البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات سعيد أوبيد الهرغي

 2  3  4  5  6 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
محتويات القرص رقم 24.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

محتويات  القرص رقم  24
الوسيط في الفقه الشافعي – أبو حامد الغزالي – تحقيق أحمد محمد إبراهيم -  دار السلام – الطبعة الأولى 1417 -  7 مجلدات
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي – ابو العلى محمد بن عبد الرحمن المباركفوري – تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف-  دار الفكر – 10 مجلدات
ترطيب الأفواه بذكر من يظله الله -  سيد بن حسين العفاني -  مكتبة معاذ بن جبل -  مجلدان
زهرة البساتين من موقف العلماء والربانيين للعفاني-  سيد بن حسين العفاني -  دار العفاني -  5 مجلدات
سنن الترمذي - تحقيق  د. بشار عواد معروف -  دار الغرب الإسلامي -  الطبعة الثانية 1998- 6 مجلدات
شرح صحيح البخاري -  أبو الحسن علي بن خلف ابن بطال – تحقيق أبو تميم ياسر  بن إبراهيم – دار الرشد – 10 مجلدات
عون المعبود على سنن أبي داود- أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم أبادي – تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان – المكتبة السلفية المدينة المنورة -  الطبعة الثانية  1389 – 14 جزءا
مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله – تحقيق زهير الشاويش – المكتب الإسلامي بيروت – الطبعة الأولى  1401 - مجلد واحد
أحكام التعامل في الأسواق المالية المعاصرة  -  مبارك بن سليمان – كنوز إشبيليا –الطبعة الأولى  1426 
أسرار البلاغة – عبد القاهر الجرجاني  - تحقيق محمود شاكر – دار المدني جدة
الوصايا الجلية للإستفادة من الدروس العلمية – عبد العزيز بن  باز -  نشر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الطبعة الأولى 1423
كتاب المسجد و بيت المسلم- أبو بكر الجزائري – مكتبة لينة -  الطبعة الأولى  1412
منظومة بلوغ المرام – محمد بن إسماعيل الصنعاني – وعليها الإلمام بتخريج أحاديث منظومة بلوغ المرام  لمحمد بن محمد زبارة الصنعاني

10 - مايو - 2007
الفهرس الكامل لمكتبة (سلسلة النفائس والذخائر العلمية) للكتب المصورة ضوئيا (pdf).
الرحلة إلى تونس: كتابات وأبحاث.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

* الرحلة إلى تونس، 1724 / جون إندريه بيسونال ؛ ترجمة وتحقيق محمد العربي السنونسي ؛ تصدير خليفة شاطر . - تونس : مركز النشر الجامعي, 2003 .
 
عطا الله، سمير
الجنرال ألكسندر : من صحاري مصر إلى زيتون تونس / سمير عطا الله
في جنرالات الشرق : دور العسكريين الأجانب في العالم العربي بين الحربين / سمير عطا الله
لندن : دار الساقي, 1995 . - ص. 233-241 ؛ 24 سم
الفندري، منير
ثلاث رحلات ألمانية إلى تونس في القرن الثامن عشر : أوغست فون أينزيدل / منير الفندري
في المجلة التاريخية المغاربية  =  Revue d'histoire maghrébine : époque moderne et contemporaine  . - ع. 41- 42 (1986) . - ص. 215 ؛ 24 سم مقالة
إيبالزا، ميكيل دي
دراسات حالية حول الموريسكيين اللاجئين إلى تونس من القرن السابع عشر إلى وقتنا الحاضر / ميكال دي إيبالثا
في بحوث عن الأندلسيين في تونس / جمعها سليمان مصطفى زبيس، عبد الحكيم القفصي، محيي الدين البوغانمي... [وآخرون] ؛ المعهد القومي للآثار والفنون
تونس : المعهد القومي للآثار والفنون, 1983 . - ص. 91-94 ؛ 27 سم
لوقا، أنور
رحلة هنري دونان إلى تونس / أنور لوقا
في حوليات الجامعة التونسية : مجلة للبحث العلمي  =  Annales de l'Université de Tunis : revue de recherche scientifique  . - ع. 39 (1995) . - ص. 147-160 ؛ 24 سم مقالة
بارت، هاينريش
سبع رسائل مخطوطة لهاينريش بارت عن رحلته إلى تونس، 1845-1846 / تحقيق وتعريب منير الفندري . - قرطاج : بيت الحكمة, 1987 . - 95 ص. ؛ 24 سم
موسكاو-بوكلير، هيرمان فارست (الأمير)
سميلاسو في إفريقيا : رحلة أمير ألماني إلى الإيالة التونسية في سنة 1835 م / بوكلير موسكاو ؛ نقله من الألمانية إلى العربية وقدم له وعلق عليه منير الفندري ؛ أسهم في تعريبه الصحبي الثابتي . - قرطاج : بيت الحكمة, 1989 . - 504 ص. ؛ 24 سم
علية الصغير، عميرة
لاجئو الحرب الأهلية الإسبانية إلى تونس في الفترة ما بين 1939 و1940 / عميرة عليه الصغير
في المجلة التاريخية المغاربية  =  Revue d'histoire maghrébine : époque moderne et contemporaine  . - ع. 75-76 (1994) . - ص. 375-395 ؛ 24 سم مقالة

