البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات صبري أبوحسين أبوعبدالرحمن

 5  6  7  8  9 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
إحصاء المعلقات    كن أول من يقيّم

اختلف الرواة ومؤرخو الشعر في تعديد المعلقات فمن قائل أنها سبعة، ومن قائل أنها ثمانية، وهناك من أوصلها إلى عشرة.
  و الذين عدوا في شعراء المعلقات -على اختلاف الروايات- بلغ عددهم أحدَ عشرَ شاعرًا، على رأسهم ثلاثة هم الصفوة عند الجاهليين وهم: امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني. وهذا الأخير اختلف الرواة في كونه من شعراء المعلقات على الرغم من اتفاقهم أنه من الثلاثة الأوائل عند العرب بين شعراء الجاهلية. ومن ذكروا أنه من شعراء المعلقات اختلفوا بين ثلاث من قصائده أيها هي المعلقة.
 وشعراء المعلقات الذين اتفق عليهم الرواة خمسة هم: امرؤ القيس الكِندي ، وزهير بن أبي سُلمى المزني ، وطرفة بن العبد البكري ، ولبيد بن ربيعة العامري ، وعمرو بن كلثوم التغلبي . ويكمل البعض السبعة بالنابغة الذبياني، والأعشى البكري. وهناك من يخرج الأخيرين ويدخل بدلاً منهما عنترة بن شداد العبسي ، والحارث بن حِلِّزة اليشكري. وهناك من يقول بل كل هؤلاء التسعة هم من شعراء المعلقات، ويضيف إليهم شاعرًا عاشرًا هو عبيد بن الأبرص الأسدي. وهناك من قال: إن عبيدًا لا يستحق أن يكون من ضمن العشرة ومعلقته مهزوزة ولاتستحق أن تعد في المعلقات!!! وقالوا: إن لعلقمة بن عبدة التميمي قصائد اشتهر لدى الرواة أن قريشًا كانت ترى أنها من أروع القصائد وهو الذي يستحق أن يكون عاشر شعراء المعلقات.
 
 اختلف الرواة ومؤرخو الشعر في تعديد المعلقات فمن قائل: إنها سبعة، ومن قائل: إنها ثمانية، وهناك من أوصلها إلى عشرة. وأنا أميل إلى أنها سبع فقط؛ لتقدير العرب لهذا العدد، ولكونه شائعًا في جمع الأسلاف للشعر؛ على النحو الذي نراه في جمهرة أشعار العرب للقرشي. أما مَن زاد على ذلك العدد في جمعه للمعلقات فراجع إلى رؤية خاصة به في رغبته إضافة قصيدة مَن أحب من الشعراء، وليس راجعًا إلى كون الجاهليين قد جعلوا المعلقات ثمانيًا أو عشرًا. كما أعتقد أنها كانت سبعًا في عام،  ثم بعدها سبع أخرى في عام ثانٍ، ثم بعدها سبع ثالثة...إلخ، وهذا يفسر لنا الاختلاف في نصوص المعلقات وعدد شعرائها!!! ودليل ذلك موقف قريش من قصيدتي علقمة بن عبدة فكل واحدة كانت سمط الدهر في عامها الذي أبدعت فيه؛وفقد قالوا: إن لعلقمة بن عبدة التميمي قصائد اشتُهر لدى الرواة أن قريشًا كانت ترى أنها من أروع القصائد، وهو الذي يستحق أن يكون عاشر شعراء المعلقات.
وقراءة إحصاء الموسوعة الشعرية الصادرة عن المركز الثقافي بأبو ظبي للمعلقات العشر، يعطينا حقيقة لها دلالتها هي أن أكبر معلقة من حيث عدد الأبيات هي معلقة طرفة التي بلغت مائة وثلاثة أبيات، وكذلك معلقة عمرو بن كلثوم. وأقل معلقة من حيث عدد الأبيات هي معلقة الأعشى التي بلغت ثلاثًا وثلاثين بيتًا. ومجموع أبيات المعلقات العشر بلغ ستمائة وتسعين وأربعة أبيات. وهذا الإحصاء يفيد أن الكم لا دخل له باختيار تلك القصائد لتكون من معلقات العرب، أو أنه معيار ثانوي، وأن هناك معايير أخرى لانتخاب المعلقات واستجادتها.
  و الذين عُدُّوا في شعراء المعلقات -على اختلاف الروايات- بلغ عددهم أحدَ عشرَ شاعرًا، على رأسهم ثلاثة هم الصفوة عند الجاهليين وهم: امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني. وهذا الأخير اختلف الرواة في كونه من شعراء المعلقات على الرغم من اتفاقهم أنه من الثلاثة الأوائل عند العرب بين شعراء الجاهلية. ومن ذكروا أنه من شعراء المعلقات اختلفوا بين ثلاث من قصائده أيها هي المعلقة.
 وشعراء المعلقات الذين اتفق عليهم الرواة خمسة هم: امرؤ القيس الكِندي ، وزهير بن أبي سُلمى المزني ، وطرفة بن العبد البكري ، ولبيد بن ربيعة العامري ، وعمرو بن كلثوم التغلبي . ويكمل البعض السبعة بالنابغة الذبياني، والأعشى البكري. وهناك من يخرج الأخيرين ويدخل بدلاً منهما عنترة بن شداد العبسي ، والحارث بن حِلِّزة اليشكري. وهناك من يقول: بل كل هؤلاء التسعة هم من شعراء المعلقات، ويضيف إليهم شاعرًا عاشرًا هو عبيد بن الأبرص الأسدي. وهناك من قال: إن عبيدًا لا يستحق أن يكون من ضمن العشرة ومعلقته مهزوزة ولاتستحق أن تعد في المعلقات!!!
وهذا ما يؤكد رؤيتنا من أن الأرجح جعل المعلقات سبعًا متواليات مكرورات كل عام أو أكثر.
ويطرح هذا العرض سؤالاً: ألا يوجد في شعر الجاهليين أفضل من هذه المعلقات، أو ما يساويها في المبنى والمعنى؟!!!

