 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | حروف على الشاشة الزرقاء كن أول من يقيّم
حروف على الشاشة الزرقاء...
(1)
ما زلنا ورقيين، ربما لأننا لم نخترع جهاز الكمبيوتر فنحسه غريباً عنا وإن كنا نتمتع به، كالفقير الذي تتاح له فرصة الدخول إلى فندق فخم لبضع ليال، يتلفت يمنة ويسرة وتراوده نفسه على التلصص على كل قطعة فيه، وربما سرقة الصابونة المعطرة في حماماته. ولذلك لن يكون حكمنا دقيقاً بقدر ما هو حكم انطباعي، ولاسيما أن هذه التقنية تتطلب مهنية وحرفية وحذقاً عملياً ونظرياً، وهو ما يفرض نفسه على أحكامنا وآرائنا ودرجة الاستفادة من هذه التقنية.
ما زلنا ورقيين... ننظر بريبة إلى هذه الشريعة الإلكترونية التي ستجبّ ما قبلها، ونحن نردد: (بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا).
(2)
حين نتكلم عن النشر الإلكتروني يتبادر إلى الذهن النشر الورقي بملابساته كلها... ذلك النشر الذي مازال أصحابه، وأنا منهم، يتوهمون أنه وحده الذي يحقق الشرعية الأدبية، وهو وحده الذي ما زال يرضي غرور صاحبه حين يلتمع اسمه على غلاف كتاب أو في صفحات مجلة أو صحيفة... وهم لن يطول أمام السرعة النيزكية لاندياح الشريعة الإلكترونية في حياتنا، ولا يخالجني أي شك في الجهة التي ستحسم المعركة في المستقبل القريب.
هل آن لنا أن نودع معابدنا القديمة ونتمسح بها للمرة الأخيرة قبل أن نهدمها بأيدينا? ربما، ولكن بشرط ألا نكون من المؤلفة قلوبهم.
(3)
أستطيع أن أعدد عشرات الفوائد للنشر الإلكتروني، كالسرعة والتواصل والامتداد والحرية والحيوية والفاعلية... بوساطة آلة تحول المكان إلى زمان، تختصر جميع النشاطات والمنجزات الإنسانية في شاشة زرقاء تفيض بكل ما يخطر على البال وما لم يخطر... إنها العالم مركزاً في مربع محدد ولكنه لا نهائي في أعماقه وأغواره.
كل ذلك وما زلنا في الخطوة الأولى من الدرب، "فكيف وقد خب المطي بنا عشرا"?
(4)
العالم سيكون واحداً، كما حلم به أول نبي إلى آخر فيلسوف، هذا زمن الدينونة الذي بشر به المسيح وماركس وجميع أنبياء الإيمان والإلحاد، ولكنه عالم واحد متعدد كأي (مركّب) واحد يتألف من عناصر متعددة. ولذلك نجد أن النشر الإلكتروني يوحد بين المبتدئ والمحترف، والضعيف والقوي، والغني والفقير. إنها قيامة ماركس الإلكترونية، أو قل إنها الشيوعية الإلكترونية، والجنة الإلكترونية. قد يبدو ذلك من سلبيات النشر الإلكتروني لأننا تعودنا على التفاوت الطبقي في حياتنا وفي ثقافتنا، ولكن هذه المشاعية الإلكترونية ستوفر للإنسان فرصة العودة إلى اصله الطبيعي قبل أن تسود شريعة السيف والتملك.
هل نقول: "يا أزرار الكمبيوترات اتحدي!"?
(5)
لماذا يبدو النص مبتذلاً في النشر الإلكتروني? هل لأننا نزعنا عنه جبته الورقية الرصينة الثابتة الفخمة? هل لأنه يعرض في العراء الإلكتروني على مرأى من المتصفحين جميعاً? هل لأننا أخرجناه من متحفه الجليل (الكتاب)، ذلك المعبد الذي كم ركعنا في محاريبه بإجلال وخشوع، ذلك الكتاب الذي رفعناه على الرفوف كأيقونة مقدسة...
زمن القداسة ولى، لأن القداسة تكون في الإخفاء والحجب، وهذا زمن الكشف والعري.
سيمر وقت _ليس طويلاً_ ليأخذ النص الإلكتروني دوره في حياتنا، حين تنتشر هذه التكنولوجيا في جميع الأوساط الشعبية كما انتشر المذياع والمسجلة.
