البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات لحسن بنلفقيه بنلفقيه

 80  81  82  83  84 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
نتيجة الجلسة الرمضانية مع نبات بري :    كن أول من يقيّم

نتيجة الجلسة الرمضانية مع نبات بري :

           

                        * . المجموعة العاشرة :

 

المبحث الأول : [ = الإختيار الأول ] المبيض مقسم خارجيا إلى أربعة أقسام  ovairedivisé extérieurement en 4 parties : و كل نبات مبيضه مقسم خارجيا إلى أاربعة أقسام   فهو ، إما : 

.        ـ  ذو أزهار بها خمس أسدية ، و له أوراق غير لحمية ، فهو نبات ينتمي إلى فصيلة الحمحميات = Borraginacées

.        ـ  ذو أزهار بها عشر أسدية ، فهو نبات ينتمي إلى فصيلة المخلدات = Crassulacées        

            المبحث الثاني : [ = الإختيار الثاني ] المبيض غير مقسم خارجيا إلى أربعة أقسام .

                                   { و للتأكد من هذه الصفة لابد من إزالة الكأس calice و التويج corolle لمشاهدة مبيض الزهرة و التأكد من كونه مقسما أم هو مكون من كتلة واحدة .

                                   { و النتيجة أنه غير مقسم خارجيا إلى أربعة أقسام .

                                   { و نظرا لصغر حجم أزهار النبات ، و ضعف قوام أجزائها ، و القيام بالبحث في ليلة رمضانية ، فقد احتاج الأمر إلى استعمال أدوات ضرورية لإنجاح المهمة و هي

{ مكبرة لوضوح رؤية المبيض و الأسدية و تمييز السمة stigmate ، و ملقط صغير pince لإزالة التويج و عد الأسدية ، موسى صغيرة لشق غلاف   التويج و التأكد من     إلتحام  الأسدية بداخله . و مصباح مكتب ذي ضوء مركز لوضوح رؤية الأجزاء النباتية أثناء فحصها ليلا.

{ و نتيجة الفحص هو أن المبيض غير مقسم خارجيا إلى أربعة أقسام . فـَيُـلـْغَى الإختيار الأول ، و نتابع مسار الإختيار الثاني لنجد أمامنا خمس اختيارات ، واحد منها فقط  يناسب شكل نباتنا المبحوث في تصنيفه :

 

            الإختيار الأول : أكثر من 12 سدأة ، و البتلات ملتحمة بأسفل قاعدتها فقط .

            الإختيار الثاني : نبات عديم اليخضور ، عديم الأوراق .

            الإختيار الثالث : سبلات sépales ملونة و  مستقلة في ما بينها ، منها اثنتين أطول من باقي الأسدية .

            الإختيار الرابع : شجيرة ذات أوراق شائكة .

            الإختيار الخامس : نبات ليس فيه إحدى صفات الإختيارات أعلاه .

                                   { و نتيجة فحص النبات بالنسبة لكل اختيار ، يتضح أن النبات ليس فيه أي صفة من صفات الإختيارات الأربع

                                   { لذا نختار مسار الإختيار الخامس لنجد أمامنا اختيارين هما :

           

            الإختيار الأول : نبات متسلق plante grimpante ، أسديته مستقلة و تويج على شكل قِـمع entonnoir .

            الإختيار الثاني : نبات ليس بمتسلق و في نفس الوقت له أسدية مستقلة .

                                   { و بفحص النبات نجد أن الإختيار الثاني هو المناسب ، و امتداده هو :

 

            الإختيار الأول : بالزهرة من 2  إلى 5 سمات stigmates [ سمة = الجزء الأعلى من مدقة الزهرة ] .

            الإختيار الثاني : بالزهرة سِـمـة واحدة .

                                   { و بفص الزهرة يتضح بأن بها سمـة واحدة ، فنختار هذا الإختيار الثاني  المتفرع إلى :

 

            الإختيار الأول : الأزهار في هيئة عناقيد جد طويلة ، أو سنابل .

            الإختيار الثاني : نبات لا توجد فيه كل هذه الصفات مجتمعة .

                                   { و نباتنا لا توجد فيه هذه الصفات لأن أزهاره منفردة ، و لا وجود فيه لعناقيد و لا سنابل .

                                   { فيكون الإختيار الثاني هو المختار ، و هو يتفرع إلى :

 

            الإختيار الأول : الأسدية ملتحمة حول المدقة  بواسطة خيوط مآبرها [ خيط المئبر = filet ] .

            الإختيار الثاني : الأسدية مستقلة أو ملتحمة بواسطة " متوكها " anthères [ المَـتك = الجزء العلوي من العضو الذكر في الزهرة ، به أكياس تحوي حبوب اللقاح  ]

                                   { و بما أن أسدية نباتنا مستقلة تماما ، و ليست ملتحمة ، لا بواسطة الخيوط و لا المتوك ، فإن الإختيار المعتبر هو الثاني ، الذي يتفرع إلى :

 

            الإختيار الأول : الأسدية مواجهة opposées  للبتلات ؛ و المبيض غير مقسم لا داخليا و لا خارجيا .

            الإختيار الثاني : الأسدية متبادلة alternes  للبتلات . و مبيض مقسم داخليا .

{ و بعد فحص المبيض خارجيا بالمشاهدة، و داخليا بإنجاز مقطع عمودي في ثمرة ، و مقطع أفقي في أخرى . و بعد التأكد من وضعية الأسدية بالنسبة للبتلات ، يتضح أن          

{ مبيض النبات مقسم داخليا ، و أن الأسدية غير مواجهة للبتلات . و بهذا يكون الإعتماد على الإختيار الثاني ، و منه إلى :

 

            الإختيار الأول : المبيض مقسم داخليا إلى  2 أو 4 أخدار أو خدور [ loge = خِــدر : الفجوة من المبيض النباتي حيث تتكون البزرة ] .

            الإختيار الثاني : المبيض مقسم خارجيا إلى قسمين .

                                   { سبق القول إلى أن لمبيض مقسم داخليا ، و ثبت بالتشريح  أنه مقسم داخليا على الأقل إلى خدرين .

