البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات صبري أبوحسين أبوعبدالرحمن

 2  3  4  5  6 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
قراءة هانية في الحائية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

قراءة هانية في الحائية
قصيدة بَيْتية مكونة من أربعة وثلاثين بيتًا، جاءت على نسق الكامل التام الذي سلمت عروضه وضربه من العلل، وإن دخل زحاف الإضمار أحيانًا فيهما، ودخوله مقبول حسن، يقلل من رتابة الحس الموسيقي الموحد الصارم. وقد جاءت القافية مطلقة مكونة من الحاء رويًّا والواو وصلاً، كما جاء المطلع مصرعًا. قال الشيخ:   
         مشكاةُ ربِّك شمسُها تتوضّـــحُ           و شعاعُــها بسنا المعارف يقدحُ
 وفي الحاء بحة توحي بهدوء وصفاء وحزن رومانسي مناسب لعاطفة النص...
والنظرة العميقة الكلية للنص بدءًا من مطلعه، ومرورًا بوسطه، وانتهاءً بخاتمته تدل على أن الوحدة الموضوعية مثبتة بالنص عن طريق عدة أساليب، لعل من أهمها أسلوب الحوار، في المقدمة:
مشكاةُ ربِّك شمسُها تتوضّـــحُ           و شعاعُــها بسنا المعارف يقدحُ
والشعرُ بعد الصمتِ في صحرائـه          يـزهو  بنَـوْر المكرُمات ويصدح
وحديقةُ النور المباركِ أصبحــتْ          زهـــراتُها بالطيـبات  تَفَـوّح
.....
حوار معها، تلك المرأة التي يعيش معها الشاعر في بيئته الاجتماعية والثقافية:أمًّا وأختًا وزوجة وبنتًا، وطالبة ومثقفة... وهو حوار أخضر متفائل، يدل على ذلك عبارات:(مشكاة... تتوضح، شعاعها... يقدح، الشعر... يزهو بنور... ويصدح... زهراتها بالطيبات تفوح)... ثم ينتقل الشيخ إلى وسط القصيدة، محسنًا التخلص بقوله:
إن الكلامَ على الكلام خــرائدٌ            شُمُـسٌ إذا لانـــت فهـونًا تمنح
ليبثنا عاطفة ثانية في خريدته، حاكيًا ذلك الحوار معها وساردًا إياه:
قالت: قَدَحْتَ الجمر من غضبٍ فلا         تـغضـبْ، ألا إن المغـاضبَ يَجمحُ
(والكاظمين الغيظ)، قلت: مَلَكْتِني          إن الـذي ملـَك القـلـوب ليسجح
ونصحـتِ لي همسًا، وأنتِ حَييَّةٌ         ولسـانُ حالـكِ في المشاهـد أفصح
قالت: عشقتَ؟ فقلتُ: إنّ العشق في       شـرْع الأُبـوَّة مُـوجِـع و مُبَـرّح
أنا سيـدُ العشاق، لستُ أقـولها        سفهًا، إلى شـرف الهوى لي  مطمحُ
أو ليس تاجَ العاشقين (يحبّـهم)؟       مَـن تـوّج الرحمـنُ فهـو المفلـحُ
ما كـل عاشق خُلّةٍ صرّامهــا        النـورُ ليـس عـن المـجرة يبـرح
أغضاضةٌ أن أنثر الأحزانَ مـن        وجَـع الفـراق، ومـن دمائي  أسفح؟
.... حوار عميق حول الغضب والعشق والحزن، ذلك الثلاثي الذي يسير مع الشاعر الشاعر حيثما حل وارتحل..عواطف تطرأ على الإنسان، وتجعله ينفعل انفعالاً مؤثرًا روحيًّا وجسديًّا، تحس به كل ذات نفس صفيه هادئة حالمة.....ثم يقدم حكمًا سيارة قائلاً:
 