9 - يناير - 2008
لماذا سميت هذه القصائد بالمعلقات ؟
نص العينية مشكولاً    كن أول من يقيّم

يـا دارَ عمرةَ من مُحْتلِّها الجَرَعا          هاجتْ ليَ الهمَّ والأحزانَ والوجَعَا
تـامتْ فؤادي بذاتِ الجِزعِ خرْعبةٌ         مـرَّت تريـدُ بـذاتِ العذْبةِ البِيَعَا
بـمقلَتي خاذلٍ أدمـاءَ طاعَ لـها         نـبتُ الرِّياضِ تزجِّي وسْطهُ ذَرَعَا
وواضـحٍ أشنـبِ الأنيابِ ذي أُشُرٍ         كـالأقـحوانِ إذا مـا نَوْرُهُ لمـعَا
جـرَّتْ لمـا بيننا حبلَ الشُّموسِ فلا       يأسًا مُبينـًا أرى  منها ولا طـمعَا
فـما أزالُ عـلـى شحْـطٍ يؤرِّقني        طـيفٌ تعمـَّدَ رحلي حيثُـما وضعَا
إنِّـي بعينــيَ إذ أمّـَتْ حُمـولُهمُ        بـطنَ السَّلـوطحِ لا ينظرْنَ مَنْ تبعَا
طورًا أراهــمْ وطـورًا لا أُبـَيِّنهمْ        إذا تـواضـعَ خِـدْرٌ سـاعةً لمـعَا
بل أيُّها الرَّاكـبُ المُزجي على عجَلٍ       نـحوَ الجـزيرةِ مُـرتادًا ومُنتـجعَا
أبلـغْ إيـادًا وخـلِّلْ فـي سَـراتِهمُ       إنِّي أرى الرأيَ إنْ لم أُعصَ قد نصعَا
إِنّي أَراكُـم وَأَرضـًا تُعـجَبـونَ بِها       مَثل السَفينَةِ تَغـشى  الوَعْثَ وَالطَّبَعا
يا لهـفَ نفسيَ إنْ كـانـتْ أموركمُ       شـتَّى وأُحـكمَ أمـرُ النَّاسِ فاجتمعَا
ألا تخـافـونَ قـومًا لا أبـا لَـكُـمُ      أمـسَوا إليـكم كأمثـالِ الدَّبا  سُرُعَا
أبنـاء قـومٍ تـآووْكمْ عـلى حـنَقٍ       لا يـشعـرونَ: أضـرَّ اللهُ أمْ  نـفعَا
أحرار فـارسَ أبنـاءُ المـلوكِ لهمْ        مـن الجمـوعِ جموعٌ تزدهي  القِلَعَا
فـهـمْ سـراعٌ إليـكم بينَ ملتقـطٍ        شـوكًا وآخرَ يجني الصَّابَ  والسَّلعَا
لـو أنَّ جـمـعهمُ رامـوا بهـدَّتهِ        شمَّ الشَّمـاريخِ من ثهلانَ  لانْصدعَا
فـي كـلِّ يـومٍ يسنُّونَ الحِرابَ لكمْ       لا يـهجعـونَ إذا مـا غـافلٌ هجعَا
خـزرٌ عيـونُـهـمُ كـأنَّ لحـظهمُ       حـريقُ نـارٍ تـرى منهُ السَّنا قِطعَا
لا الحرثُ يشغلـهمْ بـل لا يروْنَ لهمْ      مـن دون بيـضتِـكمْ  رِيًّا ولا شِبَعَا
وأنتمُ تحرثـونَ الأرضَ عن سَفَـهٍ         فـي كـلِّ مُعتَمـلٍ تبغـونَ  مُزْدَرعَا
وتُلقحـونَ حِـيـالَ الشـَّوْلِ آونـةَ       وتُنتـجونَ بـذاتِ  القُلْـعةِ  الرُّبُـعَا
وتَلْبَسونَ ثيـابَ الأمـنِ ضـاحيـةً        لا تَـفْزعونَ، وهـذا اللَّيثُ  قد جمعَا
أنتـمْ فـريقانِ: هـذا لا يـقـومُ لهُ       هُـصْرُ اللّيوثِ وهـذا هالكٌ صُقُـعَا
وقـد أظلَّـكمُ من شَـطْـرِ ثَـغْرِكمُ        هـولٌ لـه ظـُلَـمٌ تغشـاكمُ قِطـعَا
مالي أراكمْ نيـامًا فـي بُـلَهْنِـيَةٍ         وقـد تَرَوْنَ شهـابَ الحربِ قد سطعَا
فاشفوا غليلي برأيٍ منكـمُ حَسَنٍ          يُضـحي فـؤادي لـه ريَّانَ قـد نقعَا
ولا تـكـونوا كمـَنْ قد باتَ مكتنعًا        إذا يـقالُ له: افـرُجْ غـمَّةً كنـعَـا
يَسعى وَيَحسِـبُ أَنَّ المـالَ مُخلِدُهُ         إِذا  اِستَـفادَ طَـريـفًا زادَهُ طَـمَـعا
فَاِقنَوا جِيادَكُمُ وَاِحموا ذِمـارَكُمُ          و َاِستَشعِروا الصَبرَ لا تَستَشعِروا الجَزَعا
قوموا قيامًا عـلى أمشاطِ أرجُلِكمْ          ثـم افـزعوا قـد ينالُ الأمنَ مَنْ فَزِعَا
صونوا خيولَكـمُ واجْلوا سيوفَكمُ           وجـدِّدوا للقِـسِيِّ النَّبـلَ والشّـِرَعَـا
واشـروا تـلادَكُمُ في حِرْزِِ أنفسِكمْ         وحـرْزِ نسـوتـكمْ لا تـهلكوا هلَـعَا
ولا يـدعُ بعضـُكمْ بعـضًا لنائبةٍ           كـمـا تركتُـمْ بأعـلى بيشـةَ النَّخعَا
أَذْكُوا العيـونَ وراءَ السَّرحِ واحـترسوا   حتَّى تُرَى الخيـلُ من تَعْـدائِهـا رُجُعَا
فإنْ غُلِبْتُمْ على ضِـنٍّ بداركـمُ             فقـد لقيـتُـمْ بـأمـرِ حـازمٍ فَـزَعَا