                                   { و باختيارنا للإختيار الأول ، نصل إلى النيجة النهائية في هذا المستوى ، و هي أن النبات موضوع البحث  هو نبات ينتمي إلى فصيلة " الباذنجانيات = Solanacées .

 

و باتباع نفس المنهج  ، يتم تحديد الجنس في  Lycium، ثم النوع في Boiss. Lycium intricatum .

 

و تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع غير موجود بــ" فلورا " فرنسا و بلجيكا و سويسرا  المعتمدة منذ  البداية  في هذا التحليل ، لذا استعنت بـ" فلورا " الجزائر ، لإتمام البحث ، و تحديد اسم النوع . و نفس النع موجود بـ" فلورا" منطقة لحوزبناحية مراكش ، و شاهدته ينمو بكثرة بمنطقة دكالة و بالساحل الأطلسي منها ، و هو نفس النوع البريبحديقة بيتي .

1 - نوفمبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
إلى الأخ Zeki Moammed HASSAN    كن أول من يقيّم

شكر ا لك أيها الأخ الكريم على ثنائك  ، و مرحبا بك أخا مشاركا في المحاورة  ، و هي محاورة بين  " مرشد " [1] و طالب علم ، فو الله ما أنا بعالم ، بل مجرد تقـني فلاحي مهتم بدراسة النباتات و تربية النحل [2] . و سأكون من أسعد  الناس  لو يتشرف السادة العلماء من دكاترة و مختصين بتصحيح ما نخطه و نعرضه على أنظار الزوار . فـفـوق كل ذي علم عليم .

            أما عن ملاحظاتك ، فهي في الصميم ، تدل عن دقة الملاحظة واهتمام بعلم المصطلح . إلا أنني أعتمد أساسا في هذا الباب على المصطلحات المتداولة والشائعة  الإستعمال و الموثقة في المعاجم و القواميس و كتب اللغة . فكل المصطلحات الواردة في كتاباتي مأخوذة من مراجعي .

            و أما عن الصيغة العربية { فِــعــالــة بكسر الفاء } فقد قال عنها الأمير مصطفى الشهابي في مقدمة معجمه عن الألفاظ الزراعية أنها من ضمن القرارات أو قل القواعد القياسية التي اتخذها مجمع اللغة العربية في مصر ، و نص ما أورده عنها قوله   : " يُصاغ للدلالة على الحرفة أو شبهها ، من أي باب من أبواب الثلاثي ، مصدر على وزن فِــعــالــة بالكسر " .و على هذا استعملتُ مصدر الغِـراسة من غَـرَسَ ، و جعلتها أمام كلمة Arboriculture ، و إن لم ترد الغراسة في المعجمات ، في مادة غرس ، بل وردت عفوا في مادة خرج في التاج و اللسان . و قال غيري رِسـامة من رَسَـمَ لحرفة الرسم "../هـ... و يستفاد من هذا أن الصيغة تخص الحرف خاصة أو ما شابهها ، و من هنا كانت النجارة و الحدادة  و الفلاحة و الزراعة و الخياطة و الطرازة و الفصالة و الصباغة والخرازة....و هلم جرا في الحرف ، أي المهارات اليدوية ، لا العلوم النظرية ، فقيل الجراحة ، و لم أسمع عن الطبابة ، و سمعت عن التطبيب و التمريض ، و لم أسمع بالمراضة. و العشابة شبه حرفة ، فيها مجهود عضلي أثناء التعشب ، و تتطلب مزاولتها استعمال آلات عديدة و متنوعة ، أما اسم علم النبات Botanique فيطلق الآن على جملة علوم خاصة ، يعد علم التصنيف systèmatique و Taxommie من جملة فروعه ، و الحقيقة أن مشاركتك هذه هي أول نص أقرأ فيه مصطلحات النباتة  و الصنافة على وزن " فـِعالة " ، فهي سابقة يسجلها موقع الوراق لك . و منك نستفيد إن كان عندك مزيد .

            و نفس الملاحظة بالنسبة لمصطلح الإراضة و قد أحسنت صنعا بذكرك لمفهومه بين قوسين ، لأني و بكل بساطة لم أكن لأعرف المقصود منه ، رغم كل ما تظنه عندي من علم .

            أما عن الجدات و الحفيدات عند النحلة المغربية و سلالاتها ، فمن المعروف أن الذكور في العائلات هم المعول عليهم  في بقاء اسم العائلة حيا يذكر عبر الحقب و العصور . و قد تفوه عدوالله و عدو النبي صلى الله عليه و سلم ، العاص بن وائل  فقال عنه أنه أبثر عند موت ابنه  ، و لأنه سيخلف البنات دون الذكور ، فقطع الله أثر عدو رسوله ، و أبقى ذكر نبيه  محمدا مقرونا باسمه إلى يوم القيامة .... وإذا بقي اسم سلالة النحلة  المغربية  حيا يذكر إلى يومنا هذا فمرده إلى وجود ذكورها الحاملة لإسم سلالتها ،و صدق الله العظيم ، و هو القائل في محكم تنزيله : { و ما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم } ـ الآية 38 ، سورة الأنعام .

 أما عن جنس النحل في الكتب العربية ، فجل المراجع تقول عن النحل أنه [ أو أنها ]  يـُؤنّث و يـُذكـّر [ أو تؤنث و تذكر ].

            و أما من الناحية البيولوجية فإن وجود الذكور في الخلايا ضروري لتلقيح الملكات ، لتضع بيضا ملقحا ينتج عنه شغالات و ملكات المستقبل ، و يضمن بقاء النوع . و اما البيض الغير الملقح و الموضوع من طرف الملكات الغير الملقحة ، بل و حتى الشغالات أحيانا [ تسمى أمهات كاذبة = ouvrières pondeuses ]  فلا ينتج عنه سوى ذكور . و هو ما يعرف بالتوالد العذري ، بمعنى عذارى تلد = parthénogenèse ...

و قد ثبت أن عدم تلقيح الملكات من طرف الذكور يُعـَرِّضُ الخلايا للموت المحقق . و هذا من سنن الله في خلقه . و لن تجد لسنة الله تبديلا .