خلّي الأساورَ عنك، إنّ قلادةً             زانتْـك صـارت للـقـلائد تـفضح
آياتُ ربك في الورى حـبّاتها          تـزهـو بجـيد الطهـر لا تتزحـزح
الله فصّلها، وأخرج شطأهـا           فسَمَتْ، فأضحـت في المعارج تسبـح
إيه "ابنَ ياسرٍ" الشهيدَ، "سميةٌ"         بستانُـها النبـوي ليـس يـُصَـوّح
و"نسيبــةٌ" نعم الوشاح وشاحها      و دعـاء طـه سيفـها  المتـوشـح
ولـ"خـولةٍ" وسط المعامع صولـةٌ     الأسْـد مـن  ضَـرَباتِـها  تتـرنَّـح
ثم يأتي الختام رومانسيًّا يصور عاطفة الفراق والوداع والرحيل، يقول:
أزِف البِعاد، طويتُ جرحًا نازفًـا        نشــرتْـه كـفٌّ بالـوداع تُـلَـوّح
وتقول لي: شمس العلوم كسيفـةٌ       فـعـلامَ يـرتحل المـحبّ و ينـزح؟
وأرى هنا قلـمًا...هنا سبّـورةً         و هـنا دفـاتـرَ بالمشـاعـر  تطفح
ماذا أقـول غـدًا إذا ودّعـتُـها        و عـلى مـلامـحها هوايَ  مُصـرّح
البـحتـريُّ سيشتكي إيـوانَـه         و أبـو العـلاءِ  جـفـونُه  تتـقرَّح
وابن الحسين مجلجل: أنا صخرة         إن زوحـمـت في الواد ليست تبـرح
هيهات، إن البعد ليس مسافةً             تبـغـي السـوانـحُ قطعـها  فتجنّح
ما ذاق نار البعد من لبس التقى          فـغـدا إلى الرحـمـن روحـًا تسبحُ
 وهذا البيت الأخير أعده مفصل القصيدة ومسك الختام...
      
 
 
 

8 - يونيو - 2008
قصيدة(الكلام على الكلام)للشيخ الدكتورالحسن الأمراني
شوائك في النص:    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

شوائك في النص:
أستاذة ضياء:
على الرغم من اتفاقنا على جمال القصيدة وروعتها فنيًّا إلا أنها لا تخلو من شوائك تثير السؤال والحيرة، منها:
*في عبارة: (أو ليس تاجَ العاشقين (يحبّـهم) في فتحة (تاج)!!! والأولى ضمها...
*هل قول الأمراني: 
إيه "ابنَ ياسرٍ" الشهيدَ، "سميةٌ"         بستانُـها النبـوي ليـس يـُصَـوّح
فيه طفرة، وانتقال مفاجئ، أو قلق تعبيري في عبارة(إيه "ابنَ ياسرٍ" الشهيدَ)؟!!!
* على الرغم من أن قول الشيخ:
وأرى هنا قلـمًا...هنا سبّـورةً         و هـنا دفـاتـرَ بالمشـاعـر  تطفح
فيه تصوير واقعي لحال المعلم في قاعة الدرس إلا أنني أرى أن للفظة تطفح إيحاءً غير مقبول، ولا تناسب لفظ المشاعر وما فيه من خير العلم ونوره وروحانيته... 
فما رأيك أيتها الناقدة في تلك الشوائك!!!!!
 
 
 

9 - يونيو - 2008
قصيدة(الكلام على الكلام)للشيخ الدكتورالحسن الأمراني
البحر الزهيري    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 البَحْرُ الزُّهَيْرِي
بحرٌ حُلْوُ النَّوالِِ          قـد سَمَّوْهُ الدِّكالي
نــصٌّ فـذٌّ أتـانـا          هيـْنًا سهْلَ ارتجالِ
وزنٌ فيه زهيــرٌ          نجمُ السحْرِ الحلال
يـاسيـنٌ فيه أبدى        نظمَ الشعرِ الخَيَالي
هذا عُمْرٌ خلـوفٌ          سـلطانٌ في المقالِ
بالتنظير العروضـي      أو فـي شـعـر زُلال
صبري حاكى زهيرًا      شـعـرًا حـيَّ المثالِ 
(فعْلنْ فعْلنْ فعولن)        إيـقـاعٌ  لـلأعــالي
قد أشعرتم فشـكرًا        أَحْـيَــيْـتُـمْ لِــلْـلآلي
قد أبدعتُم فصِرْنا         نحيا البحرَ الدكالي
 