لا تُلـهِـكمْ إبـلٌ، ليسـتْ لكم إبلٌ         إنَّ الـعـدوَّ بـعـظْمٍ منـكـمُ قَـرعَا
هيـهاتَ لا مالَ مـن زرعٍ ولا إبلٍ         يُـرجَـى لغـابرِكمْ إنْ أنـفُكم جُـدِعَا
لا تُثمِروا المالَ للأعداءِ إنَّهمُ                إنْ يظـفـروا يحتـووكمْ والتِّـلادَ معَا
واللهِ ما انفكَّتِ الأموالُ مذْ أبدٍ               لأهـلـها، إنْ أُصيـبـوا مـرةً،  تبعَا
يا قوم إنَّ لكمْ من إرثِ أوَّلكمْ                عـزّاً قد اشْفـقتُ أن يُودي فينـقطعَا
وما يردُّ علـيكمْ عـزُّ أوَّلكمْ                إنْ ضـاعَ آخـرهُ أو ذلَّ واتّـَضـعَا
فلا تَغُرَّنكمْ دنـيا ولا طمـعٌ                 لـنْ تُنعـشـوا بزماعٍ ذلك الطَّمـعَا
يا قوم بيضتَكمْ لا تُفْجَعُنَّ بها                إنِّي أخـافُ عليهـا الأزلـمَ الجذعَـا
يا قوم لا تـأمنوا إن كنتمُ غُيُرًا            عـلى نسائـكمُ كسـرى وما جـمعَا
هو الـجلاءُ الـذي تبقى مذلَّتُهُ             إنْ طـارَ طائـرُكمْ يـومًا وإنْ وقـعَا
هو الفناءُ الذي يجـتثُّ أصلَكمُ              فشمِّروا واستـعدُّوا للـحروبِ مـعَا
وقـلِّـدوا أمـركُـم لله درُّكـمُ            رحـبَ الذِّراعِ بأمـرِ الحربِ مُضطلعَا

لا مُتْرفًا إنْ رخاءُ العيشِ ساعَدَهُ            ولا إذا عـضَّ مكـروهٌ بـه خشـعَا
لا يطعمُ النَّومَ إلاَّ ريثَ يبـعثُـهُ              هـمٌّ يـكادُ شَبـَاهُ يَقْصـِمُ الضّـِلعَا
مسهَّد النَّومِ تعنـيهِ ثـغورُكُـمُ             يـرومُ منـها إلى الأعـداءِ مُطَّلعَـا
ما زالَ يـحلبُ درَّ الدَّهرِ أشطرهُ           يـكـونُ متَّبـعًا يـومـًا ومتَّبـعَـا
وليـسَ يـشغلهُ مـالٌ يُثَـمِّرهُ           عـنكـم ولا ولـدٌ يـبغي له الرِّفعَـا
حتَّى استمرَّتْ على شزْرٍ مريرتُهُ           مـُستَحْكمَ السِّنِّ لا قَحْـمًا ولا ضَرَعَا
كمالكِ بن قنـانٍ أو كـصاحبِه             زيـدِ القنـا يومَ لاقـى الحارِثَينِ معَا
إذ عابهُ عائبٌ يوماً فقـالَ لهُ:              "دمّـِثْ لنفسكَ قبـلَ اليـومِ مضطجعَا"
          فساوروهُ فألـفوهُ أخـا عَلَـلٍِ              فـي الحربِ يختبلُ الرِّئبـالَ والسَّبُعَا
         مُسـتَنْجدًا يتحدَّى النَّاسَ كلَّهمُ                لـو قارعَ النَّاسَ عن أحسابِهِمْ قَرَعَا
        هذا كـتابي إليـكمْ والنَّذيرُ لكمْ                 فـمَنْ رأى مثلَ ذا رأيًا ومـَنْ سَمِعَا
        لقد بذلـتُ لكم نُصحي بلا دَخَلٍ                فـاستيقظوا، إنَّ خيرَ القـولِ ما نفعَا
ضبط د/صبري أبوحسين، نقلاً عن:
مقدمة محقق الديوان(الدكتور خليل إبراهيم العطية) ص11. هذا، وقد حقق ديوان لقيط ـ فيما أعلم ـ ثلاث مرات: مرة أولى بتحقيق الدكتور/خليل إبراهيم العطية، طبع مديرية الثقافة العامة بوزارة الإعلام ببغداد، سنة 1968م. وطبع طبعة أخرى في مؤسسة عالم الكتب ببيروت سنة 1997م. وهذه هي النسخة المعتمدة؛ لأنها مزيدة ومنقحة، و لما فيها من دقة علمية، وخبرة طويلة في فن تحقيق المخطوطات. ومرة ثانية بتحقيق الدكتور عبد المعين خان، طبع دار الأمانة ببيروت سنة 1971م، ومؤسسة الرسالة ببيروت سنة 1987م. ومرة ثالثة بتحقيق الدكتور/ محمد التونجي، طبع دار صادر للطباعة والنشر سنة 1998م. وقد صدر عن العينية كتاب للأستاذ أحمد الربيعي، عنوانه"شاعر التحريض والفداء لقيط بن يعمر الإيادي"، طبع مطبعة الأمة ببغداد سنة 1978م. وبحث للدكتور/خالد محمد الجديع، عنوانه: "البنية اللغوية والإيقاعية في عينية لقيط بن يعمر"، منشور في الجزء الثامن والثلاثين من مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود، صــ390، وما بعدها، طبع سنة 1423هـ. ولي بحث علمي محكًَّم عن القصيدة، بعنوان(البناء الشكلي والرسالي في عينية لقيط بن يعمر الإيادي: استنطاق نقدي معاصر".
 