الهامش :[1] هذا هو اسم التقني الفلاحي عند الفلاح المغربي . [2] أنظر ركن { تربية النحل قديا و حديثا } بمجلس العلم و التكنولوجيا بموقع الوراق هذا .

 

 

31 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
العمل على توثيق نباتات فيفاء    كن أول من يقيّم

 

جاء في كلمتكم الأخيرة أن اعتمادكم في تحديد أسماء النباتات المعروضة بموقعكم ، كان  بمقارنة الصور باشخاص نباتات " فيفاء " فقط . و الحقيقة أن هذا غير كاف من الناحية العلمية ، و لابد من مراجعة كل تسمية مشتبه فيها بالنسبة للنباتات االخاصة بمنطقة " فيفاء " ، و ذلك نظرا لتشابه أشكال نباتات مختلفة كل الإختلاف من حيث التصنيف و الخصائص . و قد يختلط الأمر أحيانا بين نبات مسالم و نبات سام . و لابد من البحث عن كتاب " فلورا " خاص بمناطق بالمملكة السعودية أو مناطق من اليمن ، و هي ولا شك كتب موجودة ، لأن الغربيين يهتمون كثيرا بخيرات البلاد العربية و كنوزها النباتية ، و لبلاد اليمن شهرة قديمة في هذ الميدان ، في التاريخ القديم و الحديث . و إذا تعذر الأمر ، و في انتظار إيجاد حل ، فإني على استعداد أن أتوصل منك ،  و على طريق البريد ،  بعينات مجففة و محضرة بالطريقة التي ساصف لك مستقبلا ، و سأحاول تحليلها و تصنيفها مستعينا بما في حوزتي من مراجع .

            أما عن لائحة المراجع المعتمدة فهي قيمة و مفيدة لاشك في ذلك . و الكتاب الأول باللائحة :" كتاب علم أحياء النبات " ، وأمثاله من الكتب المترجمة ،  سيكون المصدر الأساسي للمصطلحات الخاصة بأسماء أعضاء النبات و مكونات الزهرة ، و أوصاف الأوراق . و هي مصطلحات ضرورية للتصنيف ، لأن المترجمين يحتفظون عادة  بالأسماء الأصلية إلى جانب مرادفاتها المترجمة أو المعربة  . و أما كتاب المعتمد في الأدوية المفردة ، فهو يعد عند المحققين مختصرا  لكتاب الجامع لإبن البيطار، و هو الكتاب الذي أتشرف بتحقيق أسمائه بمجالس موقع الوراق هذا . و أما الكتب الخاصة بالتداوي بالأعشاب فموضوعها معلوم . و أما عن المواقع فلم أزرها بعد ، و سأحدثك عنها لاحقا إن شاء الله .

 

28 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
اعتماد " الفلورا " في تحديد اسم الجنس و اسم النوع ، بعد تحديد اسم الفصيلة :    كن أول من يقيّم

تذكير :

            تم تحديد اسم فصيلة النبات موضوع البحث و التحليل من أجل التصنيف ، و كانت النتيجة أنه من فصيلة السذابيات Rutacées .

            و نتابع فيما سيأتي البحث في " الفلورا " بغية تحديد اسم جنس هذا النبات داخل الفصيلة ثم اسم النوع داخل الجنس .

 

* . فصيلة السذابيات : Rutacées

 

            المبحث الأول : أزهار ذات  شكل مألوف و منتظم régulières      

            المبحث الثاني : أزهار ذات شكل غير مألوف و غير منتظم irrégulières

{ و بالنظر إلى شكل أزهار نباتنا نجد أنها ذات شكل ألوف منتظم عادي . فنعتبر المبحث الأول . و تكون النتيجة أن ذه الصفات هي صفات جنس { السذاب = Ruta }

                                   و لجنس  Ruta  هذا بالمغرب ما لا يقل عن أربعة أنواع ، و سنتابع البحث لتحديد نوع نبات البحث .

                                  

{ أما المبحث الثاني ، الشامل للنباتات ذات الأزهار الغير مألوفة الشكل، فنتيجته هوجنس{ دقطامونن = Dictamnu } من السذابيات أيضا .

 

*. جنس { السذاب = Ruta  }

 

            المبحث الأول : أوراق كلها على شكل سيور  lanières رقيقة ذات تقاطيع  ، قممها مستديرة .. فصلات sépales أطرافها طويلة شبه حادة . و بتلات غير محاطة بهدوب .

            المبحث الثاني : أوراق تقاطيعها في الغالب منبسطة و بيضوية الشكل ovales . الثمار ذات فصوص مدورة . فصلات حادة القمم  .

{ و بمقارنة صفات أوراق النبات و فصلاته و ثماره نجدها مطابقة لما جاء بالمبحث الثاني ، و تكون النتيجة أن هذا النبات موضوع البحث و المعروض للتصنيف ، هو النوع المسمى علميا و على الصعيد العالمي باسم Ruta graveolens L. = Rue fétide  و معناه { سذاب منتن }  .  نبات معمر   vivace منابته التلال و منحدراتها ، و بالأماكن الجافة ، ذو أزهار صفر ، يعلو ما بين 40 إلى 70 سم ، يزهر بريا بفرنسا ما بين يونيو و يوليوز .

 

الخاتمة :

            هذه تتمة موضوع التعريف بمحتوى كتب  "الفلورا = Flora = Flores أو مباحث النبات . و رأينا تتابع التفريعات الثنائية dichotomiques التي يسلكها الباحث أثناء تصنيفه للنبات ، بتتبع الصفات المتطابقة بين ما يصفه الكتاب و ما هو موجود بالنبات ، و تكون النتيجة تحديد اسم الفصيلة ثم اسم الجنس و أخيرا اسم النوع .

            و سنقدم أمثلة أخرى لنباتات تنتمي إلى فصائل مختلفة لنفهم أكثر كيفية و تقنية استعمال هذه الكتب الخاصة بالتصنيف  في علم النبات .