16 - أكتوبر - 2007
الرحلة الى تونس
الباحث الصابر.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

االبحث العلمي يحتاج إلى التأني، وأن يكون الباحث على روية من أمره صابرا مُحتسبا.
 
  وإذا احتجت أختي الكريمة بحثا أو عنوانا مهما ليس عندكم في تونس أخبريني به، أصوره ضوئيا pdf وأرسله لك في البريد الإلكتروني.
وتحيتي.

19 - أكتوبر - 2007
الرحلة الى تونس
ثلاثية أخرى:    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

4)    قال الإمام الطبري في جامع البيان:
  يقول تعالى ذكره للقائلين: لو علمنا أحبّ الأعمال إلى الله لعملناه حتى نموت: (إِنَّ اللَّهَ) أيها القوم {يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ} كأنهم، يعني في طريقه ودينه الذي دعا إليه (صَفًّا) يعني بذلك أنهم يقاتلون أعداء الله مصطفين.
  وقوله: {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} يقول: يقاتلون في سبيل الله صفَّا مصطفَّا، كأنهم في اصطفافهم هنالك حيطان مبنية قد رصّ، فأحكم وأتقن، فلا يغادر منه شيئًا، وكان بعضهم يقول: بني بالرصاص.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
  حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} ألم تر إلى صاحب البنيان كيف لا يحبّ أن يختلف بنيانه، كذلك تبارك وتعالى لا يختلف أمره، وإن الله وصف المؤمنين في قتالهم وصفهم في صلاتهم، فعليكم بأمر الله فإنه عصمة لمن أخذ به.
  حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} قال: والذين صدّقوا قولهم بأعمالهم هؤلاء؛ قال: وهؤلاء لم يصدّقوا قولهم بالأعمال لما خرج النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم نكصوا عنه وتخلفوا. وكان بعض أهل العلم يقول: إنما قال الله {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} ليدل على أن القتال راجلا أحبّ إليه من القتال فارسًا، لأن الفرسان لا يصطفون، وإنما تصطفّ الرجالة.
* ذكر من قال ذلك :
  حدثني سعيد بن عمرو السكوني، قال: ثنا بقية بن الوليد، عن أَبي بكر ابن أبي مريم، عن يحيى بن جابر الطائي، عن أَبي بحرية، قال: كانوا يكرهون القتال على الخيل، ويستحبون القتال على الأرض، لقول الله {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} قال: وكان أَبو بحرية يقول: إذا رأيتموني التفتّ في الصف، فجئوا في لحيي.
 