9 - يناير - 2008
قراءة عصرية في قصيدة لقيط الجاهلية
رأي الدكتور مريسي الحارثي    كن أول من يقيّم

يقول في كتابه الاتجاه الأخلاقي في النقد العربي:
" والمتتبع لمواقف الرسول e في مدح الشعر وذمه يلمس لأول وهلة أنه أمام معيار أخلاقي جديد نظر إلى الشعر من خلاله، وقد استمد هذا المعيار مقوماته من مفهوم الدعوة إلى الله0 غير أن الذي ينعم النظر في مواقفه صلى الله عليه وسلم- يدرك أنها لا تهدف إلى تكوين معيار نقدي أخلاقي محدد يحكم على الشعر من خلال الجودة أو الرداءة، أو بتقدم شاعر أو تأخره أو بإبراز قيم أدبية، وإنما كانت تهدف أساسا إلى توجيه الشعر والشعراء توجيها أخلاقيا مع زمن الدعوة الإسلامية ولا يخرج عنها، ويلائم الفطر السليمة ولا يؤذيها[1]. وقد سار السير نفسه الدكتور السيد عويضة في كتابه أثر الإسلام في الشعر.


[1]- الاتجاه الأخلاقي في النقد العربي  61، أثر الإسلام في الشعر د/ السيد عبد القادر عويضة  38 وما بعدها0

13 - يناير - 2008
هل كان الرسول-صلى الله عليه وسلم- ناقدًا أدبيًّا؟
جهد إنترنتي حول قضية التعليق    كن أول من يقيّم

من سياحتي في عالم الشبكة الدولية للمعلومات(إنترنت) وجدت هذا البحث العميق:
هل علّقت على الكعبة؟
     سؤال طالما دار حوله الجدل والبحث ، فبعض يثبت التعليق لهذه القصائد على ستار الكعبة ، ويدافع عنه ، بل ويسخّف أقوال معارضيه ، وبعض آخر ينكر الإثبات ، ويفنّد أدلّته ، فيما توقف آخرون فلم تقنعهم أدلّة الإثبات ولا أدلّة النفي ، ولم يعطوا رأياً في ذلك .
المثبتون للتعليق وأدلّتهم :
     لقد وقف المثبتون موقفاً قويّاً ودافعوا بشكل أو بآخر عن موقفهم في صحّة التعليق ، فكتبُ التاريخ حفلت بنصوص عديدة تؤيّد صحّة التعليق ، ففي العقد الفريد ذهب ابن عبد ربّه ومثله ابن رشيق والسيوطي وياقوت الحموي وابن الكلبي وابن خلدون ، وغيرهم إلى أنّ المعلّقات سمّيت بذلك; لأنّها كتبت في القباطي بماء الذهب وعلّقت على أستار الكعبة ، وذكر ابن الكلبي : أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركان الكعبة أيّام الموسم حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر ، فعلّقت الشعراء ذلك بعده .
     وأمّا الاُدباء المحدّثون فكان لهم دور في إثبات التعليق ، وعلى سبيل المثال نذكر منهم جرجي زيدان حيث يقول :
     «وإنّما استأنف إنكار ذلك بعض المستشرقين من الإفرنج ، ووافقهم بعض كتّابنا رغبة في الجديد من كلّ شيء ، وأيّ غرابة في تعليقها وتعظيمها بعدما علمنا من تأثير الشعر في نفوس العرب؟! وأمّا الحجّة التي أراد النحّاس أن يضعّف بها القول فغير وجيهة; لأنّه قال : إنّ حمّاداً لمّا رأى زهد الناس في الشعر جمع هذه السبع وحضّهم عليها وقال لهم : هذه هي المشهورات» ، وبعد ذلك أيّد كلامه ومذهبه في صحّة التعليق بما ذكره ابن الأنباري إذ يقول : «وهو ـ أي حمّاد ـ الذي جمع السبع الطوال ، هكذا ذكره أبو جعفر النحاس ، ولم يثبت ما ذكره الناس من أنّها كانت معلّقة على الكعبة» .
     وقد استفاد جرجي زيدان من عبارة ابن الأنباري : «ما ذكره الناس» ، فهو أي ابن الأنباري يتعجّب من مخالفة النحاس لما ذكره الناس ، وهم الأكثرية من أنّها علقت في الكعبة .
 