 

28 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
جلسة رمضانية مَعْ نبات بري :    كن أول من يقيّم

جلسة رمضانية مَعْ نبات بري :

 

            المقصود بهذا العنوان هو عرض مثال آخر لتصنيف نبات بري ، هو عبارة عن شجيرة شائكة  تنمو بحديقة بيتي ، و تحمل الآن أزهارا و ثمارا ، و هذان هما الشرطان الأساسيان و الضروريان ليسهل تصنيف النبات باستعمال مبحث النباتات  أو " الفلورا " . أخذت من الشجيرة غصنا صغيرا يحمل أوراقا و أزهارا و أشواكا و ثمارا ، ووضعته على مكتبي إلى جانب كتاب " الفلورا " ، و جلست لتبدأ الرحلة في اختيار ما يناسب من مباحث في غابة المباحث المعروضة في الكتاب :       

 

  المبحث الأول  : نبات ذو أزهار fleurs ، بداخلها أسدية étamines ، أو  مدقة pistil  ، أو هما الإثنين في نفس الوقت .

المبحث الثاني : نبات بدون أزهار [ لازهري ] ، و لايحمل أسدية و لا مدقة .

                          {  و بما أن لنباتنا أزهار ظاهرة و بها أسدية ، فإننا نتابع البحث في هذا الإتجاه ، الذي يتفرع بدوره إلى مبحثين اثنين }

 

المبحث الأول  : توجد الأسدية و المدقات بنفس النبات ، و أحيانا في أزهار مختلفة .

المبحث الثاني : جميع الأزهار عديمة المدقات ، أو جميع الأزهار عديمة الأسدية .

                          { تؤخذ الزهرة و تفتح للتأكد من وجود الأسدية و المدقات ، أو الأسدية وحدها إن كانت زهرة ذكر ، أو المدقات وحدها إن كانت أنثى .

                          { و بما أن بأزهار نباتنا أسدية و مدقات ، فإننا نستثني المبحث الثاني ، و نسير في المبحث الأول لنجد في نهايته مبحثين آخرين هما :

 

المبحث الأول  : أزهار ذات غلافين : تويج corolle ، و كأس calice ، مُـخـْتـَلِـفـيْ اللون و القوام [ بمعنى أن لون لتويج مغاير للون الكأس].

المبحث الثاني : أزهار ذات غلاف زهري وحيد [ التويج وحده ، او الكأس وحده ] ، أو هي ذات غلافين من نفس اللون و القوام .

                          { و بالنظر و فحص الأزهار الموجودة أمامنا ، نلاحظ أن لها غلافين ، تويج و كأس ، و أن لون التويج هو غير لون الكأس .

                          { لذا نعتبر المبحث الأول ، و نترك المبحث الثاني جانبا لأنه يخالف ما هو كائن في النبات موضوع البحت . لنجد مبحثين آخرين هما :

 

المبحث الأول  : تويج غير فراشي   corolle non  papilionacée[ هو شكل أزهار نباتات من القرنيات ، و أشهرها الفول ، لها شكل مميز ، يسهل التعرف عليه]

المبحث الثاني : تويج فراشي corolle papilionacée  .

                          { و بانظر إلى تويج نباتنا و التأكد من شكله نجد أنه غير فراشي . فنستثني المبحث الثاني و نسير مع اتجاه المبحث الأول ، لنجد في آخره مبحثين هما :

 

  المبحث الأول : بتلات الزهر pétales مستقلة حتى قاعدتها .

 المبحث الثاني : بتلات الزهرة ملتحمة فيما بينها على الأقل في قاعدتها [ أسفل التويج ] .

{ و هنا يظهر أول اختلاف في شكل أزهار هذا النبات مقارنة بشكل أزهار نبات { السذاب } الذي سبق تصنيف فصيلته . ذالكم أن بتلات زهرة نباتنا اليوم ملتحمة في ما بينها في قاعدة التويج و بشكل بارز بين . لذا فإننا هنا نلغي المبحث الأول ، و نتابع البحث في مسار المبحث الثاني ، و هذا عكس ما طبقناه في تحليل شكل نبات السذاب ذي البتلات المستقلة . و تغيير مسار البحث هنا ، معناه ارتقاب حدوث تغيير في النتيجة النهائية ، بمعنى أن فصيلة هذا النبات لن تكون هي نفس نبات " السذاب "، مادام شكل أزهار هذا النبات هو غير شكل أزهار نبات " السذاب " .          أقول هذا و أعيد قوله لإثارة الإنتباه إلى الدور " الخطير "  ـ كما يقال ـ الذي يلعبه شكل الزهرة في تحديد فصيلة النبات . و أقول هذا و أعيده ليعلم هاوي التصنيف  و يتعلم أن تكون دراسة الزهرة من حيث معرفة تكوينها العام و الخاص ، و أساء أجزائها محط اهتمام دائم ليضمن نجاحه في هذه الهواية . و النتيجة الأولى هنا أن هذا النبات ، و جميع النباتات الحاملة لنفس الصفات ، تصنف فيالقسم " ب " = B  ، و هو قسم النباتات ذات البتلات الملتحمة ، و إليه ينتمي نباتنا ، و به يستمر بحثنا .

           

               * . قسم النباتات ذات البتلات الملتحمة : Section B : Plantes à pétales soudés     

 

28 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
كلمة شكر للأخ الفيفي    كن أول من يقيّم

شكرا لك و ألف شكر على حسن ظنك بي ، و على كرمك و نبل أخلاقك و صفاء سريرتك ، و الله أسأل أن يجازيك على نيتك اوفر الجزاء . بارك الله فيك ، و كثر من أمثالك ، فو الله لن أفيك حقك مهما قلت و أعدت ، و في مثل هذه المواقف يعجز اللسان فعلا عن التعبير . و سأكون سعيدا كل السعادة يوم تصبح عشابا مقتدرا ناجحا في التعريف بهذا الغنى النباتي في منطقة الفيفاء ، يومها إن شاء الله سأبدل كل ما في وسعى لزيارتك ببلدتك و التعشب برفقتك في سهول و جبال الفيفاء ، و ما ذلك على الله بعزيز . كما أقدم كل الشكر و التقدير لراعي موقع الوراق هذا و فريق العمل به ، الذين شيدوا  و فتحوا مجالس  هذه المعلمة الشامخة لخدمة زوارها ،  فأتاحوا  مثل هذه اللقاءات  التي سيستفيد منها و لاشك مهتمون كثيرون في شتى بقاع العالم . فلله الحمد و له الشكر على منه و كرمه و توفيقه .

