الموقف النقدي من شعر ابن منظور: ( من قبل 14 أعضاء ) قيّم
الموقف النقدي من شعره: جاء النقد التراثي لإبداع ابن منظور ممثلاً في مقولات عامة تشير إلى أدبه وتثني عليه، مثل قول الصفدي في أعيان العصر: "خدم في ديوان الإنشاء بالقاهرة، وأتى في عمله بما يخجل النجوم الزاهرة، وله شعر غاص على معانيه وأبهج به نفسَ من يعانيه. وكان قادراً على الكتابة لا يمل من مواصلتها، ولا يولّي عن مناصلتها. لا أعرف في الأدب وغيره كتاباً مطولاً إلا وقد اختصره، وزوّق عنقوده، واعتصره، تفرد بهذه الخاصة البديعة، وكانت همته بذلك في بُرْد الزمان وشيعة. ولم يزل على حاله إلى أن خبا من عمره مصباحه ونُسخ بدجا الموت من الحياة صباحه". فظاهر أنه مدح ببلوغ الدرجة البارزة في مجالي الكتابة والشعر، مع إقرار بتفوقه في مجاله الأول الكتابة... ويأتي النقد التراثي أحيانًا تطبيقيًّا، مركزًا على قضية القضايا في النقد القديم، وهو تتبع المعاني المميزة عند الشعراء السابقين، فيما يعرف بقضية السرقات، يقول الصفدي معلقًا على نصي ابن منظور الخاصين بمحاورة الحبييب:" قلت: هذا معنى مطروق للقدماء. ومنه قول الأول: قم بنا تفديك نفسي نجعل الشك يقينا فإلى كم يا حبيب يأثم القائل فينا وأخذ هذا من قول القائل: ما أنس لا أنس قولها بمنى ويحَك إن الوشاةَ قد علموا ونمّ واش بنا فقلت لها هل لك يا هند في الذي زعموا قالت لماذا تُرى فقلت لها كي لا تضيع الظنون والتهمُ وقلت: أنا كأني قد حضرتهما وسمعت خطابهما: هذا محب وما يخلّصه في دينه أن وشاتُه أثموا فواصليه واصغي لمغلطةٍ يقبلها من طباعُهُ الكرمُ يا ويح وصلٍ أتى بمغلطة إن كنت لم ترع عندك الذممُ ولكن المكرّم في معناه زيادة على من تقدمه، وقوله: ثقة بالعفو من أحسن متممات البلاغة". وظاهر أن ختام النص النقدي مثبت لتفوق ابن منظور( أو المكرم، أو مكرم)، مرجعًا سبب التفوق إلى ذلك الاحتراس أو التكميل الذي أضافة ابن منظور، بقوله: (ثقة بالعفو). |