النافون للتعليق :
     ولعلّ أوّلهم والذي يعدُّ المؤسّس لهذا المذهب ـ كما ذكرنا ـ هو أبو جعفر النحّاس ، حيث ذكر أنّ حمّاداً الراوية هو الذي جمع السبع الطوال ، ولم يثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة ، نقل ذلك عنه ابن الأنباري. فكانت هذه الفكرة أساساً لنفي التعليق :
     كارل بروكلمان حيث ذكر أنّها من جمع حمّاد ، وقد سمّاها بالسموط والمعلّقات للدلالة على نفاسة ما اختاره ، ورفض القول  : إنّها سمّيت بالمعلّقات لتعليقها على الكعبة ، لأن هذا التعليل إنّما نشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليس سبباً لها ، وهو ما يذهب إليه نولدكه.
     وعلى هذا سار الدكتور شوقي ضيف مضيفاً إليه أنّه لا يوجد لدينا دليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابة وسيلة لحفظ أشعارهم ، فالعربية كانت لغة مسموعة لا مكتوبة . ألا ترى شاعرهم حيث يقول :
فلأهدينّ مع الرياح قصيدة               منّي مغلغلة إلى القعقاعِ
ترد المياه فما تزال غريبةً                 في القوم بين تمثّل وسماعِ؟
     ودليله الآخر على نفي التعليق هو أنّ القرآن الكريم ـ على قداسته ـ لم يجمع في مصحف واحد إلاّ بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) (طبعاً هذا على مذهبه) ، وكذلك الحديث الشريف . لم يدوّن إلاّ بعد مرور فترة طويلة من الزمان (لأسباب لا تخفى على من سبر كتب التأريخ وأهمّها نهي الخليفة الثاني عن تدوينه) ومن باب أولى ألاّ تكتب القصائد السبع ولا تعلّق.
     وممّن ردّ الفكرة ـ فكرة التعليق ـ الشيخ مصطفى صادق الرافعي ، وذهب إلى أنّها من الأخبار الموضوعة التي خفي أصلها حتّى وثق بها المتأخّرون.
     ومنهم الدكتور جواد علي ، فقد رفض فكرة التعليق لاُمور منها :
     1 ـ أنّه حينما أمر النبي بتحطيم الأصنام والأوثان التي في الكعبة وطمس الصور ، لم يذكر وجود معلقة أو جزء معلّقة أو بيت شعر فيها .
     2 ـ عدم وجود خبر يشير إلى تعليقها على الكعبة حينما أعادوا بناءَها من جديد .
     3 ـ لم يشر أحد من أهل الأخبار الّذين ذكروا الحريق الذي أصاب مكّة ، والّذي أدّى إلى إعادة بنائها لم يشيروا إلى احتراق المعلّقات في هذا الحريق .
     4 ـ عدم وجود من ذكر المعلّقات من حملة الشعر من الصحابة والتابعين ولا غيرهم .
     ولهذا كلّه لم يستبعد الدكتور جواد علي أن تكون المعلّقات من صنع حمّاد، هذا عمدة ما ذكره المانعون للتعليق .
     بعد استعراضنا لأدلة الفريقين ، اتّضح أنّ عمدة دليل النافين هو ما ذكره ابن النحاس حيث ادعى انّ حماداً هو الذي جمع السبع الطوال .
     وجواب ذلك أن جمع حماد لها ليس دليلا على عدم وجودها سابقاً ، وإلاّ انسحب الكلام على الدواوين التي جمعها أبو عمرو بن العلاء والمفضّل وغيرهما ، ولا أحد يقول في دواوينهم ما قيل في المعلقات . ثم إنّ حماداً لم يكن السبّاق الى جمعها فقد عاش في العصر العباسي ، والتاريخ ينقل لنا عن عبد الملك أنَّه عُني بجمع هذه القصائد (المعلقات) وطرح شعراء أربعة منهم وأثبت مكانهم أربعة .
     وأيضاً قول الفرزدق يدلنا على وجود صحف مكتوبة في الجاهلية :
أوصى عشية حين فارق رهطه                عند الشهادة في الصحيفة دعفلُ
أنّ ابن ضبّة كان خيرٌ والداً               وأتمّ في حسب الكرام وأفضلُ
     كما عدّد الفرزدق في هذه القصيدة اسماء شعراء الجاهلية ، ويفهم من بعض الأبيات أنّه كانت بين يديه مجموعات شعرية لشعراء جاهليين أو نسخ من دواوينهم بدليل قوله :
والجعفري وكان بشرٌ قبله                لي من قصائده الكتاب المجملُ
     وبعد ابيات يقول :
دفعوا إليَّ كتابهنّ وصيّةً               فورثتهنّ كأنّهنّ الجندلُ
     كما روي أن النابغة وغيره من الشعراء كانوا يكتبون قصائدهم ويرسلونها الى بلاد المناذرة معتذرين عاتبين ، وقد دفن النعمان تلك الأشعار في قصره الأبيض ، حتّى كان من أمر المختار بن أبي عبيد واخراجه لها بعد أن قيل له : إنّ تحت القصر كنزاً.
     كما أن هناك شواهد أخرى تؤيّد أن التعليق على الكعبة وغيرها ـ كالخزائن والسقوف والجدران لأجل محدود أو غير محدود ـ كان أمراً مألوفاً عند العرب ، فالتاريخ ينقل لنا أنّ كتاباً كتبه أبو قيس بن عبدمناف بن زهرة في حلف خزاعة لعبد المطّلب ، وعلّق هذا الكتاب على الكعبة . كما أنّ ابن هشام يذكر أنّ قريشاً كتبت صحيفة عندما اجتمعت على بني هاشم وبني المطّلب وعلّقوها في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم.
     ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواه البغدادي في خزائنه من قول معاوية : قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدة الحارث بن حِلزه من مفاخر العرب كانتا معلّقتين بالكعبة دهراً.
     هذا من جملة النقل ، كما أنّه ليس هناك مانع عقلي أو فنّي من أن العرب قد علّقوا أشعاراً هي أنفس ما لديهم ، وأسمى ما وصلت إليه لغتهم; وهي لغة الفصاحة والبلاغة والشعر والأدب ، ولم تصل العربية في زمان إلى مستوى كما وصلت إليه في عصرهم . ومن جهة اُخرى كان للشاعر المقام السامي عند العرب الجاهليين فهو الناطق الرسمي باسم القبيلة وهو لسانها والمقدّم فيها ، وبهم وبشعرهم تفتخر القبائل ، ووجود شاعر مفلّق في قبيلة يعدُّ مدعاة لعزّها وتميّزها بين القبائل ، ولا تعجب من حمّاد حينما يضمّ قصيدة الحارث بن حلزّة إلى مجموعته ، إذ إنّ حمّاداً كان مولى لقبيلة بكر بن وائل ، وقصيدة الحارث تشيد بمجد بكر سادة حمّاد ، وذلك لأنّ حمّاداً يعرف قيمة القصيدة وما يلازمها لرفعة من قيلت فيه بين القبائل .
     فإذا كان للشعر تلك القيمة العالية ، وإذا كان للشاعر تلك المنزلة السامية في نفوس العرب ، فما المانع من أن تعلّق قصائد هي عصارة ما قيل في تلك الفترة الذهبية للشعر؟
     ثمّ إنّه ذكرنا فيما تقدّم أنّ عدداً لا يستهان به من المؤرّخين والمحقّقين قد اتفقوا على التعليق .
     فقبول فكرة التعليق قد يكون مقبولا ، وأنّ المعلّقات لنفاستها قد علّقت على الكعبة بعدما قرئت على لجنة التحكيم السنوية ، التي تتّخذ من عكاظ محلاً لها ، فهناك يأتي الشعراء بما جادت به قريحتهم خلال سنة ، ويقرأونها أمام الملإ ولجنة التحكيم التي عدُّوا منها النابغة الذبياني ليعطوا رأيهم في القصيدة ، فإذا لاقت قبولهم واستحسانهم طارت في الآفاق ، وتناقلتها الألسن ، وعلّقت على جدران الكعبة أقدس مكان عند العرب ، وإن لم يستجيدوها خمل ذكرها ، وخفي بريقها ، حتّى ينساها الناس وكأنّها لم تكن شيئاً مذكوراً . http://www.awrag.com/m3/ragm299.htm
 