و لكم جميعا مني فائق تقديري و احترامي .

27 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
التعريف بمحتوى كتب " الفلورا " = Flore ، و كيفية استعمالها :    كن أول من يقيّم

              كتب " الفلورا " هذه هي الأداة الضرورية و الأساسية المستعملة في تصنيف النبات . و لتبسيط الأمور ، سأحاول تشخيص حصة من حصص عملية التصنيف ، لنرى كيف تمر مراحلها .

             

المرحلة الأولى : تعشب النبات

 

و النبات إما أن يكون عشبة صغيرة الحجم ، او متوسط الحجم مثل الشجيرات او كبير مثل الأشجار . و يحتاج العشاب إلى عينة من أعضاء النبات موضوع البحث تمثله خير تمثيل . لذا لابد ان يكون النبات في مرحلة الإزهرار على الأقل ، حتى يمكن تحديد فصيلته . ثم تؤخذ عينة من ثماره فيما بعد لإتمام التحليل .

فإذا كان النبات عشبة مزهرة صغيرة ، أخِدَ بعناية بكامله : بجذوره و اوراقه و فروعه و أزهاره و ثماره إن كانت موجودة به ، و يحتفظ به تاما ، و على هيئته الطبيعية حى يصل إلى طاولة البحث .

و إذا كان شجيرة أو شجرة مزهرة ، يؤخد منها غصنا بأوراقه و أزهاره و ثماره . و يُـحْتـَفـَظ به في أحسن حال و بعناية تامة حتى يصل إلى طاولة البحث . وهناك طرق لحفظه أو تجفيفه قصد الإحتفاظ به حتى وقت تحليله ، إذا احتاج الأمر ذلك ، و سيأتي الكلام عنها في حينه .

              يوضع النبات على الطاولة ، و يفتح كتاب " الفلورا " في أولى صفحات مفاتيح التصنيف فيه ، ثم تبدأ قراءة الأسئلة و يجاب عليها بما هو مشاهد فعلا في النبات .

              و كمثال أولي ، لنأخذ مثلا نباتا من نباتات فيفاء و ننظر ما ذا يقول فيه مبحث نباتات .

و كبداية للإستئناس نأخذ مثلا نباتا مزهرا، وجدته يوم أمس بمدينتي في مزهرة  أمام مقهى عمومي ، و هو نبات من نباتات الزينة في حدائق الدور ، و يستعمل في البخور في الطب الشعبي ، و ينمو بريا في فرنسا ، و يوجد وصفه في المبحث . و الوصف في  متن الكتاب فرنسي ، و الترجمة لي .

 

المرحلة الثانية : تحديد إسم فصيلة  النبات باستعمال المفاتيح :

 

المبحث الأول  : نبات ذو أزهار fleurs ، بداخلها أسدية étamines ، أو  مدقة pistil  ، أو هما الإثنين في نفس الوقت .

المبحث الثاني : نبات بدون أزهار [ لازهري ] ، و لايحمل أسدية و لا مدقة .

                          {  و بما أن لنباتنا أزهار ظاهرة و بها أسدية ، فإننا نتابع البحث في هذا الإتجاه ، الذي يتفرع بدوره إلى مبحثين اثنين }

 

المبحث الأول  : توجد الأسدية و المدقات بنفس النبات ، و أحيانا في أزهار مختلفة .

المبحث الثاني : جميع الأزهار عديمة المدقات ، أو جميع الأزهار عديمة الأسدية .

                          { تؤخذ الزهرة و تفتح للتأكد من وجود الأسدية و المدقات ، أو الأسدية وحدها إن كانت زهرة ذكر ، أو المدقات وحدها إن كانت أنثى .

                          { و بما أن بأزهار نباتنا أسدية و مدقات ، فإننا نستثني المبحث الثاني ، و نسير في المبحث الأول لنجد في نهايته مبحثين آخرين هما :

 

المبحث الأول  : أزهار ذات غلافين : تويج corolle ، و كأس calice ، مُـخـْتـَلِـفـيْ اللون و القوام [ بمعنى أن لون لتويج مغاير للون الكأس].

المبحث الثاني : أزهار ذات غلاف زهري وحيد [ التويج وحده ، او الكأس وحده ] ، أو هي ذات غلافين من نفس اللون و القوام .

                          { و بالنظر و فحص الأزهار الموجودة أمامنا ، نلاحظ أن لها غلافين ، تويج و كأس ، و أن لون التويج هو غير لون الكأس .

                          { لذا نعتبر المبحث الأول ، و نترك المبحث الثاني جانبا لأنه يخالف ما هو كائن في النبات موضوع البحت . لنجد مبحثين آخرين هما :

 

المبحث الأول  : تويج غير فراشي   corolle non  papilionacée[ هو شكل أزهار نباتات من القرنيات ، و أشهرها الفول ، لها شكل مميز ، يسهل التعرف عليه]

المبحث الثاني : تويج فراشي corolle papilionacée  .

                          { و بانظر إلى تويج نباتنا و التأكد من شكله نجد أنه غير فراشي . فنستثني المبحث الثاني و نسير مع اتجاه المبحث الأول ، لنجد في آخره مبحثين هما :

 

المبحث الأول : بتلات الزهر pétales مستقلة حتى قاعدتها .

المبحث الثاني : بتلات الزهرة ملتحمة فيما بينها على الأقل في قاعدتها [ أسفل التويج ] .

{ و بفحص تويج زهرتنا نجد أن البتلات مستقلة فيما بينها . فنلغي المبحث الثاني من البحث و نسير مع الأول لنجد في آخره النتيجة الأولى و هي أن هذا النبات ، و جميع  النباتات الحاملة لنفس الصفات  تصنف في القسم أ = A ، و هو قسم النباتات ذات البتلات الستقلة ، و هو القسم الذي ينتمي إليه نباتنا ، و به يستمر بحثنا .

