيضا إسهالا كثيرا ... و متى استعملناه و نحن نريد تنقية بعض الأحشاء و خاصة الكبد و الطحال سقيناه مع خل و ماء . و إذا استعملناه من خارج خلطناه بخل ، فإنه إذا صار مع الخل كان أكثر لجلائه حتى يجلو الجرب و العلة التي يتقشر معها الجلد ، و يجلو أيضا أكثر من جلائه هذا الكلف و البهق و السعفة و البرش و النمش و البثور المتقرحة ، و جميع الأدواء المتولدة عن الأخلاط الغليظة ، و يقلع آثار القروح . فأما القشر الخارج من حب البان فقبضه أكثر جدا "../هـ..

         و قد أورد ابن البيطار بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه استعمالات كثيرة لديسقوريدس و الرازي و بديغورس و ابن سينا ...

         و يعلق لوكليرك على ترجمته لهذه المادة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" تنتمي الشجرة المنتجة للبان إلى الفصيلة القرنية [ Légumineuses]  ، و قد صنفت تباعا في الأجناس التالية : Guilandina ،  و Moringa ، و Hyperanthera . و تسمى هذه الثمرة عند ديسقوريدس باسم : balanos murepsiké ، و هذا ما يوافق العبارة اللاتينية  glans unguentaria . كما كان جالينوس يستعمل عبارة مشابهة هي myrobalanon ، و هي عبارة أطلقت على أدوية مختلفة  تحتفظ بهذه التسمية ، فتسبب هذا في ملابسات كثيرة .

         و نجد عن { البان } ـ يقول لوكليرك ـ ملحوظة غريبة عند M. Garcin de Tassy  في ترجمته للكتاب المعروف باسم " الطيور و الأزهار " ، مفادها أن إسم" البان " يطلق على شجرتين مختلفتين هما :1 ـ Guilandina Moringa  و هو موضوع حديثنا هنا . 2 ـ شجرة { الخلاف } و هي نفسها المعروفة باسم Salix aegyptiaca L.   ، ذات الأغصان اللينة الطويلة الملهمة لأوصاف الشعراء . "  من الممكن أن سبب اختلاف تسمية البان ، يقول M.Garcin de Tassy ، بإطلاق اسمه على شجرتين مختلفتين ، هو استعمال زيت البان في تتبيث العطور في دهن البان ". و كيفما كان الحال فإننا نقرأ لِـForskal  [ ص 170] ، بمادة Salix aegyptiaca : بان . " E floribus masculis destillatur aqua in Aegypto usitatissima nomine Mouya khalef " ./ انتهى تعليق لوكليرك .

         و يعرف المعجم العربي " لاروس" ،[ تأليف د. خليل الجر ، و بمساهمة محمد خليل الباشا و هاني أبو مصلح و مراجعة محمد الشايب ] ، شجرة { البان } بما نصه :" جنس شجر من فصيلة البانيات ، ينمو و يطول في استواء مثل { الأثل } ، ليِّـن القوام يشبَّـه به القد الرشيق . و ورقه كورق { الصفصاف } و خشبه غير ذي صلابة ، له ثمر كقرون اللوبياء يؤخذ من حبِّـه دهن طيب الرائحة ، الواحدة " بانة " ، و من أسمائه { اليسر } ،و { اليسار } ، و { الشوع } ، و { السياع } "./ـ

         و يعرف الشهابي هذه الشجرة بما نصه :" { يسر } ـ { بان } ـ  { شوع } : نبات يستخرج منه الدهن المسمى " عطر منشم "  = Ben oléifère = Moringa pterygosperma  . و تطلق البان على نوع آخر . انظر Moringa ".  و يعرف الشهابي نفسه { البان } على انه Moringa aptera ، إسمه الفرنسي  Ben blanc  ، ويقول فيه :" الفرنسية من العربية . شجر البان من الفصيلة البانية ، سماه أحمد ندى  " شجر اليسار " ./هـ .و يعرف الشهابي فصيلة البانيات بقوله :" Moringacées = بانيات : فصيلة شجر البان ، و ليس فيها غير هذا الجنس ، و يجعلها بعضهم قبيلة من القرنيات ، و يجعلها آخرون من الكبريات ".