13 - يناير - 2008
لماذا سميت هذه القصائد بالمعلقات ؟
استفسار!!!    كن أول من يقيّم

أستاذي سليمان:
 هل أفهم من بحثك هذا أن للخليل كتابًا واحدًا يسمى العروض؟
وأن الخليل محافظ في موقفه من الاختراع والتجديد في شكل القصيدة؟
وما رأيك المفصل في تعليقايَ السابقين؟

13 - يناير - 2008
رأيان للخليل في القول على الوزن المخترع ، الخارج عن شعر العرب.. ما تنصر منهما؟
درس دبي    كن أول من يقيّم

كتبت هذه الخاطرة على لسان كل عربي غير إماراتي:
درس دبي
إلى السادة القائمين على أمور النظافة والسياحة والتسويق في بلادنا الغالية، المظلومة من أبنائها، بلا أي داع مقنع، أستحلفكم بالله أن تجيبوا عن السؤال الآتي بلا عنترية زائفة، وبلا فخر ثرثار:
 هل تستطيعون مقارنة أنفسكم كمسؤولين بالمسؤولين في إمارة دبي من حيث الدقة والنظام والحزم والتطور المتواصل؟!!!
أعرف أن ملايين من العرب يعرفون الإجابة مسبقًا، ويعرفون أن بلدًا عربيًّا عمره حضاريًّا لا يتجاوز الثلاثين سنة أصبحنا – نحن أبناء الحضارات العريقة العتيقة-لا نستطيع الإ أن نجلَّه ونقدره لأنه قدم صورة مشرفة للعرب على المستوى العالمي، وحجز مكانًا مرموقًا ثابتًا بين المدن المتقدمة الجاذبة للبشر مهما تنوعت أجناسهم ولغاتهم وأديانهم في بُوتَقة حضارية لا تعرف الجهل أو الكسل أو التعصب الزائف أو المحسوبيات أو الرشاوى أو غير ذلك من أمراض مجتمعنا المتوطنة. ولا يمكن لمسؤول أن يحتج بتلك الحجج البالية من المشكلة السكانية أو من ضعف الموارد الاقتصادية، فدبي مزدحمة بالسكان، ومواردها الذاتية تكاد تكون محدودة  في السياحة والتسوق والاستفادة المادية القصوى من البنية التحتية المتينة، التي لم يتخللها أية سبهللة أو استعباط أو تلاعب كالذي نراه عندنا ليل نهار صباح مساء!!!!
بلد تحول من صحراء قاحلة غير صالحة للحياة البشرية- كما قرر ذلك عدد من الباحثين- إلى جنة فيها الخضرة في كل مكان حولك، وفيها الورود من كل نوع ولون، وفيها عملية بناء وتطوير متواصل ومنظم، وفيها أمن وأمان واستقرار واحترام وتقدير للوافد، الذي يحس بين أحضانها بإنسانيته!!!      والسبب في هذا النجاح الدُّبَاوي هو المسؤولون الحازمون المتطورون.
فأين المسؤولون لدينا من هؤلاء؟ ومتى يفيقون؟ حتى يرجعوا بلادنا إلى مجدها التليد، وتحضرها العريق؟!!
دعونا من شماعاتكم المبتذلة المكرورة التي مللنا منها. اخدموا هذه الأوطان بما تستحتقه، وقبل أن تأخذوا حقوقكم أعطوها حقها!!! وتعلموا من أهلنا في دبي.
د/صبري أبوحسين
 

