البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات السيد أبو حمزة

تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
لا للتفتيش     كن أول من يقيّم

بسم الله الرحمن الرحيم
أظن أن كلمة " التفتيش " كلمة تثير شيئا من الرعب والفزع  ؛ لأنها ترتبط عند بعض العاملين في الميدان التربوي بالتسلط والتصيد ، والرغبة في معرفة الأخطاء ، لا من أجل الإصلاح والتطوير ، وإنما من أجل العقاب . هذا المفهوم يرتبط ارتباطا وثيقا بنفر محددين ، ولا يمكن التعميم ، هؤلاء النفر يمكن أن يوجدوا في كل مؤسسة تربوية وغير تربوية ؛ لأن هذا النفر ينطلق من تكوينه النفسي الذي يجعله يشعر بالزهو حين يكتشف خطأ ، و يكمل عنده عقدة النص حين يتسلط على زملائه في الميدان .
على العموم هذا المفهوم  أخذ يتلاشى كمصطلح وكممارسة : فلقد استبدل به مصطلح الموجه التربوي أو المشرف التربوي ، وتغيرت الممارسة لتصير أقرب إلى المشاركة ، والزيارات التي يقصد بها المعلم هي زيارات محددة سلفا ، والمعلم على علم بها وبأهدافها ؛ ليتمكن الموجه من الوقوف الصحيح على إمكانات زميله المعلم ، وما ينبغي أن يعزز في سلوكه التدريسي ، وما ينبغي أن يعدل ، ويجتمع الاثنان في حوار هادف يضع فيها الطرفان - إن صحت التسمية - برنامج العمل والتطوير والتنمية ، ويتابع الموجه تنفيذ هذا البرنامج من باب زيادة الدافعية وتذليل الصعوبات ، وتقديم المعونة التربوية المطلوبة ؛ حتى لا يظل الزميل المعلم في مكانه لا يتطور ولا يتغير ، والموجه كذلك يستفيد من المعلم علما وخبرة ميدانية ، وينقل ذلك إلى الآخرين ، فالعملية تبادلية . ولكن يبقى هناك نوعية من الذين لم ينتموا إلى هذه المهنة العظيمة التي تتعامل مع أشرف مخلوق ، ولا يرغبون في الحركة نحو التنمية المهنية ، ولا يرغبون فيمن يريهم أنفسهم في مرآة الحقيقة ، ولا فيمن يطرح عليهم أفكارا ومشاريع تربوية تصب أولا وأخيرا في مصلحة المتعلم الذي يعمل الجميع من أجل تقديم الخدمة التربوية الأمثل له ، وهناك كذلك من الموجهين من يرغب في السلامة فيلجأ إلى الأساليب غير التربوية  ؛ إخفاء لما يعانيه من ضعف وعجز
الخلاصة الآن : القاعدة العريضة من العاملين في الميدان التربوي بخير وعلى خير ، والقلة القليلة الخارجة عن الإطار الصحيح تبقى قلة قليلة وهذا أمر طبيعي في كل مجتمع بشري .  

28 - ديسمبر - 2007
<<التفتيش>> بين الرقابة السلطوية والكفاءة التربوية.