5)    وفي معالم التنزيل للإمام البغوي:
  أي يصفُّون أنفسهم عند القتال صفًا ولا يزولون عن أماكنهم {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} قد رُصَّ بعضه ببعض أي ألزق بعضه ببعض وأحكم فليس فيه فرجة ولا خلل. وقيل كالرصاص.
6)    وفي تفسير بحر العلوم للسمرقندي:
  يعني: يصفون بمنزلة الصف في الصلاة وملتزمة بعضهم في بعض، لا يتأخر أحدهم عن صاحبه بمنزلة البنيان الذي بني بالرصاص؛ ويقال: {كَأَنَّهُم بنيان مَّرْصُوصٌ} أي: متفقي الكلمة بعضهم على بعض على عدوهم، فلا يخالف بعضهم بعضاً. وروي في الخبر: أنه كان يوم مؤتة وكان عبد الله بن رواحة أحد الأمراء الذين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناداهم: يا أهل المجلس الذين وعدتم ربكم قولكم، ثم مشى فقاتل حتى قتل.

27 - مايو - 2009
البنيان المرصوص: آية وبيان...وثلاثيات في التفسير.
ثلاثيات متنوعة...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

وقال الإمام الرازي في مفاتيح الغيب:
"اختلفوا في المراد بقوله تعالى : { وَمِنَ الذين أَشْرَكُواْ } على ثلاثة أقوال:
   قيل: المجوس: لأنهم كانوا يقولون لملكهم: عش ألف نيروز وألف مهرجان، وعن ابن عباس هو قول الأعاجم: زي هزارسال.
  وقيل: المراد مشركوا العرب.
  وقيل: كل مشرك لا يؤمن بالمعاد، لأنا بينا أن حرص هؤلاء على الدنيا ينبغي أن يكون أكثر وليس المراد من ذكر ألف سنة قول الأعاجم عش ألف سنة، بل المراد به التكثير وهو معروف في كلام العرب "

31 - مايو - 2009
البنيان المرصوص: آية وبيان...وثلاثيات في التفسير.
فِرْيَة على أبي حنيفة. من فيض كلام د. يحي.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

 
  يزعم بعضهم أنّ أبا حنيفة بلغت روايته للحديث إلى سبعة عشر حديثاً !
 وهذه فرية. هذا المرتضى الزبيدي شارح الإحياء والقاموس ،  المتوفَّى عام 1205 قد ذكر لنا في كتابه: (عقود الجواهر المنيفة في أدلة أبي حنيفة) خَمس مئة وخمسةً وخمسين حديثاً في الأحكام يرويها أبو حنيفة بسنده....
 قال في صفحة 32 بعد حديث: اقتدوا باللذَينِ من بعدي أبي بكر وعمر. هكذا أخرجه أبو نعيم  في مسند أبي حنيفة من طريق يحيى بن نصر، قال: دخلتُ على أبي حنيفة في بيت مملوءٍ كتباً، فقلت: ما هذه ؟ قال: هذه أحاديث كلها، وما حدثتُ به إلا اليسير الذي يُنتفع به. قلت: حدِّثني ببعضها، فأملى عليّ وساق الحديث.
وهذا يفيد بأنّ أبا حنيفة كان لا يقِل عن الإمامين: مالك والشافعي ويماثلهم في معرفة أحاديث الأحكام وغيرها.
  وقد عدّه الحافظ الذهبي في ( تذكرة الحفّاظ ج1/158) في جملة الحفاظ.....
      في كتاب الآثار للإمام أبي يوسف تلميذ أبي حنيفة، وهو مطبوع في مصر عام 1355، وقد عُنيتْ بنشره لَجنة إحياء المعارف النعمانية بحيدر آباد الدكن. وهو رواية يوسف عن أبيه يعقوب عن الإمام أبي حنيفة، وفيه 1066 حديثاً. والكتاب طبع على نقص قليل في آخره كما ذكر ذلك ناشروه في آخر الكتاب. ولو وُجد باقيه لزادت أحاديثه على هذا العدد قطعاً.
       وفي مسند أبي حنيفة المطبوع في مصر عام 1327 ، ذكر في آخره أنه من رواية الحصكفي، وهو مرتب على الأبواب، وعدد أحاديثه 523 حديثاً.....
       هذا، وقد رد هذه الفرية العظيمة مؤلفو تاريخ التشريع الإسلامي، من مثل: عبد اللطيف محمد السبكي، ومحمد علي السايس، ومحمد يوسف البربري. وهؤلاء مدرسون علماء في الجامع الأزهر، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.