 

                         *ـ قسم النباتات ذات البتلات المستقلة Section A : Plantes à pétales séparés   

           

           

27 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
تتمـة التعريف بمحتوى كتب " الفلورا " = Flore ، و كيفية استعمالها :    كن أول من يقيّم

 *ـ قسم النباتات ذات البتلات المستقلة Section A : Plantes à pétales séparés   

           

            المبحث الأول : أزهار بها أكثر من 12 سدأة étamines  

            المبحث الثاني : أزهاربها 12 سدأة أو أقل من 12 سدأة .

                                   { و هنا يجب عَــدُّ الأسدية ، و التأكد من عددها . و هنا تبرز أهمية الإحتفاظ بالنبات كما هو حتى لا يضيع منه جزأ ولو كان صغيرا كسدأة مثلا .

{ و بالعد الصحيح  لأسدية عدد من الأزهار ، يتضح أن بالزهرة الواحدة إما 12 سدأة ، أو أقل من 12 سدأة . فيلغى المبحث الأول ، و نتابع البحث في اتجاه    الثاني ، لنجد :

 

            المبحث الأول : أزهار وريقات كؤوسها [ فِـصلات = كأسيات = sépales [2]] مستقلة تماما أو ملتحمة شيئا ما ـ قليلا ـ بالقاعدة la base،و غير ملتحمة بالمبيضovaire

                                   { و هنا تعرض رسومات لمقاطع أزهار توضح وضعية الوريقات بالنسبة للمبيض ، و أنها ليست ملتحمة به .

المبحث الثاني  : وريقات كأس الزهرة ملتحمة قليلا أو كثيرا بالمبيض [ يعرض رسم كمثال ] ، أو كأس ملتحمة بالمبيض، و يوجد هذا الأخير ظاهريا تحت الزهرة [ كما هو مبين  

                       في رسم توضيحي ].

                        { و بما أن وريقات كاس نباتنا مستقلة عن مبيض الزهرة ، فنعتبر المبحث الأول ، ونسير في اتجاهه لنجد أختيارين اثنين هما :

      

            المبحث الأول  : مدقة pistil كربلاتها carpelles مستقلة تماما أوملتحمة من أواسطها .

            المبحث الثاني  : مدقة كربلاتها ملتحمة في مبيض واحد .

{ و بفحص كربلات الزهرة يتضح بالعيان أنها مستقلة تماما أو متلتحمة من أواسطها فقط . فيلغى المبحث الثاني ، و يعتبر الأول ، و تكون نباتاته ، أي التي تحمل نفس الأوصاف  المعتبرة في  البحث و الموجودة في النبات ، هي  المجموعة الثانية من هذا القسم . و لا تعتبر الأولى لأن شكل نباتاتها مخالف لشكل نباتنا .

 

                        *. المجموعة الثانية :

 

            المبحث الأول : أوراق غليظة و لحمية épaisses et charnues  

            المبحث الثاني : الأوراق ليست بلحمية .

                                    { و بفحص سمك الأوراق تيضح أنها ليست لحمية . فيترك المبحث الأول ، ويؤخذ المبحث الثاني في الإعتبار . لنجد أمامنا :

 

            المبحث الأول : تتكون  الزهرة من 3 بتلات و 3 فصلات 3 sépales et 3 péales

            المبحث الثاني : 4 أو 5 فصلات و 4 أو 5 بتلات 4 ou 5 sépales et 4 ou 5 pétales  

                                   { و بفحص الأعضاء المكونة للزهرة يتضح أن بها أعداد المبحث الثاني ، فيبعد المبحث الأول من البحث ، لنجد احتمالين اثنين هما :

 

            المبحث الأول : بتلات ذات شكل ملعقة cuiller  أو cuillère

            المبحث الثاني : بتلات في شكل ملعقة [ و يعرض رسم يبن شكل البتلات الشبيهة بملعقات ]

{ و بفحص بتلات زهرة النبات نجد أن شكلها يشبه شكل ملعقة . و ههنا نجد النتيجة الأولى من البحث و هي أن النبات موضوع البحث ينتمي لفصيلة { السذابيات = Rutacées}.

 

            خلاصة :

 خلاصة القول ـ بل خلاصة البحث العلمي الدقيق كما رأينا ـ  أن هذا النبات ، و جميع النباتات الأخرى  الحاملة لهذه الصفات  المورفولوجية المعتبرة و المنتقاة في هذا البحث ، من أجناس أو أنواع ، قل عددها أم كثر ، هي نباتات تنتمي  بناء على شكل أزهارها إلى فصيلة السذابيات = Rutaées .

 و لو أردنا استخراج أو استخلاص تعريف علمي دقيق لهذه الفصيلة من نتائج هذا البحث  لقلنا مثلا : السذابيات هي فصيلة نباتات ذات أزهار حاملة لمدقات و أسدية لا يتعدى عددها 12 سدأة ، تويجاتها و كؤوسها مختلفة اللون و القوام ، ليست بفراشية الشكل ، بتلاتها و عددها من 4 إلى 5 مستقلة ولها شكل ملعقة  ، و سبلاتها و عددها من 4 إلى 5  غير ملتحمة بالمبيض ، و كربلات المدقة مستقلة تماما أو ملتحمة في أواسطها فقط . وألأوراق ليست لحمية  .