          و نجد في  كتاب "الفرائد الدرية " عربي ـ فرنسي ، للأب بيلو اليسوعي ، المطبعة الكاثوليكية بيروت ، الطبعة 17  ، ما نصه :

بان و بانة = Arbre qui donne la noix muscade . Saule d'Egypte ../ انتهى تعريف الفرائد الدرية لشجرة البان و فيه نظر ، لأنه بكل بساطة تعريف غير صحيح . ذلك أن هذا التعريف يقول بأن شجرة البان هي الشجرة التي تنتج { جوزة الطيب = Noix de muscade } ، و هذا غير صحيح لأن الشجرة التي تنتج جوزة الطيب هي { شجرة جوز الطيب = Myristica fragrans } من فصيلة جوز الطيب = Myristicacées  . و اما شجرة البان ، فتنتج كما قال الشهابي " عطر منشم " ، و شتان ما بين المنتوجين . ذاك ثمرة صلبة مشهورة تباع عند العطارين في كل البلاد العربية  . و أما " عطر منشم " فهو شبه مجهول عندنا لو لم تـُعَـرّفـْنـا به القصص العربية الخالدة  بصوت الشاعر محمد أحمد السويدي راعي  موقع الوراق هذا .

         و تعريف الفرائد الدرية ، و هو القاموس اللغوي العربي ـ الفرنسي ، و من المراجع المعتمدة عند كثير من " اللغويين " الذين يتعاطون لحرفة تحقيق كتب التداوي بالأعشاب ، نظرا لرواجها في سوق الكتاب ، لخير دليل على ما أشرت إليه في المقالة الأخيرة لي في هذا المجلس ، في موضوع الكتب المحققة التي تحتاج إلى تحقيق . و الأمثلة كثيرة في هذا الباب .

الهامش : [1] يكتب في النسخ المتداولة من الجامع ، و منها نسخة الوراق ، على شكل :" بلاد الغرب " ، بالغين المنقوطة . و التصحيح عن لوكليرك الذي ترجمها إلى pays arabe .

 

23 - أكتوبر - 2005
النبات الطبي عند العرب
إلى الأخ الفيفي    كن أول من يقيّم

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

مرحبا بالأخ الكريم ، و طلبك على الرحب و السعة . و قد قمت فعلا بزيارة خاطفة لقسم النباتات في موقعك ،  و سرني ما رأيت . فهنيئا لك على قريحتك و علو همتك و غيرتك على بلدك . و سأطلع ـ إن شاء الله ـ على ما جاء في تعريفكم لكل نبات نبات ، و أقدم رأيي فيه . و حبذا لو أمكن التعرف على المراجع المعتمدة في تحديد التعريف ، و مصدر الصور . و بهذا ستكون مشاركتكم للإفادة أيضا .  

 

23 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
كلمة لابد منها بالنسبة لكل مفردة بالجامع لإبن البيطار:    كن أول من يقيّم

إن مفردات الجامع ، هي مواد غنية جدا بالوصفات الطبية لأشهر أطباء اليونان و العرب و الفرس و الهنود و غيرهم ، و هي وصفات لا يتردد أطباء العصر الحديث من ذكرها كمراجع و كتجارب ناجعة في صراع الإنسان في حفظه للصحة و العمل على استرجاعها متى ضعفت أو أصابها خلل . و لو حاولت ذكر هذه الوصفات لنفعها و قيمتها لأصبحت العملية مجرد نسخ لكتاب متنه على بعد نقرة أصبع بمكتبة الوراق . بيد أن الهدف من هذه المساهمات  المتواضعة هو تعريف الزوار ـ قدر المستطاع و بكل أمانة علمية ـ بأشخاص الأدوية النباتية و أسمائها العلمية الصحيحة عند أشهرالمحققين المهتمين بهذا العلم .