27 - مايو - 2009
شرح بيت شعريّ
ومن الغريب غروب شمسٍ في الثرى ... وضياؤها باق على الآفاق    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

بسم الله الرحمن الرحيم
  أحييك أخي الكريم "طماح" تحيةً طيبة، وقد أعجبتني بلاغتك، ولست أحسنها غير أني أطلب مودتك وصداقتك، فإن تساءلت عن السبب فقولك: "رباه!! ما لي سواك خالقي، وهبتني أحبة كمياه الربيع يروون ظمأ الحياة، ووهبتهم.
    أنت وفائي، فرحماك ربي بأحبتي، فإني أحبهم فيك حبًّا عظيمًا، رب باعد بينهم وبين معصيتك، واجعلني وإياهم في ظل رحمتك "
  عساي أن أكون منهم، فأنال بالحب ظل رحمة أرحم الراحمين.
  وتساءلت عن سر الغروب بعد الإشراقة اليانعة...
  ما بالها تغرب وقد أشرقت...
  وهذا الضياء يملأ الآفاق سرورا وحبوراً...
ومن الغريب غروب شمسٍ في الثرى ... وضياؤها باق على الآفاق
وهذه الأيام وإن كانت تغرب فإنها تصير بعد الغروب ضياء...
وأيامنا بيض الليالي ودهرنا ... من الحسن ما للشمس فيه غروب
وما أخال سراة الوراق إلا كما قال الشاعر:
وما ذر قرن الشمس إلا ذكرتها ... وأذكرها في وقت كل غروب
أو كما قيل:
يذكرني طلوعُ الشمس صخراً ... وأذكره لكل غروب شمس
 
وتحيتي.

25 - مايو - 2009
وبعد طول غروب
البعد الآخر.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
البُـعـدُ الآخَـر
  بداية أشكر للجميع كلمات التهاني، وأسأل الله تعالى أن يبارك فيكم جميعا وأن يجعل كل أيامكم سعيدة، مليئة بالأفراح والمسرات.
  وأعتذر لكم عن الرد المتأخر شيئا ما، فقد سافرت للبلدة التي أشتغل بها للمراقبة الخاصة بامتحانات الباكلوريا، وهي مستمرة إلى يوم الخميس إنشاء الله، وأجد من هناك صعوبات في التواصل بشكل إيجابي.
  ولا أخفيكم أساتذتي الكرام أن الموضوع الذي بدأت به هذا المجلس كان في شأن آخر، غير أن الأستاذ زهير أعطى له بعدا آخر. 
  فوجَّه أستاذنا المجلس نحو التهاني، والمقترحات من أجل تطوير مجالس الوراق العامرة.
  وأجد نفسي في حالة ترقب دائم إلى ما ستؤول إليه هذه المجالس، غير أني مع هذا الترقب أتفاءل خيرا، وأضم صوتي للأستاذ أحمد عزو بعدم الاستعجال.
        وتحيتي للجميع.

3 - يونيو - 2009
الزوبعة والفنجان، والعصفورة والشجرة، ودار الوراق العامرة.
كشف الكربة في وصف أهل الغربة     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