            وتطبيقا لهذه القاعدة ، فكل نبات اجتمعت فيه هذه الصفات فهو من فصيلة السذابيات . و الملاحظ أن العضو النباتي المعول عليه أساسا هنا في تحديد إسم الفصيلة هو الزهرة باعتبار عدد و شكل  أجزائها . و هذا صحيح بالنسبة لجل الفصائل التي يسهل التمييز بينها من طرف العشاب الماهر من النظرة الأولى إلى شكل أزهارها .لذا فعلى المبتدئ أن يهتم في بدايتنا هذه  بملاحظة شكل الأزهار ، و بحفظ الأسماء  الخاصة بمكونات الزهرة عن ظهر قلب ، بالعربية و الإنجليزية أو الفرنسية . كما يعتمد على شكل الثمار  للتمييز بين النباتات ذات الفلقة الواحدة monocotylédones و ذات الفلقتين dicotylédones، و منها السذابيات ، كما سيأتي بيانه . و إلى حلقة أخرى إن شاء الله .                                           

 

 

27 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
الأسماء الشائعة للنبات و علم التصنيف :    كن أول من يقيّم

            استوقفني كثيرا في مقالك ، مقولتك  :" العقبة الكؤود لمن أراد البحث في مجال النبات في هذه المنطقة هو الإسم المحلي و الذي يكون محصورا على المنطقة ، و قد لا يعرف بهذا الإسم إلا هنا ، و إن صادفت بعض النباتات توافق الإسم الموجود في اليمن "./هـ ... و أقول أن هذا حال الأسماء المحلية و الشائعة و المبذولة  للنباتات في كل البقاع و كل اللغات ، و في جل المؤلفات أيضا ، فهي كثيرة و جد مختلفة و جهوية و قد يطلق الإسم الواحد على نباتات مختلفة . و مهمة العشاب أساسا هو البحث عن الإسماء العلمية المرادفة لهذه الأسماء المحلية الشائعة . عندها تتحول هذه العقبات الكؤود إلى حقول ثقافية يعتز بها العشاب و يتباهى بوجودها في حوزته و منطقته ، ثم يكتشف فيها أصالة و علامات تاريخية كانت فيكمون و بيات  تنتظر من يحث تراب النسيان و الإهمال و الجهل عن هاماتها ، و من يقرأ و يتدبر حكمة الخالق في إيجادها . و ستغير نظرتك لهذه الأسماء يوم تحدد أشخاص نباتاتها فتقول باعتزاز :" إن النبات المسمى علميا كذا و كذا هو المسمى عندنا في الفيفاء بكذا ". عندها يصبح المجهول معلوما و المحلي عالميا . و تصبح العقبة الكؤود سهلا ميسرا .

            كما أن وجود أسماء متشابهة لنفس النبات في قطريين جارين لا يخلو من فائدة ، و البحث وحده كفيل بإبرازها و الإستفادة منها . 

 

26 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
من أمهات مراجع مباحث النبات :    كن أول من يقيّم

من أمهات الكتب في العشابة :

 

تذكير :

ورد في مقالي الأخير ، عند الحديث على توثيق تعاريف نباتات موقع " هذه فيفاء " ، أن استشهدت فيه بمقولة :" رُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه " . و أود هنا أن أوثق بدوري هذه المقولة فأقول :

وجدت  اليوم  أثناء تصفح  مذكرتي عن قراءتي  لكتاب : " لباب التأويل في معاني التنزيل " [ـ ج2 ـ  ص 8] ، تأليف علاء الدين علي بن محمد بن ابراهيم البغدادي الصوفي ، المعروف بالخازن رحمه الله .  و بهامشه كتاب :" مدارك التنزيل و حقائق التأويل " ، تأليف ابو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي رحمه الله .... أقول أني وجدت ما نصه : قال الخازن ، عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : { نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه . فرب مبلغ أوعى من سامع } ، أخرجه الترمذي . و له عن زيد بن ثابت قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، و رب حامل فقه ليس بفقيـه }. فلا يضرك أخي الفيفي أن تتكلم عن النبات و لست بنباتي و لا " خلافه " ، و لكن الأولى أن تجتهد و تكد لتصير نباتيا " بصح و صحيح " .

 

أول مراجعي في العشابة ـ " فلورا " فرنسا و سويسرا و بلجيكا ـ :

 

و للأمانة العلمية ، أقول أن ما أخطه هنا عن التعشب العشابة و التدرج في تعلمهما ، هو حقائق اكتسبتها من الممارسة و بصفة  " عصامية " كما يقال ، لأن هذه المادة لم تكن مقررة في مواد الدراسة الرسمية التي استفدت منها. صحيح ان في الدراسة حصة علم النبات botanique بالإضافة إلى الشِّجارة arboriculture العامة و الخاصة ، و علم الفلاحة العامة و الخاصة agriculture، و السِباخة maraichage العامة و الخاصة ، و كلها علوم تهتم بزراعة الحبوب و القطاني و الخضر ، و غراسة أشجار الفواكه ، و علوم فلاحية و زراعية أخرى  غيرها ، إلا أن الدروس  في علم النبات كانت عامة عن مورفولوجيا النبات و فسيولوجيته و تكاثره ، و لم  نقرأ شيئا يذكر عن علم التصنيف هذا و تقنيته كما أخطه هنا ، و لم أعثر على كتاب يشرح طريقة تعلمه و تعاطيه [1]. و أول أهتمامي به كان إثر عثوري على كتيب صغير جدا كنت قد اشتريته منذ ما يزيد عن أربعين سنة بعشرين فلسا من بائع كتب قديمة بساحة جامع الفناء المشهورة عالميا بمدينة مراكش . و ثمن الكتاب الآن لم يعد يعطى في شربة ماء لقلة قيمته . كان اسم الكتاب هو ما ترجمته :" مختصر مبحث نباتات فرنسا و سويسرا و بلجيكا ، من تأليف Gaston Bonnier ، و G. de Layens " . و مما أثار انتباهي وجود مفاتيح التصنيف التي اراها لأول مرة دون أن أعرف جدواها , و بعد تصفح الكتاب لعدة أيام فهمت المقصود من عرضها في أول هذا الصنف الجديد من الكتب المتميزة بين كتب النبات . و قمت يومها بأول محاولة لي لتحليل نبات ، بمعنى استعمال مفاتيح التصنيف في تحديد الشكل الخاص بالنبات موضوع البحث ، لتحديد موضعه من التصنيف النباتي ، أي بتحديد إسم فصيلته و اسم جنسه و اسم نوعه دون سابق معرفة به . وكم كانت فرحتي كبيرة و فوق الوصف ، يوم نجحت في تحديد هوية نبات بري لم أعن أعرفه . شعرت  يومها أن الأرض غير الأرض . بالأمس كنت أدوس العشب لا أبالي ، فصرت أطيل " الرعي " فيه كالأنعام ، أتعرف على أزهاره و ثماره وشكل أوراقه و أغصانه . و كنت أرى الأزهار اشم أريجها ، فإذا بي أشق خمارها و أفتح كمامها و أحصي بتلاتها و سبلاتها و أسديتها ، و لسان حالي يردد في سري و علانيتي : سبحانك ربي أنت خير مبدع ، لك الحمد و النعمى ، و الفضل و التكرم . و ما زلت أتذكر أن فرحتي بنجاحي في تصنيف  أول نبات هي أشبه ما يكون بفرحتي  بنجاحي في " صنع " أول محرك كهربائي يدور فعلا و يُدير ، و قد تم تصميمه و تركيبه تحت إشراف أستاذ الفيزياء التطبيقية  ، من أسلاك و مغناطيس و بطارية جيب . و منذ ذلك الحين و أنا أعتبر هذا الكتيب القليل الصفحات الصغير الحجم كأغلى ممتلكاتي الشخصية في هذه الحياة الدنيا . و قد أهديته لصديق و صهر عزيز ، لا يزال يحتفظ به إلى يومنا هذا ،  و ما زلت اتصفحه عند كل  زيارة لبيت  أختي . و زادت فرحتي يوم و جدت بنفس الساحة و بعد أعوام ، نسخة كاملة لنفس الكتاب ، أحتفظ بها و أعتمدها  إلى يومنا هذا و عنوانه :