13 - يناير - 2008
قصيدة (دبي حلم عربي)
آثار نبوية أخرى حول المعلقات    كن أول من يقيّم

 كما كان e يعجبه قول لبيد بن ربيعة:
           * ألا كل شئ ما خلا الله باطل *:
 
ويأتي تعليقه e على البيت دالا على الاستحسان، فيصفه e بقوله:" أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد" و" أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد "و" إن أصدق كلمة قالها شاعر  كلمة لبيد".   
[رواه مسلم: كتاب الشعر حديث رقم 2، والترمذي كتاب الأدب باب ما جاء في أنشاء الشعر حديث رقم 2849 ]
وما كان هذا الاستحسان إلا لأن البيت يقرر حقيقة من حقائق الإيمان وجد رسول الله
e بيت لبيد دالاًّ عليها ومعبرًا عنها0
ولم تقتصر إيجابية الرسولe تجاه الشعر الجاهلي على الثناء فقط، بل تعدتها إلى الإنشاد، والتمثل، فقد روت عنهe السيدة عائشة قائلة:"كان رسول الله e إذا استراث الخبر تمثل فيه ببيت طرفة:
* ويأتيك بالأخبار من لم تزود *
 [رواه أحمد:6/32 حديث رقم: 69- 24، والترمذي في كتاب الأدب باب 70 حديث رقم 3085]
وتمثله e بهذا القول دليل على إعجابه به ورضاه عنه، ولو كان فيه أدنى شبهة من تحريم لما تمثل به e في المواقف التي كان يأتي فيها الشعر بشفاء الغليل، وذلك بكلام بليغ موجز وبيان ساحر...إلخ
فالرسول e كان يطرب للشعر ويتأثر به ويثني على الخير فيه، ما دام جاء حثًّا على فضائل الأخلاق وكريم الصفات، حتى ولو كان هذا الشعر من شاعر لم يدرك الإسلام أو غير مسلم. د/صبري أبوحسين
 

13 - يناير - 2008
المعلقات وأصحابها في ميزان النقد الأدبي النبوي
جزاك الله خيرًا يا سلطان العروض    كن أول من يقيّم

أستاذي:
لا أملك إلا أن أدعو لك بالخير العميم والصحة التامة لك ولأحبائك أجمعين؛ فجهدك هذا نفتقر إليه أشد الافتقار.
أستاذي عندي معلومة بخصوص ميزان الهاشمي. وهي:
ذكر الأستاذ الدكتور محمود مصطفى -مؤلف أهدى سبيل- نص الاستدراك على البحور الستة عشر، والإفلات من قيود القافية في كتابه (الأدب العربي وتاريخه في العصر العباسي) والطبعة الثانية من هذا الكتاب كانت سنة 1937م!!!
 وبالتالي فإن الطبعة الأولى للكتاب ستكون قبل هذا التاريخ. ومن ثم فأرى أن الهاشمي صاحب الميزان ومحمود مصطفى صاحب أهدى سبيل متعاصران، وأن ترجيح نقل محمود مصطفى من الهاشمي أمر مشكوك فيه. فكلا الشخصين معرض للاتهام بالسرقة، إن لم يكن قد فعلها ناسخ من النساخ، وألصق النصين بالكتابين، من غير علم المؤلفين، رحمهما الله تعالى. صبري

17 - يناير - 2008
رأيان للخليل في القول على الوزن المخترع ، الخارج عن شعر العرب.. ما تنصر منهما؟
معلومة بخصوص ميزان الذهب وأهدى سبيل    كن أول من يقيّم

أستاذي سليمان:
من خلال تتبعي لموضوع التجديد العروضي في التراث، اطلعت على المعلومة الآتية:
 ذكر الأستاذ الكتور محمود مصطفى مؤلف أهدى سبيل نص الاستدراك على البحور الستة عشر، والإفلات من قيود القافية في كتابه (الأدب العربي وتاريخه في العصر العباسي) والطبعة الثانية من هذا الكتاب كانت سنة 1937م. وبالتالي فإن الطبعة الأولى للكتاب ستكون قبل هذا التاريخ. ومن ثم فأرى أن الهاشمي صاحب الميزان ومحمود مصطفى صاحب أهدى سبيل متعاصران، وأن ترجيح نقل محمود مصطفى من الهاشمي أمر مشكوك فيه. فكلا الشخصين معرض للاتهام بالسرقة، إن لم يكن قد فعلها ناسخ من النساخ، وألصق النصين بالكتابين، من غير علم المؤلفين، رحمهما الله تعالى. صبري