         و من الملفت للنظر و الباعث على التساؤل ، ما لاحظته من كثرة الكتب في التداوي بالأعشاب ، الجديدة و المتجددة ، المطروحة بالأسواق في هذه الأيام على رفوف المكتبات . رأيت منها وفيها العجب العجاب . جلها كتب قديمة اهتم ناشروها أساسا ببريق أغلفتها و بياض أوراقها و زركشة رسوماتها الخارجية و الداخلية ، و التفنن في وضع عناوينها . ووصفت جل هذه الكتب على أنها محققة ، و تم إسناد تحقيق أسماء مفرداتها ـ في الغالب ـ  إلى لغويين ، فيعَرّفُ الإسم الواحد بعدة أسماء أخرى عربية أو معربة ، كل اسم منها في حاجة إلى تعريف ، و يبقى شخص النبات مجهولا عند القارئ الغير المختص ،  بعد كل هذه التعاريف ..... وجدت كتاب المفردات من قانون ابن سينا ، و مفردات الجامع لإبن البيطار[ أسماء المفردات خاصة ] ، و التذكرة للأنطاكي ، و كشف الرموز للجزائري ، و الطب النبوي و عناوين أخرى كثيرة . و تصفحت الكثير منها فوجدتها كما سبق وصفها ، هي عبارة عن كتب محققة في حاجة إلى تحقيق .

         كما أن من المعروض على رفوف المكتبات عندنا في هذه الشهور كتاب نفيس في المادة ، أتمنى أن أطالعه لأستفيد منه ، لأني أسمع لمؤلفه عبر القوات الفضائية علما غزيرا و حكما صائبة ، و الكتاب معروض داخل حجاب شفاف لا يسمح بتصفحه قبل شرائه ، و بثمن مرتفع نسبيا . و إني لآسف لعدم قدرتي على شرائه وقتها ، و العزم معقود على اقتنائه رغما عن غلائه .

         خلاصة القول ان الهدف هنا هو تحقيق أسماء النبات الطبي لا عرض الوصفات . و ما الوصفات المعروضة أحيانا  سوى أمثلة و نمادج لا تغني المهتم بالعلاج عن الوقوف على المتن في الكتاب بمكتبة موقع الوراق هذا. و هذا ما أشرت إليه مرارا و تكرارا تنبيها للقارئ ، و تقية من أي مساس لقيمة الجامع من حيث هو كتاب نبات و طب ، لا كتاب نبات فحسب . و به وجب الإعلام و السلام .

 

22 - أكتوبر - 2005
النبات الطبي عند العرب
المفردة رقم 224 بجامع ابن البيطار : { باقلا } = Fève = Faba    كن أول من يقيّم

{ الباقلا } هو { الفول } ، و قد أطال ابن البيطار القول فيه ، و نقل عنه أقوال كل من جالينوس و ديسقوريدس و الرازي و ابن ماسويه و ابن سينا و بولس و يونيوس  و قسطس و كتاب التجربيين و أخيرا أقوال طبيب مجهول . و أنصح بالإطلاع على هذه المادة بكتاب الجامع بمكتبة موقع الوراق هذا ، لأن الفول هنا هو أول مفردة مهمة من مفردات الأغدية بكتاب الجامع ، كما أنها من أهم البقول التي اشتهرت بها بلاد مصر الحبيبة منذ أقدم العصورو إلى أيامنا هذه . و نبات الفول مشهور معروف عند الجميع ، تتكلم عنه و تعرف به مصادر كثيرة ، و نظرا لكثرة ما أورد ابن لبيطار عن هذا النبات ، أكتفي بذكر أسمائه العلمية والشائعة .