  أجزل الله لك المثوبة أخي الفاضل على هذا الموضوع الرائق:
 قال العلامة الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في رسالته "كشف الكربة في وصف أهل الغربة "
فإن الغربة عند أهل الطريقة غربتان: ظاهرة وباطنة.
    فالظاهرة: غُربة أهل الصلاح بين الفساق، وغربة الصادقين بين أهل الرياء والنفاق، وغربة العلماء بين أهل الجهل وسوء الأخلاق، وغربة علماء الآخرة بين علماء الدنيا الذين سُلبوا الخشية والإشفاق، وغربة الزاهدين بين الراغبين فيما ينفد وليس بباق.
    وأما الغربة الباطنة: فغربة الهمة، وهي غربة العارفين بين الخلق كلهم حتى العلماء والعباد والزهاد، فإن أولئك واقفون مع علمهم وعبادتهم وزهدهم، وهؤلاء واقفون مع معبودهم لا يعرجون بقلوبهم عنه.
فكان أبو سليمان الداراني يقول في صفتهم: وهمتهم غير همة الناس وإرادتهم الآخرة غير إرادة الناس، ودعاؤهم غير دعاء الناس.
    وسُئل عن أفضل الأعمال فبكى وقال: أن يطلع على قلبك فلا يراك تريد من الدنيا والآخرة غيره.
    وقال يحيى بن معاذ : الزاهد غريب الدنيا، والعارف غريب الآخرة.
يشير إلى أن الزهد غريب بين أهل الدنيا، والعارف غريب بين أهل الآخرة، لا يعرفه العباد ولا الزهاد، وإنما يعرفه من هو مثله وهمته كهمته.
    وربما اجتمعت للعارف هذه الغربات كلها أو كثير منها أو بعضها فلا يسأل عن غربته، فالعارفون ظاهرون لأهل الدنيا والآخرة.
    قال يحيى بن معاذ: العابد مشهور والعارف مستور، وربما خفي حال العارف على نفسه لخفاء حالته وإساءة الظن بنفسه.
    وفي حديث سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله يحب العبد الخفي التقي ».
    وفي حديث معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله يحب من عباده الأخفياء الأتقياء، الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم ».
    وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: طوبى لكل عبد لم يعرف الناس ولم تعرفه الناس، وعرفه الله منه برضوان، أولئك مصابيح الهدى، تجلى عنهم كل فتنة مظلمة.
    وقال ابن مسعود رضي الله عنه: كونوا جدد القلوب، خلقان الثياب، مصابيح الظلام، تخفون على أهل الأرض وتعرفون في أهل السماء.
    فهؤلاء أخص أهل الغربة، وهم الفرارون بدينهم من الفتن ، وهم النزاع من القبائل الذين يُحشرون مع عيسى عليه السلام، وهم بين أهل الآخرة أعز من الكبريت الأحمر، فكيف يكون حالهم بين أهل الدنيا، وتخفى حالهم غالبا على الفرقتين كما قال:
تواريت عن دهري بظل جناحه ... فعيني ترى دهري وليس يراني
ولو تسئل الأيام ما اسمي لما درت ... وأين مكاني ما فرعن مكاني
ومن ظهر منهم للناس فهو بينهم ببدنه، وقلبه معلق بالنظر الأعلى كما قال أمير المؤمنين رضي الله عنه في وصفهم:
جسمي معي غير أن الروح عندكم ... فالجسم في غربة والروح في وطن
وكانت رابعة العدوية - رحمها الله تعالى - تنشد في هذا المعنى:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي ... وأبحت جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للحبيب مؤانس ... وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
   وأكثرهم لا يقوى على مخالطة الخلق فهو يفر إلى الخلوة ليستأنس بحبيبه، ولهذا كان أكثرهم يطيل الوحدة.
   وقيل لبعضهم: ألا تستوحش؟ قال: كيف أستوحش وهو يقول: أنا جليس من ذكرني ؟.
   وقال آخر: وهل يستوحش مع الله أحد؟.
   وعن بعضهم: من استوحش من وحدته فذلك لقلة أنسه بربه.
   وكان يحيى بن معاذ كثير العزلة والانفراد فعاتبه أخوه فقال له: إن كنت من الناس فلا بد لك من الناس،    فقال: يحيى: إن كنت من الناس فلا بد لك من الله.
   وقيل له: إذا هجرت الخلق مع من تعيش؟ قال: مع من هجرتُهم له.
   وأنشد إبراهيم بن أدهم:
هجرت الخلق طرًّا في هواكا ... وأيتمت العيال لكي أراكا
فلو قطعتني في الحب إربا ... لما حن الفؤاد إلى سوكا
   وعوتب ابن غزوان على خلوته فقال: إني أصبت راحة قلبي في مجالسة من لديه حاجتي.
   ولغربتهم من الناس ربما نُسب بعضهم إلى الجنون لبعد حاله من أحوال الناس كما كان أويس يُقال ذلك عنه.