26 - يونيو - 2008
البحر الدكالي
شيخنا العظيم ياسين:    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

شيخنا العظيم ياسين:
إبداعك الشعري يدل على ذي أذن موسيقية رائعة، لا حاجة لك إلى هذه العلوم، عندك النحو والصرف والعروض والبلاغة بالفطرة، يدل على ذلك قولك:أقلد الأوزان تقليدا ، وأغنيها غناء ؛ فالشعر هو الغناء والغناء هو الشعر... فاكفر بالعروض وغيره من العلوم اللغوية، وعش إبداع القدماء والمحدثين تنل ما تريد من المعارف والعلوم... 
وشتان بين علم الفطرة وعلم الفطنة كما قرر شيخنا أبو حيان في مقدمة بحره في تفسير القرآن الكريم...
ألست معي يا شيخي أن قنوات الأطفال الفضائية الفصيحة، تخرج ألسنة مستقيمة ومواهب بديعة أكثر مما تخرج كليات الآداب واللغات؟!!!
شيخي:
لستُ من دلَّك أن هناك فارقًا بين الخبب ودق الناقوس، إنها معلومة تعلمتُها معك، بفضل سؤالك الذي استفزَّني على البحث!
أما عن تساؤلك:
(إذا كان الخبب بحرا مستقلا عن المتدارك ، فلا أدري لم لا تكون التفعيلة (فعلن) تفعيلة أصلية قائمة بذاتها تمكننا من أن نعدها مع التفاعيل بل أصلا لها ، والتي تنبني عليها البحور الخليلية ؟)
 فإنني أجيب بأن ذلك راجع إلى نظام الدوائر الذي اعتمد عليه الخليل في اختراعه العروض؛ فالدائرة الخامسة (المتفق) تعتمد على تكرار(فعولن) ثمانيَ مرات، ويفك/يستخرج منها (فاعلن) ثماني مرات أيضًا، ولا توجد دائرة يفك منها فعِلن أو فعْلن!!!!
أما سؤالك:ولم لا تكون (فاعلن) قد تولدت من (فعلن) بعد مطها، ولم العكس هو الصحيح؟ فالإجابة لأن العروضيين قسموا التفاعيل قسمين: أصلية، وهي التي تبدأ بوتد(فعولن/مفاعيلن/مفاعلتن) وفرعية، وهي التي تبدأ بسبب فاعلن/فاعلاتن/متفاعلن/مستفعلن/ مفعولاتُ)، ودائمًا ما تشتق الفرعية من الأصلية، ف(فاعلن) مأخوذة من (فعولن)، و(فاعلات)ن من (مفاعيلن)...إلخ وذلك لأن الوتد أقوى من السبب، والأقوى يؤخذ منه....
أما عن خبر التنعيم فأراه منتحلاً مصطنعًا، مقصودًا منه التهوين من اختراع الخليل العروضَ!!!
شيخي:
يعجبني ختام تعليقك، حيث قلت:
 "البحور من الممكن ان تكون لا حصر لها، وأن الذائقة العربية معيار لاستحسان بحر دون بحر، ولكن التساؤل يظل قائمًا : ذائقة من هي المعتمدة في هذا الاستحسان ، خاصة وقد بعدنا عن ذائقة الأجداد ، هذا إن كانت تلك الذائقة مجمعًا على حسنها عند الجميع" .
 ستظل-يا شيخي- هذه الذائقة موجودة عند العرب إلى يوم القيامة، فهي حية محفوظة بحفظ القرآن والفصحى، فلا تدع العرب الشعر-إبداعًا وتذوقًا- حتى تدع الإبل الحنين!!!
 