            علق لوكليرك ، بعد ترجمته لمادة هذه المفردة بالجامع بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" { باقلا } العرب هو kuamos ellénicos    ديسقوريدس و جالينس ، وهو Faba vulgaris عند المعاصرين . أما إسم العَلـَم اليوناني " يـونـيـوس " المذكور كثيرا من طرف إبن العوام فمن الراجح أنه يعني Columelle  . و أما " قسطس = Costhus " فهو مؤلف كتاب في الفلاحة ترجمه قسطا بن لوقا و ذكره d'Herbelot  تحت عنوان " كتاب الفلاحة لرومية " . و سبق أن ترجم إلى الفارسية . [ انظر حجي خليفة رقم 10377] . و نظن أنه وقع لـُبْـس ما بين " يونيوس " و " قسطس " . / انتهى تعليق لوكليرك .

            يقول د.أحمد عيسى :"Faba vulgaris Monch.   =  Vicia Faba  L. =  فول ـ باقلى ـ باقلاء ـ واحدته باقلاء على لفظ الجمع ـ باقلاة ـ باقلاءة ـ الجُـمَّـى ـ جـِـرْجـِـر ـ الباقلى الأخضر .

من فصيلة القرنيات Légumineuses ، من أسمائه الفرنسية  Féve ، و Féve des marais . و من أسمائه الإنجليزية Garden-bean ، و Bean "./هـ...

            و يعرفه الشهابي في معجمه الزراعي بقوله :" Fève = [Faba vulgaris  أو  Vicia Faba ] = فول ـ باقلى ـ باقلاء ـ جـَرجـَر ـ جُـمَّـى . نبات عشبي زراعي مشهور ، من الفصيلة القرنية ، و القبيلة الفراشية ، تؤكل قرونه الخضر مطبوخة و كذلك حبوبه "./هـ...

            و الجدير بالذكر هنا أن القبيلة الفراشية سابقا تعد الآن فصيلة نباتية مستقلة و كانت تسمى Papilionacées إلماعا إلى شكل أزهارنباتاتها ، ثم طبقت عليها القاعدة العلمية في تسمية الفصائل كما سبق شرحها ، واختير جنس الفول كأهم جنس فيها فسميت Fabacées بمعنى فوليات ، و هي التسمية المعتمدة حاليا في اصطلاح  التصنيف النباتي . و قد بدأ استعمال التسمية الجديدة في عهد الشهابي نفسه فقال في معجمه :" Papilionacées  : فصيلة أوقبيلة من الفصيلة القرنية "./هـ ... و سيأتي تفصيل هذا في التعريف بالقرنيات ـ إن شاء الله ـ .

 

21 - أكتوبر - 2005
النبات الطبي عند العرب
المفردة رقم 225 بجامع ابن البيطار : { باقلا نبطي } = Nymphaea nelumbo    كن أول من يقيّم

 

قال ابن البيطار :" و أهل مصر تعرفه بـ[ الجامسـة } بالجيم و السين المهملة . و غلط من قال هو { الترمس = Lupin} . قال ديسقوريدس : { فاشرا قبطي ] هو ينبت كثيرا بمصر ... و يوجد بالمياه القائمة ... و له أصل أغلظ من أصل { القصب } يؤكل مطبوخا و نيأ ، و قد يؤكل هذا " الباقلا " طريا ، و إذا جف اسودّ . و هذا أصغر من الباقلا المعروف ، و قوته قابضة جيدة للمعدة . و دقيقه إذا شرب مع السويق وعمل منه حسو وافق من به إسهال مزمن و قرحة الأمعاء . و قشره أقوى فعلا إذا طبخ بالشراب المسمى { أنومالي } و سقي منه مقدار ثلاث " قواثوسات " [1] .../هـ . وقال ابن البيطار في كتابه " تفسير كتاب ديسقوريدس " ما نصه :" { فابش القبطي } : هو نبات ليس من نبات بلاد المغرب ، و إنما خـُصّت به ديار مصر، و خاصة بموضع منها يُعْرف بشرمساح . و يسمونه عامة أهل مصر { الجامسة } ـ بالجيم ـ ، و لم يذكره جالينوس فيما علمت ./هـ . و قال ابراهيم بن مراد ، محقق هذا الكتاب الأخير : { قابش القبطي = Kuamos Aiguptios } .

