... كن أول من يقيّم
نجد ابن منظور في مقدمة كتابه لسان العرب يقول:(فإنني لم أقصد سوى حفظ أصول هذه اللغة النبوية ،إذ عليها مدار أحكام الكتاب العزيز والسنة النبوية ،ولإن العالم بغوامضها يعلم ما توافق فيه النية اللسان ويخالف اللسان النية ،وذلك لما رأيته قد غلب في هذا الأوان من اختلاف الألسنة والألوان،حتى لقد أصبح اللحن في الكلام يعد لحناً مردوداً،وصار النطق بالعربية من المعايب معدوداً،وتنافس الناس في تصانيف الترجمانات في اللغة الأعجمية،وتفاصحوا في غير اللغة العربية،فجمعت هذا الكتاب في زمن أهله بغير لغته يفخرون ،وصنعته كما صنع نوح الفلك وقومه منه يسخرون). فإذا كان ابن منظور قد كتب هذا في العصر المملوكي فكيف به لو عاش عصرنا هذا ورأى اللحن الذي فشا على الألسنة... إنه كان يرى نفسه وهو يكتب كتابه وسط قومه الذين يفضلون العجمة ويسخرون من العربية،مثل سيدنا نوح عليه السلام وهو يصنع الفلك وسط قومه الذين يفضلون الوثنية ويرفضون التوحيد.. |