27 - يونيو - 2008
البحر الدكالي
بين أزهريتي وذائقتي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أخوايَ:أحمد عزو، ومحمد هشام، وأختي خولة:
حقًّا أنا في حيرة بين أزهريتي وذائقتي:
*أزهريتي تفرض عليَّ أن أرفض هذا النوع الأدبي(الأدب الشعبي)، وأن أرى فيه ذبالة الكلام العربي ، كا علمني أستاذي الدكتور كاظم الظواهري في كتابه(كناسة الفصحى)، حبًّا في العربية العالية، والأدب الرسمي، وغيرة عليهما!!! ومن ثم أحرِّم بل وأجرِّم من يكتب أدب العامية وينشره في دوريات عربية، وأرى فيه تآمرًا وعميلاً... إلى آخر هذه الإطلاقات الجاهزة عند المتعصبين!  
لكن ذائقتي وتجربتي(للأسف) ترى ما ذكره الأستاذ عزو من أن(الشعر الشعبي في الوطن العربي له جمهوره وجمالياته الرائعة، ومنه المغمور الذي لا يُعرف إلا عند شريحة من المهتمين، وشئنا أم أبينا، عارضنا أم استحسنا، فهو شعر موجود ومؤثر!!!)
وأذكر أنني كنت أشارك مع أستاذي الدكتور صابر عبدالدايم وكثير من الشعراء الأكاديميين في ندوة شعرية جمعت بين الفصحويين والعاميين، ويومها بُهرت أو صُدمت مما رأيت من شعراء العامية: إمتاع للجمهور، وتفنن في اللغة والصور، واستعمال لتقنيات فنية بديعة مستوحاة من الفنون الجميلة الأخرى، ومن ثم كان انفعال الجمهور معهم ترديدًا وتصفيقًا وإنشادًا، وطلب إعادة...
أما عند سماع القصيدة الفصيحة تجد من الجمهور انصرافًا ونومًا، ونفورًا ومللاً، كأنهم يسمعون خطبة في مسجد حكومي!!!
وأحفظ من تلك الأزجال لزجال جَدٍّ لا أتذكر اسمه الآن:
كتبتْ لحفيدي حروف الهجاءْ
فشخبطْ حفيدي على الحرفِ باءْ
فقلتُ لحفيدي:
ما هذا الغباء!!
أجبني حفيدي بكل الدهاء:
بلير وبوش ومعهم بريز
بما يبدأون يا جدي العزيز!!! 

12 - أغسطس - 2008
الشعر الشعبي.. جماليات مغمورة
علم العــروض اصطلاحًا وسبب تسميته:    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

علم العــروض اصطلاحًا وسبب تسميته:
 