الهامش : [1] : ثلاثة كؤوس ، عن لوكليرك .

21 - أكتوبر - 2005
النبات الطبي عند العرب
المفردة رقم 222 بجامع ابن البيطار : { باذاورد } = Spina alba    كن أول من يقيّم

قال ابن لبيطار :" قال جالينوس : يجفف و يقبض قبضا معتدلا ، و لذلك صار ينفع من استطلاق البطن و من ضعف المعدة ، و يقطع نفث الدم ، و إذا وُضِعَ من خارج كالضماد أضمر الأورام الرخوة ، و ينفع أيضا في وجع الأسنان متى تمضمض الأسنان بالماء الذي يطبخ فيه . و بزره أيضا فيه قوة لطيفةحارة ، و من أجل ذلك صار نافعا لأصحاب التشنج إذا شربوه . و قال ديسقوريدس : أصله إذا شرب مطبوخا كان صالحا لنفث الدم و وجع المعدة و الإسال المزمن ، و يدر البول ، و تضمد به الورام البلغمية . و إذا طبخ و تمضمض به كان صالحا لوجع  الأسنان . و إذا شرب بزره نفع الصبيان الذين يعرض لهم الكزاز ، و المنهوشين من الهوام . قال المجوسي : أصله أقوى من ورقه ... و قال ابن سينا : ينفع من الإسهال المزمن لاسيما المعدي ، خصوصا أصله . وينفع من الحميات البلغمية الطويلة و ما سببه ضعف المعدة. و بدله في هذا النفع من الحميات العتيقة { الشاهترج } [1] "./هـ ...

            علق لوكليرك على ترجمته لمادة هذه المفردة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" اختُلِفَ كثيرا في تحديد شخص هذا النبات . فقيل أنه Acantha leuké عند اليونان ، و أنه Spina alba  عند اللاتينيين . و رجَّح البعض أنه Echinops   ، وأو Cirsium  ، أو Silibum  ، الخ . كما اعْـتـُـمــِدَ Onopordon Acanthium ، و هو ما ذهب إليه M.Fée  . و اقتنع Fraas أنه Acanthus ferox . و لم يقل ديسقوريدس أن الساق مربعة[2] "./هـ . انتهت ترجمة تعليق لوكليرك . و الملاحظ هنا أن قول لوكليرك بأن ديسقوريدس لم يقل " ساقه مربعة " غير صحيح ، لأن  ديسقوريدس قدم وصفا دقيقا لهذا النبات قال فيه عن الساق وبالحرف : " هي جوفاءمربعة " . و نص وصف النبات عند ديسقوريدس كما جاء في هذه المادة نفسها وبكتاب الجامع ، هو :" ينبت في جبال أو غياض . و له ورق شبيه بورق  { الخامالاون الأبيض } غير أنه أدق و أشد بياضا ، و عليه شيء شبيه بالزغب . و هو مشوك . وله ساق طولها أكثر من ذراعين ، في غلظ اصبع الإبهام ، و أكثر لونها إلى البياض ما هي ، جوفاء مربعة ، و على طرفها رأس مستدير مشوك شبيه برأس القنفد البحري إلا أنه أصغر منه مستطيل ، له زهر لونه مثل لون الفرفيرية ، فيه بزر شبيه بحب { القرطم } إلا أنه أشد استدارة منه "/هـ. هذا هو وصف النبات  و فيه أن الساق مربعة . و يبقى هذا الوصف الدقيق هو المعول عليه في تحديد شخص نبات{ الباذاورد } بعد تحليله المورفولوجي ، و تحليل وصف كل الأنواع التي وقع فيها اللبس ، و بعد مقارنة أشكال هذه  الأنواع و إجراء الإسقاطات اللازمة باعتماد وصف ديسقوريدس كأساس للبحث ، سيتضح أكثر و بصفة أدق ، ما هو شخص النبات المقصود عند ديسقوريدس . إلا أن هذه العملية تتطب وقتا و جهدا و توااجد الأنواع كلها أمام الباحث في مختبره .