(6)
أي سلبية نراها في النشر الإلكتروني هي من مخلفات الجاهلية الورقية، وككل شريعة فإن قوانينَ جديدة ستتحكم في التعامل مع الخارجين عليها. غير أن ميزة الإلكترون الحركية ستجعل جميع معطياته متحركة لا تعرف الثبات.
مرة أخرى، تثبت لنا المادة أنها حين تشفّ قادرة على أن تفيض علينا بكل حاجاتنا الروحية.
(7)
لقد حصحص فجر جديد، وسنجد البشرية تدخل في الشريعة الإلكترونية أفواجاً.
04-08-2004 14:21 IP
| 5 - أغسطس - 2004 | النشر الإلكتروني و أثره على الكتاب العربي |
 | الاهتمام بالطفل هو الأساس كن أول من يقيّم
يحدد الكاتب الروسي مكسيم غوركي هدفه من الكتابة للأطفال بأنه يريد تحويل العالم كله إلى بيت لُعَب، وهي مقولة ذات أهمية كبيرة، لأن الطفل يحب اللعب، ولذلك علينا أن نعلمه ونربيه عن طريق اللَّعِب، بعيداً عن الوعظ والإرشاد المباشر، وكما قال الشاعر التركي ناظم حكمت في قصيدة له مخاطباً الطفل: "الشيطنة من حقك"، فإن الطفل لا يمكن أن يقتنع بمن يعلمه إذا لم يلعب معه، ومن هنا فإن الكتابة الجيدة للأطفال لا تكتمل إذا لم تقدم بشكل جميل، من طباعة وإخراج ورسوم وألوان... وهذا ما نفتقده في كتبنا الموجهة إلى الأطفال. بالنسبة إلي قدمت مجموعتين شعريتين للأطفال، وعدة قصص منشورة في مجلة "أسامة"، ولكن إمكانات الطباعة المتكاملة في بلدي غير متوفرة، لأن طباعة كتب الأطفال مكلفة جداً، فلم أكن راضياً عن كتابيّ. فالمسؤولية كما أرى لا تقع على عاتق الكاتب، وإنما على عاتق المؤسسات، وعلى السياسة الثقافية في بلداننا، وللعلم فإن طباعة مجلة فنية سخيفة (وما أكثرها) قادرة على تمويل عشرين كتاباً للأطفال. وفي انتظار تغير مجتمعاتنا وتطورها الحقيقي لا الظاهري علينا أن نحفر حقولنا بأظافرنا. | 5 - يناير - 2006 | ادب الاطفال |
 | جهد عظيم كن أول من يقيّم
الأستاذ زهير:
أحني أعشابي لنسيمك... جهد عظيم، كم نحن مدينون لك! | 9 - فبراير - 2006 | مئات الدواوين العراقية الضائعة في العصر العباسي |
 | ليس توقيفياً كن أول من يقيّم
كيف يكون خط المصحف توفيقياً وقد نسخه البشر، وأضافوا إليه النقاط والشكل? وإنما حرص المسلمون على الخط الذي وجدوه عليه خوفاً من التصحيف والتحريف، ولكن في هذا العصر لا يمكن قبول هذه الحجة، في زمن التحقيق العلمي، غير أن رهبة موضوع الخط القرآني (وهو خط فيه الكثير من خصائص الكتابة القديمة كالحيرية والنبطية والأنبارية) تقف عائقاً أمام الناس. وهناك سؤال مهم: ألم يكن الوحي ينزل على نبي أمي? ومعنى ذلك أن رسم الحروف والخط كان مما عهده وعرفه كتاب الوحي ليس غير، فلا يجوز أن يكون رسمه بوحي إلهي، إذ لا يوحى إليهم كما يوحى إلى النبي، مثل ترتيب الآيات التي وردت فيها أحاديث نبوية في صددها. وخلاصة القول أن الحفاظ على الرسم القرآني الأول هو كالحفاظ على أي وثيقة تاريخية لا يستحب فيها التغيير، لأنه صورة عن نمط الكتابة في زمن الرسالة، فلا بأس أن يبقى رسم المصحف على ما هو عليه، ولكن يجب التبسط في الاستشهاد والنقل منه بأن تكتب الآيات وفق القواعد الخط المعاصر. | 15 - يونيو - 2006 | رأي ابن خلدون في رسم المصحف |