علم العــروض اصطلاحًا:
كثرت التعاريف الاصطلاحية لهذا العلم، وأرى أن أنسب تعريف له ما نصه:
"العلم بقواعدَ يُعرَف بها صحيح الشعر من مكسوره، وما يطرأ عليه من تغيير (زِحافيٍّ أو عِلِّيٍّ) سواء أكان مقبولاً أو معيبًا1])".
فالعروض - حقًّا – علم؛ لأنه قوانين محددة تُنتج أحكامًا ثابتة، مسلَّمة –في الغالب-عقلاً ومنطقًا، وهو علم؛ لأنه يجمع بين التنظير والتطبيق. وليس صناعة فقط كما يزعم بعض العروضيين!
 وهذه القواعد تتمثل فيما يُعرَف – لدى العروضيين- بالدوائر والتفاعيل والبحور، والتغيير فيها يتمثل فيما يسمى بالعلل والزحافات،أي الزيادة على التفاعيل أو النقص فيها، أو ما يسمى الضرائر . ومكسور الشعر هو المُخالف  لهذه القواعد.  
 سبب تسمية الخليل هذا العلم:
لم يختر الخليل  – عبقري اللغة ومُحصيها ومُصنّفها، رحمه الله- هذه اللفظة(العروض) لتُطلَق على هذا العلم عبثًا، بل اختارها –فيما أرى- لسبب ما، لعلَّه يتمثل في وجود علاقة وطيدة بين المدلول اللغوي والمفهوم الاصطلاحي لهذه اللفظة؛ فبتدبر الدلالات اللغوية للفظة العروض والمفهوم الاصطلاحي لها يتضح وجود هذه العلاقة.
إن الخليل –رحمه الله-اختار هذه اللفظة من بين ألفاظ العربية لتدل على هذا العلم؛ لأنها تدل على علمٍ صعب السيطرة عليه مثل محاولة ركوب الناقة الحَرُون التي لم تُرَض، أو مثل السير وسط الطريق الوعْرة في مضيق، أو لأنها تدل على ناحية من نواحي علوم الشعر.
 -أو لأنه العمود الذي يُبنى عليه البيت الشعري كعمود الخيمة.
 -أو لأن الكلمة مشتقة من العَرْض؛ فالشعر يُعرَض ويقاسُ على ميزانه. و إلى هذا الرأي ذهب الخليل في العين، قال:" والعَروض عَروض الشعر؛ لأن الشعر يُعرَض عليه"، وكذلك الإمام الجوهري(ت ت393هـ) . ويعزِّز هذا القولَ ما جاء في اللغة العربية من قولهم: (( هذه المسألة عَروض ذه )) أي نظيرها.
 -أو لأن الخليل –رحمه الله- اخترع هذا العلم في مكان يُسمى العروض بمكة والمدينة وما حولهما، فأطلقها عليه؛ تبركًا.
 -أو لأن من معاني العَروض الطريق في الجبل، والبحور طرُق إلى النظم.
 -أو لأن هذا العلم يعطي الكثير السامي المرتفع من الفوائد لدارسيه من المبدعين والباحثين والطلاب، كعطاء السحاب والغيم وغيرهما.
 -أو لأن هذا العلم حاجة من الحوائج الأساسية المطلوبة لطلاب علوم الشعر.
أو لأن التسمية جاءت تَوَسُّعًا من الجزء الأخير من صدر البيت الذي يسمى (عَروضًا)، أو كما يقول البلاغيون من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل.
وقد أشار إلى هذه العلاقة الوطيدة بين المدلول اللغوي والمفهوم الاصطلاحي وأدركها عدد من أسلافنا الأماجد، منهم:
-ابن القطاع (ت515هـ) في كتابه البارع في علم العروض، قال:"اعلم أن العروض علم وُضع لمعرفة أوزان شعر العرب...وهو مأخوذ من العروض التي  هي الناحية، وقيل: مأخوذ من قولهم :ناقة عروض أي صعبة لم تُرض، وقيل: مأخوذ من العروض التي هي الخشبة المعترضة في وسط البيت، فمن قال: العروض الناحية، أراد الناحية التي قصدتها العرب، ومن قال: مأخوذ من الخشبة المعترضة في البيت أراد أنه يُفصَل بها بين جزأي البيت كما يفصل بالخشبة بين جزأي البيت(المنزل)، وقيل: بل لأنها يفصل بها بين المنظوم والمنثور. ومن قال: الصعبة أراد أنه يراد بها الصعب حتى يُقَوَّم، ومن قال: الطريق أراد الطريق التي سلكتها العرب[البارع ص84-85، تحقيق د/أحمد عبدالدايم نشر مكتبة الفيصيلية بمكة سنة 1985م.]