            و لقد سبق لإبن البيطار أن قال في تعريفه لمفردة { أقنتيون  = Acanthium  } ـ المفردة رقم 121 ـ  أنه شبيه من حيث الورق بورق الشوكة التي يقال لها باليونانية{ أقنثالوقى } و هو{ الباداورد } .

و قال د.أحمد عيسى عند تعريفه للنوع Onopordon acanthium L. : شوكة بيضاء [ و كذلك { الباداورد } يسمى " شوكة بيضاء " للمشابهة ] ، و هذا يعني أن { الباداورد } هو نبات آخر .

و قال بأن الـ{ البادارد }[ فارسية معناه ريح الورد ] هو Picnomon acarna Coss. ، و من أسمائه : الشكاعـى  ـ شوك الجمال ـ شوك الحمير ـ السَّنـْف [ اليمن ] ـ اللحلاح [ مصر ] ـ رأس القنفذ ـ  الشوكة البيضاء ـ أق تنثا لوقى Acanthaleuka ، و من أسمائه المرادفة  Cnicus acarna L. ، و Cirsium acarna  D.C. ، من فصيلة المركبات Composées  . من أسمائه الفرنسية Chardon acanthin ، و Chardon . و من أسمائه الإنجليزية Cnicus  ، و Thistle .

الهامش : [1] الشاهترج = Fumaria officinalis .[2] قال لوكليرك : Dioscorides ne dit pas la tige carrée .

 

 

19 - أكتوبر - 2005
النبات الطبي عند العرب
المفردة رقم 223 بجامع ابن البيطار : { باذروج } = Basilicum    كن أول من يقيّم

ذكر ابن البيطار في مادة هذه المفردة أقوال كل من جالينوس ، و ديسقوريدس ، و الرازي ، و ابن سينا و غيرهم . وقال عن النبات :" هو { الحوك } ، و هو " ريحان معروف " .

فمن أقوال جالينوس فيه : ليس هو بنافع إذا ورد البدن ، و أما من خارج فهو ينفع إذا اتخذ منه ضماد للتحليل و الإنضاج . و من أقوال ديسقوريدس فيه : إذا أكثر من أكله أحدث في العين ظلمة ، و لين البطن ، و يهيج الباه و يولد الرياح و يدر البول ، و هو عسر الإنهضام . و إذا تضمد به مع السويق و دهن الورد و الخل نفع من الأورام الحارة ... و ماؤه يجلو البصر ة يجفف الرطوبات السائلة إلى العين . و بزره إذا شرب وافق من يتولد في بدنه المرة السوداء و الصرع ، و من به عسر البول و النفخ .... و مما قال عنه الرازي في كتابه " دفع مضار الأغذية " : { الناذروج } يولد الصفراء ، و الإكثار منه يظلم البصر ، و خاصة إذا أُكِـلَ مع الكوامخ المالحة . و يصلحه " الخل" و " الخيار " . و هو جيد لفم المعدة و القلب و الخفقان ، و هو نافع من الغشي . و مما قال فيه ابن سينا في كتابه " في الأدوية القلبية : فيه عطرية مع قبض شديد و تسخين ، و فيه رطوبة فضلية . و يفرح لخاصية تعينها العطرية التي يصحبها قبض مع تلطيف على نحو ما حددناه ، إلا أن أن عاقبتهأيضا في التفريح غير محمودة ، و ذلك لأن الجوهر الغذائي الذي فيه مضاد للجوهر الدوائي اذي فيه ، لأن الجوهر الدوائي الذي فيه يفعل ما ذكرناه و الجوهر الغذائي الذي فيه يتولد منه دم عكر سوداوي ، و الرطوبة الفضلية التي فيه تحدث مضرة النفخة في العروق . و قد عرفت هذين المعنيين بالروح و الفرح ... وقال غيره : مولد للدود في الجوف ، رديء للمعى . و هو مما ينقص الذهن يضا و يظلم البصر ظلمة يعسر زوالها ... و قال الشريف : إذا مضغه الإنسان مضغا متتابعا في وقت نزول الشمس برج الحمل سلمت أسنانه و لم توجعه تلك السنة البتة . و إن مضغ غصنه و دس في الأذن الوجعة سكن وجعها . و قال غيره : و بدله مثله { سيسنبر }./هـ ...