Flore complète portative de la France de la Suisse et de la Belgique , pour trouver facilement les noms des plantes SANS MOTS TECHNIQUES , par Gaston BONNIER  Membre de l'institut, Professeur de Botanique à laSorbonne , et G.de Layens Lauréat de l'Académie des Sciences .

                                                                                  -----------------------------------

5338 Fiqures représentant les caractères de toutes les espèces , avec une carte des régions de la France et une carte des régions de la Suisse .   

                                                                                              ----------------

Nouvelle édition revue et corrigée-Ouvrage publié sous les auspices du Ministère de l'Education Nationale  -     Paris  Librairie Génerale de l'Enseignement . 1960. .

 هذا و قد تعمدت كتابة العنوان كاملا لأن فيه تعريف بموضوع الكتاب و مؤلفيه و مواده . و هو كما يفهم من العنوان ، مبحث نباتات  أو " فلورا" تامة  محمولة [2] لفرنسا و سويسرا و بلجيكا لتحديد سماء النبات بسهول و دون استعمال المصطلحات التقنية ، من تأليف : "غاستون بونيي "، عضو المعهد و أستاذ علم النبات بالسوربون ، و " غاستون دو لايانس " ، مجاز أكاديمية العلوم ـ يحتوي الكتاب على 5338 رسم يمثل صفات جميع الأنواع النباتية ، و به خريطة للمناطق الفرنسية و أخرى للمناطق السويسرية ، في طبعة جديدة منقحة و منشورة تحت إشراف وزارة التربية الوطنية ـ طبعة 1960 . و كان صدور الطبعة الأولى سنة 1948 . و يشمل الكتاب أعمال 318 عالما نباتيا في ميدان وصف النبات و وضع أسمائه العلمية .

 

            و لقائل أن يقول " و ما فائدة كتاب عن نباتات أوروبا بالنسبة لتصنيف نباتات بلد إفريقي كالمغرب ? و كجواب عن هذا التساؤل أقول  بأني تشبثت بهذا المرجع لأنه الوحيد الذي عثرت عليه في سوق الكتاب ، و تشبثت به أكثر لأن همي الأول كان تعلم طريقة تصنيف النبات ، أي نبات ، و التعرف على مفاتيح التصنيف ، و أخيرا تشبثت به أكثر فأكثر لأني بعد سنين من اعتماده في محاولة  تصنيف كل النباتات الموجودة في منطقتي ، وجدته يصف و يصنف الكثير الكثير من النباتات المغربية ، باستثناء فصائل و أجناس معدودة بالمناطق الجنوبية والصحراء أساسا . و قد وثقت من هذه الحقيقة بعد دراسة متخصصة و دقيقة كان موضوعها مقارنة نباتات المغرب بنباتات هذا المرجع الهام في علم التصنيف ، عام 1986. و كانت النتيجة وجود نفس آلاف الأنواع النباتية في كل من أوروبا و المغرب ، و عندها أدركت أن لاعجب في أن تقول نظرية انفصال القارات ، أن المغرب و أوروبا كانا في عصر من العصور الجيولوجية الغابرة  بقعة واحدة . و قد اعتمد عالم النحالة ، الباحث الإيرلندي Frère Adam على هذه النظرية ليؤكد أن أجداد النحلة الأوربية السمراء بكل من شبه الجزيرة الإيبيرية و جنوب فرنسا و وسطها إلى ألمانيا ، هي من أحفاد النحلة المغربية يوم أن كان مضيق جبل طارق أرضا يابسة . و سأعمل على توثيق هذه المقولة في المقالة المقبلة إن شاء الله .

            بقي أن أشير أن بالشبكة مواقع كثيرة تحمل اسم : " فلورا = Flore  " بلدان و مناطق مختلفة ، تعرض كنوزا من المعلومات فيما يخص اسماء النبات و صورها و وصفها ، و لم أعثر سوى على  موقع أو موقعين بهما مفاتيح التصنيف الخاصة و اللازمة لكل عشاب بالمعنى الصحيح للكلمة .

.............................................

الهامش : [1] و آخر ما اطلعت عليه هو قرص رقمي مدمج عن العشابة بالفرنسية ، و الحقيقة أني وجدته دون المستوى الذي كنت أتوقعه فيه  و إن كان لا يخلو من فائدة ، لأن اهتمامه أساسا جاء في كيفية جمع النبات و تجفيفه والإحتفاظ به ، و لم يتطرق  إلى استعمال مفاتيح التصنيف و مراجعه. [2] كانت " الفلورا " وقتها توصف بالمحمولة كما يوصف الهاتف بالمحمول في وقتنا هذا .                                                                                

 

26 - أكتوبر - 2005
طلب مساعد من العضو (حسن)
 80  81  82  83  84