17 - يناير - 2008
للكتب حظوظ في الذيوع
مجمل رأي المنصفين    كن أول من يقيّم

مؤدَّى رأي الباحثين المنصفين لأدب العصرين، أنه مهما يكن من أمر الأدب في هذا العهد، فإننا لا نستطيع أن نضرب عنه صفحًا أو نهمله. وذلك للأسباب الآتية:
*أننا بذلك الجحود لأدب العصرين نهمل جانبًا من حياتنا، ونقتطع حلقةً من حلقات تطورنا الفكري والفني، بل والاجتماعي أيضًا؛ ذلك أن حياتنا المعاصرة متصلة ـ دون شك ـ بآصرة شديدة بحياتنا في عصر المماليك ـ وغيرهم ـ بل ربما خلَّف عصر المماليك والعثمانيين الذي امتد لأكثر من ستة قرون في حياتنا المعاصرة ما لم تخلفه العصور العربية الإسلامية السابقة مجتمعة. وعلى هذا فلا ينبغي لنا حين نعرض لآدابنا المعاصرة ـ فصيحة أو شعبية ـ أن نهمل عصور المماليك والعثمانيين، بل ينبغي أن نعيها وعيًا صحيحًا، وأن ندرسها درسًا منهجيًّا، نحلل عناصرها ونبرز جوهرها، ونعرض عن خبثها، إذا كان ثمَّة جوهر وخبث في الحياة والأدب .
        فهؤلاء يتجهون في حرصهم على الأدب العربي إبان المماليك والعثمانيين من قيمة إنسانية خالدة تتمثل في احترام الماضي وتقديره ـ لا تقديسه ـ باعتبار الماضي عنصرًا فعالًا يسهم في تكوين الحاضر، وفي التهيئة للمستقبل؛ فهو حبل غير منقطع يشد حاضرنا، ويعيننا على الاتصال بمستقبلنا؛ فيربطنا ـ هذا الأدب ـ بما سبق وما سلف مهما كانت درجته أو قيمته: علوًّا أو تسفلًا، تحضرًا أو تخلفًا، تقدمًا أو رجعية، التزامًا أو إسفافًا، فوقيةً أو دونيةً .
        *و ينحو آخرون منحًى منهجيًّا في تفسير دعوتهم إلى الاهتمام بدرس الأدب العربي في العصرين  المملوكي والعثماني، إذ لم تكتمل الدراسات في الأدب العربي المتعلقة بهذين العصرين، على الرغم من تعدد الباحثين والدارسين في تاريخ الأدب لدى العرب والمستشرقين، بل وكثرتهم!!!
وما زال  هذان العصران المظلومان يشكوان ندرة الدراسات وقلة الأبحاث، بلهَ الجور الذي لحقهما في الأحكام النقدية والتقويمية، وحتى بعض هذه الدراسات التي صدرت أخيرًا ليست إلا لمحات خاطفة، أو نظرات عابرة من المهتمين عامة بتاريخ الأدب العربي، لم تعطِ الصورة الحقيقية لهذا العصر من طرف قريب أو بعيد.
        حقًّا لقد وقع الأدب العربي في هذين العصرين ضحية لأحكام سابقة وآراء سالفة، أطلقها المستشرقون وتابعوهم العرب المستغربون، إذ نعتوه بأنه أدب العقم والجمود والانحطاط وأدب الماضي والذكرى، وأدب الجهل والظلام والانحلال والانحدار والانهيار....إلخ
 وهي نعوت ظالمة، قائمة على أحكام مبتسرة وآراء هشة، إذ لم يعتمد أصحابها على مصادر أصلية أساسية من دواوين أو مجاميع أدبية أُلفت في هذين العصرين، ولم يكونوا متخصصين تخصصًا دقيقًا في البحث في مدونات هذه الفترة ـ المخطوط منها و هو كثير جدًّا، والمطبوع وهو قليل جدًّا!!! ـ ومن ثم كان استقراؤهم ناقصًا، واطلاعهم قاصرًا، و نماذجهم معدودة  مكرورة في كل دراساتهم، وهي نماذج لا تعبر عن الحالة العامة للإبداع الأدبي في هذه الفترة، وإنما تعبر عن تيار واحد فقط من الإبداع، وهو التيار الشعبي العامي، والتيار الفكري الجاف.
*كما أن في دراسة أدب هذين العصرين، دراسة مفصلة عميقة، ما يساعد على فقه وسائل مواجهة أسلافنا لهاتين الهجمتين الشرستين الآتيتين من الشرق حيث المغول، والغرب حيث الصليبيون. فقد صور أدب العصرين آلام الأمة وآمالها، وجهادها وكفاحها حتى تخلصت من الهجمتين، بل وسعت رقعة الدولة الإسلامية، وأوصلت كلمة الإسلام في بقاع جديدة بأوروبا، لم تكن تعرف عن العروبة والإسلام شيئًا.
 [راجع في ذلك تاريخ الأدب العربي في العصر المملوكي، للأستاذ الدكتور عمر موسى باشا، بارك الله فيه].  
 

21 - يناير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
 5  6  7  8  9