            يعلق لوكليرك على ترجمته لمادة هذه المفردة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" { بادروج }عند أهل فارس هو نفسه نبات Ocimum عند اليونانيين و اللاتينيين ، إلا أن الكثيرين من الشراح و المترجمين ، من أمثال Sprengel ، و Fée ، و Littré ، يترددون في قبول أن Ocimum  القدامى هو نباتنا Ocimum Basilicum ، و إن كان هذا ما يراه Fraas "./هـ .

            و قد اتفق الباحثون العرب المعاصرون المهتمون بتحقيق أسماء النبات الطبي على أن {الباذروج} نوع من جنس Ocimum .

            ذكر محمد شرف في معجمه الطبي ستة أنواع لهذا الجنس ، أولها نوع Ocimum basilicum ـ Sweet basil ، و قال فيه : ريحان [ نبات شفوي ] ـ باذروج ـ  اللزاب [S   ] ـ ريحان الملك ـ شاهسفرم ـ حبق [ أ. ب. ] [1] ـ أوقيمون : " الجمسفرم " هو " الريحان السلطاني " ، و يقال له بالعربية " الريحن السليماني " . نبات له فوحة شبيهة بفوحة الشيح ، مفتح محل للريح ./هـ .

            و يعرف الشهابي هذا النبات في معجمه الزراعي بقوله : Basilic commun  (Ocimum basilicum)  = حبق معروف  ـ حَـوْك ـ باذروج ـ حماحم ـ حبق نبطي [ مفردات ] [2] ./هـ ..

            و ذكر {. أحمد عيسى لهذا الجنس 12 نوعا أولها L.:  Ocimum basilicum و قال فيه : ريحان [3] ـ ريحان ملكي ـ ريحان الملك ـ شاهسفرم [4] [ أي ريحان الملك ] ـ بادروج [ فارسية ] ـ حَـوْك ـ حَـوْق [ عربية ] ـ جَـوْمـر [يمانية ] ـ حبق كرماني ـ حبق صعتري ـ صعتر هندي ـ أقيمـن [ يونانية ] ـ حبق نبطي ـ حماحم ـ ريحان كبير ـ شجر الرعاف [ اليمن ] ـ الحابي [ اليمن لحبوه و علوه] ـ  حبق بستاني ـ بستان أبروز أو أفروز ـ شـُـقـْـر [ حضرمت ] . من فصيلة الشفويات Labiées .اسمه المرادف Basilicum ، اسمه الفرنسي Basilic . و اسمه الإنجليزي  Basil ، وSweet basil ./هـ .

الهامش: [1] هو اختصار ابن البيطار عند د. محمد شرف . [2] بمعنى أن مرجعه هو كتاب الجامع لمفردات الأدوية و الأغذية لإبن البيطار . [3] المشهور في علم النبات أن { الريحان } هو { الآس }  Myrtus communis L.   ، و منه اشتق اسم فصيلة " الريحانيات = Myrtacées " كما يقال لها " الآسيات " ، فاعرفه . [4] يطلق أيضا على النوع Ocimum minimum L. .

 

19 - أكتوبر - 2005
النبات الطبي عند العرب
 81  82  83  84  85