- نشوان الحميري (ت573هـ) في كتابه الحور العين، قال:" والعروض: الجزء الآخر من أجزاء النصف الأول من البيت، وهي مؤنثة لأنها مشتقة من أحد وجهين، إما من قولهم: ناقة عروض، أي صعبة لم ترض، وإما من العروض التي هي الناحية والطريق؛ يقال: فلان أخذ في عروض فلان... فكأن العروض ناحية من العلم، وهوأقرب الوجهين إلى اشتقاقها".
وأدركها –كذلك- العلامة اللغوي ابن منظور(ت711هـ)، قال:"وسمي عَرُوضا لأَن الشعر يُعْرَض علـيه، فالنصف الأَول عَروضٌ لأَن الثانـي يُبْنى علـى الأَول والنصف الأَخير الشطر، قال: ومنهم من يجعل العَروض طَرائق الشعْر وعَمُودَه مثل الطويل يقول هو عَرُوضٌ واحد، واخْتِلافُ قَوافِـيه يسمى ضُرُوباً، قال: ولكُلَ مقَالٌ؛ قال أَبو إِسحق: وإِنما سمي وسط البـيت عَرُوضا لأَن العروض وسط البـيت من البِناء، والبـيتُ من الشعْر مبنـيّ فـي اللفظ علـى بناء البـيت الـمسكون للعرب، فَقِوامُ البـيت من الكلام عَرُوضُه كما أَنّ قِوامَ البـيت من الـخِرَقِ العارضة التـي فـي وسطه، فهي أَقْوَى ما فـي بـيت الـخرق، فلذلك يجب أَن تكون العروض أَقوى من الضرْب، أَلا ترى أَن الضُّروبَ النقصُ فـيها أَكثر منه فـي الأَعاريض ؟"
وكذلك العلامة اللغوي الفيروزبادي(ت817هـ) في قاموسه قال:والعروض"ميزان الشعر؛ لأنه به يظهر المتَّزن من المنكسر، أو لأنها ناحية من علوم الشعر، أو لأنها صعبة أو لأن الشعر يُعرَضُ عليها، أو لأنه أُلْهِمَها الخليلُ بمكة"[القاموس المحيط باب الضاد فصل العين/عرض ص429، طبع دار إحياء التراث العربي سنة 1991م.]
وقال الزبيدي(ـ 1205هـ):" من المَجَاز: العَرُوضُ: "مِيزَانُ الشِّعْرِ"، كما في الصّحاح، سُمِّيَ به "لأَنَّهُ به يَظْهَرُ المُتَّزِنُ مِنَ المُنْكَسِر" عِنْدَ المُعَارَضَةِ بِهَا. وقوله: بِه هكَذَا في النُّسَخ، وصَوابُه: بِهَا، لأَنَّهَا مُؤَنَّثَةٌ، كما سَيَأْتِي، "أَو لأَنَّهَا ناحِيَةٌ من العُلُوم" أَي من عُلُوم الشِّعْر، كما نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، "أَو لأَنَّهَا صَعْبَةٌ"، فهي كالنَّاقَة التي لم تُذَلَّل، "أَوْ لأَنَّ الشِّعْرَ يُعْرَض عَلَيْهَا"، فما وَافقَهُ كان صَحِيحاً، وما خالَفَهُ كان فَاسِداً، وهُوَ بعَيْنِه القَوْلُ الأَوّل، ونَصّ الصّحاح: لأَنَّه يُعَارَضُ بِهَا. "أَوْ لأَنَّهُ أُلْهِمَهَا الخَلِيلُ" بن أَحْمَد الفَرَاهِيدِيّ "بمَكَّةَ"، وهي العَرُوضُ. وهذا الوَجْهُ نَقَلَه بَعْضُ العَرُوضِيِّينَ. في الصّحاح: العَرُوضُ أَيْضاً "اسمٌ للجُزْءِ الأَخِيرِ من النِّصْفِ الأَوَّلِ" من البَيْت، وزاد المُصَنّف: "سالِماً" كان "أَوْ مُغَيَّراً". وإِنَّمَا سُمِّيَ به لأَنّ الثَّانِيَ يُبْنَى على الأَوَّلِ، وهو الشَّطْرُ. ومنهم مَنْ يَجْعَلُ العَرُوضَ طَرَائقَ الشِّعْرِ وعَمُودَه، مِثْل الطَّوِيل. يُقَال: هو عَرُوضٌ وَاحِداً، واخْتِلافُ قَوَافِيهِ تُسَمَّى ضُرُوباً. وقال أَبُو إِسْحَاقَ. وإِنَّمَا سُمِّيَ وَسَطُ البَيْت عَرُوضاً، لأَنَّ العَرُوضَ وَسَطُ البَيْت من البِنَاء، والبَيْتُ من الشِّعْر مَبْنِيٌّ في اللَّفْظ على بِنَاءِ البَيْتِ المَسْكُونِ لِلْعَرَبِ، فقِوَامُ البَيْتِ مِن الكَلامِ عَرُوضُه، كَمَا أَنّ قِوَامَ البَيْتِ من الخِرَقِ العَارِضَة التي في وسَطِه، فهي أَقْوَى مَا فِي بَيْتِ الخِرَقِ، فلِذلِكَ يَجِبُ أَنْ تكونَ العَرُوضُ أَقْوَى من الضَّرْبِ، أَلاَ تَرَى أَنَّ الضُّرُوبَ النَّقْصُ فيها أَكْثَرُ منه في الأَعَارِيض"...
وهذه العلاقة البارزة بين الاستعمال العربي العتيق للفظة "العروض" والاستعمال الاصطلاحي للَّفظة يوحي بعبقرية الخليل وذكائه وإحساسه اللغوي المعجمي الدقيق والعميق.