7 - يونيو - 2009
مفهوم دمعة غربة
تتمة    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

والجامع بين جميع من كان في قلبه الحسد تمني زوال النعمة عن المحسود، قال معاوية رضي الله عنه: " كل إنسان أقدر على أن أرضيه، إلا الحاسد، فإنه لا يرضيه إلا زوال النعمة "[3]
 وقال: " ليس في خلال الشر خلة أعدل من الحسد، تقتل الحاسد قبل المحسود "[4]
  ومنه الحسد في النبوة والرسالة والحكمة والعلم، قال تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما}
  وحسد المشركين وأهل الكتاب لمن آمن من المؤمنين بالله ورسوله {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}
  قال الإمام الغزالي: " أما الحسد: فهو متشعب من الشح، فإن البخيل هو الذي يبخل بما في يده على غيره، والشحيح هو الذي يبخل بنعمة الله تعالى وهي في خزائن قدرته تعالى، لا في خزائنه، على عباد الله فشحه أعظم، والمحسود هو الذي يشق عليه إنعام الله تعالى من خزائن قدرته، على عبد من عباده بعلم أو مال أو محبة في قلوب الناس، أو حظ من الحظوظ، حتى أنه ليحب زوالها عنه، وإن لم يحصل له بذلك شيء من تلك النعمة؛ فهذا منتهى الخبث؛ فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).
والحسود هو المعذب الذي لا يرحم، ولا يزال في عذاب دائم في الدنيا إلى موته، ولعذاب الآخرة أشد وأكبر "[5]
  ومما قيل في ذلك من الشعر:
كلُّ العداوة قد ترجى إماتتها *** إلا عداوة من عاداك من حسد
وقال ابن المعتز:
قل للحسود إذا تنفس: طعنة *** يا ظالماً وكأنه مظلوم
وقال أبو تمام:
وإذا أراد الله نشر فضيلةٍ *** طويت أتاح لها لسان حسود
  الرسالة القشيرية
  وقال آخر:
حَسَدُوا الفتى إذْ لم ينالوا سعيَهُ *** فالناسُ أعداءٌ لهُ وخصومُ
كضرائرِ الحسناءِ قُلْن لوجهِهَا *** حسداً ومقتاً إنهُ لذميمُ
وقال زهيرٌ :
مُحسَّدُون على ما كان من نِعَمٍ *** لا ينزعُ الله منهمْ ما له حُسِدوا
وقال آخرُ :
همْ يحسدوني على موتي فوا أسفاً *** حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ
  قال الإمام الغزالي: " الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب، ولا تداوى أمراض القلوب إلا بالعلم والعمل. والعلم النافع لمرض الحسد هو أن تعرف تحقيقاً أن الحسد ضرر عليك في الدنيا والدين، وأنه لا ضرر فيه على المحسود في الدنيا والدين بل ينتفع به فيهما "[6]
   وقال:
 " مثال القلب المشحون بهذه الخبائث مثال دمل ممتلئ بالصديد والمدة وقد لا يحس صاحبه بألمه ما لم يتحرك أو يمسه غيره،فإن لم يكن له يد تمسه أو عين تبصر صورته ولم يكن من يحركه ربما ظن بنفسه السلامة ولم يشعر بالدمل في نفسه وأعتقد فقده.ولكن لو حركة محرك أو إصابة مشرط حجام لانفجر منه الصديد وفار فوران الشيء المختنق إذا حبس عن الاسترسال،فكذلك القلب المشحون بالحقد والبخل و الحسد و الغضب وسائر الأخلاق الذميمة إنما تتفجر منه خبائثه إذا حرك " إحياء علوم الدين.
 
 
 - إحياء علوم الدين (3 / 185)، الرسالة القشيرية.[3]
 - الرسالة القشيرية، لأبي القاسم القشيري.[4]
 - بداية الهداية.[5]
 - إحياء علوم الدين (3 / 192).[6]
 

12 - أكتوبر - 2009
الإنفلونزا الحقيقية
 2  3  4  5  6