[1]))هذا هو المفهوم العام  لمصطلح علم العروض، أما المفهوم الخاص فهذه اللفظة تدل عند العروضيين على الجزء أو التفعيلة الأخيرة من الصدر، كما هو معروف.

9 - أكتوبر - 2008
الخلاصة الهادية في علمي العروض و القافية
موضوع ثري    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

موضوع ثري
أختي:
حقًّا: لقد وفقت أيما توفيق في اختيار هذا الموضوع، وإني على يقين بأن في الوراق مادة علمية وأدبية وبحثية كفيلة بأن تكون أساس كثير من الدراسات الجادة المعمقة.
وأرى أن يكون هيكله الأكاديمي هكذا:
المقدمة:سبب اختيار الموضوع، منهج بحثه، مصادر مادته العلمية.
التمهيد: موقع الوراق نشأةً ومسيرةً
المبحث الأول:مكونات الموقع
المبحث الثاني:توجُّهه الفكري والإبداعي
المبحث الثالث:تحليل مادة علمية منتقاة من الموقع
الخاتمة: جديد التقرير ومقترحاته وتوصياته
مع خالص تقديري للطالبة ومشرفها وموجهها

3 - نوفمبر - 2008
تقريري بعنوان (موقع الوراق)
لماذا الإحباط؟    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أخي طماح الذؤابة:
هكذا تكون التجارب الأولى غالبًًا في رحلة إبداع الشعر، لاسيما وأنت في مقتبل العمر، وأمامك مسيرة إبداعية مديدة مثمرة.
كلنا ذلك المُحاولُ الإبداع، والراغبُ في التميز، والواقِعُ في الفشل. لكن يوجد فارق بين متحدٍّ، ومنهزم. وأراك من لقبك متحديًّا وذا نفس قوية معطاءة.
وقد يكون في الإحساس بالفشل متعة، لولا فشل امرئ القيس ما تمتعنا بمعلقته، ولولا فشل المتنبي ما جاءتنا شكائياته وفخرياته... الإحساس بالفشل بداية التحدي، والتحدي بداية الإبداع.
لاإبداع مع اليأس، ولا يأس من الإبداع.
تسلح أخي بمقومات الشعر تكن شاعرًا، بحول الله وقوته.

11 - فبراير - 2009
رأي ونقد تحت الطلب
تحليل هذه العبارة العمرية    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

تحليل هذه العبارة العمرية
أثمِّن في شيخنا زهير أنه أحيا هذه المقولة النقدية في ملفه هذا، و أرى  أن هذه العبارة العُمرية الشريفة تدل على الآتي:
-أن الشعر-حقًّا- ديوان العرب، وفنهم الأول الذي إليه يصيرون، وبه يسيرون، وفيه يعيشون ويُوجَدون.
- أن الشعر علمٌ، وهذا موافق للدلالة الكلية التي يدور حولها الجذر اللغوي(ش/ع/ر).
- أن الشعر وُجد عند العرب تامَّ المعالم والقسَمات، وأن العلوم التي دارت حوله من عروض وقافية ونحو وصرف وبيان وبديع ومعانٍ- علوم وصفية، تحلل واقع الشعر، وتتابع تطوراته عبر العصور.
- هذه العبارة أقرب إلى شخصية سيدنا عمر –رضي الله عنه-؛ إذ تُروَى عنه رؤى نقدية أخرى ثاقبة حول الشعر الجاهلي وشعرائه. أما ابن سيرين فلا أعلم أنه يعد من نقَدة الأدب.
-الفارق بين روايتي:(القوم) و(قوم) هو فارق دلالي لا تاريخي، فالمقصود العرب سواء العظماء كما يوحي التعريف، أو غير العظماء كما يوحي التنكير.
د/صبري أبوحسين

3 - مارس - 2009
حول كلمة عمر بن الخطاب (ر) في الشعر
مثل عربي وراقي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

مثل عربي وَرَّاقي
بعد معايشتي جهود شيخنا زهير، أطرح هذا المثل الورَّاقي:
 
وعند زهير الخبر اليقين

4 - مارس - 2009
حول كلمة عمر بن الخطاب (ر) في الشعر
 2  3  4  5  6